بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على اربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شيء قدير هذه الاية المباركة يذكر الله تعالى فيها قدرته التامة وسلطانه العظيم في خلقه انواع المخلوقات على اختلاف اشكالها والوانها وحركاتها وسكناتها من ماء واحد فمنهم من يمشي على بطنه كالحية وما شاكلها ومنهم من يمشي على رجلين كالانسان والطير ومنهم من يمشي على اربع كالانعام وسائر الحيوانات ولهذا قال يخلق الله ما يشاء اي بقدرته لانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا قال ان الله على كل شيء قدير قال ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره قوله مما المراد بها النطفة ولهذا قال الشيخ السعدي رحمه الله والله خلق كل دابة من ماء قال مادتها كلها الماء كما قال وجعلنا من الماء كل شيء حي كالحيوانات التي تتوالد مادتها النطفة فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى خلق كل دابة والدابة هي ما يدب على الارض من ماء هذا اصل خلقتها فمن هذه الدواب من يمشي على بطنه كالحيات كالحيات الحوت والدود ونحو ذلك ومنهم من يمشي على رجلين وهذا كبني ادم ومثل الطير ومنهم من يمشي على اربع وهذا سائر المخلوقات سائر الدواب والبهائم ففي هذه الاية الكريمة بيان مادة المخلوقات وانها مخلوقة من ماء وهذا دليل على عظيم قدرته جل وعلا ولهذا قال يخلق الله ما يشاء سبحانه وتعالى لانه الخلاق العليم ثم اخبر عن قدرته على كل شيء ومن كان هكذا او ومن كان كذلك فهو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له لانه يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد فيجب افراده بالعبادة وان يخص بالعبادة سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا لقد انزلنا ايات مبينات والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم اي انزل الله جل وعلا القرآن وجعله ايات دلائل موضحات ولهذا قال مبينات تبين الحق من الباطل ثم قال والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فبين ان امر الهداية اليه جل وعلا والمراد بالهداية هنا هي هداية التوفيق والله اعلم وان كانت هداية التوفيق متظمنة لهداية الارشاد والدلالة فانه مع انزاله للقرآن ايات بينات واضحات جليات ليس كل يهتدي بها ولكن يهتدي من هداه الله ووفقه فيهديه الى صراط مستقيم وهو دين الاسلام وهو اتباع ما جاء في هذه الايات البينات يقول ابن كثير رحمه الله يقرر تعالى انه انزل في هذا القرآن من الحكم والامثال البينة المحكمة كثيرا جدا وانه يرشد الى تفهمها وتعقلها اولي الالباب والبصائر والنهى ولهذا قال يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ثم قال جل وعلا ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين افي قلوبهم مرض امن تابوا ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله بل اولئك هم الظالمون قال ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن صفات المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون يقولون قولا بالسنتهم امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك ان يخالفون اقوالهم باعمالهم فيقولون ما لا يفعلون ولهذا قال تعالى وما اولئك بالمؤمنين وهذه الايات المباركات في بيان حال المنافقين فهم يقولون امنا بالله ربا صدقنا واستجبنا وامنا بالرسول نبيا واتبعناه ويقول اطعنا اي اطعنا الله ورسوله واستجبنا لاوامرهما وانتهينا عن زواجرهما هذا قول الايسم قول الالسن ثم يتولى فريق منهم ان يعرض جماعة منهم من بعد ذلك من بعد ان قالوا هذا القول وقالوا انهم اطاعوا يعرضون عن الحق وما اولئك بالمؤمنين هذا حكم الله عليهم احذر يا عبد الله ان تلتزم فاحذر من ان تقول قولا وتعمل بخلافه الواجب عليك ان تطيع الله ورسوله قولا باللسان وعملا بالاركان ولهذا يحذر المسلم من النفاق لما تقولون ما لا تفعلون فما دمت قد اسلمت لله استقمت على دين الله هل تصدق افعالك اقوالك ولتكن اعمالك في الظاهر والباطن موافقة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته ثم اخبر ان هؤلاء المنافقين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم دعوا الى الله ورسوله. دعاهم المؤمنون دعاهم خصومهم الذين صار بينهم وبينهم خلاف وخصومة في امر ما الى الله ورسوله الى الله الى حكمه وكتابه والى رسوله الذي يحكم بحكم الله وبما في كتابه ويحكم بالعدل اذا فريق منهم معرضون معرضون عن قبول الحق والرضا بحكم بحكم الله وحكم رسوله وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين فاذا دعي الله ورسوله وعلموا ان الحق ليس لهم لا يأتون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم لانهم يعلمون انه سيحكم بالعدل سيحكم عليهم واذا كان الحق لهم يأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم مذعنين اي منقادين لحكمه مقرين به طائعين غير مكرهين يقال اذعن فلان بحقه اذا اقر به طائعا غير مستكره وان قاد له وسلم قال ابن كثير واذا دعوا الى الله ورسوله ليحكموا بينهم اذا فريق منهم معرضون اي اذا طلبوا الى اتباع الهدى فيما انزل الله على رسوله اعرضوا عنه واستكبروا في انفسهم عن اتباعه وهذا كقوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ثم قال وان يكن لهم الحق يأتوا اليهم العينين اي اذا كانت الحكومة لهم يعني يحكم لهم بهذا الامر اذا كانت الحكومة لهم لا عليهم جاؤوا سامعين مطيعين وهو معنى قوله مذعنين واذا كانت الحكومة عليه او عليهم ودعا واذا كانت الحكومة عليه الحكومة لهم وان كانت الحكومة عليهم اعرضوا ودعوا الى غير الحق واحب ان يتحاكموا الى غير النبي صلى الله عليه وسلم ليروج باطلهم ذما فاذعانه اولا لم يكن عن اعتقاد منه ان ذلك هو الحق بل لانه موافق لهواه ولهذا لما خالف الحق قصده عدل عنه الى غيره ولهذا قال تعالى افي قلوبهم مرض والمرظ هو النفاق وقيل المرض هو الشرك وهما متلازمان يعني ما الذي يحملهم هذا الاستفهام للتوبيخ والتقريع والانكار لماذا اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم يعرض فريق يعرض جماعة منهم عن قبول حكم الله وحكم رسوله لانهم يعلمون ان الحق ليس لهم واذا علموا ان الحق لهم جاؤوا مقرين مذعنين ما الذي حملهم على هذا؟ لان الواجب هو القبول والرضا بحكم النبي صلى الله عليه وسلم في المنشط والمكره كما قال جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما لان هذا وهذا مقتضى اعتقاد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه يحكم بالحق في المنشط والمكره فمن كان يتحاكم اليه اذا كان الحق له ويعرض اذا كان الحق عليه هذا ليس بمؤمن هذا منافق كافر في في الباطن ولهذا قال جل وعلا مستنكرا عليهم هذا الفعل منهم افي قلوبهم مرض نفاق او شرك امر تابوا امهم في شك منك يا رسولنا وبشك مما انزل عليك ام يخافون ان يحيف الله عليهم ورسوله من الحيف وهو الجور يخافون ان يجور الله عليهم او ان يجور رسوله فيمنعهم من حقهم او يأخذه منهم ويعطيه غيرهم ثم اعرض عن ذلك او ثم انتقل عن ذلك فقال بل اولئك هم الظالمون وبل هنا للاظراب الانتقالي اظربت عما اخبر انه في قلوبهم الى بيان سبب ذلك فقال بل اولئك هم الظالمون الظلم الاكبر الذي هو الشرك والكفر بالله جل وعلا ولهذا قال ابن كثير اي لا يخرج امرهم عن ان يكون في القلوب مرض لازم لها او او قد عرض لها شك في الدين او يخافون ان يجور الله ورسوله عليهم في الحكم وايا ما كان يعني هذه الامور الثلاثة اي واحدة منها وايا ما كان فهو كفر محض والله عليم بكل منهم والله عليم بكل منهم وما هو منطوي عليه من هذه الصفات ثم قال بل وقوله بل اولئك هم الظالمون بل هم الظالمون الفاجرون الله ورسوله مبرآن مما يظنون ويتوهمون من الحيف والجور تعالى الله ورسوله عن ذلك ثم قال انما كان قول المؤمنين اذا دعوه الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فاولئك هم الفائزون بعد ان ذكر حال المنافقين واعراضهم عن حكم الله ورسوله وشكهم وترددهم وظنونهم الفاسدة اردف ببيان حال المؤمنين اذا دعوا الى حكم الله وحكم رسوله فقال انما كان قول المؤمنين حصر هذا بالمؤمنين. هذا قولهم اذا دعوا الى الله ورسوله اذا دعوا الى الله والى حكم الله والى رسوله وافرد الرسول بالحكم بيانا انه لا يحكم الا بالحق صلى الله عليه واله وسلم ويحكم بحكم ربه فاذا دعوا الى الله ورسوله ليحكموا بينهم في اي امر كان ان يقولوا سمعنا واطعنا هذا قول المؤمنين سمعا وطاعة يا ربنا سمعا وطاعة يا رسول الله نعم رضينا بحكم الله وحكم رسوله سمعنا واطعنا واستجبنا واولئك هم المفلحون اتى باسم الاشارة الدال على البعيد ببيان علو مكانة هؤلاء في الايمان فقد بلغوا منزلة عظيمة ووصفهم بالفلاح وهم المفلحون والفلاح هو ادراك هو الظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب ولهذا قال ابن جرير الطبري فاولئك هم المفلحون. قال المنجحون المدركون طلباتهم بفعلهم ذلك المخلدون في جنات الله وقال ابن كثير رحمه الله فاولئك هم المفلحون قال وصفهم تعالى بالفلاح وهو نيل المطلوب وهو نيل المطلوب. والسلامة من المرهوب ثم قال جل وعلا ومن يطع الله ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقيه ان يجمع بين هذه الامور وهي طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما امر واجتناب ما عنه نهيا ويخشى الله اي يخافه خوفا مبنيا على علمه به لان الخشية هي الخوف المبني على علم وهذا دليل على معرفتهم بربهم وباحكامه وبسلطانه وقدرته ووجوب طاعته الى غير ذلك ويتقيه يتقي الله ويجعل بينه وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه فاولئك هم الفائزون فاولئك ايضا اتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان علو مكانتهم هم الفائزون بالجنة الفائزون بالنجاة مما يخافون وتحصيل ما به يطمعون قال ابن كثير رحمه الله يعني الذين فازوا بكل خير وامنوا من كل شر في الدنيا والاخرة وهذا ثناء من الله جل وعلا عليهم وبيان وبيان حسن عاقبة امرهم فهذا على سبيل الخبر عن المؤمنين وهو بمعنى الامر فالله يأمرنا جل وعلا ويأمر عباده ان يطيعوا الله ورسوله وان يستجيبوا لحكم الله ورسوله وان يرضوا ويسلموا ولا يترددوا في شيء من حكم الله ورسوله ويطيعونه ويطيعون الله ويخشونه ويتقونه بفعل الاوامر واجتناب النواهي فهو خبر لكنه متضمن لمعنى الامر والحث على فعل ذلك ولزومه ثم قال جل وعلا واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن امرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة ان الله خبير بما تعملون قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليهما حمل وعليكم ما حملتم. وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاغ المبين واقسم بالله جهد ايمانهم اي المنافقون قال ابن كدير يقول تعالى مخبرا عن اهل النفاق الذين كانوا يحلفون للرسول صلى الله عليه وسلم لان امرهم بالخروج ليخرجن قال الله تعالى قل لا تقسموا اي لا تحلفوا وذلك ان وان ذلك ان المنافقين اقسم بالله وحلفوا وهذا دليل على ضعف الايمان لان الاكثار من الحلف يؤدي الى الاستهانة به ولهذا قال جل وعلا واحفظوا ايمانكم فهم يقسمون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا دليل على انهم في بواطنهم غير صادقين لكن يريدون ان يقنعوا النبي صلى الله عليه وسلم ليرضى عنهم ويقبل منهم فيقسمون بالله جهد ايمانهم ومعنى جهد ايمانهم يعني اغلظها واشدها في ان جهد اليمين هو اغلظه واشد واشده ان يحلفون ايمانا مغلظة شديدة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لان امرتهم ليخرجن لئن امرتهم بالخروج بجهاد عدوك وعدو المؤمنين لقتال الكفار لا يخرجن يحذفون انهم سيخرجون معك يخرجون معك ويقاتلون عدوك عدو المؤمنين وهذا انما هو قول الالسن ولهذا قال العليم الخبير الذي يعلم ما في بواطنهم لا تقسموا لا تقسم لا تحلف وهذا دليل انه لا ينبغي للانسان الحلف وكثرة الحلف دائما على لسانه ان قام حلف وان قعد حلف وان تكلم حاله عظم الله ثم قال طاعة معروفة لا تقسموا طاعة معروفة هذا في قولان لاهل العلم قال بعضهم لا تقسموا لا تحلفوا فطاعتكم طاعة معروفة فطاعتكم طاعة معروفة قال ابن كثير اي قد علمت طاعتكم انما هي قول لا فعل معه وكلما حلفتم كذبتم كما قال تعالى يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين وقال تعالى اتخذوا ايمانهم جنة وصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون فهم من سجيتهم الكذب حتى فيما يختارونه كما قال تعالى الم ترى الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لان اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع ولا نطيع فيكم احدا ابدا وان وان قوتلتم لننصرنكم. والله يشهد انهم لكاذبون لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قتلوا لا ينصرونهم ولان نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون هذا هو القول الاول لا تحلفوا طاعة معروفة لا تحلف انكم ستطيعوننا وتخرجون فطاعتكم معروفة قول باللسان لا حقيقة له عندهم كذبة والذي يقول هذا هو العليم الخبير العليم ببواطنهم وما في نفوسهم. وقيل ان معنى قوله طاعة معروفة المعنى اي ليكن امركم طاعة معروفة اي بالمعروف من غير حلف ولا اقسام كما يطيع الله ورسوله المؤمنون بغير حلف ولا اقسام فكونوا انتم مثلهم و كل من القولين قوي هي ما معناه لا تقسموا فطاعتكم طاعة معروفة واما ان يكون المعنى لا تقسموا فطاعة معروفة اطيعوا الله الطاعة المعروفة التي امر بها والتي امتثلها فالصحابة رضي الله عنهم فطعوا فطيعوا مثل طاعتهم الطاعات المعروفة من غير حلف يكفي الالتزام من غير حلف وايمان وجهد اليمين ثم قال ان الله خبير بما تعملون وهذا والله اعلم يرشح القول الثاني لا تحرمه ما يحتاج الحلي واطيعوا الطاعات المعروفة فان الله خبير بما تعملونه لا يحتاج ان تقسموا لانه جل وعلا خبير مطلع على ما في الضمائر لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ولهذا يا عبد الله استقم على الطاعة ووالله انه لا يخفى على الله شيء في الارض ولا في السماء ولا ما في قلبك اليس الله يقول ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه حديث النفس الوسوسة الذي لم يصل كلاما بعد الله قد علمه واحاط به ولهذا يا عبد الله اصلح قلبك اصلح باطنه فكما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى ابدانكم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم فماذا في قلبك حب الله ورسوله طاعة الله طاعة الله ورسوله طاعة الله ورسوله الاستجابة الايمان ام في القلب شيء غير ذلك انتبه فان الله خبير بما تعملون خبير بما في القلوب ثم قال جل وعلا قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول هذا هو الواجب. اطيعوا الله في كل ما امركم بفعل الاوامر واجتناب النواة والاستقامة على دينه. واطيعوا الرسول وافرد الرسول بالطاعة لانه رسول الله لا ينطق عن الهوى. لانه معصوم صلى الله عليه واله وسلم ولا يأمر بمعصية الله ابدا ثم قال فان تولوا عن طاعة الله ورسوله فانما عليه ما حمل ان توليتم عن طاعة الله وعن طاعة رسوله بما يأمركم به ويدعوكم اليه فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم عليه ما حمل من البلاغ والبيان وانتم عليكم ما حملتم من الطاعة والاستجابة كما قال ابن كثير قال فان تولوا اي تتولوا عنه وتتركوا ما ما جاءكم به فانما عليه ما حمل اي ابلاغ الرسالة واداء الامانة هذا الذي علي وعليكم ما حملتم انتم من قبول ذلك وتعظيمه والقيام بمقتضاه ثم حكم فقال وان تطيعوه تهتدوا. ان تطيعوا الرسول صلى الله عليه وسلم تهتدوا وهذا تحريض وحث على طاعته فان كل عاقل يريد الهداية والاهتداء الى الخير والى ما ينفعه والى ما ينجيه من عذاب الله والى ما يوصله الى رضوان الله ودخول جنته ثم قال وما على الرسول الا البلاغ الا البلاغ المبين لكن قبل ذلك يقول ابن كثير وان تطيعوه تهتدوا. وذلك لانه يدعو الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور ثم قال جل وعلا وما على الرسول الا البلاغ المبين ما على رسولنا الا البلاغ ما عليه هدايتكم والزامكم بالايمان ومحاسبتكم على ذلك لا عليه البلاغ يبلغكم بلاغا بينا مبينا ظاهرا قويا لا يترك لكم شبهة بل اقام عليكم الحجة وازال الشبهة وبين البيان المبين بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وما ترك خيرا الا دلهم عليه ولا شرا الا حذرهم منه وتركهم على البيظاء ليلها ونهارها سواء قال ابن كثير وما على الرسول الا البلاغ الا البلاغ المبين كقوله تعالى فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب وقوله فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر وهذا بيان لمهمة النبي صلى الله عليه وسلم وان عليه البلاغ المبين والطاعة عليكم انتم عليكم ما حملتم ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قد بين وبلغ البلاغ المبين علينا ان نحمل انفسنا على طاعته وعدم معصيته فانه والله الرشد والسداد كما قال جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقال فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ليه وليتخذ الدعاة ذلك منهجا عظيما ويلتزموه عليكم دعوة الناس الى الحق وعليكم بيان الحق وليس عليكم هداية الخلق عليكم البلاغ واما هداية الخلق واستجابتهم فالى الله فقوموا بما حملتم به ودعوا ما ليس اليكم نسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا واياكم ممن اطاعوا الله ورسوله وممن اهتدوا الى الحق وممن يختم الله بالسعادة اجالهم وبالصالحات اعمالهم انه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد