بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الشعراء وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين عربي مبين وانه الظمير راجع على القرآن لتنزيل رب العالمين اي هذا القرآن تنزيل نزله رب العالمين من لدنه اوحاه الى جبريل وسمعه منه جبريل ثم جبريل نزل به على قلبك وسمعت وانت من جبريل قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى مخبرا عن الكتاب الذي انزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم وانه اي قرآن الذي تقدم ذكره في تقدم ذكره في اول السورة في قوله وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث لتنزيل رب العالمين اي انزله الله عليك واوحاه اليك نزل به الروح الامين وهو جبريل عليه السلام قاله غير واحد من السلف ابن عباس ومحمد ابن كعب وقتادة وعطية العوف والسد والظحاك والزهري وابن جريج وهذا ما لا نزاع فيه. يعني بان المراد بالروح الامين هو جبريل عليه السلام هاء قال وقال الزهري هذا كقوله قل من كان عدو لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله الاية قال جل وعلا على قلبك لتكون من المنذرين؟ قال ابن كثير اي نزل به ملك كريم امين ذو مكانة عند الله مطاع في الملأ الاعلى على قلبك يا محمد سالما من الدنس والزيادة والنقص لتكون من المنذرين اي لتنذر به بأس الله ونقمته على من خالفه ذهبه وتبشر به المؤمنين المتبعين له يعني هذا معنى النذير الذي يجمع بين الانذار وهو الاعلان بموضع المخافة والتخويف مما امام الانسان والبشارة وهو ان يبشر من استجاب واتبع الحق بالثواب العظيم وبالحياة السعيدة في الدنيا وفي الاخرة ثم قال جل وعلا بلسان عربي مبين قال ابن كثير اي هذا القرآن الذي انزلناه اليك انزلناه بلسانك العربي الفصيح الكامل الشامل ليكون بينا واضحا ظاهرا قاطعا للعذر مقيما للحجة دليلا الى المحجة نعم وهذا ايضا من مزايا هذا القرآن ان الله جعله بلسان عربي مبين بلسان عربي وهو احسن الالسنة قوم الالسنة ومبين ان يبينوا الحق ويوضحه. فهو مبين عن الحق وموضح له حتى تقوم الحجة على الخلق ولا يبقى لاحد عذر ولا حجة ومع ذلك الله انزله بلسان عربي امين وتكفل ايضا بحفظه فالذي يسمعه اليوم يعلم انه الذي يسمعه اليوم هو الذي سمعه النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو الذي سمعه الصحابة منه وهو يهدي الى الحق والى طريق مستقيم ثم قال جل وعلا وانه لفي زبر الاولين لا يزال الكلام عن القرآن ومدحه وثناءه وانه اي القرآن لفي زبر الاولين الزبر جمع زبور وهو الكتاب والمراد كما قال الطبري في زبر الاولين اي في كتب الاولين قال الطاهر بن عاشور اي في كتب الرسل السالفين اي القرآن كائن في كتب السالفين مثل التوراة والانجيل. والمراد المراد البشارة به والاخبار عنه ولهذا جاء كما اخبروا به بل جاء مصدقا لما قبله من الكتب فدل على انه كلام الله حقا لانه بشرت به الكتب وهو ايظا لما جاء صار يصدق الكتب التي قبله مع انه قد سبقه اوانها وزمانها بسنين عددا فدل على انه الحق الذي لا مرية فيه لمن شرح الله قلبه وصدره للايمان قال ابن كثير يقول تعالى وان ذكر هذا القرآن والتنويه به لموجود في كتب الاولين المأثورة عن انبيائهم. الذين بشروا به في قديم الدهر وحديثه كما اخذ الله عليهم الميثاق بذلك حتى قام اخرهم خطيبا في ملته بالبشارة باحمد كما قال تعالى واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد اه ثم قال ابن كثير والزبر ها هنا هي الكتب وهي جمع زبور وكذلك الزبور وهو كتاب داود. يعني الزبر تطلق على الكتب وايضا ورد اسما خاصا على كتاب نبي الله داود واتينا داوود زبورا وقال تعالى وكل شيء فعلوه في الزبر اي مكتوبا عليهم في صحف الملائكة فالزبر هي الكتب ثم قال جل وعلا اولم يكن لهم او لم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل قال الامير الشنقيطي رحمه الله الهمزة هنا للاستفهام الانكار التوبيخي التقريعي يعني في قوله او لم يكن لهم اية يوبخهم الله وينكر عليهم ويقرعهم اليس لكم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل يوبخهم على عدم الايمان وعدم التصديق رغم ظهور الامر وبيانه قال ابن كثير ثم قال تعالى او لم يكن لهم اية ان يعلمهم علماء بني اسرائيل اي اوى ليس يكفيهم من الشاهد الصادق على ذلك يعني على ان القرآن تنزيل رب العالمين وانه كلام رب العالمين قال اوليس يكفيهم من الشاهد الصادق على ذلك ان العلماء من بني اسرائيل يجدون ذكر هذا القرآن في كتبهم التي يدرسونها والمراد العدول والمراد العدول منهم والا غير العدول جحدوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكذبوا والمراد العدول منهم الذين يعترفون بما في ايديهم من صفة النبي صلى الله عليه واله وسلم ومبعثه وامته كما اخبر بذلك من امن منه كعبدالله بن سلام وسلمان الفارسي عمن ادركه منهم ومن شاكلهم وقال تعالى وقال الله تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم بالتوراة والانجيل اذا هذا استفهام انكاري. اولم يكن لهم اية وعلامة ودليل ان يعلمه علماء بني اسرائيل ان هذا القرآن الذي انزل الان على محمد في هذا الزمان يعلمه علماء بني بني يعلمه علماء بني اسرائيل السابقين في الازمنة السابقة. هذا دليل على ماذا؟ وبشروا به وبمجيئه هذا يؤكد لكم انه كلام رب العالمين وانه حق مبين وليس من قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفتريه ولم يزد عليه ولم ينقص منه فلا حجة لكم في تكذيبكم ايضا من الحجة انه يعلمه علماء بني اسرائيل الذين كانوا على الحق والهدى الذين كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم او بل حتى بعد مبعثه يعلمونهم ويقولون نعم سينزل نبي ينزل عليه كتاب ولهذا اليهود لماذا جاو بنو قينو قاع وبن نظير ومن معهم هؤلاء الذين جاءوا الى المدينة جاءوا يلتمسون خروج النبي صلى الله عليه وسلم لانهم يعلمون بل حتى وقته يعلمون انه قد قرب ودنى فجاءوا الى المدينة يلتمسون خروجه فلما خرج ولم يكن منهم اعرضوا عنه وكفروا به عليهم من الله ما يستحقون وقد قال بعض اهل العلم ان علماء بني اسرائيل المراد به من اسلم منهم مثل عبد الله بن سلام واسد واسيد وثعلبة وابن يامين وقد اسلموا وحسن اسلامهم ولكن الذي يظهر والله اعلم ان المراد به بنو اسرائيل قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم او ابان بعثته لانه ينكر على قريش ويقول لهم لماذا لا تؤمنون به وقد امن به ويعلمه علماء بني اسرائيل من الام السابقة ليسوا اتباعي وانما قبلي من اتباع الانبياء يؤمنون بهذا القرآن الا يدلكم ذلك على صدقه وهذا لا شك انه دليل واضح على صدق النبي صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا ولو نزلناه على بعض الاعجميين. هذا تسلية من تسلية من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. لانهم اعرضوا وصدوا عنه وابوا فيسلي الله نبيه يقول يا نبينا لا تأبه باعراضهم وتكذيبهم. فان هذا القرآن لو نزلناه على بعض الاجمين ايضا كفروا به لانهم هم قالوا لولا انزل على رجل من القريتين عظيم يقول انت انت نعرفك معنا ومنا طيب حتى لو انزله الله على رجل لا يعرفونه من العجم وليس بلسانهم ولا يتهمونه كما يتهمونك ايضا ما كانوا ليؤمنوا به لان هم اصلا لا يريدون الايمان ليس معنى ذلك ان الحجة لم تقم عليهم وانهم لم يعلموا انه كلام الله لا يعرفونه كما يعرفون انفسهم ولكنهم اصلا لا يريدون الايمان. فقال جل وعلا لنبيه صلى الله عليه واله وسلم ولو نزلناه على بعض الاعجمين جمع اعجم فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين فقرأوا عليهم كما تقرأهم. ايضا ما كانوا مؤمنين به هم الان يقولون لا نقبل منك لان نعرفك انت محمد وانت بشر وانت من بيننا نعرفك ما انت لست عالما ولا عندك علم ولا قال الله اطمئن يا نبينا هؤلاء كذبة مكذبون لن يؤمنوا حتى لو انزل على رجل اعجمي لا يعرفونه ثم جاء يتكلم معهم لا استبعدوا او لا لا لانكروا ذلك ولم يؤمنوا. فهو تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا يقول ابن كثير ثم قال تعالى مخبرا عن شدة كفر قريش وانادهم لهذا القرآن انه لو انزله على رجل من الاعاجم ممن لا يدري من العربية كلمة وانزل عليه هذا الكتاب ببيانه ومصاحته لا يؤمنون به ليس معنى ان انزاله على رجل من من العجم ادعى الى الايمان به لا لكن يقصد يقول يعني هم الان ان تتكلم معهم بلسان عربي مبين. وانت عربي ويعرفونك. لو انزلنا هذا القرآن على رجل اعجمي ما يعرف العربية ثم جاءهم يقرأ عليهم هذا باللسان العربي المبين. ووأعجمي ايضا ما كانوا ليؤمنوا فالقوم اصلا لا يريدون الايمان. قال ابن كثير ثم ثم قال تعالى مخبرا عن شدة كفر قريش وعنادهم لهذا القرآن انه لو لو انزله على رجل من الاعاجم ممن لا يدري من كلمة وانزل عليه هذا الكتاب ببيانه وفصاحته لا يؤمنون به. ولهذا قال ولو نزلناه على بعض الاعجمين فقرأوا عليهم ما كانوا به مؤمنين كما اخبر عنهم في الاية الاخرى ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون. فقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن هم مسحورون وقال تعالى ايضا ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله وقال ايضا جل وعلا عنهم ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم يعني فلا حيلة فيهم ولا ولن يؤمنوا. وهم اصلا قوم مكذبون. ليس قصدهم انهم لم يعلموا او لم يتبين لهم انه كتاب الله. علموا ذلك وتبين لهم ولكنهم معاندون جاحدون معارض للحق لا يريدون ان يتبعوا الحق ثم قال جل وعلا كذلك سلكناه في قلوب المجرمين اي مثل هذا السلك سلكنا التكذيب والكفر فان الهاء راجعة على التكذيب والكفر اي فكما انهم لم يؤمنوا بهذا القرآن ايضا سلكناه في قلوب المجرمين يقول ابن كثير كذلك سلكنا التكذيب والكفر والعناد والجحود. اي ادخلناه في قلوب المجرمين. لا يؤمنون به اي بالحق حتى يروا العذاب الاليم اي حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ولان السلك هو الادخال وهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى قد كتب عليهم الظلال في الازل ولكن لا حجة لهم في ذلك لان الله ارسل اليهم رسولا وانزل معه كتابا وبين لهم الحق وبين لهم المحجة واقام عليهم الحجة وتيقنوا ان هذا هو الصراط المستقيم فباختيارهم وطوعهم اعرضوا عنه واختاروا دينا غيره فالله لا يعذبهم على علمه السابق بهم وانما يعذبهم على عملهم بعد خلقهم وايجادهم وترك حرية الاختيار لهم فيختارون طريق الشر ويعاندون طريق الحق مع معرفتهم بصحة طريق الحق وخطأ ما هو عليه بذلك يستحقون العذاب ولهذا قال كذلك سلكناه في قلوب المجرمين مجرمين جمع مجرم وهو كثير الاجرام والذنوب والمعاصي واعظمها الشرك لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الاليم لا يؤمنون بهذا القرآن حتى يروا العذاب الاليم حين لا ينفعهم اذا رأوه العذاب معنى ذلك ان العذاب قد حل بهم ونزل بهم. فحينئذ لا ينفع نفسا ايمانها ان لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا قال ابن كثير اه لا يؤمن لا يؤمن به حتى يروا العذاب الاليم اي حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار فيأتيهم بغتة يعني حتى يروا العذاب الاليم الاليم بام اعينهم ثم اخبر عن حال اتيان العذاب لهم فيأتيهم بغتة فجأة لا وقت لي الايمان والاستجابة وهم لا يشعرون بذلك ولا يحسون به لسرعة حلوله ونزوله بهم قال جل وعلى فيقولوا هل نحن منظرون؟ قال ابن كثير فيقول هل نحن منظرون؟ اي يتمنون حين يشاهدون العذاب ان لو انظروا قليلا ليعملوا بطاعة الله كما قال تعالى وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الظالمون ربنا اخرنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل اولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال فكل ظالم وفاجر وكابر اذا شاهد عقوبته ندم ندما شديدا فهذا فرعون لما دعا عليه الكليم موسى عليه السلام بقوله ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيله ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم قال قد اجيبت دعوتكما فاثرت هذه الدعوة في فرعون فما امن حتى رأى العذاب الاليم حتى اذا كما قال تعالى حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل الا وانا من المسلمين قال الله جل وعلا الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين وقال تعالى فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ولم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا وقوله تعالى اف بعذابنا يستأجرون انكار عليهم وتهديد لهم فانهم كانوا يقولون للرسول تكذيبا واستبعادا ائتنا بعذاب الله كما قال تعالى ويستأجرونك بالعذاب ولولا اجل مسمى لجاء ولولا اجل مسمى لجاءهم العذاب ولا يأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستأجرونك بالاداب وان جهنم لمحيطة بالكافرين ثم قال افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون اي لو اخرناهم وانظرناهم واملينا لهم برهة من الزمان وحينا من الدهر وان طال ثم جاءهم امر الله اي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها وهذا شرح في غاية البيان من الحافظ ابن كثير رحمه الله لهذه الايات فانهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب الاليم حين لا ينفعهم الايمان والاليمة هي المؤلم الشديد هو عذاب الله الذي يحله بالكفار ثم اخبر انه يأتيهم بغتة وفجأة وهم لا يحسون بذلك لا يشعرون الا وقد حل بهم العذاب فيقول عند ذلك هل نحن منظرون؟ ننظر مرة اخرى نرد ونعمل او نمهل قليل حتى ندخل في الايمان؟ الجواب لا. انتهى. وقت الامهال امهلتم سنين عددا فابيتم وهذا ايمانه اضطرار لا اختيار والذي ينفع هو ايمان الاختيار في حال السعة والرخاء قال جل وعلا افرأيتم ان متعناهم سنين قال افي بعذاب يستعجلون هذا من سفههم ائتنا بما تعدنا ان شئت من الصادقين نعوذ بالله قال جل وعلا افرأيت ان متعناهم سنين يعني نحن لا نحل ما احللنا بهم العذاب فجأة لكن متعناهم وانظرناهم سنين مات ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون. يعني هم يستعجلون الان يقولون ائتنا بعذاب الله لكن نحن متعناهم النتيجة واحدة لكن نحن متعناهم واطلنا في اعمارهم واقمنا عليهم الحجة لعلهم يرعون لعلهم يؤمنون لعلهم يرجعون الى الحق ولكن ابوا فالنتيجة واحدة سواء حل بهم العذاب اليوم او غدا هم حال بهم واقع بهم عذاب الله. ولا يؤمنوا ابدا حتى يروا العذاب الاليم. حين لا ينفعهم الايمان ثم قال جل وعلا وما اهلكنا من قرية الا لها الا لها منذرون من كمال عدله سبحانه وتعالى انه لا يهلك قرية والقرية هي الجماعة من الناس الا لها منذرون رسل يأتونهم ينذرونهم يأمرونهم ينهونهم يبين لهم الحق يحذرونهم من الشرك والكفر يحذرونهم من المعاصي ينذرونهم عذاب الله والنار الشديدة التي اعدها لمن كفر به قال ذكرى وما كنا ظالمين يعني ارسلنا الرسل او ارسلنا النذر وجعلناهم منذرين لاقوامهم ذكرى تذكرة و تنبيها لهم وعظة لعلهم يتذكرون يتعظون فيقلعونه ويتركون الشرك ويدخلون في الايمان لان الله جل وعلا اقام عليهم الحجة بارسال رسله وانزال الكتب وايضا ما يرونه من الايات الافاقية والنفسية وغير ذلك قال جل وعلا وما كنا ظالمين اي ما كنا ظالمين لهم باحلال العذاب بهم لما حل بهم بل ارسلنا اليهم رسل انزلنا عليهم كتب ارسلنا لهم نذر منذرون ينذرونهم ويذكرونهم ويعظونهم فما فما استجابوا وابوا الا الكفر قال جل وعلا وما تنزلت به الشياطين ايضا هنا تزكية للقرآن عاد الى تزكية القرآن وانه ما تنزلت به الشياطين بل نزل به جبريل الروح الامين عليه السلام واما الشياطين لا لا يمكن ان تتنزل به. ولا يمكن ان تأتي به وذكر ثلاث علل تدل على سبب عدم اتيانه على عدم تنزل الشياطين به العلة الاولى قال وما ينبغي لهم ما ينبغي لهم لماذا لانه ليس من بغيتهم ولا من طلبتهم لان سجياهم هم الفساد واظلال العباد والقرآن لا جاء بالحق بالهدى بالامر بالمعروف بالنهي عن المنكر بالنهي عن الفساد فما كان ينبغي لهم لانه ليس على شاكلتهم وليس مما يأخذونه ويأتون به ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله يقول تعالى مخبرا عن كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد انه نزل به الروح الامين المؤيد من الله وما تنزلت به الشياطين ثم ذكر انه يمتنع عليهم يعني على الشياطين ان يتنزلوا بالقرآن ثم ذكر انه يمتنع عليهم من ثلاثة اوجه احدها انه لا ينبغي لهم اي ليس هو من بغيتهم ولا من طلبتهم لان من سجياهم الفساد واظلال العباد وهذا فيه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونور وهدى وبرهان عظيم فبينه وبين الشياطين منافاة منافاة عظيمة ولهذا قال وما ينبغي لهم وقوله وما يستطيعون يعني هذا الوجه الثاني في عدم تنزل الشياطين به قال وقوله وما يستطيعون اي لو لو ان بقي لو نعم لو ان بغي لهم لما استطاعوا ذلك. لو ان بغي لهم يعني لو اريد لهم ذلك ما استطاعوه قال تعالى لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ثم بين انه لو ان بغي لهم ان بغي يعني اريده ثم بين انه لو ان بغي لهم ما استطاعوا حمله وتأديته لما وصلوا الى ذلك او انه اريد لهم القرآن فحملوه لكن لا يستطيعون يعني لو استطاعوا حمله وتأديتهم ما استطاعوا ان يصلوا اليه لماذا قال لانهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله. لان لان السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا في مدة انزال القرآن على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فلم يخلص احد من الشياطين الى استماع حرف واحد منه لئلا يشتبه الامر وهذا من رحمة الله بعباده وحفظه لشرعه وتأييده لكتابه ولرسوله ولهذا قال انهم عن السمع لمعزولون كما قال تعالى مخبرا عن الجن وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا وانا لا ندري شر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا اذا قوله وما تنزلت به الشياطين ينفي ان الشياطين نزلت في القرآن فكيف تقولون انتم يا قريش انه سحر كهانة اساطير الاولين انه كاهن يوحي اليه قرينه من الجن لا وما وما تنزلت به الشياطين ثم بين لماذا لا تتنزل به؟ اولا انه لا ينبغي له لانه ليس من جنس مادتهم وجنس اعمالهم لانه جاء بالحق والهدى وهم جاءوا بالشر والفساد والسحر وافساد ذات البين هذا هذا الامر الاول والامر الثاني انهم ما يستطيعون حتى لو حملوا ذلك ما يستطيعون الاتيان به. لماذا لانهم معزولون عن السمع عزلوا ومنعوا من استماع خبر السماء وكانت الشياطين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يصعد بعضهم فوق بعض حتى يكونون في عنان السماء فربما سمعوا الكلمة او الكلمتين من الملائكة يوحيها بعضهم الى بعض يتكلمون بها ارزق فلانا افعل كذا فيخطفون يخطف الاعلى منهم هذه الكلمة ثم ينزلها الى من هو اسفل منه ومن اسفل منه الى من هو اسفل منه حتى تنتهي الى الارظ الى اخرهم لكن يرميهم الشهاب اثناء ذلك فربما اهلكهم جميعا وذهب الذي استمعوه من قبل الجن لكنه محفوظ من قبل الله وربما بقي منهم الواحدة والاثنان بعد رجمهم يموت اكثرهم لكن يبقى منهم الواحد او الاثنان فيلقيها الى الساحل فيكذب معها مائة كذبة فيصدق بمئة كذبة مقابل كلمة حق واحدة لكن لما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم حرست السماء وعزل الجن عنها وعزلت الشياطين ما يستطيعون ان يسترقوا السمع الى ان وقف الوحي ومات النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك رجعت الشياطين الى استراق السمع وهذا صريح في قوله جل وعلا عن الجن وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا لانه كما جاء في السير ان ابليس رن رنة فاجتمع له اعوانه فقال ما الذي حدث؟ حدث شيء غريب لانهم قالوا كل من جاء قال نحن ما نستطيع نصعد الى السماء. نحصد الان نرمى فقال قد حدث شيء غريب. اذهبوا التمسوا اذهبوا في العرب انظروا ما هذا الذي حدث فمرة جني سيبين ووجد النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في وادي نخلة مرجعه من الطائف فلما سمعوه انصتوا حضروه ورجعوا مسلمين واخبر اخبر ابليس قال نعم هذا الذي من اجله حرست السمع من اجل مبعث محمد صلى الله عليه واله وسلم. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على اعمال عبده ورسوله نبينا محمد