الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة النور واقيموا الصلاة واتوا الزكاة اتى واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون. لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الارض ومأواهم النار ولبئس اصيل اه قال ابن كثير رحمه الله في يقول تعالى امرا عباده المؤمنين باقام الصلاة وهي عبادة الله وحده لا شريك له وايتاء الزكاة الاحسان الى الى المخلوقين ظعفائهم وفقرائهم وان يكونوا في ذلك مطيعين لله وان يكونوا في ذلك مطيعين للرسول صلى الله عليه واله وسلم اي سالكين وراءه فيما به امرهم وتاركين ما عنه زجر راهم لعل الله يرحمهم بذلك ولا شك ان من فعل هذا ان الله سيرحمه كما قال تعالى اولئك سيرحمون الله في هذه الاية كما قال ابن كثير امر من الله جل وعلا لعباده باقامة الصلاة. وقد ذكرنا مرارا ان اقامة كما قال الشيخ السعدي رحمه الله هي الاتيان بها خالصة لله جل وعلا في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الشروط والاركان والواجبات وما تيسر من السنن وثم امر بايتاء الزكاة وهو وهو يشمل الزكاة المفروضة الواجبة. زكاة الاموال لمن توفرت به من توفرت عنده وتطلق الزكاة ايضا ويطلق ويراد بها آآ الصدقات عموما فالحاصل ان الله جل وعلا امر عباده بما هو سبب بما هو سبب الفلاح لهم وهو المحافظة على الصلوات واقامتها خاشعين فيها متقربين مخلصين لله جل وعلا وعليهم ان ان يؤتوا ويؤدوا زكاة اموالهم الواجبة. وكذلك يحسنون الى الفقراء والمساكين بالصدقات التي يتنفلون بها ثم قال واطيعوا الرسول لئلا تم ترحمون واطيعوا الرسول طاعة الرسول طاعة لله جل وعلا كما جاء في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم من اطاعني فقد اطاع الله فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر الا ولا يشرع الا ما امره الله به فطاعته فطاعته طاعة لربه جل وعلا ثم قال لعلكم ترحمون. بين ان اقام الصلاة وايتاء الزكاة وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم انها سبب للرحمة سبب لحصول رحمة الله جل وعلا وبذلك تحصل لهم الرحمة بذلك تحصل لهم رحمة الله جل وعلا فيا من اردت رحمة الله ان تنالك وان تصيبك وان تكون من المرحومين فالزم هذه الخلال الثلاث التي ذكرها الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة ثم قال جل وعلا لا تحسبن الذين كفروا معجزين لا تحسبن اي لا تظنن يا نبينا ويا رسولنا ان الذين كفروا بك وهم كفار قريش وكل من كفر بك وخالف امرك وكذبك لا تحسبنهم ولا تظنن انهم معجزين في الارض انهم يعجزون الله جل وعلا بل هو القادر عليهم وسيعذبهم على ذلك اشد العذاب لانه جل وعلا على كل شيء قدير وانما يملي لهم لحكمة يعلمها جل وعلا والا هم في قبضته جل وعلا وتحت تصرفه بل الكون كله تحت قهره جل وعلا واذا اراد امرا انما يقول انما يقول له كن فيكون ثم اخبر جل وعلا ان مأواهم ومآلهم ومصيرهم الى النار ولهذا قال ومأواهم النار المكان الذي يؤون اليه لانه يوم القيامة اما ان يأوي العبد او المكلف اما ان يأوي الى النار بسبب عمله واما ان يأوي الى الجنة بسبب عمله وقبل ذلك بسبب رحمة الله جل وعلا فمأواهم الذي يؤون اليه ويسيرون اليه ويبقون فيه ابد الاباد ان ثم قال فبئس المصير وبئسا من افعال الذنب والمصير الى المرجع والمآل وهذا فيه بيان لقبح هذا المأوى ولشناعته وفظاعته وما فيه من الانكال والعذاب السرمدي الابدي. نسأل الله العافية والسلامة ثم قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم حكيم ينادي الله جل وعلا عباده المؤمنين بوصف الايمان. ذلكم الوصف العظيم الذي اذا وجد في الانسان حمله وعلى فعل ما امره الله به وحمله على اجتناب ما نهى الله عنه وما سيأتي بعد هذا النداء امر مهم في غاية الاهمية وتشريع من الله جل وعلا في هذه الاية وبيان حكم من احكام الناس مع خدمهم وصغارهم الذين لم يبلغوا الحلم يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم اللام هنا لام الامر ليستأذنكم اذ يستأذنكم يعني اذا ارادوا الدخول عليكم فعليهم ان يستأذنوا وان يطلبوا الاذن فان اذنتم لهم دخلوا والا لا يدخلون حتى تأذنوا حتى تأذنون لهم هذه الاية انما هي باستئذان الاقارب بعضهم على بعض استئذان الاقارب بعضهم على بعض وفي استئذان مماليكهم عليهم واما ما مر في اول السورة في الاية السابعة السابعة والعشرين وهي قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتكم يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها فتلك في استئذان الاجانب بعضهم على بعض تلك استئذان الاجانب بعضهم على بعض وهذه في استئذان الاقارب بعضهم على بعض او استئذان مماليكهم عليهم هكذا قرر ابن كثير وهو واظح وبعض اهل العلم قال ان تلك الاية عامة وهي قوله يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا فهي عامة لكن خص منها بعض المستأذنين وخص بعض الوقت والمؤدة واحد مؤدى القولين واحد فان هذه الاية تختص بالاقارب بمماليكهم وتلك تختص باستئذان الاباعد او الاجانب بعضهم على بعض قال ابن كثير رحمه الله اه او قبل ذلك ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والمراد بهم العبيد والايماء مماليك الرجل وسبق ان ذكرنا انه اسند الملك الى اليمين من باب التشريف والتكريم والمراد انهم ملكه وهم المماليك العبيد والايماء ليستأذنكم ان يطلبوا منكم الاذن يطلب منكم الاذن ولا يهجمون عليكم هكذا بدون استئذان لان هذا قد يكون يؤدي الى امر لا يحمد فان هذه الاوقات التي سيذكرها الله عز وجل وقت لخلو الرجل باهله فقد يكون على اهله او يجامع اهله او يكون على حال لا يرغب باحد يطلع عليها وهذا يعني مراعاة حرية الانسان وان له اوقات هو حر فيها ولا يدخل عليه احد الا باذنه قال والذين لم يبلغوا الحلم منكم ايوة ليستأذنكم الذين لم يبلغوا الحلم منكم السابقة الذين ملكت ايمانكم هؤلاء العبيد والاماء والذين لم يبلغوا الحلم منكم اي من الاحرار من اولادكم وصغاركم الذين يكونون معكم في البيت والذين لم يبلغوا الحلم المراد بهم الصبيان الذين لم يحترموا لم يبلغوا سن البلوغ والبلوغ يعرف بالاحتلام وهو خروج الماء الدافئ الذي يكون به الولد مع شعور باللذة هذا هو الحلم او الاحتلام ومعنى بلغوا الحلم يعني بلغوا ان يحترموا والمراد انهم قد بلغوا والبلوغ كما مر تقريره في سورة النساء يحصل بثلاثة اشياء بالنسبة للرجال اما بانزال الماء الدافئ الذي يكون منه الولد واما ان يكون بنبات شعر العانة وان لم يكن هذا ولا هذا اذا اتم خمس عشرة سنة حكم ببلوغه قال جل وعلا آآ ثلاث مرات قال ابن كثير امر الله المؤمنين ان يستأذنهم خدمهم مما ملكت ايمانهم واطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم منهم في ثلاثة احوال الاول من قبل صلاة الغداة اي الفجر لان الناس اذ ذاك يكونون نياما في فرشهم وحين تظعون ثيابكم من الظهيرة اي في وقت القيلولة لان الانسان قد يضع ثيابه في تلك الحال مع اهله ومن بعد صلاة العشاء لانه وقت النوم فيؤمر الخدم والاطفال الا يهجموا على اهل البيت بهذه الاحوال لما يخشى ان يكون الرجل على اهله او نحو ذلك من الاعمال ولهذا قال ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهن جناح بعدهن نعم اذا امر الله مماليك الرجل اولاده او صبيانه او صبيان الناس الذين لم يبلغوا الحلم امرهم بالاستئذان في ثلاث عورات او في ثلاثة اوقات وسماها عورات قالوا لان الاصل في العورة هي ما يكره انكشافه العورة العورة هي ما يكره انكشافه وهي في الاصل الخلل. قال الشوكاني ثم غلب في الخلل الواقع فيما يهم حفظه ويتعين ستره اذا العورات هنا هي ما يكره الانسان انكشافه يلزم حفظه وستره فهي عورة بالنسبة للرجل والمرأة لانه قد يكون قد كشف عورته مع زوجته او عنده امر لا يحب ان يطلع عليه احد فسماه عورات مظمنا ذلك معنى او مظمنا ذلك التعليل للاستئذان في هذه العورات في الاوقات الثلاث لانها عورة وهي اشبه بالعورة التي لا يرغب الانسان في ان يراها احد قال ثلاث عورات ثلاث مرات ثلاث مرات من قبل صلاتي الفجر بدأ بتعدادها من قبل صلاة الفجر حين تضعون ثيابكم من الظهيرة وهذا فيه دليل على ان الانسان في بيته له ان يضع ثوبه وان يخلع ثوبه والثوب في مصطلح القرآن وفي احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وفي الزمن الاول زمن الصحابة والتابعين يطلق على على الازار والرداء وما شابه ذلك فالازار الذي تلبسه في الحج وكذلك الرداء الذي تلبسه في الحج هذا يسمى ثوبا وكانت هذه هي ثياب الناس في قلة ذات يدهم فكانوا يرتدون هذه الثياب فليس على الانسان حرج ان يظع ثوبه يضع الرداء وكذلك ايضا اذا كان ليس عنده الا اهله كذلك لا حرج عليه ان يضع ايضا اه ازاره لان النبي صلى الله عليه وسلم قال احفظ عورتك الا من زوجتك وما ملكت يمينك ومع ذلك الاولى بالانسان ان يبقي ما يستر عورته كما جاء في الحديث ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل يكونون فوضى يعني مختلطين يعني هل الانسان يكشف عورته قال الله احق ان يستحي. نعم اه قال احفظ عورتك الا من لزوجتك وما ملكت يمينك. ثم قال الرجل يكون خاليا الرجل يكون خاليا يعني ما عنده احد قال الله احق ان يستحيي منه فالحياء ان الانسان لا يبدي عورته الا للحاجة كان يأتي اهله او يغتسل او ما شابه ذلك والا الاصل الانسان يحفظوا عورته ويستحي من الله حق الحياء. لكن لو وضع ثوبه لا حرج عليه في ذلك قال وحين تظعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ومن بعديه صلاة العشاء. اذا هذه اوقات ثلاثة قبل صلاة الفجر ووقت الظهيرة وبعد صلاة العشاء ثم قال ثلاث عورات لكم. يعني هذه الاوقات الثلاثة هذه ثلاث ثلاث عورات لكم ولهذا اه قال بعض اهل العلم هي ثلاث عورات قال هي على سبيل يعني البيان على سبيل البيان وذكر العلة بسبب المنع من الدخول على الانسان بغير اذن لانها عورة والانسان يكره ان تنكشف عورته وهي ثلاث ثلاثة اوقات فقط قال جل وعلا ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن يعني ليس عليكم انتم اثم ولا حرج في ان يدخلوا عليكم في غير هذه الاوقات الثلاثة لان الغالب ان الانسان يكون يعني متيقظا اه ليس عنده امر يخشى مين انو من ان يهجم عليه احد وهو عليه فليس عليكم جناح انتم في دخولهم عليكم وليس عليهم هم ايضا جناح اذا دخلوا عليكم من غير استئذان لانه ليس وقت اتيان الرجل اهله ليس معنى هذا ان الرجل لا يأتي اهله الا في هذه الاوقات الثلاث لكن هذه الاوقات الثلاث هي وقت يعني اه خلو الرجل باهله ولكن لو كان في غير ذلك لا حرج لو كان في غير ذلك لا حرج لانه لم يأتي النهي عن وقت معين بالنسبة لاتيان الرجل لاهله قال طوفونا عليكم اي خدمكم و صبيانكم الذين لم يبلغوا الحلم طوفونا عليكم يعني يطوفون عليكم لانهم مخالطون لكم فيطوفون عليكم يعني يدخلون ويخرجون عليكم على مواليهم واقربائهم في منازلهم غدوة وعشية من اجل خدمتهم او من اجل حاجتهم والطواف يستثنى منه ما لا يستثنى من غيره قال ابن كثير رحمه الله ولا عليهم ان رأوا شيئا في غير تلك الاحوال لانه قد اذن لهم في الهجوم ولانهم طوافون عليكم اي في الخدمة وغير ذلك ويغتفر من الطوافين او ويغتفر في الطوافين ما لا يغتفر في غيرهم ولهذا روى الامام مالك واحمد ابن حنبل واهل السنن ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال في الهرة يعني في في القط قال في الهرة انها ليست بنجسة انها من الطوافين عليكم والطوافات انها من الطوافين عليكم الطوافات ولهذا آآ المشقة دائما تجلب التيسير قاعدة عند اهل العلم المشقة تجلب التيسير فلما كانت الهرة من من الطوافين على الناس دائما ويشق التحرز منها قال ليست بنجس لانها من الطوافين عليكم الطوافات وايضا لو شربت من الاناء واكلت ليست بنجس يجوز الاكل بعدها من سؤرها لا حرج في ذلك وهذه الاية محكمة وليست بمنسوخة هذه الاية محكمة وليست منسوخة ومما يدل على ذلك قوله جل وعلا كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم حكيم هذا خبر امتنان من الله انه بين لنا هذا الحكم وانه بناء على علمه وحكمته جل وعلا وقد جاء عن ابن عباس في هذه المسألة او في مسألة دخول في مسألة استئذان المماليك والصبيان الذين لم يبلغوا الحلم في مسألة استئذانهم على اهل البيت جاء عنه قولان ظاهرهم التعارض فالاول يرى ابن عباس ان هذه الاية باقية وانه مما تهاون به الناس وان هذا امر منكر في كونهم آآ لا يعلمون مماليكهم واولادهم الاستئذان عليهم في هذه العورات الثلاث هذا هو القول الاول قال ابن كثير ولما كانت هذه الاية محكمة ولم تنسخ بشيء وكان عمل الناس بها قليلا جدا انكر عبدالله ابن عباس ذلك على الناس كما قال ابن ابي حاتم حدثنا ابو زراعة حدثنا يحيى بن عبدالله بن البكير حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال قال ابن عباس ترك الناس ثلاث ايات فلم يعملوا بهن يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين يبلغون والذين لم يبلغوا الحلم وهي هذه الاية التي نحن بصددها الى اخر الاية. والاية التي في سورة النساء واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه. هذا عندها قسمة الميراث ان الله امر اذا حضر من ليس له حق في الميراث من الفقراء والمساكين انهم يعطون شيئا من التركة شيئا يسيرا تطيب به نفوسهم ويدخل عليهم به الفرح والسرور لا يضر بالورثة وثم قالوا قال والاية التي في الحجرات ان اكرمكم عند الله اتقاكم كيف الناس صاروا في زمن ابن عباس والله المستعان اه التكريم عندهم ليس بالتقوى وهذا من باب اولى في زماننا التكريم من اجل المال او من اجل الجاه ومن اجل المصلحة ولكن هذا الاثر عن ابن عباس هو من رواية عبدالله بن لهيعة برواية عبد الله بن لايعه وهو صدوق اختلط فمن روى عنه اه بعد الاختلاط فلا تقبل روايته. ومن ثبت عنه انه روى قبل الاختلاط فروايته عنه صحيحة قال وروى ايضا وروى اي ابن ابي حاتم من حديث اسماعيل ابن مسلم وهو ضعيف عن عمرو بن دينار عن عطاء بن ابي رباح عن ابن عباس قال غلب الشيطان الناس على ثلاث ايات فلم يعملوا بهن يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم الى اخر الاية فهذا كقوله السابق لكنه ضعيف ايضا وقال اه ابو داوود حدثنا ابن الصباح او ابن الصباح ابن سفيان وابن عبدة وهذا حديثه اخبرنا سفيان عن عبدالله عن عبيد الله بن ابي يزيد سمع ابن عباس يقول لم يؤمن بها اكثر الناس اية اية واني لامر واني لامر جارية هذه تستأذن علي قال ابو داوود وكذلك رواه عطاء عن ابن عباس يأمر به وجاء للشعبية ايضا انه او جاء عن موسى ابن ابي عائشة قال سألت الشعبي وهو عامر بن شراحيل الشعبي عن قوله ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم امنسوخة؟ قال لم تنسخ قلت فان الناس لا يعملون بها فقال الله المستعان الله المستعان فظاهر قول ابن عباس هنا وايضا قول الشعبي ان هذه الاية مما تهاون به الناس وانه امر يمقت عليه ولا ينبغي تركه هكذا يفهم ثم القول الثاني عن ابن عباس بخلاف هذا وهو التماس العذر او بيان عذر الناس في تركهم الاخذ بهذه اه الاية وسنده صحيح اليه وهو ما رواه ابن ابي حاتم ايضا عنه قال حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب اخبرنا سليمان ابن بلال عن عمرو ابن ابي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس ان رجلين سألاه عن الاستئذان في في ثلاث عورات التي امر الله بها في القرآن فقال ابن عباس ان الله ستير يحب الستر كان الناس ليس لهم سطور على ابوابهم ولا حجال في بيوتهم الستور جمع ستر وهو الحجاب يعني ما كان لهم عندهم ستور حجب يضعونها بحيث انه ما احد يراهم ولا عندهم حجال والحجال الجمع حجلة وهي بيت كالقبة يسترونها بالثياب يجعلونها للعروس يعني نوع من مثل الهودج بحيث انهم يأتون يدخلون بوسطها فلا يراهم احد قال كان الناس ليس لهم سطور على ابوابهم ولا حجال في بيوتهم فربما فاجأ الرجل خادمه او ولده او يتيمه في حجره وهو على اهله فامرهم الله ان يستأذنوا في تلك العورات التي سمى الله ثم جاء الله بعد بالستور فبسط الله عليهم في الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال فرأى الناس ان ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي امروا به قال ابن كثير وهذا اسناد صحيح الى ابن عباس رواه ابو داوود عن القعدي عن الدراوردي عن عمرو بن ابي عمرو به آآ اذا اه الاية محكمة لم تنسخ لكن العلة التي من اجلها امر بالاستئذان قد زالت وهي خشية انكشاف العورة وان يرى من الانسان امر لا يحمد وذلك لانه جاءت الستور عندهم او الحجال وفي زماننا من باب اولى واحرى الانصار للغرف ابواب يغلق الباب ويأتي آآ الاتي ما يستطيع يدخل ما يستطيع يدخل خاصة اذا اغلق بالمفتاح فلو ان الانسان الان يعني ترك هذا الامر ولمعلم ابناءه هذا فلا نقول ان شاء الله انهم تركوا العمل بالاية لان العلة اه يعني التي من اجلها شرع هذا والله اعلم قد زالت ومع ذلك فالافضل للمسلم ان يعلم ابناءه وآآ من حوله هذه السنة والا يدخل عليه الا باستئذان لانه ليس دائما الانسان يتذكر انه اغلق الباب مثلا او ليس دائما الباب يكون له مفتاح. مثلا فتعليم هذا الامر امر عظيم يتربون على هذه التعليمات المباركة وقال السدي كان اناس من الصحابة رضي الله عنهم يحبون ان يواقعوا نساءهم في هذه الساعات ليغتسلوا ثم يخرجوا الى الصلاة فامرهم الله ان ان يأمر المملوكين والغلمان الا يدخل عليهم في تلك الساعات طبعا لعله يقصد في الفجر والظهر واما في العشاء فانهم ما بعد العشاء صلاة الا صلاة الفجر في اه بعد طلوع الفجر وذكر ابن كثير اه اثرا اه مرسلا يدل على سبب النزول. قال مقاتل بن حيان بلغنا والله اعلم ان رجل من الانصار وامرأته اسماء بنت ميرثد او مرفد صنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فجعل الناس يدخلون بغير اذن فقالت اسماء يا رسول الله ما اقبح هذا ما اقبح هذا انه ليدخل على المرأة وزوجها وهما في ثوب واحد غلامهما انه ليدخل على المرأة وزوجها وهما في ثوب واحد غلامهما بغير اذن فانزل الله في ذلك يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم لكن هذا ضعيف اه لان مقاتليه يقول بلغنا والله اعلم ولم يذكر اسناده ولا ولم يرفعه الى النبي صلى الله عليه واله وسلم او الى الصحابة ثم قال جل وعلا واذا بلغ الاطفال منكم الحلم يعني بلغوا سن البلوغ. فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كما استأذنا الذين من قبلهم يعني كما استأذن الكبار من ولد الرجل واقاربه البلغ لا بد يستأذن في الاوقات كلها في الاوقات كلها لكن هؤلاء المماليك الصبيان الذين لم يبلغوا يستأذنون في هذه العورات الثلاث فقط واما الكبار يستأذنون في كل وقت ولا يجوز لهم ان يهجموا بغير اذن. واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم اياته والله عليم حكيم اي مثل هذا البيان يبين الله لكم اياته تبين لكم الايات التي تبين وتوضح لكم تعاملاتكم والله عليم جل وعلا قد احاط علمه بكل شيء وهو حكيم جل وعلا ايضا في كل ما يشرعه نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد