بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الشعراء واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين قوم فرعون الا يتقون واذ نادى كما سبق مرارا ان اذ هنا ظرفية زمنية وتقدير الكلام واذكر زمن او حين او وقت فنادى ربك جل وعلا اه عبده ونبيه موسى وهذا قد قد تقدم ذكره في سورة مريم قال جل وعلا وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا فهذا هو وقت ندائه له كان حينما رجع من مدين وقفل راجعا آآ رأى نارا فذهب اليها يلتمس قبسا من النار وكان في الجانب الايمن من الطور فناداه ربه جل وعلا على ضوء ما مر ذكره ان ائت القوم الظالمين اذ ناداه ان ائت القوم الظالمين وان هنا تفسيرية تفسر بماذا ناداه ناداه بقوله ائت القوم الظالمين اي ارسله الى فرعون وقومه وهم ظالمون بجميع انواع الظلم فهم قوم ظالمون اي كافرون والظلم والكفر والشرك ظلم عظيم. ان الشرك لظلم عظيم. وهم ايضا ظالمون لبني اسرائيل باستعبادهم واستحياء نسائهم وقتل رجالهم واستعمالهم في الاعمال الشاقة وغير ذلك ثم قال قوم فرعون بين من هم القوم الظالمون وهم قوم فرعون هم القبط الا يتقون الا قيل انها للتنبيه وقيل انها للحظ للعرظ يعني يعرظ عليهم الايمان والتقوى وقال بعض المفسرين ان الا هنا مكونة من الهمزة وملاء النافية من الهمزة همزة الاستفهام فالاستفهام هنا انكار ينكر عليهم عدم اتقائهم الا يتقوني الا يتقون الله والتقوى هي العمل بطاعة الله وهي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي. والمراد يتقون الله حق التقوى بان يؤمنوا به ويتبع موسى ويدخل في الايمان ويترك الكفر والظلالة والظلم الذي كانوا عليه وهنا قال الا يتقون ولم يقل الا تتقون قالوا لانهم كانوا غيب يعني قوم فرعون حينما نادى الله موسى وامره كانوا غيب يعني ليسوا موجودين وهذا ايضا قاله الله عز وجل لموسى قبل ان يذهب اليهم ويقول لهم ذلك فقال الا يتقون ولم يقل الا تتقون على صيغة الخطاب واتى به على سبيل الغيبة لان هذه هذا توجيه لموسى وليس عنده القوم فرعون وقومه لما يذهب اليهم بعد قال ربي اني اخاف ان يكذبون قال موسى عليه السلام ربي اي يا ربي اني اخاف ان يكذبون وذلك بسبب انه قتل منهم نفسا وفر منهم لما خاف ان يقتلوه ولا شك ان من يتوقع القتلى من شخص يتوقع منه التكذيب ايضا فهو خائف منه ان يقتلوه بسبب ذلك القبطي الذي قتله كما قصه الله عز وجل في سورة القصص وفيها فوكسه موسى فقضى عليه قال استغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكسه موسى فقضى عليه فهو يخاف ان يكذبونه لماذا لانه قد قتل منهم رجلا وهم يرونه عدوا لدودا لهم ومطالب فكيف يأتي يدعوهم الى شيء ايضا على خلاف ما هم عليه فهذا مدعاة للتكذيب ولهذا قال اني اخاف ان يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني لان الخائف يضيق صدره يضيق صدره فلا ينبسط ولا ينشرح ولا يبسط الكلام ولا ينطلق لساني ايوة بسبب الخوف وبسبب العقدة التي او من اجل العقدة التي في لسانه والتي ذكرها الله جل وعلا في قوله واحلوا العقدة من لسان يفقهوا قولي قال فارسل الى هارون فارسل الى هارون هذه الاية جاءت مبينة باية اخرى كما في قوله جل وعلا في سورة القصص قال ربياني قتلت منهم نفسا فاخاف ان يقتلون واخي هارون هو افصح مني لسانا فارسله معي. اريد ان فارسله معي يريد ان يصدقني اني اخاف ان يكذبون قال سنشد عضدك باخيك ونجعل لك ما سلطانا فلا يصلون اليكما باياتنا انتما ومن اتبعكما الغالبون فقال جل وعلا في سورة طه عن موسى قال واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري الى ان قال جل وعلا قال قد اوتيت سؤلك يا موسى اذا انطلب من الله عز وجل ان يرسل معه اخاه هارون فاستجاب الله له ذلك ولهذا يقول العلماء اعظم اخ على اخيه منة هو موسى اعظم اخ منة على اخيه هو موسى لماذا؟ لانه سأل الله ان يجعله رسولا استجاب الله له فصار رسوله ولا احد اعظم منة على اخيه من موسى عليهما السلام ثم قال ولهم علي ذنب وهو قتل النفس قتل القبطي الذي ذكرها الله عز وجل في سورة القصص قال استغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قال ربياني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم قال جل وعلا ولهم علي ذنب فاخاف ان يقتلوني. وهو قتلي لذلك الرجل فاخاف ان يقتلوني به مع انه قد تاب منه وقد تاب الله عليه كما في اية القصص سابقة الذكر وفيها انه قال يعني بعد ان وكزه وقضى عليه قال فهو كزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قال ربي اني ظلمت نفسي يعني في قتل لهذا الرجل فاغفر لي فاغفر لي قال فغفر له انه هو الغفور الرحيم غفر الله له ذلك الذنب وتاب منه وهذا دليل ان التوبة التوبة تجب ما قبلها حتى لو كان قتلا اذا تاب فان الله جل وعلا يتوب عليه من حقه لكن يبقى حق المقتول يقتص له منه او يكفر عنه بحسنات ماحية او مصائب مكفرة كما هو مذهب اهل السنة والجماعة قال الله جل وعلا كلا وكلا كلمة ردع وزجر لا كلا لا يقتلونك ولا يصلون اليك قال كلا فاذهبا باياتنا انا معكم مستمعون هنا قال فذهب باياتنا وهو دليل على ان الله استجاب له في جعل اخيه هارون نبيا ولهذا ارسلهما جميعا الى فرعون ثم قال انا معكم مستمعون كما قال تعالى انني معكما اسمع وارى والمعية هنا معكم هي المعية الخاصة لان المعية نوعان معية عامة والله مع جميع خلقه باحاطته بهم وعلمه بهم وسمعهم وسمعي اقوالهم وابصار افعالهم ومعية خاصة وهي خاصة بالانبياء واتباع الانبياء ومقتضاها الحفظ والكلائة والنصر والتأييد ولهذا قال انني معكما اسمع وارى قال ابن كثير اي انني معكما بحفظي وكلاءتي ونصري وتأييدي قوله وقوله جل وعلا فاتيا فرعون فقولا له ان رسول رب العالمين بعد ان امرهما بالذهاب اليه قال فاتياه يعني ادخل عنده واجهاه مباشرة فقولا انا رسول رب العالمين وقال في اية اخرى انا رسولا ربك ان رسول ربك وهنا ذكر الرسول بالافراد وهناك ذكره بالتثنية ان رسول ربك ولا شك ان المراد بالرسول هنا ان المراد به موسى وهارون وهذا ظاهر السياق تأتي يا فرعون فقولا الاثنين ان رسول ربك قال الامير الشنقيطي رحمه الله موجها كونه هنا جاء بالافراد مع انهما اثنان قال لفظ الرسول مصدر وصف به والمصدر اذا وصف به ذكر وافرد ذكر وافرد كما هو هنا والمراد بان ان راجع على الاثنين جميعا. كما جاء مبينا في الايات الاخرى وفي الاية السابقة قوله انا معكم جاء بان بصيغة الجمع يعني اننا مع ان الله سبحانه وتعالى واحد فرد صمد قالوا هنا للتعظيم العظيم يعبر بهذا وهو العظيم سبحانه وتعالى قال فأتياه فأتيا فرعون فقولا انا رسول رب العالمين ان ارسل معنا بني اسرائيل ان ارسل معنا بني اسرائيل كما قال في سورة طه تأتياه فقولا انا رسول ربك رسولا ربك فارسل معنا بني اسرائيل ولا تعذبهم لان فرعون كان قد امسك بني اسرائيل واستعبدهم وعذبهم وقتل رجالهم والسهل نساءهم وجعلهم في الخدمة وهم مؤمنون في ذلك الزمان هم المؤمنون قال ابن كثير ان ارسل معنا بني اسرائيل اي اطلقهم من ايسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك فانهم عباد الله المؤمنون وحزبه المخلصون وهم معك في العذاب المهين فلما قال له موسى ذلك قاله لفرعون اعرض فرعون عن ما هنالك بالكلية قول ابن كثير فلما قال له موسى ذلك اعرض فرعون وعما هنالك بالكلية ونظر بعين الازدراء والغمص يعني والاحتقار موسى فقال الم نربك فينا وليدا ولبث فينا من عمر كسن سنين ويشير الى قوله جل وعلا وقالت امرأة فرعون لما ذكر قصة القاء امه ام موسى له في البحر في التابوت واخذ فرعون له وارادته لقتله لانه كان يقتل بني اسرائيل ابناء بني اسرائيل قالت له زوجته زوجة فرعون انها كانت مسلمة وقالت وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك ولا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا وهم لا يشعرون اذا ربى تربى في بيت فرعون وليدا يعني صغيرا ولدا طفلا صغيرا ولبثت فينا من عمرك سنين. لبثت بقيت معنا في بيتنا من عمرك سنوات تدري انه بقي سنين فكان مقتضى هذا ان ان لا تجحد هذا المعروف قال ابن كثير رحمه الله فقال الم ن ربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين اي اما انت الذي ربيناه فينا وفي بيتنا وعلى فراشنا وانعمنا عليه مد مدة من السنين ثم بعد هذا قابلت ذاك الاحسان بتلك الفعلة ان قتلت منا رجلا وجحدت نعمتنا عليك ولهذا قال وانت من الكافرين اي الجاحدين قاله ابن عباس وعبدالرحمن ابن زيد تارة بن جرير كذلك قال الامير الشنقيطي وانت من كافرين يعني يعني ممن كفر هذه النعمة قال اي كفر اي كفر النعمة وانت من الكافرين اي كفر النعمة يعني انعمنا عليك بتربيتنا اياك صغيرا واحسانا اليك تتقلب في نعمتنا فكفرت نعمتنا وقابلت احساننا بالاساءة لقتلك نفسا منا اذا الكافرين هنا المراد به الجاهلين كفر النعمة وليس الكفر المخرج من الملة ان فرعون اصلا لا يعرف الايمان وهو كافر ادعى الربوبية عدو الله قال فعلتها اذا وانا من الظالين اجابه موسى بقوله فعلتها تلك الفعلة وهي قتل القبطي قتل رجل منهم وانا من الضالين قال بعض المفسرين من الظالين اي من الجاهلين وقال بعض المفسرين من الضالين يعني قبل ان يوحى الي قبل ان يوحي الله اليه ويبعثني ويبعثني رسولا هكذا قال قال ابن كثير قال قبل ان يوحى الي وينعم وينعم الله علي بالرسالة والنبوة وقال ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد وقد هدى والضحاك اي الجاهلين قال ابن جريج وهي كذلك في قراءة عبد الله ابن مسعود وانا من الظالين قرأها ابن مسعود وانا من الجاهلين والصواب الاول لان اه الضال الجاهل يندرج تحت القول الاول يعني قبل ان يوحى الي وانا من من الضالين يعني من قبل ان يوحى الي كنت ضالا ما عندي علم ولهذا عبر بعضهم بالجاهل يعني قبل النبوة فبررت منكم لما خفتكم فررت منكم لما خفت قتلكم لي وخرج منها خائفا يترقب ووهب لربي حكما وجعلني من المرسلين هنا ذكر خبره باختصار شديد قد جاء في مواطنة اخرى بسطة قصة خروجه ووروده الى اماء مدين وسقيه لابنتي الرجل الصالح وذهابهما الى ابيهما واخبارهما بحاله ومجيئه الى الرجل الصالح واشباره بامره وطمأنته له بانه قد نجا من القوم ان الله قد نجاه من القوم الظالمين ثم ايضا ذكر ان الرجل الصالح زوجه احدى ابنتيه على ان يرعى له الغنم ثماني سنين وان اتم عشرا فمن عنده ثم ذكر ايضا قصة رجوعه باهله وانه لما جاء الى جانب الطور الايمن ناداه ربه رأى نارا فذهب اليها وعند ذلك ناداه ربه فهو هنا اختصر الكلام وهذه من ميزات القصص في كلام الله جل وعلا وتكرارها فتجد في بعض المواطن اختصار وتلخيص وفي بعضها بسط وفي بعضها ما ليس في البعض الاخر وهذا كله من اعجاز القرآن قال ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وهب له الحكم ان يحكم بالتوراة يحكم الناس بها ويلزمهم بها وجعلني من المرسلين وهذا هو الحكم العظيم ان يرزق الحكم والرسالة فيحكم الناس بالرسالة وبالشرع وبما يحيه الله جل وعلا اليه ثم قال وتلك نعمة تمنها علي ان عبدت بني اسرائيل يعني قولك الم من ربك فينا وليدا ولبث فينا من عمرك سنين هذه نعمة تمنها انت علي على ان عبدت بني اسرائيل فانعامك اليه يقابله اساءتك الى بني اسرائيل جميعا فماذا يجدي احسانك الى شخص واحد واساءتك الى الى القبيلة او الى الامة بكاملها ولهذا قال ابن كثير ثم قال موسى وتلك نعمة تمنها علي ان عبدت بني اسرائيل اي وما احسنت الي وربيتني مقابل ما اسأت الى بني اسرائيل فجعلتهم عبيدا وخدما تصرفهم في اعمالك ومشاق رعيتك افيفي احسانك الى رجل واحد منهم بما اسأت الى مجموعهم اي ليس ما ذكرته شيئا بالنسبة الى ما فعلت بهم جعلتهم عبيدا سخرتهم وذللتهم تذليلا قتلت رجالهم واستحييت نساءهم وفي ذلك بلاء من ربكم عظيم فاحسانك لا يساوي شيئا مقابل اساءتك الى امة باكملها ثم قال جل وعلا قال فرعون وما رب العالمين قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن كفر فرعون وتمرده وطغيانه وجحوده في قوله وما رب العالمين وذلك انه كان يقول لقومه ما علمت لكم من اله غيري عدو الله ادعى الالوهية ادعى الربوبية ما علمت لكم من اله غيري. وقال فاستخف قومه فاطاعوه اطاعوه قالوا ان هو ربه وكانوا يجحدون الصانع تعالى ويعتقدون انه لا رب له لا رب لهم سوى فرعون فقال لها فلما قال له موسى اني رسول رب العالمين قال له ومن هذا الذي تزعم انه رب العالمين غيري هكذا فسره علماء السلف وائمة الخلف حتى قال السدي هذه الاية كقوله تعالى قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى هذا كله تفسير ابن كثير هذا يقوله على سبيل العناد فرعون وما رب العالمين لانه يقول انا انا الرب من هذا الذي تقول انه رب العالمين فاجابه بقوله رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين رب السماوات خالقهما خالق جميع ذلك ومالكه والمتصرف فيه واله لا شريك له هو الله الذي خلق الاشياء كلها العالم العلوي وما فيه من الكواكب الثوابت والسيارات النيرات والعالم السفلي وما فيه من بحار وقفار وجبال واشجار وحيوان ونبات وثمار وما بين ذلك من الهواء والطيور وما يحتوي عليه الجو الجميع عبيد له خاضعون دليلون سبحانه هذا فيه بيان ان الله جل وعلا يعرف باياته ومخلوقاته الدالة على كمال قدرته وانه الاله الحق المعبود ولهذا قال موسى رب رب السماوات والارض ولا احد يجحد السماوات كل الناس يؤمنون وهي والارض وما فيهما وما بينهما لا يمكن ان يكابر ذلك ولا يمكن ان يجحده احد الا مجنون امام من معه عقل ولو كان كافرا. لان هذه اشياء محسوسة قال وبينهما ان كنتم موقنين قال ابن كثير اي ان كانت لكم قلوب موقنة وابصار النافذة قال فعند ذلك التفت فرعون الى من حوله من ملأه ورؤساء دولته قائلا لهم على سبيل التهكم والاستهزاء والتكذيب لموسى فيما قاله الا تستمعون اي الا تعجبون مما يقول هذا في زعمه ان لكم الها غيري فقال لهم موسى يعني وهذا قاله على سبيل التعجب والإنكار وترك موسى لان قومه مقرون بانه الههم هاي دليل على ضعفه ترى يسألهم يتقوى بهم قال موسى ربكم ورب ابائكم الاولين رب العالمين هو ربكم ورب ابائكم الاولين انتم يا قوم فرعون فرعون يقول انه رب وهو كذاب لكن انتم ولدتم من اباء لكم اباء انتم من نسلهم فهو ربي جل وعلا ربكم ورب ابائكم الاولين ما يستطيعون ينكرون لانهم يقرون بهذا ويقرون بابائهم ويعرفون اباءهم قال جل وعلا ربكم ورب ابائكم الاولين قال ابن كثير اي خالقكم وخالق ابائكم الاوائل الذين كانوا قبل فرعون وزمانه قبل ما يوجد فرعون ربكم المزعوم قال اي فرعون قومه ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون اي ليس له عقل في دعواه ان ثم ربا غيري هذا يتكلم مع قومه رسولكم هذا الذي ارسل اليكم ويزعم انه رسول مجنون كيف يطاع المجنون؟ كيف يسمع قوله كيف يؤخذ به قال موسى رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون قال ابن كثير اي هو الذي جعل المشرق مشرقا تطلع منه الكواكب والمغرب مغربا تغرب فيه الكواكب ثوابتها وسياراتها مع هذا النظام الذي سخرها فيه وقدرها فان كان هذا الذي يزعم انه ربكم والهكم صادقا فليعكس الامر وليجعل المشرق مغربا والمغرب مشرقا الى اخر كلامه رحمه الله قال ابن كبير بعدين ذكر كلاما ولهذا لما غلب فرعون وانقطعت حجته عدل الى استعمال جاهه وقوة سلطانه واعتقد ان ذلك نافع له في موسى عليه السلام وسيأتي ان شاء الله بيان ذلك لاحقا لكن هنا قال ربكم رب المشرق والمغرب وما بينهم وان كنتم موقنين موقنون عندكم يقين توقنون بها اشياء وتعقلون وهذي اشياء محسوسة ما احد ينكرها وهم يعلمون ان ان فرعون ليس هو الذي جعل المشرق ولا هو الذي جعل المغرب ولا هو الذي يستطيع ان يجعل الشمس والقمر والكوابت تشرق من جهة المغرب او تغرب من جهة المغرب فهذا اقامة حجة عليهم كأنه يقول كيف تقولون انه اله ورب وهو لا يستطيع شيء من هذا بل الرب الحقيقي هو رب العالمين ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد