بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فكنا قد انتهينا الى قوله جل وعلا او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور اه هذه الاية تقدمها قوله جل وعلا والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب وقد ذكرنا كلام الحافظ ابن كثير انه قال هذان مثلا ضربهم الله تعالى لنوع الكفار لان الكفار فيهم الرؤوس وفيهم الاتباع فابتدأ بضرب المثل للرؤوس وهم الذين جهلهم جهل مركب فالذين كفروا مثل اعمالهم كمثل السراب الذي يتراءى في المفاوز والصحراء انهما في قيعة من الارض فاذا يحسبه الظمآن العطشان يظنه ماء فيذهب اليه فاذا جاءه لم يجده شيئا لانه سراب فكذلك اعمال الكفار التي يعملونها هي كالسراب التي تظن انها التي يظنون انها تنفعهم ولكن اذا جاء يوم القيامة لم يجدوها شيئا ووجدوا الله حينما يرجعون اليه ويردون اليه فيوفيهم حسابهم وجزاءهم على اعمالهم والله سريع الحساب يحاسب عباده في لحظة واحدة جميعهم جل وعلا ثم قال او كظلمات وذكرنا ان او هنا للتنويع ليست للشك وانما هي للتنويع والمراد به هنا النوع الثاني من الكفار وهم الاتباع الذين جهلهم او اصحاب الجهل البسيط قال ابن كثير وهم الطماطم الاغشام المقلدون لائمة الكفر الصم البكم الذين لا يعقلون فهؤلاء هم الاتباع فهم يعيشون في ظلمات فمن كان في ظلمات في بحر لجي قال ابن القيم الظلمات ظلمة الجهل وظلمة الكفر وظلمة اتباع الهوى وظلمة الشك والريب وظلمة الاعراض عن الحق وقال ابي بن كعب قبل ذلك ظلمات بعضها فوق بعض قال يتقلب في خمسة من الظلم كلامه ظلمة وعمله ظلمة ومدخله ظلمة ومخرجه ظلمة ومصيره يوم القيامة الى الظلمات الى النار فهو في ظلمات بعظها فوق بعظ قال كظلمات في بحر لجي والبحر اللوجي هو العميق منسوب الى لجة البحر وهو معظمه فهو البحر العميق اللجي هو البحر العميق الذي لا يدرك عمقه ولا قعره لطوله فمن كان باسفله فانه يكون في ظلمة شديدة وهي ظلمة الماء الذي يكون فوقه ويحول بينه وبين ضوء الشمس وهذا البحر يغشاه موج من فوقه من اعلاه يغشاه موج فيزيده ظلمة الى ظلمة ومن فوقه موج فيغشاه موج من فوقه موج من فوقه موج موج فوق موج فوق البحر فيزيده ظلمة الى ظلمة من فوقه سحاب قد غطيت السماء بالسحاب فلا يرى نور القمر ولا نور الشمس هذه حال هؤلاء الكفار فهم في ظلمات ظلمات عظيمة ظلمة الجهل وظلمة الشك وظلمة الاعراض عن الحق وظلمة الكفر وظلمة اتباع الهوى ظلمات بعضها فوق بعض وهذا دليل على شدة ظلمتها لان هذه الظلم ليست متفرقة من اليمين ومن الشمال ومن الامام ومن الخلف لا كلها فوقه فوق الكافر بعضها فوق بعض بمعنى ان الظلمة تزيد وراءها ظلمة فظلمة البحر ثم ظلمة الموت ثم ظلمة الموجة الاخر الذي فوقه ثم ظلمة السحاب فتكون الظلمة شديدة ولهذا قال اذا اخرج يده لم يكد يراها لم يكد لم يقارب ان يراها مع ان يده قريبة منه ويضعها امام عينيه فلا يراها لشدة الظلمة التي هو فيها فكذلك هؤلاء الكفرة في ظلمة عظيمة وظلم عظيمة جدا نسأل الله العافية والسلامة وسبيل النجاة من ذلك هو الايمان بالله ورسوله واتباع الحق والمحافظة على الاعمال الصالحة فيكون نورا الى نور ولهذا قال هنا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور من لم يجعل الله له نورا يهتدي به وهو نور الايمان والتقوى فلا هادي له فما له من نور قال ابن كثير اي من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر كما قال تعالى من يضلل الله فلا هادي له فهذا في حق هؤلاء الكفرة المعرضين عن الحق قال لهم ذلك ومن لم يجعل له له نورا فما له من نور وهذا مقابل ما قال في المؤمنين الذي مر معنا في الايات السابقات ان الله قال يهدي الله لنوره من يشاء فالايمان نور يضيء للانسان طريقه وحياته وجميع شؤونه ويهديه الى النور والى دخول الجنة والنجاة من النار والكافر المعرظ عن الحق المتبع لهواه هو في ظلم لا يستطيع ان يخرج منها ولا يبصر الحق فالواجب على من نصح نفسه ان يتقي الله ويلتزم بامر ربه فيفعل الاوامر ويجتنب النواهي ويقف عند حدود الله حتى يكون على نور ويزداد نورا الى نور ثم بعد ان ذكر الله جل وعلا حال الكفار وما هم فيه من الظلمة من الظلمة والبعد عن الحق وفساد العمل وذهاب ثواب ما عملوا اردف ذلك ببيان قدرته جل وعلا وبيان تنزهه عن كل سوء ومكروه فقال جل وعلا الم تر ان الله يسبح له من في السماوات والارض وهذا استفهام تقريري يقرر ذلك وترى هنا هي الرؤية العلمية وليست البصرية اي الم تعلم بقلبك ولهذا يعبر عنها ابن جرير الطبري دائم بقوله الم تعلم بقلبك يا محمد فيقول الله جل وعلا الم ترى الم تعلم يا نبينا وهذا على سبيل التقرير ان الامر كذلك ان الله يسبح له من في السماوات والارض يسبح له ان ينزهه عن كل نقص وعيب مع التعظيم له سبحانه وتعالى فكل شيء يسبح له والمراد به التسبيح المعروف التسبيح الحقيقي ينزه ربه عن كل نقص وعيب وقال بعض المفسرين ان التسبيح هنا هو تسبيح الدلالة يعني وجود هذه الاشياء يحمل من يراه ان يقول سبحان الله هذا القول ضعيف ورده ابن القيم باكثر من ثلاثين وجها في مفتاح دار السعادة والاصل حمل اللفظ حمل اللفظ على ظاهره فهو التسبيح الذي يعهده المخاطبون ويعرفونه فكل شيء يسبح له جل وعلا ويبرئه عن كل نقص وعيب لكمال لكماله جل وعلا فكل من في السماوات ومن في الارض يسبح له قال والطير صافات ايضا وتسبح له الطير في حال صفوفها وطيرانها فهي تسبح الله جل وعلا وخص الطير بالذكر مع ان الطير مما في السماوات والارض قال الشوكاني وخص الطير بالذكر مع دخولها تحت من في السماوات والارض لعدم استمرار استقرارها في الارض وكثرة لبثها في الهواء وهي ليست من السماء والارض ولما فيها من الصنعة البديعة ولما فيها من الصنعة البديعة التي تقدر بها تارة على الطيران وتارة على المشي بخلاف غيرها فملخص ما ذكره رحمه الله ان الطير احيانا تكون في السماء واحيانا تكون في الارض تكون في الهواء هي بين السماء والارض فخصها بالذكر تنبيها على عظم خلق الله لها وتسخيره لها وعلى ايضا شمولها بالتسبيح فهي تسبح حتى وان كانت في الهواء ليست على الارض وليست في السماء الدنيا ولا غيرها وان كان الهواء سماء قال والطير صافات يعني والطير تسبح له في حال كونها صافة لانها تصف جناحيها وتطير في في الهواء ثم قال جل وعلا كل قد علم صلاته وتسبيحه كل راجع على من في السماوات والارض وعلى الطير كل واحد من هذه المخلوقات قد علم صلاته وتسبيحه قد علم صلاته التي امره الله بها وطالبه بها فيدخل في ذلك الجن الانس والجن وغيرهم وكذلك كل قد علم تسبيحه الذي امره الله به فتقوم هذه المخلوقات بذلك وكل منهم قد علم ما امره الله به وما اوجبه عليه وما طالبه به ثم قال والله عليم بما يفعلون قال بعض المفسرين كل الظمير راجع على الله الظمير في قوله قد علم راجع على الله وكل هؤلاء المخلوقات قد علم الله صلاتها وتسبيحها وقال بعضهم ان الظمير راجع على هذه المخلوقات فكل منها قد علم صلاته وتسبيحه ورجح ذلك الامير الشنقيطي رحمه الله وقال هذا هو الصواب ان معنى قوله كل قد علم صلاته وتسبيحة راجع على المخلوقات التي في السماوات وفي الارض قال وهذا اولى لماذا لان اذا حملناها على ذلك افدنا معنى جديدا في قوله والله عليم بما يفعلون لان الاصل في الكلام هو التأسيس لا التأكيد فلو جعلنا ان الضمير يعود على الله كل قد علم الله صلاته وتسبيحه يكون قوله والله عليم بما يفعلون تأكيد له لانه بمعناه وان جعلنا الظمير راجع على المخلوقات كل واحد منها قد علم ما امره الله به من الصلاة والتسبيح صار قوله والله عليم بما يفعلون معنى جديدا وافادنا زيادة فائدة استفدنا ان كلا من المخلوقات قد علم صلاته وتسبيحه وقامت عليه الحجة في ذلك وافادنا ان الله جل وعلا عليم بما يفعله كل هؤلاء المخلوقات التي في السماوات وفي الارض فدل على احاطة علمه جل وعلا ولا شك ان جميع المخلوقات تسبح لله سبحانه وتعالى وتنزهه لانه الكامل المنزه عن كل نقص كما قال جل وعلا تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده الا يسبح بحمده وان نافية هنا ومعناها وما من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا فسبحان من سبحت له السماوات السبع والاراضين وما فيهن وما بينهن سبحانه وتعالى وتنزه عن كل نقص وعيب فهذا يدل على كماله جل وعلا ثم قال جل وعلا ولله ملك السماوات والارض والى الله المصير بعد ان بين ان كل شيء يسبح له وينزهه لكماله عن كل نقص لكماله وتنزهه عن كل نقص وعيب بين عموم ملكه وان له ملك السماوات والارض وما فيهن وما بينهن فهو الملك حقا وهو ذو الملك العظيم فله ملك السماوات والارض يتصرف فيهن كيف شاء ويدبرهن كيف شاء ثم اخبر ان اليه المصير اليه المرجع والمآل وفيه اثبات البعث والنشور وهذا يتضمن التخويف والتحذير فمصيركم الى الله ومرجعكم اليه فاصلحوا العمل استقيموا على دينكم حتى تفلحوا وتفوزوا يوم ترجعون اليه وتقفون بين يديه جل وعلا وبه تحذير لاولئك المعرضين فاحذروا وافيقوا من غيكم وضلالكم فانكم راجعون الى الله وسيجازيكم على اعمالكم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هذه مواعظ عظيمة يا عباد الله ايها المؤمن الذي تؤمن بالبعث والنشور وتؤمن بالمصير الى الله والمرجع اليه والوقوف بين يديه والمجازاة على العمل اصلح عملك ما دمت ممهلا وتستطيع ان تستزيد من الحسنات وان تتخلص من السيئات بالتوبة والانابة والرجوع الى الله جل وعلا ثم قال جل وعلا الم تر ان الله يجزي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما بعد ان ذكر ان كل شيء ينزهه وذكر عموم ملكي وعظم ملكه اردف ذلك ببيان قدرته جل وعلا فقال الم تر وهو استفهام تقريري اي الم تعلم بقلبك يا نبينا ان الله يزجي سحابا والازجاء هو السوق شيئا فشيئا هو سوق الشيء قليلا قليلا قال ابن كثير يذكر تعالى انه بقدرته يسوق السحاب اول ما ينشئها وهي ظعيفة وهو الازجاء سوقها السوق هو الاسجاع فمعنى يزجي ان يسوقوا سحابا ينشئه في سوقه شيئا فشيئا والسحاب معروف قال ثم يؤلف بينه ثم يجمعه وهذا امر يراه الناس يرى السحاب اول ما ينشأ قليلا وضعيفا ومتفرقا ثم لا يزال يجتمع يؤلف الله بينه يجمع بعضه على بعض ثم يجعله ركاما الرقم جمع الشيء يركمه على بعضه ويجمعه على بعضه ثم ترى الودق يخرج من خلاله فترى الودق يخرج من خلاله يعني بعد ان ينشأه ويسوقه ويؤلف بينه ويا جماعة بعضه على بعض ترى الوطق يخرج من خلاله والودق هو المطر يقال ودق يدق ودقا اذا مطر فترى الودق بعينيك المطر يخرج من خلاله وخلاله اي فتوقه التي في مخارج القطر فينزل المطر من خلال هذا السحاب وتراه بام عينيك وهذا يراه الناس ويعرفونه قال ابن كثير يخرج من خلالها اي من خلله وكذا قرأها ابن عباس يخرج من خلله ثم اورد اثر عبيد بن عمير الليثي قال يبعث الله المثيرة يعني الريح المثيرة فتقوم الارض قما ثم يبعث الله الناشئة فتنشئ السحاب ثم يبعث الله المؤلفة فتؤلف بينه ثم يبعث الله اللوائح فتلقح السحاب رواه ابن جرير وابو حاتم رحمهم الله وهذا امر مشاهد ولكن لا احد يستطيع ان يفعل ذلك نشاهده ونراه ولكن لا نستطيع ان نفعل شيئا من ذلك وسبحان القدير وهذا فيه اية وعبرة وعظة ودال على قدرة الله فالقادر على ذلك قادر على اعادة خلق الخلق اعادة خلق الناس وبعثهم ومجازاتهم على اعمالهم ثم قال وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء وينزل جل وعلا يعني ترى الودغ يخرج من خلل السحاب وفتوقه وينزل جل وعلا من السماء من جبال فيها منبر وينزل من السماء وهي السحاب او مطلق السماء وهي كل ما علاك من جبال فيها وهو ان السحاب قد تراكم بعضه على بعض فصار جبالا صار جبالا عظيمة مثل الجبال وهذا يظهر المسافر على الطائرة انها ترتفع فوق السحاب ففي بعض الاحيان يكون السماء مليئا بالسحب ترى من يمينك وشمالك السحاب بعضه فوق بعض مثل الجبال فوق بعضه كأنه جبل ويرتفع فهي كالجبال وهذا هو الصحيح وليس المراد ان في السماء جبال ثابتة ينزل منها المطر كما ذهب الى ذلك بعض المفسرين بل المراد ان السحاب يتراكم بعضه فوق بعض فيصير كالجبال ويصير ثلجا متماسكا فينزل الله جل وعلا من هذه الجبال جبال السحب الجبال التي صارت جبالا من الثلج من السحاب المتراكم بعضه على بعض ينزل منها البرد وهو معروف البرد ليس مثل قطرات الماء ينزل قطع ثلج مدورة فيها الصغير وفيها الكبير فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يحتمل ان قوله فيصيب به من يشاء انه يعود على اقرب مذكور وهو البرد فيصيب بالبرد من يشاء فيضرهم باهلاك زروعهم وثمارهم ومحاصيلهم ويصرفه عن من يشاء فلا يصيبه ولا تتظرر حروثهم ولا زروعهم ويحتمل انه يعود على المطر فيكون رحمة نزوله رحمة فيصيب به من يشاء يعني يرحمهم بذلك فيصيبهم المطر ويحيي ارظهم ويسقي ارض ويسقي ديارهم ويسقي العباد والبلاد قال ابن كثير فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يحتمل ان يكون المراد بقوله فيصيب به اي بما ينزل من السماء من نوع من نوعي المطر والبرد فيكون قوله فيصيب به من يشاء رحمة بهم ويصرفه عن من يشاء ان يؤخره عنهم ان يؤخر عنهم الغيث ويحتمل ان يكون المراد بقوله فيصيب به اي بالبرد نقمة على من يشاء لما فيه من نثر ثمارهم واتلاف زروعهم واشجارهم ويصرفه عمن يشاء اي رحمة عنهم ولا شك ان كل ذلك حق فنزول البرد الذي يدمر المحاصيل هذا عقوبة من الله جل وعلا بسبب ذنوب العباد وصرفه عن من يصرفه عنه رحمة وكذلك نزول المطر رحمة من الله جل وعلا يحيي الارض تنبت الزرع اسق الناس والدواب والبهائم ويصرف عن من يشاء بسبب ذنوبهم فيصيبهم القحط قال جل وعلا يكاد سنا برقه يذهب بالابصار يكاد سناء هذا المطر النازل من السماء الذي معه البرد يكاد سنا برقه اي ضوء برقه لان السنة هو الظوء السنة بالقصر هو الظوء ضوء البرق وضوء النار والسناء ممدودة هذه هي الرفعة بشر هذه الامة بالثناء اي بالرفعة لكن هنا المراد به الظوء يكاد ضوء برقه يذهب بالابصار لشدة لمعانه اذا برك يكاد يذهب بالابصار. قال ابن كثير اي يكاد ضوء برقه من شدته يخطف الابصار اذا اتبعته وتراءته يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار التقريب تغييره هيئة الى ضدها هو تغيير تغييره من الليل الى النهار قال ابن كثير رحمه الله يقلب الليل والنهار اي يتصرف فيهما فيأخذ من طول هذا في قصر هذا حتى يعتدلا ثم يأخذ من هذا في هذا في طول الذي كان قصيرا او فيطول الذي كان قصيرا ويقصر الذي كان طويلا والله هو المتصرف بذلك بامره وقهره وعزته وعلمه ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار ايلا دليل على عظمته تعالى كما قال ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب وما بعدها من الايات الكريمات نعم يا عباد الله لذلك عبرة وعظة لكن لاولي الابصار يقول العقول والالباب التي يبصرون بها الحق ويتدبرون ويتأملون اما المعرظون لا ينتفعون بذلك والا هي عبرة للجميع لكن خص اولي الابصار لكنه خص اولوا الابصار بالذكر لانهم هم المنتفعون بذلك ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد