بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا كذبت عاد المرسلين اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون كذبت عاد المرسلين. والمراد بعاد هي قبيلة عاد وعاد اسمه اسم ابيهم الاول وهو عاد ابن ارم ابن سام ابن نوح وعاد هنا هي عاد الاولى هي عاد الاولى لان عاد بان عادا عاداني عاد الاولى وعاد الاخرة وقد دل على ذلك قوله جل وعلا في كتابه الكريم قال وانه اهلك عادني الاولى كما في سورة النجم وعاد الثانية اه يقال هم بنو لقيم ابن هزال ابن هزل ابن وعبيل ابن ضد ابن عاد الاكبر قال ابن قال القرطبي عاد الثانية من ولد عاد الاولى وذكر الطبري في تفسيره ان عادا الثانية اه آآ هلكوا بقتل بعضهم بعض تقاتلوا حتى افنى بعضهم بعض وكانوا بمكة وقف نزول العذاب بالريح العقيم في عهد الاولى كذبت عادل المرسلين وقد مر معنا بالامس ايضا كونه اه نعم قد مر معنا بالامس ان التكذيب برسول واحد تكذيب بجميع الرسل لان عاد ما سبقهم الا نوح فيكون نبيان فقط وبقية الرسل لم يأتوا لكن من كذب رسولا واحدا فقد كذب بجميع الرسل كذبت عادم المرسلين اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون اخوهم اي اخوهم من جهة النسب لا اقوم في الايمان لانهم كفار وهود عليه السلام مؤمن وهود هو رسولهم قال لهم الا تتقون؟ الا للتنبيه والحظ وتتقون يعني تؤمنون تجعلون بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه وذلك بطاعة نبيكم بطاعة نبيهم وايمانهم بالله جل وعلا ثم قال لهم اني لكم رسول امين. اني لكم رسول امين يعني مؤتمن مؤتمن على ما اشهد به وامين اؤديه لكم كما هو لا انقص منه شيئا ولا ازيد عليه شيئا فاتقوا الله واطيعوه اتقوا الله وذلك بالايمان بما جئتكم به وما ارسلني الله به واطيعوني في ذلك ولا تعصوني وتأبوا الايمان وما اسألكم عليه من اجري الا على رب العالمين لا اسألكم على دعوتي لكم الى الله جل وعلا اجرا اي ثوابا ولا اجرة ولا مالا ان اجري الا على رب العالمين ان نافية هنا. ما اجري الا على رب العالمين فانا ارجو ثواب دعوتي لكم من الله لا اريد منكم جزاء ولا شكورا قال ابن كثير وهذا اخبار من الله تعالى عن عبده ورسوله هود عليه السلام انه دعا قومه عادا وكانوا قوما يسكنون الاحقاف وهي جبال الرمي وهي جبال الرمل قريبا من بلاد حضرموت متاخمة لبلاد اليمن وذكر ابن كثير انهم كانوا في حضرموت قال بين حضرموت الى عمان وبناء على كلامه تكون كل اليمن داخلة في ذلك وقال بعضهم لا هي في الاحقاف الرمال نفود معروفة الى يومنا هذا بالربع الخالي وذكر بعضهم في سنوات موت انهم اكتشفوا آآ مدينة ارم في الربع الخالي وانهم كلما اخرجوا شيئا منها وبدأ للشمس يعني من انيتهم والاتهم كلما اخرجوا شيئا منه للشمس تفتت وذاب لانه قد مكثت سنين طويلة والرمال تغطي مساكنهم فالحاصل انهم في جهة اليمن انهم في جهة اليمن بل والذي يظهر انها انهم في حضرموت لانه جاء في الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير وحسنه الالباني في الصحيحة وفي صحيح الترغيب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خير ماء على وجه الارض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم وشر ماء على وجه الارض ماء بوادي برهوت بقبة حضرموت كرجل الجراد تصبح تتدفق وتمسي لا بلال فيها والله اعلم. فالحاصل انهم في جنوب جزيرة العرب في حضرموت او حولها وهل تشمل اليمن كله الله اعلم لكن هي في تلك المنطقة آآ قال جل نعم قال ابن كثير والقول هنا الاحقاف يشير الى ما جاء في القرآن واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وايضا قال جل وعلا عنهم في سورة الفجر الم تر كيف فعل ربك بعاد؟ ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد هذا دليل على شدة اجسامهم وقوتهم اذا كان الضمير يعود على القبيلة نفسها اذا كان المراد بارم هي القبيلة وان كان المراد بارم مدينتهم فهو ايضا يدل على يعني مهارتهم في الصناعة وكيف بنوها بناء محكما قويا قال ابن كثير وكان زمانهم بعد قوم نوح كما قال في سورة الاعراف واذكر اذ جاء واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادتهم في الخلق بسطة قال ابن كثير وذلك انهم كانوا في غاية من قوة التركيب والقوة والبطش الشديد والطول المديد والارزاق الدارة والاموال والجنات والعيون والابناء والزروع والثمار وكانوا مع ذلك يعبدون غير الله معه فبعث الله اليهم رجلا منهم رجلا منهم رسولا وبشيرا ونذيرا فدعاهم الى الله وحده وحذرهم نقمته وعذابه في مخالفته فقال لهم كما قال نوح لقومه اني اخاف يعني يقصد اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم وانه لا يسألهم على ذلك اجرا وانه رسول امين قال اه وقبل ذلك نقول ان قوم عاد او عاد الاولى جاءوا بعد قوم نوح فاول الرسل واول الامم المكذبة الذين بعثت فيهم الرسل قوم نوح ثم قوم عاد كانوا بعدهم لانه كما هو واضح في نسري آآ في نسب هذه القبيلة انهم عاد ابن ارم ابن سام ابن نوح فابوهم جد ابيه نوح يعني فهم متقدمون والله اعلم قال جل وعلا اتبرون بكل ريع اية تعبثون الاستفهام هنا للانكار واختلف العلماء كما قال ابن كثير اختلف المفسرون في الريع فيما حاصله انه المكان المرتفع عند جواد الطرق المشهورة تبنون هناك بناء محكما باهرا هائلا ولهذا قال اتبرون بكل ريع اية اي معلما بناء مشهورا وقال الطبري الريع ويقال الريع الريع كل مكان مشرف كل مكان مشرف من الارض مرتفع او طريق او واد والاكثرون على انه الاماكن المرتفعة. الريع هو المكان المشرف المرتفع فيبنون فيه بناء لماذا؟ من باب العبث من باب العبث قال ابن كثير تعبثون وانما تفعلون ذلك عبثا لا للاحتياج اليه بل لمجرد اللعب اللعب واللهو واظهار القوة ولهذا انكر عليهم نبيهم عليه السلام ذلك لانه تضييع للزمان واتعاب للابدان في غير فائدة واشتغال بما لا يجدي في الدنيا ولا في الاخرة ثم قال وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون قال مجاهد المصانع البروج المشيدة والبنيان المخلد وفي رواية عنها مصانع بروج الحمام وقال قتادة هي مآخذ الماء قال قتادة وقرأ بعض القراء وتتخذون مصانع كأنكم خالدون وفي القراءة المشهورة لعلكم تخلدون اي لكي تقيموا فيها ابدا وليس ذلك بحاصل لكم بل زائل عنه فما زال عن من كان قبلكم اذا ذكرهم ببعض اعمالهم وهي اتخاذهم وهو بناءهم البناء المحكم في كل مكان مرتفع وايضا اتخاذهم المصانع وهي القصور المسيدة والبروج المشيدة او مآخذ المياه او بروج الحمام وكل ذلك ايضا من باب اللهو واورد ابن كثير ما رواه ابن ابي حاتم في تفسيره قال حدثني ابي حدثني الحكم ابن موسى حدثنا الوليد وحدثنا ابن عجلان حدثني عون ابن عون بن عبدالله بن عتبة ان ابا الدرداء رضي الله عنه لما رأى ما احدث المسلمون في الغوطة في الشأن غوطة في الشام مكان معروف الى يومنا هذا لما رأى ما احدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشجر قام في مسجدهم فنادى يا اهل دمشق اجتمعوا اليه فحمد الله واثنى عليه ثم قال الا تستحيون؟ الا تستحيون الا تستحيون؟ تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تسكنون وتأملون ما لا تدركون انه كانت قبلكم قرون يجمعون فيوعون ويبنون فيوثقون ويأملون فيطيل ويأملون فيطيلون فاصبح املهم غرورا. واصبح جمعهم بورا واصبحت مساكنهم قبورا. الا ان عدن ملكت ما بين عدنة ما بين عدن وعمان خيلا وركابا فمن يشتري مني ميراث عاد بدرهمين ما احد يشتريه لانه زال وذهب يعني استنبط من هذه الاية ان ما فعلوه من بناء البروج المشود المشيدة وبناء الابنية في كل ريع ان هذا ذاهب وزائل والاشتغال فيه مضيعة للزمان وذهاب نشاط الابدان الانسان عليه ان يقبل على الله جل وعلا وان يستغل عمره بما يعود عليه بالنفع نعم يتخذ مسكنا لكن لا يشغل نفسه بما سوى ذلك ثم قال جل وعلا واذا بطشتم بطشتم جبارين قال القرطبي البطش هو السطوة والاخذ بعنف قال الطبري واذا سطوتم سطوتم قتلا بالسيوف وضربا بالسياط والجبار هو العاتي على غيره بعظيم سلطانه الذي يجبر غيره على ما يريد فالحاصل انه ذكرهم يعني نعم الله عليهم وانهم كان عندهم بطش وقوة وكانوا اصحاب قوة فكان الواجب عليهم ان يشكروا هذه النعمة وان ينزع عن معصية الله جل وعلا وقوله لعلكم تخلدون ذكرنا قول ابن كثير فيها والمعنى يتخذون مصانع لعلكم تخلدون كانكم تخلدون ولا تموتون وانتم ترون ابائكم واجدادكم يموتون فلما تفعلون ذلك ثم قال جل وعلا فاتقوا الله واطيعون امرهم مرة اخرى وكرر عليهم الامر بتقوى الله وطاعة وطاعته اي طاعة هود الدخول في دينه وعدم الاشراك مع الله غيره واتقوا الذي امدكم بما تعلمون اتقوا الله اطيعوه اعبدوه الذي امدكم واعطاكم من المدد بما بما تعلمونه تعرفون ما امدكم به واعطاكم ثم فسر هذا المدد بقوله امدكم بانعام وبنين هددتم بالانعام الكثيرة من ما هي مثلا العمى وغيرها والارزاق والمزارع والبساتين وبنين امدكم ايضا بالابناء والاولاد وجنات وعيون امدكم بجنات بساكين ومزارع كثيرة وعيون عيون تجري بالماء تسقي بساتينكم وتشربون منها. انتم ودوابكم اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم اني اخاف عليكم ان لم تطيعوني ولم تتقوا الله وتؤمنوا به تحذر من الشرك اخاف عليكم عذاب يوم عظيم يحله الله بكم وهو عظيم جدا فيهلككم ولا يبقي منكم احدا وفعلا حصل هذا كما قال جل وعلا واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حصوما اي كاملة حصوما اي كاملة فترى القوم فيها صرعى كانهم اعجاز نخل خاوية وقال عن عذاب هذا اليوم العظيم وهي الريح قال تدمر كل تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم ثم قال جل وعلا قالوا سواء علينا او لم تكن من الواعظين ودليل على تصميمهم واصرارهم على عدم الايمان به وقالوا سواء علينا يعني يستوي في حقنا وعظك لنا ودعوتك لنا الى الى الايمان او عدمها تستوي في حقنا يعني انا لن نؤمن بك قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن جواب قوم هود له بعدما حذرهم وانذرهم ورغبهم ورهبهم وبين لهم الحق ووضحه قالوا سواء علينا او وعظت ام لم تكن من الواعظين اي لا نرجع عما نحن فيه وما نحن بتارك الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين وهكذا الامر قال فان الله تعالى قال ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون وقال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم ثم قالوا ان هذا الا خلق الاولين ان نافية بمعنى ما هذا اي الذي تدعون اليه يعني الدين الذي تدعون اليه ما هذا الا خلق الاولين يعني الا دين الاولين صح ذلك عن ابن عباس انه قال ان هذا الا خلق الاولين يقول دين الاولين. وهكذا قاله عكرمة وعطاء الخرساني وقتادة وعبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم واختاره الطبري فخلق الاولين والمراد به هنا دينهم يعني ما هذا الا دين الاولين واخلاق الاولين كما قال كما قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم لما دعاهم الى الله وقالوا هذا وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي فهي تملى عليه بكرة واصيلا وقال جل وعلا وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه واعانه عليه قوم اخرون فقد جاءوا ظلما وزورا وقالوا اساطير الاولين وقال جل وعلا واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم قالوا اساطير الاولين اذا خلق الاولين معناه دينهم واخبارهم وما انعم الله يعني وما حكاه الله جل وعلا عن الامم السابقة فكذبوه فاهلكناهم كذبوه وابوا ان يتبعوه وان يطيعوه فاهلكناهم جميعا وقظينا عليهم ان في ذلك لاية في قصصهم واهلاكنا لهم وتدميرنا لهم بهذه الريح العقيم اية عبرة وموعظة وعلامة ودلالة على قدرتنا وعلى وجوب الايمان بانبيائنا فاعتبروا يا قريش لئلا يصيبكم ما اصابهم احذروا ان ان تسلكوا مسلكهم فيصيبكم ما اصابهم قال جل وعلا وما كان اكثرهم مؤمنين هذه سنة الله وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله اكثر الناس غير مؤمنين لا يؤمنون ولهذا كما في البخاري يقول الله عز وجل يوم القيامة لادم اخرج بعث النار من ذريتك فيخرج من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين الى النار واحد الى الجنة هكذا حال اكثر الناس والعبرة ما هي بالكثرة العبرة بالحق فالواجب اتباع الحق وعدم الاغترار بالكثرة فاكثر الناس على غير هدى ولهذا من الخطأ قول بعض الناس اذا امر بالمعروف ونهي عن المنكر نهي عن منكر قال كل الناس يفعلونه. هذا ما هو بدليل وان توضع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وما اكثرهم مؤمنين وما اكثر الناس بمؤمنين قال وان ربك لهو العزيز الرحيم. العزيز العزة فيها معنى القوة الذي عز كل شيء فهو عزيز الجناب الذي لا يغالب ولهذا لما عصوا اخذهم جل وعلا بقوة واهلكهم مع انه الرحيم لمن تاب وامن فالذين امنوا واتبعوا رسله رحمهم وادخلهم الجنة ونجاهم من العذاب ثم قال جل وعلا كذبتهم؟ نعم او قبل ذلك نقرأ كلام الحافظ ابن كبير فانه قال فكذبوه فاهلكناهم اي فاستمروا على تكذيب نبي الله هود ومخالفته وعناده فاهلكهم الله وقد وقد بين سبب اهلاك اياهم في غير موضع من القرآن بانه ارسل عليهم ريحا صرصرا عاتيا اي ريحا شديدة تلهو وبوبي ذات برد شديد جدا فكان اهلاكهم من جنسهم فانهم كانوا اعتى شيء واجبره فسلط الله عليهم ما هو اعتى منهم واشد قوة كما قال تعالى الم ترى كيف فعل ربك ابوك ابي عاد ارم ذات العماد وهي عاد الاولى كما قال وانه اهلك عادة للاولى وهم من نسل ايران ابن سام بنوح ذاك العماد اي الذي اي الذين كانوا يسكنون العمد ومن زعم ان ايران مدينة فانما اخذ ذلك من الاسرائيليات من كلام كعب ووهب وليس لذلك اصل اصيل. ولهذا قال التي لم يخلق مثلها في البلاد. اي اي لم يخلق مثل هذه القبيلة في قوتهم وشدتهم ولو كان المراد بذلك مدينة لقال التي لم يبنى مثلها في البلاد وقال فاما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة؟ اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا وكانوا باياتنا يجحدون ثم قال جل وعلا كذب الثمود المرسلين وثمودهم قوم صالح وهم اصحاب مدائن صالح وهي موجودة في منطقة العلا شمال العلا الان بقرابة خمسة عشر كيلا وموجودة اثارهم الى الان البيوت في الجبال لا تزال موجودة لها ابواب ويدخل منها فيها غرف تقوها في الجبال اذ قال لهم اخوهم صالح اي نبيهم صالح وقلنا ان الاخوة هنا اخوة النسب لا اخوة الدين الا تتقون كما سبق يحثهم على التقوى والايمان واتباعه وطاعة ربه وعدم الكفر بالله جل وعلا. اني لكم رسول امين كما مر معنا في قول اه هود اني انا رسول الى الله امين مؤتمن على ما وكل الي واؤديه اليكم كما هو فاتقوا الله واطيعون اتقوا الله في طاعته وعدم معصيته واطيعوني في الايمان بالله وعدم الكفر وما اسألكم عليه من اجل اجري الا على رب العالمين. وكل ذلك مر في قصة اه عاد في قصة يهود وايضا في قصة نوح ثم قال اتتركون فيما ها هنا امنين يقول قال ابن كثير يقول واعظا لهم ومحذرا اياهم نقم الله ان تحل بهم ومذكرا بانعم الله عليهم فيما رزقهم من الارزاق الدارة وجعل في امن من المحظورات يعني امنين يعني امنين مما يحذر لا تخافون الا الله وعاملين من الجوع ومن العطش ومن الهلاك قال وجعلهم في امن من المحظورات وانبت لهم من الجنات وانبع لهم من العيون الجاريات واخرج لهم من الزروع والثمرات ولهذا قال ونخل طلعها هظيم الا تدركون فيما ها هنا امني في جنات وعيون جنات بساتين وعيون جارية وزرع وزروع كثيرة ونخل طلعها هظيم قال ابن عباس عظيم معشبة وجاء عن ابن عباس ايضا قال طلعها ظيم يعني اذا رطب واسترخى وجاء عن ابي العلاء قال هو المذنب من الرطب قال مجاهد هو الذي اذا كبس تهشم وتفتت وتناثر وقال عكرمة وقتادة الهظيم الرطب اللين يعني طلعها الرطب الذي يخرج منها رطب لين في غاية الجودة كما يلاحظ الان في في ثمار النخيل تمور في الرطب في النخيل. وقال الظحاك اذا كثر حمل حمل الثمرة وركب بعضه بعضا فهو هظيم وقال مره واطلع حين يتفرق ويخضر الى غير ذلك هذي نعمة من الله عز وجل وهي نعمة ايظا علينا يا اخوان كما ترون هذه التمور كيف النخل سبحان الله تحمل هذا الطلع وهذا الثمر العظيم كيف هو نظيد فوق بعظه ثم قال جل وعلا وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين. قال ابن عباس وغير واحد يعني حاذقين وفي رواية عنه شرهين اشرين هو اختيار مجاهد وجماعة ولا منافاة بينهم ولا منافاة بينهما فانهم كانوا يتخذون تلك البيوت المنحوتة في الجبال اشرا وبطرا وعبثا من غير حاجة الى سكناها وكانوا حاذقين متقنين لنحتها ونقشها كما هو المشاهد من حالهم لمن رأى منازلهم ولهذا قال فاتقوا الله واطيعون نعم فعلا ينحتون اذا تذهب الان الى مدائن صالح سبحان الله لا ترى الا سواد الباب في الجبل فاذا دخلت لان لم ادخله لكن ذكر لي من اثق به انه لما دخلوه وجدوا داخل هذا الجبل وجدوا غرفا مبنية اه قال فاتقوا الله واطيعوه اي اقبلوا اي اقبلوا على عمل ما يعود نفعه عليكم في الدنيا والاخرة من عبادة ربكم الذي خلقكم ورزقكم لتوحدوه وتعبدوه وتسبحوه بكرة واصيلا ولا تطيعوا امر المسرفين الذين يفسدون في الارض ولا يسرحون يعني رؤساؤهم وكبراءهم الدعاة لهم الى الشرك والكفر ومخالفة الحق نعم لا تطيعوا امر المسرفين رؤساؤهم الذين اسرفوا على انفسهم بالكفر والضلال والصد عن سبيل الله الذين يفسدون في الارض وهو العمل فيها بمعصية الله ولا يسرحون اعمالهم ولا يصلحون الارض لان صلاح الارض بالاعمال الصالحة والايمان. قالوا انما انت من المسحرين ذكر المفسرين ان المسحرين هنا تحتمل او فيها قولان قول من المسحرين يعني من المسحورين الذي قد سحر فانت مسحور وقال بعضهم من المسحرين يعني من بني ادم ذو سحر ممن له سحر اي رئة ولست بملك ولهذا لا لا نسمع قولك انت بشر مثلنا كما قال غيرهم ورجح ابن كثير ان المسحرين هنا يعني المسحورين انت قد سحرت فكلامك هذا كلام ساحر مسحور لا نقبل منك ما انت الا بشر مثلنا وهذا يدل على ترجيح ان المسحرين هنا اي من بني ادم اصحاب السحر اصحاب الرئة من له رئة فانت مثلنا انسان بشر مثلنا. قالوا ما انت الا بشر مثلنا فات باية ان كنت من الصادقين. ائت باية تدلنا على صدقك علامة واضحة تدلنا على انك صادق قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم وقد ذكر ابن كثير انهم لما طلبوا اية انه اخذ عليهم العهود والمواثيق انه اذا جاءت انهم يؤمنون قالوا نعم فقام ودع الله عز وجل آآ ان يجيبهم الى سؤالهم فانفطرت صخرة بجوارهم وهي الثغرة التي اشاروا اليها عن ناقة عشراء على الصفة التي وصفوها فامن بعضهم وكفر اكثرهم قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم يعني تجدوا معكم يوما ويوما تلدونه انتم ولا تمسوها بسوء قال هذه الناقة التي سألتموها لها شرب يوم ترد هي الماء وحدها واليوم الاخر انتم تريدون وكانت اذا وردت وشربت يحلبون منها ذلك اليوم ما شاءوا من اللبن يعم القبيلة كلها لكن كفروا بهذه النعم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذابا عذاب يوم عظيم لا تمسوها لا تصيبوها او تتعرض لها بقتل او نحو ذلك فيأخذ لكم عذاب يوم عقيم لان الايات اذا طلبت الامة اية وجاء الله بها فلم يؤمنوا استأصلهم الله بالهلاك فهم طلبوا اية الناقة فجاءت فان تعرضوها بسوء اهلكاهم الله وقتلهم وهذا الذي حصل. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم رحمة بهذه الامة لما طلبت قريش بعد بعض الايات لم يأتيهم بها بل جاءه جبريل لما قالوا اجعل لنا الصفا والمرأة ذهب واجعل وباعد بين جبال مكة واجعلها ارضا زراعية جاءه جبريل فدعا ربه وجاءه جبريل قال يا محمد ان شئت جعلت لهم ذلك لكن ان ابوا اهلكتهم جميعا قال لا يا ربي اتركهم هكذا ادعوهم حتى يسلم من يسلم هذا من رحمة الله عز وجل لانه ما من اية تأتي الا اذا لم تؤمن الامة اهلكهم الله جميعا وقد عصم الله هذه الامة من نزول هذه الاية التي تؤدي الى هلاكهم جميعا قال فاقروها فاصبحوا نادمين هلأ العاقر لها هو احيمر ثمود واسمه قدار بن سالف ففي الطبراني عند احمد والطبراني والحاكم والطحاوي بسند صححه الالباني قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب الا احدثك ما اشقى انا احدثك باشقى الناس رجلين احيمر احيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذه يعني قرن علي حتى تبتل هذه من الدم لحيته حديث صحيح ولكن لما كان قومه كلهم معه متواطئون وموافقون له نسب الله جل وعلا العقر لهم كما قال كذب الثمود بطغواها. اذ انبعث اشقاها وهو هذا هو اشقاها قدار ابن سالم وحيم ثمود ولكن قومه كانوا متواطئون معه وموافقون ولهذا نسب ايضا العقر اليهم لانهم راضون موافقون على ذلك. فاصبحوا نادمين بسبب ما احله الله بهم من العذاب والنكال الذي استأصلهم جميعا وهو عذاب الصيحة فاخذهم العذاب وهي صيحة قطعت قلوبهم ان في ذلك لاية علامة واضحة وعبرة لمن اعتبر وما كان اكثرهم مؤمنين كما هي سنة الله في الخلق. وان ربك لهو العزيز الرحيم الذي عز كل شيء وقهره. وهو الرحيم بمن تاب امن وهو الرحيم بخلقه ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد