بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور انفسنا. ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد كنا في درس الامس او في الدرس السابق قد تكلمنا على الاية الحادية والستين من سورة النور وهي قوله جل وعلا ليس على الاعمى رجل ولاء للاعرجي حرج ولا على المريض حرج ولا على انفسكم ان تأكلوا من بيوتكم او بيوت ابائكم الاية وانتهينا الى قوله جل وعلا واذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة. كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون وكنا ذكرنا بالامس ان هذه الاية ليس على الاعمى حرج ذكرنا فيها اقوال اهل العلم وان منهم من قال المراد رفع الحرج آآ عن هؤلاء الثلاثة الاعمى والاعرج والمريض في آآ شهود الجهاد في سبيل الله والخروج في سبيل الله. وقال بعضهم بل هذه اية مستقلة تبين رفع الحرج عن هؤلاء الثلاثة في كل امر لا يستطيعونه كالاصحاء وعطف عليه اه الاكل في البيوت ومنهم من قال بل ان اه المراد هنا رفع الحرج عن هؤلاء اه سواء في الاكل معهم و تناول الطعام معهم او من كان يتقذر بين انه لا حرج في الجلوس معهم او انهم اه هؤلاء اه الثلاثة الذين اذا خرج الصحابة للغزو اه وهم لا وهؤلاء الثلاثة لا غزو عليهم اعطوهم او ومكنوهم من بيوتهم فكانوا يتحرجون فيقولون هؤلاء غيب وقد ذهبوا للجهاد ونحن نأكل من اموالهم فنفى الله عز وجل الحرج في ذلك وقلنا ان هذا هو الاولى القول الثالث ان المراد به اه نفي الحرج عن هؤلاء الثلاثة من ان يأكلوا في بيوت اخوانهم وكذلك بقية الناس لان السياق يدل على ذلك والله اعلم اه ثم قال جل وعلا اه او ذكر جملة اداب منها الاذن في الاكل في بيوت هؤلاء المذكورين من الاقارب او من من بيت من ملكك مفاتيح بيته ووكلك واسند اليك امر بيته آآ او صديقك ايظا لا حرج عليك من ان تأكل من مال صديقك اه ثم ذكر ادبا ايضا وهو اه عدم الحرج وعدم الاثم في الاكل اه مجتمعين او متفرقين فان اراد ان يأكل وحده يعني متفرقين فلا حرج وان اجتمعوا على طعامهم فهو افضل لانه جاء في السنة ما يدل عليه ثم قال بعد ذلك فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة هذا ايضا ادب من اداب من الاداب العظيمة في هذه الاية فان الله سبحانه وتعالى امر المؤمنين اذا دخلوا بيوتهم ان امرهم بان يسلموا على انفسهم تحية من عند الله. وقد اختلف العلماء في المراد قولي هنا اذا دخلتم بيوتهم فسلموا على انفسكم فقال بعض المفسرين المراد به آآ الدخول اه على بيتي او او على بيوت اه عامة المسلمين سواء دخل على بيته هو او دخل على بيت اه غيره ذهب اصحاب هذا القول او هذا القول يقول المراد انكم اذا دخلتم بيوت غيركم من المسلمين فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركا والمسلمون كالجسد الواحد. ولهذا قال سلموا على انفسكم لان المسلمون لان المسلمين بعضهم من بعض فيسلم بعضهم على بعض هذا قول. وقال بعض المفسرين ان المراد بقوله فسلموا على انفسكم المراد بهم الاهل والعيال. اذا دخل الانسان على اهله فانه يسلم عليهم وقيل المراد هنا انه السلام على اهل المساجد اذا دخلتم بيوتا اي بيوت بيوت الله دخلتم بيوت الله والى المساجد فسلموا على اهل المساجد والقول آآ الذي يليه آآ ان المراد به آآ سلام الانسان على نفسه خاصة اذا دخل بيته فصارت الاقوال عندنا آآ اربعة اقوال بل هي خمسة اقوال. القول الاول قول سعيد بن جبير والحسن البصري وقتادة يعني فليسلم بعضكم على بعض فليسلم بعضكم على بعض وهذا يعني يشمل ان يسلم بعضكم على بعض اذا كان من اقاربك او اهل بيتك ويدخل فيه القول بانه على عامة المسلمين ويدخل فيها ايضا السلام على الاهل والعيال وعلى اهل المساجد لكن بالحقيقة عند التأمل يظهر ان السياق لا يدل على ان المراد به المساجد لان المساجد بيوت الله وهو هنا قال اذا دخلتم فاذا دخلتم بيوتا وهو قد ذكرها في سياق اه الدخول او الاذن بالاكل في بيوت الاباء والامهات الاخوات والعمات والخالات وجميع من ذكره هنا فالبيوت والله اعلم هنا المراد بها بيوت الناس وليس المراد بها المساجد لان المساجد وان كانت هي بيوت الله لكن لابد ان يأتي في سياق ما يدل على انها المرادة والله اعلم واما من قال ان المراد به اه السلام سلام بعضكم على بعض فان كان يقصد به عموم المسلمين فنقول قد مر في اول السورة اه ذكر الاستئذان ذكر الاستئذان الاستئذان والسلام هذا في البيوت العامة فكوننا هنا نقول ان هذا محمول لانه يدل على ما دلت عليه تلك الاية يكون هذا فيه يكون من باب التأكيد بانا جعلنا الايتين كلاهما يدلان على امر واحد. والاصل ان الكلام يحمل على التأسيس وهو افادة معنى جديد ولهذا الاظهر والله اعلم ان المراد به هنا آآ يشمل سلام الرجل على اهل بيته يشمل سلام الرجل على اهل بيته او بيوت اقاربه هؤلاء الذين تم ذكرهم في فيما سبق وايضا يشمل سلام الانسان على نفسه اذا دخل بيته ولم يكن فيه احد اه بهذا تكون الاية افادت معنى جديدا والله اعلم ولهذا جاءت الاثار عن السلف بهذا فذكرنا قريبا قول سعيد بن جبير الحسن فليسلم بعضكم على بعض ذكر ابو الزبير عن جابر قال سمعته يقول اذا دخلت على اهلك فسلم عليهم تحية من عند الله من عند الله مباركة طيبة قال ما رأيته الا يوجبه وايضا جاء عن ابن طاؤوس انه كان يقول اذا دخل احدكم بيته فليسلم وجاء ايضا عن ابن جريج انه قال قلت لعطاء اوجب اذا خرجت ثم دخلت ان اسلم عليهم يعني على اهل بيته قال لا ولا اثر ولا اثر او ولا اثر وجوبه يعني لا اعرف ان احدا قال به لا اثر وجوبه عن احد ولكن هو احب الي وما وما ادعه الا ناسيا وقال مجاهد اذا دخلت المسجد فقل السلام على رسول الله. واذا اخذتها على اهلك فقل آآ فسلم عليهم وان دخلت بيتا ليس فيه احد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وقول المجاهد هذا عام لكن من ضمنه الدخول في المسجد والسلام على المسجد آآ على اهل المسجد ولكن هذا جاءت فيه ادلة تخصه وآآ اطلاق البيوت والسياق هنا يدل على ان المراد بها بيوت الناس وليست المساجد التي هي بيوت الله وايضا جاء عن مجاهد انه قال اذا دخلت بيتا ليس فيه احد فقل بسم الله والحمد لله السلام علينا من ربنا علينا وعلى عباد الله الصالحين وقال قتادة اذا دخلت على اهلك فسلم عليهم. واذا دخلت بيتا ليس فيه احد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فانه كان يؤمر بذلك وحدثنا ان الملائكة ترد عليه هذا خلاصة ما اورده الحافظ ابن كثير عن السلف وهو على كل حال يدل على ان السنة ان يسلم الانسان اذا دخل بيته اه ان ان كان فيه احد فيسلم على اهله وان لم يكن فيه احد فانه يسلم على نفسه ويقول هذه العبارة السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين او يقول السلام علينا من ربنا او نحو ذلك. فالحاصل انه يسلم على نفسه واذا كان فيه احد يسلم عليه سواء كان بيت اهله سواء كان من فيه هم اهله لان البيت بيته فيقول السلام عليكم ورحمة الله او كان آآ بيت احد اقاربه ممن سبق ذكرهم او صديقه او من ملكه مفاتيحه يسلم عليه. وهذا هو الاولى حمل الاية على العموم انها تشمل السلام على كل من ذكروا في الاية من الاقارب او الصديق او من ملكته مفاتيحه اذا دخلت البيت تسلم كذلك تسلم على اهل بيتك اذا دخلت تسلم عليهم واذا دخلت بيتك الذي ليس فيه احد الا انت فانك تسلم على نفسك وتقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اه كما جاء اه عن قتادة اه وكذلك جاء عن مجاهد قال جل وعلا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله اه واشرنا وانا ازيده تأكيدا انه قد يقال فكيف يقول فسلموا على انفسكم هذا دليل على ان المراد ان الانسان يسلم على نفسه فقط وهذا خاص في سلام الرجل على نفسه اذا دخل بيتا ليس فيه احد نقول لا فقوله على انفسكم آآ المؤمنون بعضهم من بعض المؤمنون بعضهم من بعض فيدخل فيه سلام الانسان على نفسه ويدخل فيه ايضا سلامه على اهلي بيته لان المسلمين كالجسد الواحد قال جل وعلا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله تحية اي تحيون انفسكم تحية منصوب على المصدر تحيون انفسكم تحية فسلموا تحية من عند الله لان الله جل وعلا هو الذي ارشد الى هذا. وهو الذي امر بالسلام هذه التحية من عند الله هو الذي شرعها لكم ان تسلموا على انفسكم وتقولوا السلام عليكم ورحمة الله او السلام علينا وعلى عباد الله اي الصالحين فهي من عند الله تشريعا هو الذي امركم بها. تحية من عند الله مباركة طيبة آآ قال الطبري وصف جل ثناؤه هذه التحية بالمباركة الطيبة لما فيها من الاجر الجزيل والثواب العظيم فهي مباركة كثيرة البركة ولهذا جاء في الحديث ان الانسان اذا قال السلام عليكم له عشر حسنات واذا زاد ورحمة الله عشرون حسنة واذا قال وبركاته صارت ثلاثين حسنة فهي مباركة وفيها البركة وفيها الاجر والثواب العظيم قوله آآ ونحو ذلك قال ابن كثير في تفسيره وذكر عن عن ابن عباس اه انه قال ما اخذت التشهد الا من من كتاب الله سمعت الله يقول فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة فالتشهد في الصلاة التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله بركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ثم يدعو لنفسه آآ قال ابن كثير هكذا رواه ابن ابي حاتم من حديث ابن اسحاق والذي في صحيح مسلم عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالف هذا والله اعلم يعني يشير الى ذلك يشير بذلك الى ما آآ جاء عن ابن عباس في صحيح مسلم انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول التحيات المباركات صلوات الطيبات لله. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا آآ الله اه وكان بالكثير يعني يشير الى ضعف هذا القول المروي عن ابن عباس. وايضا آآ يعني هو من رواية ابن اسحاق وابن اسحاق مدلس وقد عنعن ثم ايظا هو يخالف اه الرواية التي في صحيح مسلم عن ابن عباس نفسه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا وهذا هو الصواب. النبي هو الذي علمنا التشهد وليس ابن عباس اجتهد في استخراج التشهد من هذه آآ الاية والله اعلم. فالحاصل ان معنى قوله جل وعلا تحية من عند الله مباركة اي كثيرة البركة وذلك لما فيها من الثواب والاجر العظيم. ثم قال طيبة اي تطيب بها نفس السامع فهي مباركة كثيرة آآ البركة والخير والثواب وكذلك طيبة تطيب بها نفس السامع اذا سمعها هذا دليل على طيب هذه الكلمة العظيمة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لانها من عند الله يعني الله جل وعلا الذي امرنا بها وحيانا بها قال تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تعقلون. كذلك اي مثل هذا البيان يبين الله جل وعلا لكم اياته ويفصل ويوضح ويسرع لكم الاحكام كل ذلك لعلكم تعقلون عن الله مراده. فتفهمون مراده جل وعلا تعمل بهذه الاحكام التي شرعها لكم. قال ابن كثير لما ذكر تعالى ما في هذه السورة الكريمة من الاحكام المحكمة والشرائع المتقنة المبرمة نبه تعالى على انه يبين لعباده الايات بيانا شافيا ليتدبروها ويتعقلوها لعلهم يعقلون ثم قال جل وعلا انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأينوه انما تفيد الحصر فبين من هم المؤمنون حقا في حال اجتماعهم عند النبي صلى الله عليه وسلم لامر جامع فالمؤمنون حقا هم الذين لا يذهبون من اجتماعهم مع النبي صلى الله عليه وسلم الا بعد استئذانه الا بعد استئذانه بذلك فقال انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله فهم الذين جمعوا بين الايمان بالله وهو التصديق عن اقرار والايمان بما يجب الايمان به. وامنوا ايضا برسوله صلى الله عليه وسلم نبيا وكذلك اظافوا الى ذلك انهم اذا كانوا معه وحضروا مجمعا ومشهدا فانهم لا ينصرفون من ذلك الا بعد ان يستأذنوا النبي صلى الله عليه واله وسلم ومعنى قوله واذا كانوا معه على امر جامع قال الطبري يقول امر يجمع جميعهم امر جامع قال امر يجمع جميعهم من حرب حظرت او صلاة اجتمع لها او تشاور في امر نزل لم يذهبوا لم ينصرفوا عما اجتمعوا له من الامر حتى يستأذنوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال بعض المفسرين الجامع على امر جامع قال الجامع هو الامر الذي يعم نفعه او ضرره وهو الامر الجليل الذي يحتاج الى اجتماع اهل الرأي والتجارب آآ قال العلماء كل امر اجتمع عليه المسلمون مع الامام لا يخالفونه ولا يرجعون ولا يرجعون عنه الا باذنه نعم اذا هذه صفتهم انهم اذا كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم على امر جامع امر حصل فاجتمعوا لاجله دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم للتشاور في هذا الامر او الصدور عن قوله او ما شابه ذلك فهم لا يذهبون وينصرفون عن هذا الاجتماع حتى يستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبون اذنه فان اذن لهم انصرفوا والا فبقوا قال الله جل وعلا ان الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله هؤلاء الذين لا ينصرفون الا بعد ان يستأذنوك بخلاف المنافقين الذين يتسللون لواذا ويخرجون خفية او يتسترون ببعض الاشياء حتى لا تراهم فهؤلاء هم المنافقون واما هؤلاء الذين لا لا يخرجون الا ان يستأذنوك ويطلبوا اذنك في ذلك فان اذنت لهم ذهبوا والا لم يذهبوا فهؤلاء هم الذين يؤمنون بالله ورسوله حق الايمان وهم المؤمنون حقا ثم ارشد جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم انهم اذا استأذنوه لبعض شأنهم استأذنوا لي بعض شأنهم بعض ما بعض امورهم فذكر احدهم امرا من شأنه اما حاجة اهله او انه يريد يذهب ويأتي بكذا او يفعل كذا فاذن لمن شئت منهم يعني الامر اليك انظر في هذا الامر الذي استأذنوا فيه فان رأيت انه يوجب الاذن فاذن لمن شئت منه وان رأيت انه آآ يستحق ذلك فلا تأذن لهم. الامر اليك. الامر مفوض اليك في ذلك قال واستغفر لهم الله. نعم استغفر لهؤلاء المؤمنين. ايطلب لهم المغفرة وهذا حث من الله عز وجل لنبيه ان يستغفر المؤمنين. وهذا يدل على فضل الايمان وفضل المؤمنين. وان الانسان اذا كان من اهل الايمان انه متعرض لرحمة الله فالله جل وعلا وملائكته حملة العرش يستغفرون للذين امنوا. وهذا النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر للمؤمنين فان وصف الايمان وصف عظيم يوجب او يعني يستحق صاحبه بفظل الله ورحمته مغفرة الله جل وعلا وينال وتشمله يشمله استغفار الله وملائكته وحملة العرش له اه فاذا نعم واستغفر لهم ان الله غفور رحيم. استغفر لهم جميعا الذي اذنت له والذي لم تأذن له اطلب مغفرة الذنوب لهم بسترها وتكفيرها ان الله غفور رحيم. ختم الاية بوصفه بالمغفرة والرحمة لبيان مناسبة ذلك وان هؤلاء حري بهم ان يغفر الله لهم وان يرحمهم لانهم مؤمنون مستجيبون لله ولرسوله ولا يخرجون ولا يذهبون الا باذنه فاذن لهم واستغفر لهم فان الله غفور رحيم يغفر الذنوب ويرحم الخلق ومن ذلك هؤلاء المذكورون فانهم جديرون بمغفرة الله وبهم لما اتصفوا به من الاعمال الصالحة. وايضا جديرنا بان تشملهم وتنالهم اه رحمة الله جل وعلا اه ثم ذكر ابن كثير هنا حديثا نريده لما فيه من الفائدة اه قال وقال ابو داوود حدثنا احمد بن حنبل وساق عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا انتهى احدكم الى المجلس فليسلم فاذا اراد ان يقوم فليسلم فليست الاولى باحق من الاخرة وهكذا رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن وقال الالباني حسن صحيح كما في صحيح الترغيب فهذا فيه فائدة اخرى وان كان لم يظهر لي وجه مناسبة ايراد ابن كثير لها هنا لكنها لكن فيه فائدة وهو ان الانسان اذا جاء المجلس يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته او يقول السلام عليكم او يقول السلام عليكم ورحمة الله واذا فارق هذا المجلس ايضا يسلم ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فليست الاولى وهي حين مجيئه للمجلس باحق من الاخرة وهي وقت ذهابه اعترافه عن المجلس فهذه سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم ثم قال جل وعلا لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم اه هذا ادب عظيم وارشاد عظيم من الله من الله جل وعلا لصحابة رسوله صلى الله عليه واله وسلم. فقال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا وفي تفسير الاية قولان مشهوران القول الاول وهو الذي قال به جمهور المفسرين آآ ان المراد هنا لا تجعلوا دعاء الرسول اي دعاؤكم الرسول يعني يقال ان المصدر دعاء الرسول اما انه مضاف الى مفعوله وهو الرسول يعني لا تجعلوا دعائكم رسول الله كدعائكم كدعائكم بعضكم بعضا كما قال ابن عباس قال كانوا يقولون يا محمد يا ابا القاسم فنهاهم الله عز وجل عن ذلك اعظاما لنبيه صلى الله عليه وسلم وهكذا جاء آآ المقاتل ابن حيان انه قال لا تسموه اذا دعوتموه يا محمد ولا تقولوا يا ابن عبد الله ولكن شرفوه فقولوا يا نبي الله يا رسول الله وكذلك جاء عم مجاهد وسعيد ابن جبير وجاع قتادة انه قال امر الله ان يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم وان يبجل وان يعظم وان يسود وهذه كلها بمعنى وهذه الاقوال كلها بمعنى واحد وكذلك جاء ايضا آآ عن زيد بن اسلم. فالحاصل انهم قالوا هنا دعاء الرسول مصدر مضاف الى مفعوله. والمعنى لا تجعلوا دعائكم الرسولا لا تجعلوا دعائكم اذا دعوتم رسول الله كدعاء بعضكم لبعض تسمونه باسمه او بكنيته لا قولوا يا رسول الله يا نبي الله لا تقولوا يا محمد يا ابن عبد الله يا ابا القاسم هذا القول الاول والقول الثاني قال المصدر المذكور هنا دعاء مضاف الى فاعله وهو الرسول صلى الله عليه وسلم والمعنى لا تجعلوا دعاء الرسول اذا دعا على احدكم مثل دعاء بعظكم على بعظ لان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة هذان هذا هو خلاصة القولين القول الاول يجعل ان دعاءهم المراد دعاؤكم انتم اذا خاطبتم الرسول صلى الله عليه واله وسلم والقول الثاني يقول الدعاء المراد به هنا دعاء الرسول اذا دعا على احدكم فانه مستجاب الدعوة فاحذروا ان تفعلوا فعلا يسبب دعاءه عليكم الراجح هو القول الاول كما رجحه الامير الشنقيطي في اضواء البيان واستدلوا على رجحانه بادلة قالوا هذا مثل قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظروا وقولوا انظرنا وقولوا انظرنا واسمعوا وقولوا انظرن واسمعوا وكما في قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون الا الذين يغظون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون ولو انهم صبروا حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم فهذه الاية مثل التي معا لا تجعلوا دعاء الرسول كتلك الايات كلها اداب وتوجيه للمؤمنين اذا خاطبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يخاطبونه المراد اذا دعوتموه وناديتموه او طلبت منه امرا فينبغي ان تتأدبوا بهذا الادب العظيم ولا تجعلونه كما ينادي بعظكم بعظا بل عظموه واجعلوا له هبة ووقروه واحترموا مقامه صلى الله عليه واله وسلم هذا هو المعنى وهذا هو الصواب اولا لان هذه الايات كلها من باب تأديب الصحابة ليتعلموا كيف الادب مع النبي صلى الله عليه وسلم وايضا مما يدل على رجحانه آآ ان الله سبحانه وتعالى قال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا لو كان القول الثاني يعني دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليكم لقال كدعاء بعضكم على بعض لكن هنا قال كدعاء بعضكم بعضا اي كما يدعو بعضكم بعضا. لا تدعوا الرسول كما يدعو بعضكم بعضا. لا تقولوا يا محمد يا ابن عبد الله كما ينادي احدهم صاحبه ولهذا قال هنا كدعاء بعضكم بعضا لكن القول الثاني لو كان هو هو الصواب لكان لفظ الاية كدعاء بعظكم على بعظ لا تجعلوا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليكم اذا دعا عليكم كدعاء بعضكم على بعض والاية ليس بها كدعاء بعضكم على بعض لا كدعاء بعضكم بعضا اذا ظاهر السياق ايظا يرشح ويدل على ان المراد في الاية يا ايها يا ايها المؤمنون لا تجعلوا دعائكم للنبي صلى الله عليه وسلم اذا دعوتموه وخاطبتموه مثل دعاء بعضكم لبعض يناديه باسمه او بكنيته لا بل وقروه وعظموه واحترموه وتلطفوا معه في الكلام آآ قد ارشد الله جل وعلا ذلك الى ذلك في كتابه الكريم قال الامين الشنقيطي رحمه الله في آآ اضواء البيان قال وقد دلت ايات من كتاب الله على ان الله لا يخاطب لا يخاطبه. يعني لا يخاطب نبيه صلى الله عليه واله وسلم في كتابه باسمه وانما يخاطبه بما يدل على التعظيم والتوقير كقوله يا ايها النبي يا ايها الرسول يا ايها المزمل يا ايها المدثر نعم ما ناداه النبي صلى الله عليه وسلم باسمه ما قال في القرآن من اوله لاخره ما قال يا محمد او يا ابن عبد الله او يا ابا القاسم لنا بهذا اسوة حسنة يا اخوان نتأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نناديه باسمه نناديه بوصفه يقول وهذا استنباط دقيق من الامين الشنقيطي رحمة الله عليه يقول انه ما ناداه باسمه. نعم ذكر اسمه محمد رسول الله. لكن ما ذكره على سبيل النداء ذكره على سبيل الاخبار هذا شيء اخر لكن حينما تناديه وتخاطبه الله ما خاطب نبيه باسمه مباشرة. بل خاطبه بوصفه. يا ايها النبي يا ايها الرسول يا ايها المزمل يا ايها المدثر قال مع انه نادى غيره من الانبياء باسمائهم كقوله يا وقلنا يا ادم وقال وناديناه اي يا ابراهيم وقوله يا نوح انه ليس من اهلك وقوله يا نوح اهبط بسلام منا. وقوله يا موسى اني اصطفيتك على الناس وقولوا يا عيسى اني متوفيك وقولوا يا داوود انا جعلناك خليفة الله اكبر انظروا كيف وقر الله نبيه وعظم شأنه ولنا بهذا اسوة حسنة يا اخوان الله سائر الانبياء او كثير من الانبياء ناداه باسمه. اما نبينا صلى الله عليه وسلم انما ناداه بوصفه ولم يناده باسمه وهذا يدل على التعظيم والتوقير له صلى الله عليه وسلم. ولهذا ينبغي اذا تحدث الانسان وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يذكر اسمه فقط يقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم او حينما يفسر الايات يقول فقال الله عز وجل يا نبينا او يا رسولنا قل كذا او افعل كذا هذا من الادب والتوقير والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم نعم وهذا من تقوى القلوب قال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا هنا قال قد يعلم قد يعلم الله وفي الاية التي بعدها اه قال قد يعلم ما انتم عليه فقد هنا للتحقيق بانها قد تأتي للتقليل وتأتي للتكفير وتأتي للتحقيق فليس معنى الاية انه قد يعلم الذين يتسلوا منكم قليلا وقد يتسلون ولا يعلم حاشا وكلا لا هنا للتحقيق تحقيق علم الله جل وعلا بهم فهي للتحقيق وهذا له نظائر في القرآن تدل على التحقيق اوردها ابن كثير في الاية التالية قال كما اه قد يعلم ما انتم عليه قال قد للتحقيق كما قال قبلها يعني الاية التي نحن فيها قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لوادا وقال قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلموا الينا هنا ايضا للتحقيق ان الله قد علمهم وقال تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير قد سمع هذا متحقق انه سمع ذلك جل وعلا وايضا كقوله قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون. فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. هذا متحقق وقال قد نرى تقلب وجهك في السماء وهذا يفيد التحقيق وليس التقليل فكل هذه الايات فيها تحقيق الفعل بقدر كما يقول المؤذن تحقيقا وثبوتا قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة آآ وهذا يعني فائدة عظيمة وجليلة ان ان قد تريد التحقيق هنا وايظا ذكر ابن كثير لشواهد ذلك من كتاب الله هذا امر جميل وحسن بحيث آآ يتبين الامر للمسلم ويعلم ان قد هنا انما هي للتحقيق ولا يجوز ليقال غير ذلك اذا قوله جل وعلا قد يعلم الله الذي الذين يتسللون منكم لواء ذا قد يعلم اي قد علم ذلك جل وعلا لانه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا التسلل هو الخروج خفية ولواذا اللواذ هو التستر بشيء مخافة ان يراك احد او هو التستر بشيء من الانسان مخافة ان يراه احد اه فالمراد ان الله جل وعلا قد علم حال اولئك المنافقين رأى ذلك وعلمه منهم الذين يتسللون ويخرجون من اجتماعهم مع النبي صلى الله عليه وسلم اذا دعاهم لامر جامع خفية او كذلك اه لوادا يتسللون خفية ويلوذون ببعض الصحابة حتى لا يراهم النبي صلى الله عليه وسلم فينسلون ويخرجون. كل ذلك قد علمه الله جل وعلا. وكل هذا من الامر المنكر الذي لا يجوز لهم فعله وانما فعلوا ذلك بسبب النفاق القائم في قلوبهم ونفوسهم وليسوا كالمؤمنين الذين لا يذهبون حتى يستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم فان اذن لهم ذهبوا والا بقوا معه صلى الله عليه واله وسلم اه ولهذا اورد ابن كثير اه قال اه قد يعلم آآ قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا قال مقاتلون حيان هم المنافقون كان يثقل عليهم الحديث في يوم الجمعة ويعني بالحديث الخطبة فيلوذون ببعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى يخرجوا من المسجد وكان لا يصلح للرجل ان يخرج من المسجد الا باذن من النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة. بعدما يأخذ في الخطبة وكان اذا اراد احدهم الخروج اشار باصبعه الى النبي صلى الله عليه وسلم فاذن له من غير ان يتكلم لان الرجل منهم كان اذا تكلم والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب بطلة جمعته وقال السدي كانوا اذا كانوا معه في جماعة لاذ بعظهم ببعظ حتى يتغيبوا عنه فلا يراهم. وقال قتادة اه قد يعلم الله الذين يتسلم منكم لماذا؟ قال لواذا عن نبي الله وقال سفيان من الصف وقال مجاهد لواذا خلافا وكل هذه حق لكن تخصيص ذلك بيوم الجمعة فيه نظر. فالذي يظهر من سياق الايات ان هذا يعني عام في كل امر دعا الى الاجتماع فيه دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم الاجتماع واما خطبة الجمعة فلا يجوز للانسان ان يخرج من المسجد بل ولا غير الجمعة حتى الصلوات الخمس اذا اذن المؤذن والانسان في المسجد لا يجوز له الخروج من المسجد الا لعذر صحيح آآ كأن يكون مريضا او الم به شيء او انتقض وضوءه او يكون يريد ان يذهب ليصلي في مسجد اخر لمصلحة راجحة اه والله اعلم قال جل وعلا بعد ان بين علمه بهؤلاء المتسللين ان فعلهم هذا من الخطأ الذي لا يجوز قال فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم لان فعلهم هذا مخالفة لامر النبي صلى الله عليه وسلم وان النبي صلى الله عليه وسلم امرهم بامر الله له الا يخرجوا ولا يذهب الا اذا الا ان يستأذنوه فهو يدخل في هذا الامر لانه المذكور قريبا وهو يشمل ايضا جميع امر النبي صلى الله عليه وسلم وسنته قال ابن كثير فليحذر الذين يخالفون عن امره اي عن امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيله وسبيله وهو من وهو منهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الاقوال والاعمال باقواله واعماله فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقال فليحذر الذين اه فليحذر وليخشى من خالف نعم قال ابن كثير مفسرا للحديث من عمل عملا ليس عليه امرا فهو رد قال مفسرا للحديث اي فليحذر وليخشى من خالف شريعته صلى الله عليه واله وسلم باطنا او ظاهرا ان تصيبهم فتنة ان تصيبهم فتنة اي في قلوبهم من كفر او نفاق او بدعة او يصيبهم عذاب اليم اي في الدنيا بقتل بقتل او حد او حبس او نحو ذلك وهذا الحقيقة كلام متين يعني يشمل كل هذه الامور يجب على الانسان ان يحذر اشد الحذر من مخالفة النبي صلى الله عليه واله وسلم فانها قد تكون سببا بزيغ القلوب والانحراف عن الصراط المستقيم نعم لان الامر كما قال الامام احمد رحمه الله في يعني بيان هذه يعني هذه الاية قال اتدري ما الفتنة الفتنة الشرك لعله يرد شيئا من امر النبي صلى الله عليه وسلم فيقع في الزيغ فيهلك فاحذر رعاك الله من مخالفة امر النبي صلى الله عليه وسلم. الزمه واتي من امره ما استطعت واجتنب كل ما نهاك عنه لان ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم كثير. وقد لا يستطيع الانسان بعض النوافل واما المنهيات اذا نهاك عن شيء فاجتنبه مطلقا ولا تقول له انا ما استطيع ان اترك هذا لا تستطيع هذه الحقيقة كما ذكر الامام ابن كثير هذا الكلام الجميل يدل على ان الانسان عليه الحذر الشديد من مخالفة امر النبي صلى الله عليه وسلم فالزم نفسك باتباع السنة. واياك اياك ان تخالف امر النبي صلى الله عليه وسلم ولو بشيء اليسير. لا تقول هذا بسيط لا هذا امر خطير قد يكون ردك لبعض امر النبي صلى الله عليه وسلم يترتب عليه اه ان يزيغ قلبك نسأل الله العافية يخشى الانسان فيكون انه رد هذا الامر فكان سببا في بزيغ قلبه نسأل الله العافية والسلامة نسأل الله عز وجل ان يثبتنا واياكم على الحق فعلينا ان نلزم السنة وان نحرص على التمسك بها والا نترك شيئا من امر الله جل وعلا ولهذا يعني الائمة استدلوا بمثل هذا دلوا على يعني ان المخالفة قد تجر الى ما هو اعظم كما قدمنا عن الامام احمد انه قال عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته. يذهبون الى رأي سفيان اي الثوري يقول يعني عرفوا هذا الاسناد وانه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيذهبون الى رأي سفيان المخالف له قال والله يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. ثم قال اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك. الله المستعان. الشرك لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك اي نعم انتبهوا يا عباد الله تمسكوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا الله جل وعلا يقول وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال جل وعلا وان تطيعوه تهتدوا فطاعته واتباع فطاعته اتباع امره رشد وفلاح وخير وتوفيق من رب العالمين قال فليحذر الذين يخالفون عن امره. اورد الامام احمد اورد الامام ابن كثير هنا حديثا في الصحيحين عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا فلما اضاءت ما حولها جعل الفراش وهي هذه الدواب التي التي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبهن ويقتحمن فيها يعني يقعن ويسقطن قال فذلك مثلي ومثلكم. انا اخذ بحجزكم عن النار الحجز جمع حجة وهي معقد الازار النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بنا وذلك بسنته وبيانه لدين الله فمن اتبعه كانه لان النبي صلى الله عليه وسلم اخذه عن ان يقع في النار قال فانا اخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار فتغلبوني وتقتحمون فيها. الله المستعان. نعم يا اخي المخالف للسنة احذر احذر فان هذا سبيل ورود النار والاقتحام في النار فالزم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل امورك ثم قال جل وعلا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم قال ثم قال الا ان لله ما في السماوات والارض قد يعلم ما انتم عليه قد يعلم ما انتم عليه ويوم يرجعون اليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم الا هنا حرف تنبيه تدل على تحقيق الخبر والاهتمام به الا ان لله ما في السماوات وما في الارض. كل ما في السماوات والارض لله ملكا وخلقا وتدبيرا وتصريفا. وهذا دليل على عظم قدرته جل وعلا وعلى عظم ملكه قال قد يعلم ما انتم عليه قلنا ان قد للتحقيق قد يعلم ما انتم عليه يعني هو يعلم ما انتم عليه وما تعملون وما تفعلون ويوم القيامة ويوم يرجعون اليه اي يوم القيامة ننبئهم اه بما عملوا ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر والله بكل شيء عليم. ولهذا قال ابن كثير ويوم يرجعون اليه اي ويوم ترجع الخلائق الخلائق الى الله وهو يوم القيامة نبئهم بما عملوا اي يخبرهم بما فعلوا في الدنيا من جليل وحقير. وصغير وكبير كما قال تعالى ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. وقال وضع الكتاب وترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلنا يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وجدوا ما حاضرا ولا يظلم ربك احدا. ولهذا قال ها هنا ويوم يرجعون اليه فينبئهم بما عملوا. والله بكل شيء عليم. وبهذا نكون انتهينا من تفسير سورة النور والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد