بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اه فلا يزال الكلام في قصة موسى مع فرعون وقد مر معنا بالامس بعضا من مناظرة موسى لفرعون وتكبر فرعون وعتوه ولهذا يقول ابن كثير لما قامت على فرعون الحجة بالبيان والعقل عدل الى ان يقهر موسى بيده وسلطانه وظن انه ليس وراء هذا المقام مقال يعني اقام عليه الحجة بالنقل والعقل ولكنه جاهل مكابر قد عقد قلبه على عدم الايمان بموسى مهما كان ذلك فقال عندها فرعون وقبلها قال الله عز وجل قال فرعون وما رب العالمين؟ قال رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين قال لمن حوله الا تستمعون؟ قال ربكم ورب ابائكم الاولين قال ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون فعند ذلك ما استسلم فرعون لهذه الحجج والبينات والدلائل الواضحات قال لئن اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين لانه ادعى الربوبية عدو الله وقال انا ربكم الاعلى وهنا تهدد موسى امام قومه وملأه لان اتخذت الها غيري وهو يعلم انه يدعوه الى الله. ومر في الايات السابقات انه يقول رب العالمين هو الله هو الذي آآ هو رب السماوات والارض وما بينهما هو ربكم ورب ابائكم الاولين رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون ومع ذلك انكر هذا فرعون وقال لئن اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين لاسجننك فانا ربكم الاعلى قال ابن قال موسى عليه السلام او لو جئتك بشيء مبين يعني حتى لو اتيتك بشيء مبين برهان وحجة بينة واضحة تدل على صدق وعلى اني رسول رب العالمين وان ربي وربك الله قال له فاتي بها ان صمت من الصادقين ائت بهذه الاية التي تقول ان كنت صادقا وهذا يعني زيادة في طغيانه وعلوه واستكباره وظهوره امام ملأه بتكذيب موسى ان كنت من الصادقين. ائت بها ان كنت صادقا. لكن انت لست بصادق فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين اي قال ابن كثير فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين قال اي ظاهر واضح في غاية الجلاء والوضوح والعظمة ذات قوائم وفم كبير وشكل هائل مزعج وهذا ايضا سبق ان ذكره الله عز وجل في سورة الاعراف حينما قال قد جئتكم ببينة من ربكم فارسل معي بني اسرائيل قال فرعون قال ان كنت جئت باية فاتي بها ان كنت من الصادقين فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين وهنا قال فالقى عصاه فهيا فاذا هي ثعبان مبين ونزع يده فاذا هي بيضاء اولي الناظرين ايوا ذكر الله جل وعلا انه قال لموسى لما رجع عن مدين يعني اخبره بان معه هاتين الايتين فلما قال جل وعلا في سورة القصص فلما قضى موسى الاجل وسار الاجل وسار باهله انس من جانب الطور نارا قال لاهل امكثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر او جدوة من النار لعلكم تصطلون. فلما اتاها نودي من شاطئ من شاطئ الوادي الايمن في البقعة المباركة من الشجرة اي يا موسى اني انا الله رب العالمين. وان القي عصاك فلما رآها تهتز كانها جان ولا مدبرا ولم يعقب يا موسى اقبل ولا تخف انك من الامنين. اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من اللي يسوق واضمم اليك جناحك من الرهب. فذلك برهانان من ربك الى فرعون وملائكه. انهم كانوا قوما فاسقين واخبر في مقام اخر في سورة طه قال جل وعلا ولقد اريناه اياتنا كلها فكذب وابى قال الله جل وعلا الايات التي ارسل بها موسى فكذب بها وابى ان يؤمن ويتبع المراد به فرعون فابى ان يؤمن ويتبع. فقال اجئتنا لتخرجنا بارضنا اجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا انت مكانا سواء قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى وقد ذكر الله جل وعلا قصة موسى وفرعون في عدة سور لما فيها من العبر والعظة قال فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين. القى موسى عصاه فهي ثعبان حية حية تسعى قال ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين نزع يده يعني ادخلها في جيبه كما في الاية الاخرى ثم اخرجها واذا هي بيظاء تتلألأ قال ابن كثير اي تتلألأ كقطعة كقطعة القمر فبادر فرعون لشقائه الى التكذيب والعناد فقال للملأ حوله ان هذا لساحر عليم اي فاضل بارع في السحر تروج عليهم فرعون ان هذا من قبيل السحر لا من قبيل المعجزة ثم هيجهم وحرضهم على مخالفته والكفر به. فقال يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره فماذا تأمرون وهذا من شدة خبثه وعتوه وعناده فانه لما رأى هذه الايات الدالة الواضحة انكرها مباشرة وقال لقومه وملأه واعيان قومه ان هذا لساحر عليم هذا ساحر عنده سحر كبير هو عليم بالسحر متمكن منه وهو بهذا يريد ان يخرجكم من ارضكم بهذا السحر قال ابن كثير يريد فقال يريد ان يخرجكم من ارضكم بسعره فماذا تأمرون اي اراد ان يذهب بقلوب الناس معه بسبب هذا يقصد موسى فيكثر اعوانه وانصاره واتباعه ويغلبكم على دولتكم. فيأخذ البلاد منكم. فاشيروا علي فيه ماذا اصنع به انظروا الاسلوب الخبيث كيف خوفهم وهيجهم؟ وقال هذا نهاية الامر يريد يكثر اعوانه ويريد يسلبكم ملككم وارضكم ودياركم فاشيروا علي ما ماذا اصنع؟ كيف نقابل هذا الرجل ونمنعه من ان يأخذ بلادنا وارضنا قال قال له اتباعه لانهم كانوا على ما هو عليه وكانوا مستسلمون له قالوا ارجه واخاه ارجه اي اخره من الارجاع ارجي فلان ولكن الهاء للسكت ارجه يعني اخروا واخاه حتى تجمعه تجمع له مدائن مملكتك حتى تأتي بالسحرة من كل مكان ولهذا قال جل وعلا قال في سورة طه قال قال اجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا انت مكان سوى وهو المراد هنا بقوله ارجه اخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم فقال له موسى قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى قد مر معنا تفسير هذه الاية وان يوم الزينة يوم عيد لهم يوم عيد يتزينون فيه ويلبسون احسن ثيابهم فيجتمع الناس من كل مكان قال فتولى فرعون فجمع كيده ثم اتاه تولى واعرض عن قبول الحق وارسل في المدائن حاشرين يحشرون الناس ويجمعونهم لان الحشر هو الجمع فاجتمع الناس وهذا من اظهار الله جل وعلا لدينه فانه اجتمع الناس كلهم ليروا ظهور الحق على الباطل قال جل وعلا في سورة الاعراف قالوا ارجه واخاه وارسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم وجاء السحرة فرعون قالوا ان لنا لاجرا. ان كنا نحن الغالبين قال نعم وانكم لمن المقربين وهنا قال جل وعلا فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل انتم مجتمعون ايضا طلب من الناس وقيل لهم هل انتم مجتمعون وهذا حظ وحث اي اجتمعوا في يوم الزينة واحذروا المشهد العظيم والموقف العظيم لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين وهذا دليل على اصرارهم على الباطل فانهم يريدون اتباع السحرة ولا يريدون اتباع غيرهم قال ابن كثير في تفسير هذه الايات ذكر تعالى هذه المناظرة الفعلية بين موسى والقبط في سورة الاعراف وفي سورة طه وفي هذه السورة وذلك ان القبط ارادوا ان يطفئوا نور الله بافواههم فابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون وهذا شأن الكفر والايمان ما تواجها وتقابل الا غلبه الايمان قال جل وعلا بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زائغ فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون وقال جل وعلا وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ثم قال ولهذا لما جاء السحرة وقد جمعوهم من اقاليم بلاد مصر وكانوا اذ ذاك اسحر الناس واصنعهم واشدهم تحيلا واشدهم تحيلا في ذلك وكان السحرة جمعا كثيرا وجما غفيرا قيل كانوا اثني عشر الفا وقيل خمسة عشر الفا وقيل سبعة عشر الفا وقيل تسعة عشر الفا وقيل بضعة وثلاثين الفا وقيل ثمانين الفا وقيل غير ذلك والله اعلم بعدتهم لكن لا شك انهم جمع كثير وعدد كبير هذا غير الناس الذين حشروا وجمعوا ينظرون ماذا يصنع السحرة مع موسى قال ابن اسحاق قال ابن كثير قال ابن اسحاق وكان امرهم راجعا الى اربعة منهم وهم رؤساؤهم وهم ساتور وعازور وحطحط ويصفى هكذا ذكر ابن كثير والله اعلم باسمائهم ثم قال ابن كثير واجتهد الناس في الاجتماع ذلك اليوم فقال قائلهم لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين ولم يقولوا نتبع الحق سواء كان من السحرة او موسى بل الرعية على دين ملكهم نعم قم على دينه وعلى اعتقادي ولهذا يقول الله جل وعلا ادخلوا ال فرعون اشد العذاب كانوا ظالمين كانوا مشاركين لرئيسهم ومقدمهم فرعون بظلاله ومعارضة الحق وتكذيب موسى فلما جاء السحرة قال جل وعلا فلما جاء السحرة قالوا لفرعون ائن لنا لاجرا ان كنا نحن غالبين لما جاءوا الى مجلس فرعون وقد ضرب لهم غطاء فراشا وجمع حشمه وخدمه وامراءه ووزراؤه ورؤساء دولته وجنود مملكته فقام السحرة بين يدي فرعون يطلبون منه الاحسان اليهم التقرب اليهم ان غلبوا ان غلبوا ان غلبوا اي هذا الذي جمعتنا من اجله فقالوا ائن لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين قال نعم وانكم اذا لمن المقربين واخص مما تطلبون اجعلكم من المقربين عندي وجلسائي وقد ذكر الله جل وعلا ذلك عنهم ايضا في اية اخرى كما في سورة يونس قال فلما جاء السحرة قال لهم موسى لا غيرها نعم في سورة في سورة طه ذكر الله جل وعلا ذلك عنهم بقوله جل وعلا قالوا ان هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم فاجمعوا كيدكم ثم اتوا صفا وقد افلح اليوم من استعلى وقال ايوا في سورة الاعراف وجاء السحرة فرعون قالوا ائن لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين قال نعم وانكم لمن المقرر لمن المقربين فهنا قالوا ماذا يعني عادوا الى مناظرة موسى فقالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول من القاه هنا قال قال له موسى القوا ما انتم ملقون لكن ذكر الله جل وعلا تفصيلا في غير هذا الموطن فقال جل وعلا قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى قال بل القوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى فاوجس بنفسه خيفة موسى قلنا لا تخف انك انت الاعلى والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى هذا في سورة طه وقال ايوا في هذه في سورة الاعراف قال قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون نحن الملقين فالحاصل انهم لما بدأت المناظرة قالوا لموسى ناظروا موسى قالوا تريد ان تبقي انت تبدأ انت بالقاء ما لديك ام نحن نبدأ بالقائنا لدينا فقال له موسى القوا ما انتم ملقون قال له موسى القوا ما انتم ملقون لان هذا ابلغ حينما يلقون سحرهم ويأتون بالسحر العظيم الكثير الذي يراه الناس ويخافون منه ويرون كثرته وقوته ثم ياتي موسى ويقضي على باطلهم كله هذا اقوى واقوم بالحجة فلا يقاومه شيء ولهذا قالوا قال له موسى القوا ما انتم منقون. طبعا الكلام هنا فيه اختصار لكن في الاية الاخرى بين انهم هم الذين طلبوا قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون نحن الملقين قال القوا وهنا بين ان موسى هو الذي امرهم بالالقاء وهذا كله حق فانهم اولا استشاروه قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى فقال القوا قال بل القوا فامرهم بذلك لكن بناء على طلبهم وهنا قال قال له موسى القوا ما انتم القولون نعم قاله موسى جوابا لكلامهم وقولهم لما خيروه تلقي انت او نحن نلقي قال جل وعلا فالقوا حبالهم وعسيهم وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون القوا ما عندهم من الحبال والعصي يظلل الناس وظنا منهم لانهم كانوا على الكفر في اول الامر ولهذا قال في اية اخرى قال القوا فلما القوا سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم سحر عظيم للناس ذكر ايضا في اية اخرى ان موسى ووجد في نفسه خوفا وجد في نفسه خوفا مما فعل قال جل وعلا قال بل القوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى فاوجس في نفسه خيبة موسى لما رأى من السحر وهذا دليل ان السحر له حقيقة وانه يسحر الناس سحروا اعين الناس وسترهبوهم وخوفوهم فقال الله جل وعلا له قلنا لا تخف انك انت الاعلى. الله اكبر هذا نصرة الله جل وعلا لاولياءه في مواطن الخوف في هذا المقام العظيم قال ابن كثير رحمه الله قالوا يا مسي اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى قال بل القوا وقد اختصر هذا ها هنا. فقال لهم موسى القمان ما انتم ملقون فالقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون انا نحن الغالبون. اذا سحرهم كان من نوعين حبال وعصي وهذه الحبال انقلبت حيات تسعى تتحرك تموج وهذا دليل ان السحر له حقيقة عند اهل السنة والجماعة اهل السنة اهل السنة والجماعة يقول نعم السحر له حقيقة وليس مجرد تمويه او استخدام الحيل كما يقوله المنكرون للسحر قال ابن كثير وقالوا بعزة فرعون انا نحن الغالبون. قال وهذا كما يقوله الجهلة من العوام اذا فعلوا شيئا قالوا هذا بثواب فلان هذا لا يجوز نغلبكم بعزة فلان او لا؟ لا نغلبكم بعزة الله لا يستعان الا بالله لا باحد من المخلوقين ولا يلهج الا باسمه جل وعلا قال ابن كثير وقد ذكر الله تعالى في سورة الاعراف انهم سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم وقال في سورة طه فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى. فاوجز في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف. انك انت الاعلى والقي ما في يمينك تلقى في ما صنعوا. انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى وقال ها هنا فالقى عصاه فاذا هي تلقف ما يأفطون ومعنى تلقف يعني تخطف تخطف تتلقاه وتخطفه وتتبعه سبحان الله فاذا هي تلقف ما يأفكون اي تخطف تخطفه وتجمعه من كل بقعة وتبتلعه فلم تدع منه شيئا نعم والله معجزة سحر عظيم اثنعشر الف ساحر او غيره كل جاء بسحره حبال وعصي ملأت الارض تتحرك هنا وهنا وتأتي حية واحدة عصى يلقيها موسى فتنقلب حية عظيمة تلقف كل هذه الحيات وهذه الحبال وهذه العصي تبتلعها كلها في بطنها سبحان الله معجزة قال جل وعلا فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون قال جل وعلا فبطل فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين والقي السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون قال ابن ثم قال ابن كثير طبعا هذه في اية اخرى ولا الايات التي هنا فالقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون انا نحن الغالبون فالقى موسى عصاه فاذا هي تلقف ما يأفكون تلقى فتقتل ما فيكم من الافك كذب سحر فان ذلك فالقي السحرة ساجدين قال ابن كثير وكان هذا امرا عظيما جدا يعني لقف تلقه العصا عصا موسى الحية التي تسعى بلعها لجميع الحبال وترقبها لهم والقضاء عليها هذا امر عظيم قال قال ابن كثير وكان هذا امرا عظيما جدا. وبرهانا قاطعا للعذر وحجة دامغة. وذلك ان الذين استنصر بهم وطلب فمنهم ان يغلبوا قد غلبوا وخضعوا وامنوا بموسى في الساعة الراهنة وسجدوا لله رب العالمين. الذي ارسل موسى وهارون بالحق والمعجزة الباهرة فغلب فرعون غلب غلبا لم يشاهد لم يشاهد العالم مثله وكان وقحا جريئا عليه لعنة الله فعدل الى المكابرة والعناد ودعوى الباطل فشرع يتهددهم ويتوعدهم ويقول انه لكبيركم الذي علمكم السحر وقال ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها اهلها فسوف تعلمون وهذا دليل على شدة عناده وانه مكابر مهما رأى من الايات والا فان اصحاب الاختصاص واعلم الناس بالسحر اعلم الناس بالسهر لما رأوا هذه الحية تلقف ما يأفكون قالوا امنا برب العالمين سجدوا لله وعلموا ان هذا هو الحق المبين وان هذا لا يمكن ان يكون سحر وان موسى صادق في دعوته الى الله. وان الله هو رب العالمين وهو الذي يجب ان يعبد وان فرعون لا حق له في العبادة. وانه مبطل فالقي السحرة ساجدين تجده لله مباشرة كانوا في اول النهار سحرة وفي اخره مؤمنون قالوا امنا برب العالمين امنا برب العالمين. امنا بالله جل وعلا رب موسى وهارون الذي يدعونا موسى وهارون الى عبادته دون من سواه ونكتفي بهذا القدر حتى يكون الكلام اه التالي متواصلا اسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد