بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الفرقان في الاية الثالثة والاربعين منها ارأيت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا؟ ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون؟ ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا هذه الاية المباركة وهاتان الايتان المباركتان بعد قوله جل وعلا ولقد اتوا على القرية التي امطرت مطر السوء افلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا واذا رأوك ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي بعث الله رسولا؟ ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها وسوف يعلمونه حين يرون العذاب من اضلوا سبيلا اذا من هذه الاية هي في كفار قريش فالله جل وعلا مقتهم بانهم بقوا على الشرك ووصفوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بانه ضلال وتهددهم وتوعدهم جل وعلا بانهم سوف يعلمون حين يرون العذاب من اضل سبيلا اهم ام نبينا صلى الله عليه واله وسلم؟ ثم قال عنهم ارأيت من اتخذ الهه هو اخبرني عمن اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا ومعنى اتخذ الهه هواه كما قال ابن كثير رحمه الله قال ثم قال تعالى لنبيه منبها له ان من كتب الله عليه الشقاوة والاظلال فانه لا يهديه احد الا الله عز وجل فقال افا ارأيت من اتخذ الهوه هواه اي مهما استحسن من شيء ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه كما قال تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ولهذا قال ها هنا افانت تكون عليه وكيلا قال ابن عباس كان الرجل في الجاهلية يعبد الحجر الابيظ زمانا فاذا رأى غيره احسن منه عبد الثاني وترك الاول اذا الله جل وعلا يقول منكرا افرأيت ارأيت من اتخذ الهه هواه جعل الهه ما يهواه وما يحبه وتميل نفسه اليه فجعل هذا الهه ولم يجعل الله الهه بل كان متبعا لهواه ما تهواه نفسه فهذا في غاية الضلال وهذا لا يمكن ان يهتدي ولهذا قال جل وعلا افانت تكون عليه وكيلا وهذا استفهام انكار بمعنى النفي يعني لست عليهم وكيلا ولا تكونوا عليهم وكيلا فلا تكونوا عن هذا الذي اتبع هواه وكيلا ومعنى وكيلا يعني حفيظا كما قال الشنقيطي قال حفيظا تهديه وتصرف عنه الضلال الذي قدره الله عليه لان الهدى بيد الله وحده لا بيدك والذي عليك انما هو البلاغ وقد بلغت الذي عليك انما هو البلاء وقد بلغت وهذا جاء في ايات كثيرة ثم قال جل وعلا ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ام هنا هي ام المنقطعة وهي التي تدل على الاظراب تكون بمعنى الاظراب وبمعنى الاستفهام الانكاري يعني تشمل الامرين والمعنى بل اتحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون لا تعتقد ذلك فانهم لا يسمعون الحق ولا يعقلونه اي لا يدركونه بعقولهم قاله الامام الشنقيطي رحمه الله ام تحسبوا ان اكثرهم يسمعون يعني يسمعون سماع الانتفاع يسمعون ما يتلى عليهم فينتفعون به او يعقلون يعني يفهمون ما يعاينون من حجج الله جل وعلا فانهم لا يحصل لهم ذلك بسبب اعراضهم عن الحق وعدم اقبالهم عليه ولهذا قال جل وعلا ان هم الا كالانعام وان هنا نافية بمعنى ماء ما هم الا كالانعام كبهيمة الانعام التي لا تعقل ولا تسمع التي لا تعقل ولا تفهم بل هم اضلوا سبيلا بل هم وهذا اضراب انتقالي بل هم اضل من الانعام لان الانعام تعرف مصلحتها قال ابن كثير اي هم اسوأ حالا من الانعام السارحة فان تلك تعقل ما خلقت له وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له وهم يعبدون غيره ويشركون به مع قيام الحجة عليهم وارسال الرسل اليهم اذا هم اضل من الانعام لان الانعام قد هداها الله الى مصلحتها ورعيها واما هؤلاء فهم اضل منها لانهم ارتكبوا ضد مصلحتهم فارتكبوا الكفر والشرك واعرضوا عن افراد الله جل وعلا بالعبادة فالانعام خير منهم في هذا الباب وهكذا اذا ظلت العقول عن الشرع فانها لا تنفع اصحابها وانما تنفعهم اذا استقاموا على الشرع فانهم يعقلون ويتدبرون ويفهمون اما هؤلاء الكفار فانه قد اغلق عليهم ولهذا وصفهم باية اخرى بانهم صم بكم عمن صم بكم عمي فهم لا يرجعون ثم قال جل وعلا الم ترى الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا قال ابن كثير من ها هنا هذا يعني كمناسبة وجه المناسبة مناسبة هذه الايات لما قبلها قال من ها هنا شرع سبحانه وتعالى في بيان الادلة الدالة على وجوده وقدرته التامة على خلق الاشياء المختلفة على خلق الاشياء المختلفة والمتظادة فقال تعالى الم ترى الى ربك كيف مد الظل قال ابن عباس وابن عمر وابو العالية وابو مالك ومسروق ومجاهد وسعيد ابن جبير وابراهيم النخعي والضحاك والحسن البصري وقتادة والسدي وغيرهم هو ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس هذا هو القول المشهور على المفسرين ولهذا لم يذكر ابن كثير غير هذا القول فمعنى مد الظل مد الظل يعني عمومه على الارض وهذا الوقت يكون من طلوع الفجر الى طلوع الشمس الفجر قد طلع فمد الله الظل فلا تزال الارض في ظلمة ولكنها ظلمة خفيفة اذا مد الظل مده المراد به يعني انه جعله على الارض مغطيا عليها ممتدا عليها والارض كلها ظل وهذا من وقت صلاة الفجر الى طلوع الشمس وقال بعض المفسرين وهم قلة قالوا المراد به من غروب الشمس الى وقت طلوعها من غروب الشمس الى طلوعها والاكثر على الاول وهو الاظهر والله اعلم لان بعد غروب الشمس في منتصف الليل يكون ظلمة شديدة ليست مثل الظل الظل تكون في مكان لا ترى الشمس لا تصيبك الشمس لكنك ترى وتبصر وهذا امر معروف في النهار اذا طلعت الشمس وكنت في ظل دارك او ظل الجبل ترى الاشياء لكن لا يصيبك ضوء الشمس الله جل وعلا هو الذي مد الظل وغشاه الارظ فصارت في ظل ما بين صلاة الفجر الى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا قال الطبري لو شاء لجعله دائما جعل هذا الظل دائما لا يزول ممدودا لا تذيبه الشمس ولا تنقصه قال ابن كثير ولو سأل جعله ساكنا اي دائما لا يزول كما قال تعالى قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة وكما قال جل وعلا قل ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة فلو سأل جعله ساكنا وبهذا تتعطل مصالح الناس تتعطل مصالح الناس اذا كان كله اذا كان كله ليل او ظلمة او ظل تتعطل مصالح الناس ولكن الله سبحانه وتعالى جعل الظل يكون وقتا معينا ويختفي ثم تأتي الشمس ثم بعد ذلك تزول الشمس تذهب ويأتي الظل لحكم عظيمة قال جل وعلا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا قال الطبري ثم قبضنا ذلك الدليل من الشمس على الظل الينا قبضا يسيرا وقال ابن كثير لولا ان الشمس تطلع عليه لما عرف فان الضد لا يعرف الا بضده قال الطبري في هذه الاية وقد ذكرنا قبل ذلك تفسيره للاية التي بعدها يقول ثم دللناكم ايها الناس بنسخ الشمس اياه يعني الظل بنسخ الشمس اياه عند طلوعها عليه انه خلق من خلق ربكم يوجده اذا شاء ويفنيه اذا اراد ثم قال ومعنى دلالته عليه ومعنى دلالتها اي الشمس عليه انه لو لم تكن الشمس الذي تنسخه الذي تنسخه لم يعلم انه شيء اذ كانت الاشياء انما تعرف باضدادها اذا هذا من رحمة الله جل وعلا انه جعل الشمس على عليه دليلا يعني على الظل دليلا تدل عليه فاذا طلعت الشمس طلع الظل وجاء الظل كذلك اذا غابت الشمس جاء الظل الشمس هي الدليل على الظل يعني اذا غابت جاء الظل او حال شيء بينها وبينك جاء الظل فالشمس هي الدليل على الظل قال ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا قبضناه اي قبضنا الظل الينا قبضا يسيرا قال ابن جرير ثم قبضنا ذلك الدليل من الشمس على الظل الينا قبضا قظيا سريعا بالفيء الذي يأتي به بالعشي بعضهم يقول ثم جعلنا الشمس عليه اي على الظل دليلا وقوله ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا قيل المراد وقبضنا الظل قبضا يسيرا يعني ليس بقوة ولكن شيئا فشيئا ولهذا ترى الشمس واذا كنت جالسا وترى الشمس حين طلوعها وترى الظل ترى الظل يعني يزول شيئا فشيئا. انظر عند طلوع الشمس تكون جالسا او واقفا فترى ظلك طويلا ثم تلاحظ انه ينقص ويقبض يرجع بسرعة لكنك ما تدركه الا بالمتابعة والمراقبة فكان قبضا يسيرا قال ابن كثير اي الظل وقيل الشمس الينا قبضا يسيرا اي سهلا وقال ابن عباس سريعا وقالوا مجاهد خفيا وقال السدي قبضا خفيا حتى لا يبقى في الارض ظل الا تحت سقف او تحت شجرة وقد اظلت الشمس ما فوقه وقيل هينا وهي متقاربة كلها حق والله يقبض الظل اليه قبضا هينا يسيرا سريعا هذا امر يعرفه الناس الذين يعيشون او يظهرون للشمس فيرون اه انقباض الظل قال جل وعلا وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا قال ابن كثير رحمه الله وهو الذي جعل الليل لباسا قال يلبس يلبس الوجود ويغشيه كما قال تعالى والليل اذا يغشى وكما قال والليل اذا يغشاها الله جل وعلا جعل الليل لكم لباسا يلبس الارض ويلبس الوجود فيغطي الظوء عنه ونور الشمس فهو لباس يلبسها ويغطيها قال جل وعلا هو الذي جعل لكم الليلة لباسا والنوم سباتا والنوم سباتا الاصل في السبات هو قطع الحركة وكذلك هنا ولهذا يقول ابن كثير اي قطعا للحركة لراحة الابدان والنوم سباتا يعني جعلناه قطعا للحركة لاجل راحة الابدان فان الاعضاء والجوارح تكل من كثرة الحركة بالانتشار بالنهار في المعايش فاذا جاء الليل وسكن سكنت الحركات واستراحت فحصل النوم الذي فيه راحة البدن والروح مع وقال الامين الشنقيطي رحمه الله اكثر المفسرين على ان المراد به يعني والنوم سباتا قال اكثر المفسرين على ان المراد به الراحة من تعب العمل بالنهار ثباتا يقطع حركتكم فترتاحون وتصح ابدانكم وتستريح وهاي ظلمان ان يقول سمعتم بمعنى السبت هو القطع قاطعا للحركات وهذا من رحمة الله والا لو كان الانسان في نومه يتحرك كما يتحرك في يقظته لا تعب بسبب ذلك فانا وهو في النوم يمشي ويذهب ويجري ويقود السيارة ويفعل ويفعل هو عقله قد ذهب لادى به الى الظرر والهلاك فهذا من نعمة الله جل وعلا ان جعل النوم ثباتا اي قاطعا للحركة لاجل ان ان يستريح البدن ويستعيد نشاطه قال جل وعلا وجعل النهار نشورا قال ابن كثير ان ينتشر الناس فيه لمعايشهم ومكاسبهم واسبابهم كما قال تعالى ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون فالله جعل النهار مكان انتشار للناس ينتشرون فيه ويتفرقون ويذهبون الى مصالحهم واعمالهم وارزاقهم فهذا ايضا من نعمة الله جل وعلا استراحوا بالليل واخذوا راحتهم وبسطه من الراحة والسكون ثم بعد ذلك يبعثهم ويحييهم الحياة الصغرى لان الموتى لان الموت موتة صغرى فيرد اليهم ارواحهم ينتشرون في الارض ويحصلون مصالحهم التي لا تقوم حياتهم الا بها ثم قال جل وعلا وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وانزلنا من السماء ماء طهورا ايضا يمتن الله جل وعلا على عباده انه هو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته بشرى تبشر بالمطر وبمجيئه وفيها قراءات سنشير اليها لكن كقبل ذلك ايضا الرياح الجمهور قرأ قرأوا الرياح وقرأ بعضهم الريح ارسل الريح وقرأ بعضهم الرياح والمعنى لا يختلف لانه هي الرياح وعلى الافراد هي اسم جنس تدل على الجميع وقوله بشرى فيها اربع قراءات فقرأ نافع وابن كثير وابو عمرو نشورا بالنون مضمومة مع الشين مضمومة نشورا ومنه الريح النشور وهي التي تهب من كل جانب وتجمع السحاب الممطر وقال بعضهم النشور هي التي تنشر السحاب اذا ارسل الرياح نصرا منتشرة امام بين يدي رحمته والمراد برحمته هنا هو المطر كما قاله الامين وغيره من اهل العلم فالرياح تأتي منتشرة قبل المطر او هي التي تنشره هذا على قراءة يونس ورا وقرأ ابن عامر وحده نشرا بضم بضم النون واسكان الشين وقرأ حمزة والكسائي بفتح النون وسكون الشين نشرا بين يدي رحمته والنشر قالوا هي الريح الطيبة اللينة ويجوز اه نعم قالوا هي الريح الطيبة اللينة التي تنشئ السحاب ويجوز ان يكون معنا نصرا ان يكون المراد بها تنشر السحاب وقرأ عاصم وحده بشرا بالباء واسكان الشين من البشارة اي انها تبشر بالمطر تبشر الناس وغيرهم بالمطر وانه قادم هذه هي القراءات في قوله بشرى قال وانزلنا من السماء ماء طهورا هذه نعمة اخرى انه اولا يأتي بالمطر ويأتي بالرياح بين يديه تبشر به وتنشره وتفرقه حتى يعم الارض ثم ايضا انزل منه ماء طهورا طهورها لطهارة الناس تطهرهم من الاقذار والادران وجاء به طهورا على صيغة المبالغة قالوا ليدل على قوة طهارته والمبالغة في طهارته فهو طهور عظيم. لا شيء اطهر منه وهذه من نعمة الله عز وجل على العباد انه انزل ماء يكون طهورا لهم يتطهرون به من الوسخ والدرن والحدث ثم قال جل وعلا ثم قال جل وعلا لنحي به بلدة ميتة لنحيي بهذا الماء الطهور بلدة ميتة قال هنا بلدة ميتة وقال في سورة الاعراف حتى نعم قال نأتي بالاية من اولها قال وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت وهنا قال بلدة ميتة قال العلماء ان البلدة تذكر وتؤنث البلدة هي البلد وهو يذكر ويؤنث ولهذه البلد وهذا البلد والبلدة هنا مؤنث والمراد بها الارض المراد بها الارض ولكن وصفها بميتن وهو مذكر ولم يقل ميته لانه اريد بذلك المكان اي لنوحي به موضعا ومكانا ميتا قاله الطبري وقال ابن عاشور نحو ذلك فقال وصفت البلدة بميت وهو اسمه مذكر لتأويل بلدة بمعنى مكان نعم يعني بلدة هنا المراد بها المكان مكان من الارض فهو مراد به معنى المذكر ولهذا ذكر وصفها فيحيي الله عز وجل بهذه الارض فيحيي الله عز وجل بهذا المطر الارض بعد ان كانت ميتة هامدة لا حياة فيها يحييها بعد موتها هذه نعمة ثم قال ونسقيه مما خلقنا انعاما واناسي كثيرا اذا هذه فائدة اخرى يحيي به الارض تثمر النباتات والزهور فتصبح امك ضرة مليئة بالنبات والاعشاب الذي يأكل منه الناس ودوابهم وايضا نسقيه مما خلقنا انعاما واناسيا كثيرا نسقي به من خلقنا الانعام وهي الابل والبقر والغنم وغيرها فنسقيها بالمال لانها تحتاج الى شرب الماء ونسقي ايضا به اناسيا والاناسي جمع انسان مراد به الناس واناسي كثيرا وهذا من رحمة الله عز وجل لو لو اوقف الله عنا المال لهلكنا عطشا ولو اوقف الماء عن ارضنا لهلكنا جوعا لا نجد لا تنبت الارض فلا نجد شيئا نأكله فنحن نتقلب بنعمه جل وعلا ولهذا قليل من عبادي الشكور يعني لو يتأمل الانسان في هذه النعمة فقط لعلم انه يجب عليه ان يطيع الله وان يفرده بالعبادة لان هو الذي انعم عليه بهذه النعم نعمة الاكل ونعمة الشرب والا لهلك مكانه ثم قال جل وعلا ولقد صرفناه بينهم ليتذكروا فابى اكثر الناس الا كهورا ولقد صرفناهم اي اي المطر او الماء صرفناه بينهم يعني قسمناه قسمناه بينهم ثم قال الطبري وقال ابن زيد صرفناه يعني مرة ها هنا ومرة ها هنا لهذا قال ابن مسعود وابن عباس ليس عام امطر من عام ولكن الله يصرفه كيف يشاء اي فكان كلامه يوحي بان المطر مقداره واحد كل سنة لكن الله يصرفه مرة في هذا البلد ومرة في هذا البلد ومرة في هذا البلد وقيل ان معنى صرفناه يعني تصريف تنويع لانتباه تصريف وتنويع الانتباه به في الشرب والسقي وان بات الارض وغير ذلك ولقد صرفناه بينهم. ولهذا قال ابن كثير وصرفناه بينهم اي امطرنا هذه الارض دون هذه وسقنا السحاب فمرة على الارض فمر على الارض وتعداها وجاوزها الى الارض الاخرى لم ينزل فيها قطرة من ماء وله في ذلك الحجة الحجة البالغة والحكمة القاطعة قال ابن مسعود ليس عام باكثر مطرا من عام ولكن الله يصرفه كيف يشاء ثم قرأ هذه الاية ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فابى اكثر الناس الا كفورا اذا الله صرف بين بيننا المطر سواء في اماكن وقوعه او فيما ينتفع به من اجل ان يتذكر العباد ليتذكروا اي لكي يتذكروا ويتعظوا ويعتبروا لان من ينبت الارض ويحييها ويحيي جميع ويسقي جميع الخلق ويطعمهم هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له ولا يجوز صرف العبادة لغيره سبحانه وتعالى ومع ذلك قال فابى اكثر الناس الا كفورا وهم المنكرون للبعث والنشور ابوا فاصروا على الكفر وعدم الايمان بالله وحده لا شريك له وهم يكفرون بالرحمن ويعبدون الاصنام والاوثان رغم ظهور هذه الحجج والعلامات والبينات والدلائل الواضحات التي تدل على انه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وانه هو وانه سيبعث الخلق ويعيدهم وينشرهم يوم القيامة وان من كان كذلك هو المستحق ان يعبد دون من سواه جل وعلا لكن مع ذلك ابى اكثر الناس وهم مشركون الا كفورا به جل وعلا وجحودا وعدم ايمان رغم ما اظهره الله لهم من العلامات والبينات اه وقال عكرمة وقال عكرمة فابى اكثر الناس الا ظهور قال يعني الذين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا وهذا الذي قاله عكرمة كما صح في الحديث المخرج في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لاصحابه يوما على اثر سماء اصابتهم من الليل اتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي. كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر مؤمن بالكوكب وهذا استدلال صحيح واستنباط صحيح وهذا من الكفور والكفر الذي وقع فيه الناس نسبة المطر الى غير الله جل وعلا وكذلك كفرهم وعدم الايمان به جل وعلا وعدم افراده بالعبادة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد