بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني. وكان الشيطان للانسان خذولا يخبر جل وعلا في هذه الايات المباركات انه يوم يوم القيامة تشققوا السماء وقد سبق ان ذكرنا ان مثل هذا معناه واذكر يوم تشقق السماء وذلك ان السماء تتشقق من كل جهة ولم يقل تنشق لانه لو قال انشق تنشق لكان الانشقاق من طرف واحد ولكن اخبر انها تتشقق وذلك من كل حدب وصوب. كما قال جل وعلا فاذا انشق السماء فكانت وردة كالدهان. وكما قال جل وعلا فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يومئذ واهية وقال جل وعلا اذا السماء انشقت وذلك يوم القيامة فانها تتشقق فطر ثم قال ويوم تشقق السماء بالغمام والغمام هو كل ما غم وجه السماء وغطاه عن الناظر اليه من سحاب وقتام. وهذه الاية كما قال جمع من مفسرين تفسرها الاية الاخرى وهي قوله جل وعلا في سورة البقرة هل ينظرون الا ان يأتيهم الله او في ظلل من الغمام في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر والى الله ترجع الامور. والغمام هنا هو السحاب الابيض الرقيق. قال شيخنا العلامة الشيخ ابن عثيمين ونقول في قوله جل وعلا وهل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام؟ قال نقول فيه هنا بمعنى مع ان يأتيهم الله جل وعلا مصحوبا بالغمام. قال وقلنا ان ان في هنا بمعنى مع لان في تفيد الظرفية والله جل وعلا لا يحيط به شيء سبحانه وتعالى اذا قوله ويوم تشقق السماء بالغمام اي تتشقق السماء وتنفرج بالغمام كما قال ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن هول يوم القيامة وما يكون فيه من الامور العظيمة فمنها انشقاق السماء وتفطروها وانفراجها بالغمام. وهو ظل النور العظيم الذي يبهر الابصار. ونزول الملائكة ده ونزول ملائكة السماوات يومئذ فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر ثم يجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء. انتهى كلامه. قال جل وعلا ونزل الملائكة تنزيلا كل ذلك يحدث ذلك اليوم. مجيء الله جل وعلا في ظلل من الغمام. وتشقق السماء وتفطرها ونزول الملائكة كما قال جل وعلا في اية اخرى وجاء ربك والملك صفا صفا. وقال جل وعلا هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك وهذا دليل على نزول الملائكة يوم القيامة وانهم ينزلون ويحيطون باهل الارض وقد اورد ابن كثير رحمه الله خبرا عن ابن عباس وهو ما رواه ابن ابي حاتم عن ابن عباس انه قرأ هذه الاية ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. قال يجمع الله الخلق في يوم القيامة في صعيد واحد. الجن والانس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق فتنشق السماء الدنيا فينزل اهلها وهم اكثر من الجن والانس ومن جميع الخلائق فيحيطون بالجن والانس ويجمع وبجميع الخلق ثم تشققوا السماء الثانية فينزل اهل فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم والجن والانس وجميع الخلق وهم اكثر من اهل السماء ومن الجن والانس وجميع الخلق فيحيطون بالملائكة الذين نزلوا قبلهم ثم ذكر بقية السماوات السبع نحو ذلك فهذا هو معنى نزول الملائكة انها تنزل وتحيط بالناس وتحيط بالجن والإنس فلا مفر ولا مهرب في ذلك اليوم وكل انسان سيلقى عمله ثم قال جل وعلا الملك يومئذ الحق للرحمن. الملك ذلك اليوم الحق فوصف الملك بان وصف الملك لانه حق او بانه الملك الحق. لان غيره ممن يملك يذهب ملكه ذلك اليوم وهذا كما قال جل وعلا مالك يوم الدين وكما قال صلى الله عليه واله وسلم في الحديث المتفق عليه ان الله يقبض السماوات والاراضين ثم يقول لمن الملك اليوم يجيب نفسه لله الواحد القهار. قال القرطبي وصف الملك بالحق لانه الملك الذي لا يزول. واما الملك الذي يزول فليس بملك حقيقي. واشار بذلك الى ملك الناس في هذه الحياة فانه يزول ملكهم واما ملك الله جل وعلا فهو الملك الحق الذي لا يزول ولا يحول والله جل وعلا يملك الدنيا والاخرة فله ملك السماوات والارض وما فيهن وليس ذلك خاصا بذلك اليوم لكنه افرد ذلك اليوم بالذكر لانه يزول ملك كل احد يبقى الا ملكه جل وعلا. ثم قال سبحانه وتعالى وكان يوما على الكافرين عسيرا. اي كان ذلك اليوم على الكافرين اسيرا اي شديدا ومن شدته طوله فانه مقدار خمسين الف سنة وقال ابن كثير رحمه الله عسيرا اي شديدا صعبة لانه يوم عدل وقضاء. لانه يوم عدل وقضاء فصل كما قال تعالى فاذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير. فهذا حال الكافرين في ذلك اليوم. واما المؤمنون فكما قال تعالى لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون. ثم ثم قال سبحانه وتعالى ويوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. اي واذكر واذكر يوم يعض الظالم على يديه. من الندم والحسرة والتلهف على حاله وما صار اليه ويقول يا ليتني لم اتق يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا وذلك بالايمان به حتى اكون على سبيله وطريقته واكون معه ومن جنده وتحت لوائه ولكن ذلك حين لا ينفع الندم وقد وقد قال كثير من المفسرين ان القائل هو عقبة ابن ابي معيط وان خليله هنا في قوله ليتني لم اتخذ فلانا خليلا قيل هو ابي بن خلف وقيل امية بن خلف والذي يظهر والله اعلم هو العموم. ولهذا يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول صلى الله عليه واله وسلم. وما جاء به من عند الله من الحق المبين. الذي لا مرية فيه وسلك طريقا اخرى غير سبيل الرسول. فاذا كان يوم القيامة ندم حيث لا لا ينفعه الندم وعض على يديه حسرة واسفا وسواء وسواء كان سبب نزولها في عقبة ابن ابي معيط او غيره من الاشقياء فانها عامة في كل ظالم. كما قال تعالى يوم تقلب وجوههم في النار. يقولون يا ليتنا اطعنا الله او اطعنا الرسول وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيل ربنا اتهم ضعفين من والعنهم لعنا كبيرا. فكل ظالم يندم يوم القيامة غاية الندم. ويعض على يديه قائلا يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. يعني لمن صرفه عن الهدى وعدل به الى طريق الظلالة وسواء في ذلك امية ابن خلف او اخوه ابي ابن خلف او خيرهما ثم قال جل وعلا لقد اضلني عن الذكر وهو القرآن بعد اذ جاءني اي بعد بلوغه لي وسماعي له من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ثم قال وكان الشيطان للانسان خذولا ان يخبروه عن الحق ويصرفوه عنه ويستعملوه في الباطل ويدعوه اليه ولهذا لا يجوز ان يتخذ الشيطان خليلا ولا ولي ومن فعل ذلك فلا يلومن الا نفسه ثم قال جل وعلا وقال الرسول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وكذلك فجعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا. قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم انه قال يا ربي ان يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. وذلك ان المشركين كانوا كانوا لا يصغون للقرآن ولا يسمعونه كما قال تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون كانوا اذا تلي عليهم القرآن اكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه فهذا من هجرانه وترك الايمان به وتصديقه من هجرانه وترك الايمان به وترك تصديقه من هجرانه وترك تدبره وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال اوامره وترك العمل به وترك امتثال اوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدول عنه الى غيره من شعر او قول او غناء او لهو او امن او طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه فنسأل الله الكريم الذي فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء ان يخلصنا مما يسخطه ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه بمقتضاه اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه انه كريم وهاب. انتهى كلامه رحمه الله. وكلامه هنا في غاية البيان. لان الهجر الاصل هو الترك والنبي صلى الله عليه وسلم نادى ربه مبينا ومشتكيا اليه هجران قوم للقرآن الذي انزله عليه. وقد بين ابن كثير ان الهجران يشمل هذه الامور كلها. فيدخل فيه دخولا اوليا الذي هجر العمل به والاخذ به واتباعه ولكن ايضا يخشى على من ترك تلاوته ان يناله نصيب من ذلك لانه هجر تلاوته وهجر قراءته فعلى المسلم ان يقرأ القرآن والا يهجره والا يمر عليه يوم الا ويقرأ شيئا من كتاب الله جل وعلا فان هذه ابي القاسم صلى الله عليه واله وسلم كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من نام عن حزبه من الليل فقرأه ما بين الفجر والظهر كتب له كأنما من الليل فقال من نام عن حزبه من الليل فدل على انه ينبغي لكل مسلم ان يكون له حزب كل يوم وافضل ذلك ان يكون في وقت الليل. ثم قال جل وعلا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا. وكذلك الكاف كاف التشبيه والمعنى كما جعلنا لك عدوا جعلنا لكل نبي عدو من المجرمين. فكما جعلنا لك اعداء تشتكي هجرهم لكتاب الله وعدم الايمان فهذه سنتنا فقد جعلنا لكل نبي من الانبياء الذين سبقوك عدوا من المجرمين الذين بلغوا في الاجرام وفعل السيئات ومعارضة الحق. وهذه سنة الله. قال وكفى بربك هاديا ونصيرا وهذا فيه طمأنة للنبي صلى الله عليه واله وسلم وكانه يقول لا يهمنك لا يهمنك معارضتهم ولا عداوتهم لك ولا طعنهم في القرآن فان الله سبحانه وتعالى سيهديك بك وكفى به هاديا يهدي الى الحق ويدل عليه ويرشد اليه ويوفق للعمل به وكفى به نصيرا ينصر اولياءه. قال ابن كثير رحمه الله وقوله جل وعلا وكذلك جعلنا لكل نبيا لكل نبي عدو من المجرمين. اي كما حصل لك يا محمد من في قومك من الذين هجروا القرآن كذلك كان في الامم الماضيين لان الله جعل لكل نبي عدوا من المجرمين يدعون الناس الى ظلالهم وكفرهم كما قال على وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا عدوا شياطين الانس والجن. يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون. ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوا وليقتربوا ما هم مقترفون. ولهذا قال ها هنا وكفى بربك هاديا ونصيرا. اي لمن اتبع رسوله وامن اي لمن اتبع رسوله وامن بكتابه وصدقه واتبعه. فان الله هاديه وناصره في الدنيا والاخرة. وانما قال هاديا ونصيرا. لان المشركين كانوا يصدون الناس عن اتباع القرآن لئلا يهتدي احد به ولتغلب طريقتهم طريقة القرآن. فلهذا قال وكفى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا وقال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. الذين يحشرون على وجوههم الى جهنم اولئك شر مكانا واضلوا سبيلا. قال الحافظ ابن كثير يخبر يقول تعالى عن كثرة اعتراض الكفار يقول تعالى مخبرا عن كثرة اعتراض الكفار وتعنتهم كلامهم فيما لا يعنيهم حيث قالوا لولا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة اي هلا انزل عليه هذا الكتاب الذي جاء الذي اوحي اليه جملة واحدة كما نزلت الكتب قبله كالتوراة والانجيل والزبور وغيرها من الكتب الالهية فاجابهم الله تعالى عن ذلك بانه انما انزل منجما في ثلاث وعشرين سنة بسبب بحسب الوقائع والحوادث وما يحتاج اليه من الاحكام ليثبت قلوب المؤمنين او لتثبت به قلوب المؤمنين. كقوله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا. ولهذا قال لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا. قال قتادة وبيناه تبيينا. وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم. وفسرناه تفسيرا اذا اخبر الله جل وعلا ان الكفار يتدخلون في كل شيء حتى هذا القرآن وهم انما قصدهم بذلك الطعن في القرآن فانهم يقولون لماذا هذا الكتاب جاء لما لم يكن مثل كتب الانبياء السابقين يريدون بذلك الطعن في القرآن عليهم من الله ما يستحقون. ولهذا معنى قوله لولا بمعنى هلا التحضيظية بمعنى هلا انزل الله عليه القرآن جملة واحدة مع بعضه كما هي كتب الاولين. فقال الله جل وعلا كذلك اي مثل هذا الانزال انزلناه لاجل ان نثبت به فؤادك ونثبت به قلبك انت واتباعك. فكلما حدث حادث او وقعت واقعة نزل قرآن فيها من السماء فيثبت المؤمنين ويثبت الرسول. لان الحق لان القرآن لا والوحي لا ينقطع عنهم. ينزل فترة ثم بعد فترة بخلاف ما لو نزل مرة واحدة ثم انقطع بعد ذلك يطول العهد وهذا من من من وهذا من فوائد تنزيل القرآن مفرقا على ثلاث وعشرين سنة ثم قال جل وعلا ورتلناه ترتيلا بهذه الاية او بهذا الجزء من الاية استدل به على تجويد القرآن وعلى تحسينه لان الترتيل هو القراءة بتؤدة وعدم العجلة. ثم قال ابن كثير رحمه الله دنيا ومبينا فضل هذه الايات. قال ثم في هذا يعني في قوله ولا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. وقبل ذلك نتعرض في مسألة مهمة اشار اليها ابن كثير فقال قال ابو عبدالرحمن النسائي اخرج احمد ابن سليمان وساق بسنده عن ابن عباس قال انزل القرآن جملة الى السماء الى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك بعشرين سنة قال الله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا قوله وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث. ونزلناه تنزيلا. وهذه مسألة معروفة عند اهل العلم وهي من مسائل الاعتقاد هل انزل القرآن مرة واحدة؟ كما قال جل وعلا انا انزلناه في ليلة القدر قال انا انزلناه في ليلة مباركة فقال بعض اهل العلم ذلك وقال بعض اهل العلم انما قال بعض اهل العلم المراد ابتداء انزاله. فابتدأ انزاله في ليلة القدر ثم استمر نزوله على ثلاث وعشرين سنة. وقال بعض اهل العلم وهو رأي الجمهور وهو ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما ان القرآن انزل جملة واحدة من من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في السماء. ثم بعد ذلك انزل من بيت العزة في السماء الدنيا. وانزل مفرقا بحسب الوقائع والاحداث على مدار ثلاث وعشرين سنة وهذا هو الحق الذي الى مرية به ان شاء الله لانه لا يكاد يعرف عن السلف قولا غيره وهو وهو ثابت وصحيح الى ابن بس رضي الله عنهما ومثله لا يقال بالرأي والاجتهاد. ثم قال جل وعلا ولا يأتونك في مثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. قال ابن كثير ولا يأتونك بمثل اي بحجة شبهة للاجئناك بالحق واحسن تفسيرا. اي ولا يقولون قولا يعارضون به الحق الا اجبناهم بما هو الحق في نفس الامر وابين واوضح وافصح وافصح من مقالتهم. قال سعيد بن جبير عن ابن عباس ولا يأتونك بمثل اي بما يلتمسون به عيب القرآن والرسول الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا اي الا نزل جبريل من بجوابهم قال ثم قال ابن كثير ثم في هذا اعتناء كبير لشرف الرسول صلى الله عليه واله وسلم حيث كان يأتيه الوحي من الله عز وجل بالقرآن صباحا ومساء وليلا ونهارا سفرا وحظر وكل مرة كان يأتيه الملك بالقرآن كانزال كتاب مما قبله من الكتب المتقدمة فهذا المقام اعلى واجل واعظم مكانة من سائر اخوانه من الانبياء. صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين يعني يشير الى ان نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم كل مرة ان هذا كأنه انزال للقرآن كاملا عليه لان الانبياء السابقين كانوا ينزل عليهم الكتاب مرة واحدة والنبي نزل عليه مفرقا. لكن كلما ينزل كانه انزال كتاب مستقل. لانه حديث عهد من الله جل وعلا. وهو يدل على عناية الله برسوله صلى الله عليه واله وسلم وهو معه يسمعه ويراه. فاذا وقع له امر او وقع بين يديه نزل القرآن مبينا ذلك وموظحا له ثم قال سبحانه وتعالى الذين يحشرون على وجوههم الى جهنم اولئك شر ما كانوا واضلوا سبيلا. قال ابن كثير ثم قال تعالى مخبرا عن سوء حال الكفار في معادهم ويوم القيامة وحشرهم الى جهنم في اسوأ الحالات واقبح الصفات الذين يحشرون على وجوههم الى جهنم اولئك شر ما كانوا واضلوا سبيلا. وفي الصحيحين عن انس ان رجلا قال يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة فقال ان الذي امشاه على رجليه قادر على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة وهكذا قال مجاهدوا والحسن وقتادة وغير واحد من المفسرين انتهى كلامه رحمه الله وهو بين فان الله سبحانه وتعالى يعاقب هؤلاء الكافرين المعرضين الذين يطعنون في القرآن ويذمونه ويذمون النبي صلى الله وسلم انهم جزاء وفاقا يحشرون الى جهنم يجمعون ويساقون الى نار جهنم على وجوههم وهذا فيه شدة عذاب وخزي وتنكيل انهم يمشون على وجوههم نعوذ بالله ولهذا ما اخبر الله به حق ويجب ان يسلم لذلك وان يقال صدق الله ورسوله ولا يتأول بتأويل يخالف ذلك. ولهذا لما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم قال له اليس اليس من امشاه على قدميه قادر على ان يمشيه على وجهه يوم القيامة. والجواب بلى. انه لقادر على ذلك يجب التصديق به وان الله سيفعل ذلك بهم. ثم وصفهم بقوله اولئك واولئك اسم اشارة للبعيد متحدث عنهم قريب ولكنه اتى باسم الاشارة الدالة البعيد ليبين علو منزلتهم في الشر والفساد. والعذاب والنكال فقال اولئك شر ما كان واضل سبيلا. فمكانهم اشر مكان لانه النار وبئس المصير وما فيها من العذاب والنكال. وايضا هم اضل سبيلا لانهم سبل الضلال وتركوا طريق الحق. وهذا يدل بمفهوم المخالفة ان المؤمنين خير مستقرا خير مقاما لانه في في الجنة في دار النعيم وهم مقيمون فيها ابد الاباد. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد