بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم في سورة الفرقان في الاية الحادية والستين منها تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا امرا منيرا تبارك تقدم معنا في اول اية من هذه السورة بيان ذلك وذكرنا قول الامين الشنقيطي الذي نقله واستخلصه من كلام الطبري رحمهم الله جميعا فقال تبارك اي تكاثرت البركات والخيرات من قبله وقال السعدي تبارك اي تعاظم وكملت اوصافه وكثرت خيراته وقال الفراء تبارك بمعنى تقدس تبارك الذي جعل في السماء بروجا آآ البروج اختلف فيها على ثلاثة اقوال قال جمع من السلف مجاهد وسعيد ابن جبير وابو صالح والحسن وقتادة المراد بها الكواكب والنجوم العظام قيل الكواكب العظام وقيل النجوم والعظام وهي بمعنى فالمراد فالمراد بالكواكب هي النجوم العظام المراد بالبروج هي النجوم العظام والكواكب العظام وهذا والله اعلم هو اظهر الاقوال الثلاثة لان الله ذكر بعده الشمس والقمر فالحديث عن هذه الكواكب التي في السماء فذكر النجوم مفردة ثم ذكر بعدها الشمس والقمر لقوله سراجا وهي الشمس وقمرا وهو القمر والقول الثاني وهو مروي عن علي ابن ابي طالب وابن عباس ومحمد ابن كعب ومن معهم ان البروج هي قصور في السماء قصور في السماء للحرس يعني الملائكة الذين يحرسون السماء فهي قصور لهم ظعف ابن كثير هذا القول او استظهر القول الاول ورد هذا الا قال الا ان يكون الكواكب العظام هي قصور للحرس فيجتمع القولان والقول الثالث وهو مروي عن ابن عباس قال البروج هي منازل الشمس والقمر وهي اثنا عشر برجا اولها الحمل ثم الثور ثم السرطان ثم الاسد ثم السنبلة ثم الميزان ثم العقرب ثم القوس ثم الجلي ثم الدلو ثم الحوت واظهروا هذه الاقوال والله اعلم هو القول الاول ان المراد بها الكواكب العظام والنجوم الكبار الكبيرة فالله جل وعلا يقدس نفسه ويثني على نفسه ويتمدح في جعله في السماء نجوما عظيمة وكواكب عظيمة زينة للسماء وعلامات يهتدى بها وايضا رجوما للشياطين كما قال قتادة قال هذه النجوم خلقها الله لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين علامات يهتدى بها وعلامات يهتدى بها وكل ذلك دل عليه دل عليه القرآن وجاءت ايات في ذلك تدل عليه وصدق وقصده رحمه الله بهذا بيان انها لم تخلق للتنجيم وعلم التنجيم ويقال نزل مطلنا بنوء كذا وبنوء كذا وهذا من تنبيهه على هذه المسألة المهمة بباب الاعتقاد واثر قتادة هذا قد رواه البخاري في صحيحه اه فهذا هو القول الراجح والله اعلم ان المراد بها الكواكب العظام والنجوم الكبار وهنا ننبه على مسألة يعني في قول ابن عباس انها البروج هي منازل الشمس والقمر وهي ما تسمى بالابراج الان ينبه على مسألة مهمة بهذا وهي ما ما شاء بين الناس اليوم عن اه الحق يعني عن التماس الحظ والنصيب عن طريق الابراج فان هناك من يعتقد بهذه الابراج ودائما يقول حظك كذا وانت سيقع لك كذا وهذا لا شك انه من علم الكهانة لا شك انه من علم الكهانة لان الابراج لا تعلم شيئا لا تعلموا شيئا عما خلقه الله جل وعلا واودعه فان هؤلاء يزعمون انه عن طريق هذه الابراج يقال ما هو البرج الذي ولدت فيه وبناء على ذلك يقول سيحصل لك كذا ويحصل لك كذا وسيحصل لك وظيفة كذا او امر سار او سيقع لك كذا وهذا كله من علم الغيب وادعاء علم الغيب فالبروج لا تعرف شيئا ولا يستدل بها على شيء مما يقع للانسان في مستقبل امره فان الله جل وعلا يقول وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويقول جل وعلا قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون ايانا يبعثون والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من اتى كاهنا او عرافا وصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد نعم فقراءة الابراج او قراءة الطالع والتي يزعمون انهم يميزون ويعرفون عن طريقها صفات الشخص ولو لم يروه او يزعمون انهم يعلمون شيئا من علم الغيب المتعلق به فهذا كله من الكذب والدجل والكهانة وهو نوع من السحر كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من من اقتبس علما من من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد رواه ابو داوود وابن ماجه وغيرهما بسند صحيح قد افتى علماء الاسلام بتحريم ذلك ومن ذلك ما افتت به اللجنة الدائمة للفتوى بالمملكة العربية السعودية حينما سئلوا عما تنشره بعض الصحف عن الابراج وما يحصل فيها من النحوس والسعود ونحوها فاجابت اللجنة بقولها هذا من التنجيم الذي يعلق عليه المنجمون السعود والنحوس والتفاؤل والتشاؤم وهو فكر ومعتقد جاهلي محرم لا يجوز عمله ولا تعاطيه ولا تعاطيه ولا نشره وفي نشره في الصحف وغيرها زيادة في التضليل وافساد معتقد المسلمين وادعاء لعلم الغيب مما هو من خصائص الله سبحانه وتعالى ثم ذكر الادلة على تحريم ذلك ثم قالوا وهذا الحكم مما اجمع عليه المسلمون وعلم تحريمه من الدين بالضرورة فعلى كل مسلم ناصح لنفسه وامته ان يبتعد عن هذا النوع من التلاعب بالعقول والعبث بالمعتقد وان يتقي الله في نفسه وامته والا ينشر هذا التظليل بينهم الى اخر كلامهم رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي وقال شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه في مجموع فتاواه المجلد الثاني صفحة مئة وعشرين وما بعدها قال علم النجوم وما يسمى وما يسمى بالمطالع وقراءة الكف وقراءة الفنجان قال علم النجوم وما يسمى بالمطالع وقراءة الكف وقراءة الفنجان ومعرفة الخط وما اشبه ذلك مما يدعيه الكهنة والعرافون والسحرة كلها من علوم الجاهلية التي حرمها الله ورسوله ومن اعمالهم التي جاء الاسلام بابطالها والتحذير من فعلها او اتيان من يتعاطاها وسؤاله عن شيء منها او تصديقه فيما يخبر به من ذلك لانه من علم الغيب الذي استأثر الله به ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الامور ان يتوب الى الله ويستغفره وان يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الامور مع اخذه بالاسباب الشرعية والحسية المباحة ويدع هذه الامور ويبتعد عنها ويحذر سؤال اهلها او تصديقهم ويحذر سؤال اهلهم اهلها او تصديقهم طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظا على دينه وعقيدته وحذرا من غضب الله عليه وابتعادا عن اسباب الشرك والكفر التي من مات عليها خسر الدنيا والاخرة فانتبهوا رعاكم الله وحذروا ولاحظوا اولادكم ونسائكم ومن ولاكم الله عليهم فانه بسبب هذه الوسائل وسائل التواصل قد يدخل على بعض المواقع فيجد مثل هذه الامور علم الابراج وعلم الحظ والنصيب فيذهب يبحث متى ولد في اي برج فيقول انا اكون كذا وانا اكون كذا وهو جاهل لا يدري فعلموهم ان هذا من الكهانة وان هذا من سؤال الكهنة ومن سأل كاهنا مجرد السؤال لم تقبل له صلاة اربعين ليلة كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم واما ان صدقه حينما سأله بانه سيكون كذا وسيكون غنيا او فقيرا او او يحصل له كذا وكذا فهذا والعياذ بالله كفر بالله جل وعلا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عند احمد وابي داوود وغيرهما منتها كاهن او عرافا من صدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد فالله الله بالقيام بالامانة التي وكلت اليكم قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة وتعاهدوهم فان هذه المواقع وهذه الوسائل قد يقع الناس فيها على يقع الناس فيها بشر ويكون بعض الناس لا علم عنده ولم يتحصن ولم يتعلم العقيدة فيقع في هذا الظلال اه قال جل وعلا سبحان الذي تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وجعل فيها سراجا وهو الشمس وهي الشمس جعلها سراجا مضيئا كما قال جل وعلا وجعلنا سراجا وهاجا وقمرا منيرا ومعنى سراجا اي كالسراج في الوجود لانها مصدر للظوء تضيء لغيرها وتسرجه قال وقمرا منيرا والقمر معروف هو معنى منيرا اي مضيئا مشرقا بنور اخر مشرقا بنوع بنور اخر ونوع وفن اخر غير نور الشمس ويقول كثير من المتكلمين في الفلك ان نور القمري من نور الشمس انعكاس نور الشمس عليه ولهذا الكسوف اذا حالة اذا حالة الارض بين الشمس والقمر فانه يذهب نور القمر ان كان الوقت ليلا ويذهب نور الشمس ان كان الوقت نهارا ويكون الكسوف والخسوف قال جل وعلا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا وهو جل وعلا الذي جعل الليل والنهار خلفة ومعنى خلفة اي يخلف كل واحد منهما الاخر يتعاقبان لا يستران اذا ذهب هذا جاء هذا واذا جاء هذا ذهب ذاك كما قال تعالى وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وقال جل وعلا يغش الليل يمسي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره وقال جل وعلا لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون وجعلها خلفة ويحتمل انه جعلها خلفة اي مختلف احدهما عن الاخر فهذا مظلم وهذا منير هذا مظلم وفيه الظلمة الشديدة وفيه ما فيه من المنافع من النوم والراحة والانكفاف عن العمل وجعل النهار مضيئا مشرقا مكان للمعاش وطلب الرزق وكل ذلك حق كل ذلك حق الله جعل الليل والنهار يخلف كل واحد منهم الاخر فاذا ذهب هذا جاء هذا وجعل وجعلهما ايضا مختلفين في منافعهما وفي ضوئهما وفي كثير من امورهما وكل ذلك اية لمن اراد ان يتذكر اراد ان يتذكر او اراد شكورا. قال ابن كثير اي جعلهما يتعاقبان توقيتا لعباده توقيتا لعبادة عباده له فان فته عمل في الليل استدركه في النهار. ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل وقد جاء في الحديث الصحيح وهو في مسلم النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يداه بالنهار ليتوب مسيء الليل وقد جاء عن عمر او روى ابو داوود الطيالس عن الحسن ان عمر اطال صلاة الضحى فقيل له صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال انه بقي علي من ولدي شيء فاحببت ان اتمه او قال اقضيه او قال اقضيه وتلا هذه الاية هو الذي جعل الليل والنهار خلفة وهذا الاثر ضعيف لانقطاعه بين الحسن وعمر لكن ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نام عن ورده من الليل انه عن صلاة الليل انه قضاها بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح ويزيد عليها ركعة وجاء ايضا عن ابن عباس انه قال وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة يقول من فاته شيء من الليل ان يعمله ادركه بالنهار او من النهار ادركه بالليل وكذا قال عكرمة وسعيد ابن جبير والحسن وقال مجاهد معنى خلفة اي مختلفين هذا بسواده وهذا بضيائه قال جل وعلا فورد شكورا يعني اراد ان يشكر الله جل وعلا لان المؤمن يتدبر ويتأمل في هذه الايات وهذه المصالح والمنافع التي جعلها الله لنا في ذكر الله ويشكره على هذه النعم العظيمة فانه لو سأل جعل الليل علينا سردا الى يوم القيامة فتتعطل المنافع او يجعل النهار سرمدا علينا الى يوم القيامة تتعطل ماء منافع النهار ومعاشه وكل ذلك فيه عبرة واعظة ويجب على المسلم ان يشكر ربه على ذلك شكرا كثيرا فله الحمد وله الشكر على ذلك ثم قال جل وعلا وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا العبادة تنقسم الى قسمين عبادة عامة ويشترك فيها جميع المخلوقات وعبادة خاصة وهي عبادة المؤمنين قال الشيخ السعدي العبودية لله نوعان عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها سائر الخلق كما قال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا وعبودية الالوء وعبودية الالوهية وعبادته ورحمته. وهي وهي عبودية انبيائه واوليائه وهي المرادة هنا وذكر شيخنا الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد هذا المعنى وقال عبادة عامة وهي التي يشترك فيها جميع الخلق وهي التي تقتضي ان الجميع عبيده خلقهم ذللهم لطاعته وذللهم لامره ونهيه وعبودية خاصة وهي التي تكون بمعنى العبادة لله جل وعلا والاقبال عليه فهي تقتضي التشريف والتكريم ولهذا قال وعباد الرحمن والاظافة هنا ايظا اضافة تشريف اظافهم الي تشريفا لهم فهم ليس فهي لا تعم سائر العباد وانما تعم هنا او تختص آآ المؤمنين من الانبياء واتباعهم الذين يعبدون الله ويستجيبون لامره ويتقربون اليه بالطاعات قال وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا قال الطبري ان يمشون يمشون على الارض هونا قال بالحلم والسكينة والوقار غير مستكبرين ولا متجبرين ولا ساعين فيها بالفساد ومعاصي الله جل وعلا نحوه قال ابن جرير الطبري فقال هذه صفات عباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا اي بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار كقوله تعالى ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا فاما هؤلاء فانهم يمشون من غير استكبار ولا مرح ولا اثر ولا بطل وليس المراد انهم يمشون كالمرظى من التصنع تصنعا ورياء فقد كان سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم اذا مشى كأنما ينحط من صبب وكانما الارض الارظ تطوى له نعم يعني انهم ليس معنى ذلك يمشون على الارض هونا انهم متماوتون متميعون لا لكن يمشون بحلم وسكينة ووقار وهيبة لا رياء ولا سمعة ولا تجبر ولا تبختر ولا تعاظم ايضا ولا تكسر وتظعف ولهذا كان الاسوة والقدوة صلى الله عليه وسلم اذا مشى كانما ينحدر او ينحط من صبب والصبب هو المكان العالي اذا مشيت المكان العالي الى مكان الى اسفل منه. الانسان يمشي بقوة وجلد هذا مشي النبي صلى الله عليه واله وسلم جاء او كره بعض السلف المشي بتضاعف وتصنع حتى روي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه رأى شابا يمشي رويدا فقال ما بالك اانت مريض اانت مريض؟ قال لا كأمير المؤمنين فعلاه بالدرة يعني ضربه بالدرة بالعصا وامره ان يمشي بقوة وانما المراد بالهون هنا السكينة والوقار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتيتم الصلاة فلا تأتوها وانتم تسعون وقتها وعليكم السكينة فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا نعم وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا. واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما اه اذا خاطبهم الجاهلون بجهل قالوا سلاما ردوا عليهم بقولهم سلاما وقال ابن كثير هنا اي اذا سفه عليهم الجهال بالسيء لم يقابلوهم عليه بمثله بل يعفون ويصفحون ولا يقولون الا خيرا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيده شدة الجهل عليه الا حلما وكما قال تعالى واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم. سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين وصفهم بالجاهلون لانهم يقولون الجهل يقولون الخطاب الذي فيه جهل من سب وشتم وقذف وسوء ادب ونحو ذلك قالوا سلاما. جاء مجاهد اا انه قال سلاما قالوا سدادا وقال سعيد ردوا معروفا من القول قال سعيد بن جبير ردوا معروفا من القول وقال الحسن البصري قالوا سلاما اي حلماء لا يجهلون وان جهل عليهم حلموا يصاحبون عباد الله نهارهم بما تسمعون ثم ذكر ان ليلهم خير ليل اه قال السعدي كلاما اي خطابا يسلمون فيه من الاثم ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله وذكر العلماء ذكر الامير الشنقيطي رحمه الله وغيره اه ان هذا هو ديدن الصالحين كما والانبياء كما قال جل وعلا عن ابراهيم قال لابيه لما رد عليه امره وتوعده ماذا قال له؟ يعني جهل عليه ابوه الجاهل قال سلام عليك ساستغفر لك ربي وقال تعالى ايضا عن المؤمنين واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين لا نبتغي الجاهلين. سلام عليكم. فهكذا يقولون سلاما يعني قولا فيه السلامة والنجاة ولا يقابلون الجاهل بجهله. ثم اخبر جل وعلا عن شيء من اعمالهم. فقال والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ان يبيتون في عبادته وطاعته. كما قال تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون. وقال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. وقال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. احذروا الاخرة ويرجو رحمة ربه. الاية وقال ولهذا قال هنا والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. اذا هم يبيتون والبيتوتة هي ان يدركك الليل نائما او غير نائم كما قال الزجاج ونقله عنه الشوكاني وهم يبيتون يعني يدركهم الليل وهم يصلون فيمر عليهم وهم يصلون ولهذا قال سجدا وقياما يصلون يقومون الليل فيمر عليهم الليل ويأتي عليهم وهم في اثناء الليل يبيتون يصلون لله جل وعلا سجدا اشار الى ركن السجود لفضله وقياما ايضا اشار الى انهم يقومون ويقفون يصلون لله جل وعلا ولهذا قال الطبري يبيتون لربهم يصلون لله يراوحون بين سجود في صلاتهم وقيام والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم فهذه من صفاتهم انهم يسألون الله جل وعلا ان يصرف عنهم عذاب النار ولهذا جاء في الحديث من استعاذ بالله من النار ثلاث مرات اعاذه الله ومن سأل الله الجنة ثلاث مرات اعطاه الله ذلك او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح واما اه قول بعضهم بعد كل صلاة ربي اجرني من النار ربي اجرني من النار ربي اجرني من النار فهذا لا يثبت ولا يصح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ولا ينبغي للمسلم ان يلزم ما لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن ثبت عنه كما اشرنا ان من سأل الله ثلاث مرات الجنة اعطاه الله ذلك ومن استعاذ بالله من النار ثلاث مرات صرف الله عنه واعاذه الله من النار. لكن هذا ليس خاص بالصلاة ولا بعد الصلاة. فمتى ما سأل ربه صادقا مخلصا فان الله سبحانه وتعالى يصرف ذلك عنه. اذا سؤال الله عز وجل آآ ان يصرف ان يصرف عن العبد النار هذا من صفات عباد الرحمن وهكذا ينبغي لك ان تكثر من الاستعاذة بالله من نار ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم آآ المسلم ان يقول في صلاته في التشهد الاخير ان يستعيذ به من اربع فقال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال اه نعم والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما ومعنى غرامة يعني ملازما نسأل الله العافية كان غراما ملازما لمن يقع فيه شديد عليه قال ابن كثير اي ملازما دائما كما قال الشاعر ان يعذب ان يعذب يكن غراما وان يعطي جزيلا فانه لا يبالي. ولهذا قال الحسن في قوله ان عذابها كان غراما قال كل شيء يصيب ابن ادم ويزول عنه فليس بغرام وانما الغرام اللازم ما دامت السماوات والارض كذا قال سليمان التيمي نعم وهذا معناها لان عذابها نسأل الله العافية لاهلها الذين هم اهلها كان لازما ما دامت السماوات والارض خالدين فيها ابد الاباد ثم قال جل وعلا انها ساءت مستقرا مقاما انها ساعة اي اه كما قال ابن كثير اي بئس المنزل منظرا بئس المنزل منظرا وبئس المقيل مقاما فساءت اي قبحت مستقرا لمن استقر فيها وكان من اهلها لانه استقر في في عذاب الله في العذاب الشديد والزقومي والسلاسل والاغلال والنكال والحيات والعقارب الى غير ذلك مما جاء ذكره من من العذاب الذي الله لاهل النار القاطنين الساكنين المستقرين فيها ثم قال ومقام ايظا اقامتهم فهم لا يقيمون في فرح وسرور وحبور كما هو حال اهل الجنة بل هم في في غاية التعاسة والخزي والندامة انها ساءت مستقرا ومقاما ثم قال جل وعلا والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا. اذا انفقوا في وجوه الخير او انفقوا من اموالهم فانهم لم يسرفوا. ولان الاسراف هو مجاوزة الحد الى ما لا يحل الاسراف والتبذير و لم يقطروا الاقتار وهو الشح و القلة قد ترى يعني قلل فهم بين ذلك. ولهذا قال وكان بين ذلك قواما. هم في انفاقهم بين الاسراف والتقطير. فلا يسرفون اسرافا يؤاخذون عليه يفرطون باموالهم ويضيعونها آآ كما قال جل وعلا في كتابه الكريم ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسطع فتقعد ملوما محصورا ولا يقطنون ويضيقون ويقللون النفقة حتى يضيقون على انفسهم وعلى من تحت بل كان بين ذلك قواما كان بين الاسراف والتقطير قوامن اي ما تقوم به الحياة وتقوم به حياة الانسان ومن تحت يده فينفق عليهم انفاقا ليس فيه اسراف وليس فيه بخل كتير وشح ولكن ينفق انفاقا تقوم به حياتهم وتحسم به حياتهم من غير الاسراف والتقتيل من صفات المؤمنين وهذا وان كان على سبيل الاخبار الا انه اه يتضمن الحث والامر بذلك. وهذا دل هذه الاية الاخرى التي اشرنا اليها ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا. واورد ابن كثير الله ثلاثة احاديث لكن هي كلها ضعيفة. فاورد ما رواه الامام احمد عن ابي الدرداء قال النبي صلى الله عليه وسلم من فقه الرجل من فقه الرجل رفقه في معيشته لكنه ضعيف كما بينه ومنهم الالباني في الظعيفة برقم خمس مئة وستة وخمسين ولكن معناه صحيح لكن معناه صحيح ان هذا من فقه الرجل استجابة لهذه الايات من رفقه في معيشته لا يسرف ولا يقتل. واورد ايضا ما رواه الامام احمد النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عال من اقتصد وهذا يظعفه الالباني اه في الضعيفة وذكر من ضعفه من اهل العلم ولكن ايضا معناه اه صحيح انهما عال يعني ما ما افتقر من اقتصد في انفاقه كان وسطا لا اسرافا ولا تقتيرا. واورد ايضا آآ ما رواه آآ ابو بكر اه ما رواه البزار اه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما احسن القصد في الغنى واحسن ما احسن القصد في الغنى وما واحسن القصد في الفقر احسن القصد في العبادة لا شك ان هذا من حيث وهو حديث ضعيف جدا. كما قال الالباني في الاحاديث الضعيفة. لكن دلت نصوص اخرى النبي صلى الله عليه وسلم قال القصد القصد تبلغ والقصد هو السداد في الامور واورد عن اياس ابن اورد ابن كثير عن اياس بن معاوية قال اه ما جاوزت به امر الله فهو سرف. وقال غيره السرف والنفقة في معصية الله. وقال الحسن البصري ليس بالنفقة بالله سرف هذه مسألة اخرى فالانفاق في وجوه الخير ليس اسرافا ولهذا ابو بكر اتى بماله كله وعمر اتى بنصف ماله الجهاد في سبيل الله والمعاصي كلها ولو انفق ريالا في المعصية فهذا اسراف لانه لا يجوز ان يفعل هذا وينفقه في ذلك ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد