الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد اه كنا قد تجاوزنا سهوا منا وخطأ من غير قصد تجاوزنا شرح اربعة شرح اربع ايات من سورة الفرقان وهي من الاية الثامنة والستين الى الاية الحادية والسبعين نتكلم عليها في هذا المجلس. فنقول يقول الله جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانة الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا اه هذه الايات المباركات في ذكر بعض صفات عباد الرحمن فاول هذه الصفات في هذه الايات هي عدم الشرك بالله جل وعلا فقوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر يعني لا يشركون مع الله الها اخر لان الدعاء هو العبادة والدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة فالعبادة كلها دعاء ولهذا الدعاء قسمان دعاء مسألة هو كل ما كان فيه سؤال وطلب ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ودعاء ودعاء ودعاء عبادة يعني ما سوى ما عدا دعاء المسألة فهو دعاء عبادة اذا الدعاء قسمان دعاء مسألة فيه طلب وسؤال النوع الثاني ما ما لم يكن دعاء فانه دعاء عبادة فالصائم حينما يصوم وهو ممسك هو بهذا الصيام يدعو ربه ان يغفر له ان يرفع درجته ان يعطيه اجر الصائم الرجل وهو واقف قائم خلف الامام واظع يده اليمنى على اليسرى والامام يقرأ وهو منصت له هو يريد بهذا الانصات وهذه الصلاة يريد من الله ان يغفر ذنبه ويرفع درجته اذا قوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة فيكون المعنى والذين لا يدعون مع الله اله اخر اي لا يعبدون مع الله الها اخر سواء كان عند طريق سؤالي غير الله ما لا يقدر عليه الا الله او كان بصرف بعض الاعمال لغير الله فيما لا يجوز صرفه الا لله الذبح والنذر والطواف بالقبر وشبه ذلك اذا والذين لا يدعون مع الله الها اخر يعني لا يصرفون شيئا من عباداتهم لغير الله والمراد انهم لا يشركون مع الله غيره لا يقعون في الشرك والمعنى انهم موحدون انهم موحدون مفردون لله جل وعلا بالعبادة ولا يدعون غيره ولا يصرفون له شيئا من العبادة لان الشرك هو اخطر الذنوب قال الله جل وعلا ان الشرك لظلم عظيم وقال جل وعلا ولقد لنبينا صلى الله عليه وسلم ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك وقال جل وعلا بعد ان ذكر ثمانية عشر نبيا في سورة الانعام قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وهم انبياء وقال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك وقال جل وعلا على سبيل الانكار ايشركون ما لا يخلق شيئا ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم والحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود قال قلت يا رسول الله اي ذنب اعظم قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك وايضا في الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه واله وسلم الا انبئكم باكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله الحديث فهو اكبر الكبائر واعظم الكبائر وكذلك ايضا في الحديث الذي رواه مسلم حديث قدسي يقول الله جل وعلا انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن اشرك معي غيري تركته وشركه و ايضا قال صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الذي رواه الامام احمد وابو داوود بسند صحيح كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الشرك بالله وقتل نفسه التي حرم الله فيجب الحذر من الشرك وان كان على الشرك ليس على حد سواء بل هو قسمان شرك اكبر وهذا محبط للعمل مخرج من الملة وهو دعوة غير الله معه وصرف العبادة لغير الله وابتغاء وقصد وجه غير الله بها والنوع الثاني شرك اصغر وهو اصغر باعتبار الاكبر والا ليس بصغير فانه باجماع اهل السنة والجماعة كما قال ابن قاسم رحمه الله في حاشية كتاب التوحيد لشيخ الاسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب قال باجماع اهل السنة والجماعة ان الشرك الاصغر اكبر من كبائر الذنوب او اشد خطرا من كبائر الذنوب شد خطر من الزنا من السرقة من عقوق الوالدين فقيل له اصغر باعتبار الاكبر لانه لا يحبط العمل وانما يحبط ما لابس من العمل الشرك الاصغر هو ما وردت تسميته في النصوص شركا ولا يصل الى حد الاكبر او وعرفه بعضهم بانه هو الايرادات والنيات التي توصل الى الشرك هي جميع الايرادات والنيات التي توصل الى الشرك فيحلف مثل الحلف بغير الله فهو يحلف لكن لا يقصد ان المحلوف يحلف بغير الله لكن لا يقصد ان المحلوف به مثل الله لا تعلم ان الله اعظم وان هذا المحلوف به ليس هو مثل الله ابدا لكن هذا الحلف بغير الله يجره وينتهي به بعد ذلك الى الشرك الاكبر لانه اذا اذا كان لا يحلف الا بغير الله ينتهي الامر الى انه يعتقد تعظيم المحلوف به مثل تعظيم الله او اشد فما يفعل عباد القبور يحلف بالله كاذبا ولا يحلف بالصنم او بالولي او بالمقبور كاذبا يعظمه يخاف اشد من خوفه من الله ومثل الرياء يسير الرياء وهو قصد وجوه الناس بالعمل لكنه اذا كثر هذا وغلب عليه صارت اعماله كلها يريد بها غير وجه الله والشرك الاصغر يقول العلماء ايضا انه قسمان شرك جلي وهو في الاقوال مثل الحلف بغير الله وشرك في الاعمال مثل الطيرة والتميمة وما شابه ذلك والنوع الثاني شركه شرك في الايرادات والنيات شرك خفي شرك اصغر خفي في الايرادات والنيات مثل الرياء ناس ما يدرون عنك لما تصلي او تنفق او تتكلم لكن اذا كنت تريد غير وجه الله فهذا شرك الشرك كله حرام ويجب على المسلم ان يجتنب الشرك اكبره واصغره وان يعالج نفسه على هذا الامر وعلى اخلاص اعماله لله جل وعلا قال جل وعلا في ذكر صفات عباد الرحمن ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق لا يقدمون على قتل النفس التي حرمها الله الا بالحق ومعنى بالحق يعني بما كان مشروعا كما في الحديث الصحيح في الصحيحين بل متفق عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه مفارق الجماعة فقتل النفس بالنفس قصاص القاتل يقتل هذا قتل بالحق اه قتل الزاني المحصن برجمه هذا قتل بالحق قتل المرتد تارك الدين وفارق المفارق الجماعة هذا بالحق فالحاصل انهم لا يقدمون على قتل النفس الا بالحق اذا كان قتل حق فانهم يقدمون ومعلوم ان هذا مرده الى ولي امر المسلمين ولكن يسند تنفيذ ذلك الى بعض عماله فالحاصل انهم لا يقدمون على قتل النفس التي حرم الله وهذا يدل على خطورة قتل النفس فهي من اشد الذنوب حتى ذهب ابن عباس الى انه لا توبة لقاتل النفس واستدلوا على ذلك او يدلوا على ذلك نصوص منها قوله جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها غضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. نسأل الله العافية والسلامة وقال جل وعلا وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ وقال جل وعلا ولا تقتلوا انفسكم وقال جل وعلا ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق وقال جل وعلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق وكذلك جاءت نصوص السنة فمنها ما جاء في الحديث المتفق عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا التقى المسلمان بسيفيهما القاتل والمقتول في النار نسأل الله العافية والسلامة ايضا الحديث الذي ذكرناه قريبا ومتفق عليه لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث فهو حرام ايضا الحديث الذي سبق ايضا ان ذكرناه عند احمد وابي داود بسند صحيح كل ممن عسى الله ان يغفره الا الشرك بالله والا قتل نفسه التي حرم الله الا بالحق هذا من نصوص الوعيد وهيضا روى الترمذي بسند صحيح النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان اهل السماوات والارض اشتركوا في قتلي اشتركوا في دمي مؤمنين لاكبهم الله في النار وايضا عند ابن ماجة بسند حسن قال النبي صلى الله عليه وسلم لزوال الدنيا اهون على الله من قتل مؤمن بغير حق يزول الدنيا كلها اهون من قتل مؤمن بغير حق امر القتل عظيم وايضا في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما لا يزال في فسحة في فسحة وسعة ورجاء يدخل الجنة وان ينجو من النار ما لم يصب دما حراما فان هذا من ورطات الامور كما قال ابن عمر تضيق عليه الامور والادلة في هذا كثيرة جدا فعباد الرحمن لا يقدمون على قتل النفس التي حرم الله الا بالحق وايضا من صفاتهم انهم لا يزنون لا يزنون والزنا هو فعل الفاحشة بفرج حرمه الله عليه جماع الرجل لامرأة لا تحل له من غير شبهة وهو ايظا ذنب خطير قال جل وعلا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا وقال جل وعلا والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهم مائة جلدة فوقعوا في ذلك وقال جل وعلا في مدح المؤمنين والحافظين فروجهم الحافظات يعني من الزنا حافظين فروجهم من الزنا وكذلك المؤمنات حافظات لفروجهن من الزنا لا يقعن فيه وقال جل وعلا ايظا في معرظ مدح للمؤمنين والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين هم حافظون من لفروجهم من الوقوع فيما حرم الله عليهم من اشد ذلك او اشد الزنا ان يزني الرجل بحليلة جاره كما في حديث ابن مسعود الذي مر متفق عليه اي ذنب اعظم قال ان تجعل له ندا وهو خلقك قال قلت ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك هذا ايضا يدل على تحريم القتل قال ثم اي؟ قال ان تزاني حليلة جارك تزني بحريرة جارك يعني بزوجة جارك ولهذا روى الامام احمد بي سند صحيح عن المقداد ابن الاسود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه ما تقولون في الزنا قالوا حرمه الله ورسوله فهو حرام الى يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يزني الرجل بعشر نسوة ايسر عليه من ان يزني بامرأة جاره ثم قال ما تقولون في السرقة؟ قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام قال لان يسرق الرجل من عشرة ابيات ايسر له من ان يسرق من جاره صححه الالباني بالصحيحة وفي صحيح الترغيب يجب الحذر من الزنا بل ويجب الحذر من الوسائل التي توصل اليه. ولهذا الله جل وعلا قال ولا تقربوا ما قال لا تفعلوا الزنا قال لا تقربوا فهو يشمل تحريم كل وسيلة تقرب اليه وتوقع به كالنظر او الخلوة بالاجنبية وما شابه ذلك قال جل وعلا ومن يفعل ذلك نعم ومن يفعل ذلك يلقى اثاما حاصروا اقوال المفسرين بالآثام ثلاثة اقوال. قال الاول ما قاله الطبري قال يلقى اثاما يعني عقابا يلقى من عقاب الله عقوبة ونكالا كما وصفه ربنا جل ثناؤه وهو انه يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا هناك قول اخر اشار اليه الامير الشنقيطي في اضواء البيان وهو قول ابن عباس مروي عن ابن عباس قال يلقى اثامه يلقى مجازى يلقى مجازاة اثامه في الدنيا وهذا بمعنى القول السابق والقول الثالث قال اثام واد في جهنم وهذا مروي عن عبدالله بن عمرو بن العاص وقال عكرمة يلقى اثاما اودية في جهنم يعذب فيها الزناة وجاء نحو عن سعيد بن جبير ومجاهد وجاء ايضا عن قتادة قال يلقى اثاما نكالا كنا نحدث انه واد في جهنم فالحاصل ان الاقوال وداها واحد اثاما يعني عقابا سواء كان هذا العقاب هو مجازاته على اثامه او هو مضاعفة العذاب او هو واد في جهنم كل ذلك حق لكن القول بانه وادي في جهنم يحتاج الى نقل صحيح الى نقل صحيح صريح بذلك ومثله لا يقال بالرأي فيحتاج الى دليل فالحاصل ان من فعل هذه الامور الثلاثة سابق ذكرها انه يلقى عقوبة وجزاء هذه الاعمال القبيحة قال جل وعلا يضاعف له العذاب يوم القيامة ومعنى يضاعف هو كما قال ابن كثير قال يضاعف له العذاب اي يكرر عليه ويغلظ يكر عليه ويغلظ وفيه ضعف اربع قراءات قال ابن كثير يضعف له العذاب وقرأ ابن عامر يضعف له العذاب ويخلد شو الفرق بين القراءتين الاولى بالجزم يوضعف بالتشديد والجزم يظعف والقراءة الثانية يظعف بالتشديد لكن بالرفع رفع الفاء يضعف له العذاب ومثله ويخلد وقرأ ابو بكر تضاعف بالالف والرفع يضاعف له ويخلد بالجزم يضاعف بالالف والرفع ويخلد الجزم وقرأ الباقون يضاعف ويخلد بالالف والجزم فيهما يضاعف يضاعف يضاعف له يخلد فيه هذه هي القراءات والمعنى تقريبا لا يختلف اختلافا كثيرا باختلاف القراءات لكن الحاصل ان الله يضاعف له العذاب نسأل الله العافية يوم القيامة ويخلد فيه مهانا القراءة حينما تقرأ ويخلد فيه ما تقول ويخلد فيه وتقتصر لا تمد الكسرة وتقول كانها ياء ويخلد فيه ويخرج فيه معاناة فهو يخلد نعوذ بالله والخلود هو المكوث المدد الطويلة بالنار نسأل الله العافية فان كان من المشركين فهو الخلود الابدي قال الدين فيها ابدا وان كان دون الشرك ودون ترك الصلاة فانه يمكث مددا كثيرة ثم يخرج الموحدون من النار ويخلد فيه مهانة ايضا خلوده في النار مهانا مذلا مخزى نسأل الله العافية والسلامة. في خزي ونكال وذلة قال جل وعلا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات الا وما ادراك ما بعد الا اية عظيمة لانه ما هنا ما من عبد الا وهو يقع في الذنب كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فمن تاب والتوبة هي الرجوع من المعصية الى الطاعة وجمع الى التوبة الايمان كان مؤمنا لانه لابد من الايمان ولهذا العلما يقولون شرطها قبول التوبة الاخلاص لله والمتابعة هناك شرط ثالث لكن العلماء لا يذكرونه دائما لماذا؟ لان كلامهم في المسلمين يتكلمون في المسلم فالمسلم لابد له ان يخلص العمل وان يتابع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكون مبتدعا لكن هناك شرط لابد منه قبل ذلك وهو اساسي وهو الايمان فان كان كافرا لا ينفعه هذا ولهذا قال جل وعلا مبينا حتمية شرط الايمان قال ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلوا الجنة ولا يظلمون نقيرا وقال جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن لابد من الايمان فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وقال جل وعلا فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وانا له كاتبون فلا بد من شرط الايمان ولهذا قال الا من تاب من الذنوب ورجع المعصية الطاعة وامن صار من المؤمنين امن بالله الايمان الشرعي وعمل صالحا وعمل صالحا اصلح العمل بعد ذلك لكن لو قال انه تاب فظهر هذا بلسانه ولكنه ما اصلح عمله لا يزال يقع في هذه الذنوب ولا يزال يقترفها لا هذي ما بتوبة نصوح ولهذا التوبة النصوح لابد ان يتوب مخلصا لله وان يقلع عن الذنب وان يندم على فعله وان يعزم على الا يعود اليه وان يرده يرد المظالم الى اهلها اذا كانت في في حق بني ادم وهذا قوله هنا يدل على مذهب اهل السنة والجماعة في في الايمان ان الايمان قول واعتقاد وعمل فامن اي صدق واقر وعمل صالحا يشمل عمل اللسان والنطق باللسان ويشمل عمل بقية الجوارح ولكن لابد ان يكون العمل ان يكون العمل عملا صالحا قال فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما حاصروا اقوال المفسرين في معنى يبدل الله سيئاتهم حسنات قولان كما ذكرهما ابن كبير القول الاول كما قال ابن كثير قال احدهما انهم بدلوا مكان عمل السيئات بعمل الحسنات قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس في قوله فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. قال هم المؤمنون كانوا من قبل ايمانهم على السيئات فرغب الله بهم فرغب الله بهم عن ذلك فحولهم الى الحسنات فابدلوا مكان السيئات الحسنة يعني معنى هذا القول ان تبديل الحسنة تبديل السيئات الى حسنات هو تبديل حال هؤلاء الذين كانوا يعملون السيئات فبدل الله حالهم بدل انهم كانوا يعملون السيئات هداهم ووفقهم فامنوا واقبلوا على الله فصاروا يعملون الحسنات بدل السيئات التي كانوا يعملونها هذا قول القول الثاني قالوا ان المعنى ان تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات لكن ايضا تحتها قولان وقائلون بهذا القول فمنهم من قال ان نفس السيئات تبدل الى الحسنات السيئات تنقلب الى حسنة بعضهم قال لا المراد ان تبديلها هنا كما قال ابن كثير قال وما ذاك الا انه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر فينقلب الذنب طاعة بهذا الاعتبار في يوم القيامة وان وجده مكتوبا عليه لكنه لا يظره وينقلب حسنة في صحيفته كما ثبت في السنة بذلك وصحت به الاثار المروية عن السلف وهذا سياق الحديث قال الامام احمد وهو ايضا وقد رواه مسلم عن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لا اعرف اخ اني لاعرف اخر اهل النار خروجا من النار واخر اهل الجنة دخولا الى الجنة يؤتى برجل فيقول نحو كبار ذنوبه وسالوه عن صغارها قال فيقال له عملت يوم كذا وكذا عملته يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع ان ينكر من ذلك شيئا فيقال له فيقال فان لك بكل سيئة حسنة فيقول يا ربي عملت اشياء لا اراها ها هنا يعني طمع الرجل هو كان مشفق من الكبار كما في لفظ مسلم وهو مشفق من كبارها لكن الله قال نحو لا تعرظوا الكبار اعرضوا عليه الصغائر فلا يزالون يعرضونه وهو مقر لكن مشفق وخائف من كبائر الذنوب ان الانسان يوم القيامة يتذكر ذنوبه كلها فاذا قال الله جل وعلا له نعطيك بكل سيئة حسنة طمع العبد فقال يا ربي عملت اشياء لا اراها ها هنا هو سابقا كان مشفق ما يريد ان تذكر خائف منها لما اخبره الله بانه يبدل هذه السيئات الى حسنات قال ايضا يا ربي انا عندي ذنوب كبار وينها يعني اريد ان تبدل لي حسنات ولهذا قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه الله اكبر وهذا حديث يصلح الحقيقة الى القول بان تبديل السيئة الى حسنة لانه هذا ظاهر الحديث لكن ابن القيم رحمه الله يقول لا يقرر ان المراد ان تبديلها هنا وزوال اثرها اما نفسها خلاص وقعت لا تبدل ولهذا هذا الحديث اخر رجل يخرج من النار هذا اخر رجل يخرج من النار قال اخر اهل النار خروجا دل على انه عذب بي سيئاته لكن بعد ذلك يبدلها الله يجعل مكان السيئة حسنة فضلا منه وكرمه لكن ليس معنى ذلك انها نفسها تبدل وانما يعطى ثواب يعطى حسنات بانه يندم ويتوب ويرجع وكلما ذكر ذلك الذنب تاب وندم عليه واستغفر فيبدل الله سيئاتهم حسنات قال فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما وعلى كل حال كل خير كلها خير ولهذا قال ابن القيم فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. هذا يعني اساس القولين هل هذا في الدنيا او في الاخرة فان كان في الدنيا يبدلون بدل عمل السيئات الى عمل الحسنات فيعملون الحسنات بدلا منها. وان كان في الاخرة فالتبديل هو ان توضع حسنة مكانها السيئة ويجري فيها الخلاف الذي اشرنا اليه وعلى كل حال كل ذلك خير ولله الحمد ان يوفق العبد الى التوبة والاجتهاد في الاعمال الصالحة وترك السيئات كذلك يوم القيامة يتجاوز الله عنها ويبدلها حسنات كل هذا فضل عظيم. قال جل وعلا وكان الله غفورا رحيما وهذا هو المناسب كان الله وما زال ولا يزال غفورا يغفر الذنوب رحيما بالخلق ومن ذلك توبة ورحمته لهذا العبد فتاب عليه وكذلك تبديل السيئات الى حسنات ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا اكد انه لابد من التوبة النصوح وهي الرجوع من معصية الله الى طاعته وعمل صالحا بعد ذلك لابد من العمل الصالح هذه بينة ودليل على صدقه فانه يتوب الى الله متابا يعني من فعل ذلك؟ من تاب الى الله لزم العمل الصالح فانه قد تاب الى الله توبة نصوحة ولهذا معنى قوله فانه يتوب الى الله متابه اي حق التوبة. وهي التوبة النصوح فمن تاب ورجع وعمل الاعمال الصالحة فهذا هو الذي يتوب الى الله ما تاب يعني هذا هو الذي يتوب الى الله توبة حقيقية نصوحا تدل على انه صادق في توبته ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك. وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد