الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا قد انتهينا في الدرس الماظي من قصة موسى مع فرعون وقومه في سورة الشعراء وهذا اليوم نبدأ بقصة ابراهيم عليه السلام يقول الله جل وعلا واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين. قال هل يسمعونكم اذ تدعون؟ او ينفعونكم او يضرون قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون. قال افرأيتم ما كنتم تعبدون؟ انتم واباؤكم الاقدمون. فانهم عدو عدو الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين يقول الله جل وعلا لنبينا صلى الله عليه واله وسلم واتل عليهم من التلاوة اي اقرأ عليهم خبر ابراهيم نبأ ابراهيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يتلو ذلك عليهم ويقرأه من كتاب الله من القرآن الذي انزله الله عليه فهو يتلوه عليهم نبأ ابراهيم اي خبر ابراهيم وهو ابراهيم الخليل ابراهيم الخليل خليل الرحمن افضل الانبياء بعد نبينا صلى الله عليه واله وسلم وهو من وهو ونبينا صلى الله عليه وسلم ممن فاز بالخلة وهو ابو الانبياء لم يبعث الله نبيا من بعده الا من ذريته قال جل وعلا واتلوا عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لابيه اي حين قال او وقت قال لابيه وقومه ما تعبدون انكر على ابيه وايضا انكر على قومه عبادتهم للاصنام فقال ما تعبدون قال ابن كثير في شرح هذه الايات هذا اخبار من الله تعالى عن عبده ورسوله وخليله ابراهيم امام الحنفاء امر الله رسوله محمدا صلى الله عليه واله وسلم اي يتلوه على امته ليقتدوا به في الاخلاص والتوكل وعبادة الله وحده لا شريك له والتبرء من الشرك واهله فان الله تعالى اتى ابراهيم رشده من قبل اي من صغره الى كبره فانه من وقت نشأ وشب انكر على قومه عبادة الاصنام مع الله انكر على قومه عبادة الاصنام مع الله عز وجل فقال فقال لابيه وقومه ماذا تعبدون؟ اي ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكهون قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين اي مقيمين على عبادتها ودعائها قال هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون قالوا بل وجدنا ابائنا كذلك يفعلون يعني اعترفوا بان اصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك وانما رأوا اباءهم كذلك يفعلون فهم على اثارهم يهرعون نعم يعني سؤال إبراهيم ما تعبدون يعني ما هذه الأصنام؟ ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون كما قال في اية اخرى قالوا نعبد اصناما اعترفوا بانهم يعبدون اصناما والهة من دون الله فنظل لها عاكفين العكوف هو الاقامة في المكان مع طول المكث فيه يعني هم مستديمون مستمرون على عبادتها يعكفون عندها ويبقون عند الاوقات الطويلة ويدعونها من دون الله قال لهم ابراهيم هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون لان الاله انما يعبد ويؤله من اجل انه يسمع داعيه اذا دعاه فينصره ويفرج همه امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء او ينفعونكم يجرمون لكم نفعا يعطونكم الارزاق يعطونكم البنين يعطونكم المال يعطونكم الصحة او يضرون يضرونكم اذا عبدتم الله او فعلتم خيرا وكان الجواب لا وهذا لا يختلف فيه اثنان. كل عاقل يقول هذا حتى كفار قريش قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فقط نريدهم واسطة عند الله والا الامر بيد الله فما استطاعوا ان يجيبوا على سؤاله او اسئلته على اسئلته الثلاثة لانها اسئلة وجيهة ولا يجدون جوابا فهم يعرفون ان الهتهم لا تسمعهم اذ يدعون ولا تنفعهم ولا تضرهم لكن هم تمسكوا بهذا لان ابائهم كذلك يفعلون قالوا وجدنا اباءنا كذلك يفعلون هذه مشكلة العادات لها ضغط على النفوس ولهذا تجد الناس الا النادر يعيش على ما يعيش عليه اباؤه واجداده ومن حوله وهذا ليس بحجة هذا ليس بحجة الله جل وعلا ما جعل الحق في الاباء ما جعل الحق في الاباء لكن العادات لها ضغط شديد جدا على الانسان قال جل وعلا في اية اخرى تؤيد هذه الاية واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ابائنا يكفينا قال الله جل وعلا او لو كان اباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون هل اباء المشركون لا يعلمون شيئا عن التوحيد وعن عبادة الله ولا يهتدون الى الحق فهذه ليست حجة قال جل وعلا قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون قال ابراهيم قال افرأيتم ما كنتم تعبدون اخبروني فهذا الذي كنتم تعبدونه هي الاوثان والاصنام انتم واباؤكم الاقدمون انتم واباءكم الذين قلتم انكم وجدتموهم كذلك يفعلون فانهم عدو لي الا رب العالمين عدو لي وانا عدو لهم ولا اخشاهم ولا اخاف منهم ولا خير فيهم الا رب العالمين نحتمل ان الاستثناء هنا منقطع لكن رب العالمين اخاف وهذا يحتاج الى تقدير او انه استثناء متصل لانهم كانوا يجمعون بين عبادة الله وعبادة الاوثان وهذا حال اكثر المشركين حتى كفار قريش يعبدون الله ويعبدون معه الاصنام فقال لهم كل من تدعونا عدو لي وانا عدو له. لا ارظاه ربا ولا ادعوه ولا اخشاه الا رب العالمين لانكم كنتم تعبدونه ولكن تشركون معه غيره ولا ينفعكم عبادتكم له ما دمتم انكم مشركين. لكن لكن الله هو ربي قال الذي خلقني فهو يدين خلقني واوجدني من العدم فهو يهديني بداية التوفيق التي تكون بعد هداية الارشاد وليست هداية الانشاد وحدها لان الله هدى الخلق كلهم هدى قوم ابراهيم هداية الارشاد وارسل اليهم ابراهيم وبين لهم الحق ودلهم عليه لكن المراد هنا هداية التوفيق ان وفقني فهو يدين يوفقني لما يحب ويرضى يوفقني للطريق المستقيم ويرزقني اتباعه الذي خلقني فهو يهدين قبل ذلك يقول ابن كثير فعند ذلك قال لهم ابراهيم افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم واباؤكم الاقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين اي ان كانت هذه الاصنام شيئا ولها تأثير فلتخلص الي بالمساءة فلتخلص الي بالمساءة فاني عدو لها لا اباليها ولا افكر فيها. وهذا كما قال تعالى مخبر عن نوح عليه السلام اجمعوا امركم وشركاءكم ثم لا يكون امركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون وقال هود عليه السلام اني اشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون من دونه. فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. ان ربي على صراط مستقيم وهكذا تبرأ ابراهيم من الهتهم وقال وكيف اخاف ما اشركتم؟ ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا وقال عنه في اية اخرى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء وابدا حتى تؤمنوا بالله وحده وقال تعالى عنه ايضا واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. يعني لا اله الا الله وقد افاد واجاد ابن كثير رحمه الله في النزع بالايات التي تفسر هذه الاية وتدل على معناها ثم قال جل وعلا والذي يطعمني ويسقين الذي خلقني فهو يدين والذي يطعمني ويسقين. فهو جل وعلا الذي يطعمني من الجوع هو الذي يسقيني من الظمأ قال ابن كثير والذي هو يطعمني ويسقين اي هو خالقي ورازقي بما سخر ويسر من الاسباب السماوية والارضية فساق المزنى وانزل الماء واحيا به الارض واخرج به من كل الثمرات رزقا للعباد وانزل الماء عذبا زلالا نسقيه مما خلقنا انعاما واناسيا كثيرا ثم قال واذا مرضت فهو يشفين اذا مستني الظراء واصابني المرض فانه سبحانه وتعالى هو الذي يشفيني من هذا المرض ويهيئ لي اسباب الشفاء قال ابن كثير وقوله واذا مرضت فهو يشفين اسند المرظ الى نفسه وان كان عن قدر الله وقضائه وخلقه لكن اظافه الى نفسه ادبا يعني ادبا مع الله المرظت من قال واذا امرظتني ولكن اظافه الى نفسه ادبا كما قال تعالى امرا للمصلي ان يقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فاسند الانعام الى الله سبحانه وتعالى والغضب حذف فاعله ادبا واسند الظلالة الى العبيد كما قالت الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا ولهذا قال ابراهيم واذا مرضت فهو يشفين اي اذا وقعتم من مرض فانه لا يقدر على شفاء احد غيره بما يقدر من الاسباب الموصولة اليه هذا في غاية الادب هكذا ينبغي ولهذا قال اذا مرضت فهو يشفين وصراط الذين انعمت عليهم اسند الانعام الى الله. غير المغضوب عليهم جعله مبهما حذف المستند اليه ولم يقل غير الذين غضبت عليهم ادب عظيم تقوى القلوب وكذلك قول مؤمن الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا لما جاء الرشد اسندوا ارادته الى الله وايراد تشري لم ينسبوها الى الله قال جل وعلا والذي يميتني ويحييني قال ابن كثير اي هو الذي يحيي ويميت لا يقدر على ذلك احد سوى فانه هو الذي يبدئ ويعيد هو الذي يميتني اذا جاء الاجل ويحييني يوم القيامة وقد كنت ميتا فاحياني في الدنيا الاعتراف واعتماد وعقيدة عظيمة قال جل وعلا والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين قال ابن كثير اي هو الذي لا يقدر على غفر الذنوب في الدنيا والاخرة الا هو ومن يغفر الذنوب الا الله هو الفعال لما يشاء دليل على وجوب الطمع في رحمة الله وحسن الرجاء لمن كان مستقيما على العمل الصالح يخاف عقاب الله ويرجو رحمته بشرط ان يكون قد بذل اسباب ذلك فابراهيم يطمع وهو الرجا ان يغفر لي خطيئتي ذنبي او ذنوبي لانه مفرد اظيف يوم الدين يوم الجزاء والحساب ما لك يوم الدين يوم يدان الناس باعمالهم ثم قال جل وعلا رب هب لي حكمه والحقني بالصالحين رب هب لي حكما قال ابن كثير وهذا سؤال من ابراهيم عليه السلام ان يؤتيه ربه حكما. قال ابن عباس وهو العلم حكما يعني علما تاره السعدي فقال اي علما كثيرا اعرف به الاحكام والحلال والحرام واحكم به بين الانام وقال ابن وقال عكرمة هو هو اللب يعني الفهم وقال المجاهد هو القرآن والمراد والله اعلم ليس القرآن يعني الذي انزل على نبينا صلى الله عليه وسلم لكن صحف ابراهيم وقال السدي هو النبوة حكما اي نبوة واختاره ابن جرير الطبري وهذا والله اعلم كله حق فالله اعطاه النبوة واعطاه العلم واعطاه الفهم واعطوا الصحف والحقني بالصالحين قال ابن كثير اي اجعلني مع الصالحين في الدنيا والاخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند الاحتضار اللهم في الرفيق الاعلى هكذا قال ابن كثير والاولى عدم ذكر ذلك عدم الاتيان به لان المراد بالصالحين المخلوقين الصالحين من الخلق قال وفي الدعاء وفي الحديث في الدعاء اللهم احينا مسلمين وامتنا مسلمين والحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مبدلين وبعض الالفاظ ولا نادمين وحديث صححه الحاكم ولكن قال الذهبي لم يخرجا لعبيد وهو ثقة والحديث مع نظافة اسناده منكر اخاف الا يكون موضوعا ورواه الهيثمي اورده الهيثمي وقال رجال احمد رجال الصحيح فالحاصل ان الانسان يسأل الله جل وعلا ان يلحقه بالصالحين ينبغي ان يكون هذا من دعائك اخي المسلم ولهذا قال جل وعلا عن يوسف ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين وهذا دين المؤمنين لان الصالحين هم الذين اسرحوا ظواهرهم وبواطنهم واستقاموا على دين الله جل وعلا لهذا قال جل وعلا ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لكن الصالحون هنا اعم تجمع كل صالح وايضا قال جل وعلا ومالنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين قاله عن اهل الكتاب الذين يؤمنون بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واثنى بذلك على جمع من عباده الفنادق الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين وقالوا ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين وقال جل وعلا يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين وقال وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين وقال ان ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين والاية في هذا كثيرة وكذلك دعا بذلك ايضا سليمان جملة من انبياء الله دعوا بهذا هذا سليمان يقول وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين والحديث في هذا صحيح الاسناد ثبت هذا الحديث لكن قد لا تكون هذه الجملة كلها التي ذكرها ابن كثير رحمه الله كما قال ذلك الشيخ الالباني رحمه الله فقد صح الحديث الوارد في ذلك وهما رواه البخاري في الادب المفرد وغيره بسند قال عنه الالباني انه صحيح الرفاعي الزرقي قال لما كان يوم احد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا حتى اثني على ربي عز وجل وصاروا خلفه صفوفا وقال اللهم لك الحمد كله وذكر الحديث الى قوله او نذكر الدعاء فيستفيد منه المسلم قال صلى الله عليه وسلم اللهم لك الحمد كله. اللهم لا قابض لما بسطت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما اعطيت. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفظلك ورزقك. اللهم اني اسألك النعيم المقيم الذي لا يحول هو لا يزول اللهم اني اسألك النعيم يوم العيلة والامن يوم الحرب اللهم عائذا بك من سوء ما اعطيتنا وشر ما منعت منا. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا. وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان. واجعلنا من الراشدين. اللهم وتوفنا مسلمين واحيينا مسلمين والحقنا بالصالحين. هذا محل الشاهد والحقنا بالصالحين. غير خزايا ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك. ويكذبون رسلك. واجعل عليهم رزقك وعذابك اللهم قاتل الكفرة التي الذين اوتوا الكتاب اله الحق ثم قال جل وعلا واجعل لي لسان صدق في الاخرين قال ابن كثير اي واجعل لي ذكرا جميلا بعدي اذكر به ويقتدي بي في ويقتدى بي في الخير كما قال تعالى وتركنا عليه في الاخرين سلام على ابراهيم. كذلك نجزي المحسنين وقال مجاهد قال مجاهد وقتادة واجعل لي لسان صدق في في الاخرين. يعني الثناء الحسن يثنى عليه كلما جاء ذكره عليه السلام وقال مجاهد وهو كقوله واتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. وكقوله واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن صالحين قال ليث ابن ابي سليم كل كل ملة تحبه وتتولاه وكذا قال عكرمة وهذا حق قال جل وعلا واجعلني من ورا في جنة النعيم نعمل لكن هل يسأل الانسان هذا؟ نعم تسأل يا اخي ان يجعل الله لك لسان صدق في الاخرين فاستقي الصالح العالم الذي يدعو الى الخير له لسان صدق في الاخرين في الاخرين الامام القدوة الصالح العالم الذي يدعو الى الخير هذا له لسان صدق في الاخرين. ولهذا يذكر ويترحم عليه كم نترحم الان على الائمة وعلى الصحابة وعلى الائمة الاربعة وعلى العلماء والائمة هذا لسان صدق في الاخرين بالاخرين حسن ثناء عليهم ثم قال واجعلني من ورثة جنة النعيم اي انعم علي في الدنيا ببقاء الذكر الجميل بعدي وفي الاخرة بان تجعلني من ورثة جنة النعيم ممن يرث الفردوس فيكون من اهلها ثم قال واغفر لابي انه كان من الظالين قال ابن كثير وهذا كقوله ربنا اغفر لي ولوالدي وهذا مما رجع عنه ابراهيم عليه السلام كما قال تعالى يعني لا يتأسى بابراهيم في هذا الاستغفار للمشركين ابدا لا للاب ولا لغيره لان ابراهيم رجع عن هذا والله سبحانه وتعالى نهى المؤمنين ان يستغفروا للمشركين فقال جل وعلا ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى. من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم وابراهيم ايضا رجع عن هذا كما قال تعالى وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدتي وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم قال ابن كثير وقد قطع تعالى الالحاق في استغفاره لابيه قطعا للحق يعني قطع ان يلتحق احد بابراهيم فيستغفر لابيه لان ابراهيم عليه السلام ما كان يعرف ماذا يختم لابيه به لا يعرف ماذا ختم له به ولهذا لما تبين له انه عدو لله طب ما في الاية فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه وهذا يوم القيامة قال وقد قطعت على الالحاق باستغفاره لابيه فقال قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء من ومما تعبدون ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابراهيم ها قطع الالحاق بهم يعني لكم فيهم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه الا قوله لابيه لاستغفرن لك. وما املك لك من الله من شيء فلنا في ابراهيم والذين امنوا معه اسوة الا في استغفاره لابيه او في قوله لابيه لاستغفرن لك وقوله ولا تخزني يوم يبعثون اي اجرني من الخزي يوم القيامة ويوم يبعث الخلائق اولهم واخرهم قال البخاري في قوله ولا تخزني يوم يبعثون وقال ابراهيم بن طهمان وساق بسنده عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم رأى اباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة غبرة وغترة وقطرة نسأل الله العافية ثم قال وعن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى ابراهيم اباه فيقول يا ربي انك وعدتني انك لا تخزيني يوم يوم يبعثون فيقول اني حرمت الجنة على الكافرين هكذا رواه البخاري ايضا عند هذه الاية ورواه في احاديث الانبياء بهذا الاسناد بعينه منفردا به ولفظه يلقى ابراهيم اباه ازر يوم القيامة على وجه على وجه ازر قطرة وغبرة فيقول له ابراهيم الم اقل لك لا تعصني؟ فيقول ابوه فاليوم لا اعصيك فيقول ابراهيم يا ربي انك وعدتني الا تخزيني يوم يبعثون فاي خزي اخزى من ابي الابعد فيقول الله تعالى اني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال له يا ابراهيم ما تحت رجليك يعني انظر تحت رجليك تحت قدميه فينظر فاذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار والذيخ هو الذكر من الظباع حول ازر الى صورته ومعنا متلطف يعني متلطخ بعذرته وبنتنه فيقول سحقا سحقا بعدا بعدا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم لا تخزني يوم يبعثون يوم تبعثنا تبعث العباد يوم لا ينفع مال ولا بنون اي لا يقي المرء من عذاب الله ماله ولو افتدى بملئ الارض ذهبا ولا بنون ولو افتدى بابنائه بل بل بمن في الارض جميعا ولا ينفع يومئذ الا الايمان بالله واخلاص الدين له والتبرأ من الشرك. ولهذا قال الا من اتى الله بقلب سليم اي سالم من الدنس والشرك قال محمد ابن سيرين القلب السليم ان يعلم ان الله حق وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وقال ابن عباس الا من اتى الله بقلب سليم حتى يشهد ان لا اله الا الله وقال مجاهد الحسن وغيرهما بقلب سليم يعني من الشرك وقال سعيد ابن المسيب القلب السليم هو القلب الصحيح. وهو قلب المؤمن. لان قلب المنافق مريض قال الله تعالى في قلوبهم مرظ وكل هذه المعاني حق والمراد انه سليم من الشرك بالله جل وعلا ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد