الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين يقول الله جل وعلا في سورة الفرقان ولقد اتينا موسى الكتاب وجعلنا معه اخاه هارون وزيرا فقلن اذهبا الى القوم الذين كذبوا باياتنا فدمرناهم تدميرا هذه الاية وما بعدها توعد الله فيها كفار قريش ومشركي العرب بل وكل من كذب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وذلك من جهة انه اخبر عن الامم السابقة الذين كذبوا رسلهم واخبر عما احله بهم من العذاب والنكال والتدمير والهلاك فهو يخوف هؤلاء المكذب يخوف هؤلاء الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاحذروا ان يصيبكم ما اصابهم فانهم كذبوا كما كذبتم فاحل الله بهم عقوبته وانتم مصيركم مصيرهم فامنوا وصدقوا امنوا بالله ورسوله. وصدقوا واتبعوا والا فان مآلكم مآلهم وعاقبتكم عاقبتهم فهذا من اشد الوعيد لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد فيقول جل وعلا ولقد اتينا موسى الكتاب يقول ابن كثير يقول تعالى متوعدا من كذب رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم من مشركي قومه ومن خالفه ومحذرهم من عقابه واليم عذاب واليم عذابه مما احله بالامم الماضية المكذبين لرسله فبدأ بذكر موسى عليه السلام وانه ابتعثه وجعل معه اخاه هارون وزيرا اي نبيا مؤازرا ومؤيدا وناصرا فكذبهما فرعون وجنوده فدمر الله عليهم وللكافرين امثالها نعم فقد اتى الله واعطى موسى ابن عمران احد اولي العزم وكليم الرحمن اتاه الكتاب وهو التوراة التي انزلها عليه وجعل معه اخاه هارون وزير كما قال ابن كثير وزيرا اي نبيا مؤازرا ومؤيدا وناصرا وقال الطبري يعني معينا وظهيرا وقال السعدي ناصرا ومعينا وكلها بمعنى وقد ذكر الله عز وجل في سورة طه ان موسى سأل ربه ان يجعل له وزيرا من اهله وهو قوله جل وعلا واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا قال قد اوتيت سؤلك يا موسى فذكر الايات والحاصل ان ان موسى دعا ربه ان يجعل اخاه هارون وزيره فاستجاب الله له ولهذا يقول اهل العلم ليس هناك احد اعظم منة على اخيه من موسى ليس هناك اخ منته على اخيه اعظم من موسى على اخيه منته عليه عظيمة لانه سأل الله ان يجعله وزيرا فاستجاب الله دعاءه وجعل اخاه هارون نبيا ومؤازرا ومؤيدا ونصيرا له قال جل وعلا فقلنا نذهب الى القوم الذين كذبوا وهو فرعون وقومه لانهم كذبوا الرسل وقد مر قصص فرعون وموسى مفصلا في عدة سور قال لكنه وصفهم بانهم كذبوا باياتنا والايات جمع اية وهي الدلائل والبينات التي تدل على الحق وتبينه وتجليه ولقد جاء موسى فرعون وقومه بايات كثيرة كما نص الله جل وعلا على ذلك في كتابه الكريم فقال جل وعلا اه في سياق ذكره في قصة موسى في سورة النمل قال وادخل يدك في جيبك تخرج بيظاء من غير سوء في تسع ايات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين فجاءهم بتسع ايات كل اية تدل على الله جل وعلا وعلى صدق نبي الله على صدق نبي الله جل وعلا موسى وما زادهم ذلك الا تكذيبا وطغيانا ومن هذه الايات اليد يدخل يده في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء ومنها العصا التي كان يهش بها على غنمه فامره الله بالقائها فانقلبت حية تسعى ومنها ما ذكره جل وعلا بقوله فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والظفادع والدم ايات مفصلات هذي ايات في الصلاة موضحات للحق تفصل وتبين الحق وتدل على صدق موسى وانه رسول من رب العالمين فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين وهنا قال كذبوا باياتنا فدمرناهم تدميرا الاصل في التدمير هو التخريب الشديد مصدر من دمر الشيء اذا جعله دامرا وحقيقته وحقيقة التدمير اهلاك الانسان واكد فعل التدمير بالمصدر فقال فدمرناهم دمر في الماضي فاكده بقوله تدميرا وذلك لاجل الاغراق في التدمير ولاجل بيان شدة الهلاك والتدمير الذي اوقعه الله بهم فانه اغرقهم في اليم فذهبت ارواحهم اجسادهم للغرق وارواحهم للحرق وقال جل وعلا عن فرعون وقومه النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب ثم قال جل وعلا ففي هذا عبرة لكم يا كفار قريش يا مشركي العرب يا من كذب رسول الله احذروا من ان يصيبكم ما اصاب فرعون وقومه وهم قوم موسى الذين كذبوه فان هذا جزاء كل من كذب فان هذا جزاء كل من كذب برسله ثم قال جل وعلا وقوم نوح لما كذبوا الرسل وقوم نوح اي كذلك واذكر قوم نوح لهم وهو اول رسول ارسله الله جل وعلا لما كذبوا الرسل نوح هو اول رسول وهم انما كذبوا رسولا واحدا. نوح لان قومه هم اول الامم او من اوائل الامم كما قال ابن عباس بسند صحيح بقي الناس على التوحيد من لدن ادم الى عشرة قرون وهم من اول الامم ورسولهم اول الرسل ولم يكن قد بعث رسول سواه ولم يكذبوا غيره ولكن من كذب رسولا واحدا فقد كذب جميع الرسل قال ابن كثير ومن كذب برسول فقد كذب بجميع الرسل اذ لا فرق بين رسول ورسول ولو فرض ان الله بعث اليهم كل رسول فانهم كانوا يكذبونه ايضا جاء ما يدل على ذلك في قوله جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين فكل من كذب رسولا واحدا فقد كذب بجميع الرسل وقال جل وعلا لقد كذب ولقد كذب اصحاب الحي المرسلين وقال كذبت عادل المرسلين وقال كذب الثمود المرسلين ولهذا يجب الايمان بكل الرسل كما قال جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله ولهذا كل الامم التي قبلنا من اليهود والنصارى ليسوا بمؤمنين لان اليهود كذبوا بعيشة ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم والنصارى كذبوا بنبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم ولا يتم الايمان الا بالايمان بجميع الرسل فمن كذب رسولا واحدا فقد كذب بجميع الرسل فما دام انهم يكذبون بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فانهم قد كذبوا بجميع الرسل والايمان بالرسل احد اركان الايمان الستة فمن لم يأتي به فليس بمؤمن قال جل وعلا وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم قد مر قصصهم وان الله اغرقهم جميعا ففتحت ابواب السماء بماء منهمر ونبعت الارض بالماء فالتقى المأو على امر قد قدر فاغرقهم الله جميعا الا اصحاب السفينة وهو نوح من كان معه من اهل الايمان قال وجعلناهم للناس اية قال ابن كثير رحمه الله اي عبرة يعتبرون بها كما قال تعالى انا لما طغى الماء حملناكم حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها وتعيها اذن واعية اي وابقينا لكم من السفن من السفن ما تركبون بلجج البحار لتذكروا نعمة الله عليكم في انجائكم من الغرق وجعل وجعلكم من ذرية من امن به وصدق امره ثم قال واعتدنا للظالمين عذابا اليما اعتدنا اي اعددنا وهيئنا للظالمين الذين ظلموا انفسهم الظلم الاكبر وهو وظعها في الكفر بدل الايمان لان الظلم هو الشرك الظلم ظلمان ظلم اكبر وهو الشرك بالله يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم وظلم دون ظلم قال عذابا اليما اي موجعا تجيدا لمن حل به ثم قال وعادوا وثمود واصحاب الرش وقرونا بين ذلك كثيرا اي واذكر عادا وهم قوم هود كما قال تعالى والى عاد اخاهم هودا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره افلا تتقون وهم اصحاب الاحقاف والاحقاف جمع حكف وهي الرمال المستطيلة وهي توجد في الربع الخالي في جنوب المملكة العربية السعودية وتعرف بصحراء الاحقاف وهو الربع الخالي ما يسمى بالربع الخالي قال وثمودا اي واذكر ثمودا ايضا وماذا فعلنا بهم لما كذبوا رسولهم وثمودهم قوم صالح واصحاب الحجر وهي موجودة الان كمال المدينة تعرف الحجر وهي بجوار العلا او محافظة العلا ولا تزال اثارهم باقية ظاهرة وقد قال الله جل وعلا والى ثمود اخاهم صالحا فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقد مر الكلام عليهم ايضا في الصلاة في سورة الاعراف وغيرها ثم قال واصحاب الرس اي واذكر اصحاب الرس والرس الاصل فيها البئر التي تكون غير مطوية لأن البئر اما ان تطوى بالحجارة واما ان تحفر هكذا ولا تطوى بالحجارة فهذه تسمى الرس واختلف المفسرون فيهم فقال ابن جريج قال ابن عباس هم اهل قرية من قرى ثمود يقول اصحاب الرس الرس قرى قرية من قرى تموت وقال ابن جريج قال عكرمة اصحاب الرس بفلج وهم اصحاب ياسين وقال قتادة ثلج من قرى اليمامة وتسمى اليوم بالافلاج ويوجد فيها بعض الاثار التي يقول بعضهم انها راجعة الى قوم عاد والله اعلم وقال ابن عباس واصحاب الرس قال بئر باذربيجان بئر باذل بيجان لما دعاهم نبيهم رموه في هذه البئر ورشوها عليه يعني دفنوها عليه قال عكرمة الرس بئر بئر رسوا فيها نبيهم اي دفنوه بها وقال واختار ابن جرير الطبري ان المراد باصحاب الرس هم اصحاب الاخدود الذين ذكروا في سورة البروج قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود قال لانهم حفروا حفرا وشقوا شقوقا ثم رسوا الناس بها يعني دفنوا او شقوا اضرموا النار ثم القوا الناس فيها والله اعلم اي ذلك هو لكن مما لا شك فيه انهم قوم كذبوا نبيهم فاحل الله بهم عقوبته ونكاله ثم قال جل وعلا وقرونا بين ذلك كثيرة القرون جمع قرن وهم الجماعة المتعاصرة من الناس واكثر المؤرخين على انها مئة سنة والصواب ان القرن هم الجماعة هم الجماعة المتعاصرون كما قال ابن كثير رحمه الله قال والقرن هو هو الامة من الناس كقوله ثم انشأنا من بعدهم قرنا اخرين وحده بعضهم بمئة وعشرين سنة وقيل بمائة سنة وقيل بثمانين سنة وقيل اربعين وقيل غير ذلك والاظهر ان القرن هم الامة المتعاصرون في الزمن الواحد واذا ذهبوا وخلفهم جيل فهم فهم قرن ثاني كما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الحديث قال جل وعلا وقرونا بين ذلك اي بين هذه الامم التي ذكرها الله يعني بين نوح بين قوم نوح وقومي عاد وقومي هود يعني بين قوم نوح وعاد وثمود واصحاب الرس قوم موسى بينهم قرون كثيرة جدا لا يعلمها الا الله اهلكهم الله لما كذبوا انبيائهم ولم يؤمنوا بهم ولم يتبعوهم ثم قال جل وعلا وكلا ضربنا له الامثال وكلا التنوين هنا تنوين العوظ كل من هذه الامم ظربنا لهم الانفال اي كل هذه كما قال الطبري قال كل هذه الامم التي اهلكناها مثلنا لهم الامثال ونبهناها على حججنا عليها واعذرنا اليها بالعبر والمواعظ فلم نهلك امة الا بعد الابلاغ اليهم بالمعذرة وقال قتادة معنى ضربنا لهم الامثال قال قد اعذر الله اليهم ثم انتقم منهم ثم انتقم منهم جل وعلا اذا كل امة قامت عليها حجة الله ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله يقول رحمه الله وكل امة اخذ الله عليهم الحجة وبين لهم المحجة او نحو من هذا الكلام قال اي بينا لهم الحجج ووضحنا لهم الادلة كما قال قتادة ازحنا الاعذار عنهم ثم قال جل وعلا وكلا كبرنا تتبيرا عيب التنوين وتنوين العوظ وكل من هؤلاء الامم كبرنا تتبيرا اي دمرناهم تدميرا لأن لأن التدبير التدبير هو الاهلاك قال ابن كثير اي اهلكنا اهلاكا لقوله تعالى وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح الى اخر كلامه رحمه الله الحاصل ان في ذلك عبرة وعظة ايها المشركون ايها المكذبون برسول الله فقد اهلكنا من الامم امما كثيرة جدا منهم من ذكره الله ومنهم من لم يذكره ولكن مصيرهم واحد وهو ان الله قد اقام عليهم الحجة وظرب لهم الامثال وبين لهم المحجة فابوا وعتوا اهلكهم ودمرهم تدميرا لان كبرنا تتبيرا اي اهلكناهم اهلاك بالغا ثم قال جل وعلا ولقد اتوا على القرية التي امطرت مطر السوء ولقد اكوا اي كفار مكة مشركوا قريش ولقد اتوا على القرية التي امطرت مطر السوء وهم كفار قريش قد اتوا على قرية قوم لوط وهي سدوم لان قريش كانوا يذهبون اه الى الشام لاجل طلب التجارة فكانوا في طريقهم يمرون على قرية قوم لوط او قرى قوم لوط يا سدوم وما حولها ويعلمون ان لوطن كان هنا وان قومه كذبوا وان الله دمره واهلكهم فكان لهم في ذلك معتبر ولهذا قال ابن كثير ولقد اتوا على القرية التي امطرت مطر السوء قال يعني قرية قوم لوط وهي سدوم ومعاملتها التي اهلكها الله بالقلب والمطر والحجارة من سجيل كما قال تعالى وامطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين وقال وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افلا تعقلون يعني انتم يا كفار قريش تمرون على قرى قوم لوط في ذهابكم الى الشام ورجوعكم تمرنا عليها مصبحين احيانا في وقت الصباح واحيانا يمرون في الليل عليها افلا تعقلون وتعاون عن الله مراده قال جل وعلا ولقد اتوا على القرية التي امطرت مطر السوء ومطر السوء هو الحجارة التي امطروا بها فهو مطر سوء ليس مطر رحمة وان مطر وانما مطر عذاب حيث امطرتهم السماء بحجارة من سجيل فاهلكتهم عن اخريهم قال جل وعلا افلم يكونوا يرونها الاستفهام هنا للتقرير وقال بعض المفسرين للتوبيخ والتقريع ولكن فيه معنى التقرير بلا شك افلم يكونوا يرونها لانهم كانوا يمرون عليها وكانوا رأوها وعلموا انها قرى قوم لوط حينما يسافرون الى الشام او يرجعون منها من اجل التجارة بل كانوا لا يرجون نشورا بل هنا للاظراب فاظرب عن مسألة انهم يرونها وخبر ذلك اظرب اظرابا انتقاليا تم اضراب انتقالي لانه انتقل من موظوع الى موظوع انتقل من تقريرهم في رؤية هذه القرية ومرورهم بها الى موظوع اخر وهو ما هو الحامل لهم على عدم الايمان بك قال بل كانوا لا يرجون نشورا هؤلاء الكفار لا يرجون نشورا ولا يؤمنون بالبعث ولا بالنشور ولهذا الايمان بالبعث من اعظم ما يصلح عمل الانسان لانه اذا علم انه سيبعث مرة اخرى حمله ذلك على اصلاح العمل ولهذا كثيرا ما يقرن الله جل وعلا بين الايمان به والايمان باليوم الاخر دون بقية اركان الايمان فهم ما كانوا يرجون نشورا ولا بعثا قال جل وعلا واذا رأوك ان يتخذونك الا هزوا اذا رآك هؤلاء المشرطون فانهم يستهزئون بك قال ابن كثير يخبر تعالى عن استهزاء المشركين بالرسول صلى الله عليه واله وسلم اذا رأوه كما قال تعالى واذا رآك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا. اهذا الذي يذكر الهتكم يعني بالعيب والنقص اذكرها بالعيب والنقص وقال ها هنا واذا رأوك اي يتخذونك الا هزوا هذا الذي بعث الله رسولا اي على سبيل التنقص والازدراء قبحهم الله كما قال تعالى ولقد استهزأ برسل من قبلك فامليت للذين كفروا ثم اخذتهم فكيف كان عقاب اذا كانوا يستهزئون بالنبي صلى الله عليه وسلم كان يصبر عليهم هذه موعظة وعبرة ايها الدعاة الى الله ايها الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر ستواجهون الاستهزاء بكم والطعن فيكم او في اشكالكم او في اعتقادكم او غير ذلك فاياكم ان يخرجكم ذلك عن سلوك الصراط المستقيم اصبروا وادعوا الى الله ولا تقفوا عند استهزاء المستهزئين لهذا قال جل وعلا انا كفيناك المستهزئين لان الاستهزاء بالدين او بالرسول لا يصدر الا من نفس كافرة غير مؤمنة والعياذ بالله قال جل وعلا واذا رأوك ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي بعث الله رسولا وهذا فيه بيان شيء من استهزائهم واحتقارهم للنبي صلى الله عليه وسلم. هذا رسول هذا الذي بعث رسولا؟ الجواب لا. هذا لا يستحق ان يكون رسولا يعني استهزاء وازدراء وتصغيرا وتوظيعا له عليهم من الله ما يستحقون ثم قالوا ان كاد ليضلنا عن الهتنا كاد اي قارب واوشك ان يضلنا محمدا عن الهتنا يعني عن عبادة الهتنا وعبادة الاصنام لانه دعاهم كثيرا واقام عليهم الحجة والبينات وجاهد في الله حق جهاده فكاد بعظهم يؤمن لكن يرون انهم صبروا وصابروا حتى نجوا ولم يضلهم والحقيقة انهم جاهدوا حتى يبقوا على الضلال ولا يخرج منه الى نور الايمان والاسلام ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من اضل سبيلا يدافع الله عز وجل عن نبيه فيقول وسوف يعلمون حين يرون العذاب. هذا وعيد وشديد وتخويف اكيد سوف يعلمون حين يرون العذاب. من اضل سبيلا؟ من الذي كان على سبيل الضلال اانتم ام محمد والجواب معروف انتم الذين على سبيل الضلال ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد