الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد لا نزال في تفسير قوله جل وعلا الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم اه سبق في الدرس الماضي ان بينا ان الله نور السماوات والارض ان معنى ذلك منور السماوات والارض منور السماوات والارض وقال ابن عباس هادي السماوات والارض وقال ايضا ابن عباس يدبر الامر فيهما نجومهما وشمسهما نجومها نجومهما وشمسهما وقمرهما وذكرنا ايضا قول العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله بانه قال معنى الاية منورها الله نور السماوات والارض اي منورها وذكرنا اقوال اهل العلم وذكرنا ان الطبري اختار هادي السماوات هادي اهل السماوات والارض الحاصل ان الله نور السماوات والارض الله نور السماوات والارض اي الذي انارهما منورهما بالشمس والقمر والكواكب وايضا ذكرنا ان النور يضاف الى الله جل وعلا على نوعين النوع الاول اضافة صفة الى موصوف فالله جل وعلا موصوف بالنور و نور وجهه تضيء له السماوات والارض وسبحات وجهه وسبحات وجهه ونور وجهه لو كشفها لاحرقت منتهى اليه بصره جل وعلا. وذكرنا ايضا الحديث الذي فيه انت نور السماوات والارض فالقسم الاول يضاف الى الله جل وعلا من باب اضافة الصفة الى الموصوف فالله يوصف بالنور وبانه ذو نور جل وعلا وهذه صفته ليست من مخلوقة والنوع الثاني او القسم الثاني يضاف اليه باعتبار ان النور خلقه وهو ايظا قسمان كما قال الشيخ ابن سعدي والشيخ ابن عثيمين ان نوره المخلوق قسمان حسي ومعنوي فالحسي كضوء الشمس والقمر والنجوم ونور معنوي وهو ما يقوم في قلوب المؤمنين او في قلب المؤمن من العلم والايمان الاية معنا الله نور السماوات والارض هذا اثر صفته لا صفته جل وعلا هذا اثر الصفة انه ينور او نور السماوات والارض بما اودع فيها من الكواكب وتنازع العلماء هل يثبت اسم النور لله جل وعلا فذهب الى ذلك بعض اهل العلم ذهب اليه ابن خزيمة وابن القيم حتى ان ابن القيم قال في نونيته والنور من اسمائه ايضا ومن اوصافه سبحان ذي البرهان سبحان ذي البرهان وذهب كثير من اهل العلم الى عدم اثبات صفتي عدم اثبات اسم النور لانه لم يثبت لم يرد في حديث صحيح تسميته بالنور والاحاديث الواردة في هذا المراد بها صفته فهو ذو نور جل وعلا ولم يثبت شيء من ذلك وبهذا قال جمع من اهل العلم ومنهم اللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية برئاسة الشيخ بن باز رحمة الله عليه وايضا افتى الشيخ ابن باز فتوى خاصة بانه ليس من اسمائه لما سأله رجل يسمى بعبدالنور قال لا لا يجوز لانه لم يثبت ان النور من اسماء الله جل وعلا وافتى به جمع من اهل العلم وهذا هو الاظهر والله اعلم لانه لم يرد اسم النور بسند صحيح ايضا وممن قال بذلك العلامة الالباني ولما نوقش في هذا قال لم ارى في حديث صحيح ما يدل على ان من اسمائه النور سبحانه وتعالى قال جل وعلا الله نور السماوات والارض اي منورهما بما اودع فيهما من الكواكب والشمس والقمر وهو فهي تضيء بخلقه له فهو خلقها وجعلها مضيئة في السماوات وفي الارض. الله نور السماوات والارض مثل نوره هناك قراءة لكنها شاذة ولعلنا اشرنا اليها في الدرس الماضي ان هناك من قرأ الله نور السماوات والارض وهذا المعنى صحيح هذا المعنى صحيح الله نورهما ومنورهما بما اودع فيهما من الضياء لكنها كقراءة فهي شاذة ثم قال مثل نوره كمشكاة. قال ابن كثير رحمه الله هذا الظمير مثل نوره الهاء يعود على من؟ قال هذا الضمير فيه قولان. احدهما انه عائد الى الله عز وجل اي مثل هداه في قلب المؤمن قاله ابن عباس كمشكات والثاني ان الضمير عائد الى المؤمن الاول انه عائد الى الله جل وعلا اي مثل هدى في قلب المؤمن كالمشكاة او كمشكاة قاله ابن عباس والقول الثاني ان الضمير عائد الى المؤمن الذي دل عليه سياق الكلام وتقديره مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه كما قال تعالى افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه فشبه قلب المؤمن في صفائه في نفسه بالقنديل من الزجاج الشفاف الجوهري وما يستهديه من القرآن والشرع بالزيت الجيد الصافي المشرق المعتدل الذي لا فيه ولا ولا انحراف وقد جاءت في ذلك قراءة لكنها ايضا قراءة شاذة. فقد جاء عن الضحاك آآ فقد جاء عن سعيد بن جبير وعن ابن عباس انه قرأها مثل نور من امن بالله الاية التي معنا مثل نوره كمشكاة جاء في قراءة مثل نور من امن بالله فالحاصل ان ان المراد بالنور هو ما يجعله الله جل وعلا في قلب المؤمن وهو ايضا نور مخلوق لان الله يخلق فيه الايمان فيضيء بالقرآن وباتباع الحق وبالايمان بالله جل وعلا قال جل وعلا مثل نوره كمشكاة المشكاة فيها اقوال في القول الاول وهو قول ابن عباس ومجاهد ومحمد ابن كعب وغير واحد قال هو موضع الفتيلة من القنديل هذا هو المشهور قاله ابن كثير الفتيلة من القنديل. القنديل هو السراج السراج ونحوه قديما قبل مجيء الكهرباء كان يوضع فيه فتيلة هذه الفتيلة آآ توضع يوضع اسفلها الزيت يعني تتشرب الزيت فيضيئون او يوقدون نارا في اعلاها فاذا اوقدوه اه اضاء وبقي كالسراج وكنور الكهرباء فقالوا المشكاة هنا كمشكاة هي موضع الفتيلة موضع الفتيلة قال ابن كثير هذا هو المشهور ولهذا قال بعده فيه مصباح وهو الذبابة التي تضيء الذبالة يقصد الظوء لما توقد النار برأس هذه الفتيلة الذي يمدها الزيت فانها تشتعل منها نار ذبالة يسمونها صفراء قال فالمشكاة هي موضع الفتيلة من القنديل القول الثاني قال ان المراد بالكوة المراد بالمشكاة هي القوة في الحائط غير نافذة كان من قديم يحفرون في الجدار شبه النافذة صغيرة قوة لكن ما يجعلونها نافذة بحيث انها تخرق الجدار لا مثلا يحفرون الى نصف الجدار من الطين او نحوه فيسمونها قوة والغالب انه توضع فيها الاشياء. احيانا يوضع فيها القنديل او السراج يوضع فيها حتى يضيء للبيت كله او لكل من حوله ويكون بعيدا عن الناس لئلا تنطفئ ناره وعلى المراد به القوة. لكن هذا بلغة الحبشة. قاله مجاهد وزاد غيره المشكاة القوة التي لا منفذ لها وجاء المجاهد ان القوة ان المشكاة هي الحدائد التي يعلق بها القنديل الحدائد قديما يعلقون القنديل اما يضعونه في الكوة او يعلقونه بحدائد اه يغرزونها في الجدار فيعلقون بها الاشياء وجاء عن ابي بن كعب ذكره الطبري آآ واسنده ان المراد بالمشكاة هو صدر المؤمن المشكاة هي صدر المؤمن اهذه الاقوال يعني ليست ببعيد متقاربة لان من اراد من قال هو صدر المؤمن يعني اشار الى ما فيه من الايمان وهو مثل آآ موقد الفتيلة او الذبالة التي تكون في الفتيلة في رأس الفتيلة في القنديل والغالب ان القنديل يوضع ايضا في آآ قوة في الجدار وتكون غير نافذة ومع ذلك قال ابن كثير والقول الاول اولى وهو ان المشكاة هي موضع الفتيلة من القنديل ولهذا قال فيها مصباح وهو النور الذي في الذبالة كمشكاة فيها مصباح هذه المشكاة فيها مصباح آآ والمصباح كما قال ابي بن كعب قال هو النور وهو القرآن والايمان الذي في صدره وقال السدي هو السراج وقال غيرهم المصباح يعني هو الضوء الذي يضيء في اعلى الفتيلة ثم قال المصباح يعني هذا المصباح في زجاجة في زجاجة والمراد بالزجاجة هنا كما قال ابن كثير قال هو الضوء هو هذا الضوء مشرق في زجاجة صافية وقال ابي بن كعب وغيره وهو نظير قلب المؤمن يعني مثل الزجاجة الشفافة التي يرى ما فيها ثم قال الزجاجة كانها كوكب دري دري فيه قراءات القراءة الاولى قرأ ابو عمرو والكسائي دري بكسر الدال وبعد الراء ياء ساكنة مدية بعدها همزة كانه كوكب دري آآ بالهمزة وقرأ يعني على وزن فعيل بتشديد العين على وزنه في السيق وسكير وهكذا وقرأ شعبة همزة دري درء بضم الدال يعني القراءة مثل القراءة السابقة الا ان السابقة بكسر الدال وهذه بضم الدال. دري قرأ الباقون دري بضم الدال وبعدها الراء وبعد الراء ياء مشددة من غير همز ولا مد كانه كوكب دري ووجهوا هذه القراءات فمن قال كانه كوكب دري قيل المراد انه من الدر كأنه كوكب من الدر والدر معروف بجماله وحسنه ولمعانه وقيل انه دري مأخوذ من الدفع يقال درأ كذا يعني دفعه دري يعني ان هذا الكوكب او هذا المصباح يدفع بنوره من من ان ينظر اليه ده الريق يعني يدفع من الدرع وهو الدفع يتدارؤون يتدافعون فهو لشدة نوره يدفع من نظر اليه فلا يستطيع ان ينظر اليه من جماله وقوة اضاءته او انه دري يأخذ مأخوذ من الاضاءة وهذا هو المعنى والله اعلم المعهود الذي هو الظاهر انه مضيء يعني شديد الاضاءة وشديد الاستنارة وان كان القول الاخر ليس ببعيد منه هو يقول يعني مضيء بشدة لكن قيل له دري لانه يدرأ ويدفع من نظر اليه آآ يغض بصره لشدة اضاءته فالحاصل ان فيه بيان شدة اضاءة هذا المصباح وهذا مثل قلب المؤمن فانه بما فيه من الايمان والقرآن فانه يضيء وينير لصاحبه الطريق لا شك في ذلك هذا امر معروف قال يوقد من شجرة كأنه كوكب دري اه او كأنها كأن الزجاجة كوكب دري مثل النجم شديد الاضاءة لما تنظر اليه اه ايضا آآ كلمة يوقد آآ نعم في قوله جل وعلا يوقد توقد اكثر من قراءة فقرأ حمزة وشعبة والكسائي توقد بالتاء بالتاء المضمومة وقرأ ابن كثير وابو عمرو بفتح التاء وتشديد القاف توقد وايظا قرأ توقدوا وقرأ الباقون بياء التحتية يوقد ففيها ثلاث قراءات والمعنى واضح يوقد من شجرة مباركة وهي شجرة الزيتون كما بينه جل وعلا قال يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية فهذه الشجرة المباركة هي شجرة هي شجرة الزيتون هي شجرة الزيتون واخبر بانها مباركة عظم شأنها والله جل وعلا سماها بذلك في كتابه الكريم وايضا قال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا قال الذي باركنا حوله فهي شجرة مباركة واثنى الله عز وجل واقسم بها في كتابه فقال جل وعلا والتين والزيتون والتين والزيتون فهي شجرة مباركة ولهذا قال هنا من شجرة مباركة اي كثيرة البركة كثيرة البركة زيتونة وايضا يدخل في كثرة البركة كثرة المنافع كثرة المنافع الحاصلة منها قال جل وعلا من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يعني هذه الشجرة شجرة الزيتون آآ لا شرقية ولا غربية يعني وظعها بين اشجار الزيتون ليست في الجهة الشرقية فلا تصيبها الشمس في اخر النهار وليست بغربية فلا تصيبها الشمس ب اول النهار لا شرقية فلا تصيبها الشمس اخر النهار ولا غربية فلا تصيبها الشمس اول النهار فتصيبها الشمس في جميع اليوم ولا يحبس الشمس عنها شيء وهذا هو قول جماهير اهل العلم هذا عليه اكثر اهل العلم ولهذا قال ابن كثير اي ليست قال زيتونة بدل او عطف بيان اه من شجرة قال اي ليست في غربي بقعتها فلا تصل اليها الشمس من اول النهار ولا في شرقها فيتقلص عنها قبل الغروب بل هي في مكان وسط تفرعه الشمس تفرعوا يعني تعلوه بل هي في مكان وسط تفرعه الشمس من اول النهار الى اخره فيجيء زيتها صافيا معتدلا مشرقا وجاء نحو ذلك عن ابن عباس او اسنده الى ابن عباس قال هي شجرة بالصحراء لا يظلها شجر ولا جبل ولا كهف ولا يواليها شيء وهو اجود وهو اجود لزيتها وقال نحوه عكرمة قال هي بصحراء ذلك اصفى لزيتها وايضا قال عكرمة وسأله رجل عن هذه الاية زيتونة لا شرقية ولا غربية قال تلك زيتونة بارض فلاة اذا اشرقت الشمس اشرقت عليها واذا غربت غربت عليها فذاك اصفى ما يكون من الزيت وذكر اقوالا اخرى لكن هذا هو اظهرها واعدلها وهو ظاهر القرآن وانه كلما كانت تصيبها الشمس اكثر فان هذا يكون اجود لها واطيب واجود لزيتها الذي يستخرج منها قال جل وعلا آآ او نذكر ترجيح ابن كثير بعد ان ذكر جملة من الاقوال لكن بعضها مرجوح قال واولى هذه الاقوال القول الاول وهو انها في مستوى من الارض في مكان فسيح بارز ظاهر ظاح للشمس تفرعه من اول النهار الى اخره ليكون ذلك اصفى لزيتها والطف كما قاله غير واحد ممن تقدم. ولهذا قال زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم يعني كضوء اشراق الزيت يعني يكاد زيتها لجودته وحسنه يضيء من نفسه ولو لم تمسسه نار لانه هو لا يضيء الا اذا مسته النار لكن لجودته وصفائه يكاد يضيء بنفسه قبل ان توقد فيه النار. ثم قال جل وعلا نور على نور قال العوفي يعني بذلك ايمان العبد وعمله نور على نور ايمان العبد وعمله وجاء عن ابي ابن كعب انه قال نور على نور فهو يتقلب في خمسة من النور فكلامه نور وعمله نور ومدخله نور ومخرجه نور ومصيره الى النور يوم القيامة الى الجنة قال السدي نور على نور نور النار ونور الزيت حين اجتمعا اضاء ولا يضيء واحد بغير صاحبه كذلك نور القرآن ونور الايمان حين اجتمع فلا يكون واحد منهما الا لصاحبه هذا كلام جميل يقول نور على نور اي نور الزيت نور النار ونور الزيت لما اجتمعا قال كذلك مثل نور القرآن ونور الايمان اذا اجتمعا لكن اذا كان الانسان يحفظ القرآن لكن ليس بمؤمن او منافق ما ينفعه ذلك كذلك الايمان لا يستقيم الا بالقرآن لانه هو الذي ينمي القرآن هو الذي ينمي الايمان ويزيده وينبته في قلوب اهل الايمان قال جل وعلا يهدي الله لنوره من يشاء يهدي الله لنوره من يشاء قال ابن كثير اي يرشد الله الى هدايته من يختاره كما جاء في الحديث الذي رواه الامام احمد والترمذي والحاكم وصححه وحسنه الترمذي وصححه الحاكم والالباني عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمة ثم القى عليهم من نوره يومئذ فمن اصابه من نوره يومئذ اهتدى من اخطأه ظل فلذلك اقول جف القلم على علم الله جل وعلا ثم قال جل وعلا ويضرب الله الامثال للناس اه او قبل ان نتجاوز هذه الاية المراد هنا ان الله جل وعلا يهدي من يشاء ويظل من يشاء وان كان الله جل وعلا قد انزل الهدى وارسل الرسل وانزل الكتب وبين الحق وترك للعبد حرية الاختيار فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر فالعبد لا يحاسبوا ولا يجازى على علم الله السابق لكن الله يخلقه ويوجده ثم يأمره وينهاه ويمكنه ويجعل له حرية واختيار فيختاروا ما يختار ويجازى على اختياره هو ولا شك ان اختياره لا لا يخرج عما قضاه الله وقدره. لكنه حينما يباشر الامور يباشرها مباشرة المستقل المختار لانه لا يدري ماذا كتب الله وماذا قدر في اللوح المحفوظ فالله جل وعلا يهدي من يشاء ويضل من يشاء والعبد يهتدي او يضل ولكن هدايته وظلاله تابعة لهداية الله جل وعلا واظلاله لمن اضل وليس بمعذور لانه يقدم على الامور باختياره وتقوم عليه الحجة ويدعى ويخوف ويبين له المآل والجزاء فيختار الشقي نسأل الله العافية طريق الظلال والمؤمن يختار طريق الهدى قال جل وعلا ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم قال ابن كثير لما ذكر تعالى هذا مثلا لنوره لنوره هداه في قلب المؤمن ختم الاية بقوله ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم. اي هو اعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الاضلال فيسر كل احد لما خلقه له وهذا مثال عظيم حيث ان الله جل وعلا يضرب الامثال لاجل ان ينتفع بها الناس ويتعظون ويعقلون عن الله مراده والله جل وعلا بكل شيء عليم قد احاط علمه بكل شيء ولهذا جاء ما هذا المثل في غاية الحسن اتقان والنفع والبيان والايضاح فيهتدي به من وفقه الله للهدى يعرض عنه من اظله الله وختم على قلبه وبصره ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد