بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة النور وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا يحاتي لا يستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلن انهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون في هذه الاية الكريمة يخبر جل وعلا عن وعده وهو وعد الصدق والحق الذي وعد به عباده المؤمنين. الذين جمعوا بين الايمان والعمل الصالح فقال جل وعلا وعد الله الذين امنوا منكم وهو المراد بالايمان الايمان بكل ما امر الله به من اركان الاسلام واركان الايمان وكل ما وكل ما امر الله به جل وعلا هؤلاء هم الذين امنوا امنوا بقلوبهم وصدقوا واقروا وعملوا الصالحات بجوارحهم فقد جمعوا بين صلاح الباطن والظاهر فهم مؤمنون في قلوبهم صادقون مقرون وهم ايضا بجوارحهم يعملون الصالحات قال ليستخلفنهم في الارض اللام هنا جواب قسم مظمر تقدير الكلام اقسم لاستخلفنهم او اقسم او اقسم او اقسم الله ليستخلفنهم والاستخلاف هو جعلهم خلفاء في تدبير شؤون العباد في الارض وكذلك وقع فقد اظهر الله نبيه واستخلفه واستخلف اصحابه من بعده فصار الامر لهم وكانوا حكام الناس وساداتهم والمتصرفون فيهم بامر الله وفق شريعة الله ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم من الامم السابقة كما قال جل وعلا في بني اسرائيل عسى ربكم كما قال في بني اسرائيل مخبرا عن قول موسى لهم قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون وقال جل وعلا ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون فكذلك فعل جل وعلا ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليمكنن لهم التمكين تمكين الدين هو انتشاره بالقبائل والاماكن فمكن الله لهذا الدين فما مات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا والجزيرة كلها تدين بدين الاسلام والناس كلهم يدينون بدين الاسلام الا بقايا من يهود اخرجهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في خلافته فمكن الله عز وجل لدينه وهو الدين الذي ارتضي الذي ارتضاه دين الاسلام دين التوحيد ثم قال جل وعلا وليبدلنهم من بعد خوفهم امنع لانهم كانوا في خوف كانوا في خوف في مكة ثلاث عشرة سنة وهم خائفون لان الكفار قد تسلطوا عليهم فقتلوا بعضهم وضربوا بعضهم ولهذا هاجر بعض الصحابة الى الحبشة مرتين كل ذلك يلتمسون الامن بأبدانهم وعلى دينهم ثم اذن الله جل وعلا بعد ذلك بالهجرة وكان الامر في مكة لكفار قريش حتى حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه واختفى النبي صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة ايام كل ذلك لانهم كانوا غير امنين وكان الامر لكفار قريش ثم لما جاءوا المدينة بقوا مدة وهم خائفون ايظا ثم بعد ذلك بدل الله خوفهم امنا في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم امن الناس كلهم ثم في خلافة ابي بكر وعمر وعثمان وكل هذا من صنع الله جل وعلا ولهذا روى البخاري عن علي ابن حاتم انه لما وفد على النبي صلى الله عليه واله وسلم قال له اتعرف الحيرة قال لم اعرفها ولكني قد سمعت بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الامر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت والظعينة هي المرأة المسافرة التي تطعن قال فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الامر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار احد يعني ما تخاف الا الله كما جاء في الرواية الاخرى لتخرجن الظعينة من صنعاء الى مكة لا تخشى الا الله والذئب على غنمها ثم قال صلى الله عليه وسلم ولا ولا تفتحن كنوز كسرى ابن هرمز قال قلت كسرى ابن هرمز قال نعم كسرى ابن هرمز وليبذلن المال حتى لا يقبله احد قال عدي بن حاتم رضي الله عنه فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت في غير جوار احد قال هذا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في مدة يعني تحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم قال فهذه الضعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت بغير جوار احد ولقد كنت فيمن افتتح كنوز كسرى ابن هرمز والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد قالها واذا روى الامام احمد عن ابي ابن كعب ورواه الحاكم وصححه وافقه الذهبي عن عن ابي ابن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بشر هذه الامة بالسناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الارض والسناء بالمد وليس سنة السنة بغير مد هذا هو البرق ضوء البرق وهنا السناء هو ارتفاع المنزلة والقدر والرفعة بشر هذه الامة بالثناء والرفعة. الرفعة هي العلو في الدنيا والاخرة والدين تمكن الدين والثبات عليه والنصر على الاعداء والتمكين في الارض يمكن لهم في الارض ويعم ملكهم وحكمهم كثيرا من الارظ قال فمن عمل منهم عمل الاخرة للدنيا لم يكن له في الاخرة من نصيب فهذا تحذير من الرياء ومن قصد الدنيا وان الواجب على الانسان ان يخلص عمله لله ويريد به وجه ربه والدار الاخرة ثم ذكر بعد ذلك شرط هذه الامور مع انه ذكر شرطها ذكر شيئا من شرطها او من شروطها فقال وعد الله الذين امنوا وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ثم اكد على هذا الشرط فقال يعبدونني لا يشركون بي شيئا وهو التوحيد افراد الله جل وعلا بالعبادة وعدم الشرك به وعدم اشراك احد معه بعبادته جل وعلا هذا هو الشرط والقيد المهم فحينما يحققون هذا هذه الشروط فليبشروا بوعد الله جل وعلا فالله سبحانه وتعالى طلب منهم ان يؤمنوا به ويعملوا الصالحات فيعبدونه ولا يشركون به شيئا فاذا فعل العباد ذلك وعدهم الله بالاستخلاف في الارض والتمكين والتمكين لدينهم وتبديل خوفهم الى امن ثلاثة امور وكلها الى نفسه واسندها الى نفسه. ولهذا قال في الاية لا يستخلفنهم ولا يمكنن اي هو لهم وليبدلنهم اي هو سبحانه وتعالى فهذه الامور الى الله لكن نحن علينا ان نؤمن بالله ونعمل صالحا ولا ونفرده جل وعلا بالعبادة ولا نشرك به شيئا فما اعظم التوحيد ما اعظم التوحيد وما اعظم افراد الله جل وعلا وما اعظم افراد الله جل وعلا بالعبادة فهو رأس المال وهو النجاة في الدنيا والاخرة وهو سبب الامن في الدنيا والاخرة وهو سبب التمكين وسبب الاستخلاف وظهور الدين واهله فعلينا عباد الله ان نحقق هذا كل انسان يسعى الى تحقيقه في نفسه فاذا اصلح الانسان نفسه صلح المجتمع لان المجتمع مجموعة افراد فاذا اصلح الافراد امرهم واستقاموا على دين الله جل وعلا حصل لهم ما وعدهم الله جل وعلا به فان الله لا يخلف الميعاد قال ابن كثير رحمه الله عند قوله يعبدونني لا يشركون بي شيئا قال قال الامام احمد وساق وهو في الصحيحين ان رواه الامام احمد وهو ايضا في الصحيحين وساق اسناد الامام احمد عن انس ان معاذ بن جبل حدثه قال بين انا رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار ليس بيني وبينه الا اخرة الرحل الرحم هو آآ الالة التي توضع على ظهر البعير ليركب الراكب فوقها ليس بيني وبينه الا اخرة الرحل فقال يا معاذ قلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق الله على العباد قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا قال ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ ابن يا معاذ ابن جبل يا معاذ بن جبل قلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال فهل تدري ما حق العباد على الله اذا فعلوا ذلك قال قلت الله ورسوله اعلم قال فان حق العباد على الله الا يعذبهم وهو حديث في الصحيحين وغيرهما وهذا من ابن كثير رحمه الله دليل على الفقه في دين الله فانه ذكره كالتفسير والتأييد والبيان لقوله يعبدونني لا يشركون بي شيئا فاعبدوا الله واعلموا انكم ان عبدتم الله انه لا يعذبكم جل وعلا اذا عبدتم الله ولم تشركوا به شيئا شيئا من الاشياء لا قليل ولا كثير فابشروا بالنجاة من العذاب وعد الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم ثم قال ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون قال ابن كثير اي فمن خرج عن طاعته بعد ذلك فقد فسق عن امر ربه وكفى بذلك ذنبا عظيما فالصحابة رضي الله عنهم لما كانوا اقوم الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم باوامر الله عز وجل واطوعهم لله كان نصرهم بحسب بحسبهم اظهروا كلمة الله في المشارق والمغارب وايدهم الله تأييدا عظيما وتحكموا في سعير العباد والبلاد ولما قصر ولما قصر الناس بعدهم في بعض الاوامر نقص ظهورهم بحسبهم يعني نقص ظهورهم بحسب ما عندهم من النقص كما ان الصحابة لما اكملوا القيام بامر الله كان نصرهم بحسبهم بحسب اكمالهم واستقامتهم على دين الله قال ابن كثير ولما قصر الناس بعدهم في بعض الاوامر نقص ظهورهم بحسب بحسبهم ولكن قد ثبت في الصحيحين من غير وجه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم الى يوم القيامة وفي رواية حتى يأتي امر الله وهم كذلك وفي رواية حتى يقاتل الدجال يعني في اخر الزمان وفي رواية حتى ينزل عيسى ابن مريم وهم ظاهرون وكل هذه الروايات صحيحة لا ولا تعارض بينها نعم يبقون وهذا الدين باق الى وقت ظهور عيسى ابن مريم بل حينما ينزل عيسى ويأتي وقت الصلاة يقول المسلمون له صلي لنا يا نبي الله فيقول امامكم منكم فيصلي بهم امامهم وهو المهدي المنتظر محمد ابن عبد الله المهدي المنتظر كما صحت بذلك الاحاديث ولهذا جاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليحجن البيت وليعتمرن بعد يأجوج ومأجوج وسيبقى هذا الدين الى ان تهب ريح من قبل اليمن فتقبض روح كل مؤمن ومؤمنة ويسر على القرآن في ليلة فلا يبقى منه شيء وذلك قرب قيام الساعة لان الساعة لا تقوم الا على كافر نسأل الله العافية والسلامة ولهذا اخبر الله جل وعلا ان من كفر بعد هذا بعد معرفة الحق والعمل به وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ظهوره ودخول الناس فيه وتجربتهم له وعيشهم عليه المدد هم واباؤهم عليه من كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون الخارجون عن طاعة الله الى معصيته لانهم قد عرفوا الحق وتبين لهم فخالفوه عن علم ومعرفة نسأل الله العافية والسلامة وقبل ان اتجاوز هذه الاية الكريمة اذكر طرفا مما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره حول هذه الايات بعد ايضا ان اذكر القراءات ففي قوله كما استخلف الذين من قبلهم هذه قراءة الجمهور كما استخلف وقرأ ابو بكر بضم التاء على من على ما لم يسمى فاعله كما استخلف وايضا قرأ ابن كثير وليبدلنهم بالتخفيف وقرأ الجمهور بالتشديد ولا يبدلنهم من بعد خوفهم ام لا قال ابن كثير رحمه الله عند اول هذه الاية وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات قال هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه واله وسلم بانه سيجعل امته خلفاء الارض اي ائمة الناس والولاة عليهم وبهم تصلح العباد وبهم تصلح البلاد وتخضع وتخضع لهم العباد وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس امنا وحكما فيهم وقد فعل تبارك وتعالى ذلك وله الحمد والمنة فانه صلى الله عليه واله وسلم لم يمت رسول الله فانه صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى فتح الله عليه مكة وخيبر والبحرين وسائر جزيرة العرب وارض اليمن بكمالها واخذ الجزية من مجوس هجر ومن بعض اطراف الشام وهاداه هرقل ملك الروم وصاحب وصاحب مصر والاسكندرية والاسكندرية وهو المقوقس وملوك عمان والنجاشي ملك الحبشة الذي تملك بعد اصحمه رحمه الله يعني حصلت هذه الامور في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقبل موته غدا كان خرج من مكة قائما يترقب ويختفي في الغار ثلاثة ايام خلال عشر سنوات او اقل منها مكن الله فدخلت الجزيرة كلها بدين الاسلام جزيرة العرب ووصل الاسلام الى اطراف الشام قال ابن كثير ثم لما مات رسول الله واختار الله له ما عنده من الكرامة قام بالامر بعده خليفته خليفته ابو بكر الصديق فلما شعث ما وهى عند موته صلى الله عليه وسلم واخذ جزيرة العرب ومهدها وبعث الجيوش الاسلامية الى بلاد فارس صحبة خالد ابن الوليد رضي الله عنه ففتحوا طرفا منها وقتلوا خلقا من اهلها يعني الكفار الذين ابوا الدخول في الاسلام وبعث وجيشا اخر يعني وبعث جيشا اخر صحبة ابي عبيدة رضي الله عنه ومن معه من الامراء الى ارض الشام وثالثا بعث جيشا ثالثا صحبة عمرو بن العاص رضي الله عنه الى بلاد مصر ففتح الله للجيش الشامي بايامه بصرى ودمشق ومخاليفهما من من بلاد حوران وما والاها وتوفاه الله عز وجل واختار له ما عنده من الكرامة توفى الله ابا بكر قال ومن الله ومن على الاسلام واهله من الله على الاسلام واهله بان الهم الصديق ان يستخلف عمر الفاروق فقام بالامر بعد قيامه قياما تاما لم يدوروا الفلك بعد الانبياء على مثله رضي الله عنه في قوة سيرته وكمال عدله وتم في ايامه فتح البلاد الشامية بكمالها وديار مصر الى اخرها واكثر اقليم فارس وكسر كسرى واهانه غاية الهوان وتقهقر الى اقصى مملكته وقصر قيصر وانتزع يده عن بلاد الشام فانحاز الى القسطنطينية وانفق اموالهما في سبيل الله كما اخبر بذلك ووعد به رسول الله عليه من ربه اتم سلام وازكى صلاة ثم لما كانت الدولة العثمانية ويقصد بالدولة العثمانية اي خلافة عثمان ودولة عثمان توسعت ايضا قال فثم لما كانت الدولة العثمانية اي عثمان ابن عفان رضي الله عنه امتدت الممالك الاسلامية الى اقصى مشارق الارض ومغاربها ففتحت بلاد المغرب الى اقصى ما هنالك الاندلس وقبرص وبلاد القيروان وبلاد سبتة مما يلي البحر المحيط ومن ناحية المشرق الى اقصى بلاد الصين وقتل كسرى وباد وبعد ملكه بالكلية وفتحت مدائن العراق وخراسان والاهواز وقتل المسلمون من الترك مقتلة عظيمة المقصود بهم الترك في ذلك الزمان الذين كانوا كفارا قبل ان يدخلوا في الدين قال وقتل المسلمون من التركي مقتلة عظيمة جدا. وخذل الله ملكهم الاعظم خاقان وجبي الخراج من المشارق والمغارب الى حضرة امير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه هذا دليل على انه كما على ان قوله الدولة العثمانية انه يريد به عثمان ابن عفان قال وذلك ببركة تلاوته رضي الله عنه ودراسته وجمعه الامة على حفظ القرآن ولهذا ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال ان الله زواليا الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ عمركم امتي ما زوي لي منها فها نحن نتقلب فيما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ونسأل الله الايمان به وبرسوله والقيام بشكره على الوجه الذي يرضيه عنا فقد افاد واجاد رحمه الله وتكلم بكلام جميل عظيم يدل على تمكين الدين بعد ان كانوا في خوف قال ابن كثير ايضا عند قوله وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من مكة نحوا من عشر سنين يدعون الى الله وحده وعبادته وحده لا شريك له سر وهم خائفون لا يؤمرون بالقتال حتى حتى امروا بعدوا بالهجرة الى المدينة فقدموا المدينة فامرهم الله بالقتال فكانوا بها خائفين يمسون بالسلاح ويصبحون في السلاح فغبروا بذلك ما شاء الله. غبروا يعني بقوا فغبروا بذلك ما شاء الله ثمان رجلا من الصحابة قال يا رسول الله ابد الدهر ونحن خائفون هكذا اما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع عنا السلاح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغبروا الا يسيرا يعني لم تمكثوا ولن تبقوا في هذا الخوف الا يسيرا قليلا من الوقت لن تغبروا الا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا ليست فيهم حديدة يعني ما معهم سلاح كما هو حالنا الان ولله الحمد نجلس في المجلس الواحد وفي المناسبات اعداد كبيرة ليس احدا معه سلاح لان الناس امنين مطمئنين ولله الحمد والمنة وفيه يد وفيه دلالة على ما مر بالنبي صلى الله عليه وسلم من الخوف هو اصحابه فصلى الله عليه وسلم وجزاه عنا خير الجزاء فقد جاهد في الله حق جهاده وجزى الله اصحابه عنا خير الجزاء الذين دافعوا عن هذا الدين وجاهدوا وبذلوا انفسهم واموالهم الى ان استقر الامر ولله الحمد والمنة على ذلك. اولا واخر قال وانزل الله هذه الاية كانه يجعلها سبب نزول. لسؤال الصحابي وانزل الله هذه الاية فاظهر الله نبيه على جزيرة العرب. فامنوا ووضعوا السلاح ثمان الله تعالى قبض نبيه صلى الله عليه وسلم فكانوا كذلك امنين في امارة ابي بكر وعمر وعثمان حتى وقعوا فيما وقعوا فيه فادخل عليهم الخوف فاتخذوا الحج والشرط وغيروا فغير بهم وقال بعض السلف خلافة ابي بكر وعمر رضي الله عنهما حق في كتاب الله ثم تلا هذه الاية وقال البراء نزلت هذه الاية ونحن في خوف شديد وهذه الاية كقوله جل وعلا واذكروا اذ انتم قليل المستضعفون في الارض الى قوله لعلكم تشكرون فهكذا كان الامر ثم صار الى ما صار اليه من الامن والطمأنينة فعلينا ان نشكر الله جل وعلا على ذلك وان نحمده على هذه النعم وان نسعى بما يثبتها وهو الايمان والعمل الصالح وافراد الله بالعبادة وعدم الشرك معه وان نثبت على ذلك حتى نعيش في امن وامان في الدنيا والاخرة نسأل الله ان يديم على هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين الامن والايمان فنحن ولله الحمد في هذه البلاد ننعم بنعمة التوحيد بنعمة الله جل وعلا وهي نعمة التوحيد وافراد الله جل وعلا بالعبادة فالناس يتفيئون ظلال ذلك وهم في امن وامان وسعة وسعة في الرزق وخيرات لا يحصيها الا الله جل وعلا فعلينا ان نشكر الله على ذلك وان نتمسك بديننا وان نحذر من الشرك حتى لا يزور ما نحن فيه من النعيم وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد