بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة النمل طين تلك ايات القرآن وكتاب مبين اه نبدأ آآ قبل البدء بالتفسير بذكر بعض المقدمات التي تتعلق بهذه السورة الكريمة فنقول اولا اسمها اشتهرت هذه السورة بسورة النمل وهذا جاء في صحيح البخاري وسنن الترمذي فهذا هو اسمها المشهور يقال لها سورة النمل لورود ذكر النمل فيها دون غيرها من السور وايضا تسمى بسورة سليمان لي ذكر قصص سليمان فيها او لان قصصه ذكر فيها اكثر من غيرها ذكر ابن العرب في احكام القرآن انها تسمى سورة الهدهد لانه ورد ذكر اسم الهدهد فيها دون غيرها من القرآن ولهذا قال العلماء ان وجه تسميتها بالهدهد والنمل انها لم تذكر انهما لم يذكران في غيرها الهدهد والنمل ما ذكر في غير سورة النمل واما تسميتها بسورة سليمان لكثرة ذكر سليمان وقصصه وعظيم ملكه فيها واما نوعها فهي مكية بالاتفاق وترتيبها في السور هي السورة الثامنة والاربعون في عداد نزول سور القرآن نزلت بعد سورة الشعراء وقبل سورة القصص واما عدد اياتها ففي العد المكي والمدني خمس وتسعون اية وعند اهل الشام والكوفة والبصرة اربع وتسعون اية يقول الله جل وعلا ط سين تلك ايات القرآن وكتاب مبين طاسين هذي هذي هي الحروف المقطعة وقد سبق الكلام عليها وان خلاصة القول فيها ان يقال الله اعلم بمراده منها والحكمة منها التحدي والاعجاز طاء سين تلك ايات القرآن القرآن وكتاب مبين قال تلك تنويها بشأن القرآن قال ابن كثير وقوله تلك ايات تلك ايات القرآن اي هذه ايات القرآن. القرآن وكتاب مبين اي بين واضح يعني هذه الايات وهذا تنويها بشأنها وعلو مقامها بان هذه الايات التي يتلوها نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم ايات القرآن ايات كتاب الله جل وعلا وكتاب مبين وهي ايضا ايات كتاب مبين اي بين واضح بل هو اعظم البيان وافصحوا البيان هدى وبشرى للمؤمنين هدى لمن اهتدى بهذا القرآن وهذا الكتاب المبين يهدي من الضلالة ويهدي الى الحق وصراط مستقيم كما قال جل وعلا ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم اي لاحسن الاحوال والحالة التي هي اقوم حال وبشرى للمؤمنين ففيه البشارة لمن امن به واتبعه بالثواب العظيم في الاخرة وبالسعادة في الدنيا قال ابن كثير رحمه الله اي انما تحصل الهداية والبشارة من القرآن لمن امن به واتبعه وصدقه وعمل بما فيه واقام الصلاة المكتوبة لانه قال بعد ذلك هدوا وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم يوقنون يقول ابن كثير اي انما تحصل الهداية والبشارة من القرآن لمن امن به واتبعه وصدقه وعمل بما فيه واقام الصلاة المكتوبة واتى الزكاة المفروضة وامن بالدار الاخرة والبعث بعد الموت والجزاء على الاعمال خيرها وشرها والجنة والنار كما قال تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون باذانهم وقروا وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد وقال جل وعلا لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ولهذا قال ها هنا ان الذين لا يؤمنون بالاخرة ان يكذبون بها ويستبعدون وقوعها زينا لهم اعمالهم فيها زينا لهم اعمالهم فهم يعمهون اي حسنا لهم ما هم فيه ومددنا لهم في غيهم وهم يتيهون في ضلالهم وكان هذا جزاء على ما كذبوا به من الدار الاخرة كما قال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون لقد اجمل الحافظ ابن كثير رحمه الله تفسير هذه الايات وتفصيل ذلك ان الله سبحانه وتعالى بعد ان وصف القرآن واخبر انه ايات وانه ايات انه ايات من القرآن وكتاب مفصل مبين يبين الحق ويوضحه ذكر شيئا من اوصافه وانه هدى يهتدى به من الضلالة وبشرى يبشر المؤمنين كما سبق انفا ثم وصف حال المهتدين بالقرآن ومن كان القرآن هداية لهم انهم يقيمون الصلاة واقامة الصلاة هو الاتيان بها في وقتها خالصة لله جل وعلا كملت الشروط والاركان والواجبات وما تيسر من السنن مع جماعة المسلمين يؤدونها مع جماعة المسلمين في المساجد ويؤتون الزكاة يؤتون الزكاة اي يعطون زكاة اموالهم طيبة بها نفوسهم وهنا قد يرد اشكال وهو ان هذه السورة مكية بالاتفاق والزكاة المعلوم انها نزلت في المدينة فكيف تذكر الزكاة هنا وتقول ان السورة مكية فنجيب عن ذلك بما اجاب به اهل العلم ان الزكاة فرضت بمكة اجمالا يعني اعلم الله عباده ان عليهم زكاة في اموالهم ولكن فصلت هذه فصلت احكام هذه الزكاة في المدينة ففي مكة عليهم زكاة واجبة لكن فصلت احكامها لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اي بعد الهجرة قال جل وعلا وهم بالاخرة هم يوقنون هؤلاء المؤمنون يوقنون بالاخرة يقينا لا يعتريه شك يعني مقرون بذلك مؤمنون به معتقدون له في قلوبهم ثم قال جل وعلا ان الذين لا يؤمنون بالاخرة زينا لهم اعمالهم فهم يعمهون بعد ان ذكر المؤمنين وشيئا من اعمالهم اردف بذكر بذكر ظدهم وهم الذين لا يؤمنون بالاخرة وهم الكفار لان الايمان باليوم الاخر من اهم اركان الايمان ولهذا كثيرا ما يذكر ما يذكر الله جل وعلا الايمان به واليوم الاخر لان الايمان به يقتضي الاخلاص وصحة القصد والايمان باليوم الاخر يحمل على الاستعداد لذلك اليوم لانه اذا امن ان هناك يوما اخر غير هذه الدنيا وان الانسان يجازى فيه على على عمله سعى في اصلاح عمله اه ابتغاء النجاة في ذلك اليوم وقال جل وعلا هنا ان الذين لا يؤمنون بالاخرة لا يؤمنون بالبعث ولا بالنشور ولا المجازاة ويقولون انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر زينا لهم اعمالهم زينا اي حسنا لهم اعمالهم وقال الطبري حببنا اليهم قبيح اعمالهم وسهلنا ذلك عليهم وهذا كما قال جل وعلا فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فالجزاء من جنس العمل فالذين لا يؤمنون بالاخرة زينا لهم اعمالهم اي حسنا لهم اعمالهم فهم يعمهون اي يترددون في ضلالهم وكفرهم متحيرين لا يهتدون الخروج من ذلك قال الطبري فهم يعمهون فهم في ضلال اعمالهم القبيحة التي زيناها لهم يترددون حيارى يحسبون انهم محسنون ثم قال جل وعلا اولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الاخرة هم الاخسرون قال ابن كثير اولئك الذين لهم سوء العذاب اي في الدنيا والاخرة فلهم سوء العذاب في الدنيا قال بعض المفسرين هو ما حصل لهم من القتل يوم بدر وفي الاخرة لهم عذاب شديد يوم يلقون الله جل وعلا على كفرهم قال وهم في الاخرة هم الاخسرون قال ابن كبير اي ليس يخسر انفسهم واموالهم ليس يخسر انفسهم واموالهم سواهم من اهل المحشر فهم اخسر الناس صفقة لانهم خسروا الجنة خسروا انفسهم بدل ان يدخلوها الجنة والنعيم المقيم بالايمان والعمل الصالح خسروا ذلك فساروا الى اسوأ المنازل والى النار وبئس المصير والى العذاب والنكال فالكفار اخسروا الناس واشدهم خسارة قال جل وعلا وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم وانك لتلقى القرآن قال الطبري لتحفظ القرآن وتعلمه وقال ابن كثير انك لتلقى اي لتأخذ والضمير راجع عن النبي صلى الله عليه وسلم وانك يا نبينا لتلقى اي لتأخذ القرآن من لدن حكيم عليم وهذا فيه تزكية للنبي صلى الله عليه وسلم وبيان مصدر اخذه للقرآن وانه يتلقاه من لدن ربه جل وعلا فهو الحق والصدق الذي لا مرية فيه وليس هو اساطير الاولين وليس هو كما قال كفار قريش انه يتلقاه من الشياطين او علمه بعض اهل الكتاب بل هو من عند الله جل وعلا وهذه تزكية لكتاب الله ولنبي الله قال جل وعلا وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم قال ابن كثير اي من عندي حكيم عليم اي حكيم في اوامره ونواهيه عليم بالامور جليلها وحقيرها فخبره هو الصدق المحض وحكمه هو العدل التام كما قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا اذا هذا القرآن يتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم ويأخذه من لدن حكيم عليم وهو الله جل وعلا فهو الحكيم الذي وضع كل شيء موضعه حكيم في اقواله وافعاله واحكامه واقداره وهو عليم قد احاط علمه بكل شيء ومن ذلك علمه بعباده وما يصلحهم وما تستقيم به حياتهم ولهذا انزل هذا القرآن العظيم على نبيه لاجل ان تستقيم حياتهم ويعملوا بما فيه ثم قال جل وعلا اذ قال موسى لاهله اني انست نارا اذ كما مر مرارا انها ظرف زمان بمعنى حين او وقت وتقدير الكلام واذكر حين قال موسى لاهله او واذكر وقت او ساعة قال موسى لاهله وذلك ان موسى لما ورد ماء مدين ووجد امة من الناس يسقون وجد دونه امرأتين تذودان وسألهما وتبين انهما لا يسقيان حتى يصدر الرعاء سقى لهما ثم تولى الى الظل ثم دعا ربه اني لما انزلت الي من خير فقير فاستجاب الله دعاءه فلما وصلت المرأتان الى ابيهما واخبرتاه بقصة موسى وسقه لهما ارسل اليه فجاء الى ذلك الرجل الصالح الى صالح مدين واخبره القصص وطمعنه بانه قد نجى وزوجه احدى ابنتيه على ان يرعى له الغنم ثماني سنوات وان اتم عشرا فمن عنده وتفضلا منه فمكث موسى عشر سنوات واتم اوفى الاجلين فبقي عشر سنين في مدينة ثم بعد ذلك قفل راجعا الى مصر الى بلاده وفي اثناء رجوعه وكان القرب من جبل الطور المعروف طور سيناء المعروف الى يومنا هذا وهو جبل عظيم آآ ظل الطريق وكانت ليلة شاتية فلما ظل الطريق وهو في وكانت ليلة شاتية مظلمة ففي اثناء سيره مع اهله رأى نورا او نارا كما قال هنا جل وعلا عنه انه قال اني انست نارا اي ابصرت ورأيت نارا تتأجج او احسست كما قال جل وعلا في سورة القصص فلما قضى موسى الاجل وسار باهله انس من جانب الطور نارا فقال قال لاهلهم خذوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر او جدوة من النار لعلكم تصطنون وهنا قال تآتيكم منها بخبر او اتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون اولا هو انس وابصر ورأى نارا والامر الثاني انه قال لاهلي انا ساذهب اليها فاما ان اتي بخبر وهو معرفة الطريق واين نسير وهل نحن نسير في الطريق الصحيح وايضا اتيكم منها بشهاب قبس لشهاب انقبس وفي الاية الاخرى جذوة من النار والقبس هو الجدوى من النار وكذلك الشهاب هو القبس وهو الجدوة من النار والجزوة عود من حطب يوقد في النار يعني اذا وضع عود الحطب او اعواد الحطب في النار فان تشتعل بها النار فالقبس ان يأخذ واحدا من هذه الاعواد او عودا يشتعل رأسه او طرفه فيؤخذ ويذهب به الى مكان اخر وتوقد به النار يعني يقتبس نارا من هذه النار الى اهله يأتي اليهم فيأتي لهم بشهاب قبس في ظلم ويشعل لهم نارا يستدفئون فيها من شدة البرد لانهم كانوا في ليلة شاتية كما ذكر ذلك المفسرون وقرأ قوله بشهاب قبس قرأ عاصم حمزة والكسائي بشهاب قبس بالتنوين في كلتيهما بشهاب قبس وبناء على هذا يكون القبس صفة للشهاب يكون صفة للشهاب وقرأ الباقون بشهاب قبس باضافة شهاب الى القبس فيكون مضافا ومعنى الاية يكون شعلة نار قبس نعم بشهاب قبس اي بشعلة نار على القول الاول اي بقبس بشهاب مقتبس يكون معنا بشهاب مقتبس بشهاب قبس اي بشهاب مقتبس يقتبس شهابا يقال اقتبس النار يعني اذا اخذ شيئا منها بشهاب قبس لعلكم تصطلون تصطلون بها من البرد وتستدفئون فيها من البرد وهذا كما قال المفسرون دليل على ان ذلك الوقت كان شتاء كان في وقت الشتاء قال ابن كثير رحمه الله في هذه الايات يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم مذكرا له ما كان من امر موسى كيف اصطفاه الله وكلمه وناجاه واعطاه من الايات العظيمة الباهرة والادلة القاهرة وابتعثه الى فرعون وملأه فجحدوا بها وكفروا واستكبروا عن اتباعه والانقياد له فقال تعالى اذ قال موسى لاهله ايذكر حين سار موسى باهله فاظل الطريق وذلك في ليل وظلام فانس من جانب الطور نارا وهذا دليل انه كان ذلك عند جبل الطور وكان في الجانب الايمن من الطور كما قال تعالى وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا قال ابن كثير فانس من جانب الطور نارا اي رأى نارا تتأجج وتظطرم فقال لاهله اني انست نارا ساتيكم منها بخبر اي عن الطريق او اتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون اي تتدفئون بها او تتدفئون به وكان كما قال فانه رجع منها بخبر عظيم واقتبس منها نورا عظيما ولهذا قال تعالى فلما جاءها نودي ام بورك في النار ومن حولها اي فلما اتاها رأى منظرا هائلا عظيما حيث انتهى اليها والنار تضطرب في شجرة خضراء لا تزداد النار الا توقدا ولا تزداد الشجرة الا خضرة ونضرة ثم رفع رأسه فاذا نورها متصل بعنان السماء قال ابن عباس ولم وغيره ولم تكن نارا انما كانت انما كانت نورا يتوهج وفي رواية عن ابن عباس نور رب العالمين رأى نور رب العالمين فوقف موسى متعجبا مما رأى هنودي يا انبورك من في النار قال ابن عباس اي قدس بورك اي قدس ومن حولها من الملائكة قاله ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة يعني قوله هنا بورك اي قدس من في النار ولهذا اختلفت عبارات السلف من الذي في النار والنار والنور شيء واحد لان النار لها نور والنور مصدره النار التي تحرق ولهذا اختلفت عبارات المفسرين من الذي في النار فذكر ابن جرير وغيره انه الله جل وعلا ومعنى في النار يعني في النور وهذا يدل له الحديث الذي رواه مسلم عن ابي موسى قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال ان الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور وفي رواية هيابه النار لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه سبحانه وتعالى اذا هو الله على هذا القول والمراد بوري كمان في النار يعني بورك من في النور من يحجبه النور من هو في نور لان نور وجهي يحجبه لا يراه احد سبحانه وتعالى ولهذا لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم الى السماء وسأله ابو ذر هل رأيت ربك قال رأيت نورا رأيت نورا ما استطاع ان يرى وجه ربه والا لا شك انه دنى فقرب من ربه لكن رأى نور وجه ربه فيكون معنا بورك من في النار النار والنور كما ذكرنا العلاقة بينهما فيكون المعنى قد قدس من هو في النور وفي الحجاب يحتجب عن خلقه بالنور سبحانه وتعالى وقال بعض المفسرين وهنا ايضا استدل ابن كثير اورد رواية لهذا الحديث عند ابن ابي حاتم قال وقال ابن ابي حاتم حدثني يونس ابن حبيب حدثنا ابو داوود هو الطيارسي حدثنا شعبة والمسعودي عن عمرو ابن مرة سمع ابا عبيدة يحدث عن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل الليل زاد المسعودي وحجابه النور او النار لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه كل شيء كل شيء ادركه بصره ثم قرأ ابو عبيدة امبوري كمن في النار ومن حولها واصل هذا الحديث مخرج في الصحيحين وهي الرواية التي اشرنا اليها انفا ان بورك من في النار ومن حولها وقال بعض المفسرين ان الذي في النار المراد به النور وقدس هذا النور لانه من نور الله جل وعلا ومن حولها اي من الملائكة الذين حولها وكذلك موسى لان موسى قد دنى من من النار ذهب اليها ودنى منها وقدس وبورك من في النار ومن حولها وهذا يعني اشعار له بانه سيكون له شأن وهو يعني البشارة بالنبوة امبوري كمان في النار ومن حولها. وقال بعضهم ان الذي في النار هم الملائكة فهذا النار او النور الذي جعله الله عز وجل في هذه الشجرة علامة لموسى كانت فيه الملائكة بداخله وحوله فقال ام بورك في النار ومن حولها يعني قدس وطهر من بداخل النار او النور وهم الملائكة وكذلك من كان حولها ورجح هذا القول ابن الامير الشنقيطي بان المراد بهم الملائكة والوارد عن السلف اه انه اما انه يعود على الله ولكن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهو جل وعلا في النور وحجابه النور والنور الذي يحجبه محرق فهو نار ولهذا قال في الحديث الذي مر معنا في صحيح مسلم لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه ثم قال وسبحان الله رب العالمين قال ابن كثير اي الذي يفعل ما يشاء ولا يشبه شيئا من مخلوقاته ولا يحيط به شيء من مصنوعاته وهو العلي العظيم المباين لجميع المخلوقات ولا تكتنفه الارض والسماوات بل هو الاحد الصمد المنزه عن مماثلة المحدثات والتسبيح والتنزيه والتبرئة عن كل نقص وعيب وهذا دليل على عظم شأنه سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد