بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اه فلا يزال الحديث عن الايات التي تتحدث عما اعطاه الله جل وعلا لنبيه سليمان من تسخير آآ الجن والانس والدواب له قال جل وعلا وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون اي جمع لسليمان جنوده من الجن والانس قال ابن كثير اي وجمع لسليمان جنوده من الجن والانس والطير يعني ركب فيهم في ابهة وعظمة كبيرة بالانس وكانوا هم الذين يلونه والجن وهم وهم بعدهم في المنزلة والطير ومنزلتها فوق رأسه فاذا كان حر اضلته منه باجنحتها اذا حشر جمع لسليمان جنوده من الجن والانس والطير. وهذا دليل ان الله قد سخر له الجن كذلك وسخر له ايضا الطير. قال هم يوزعون اي يدبرون ويرد اولهم على اخرهم وينظمون غاية التنظيم في سيرهم ونزولهم وحلهم وترحالهم قد استعد لذلك واعد له عدته وقال ابن كثير اي وهم يوزعون ان يكفوا اولهم يكف اولهم على اخرهم لان لا يتقدم احد عن منزلته التي هي مرتبة له قال مجاهد جعل على كل صنف وزعه يردون اولاها على اخراها لئلا يتقدموا في المسير كما يفعل الملوك اليوم قال حتى اذا اتوا على وادي النمل يعني سار سليمان لما جمع له جنوده من الانس والجن والطير وكان عليهم عرفاء يردونهم وينظمون سيرهم مرة في في اثناء سيره على وادي النمل ووادي النمل المراد به الوادي الذي فيه النمل او الذي يكثر فيه النمل قال قتادة وادي النمل بارض الشام يعني واد بارض الشام يقال له وادي النمل وقال كعب هو واد بالطائف قال والله اعلم اي مكان انما هو واد يكثر فيه النمل قال حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم قالت نملة من هذا النمل يقال انها كانت حارسة تحرس النمل وقد ذكر المفسرون بعض اوصافها وانها كانت عرجاء وانها وانها لا داعي الى هذا. المهم انها نملة من النمل لما مروا قالت يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم نصحت لبني جنسها وامرتهن بالدخول في مساكنها وهي جحورها حتى تنجو من تكسير سليمان وجنوده لها ولهذا قالت ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده اي لا يكسرنكم ولا يقتلنكم هو ومن معه من الجنود من الانس والجن وهم لا يشعرون بذلك يعني لا يحسون بذلك لا يريدون تحطيمكم وقتلكم لكنهم يسيرون فقد يطأون عليكم ويكسرونكم ويقتلونكم وهم لا يشعرون بذلك طبعا وهذا لضعف جسم النملة وصغرها ولايظا كبر اجسام بني ادم ودوابهم وابلهم وما شابه ذلك فان الانسان قد يطأ النملة وهو ولا يشعر بذلك قال جل وعلا وهم لا يشعرون. قال ابن كثير خافت النملة على النمل اي تحطمها الخيول بحوافرها فامرتهم بالدخول الى مساكنها ففهم ذلك سليمان عليه السلام فتبسم ضاحكا من قولها فتبسم ضاحكا من قولها والتبسم هو يعني الضحك اليسير ليس الضحك الذي فيه قهقهة لكنه يبتسم بحيث تبدو اسنانه وهكذا هو ضحك الانبياء كما روى الامام احمد الترمذي والحاكم بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يضحك الا تبسما فتبسم ضاحكا من قولها لانه سمعه وعقله علمه الله منطق الطير كما مر معنا وعلمنا علمنا منطق الطير يعني فهم فكان يدري ما يقول الطير ويدري ما يقول النمل. وهذه الدواب. ولهذا فهم قولها وعقله وسمعه انها كانت تنصح بني جنسها بالدخول لئلا يتعرضون لتحطيم جيش سليمان وجنوده وهم لا يشعرون عند ذلك يعني عند او مع تبسمه قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي اوزعني يعني الهمني ووفقني وحرضني على شكر نعمتك التي انعمت علي من تعليم منطق الطير والحيوان حتى انه فهم عن النملة ما تقول وما تنطق به وعلى والدي يعني وما انعمت به على والدي بالاسلام والايمان لك وهذا هو الواجب ان يشكر الانسان النعمة اذا كان في نعمة ان يشكر الله جل وعلا عليها وذلك مدعاة لي ثبوت النعم وزيادتها لانه بالشكر تدوم النعم وان اعمل صالحا ترضاه ايوفقني لان اعمل عملا صالحا ترضاه وهذا دليل دليل على شرطي قبول العمل وهو ان يكون خالصا لله ولهذا الله لا يرضى الا عما كان خالصا. ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه وصالحا ايضا متبعا فيه او قد شرعه الله له لان شرط قبول العمل الاخلاص والمتابعة وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين سأل الله ان يوفقه لعمل صالح خالص يرضاه الله جل وعلا وسأل ربه ايضا ان يدخله برحمته ومنها الجنة وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين. يعني في جملة عبادك الصالحين وهذا دليل على اهمية آآ الصالحين وان الانسان يدعو بهذا الدعاء حتى يكون منهم لان الصالحين من اصلح الله اعمالهم واعظم لهم المثوبة في الجنة آآ قال ابن كثير وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين اي اذا توفيتني فالحقني بالصالحين من عبادك والرفيق الاعلى من اوليائك وقال الطبري وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين الذين اخترتهم لرسالتك وانتخبتهم لوحيك يقول ادخلني من الجنة مداخلهم ثم اورد ابن كثير آآ هنا حديثين اه اولهما ما رواه ابن ابي حاتم والطبراني الحاكم واحمد بسند قال عنه الالباني بانه ضعيف آآ عن ابي الصديق الناجي او عن ابي الصديق الناجي قال خرج سليمان عليه السلام يستسقي فاذا هو بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها الى السماء وهي تقول اللهم انا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن سقياك والا تسقنا تهلكنا فقال سليمان عليه السلام ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم ثم قال ابن كثير وقد ثبت في صحيح مسلم اه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قرصت نبيا من الانبياء نملة فامر بقرية النمل فاحرقت فاوحى الله اليه افي انقرصتك نملة اهلكت امة من الامم تسبح فهلا نملة واحدة. والحديث في الصحيح والمراد هلأ يعني احرقت النملة او قتلت النملة التي قرصتك ما ذنب بقية النمل وهي امة تسبح لله جل وعلا. ولهذا قال العلماء ان النمل ينهى عن قتلها. منهي عن قتلها لا تقتل وكما اه ايضا جاء في الحديث الذي رواه الامام احمد وابو داوود وابن ماجة بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل اربع من النملة والنحلة والهدهد والسرد واسناده صحيح كما قال ابن كثير. قال وتفقد الطير فقال ما لي لا ارى الهدهد تفقد اي سليمان والتفقد هو تطلب ما غاب عنك ومعرفة احواله فتفقد الطير من جملة ما تفقده وسبب ذلك كما ذكر العلماء ان الهدهد كان قد اعطاه الله خاصية معرفة الماء فكان سليمان اذا نزل مكانا يأمر الهدهد يبحث عن الماء لأنه لأن هكذا قال ابن عباس وغيره قالوا كان يرى الماء من تحت الارض كما نراها نحن كما نرى الماء فوق الارض فكان اذا نزل سليمان مكانا آآ امر الهدهد فاخبره بمكان الماء المكان الذي فيه الماء ثم امر سليمان الجن فحفروا ذلك حتى يصلون الى الماء قال ابن كثير وقال قال مجاهد وسعيد ابن جبير وغيرهما عن ابن عباس وغيره كان الهدهد مهندسا يدل سليمان عليه السلام على الماء اذا كان بارض فلاة طلبه فنظر له الماء في تخوم الارض كما يرى الانسان الشيء الظاهر على وجه الارض ويعرف كم مساحة بعده ويعرف كم مساحة بعده من وجه الارض فاذا دلهم عليه امر سليمان عليه السلام الجان فحفروا له ذلك المكان حتى يستنبطوا الماء من قراره فنزل سليمان بفلات من الارض فتفقد الطير ليرى الهدهد فلم يره فقال ما لي لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين ثم ساق عن ابن عباس نحو ذلك قال حدث عبد الله ابن عباس يوما بنحو هذا يعني ان الهدهد يعرف الماء تحت الارض قال وفي القوم رجل من الخوارج حدث ابن عباس وعنده رجل من الخوارج يقال له نافع ابن الازرق وهذا معروف كان من تلامذة ابن عباس ثم انقلب عليه وصار من الخوارج وكان كثيرا ما يعارض ابن عباس ويورد عليه اه بعظ العبارات او بعظ الالفاظ لانه كان يعتب على ابن عباس انه يفسر القرآن ويقول هذا يفسر القرآن برأيه فقال نافع بن ازرق قال وكان كثير الاعتراض على ابن عباس فقال له قف قف يا ابن عباس اه غلبت اليوم فقال ابن عباس ولم قال انك تخبر عن الهدهد انه يرى الماء في تخوم الارض يعني في اسفل الارظ وفي باطن الارظ وان الصبي ليضع له الحبة في الفخ ويحثوا على الفخ ترابا فيجيء الهدهد فيأخذها فيقع في الفخ فيصيده الصبي يعني يقول ان تقول انه يعلم ما في تخوم الارض انا اريد ان ابين انك مخطئ وهذا غير صحيح وان تفسر القرآن من قبل نفسك فهذا الهدهد الذي تقول انه يعلم ما بباطن الارض توضع له حبة في فخ وهو الة توضع حتى يقع فيها الصيد فتمسكه حتى يأتي الانسان فيأخذها فقال له ابن عباس لولا ان يذهب لولا ان يذهب هذا فتقول رددت على ابن عباس لما اجبتك ثم قال له ويحك انه اذا نزل القدر عمي البصر وذهب الحذر فقال له نافع والله لا اجادلك في شيء من القرآن ابدا يعني هو يقول ان تقول انه يعلم تخوم الارض وها هو يصيده الصبي عن طريق الفخ ونحوه فقال ويحك اذا نزل القدر عمي البصر يعمي البصر فيقع ويصيب الانسان القدر فما تقوله لا ينافي ما اقوله من انه يعلم ما في تخوم الارض قال وتفقد الطير. ايظا اخذ العلما من ذلك ان ولي الامر يتفقد احوال الرعية يعرف حالهم ويسأل عنهم ويعرف ما هم فيه وتفقد الطير فقال ما لي لا ارى الهدهد ما لي لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين ام هنا هي المنقطعة وهي الاظراب الانتقالي حيث انتقل من استفهام الى استفهام اخر والتقدير بل اكان من الغائبين وقال المفسرون في معنى الاية معناه ما لي لا ارى الهدد هل عدم رؤيتي اياه لقلة فطنتي به لكونه خفيا بين هذه الامم الكثيرة ام على بابها بان كان غائبا من غير اذني ولا امري ما لي رأى لا ارى الهدهد والهدهد طائر معروف طائر معروف اه له قبعة على رأسه جسمه ملون منقط مزركش به سواد وبياض وحمرة اه لاعذبنه عذابا شديدا او لاذبحنه اولياء او ليأتيني بسلطان مبين توعده سليمان لانه ذهب بغير اذنه ولا امره ولا حضر مع الجنود وهذا ليظهر هيبة الملك يعني تلزم هذه الدواب وهذه البهائم ما سخرها الله له مع سليمان لاعذبنه عذابا شديدا قال ابن عباس اي نتف ريشه لاعذبنه عذابا شديدا يعني اقوم بنتف ريشه وقال عبد الله ابن شداد هو نتف ريشه وتشميسه ينتف ريشه ويشمسه يلقيه في الشمس وقيل هو نتف ريشي وتركه ملقى يأكله الذر والنمل فهذا هو العذاب الشديد وفيه ان العذاب على قدر الذنب لا على قدر الجسم والحجم لان الهدود طائر صغير او لاذبحنه يعني لاقتلنه اما ان اعذبنه عذابا شديدا او اقتلنه يعني بحسب ما يظهر عنده من سبب تخلفه او ليأتيني بسلطان مبين او ليأتيني بسلطان اي حجة واضحة بينة يكون فيها عذره عن تأخره آآ قال ابن كثير رحمه الله قال سفيان بن عيينة وعبد الله بن شداد لما قدم الهدهد قال له الطير ما خلفك فقد نذر سليمان دمك فقال هل استثناء قالوا نعم قال لاعذبنه عذابا شديدا او ليذبحنه او ليأتيني بسلطان مبين. فقال نجوت اذا وقال مجاهد انما دفع عنه ببره بامه يعني ان الهدهد كان بارا بامه. والله اعلم هذه الامور لا تعلم الا بالدليل بنص من المعصوم صلى الله عليه وسلم ولا نصفي ذلك قال فمكث غير بعيد فقال احط بما لم تحط به مكث بقي فاختلف العلماء في قوله فمكث غير بعيد هل الظمير يعود على سليمان عليه السلام او يعود على الهدهد. فمن المفسرين من قال فمكث سليمان غير بعيد يعني وقتا يسيرا الا وجعه الهدهد وقال بعض المفسرين فمكث الهدهد غير بعيد يعني وقتا غير طويل وقيل من ساعته يعني من من تفقد سليمان له ومقولة سليمان مكث قليلا وبقي وقتا قليلا ثم جاء الى سليمان وهذا هو الاظهر والله اعلم لماذا لان السياق كله في الهدهد كما يدل عليه ما بعد قوله فمكث. لانه قال فمكث غير بعيد فقال احط بما لم تحط به وهذا لا شك انه من قول الهدهد من قول الهدهدي لسليمان فمكث غير بعيد فقال احط بما لم تحط به والاحاطة بالشيء هي العلم به من جميع جهاته والمعنى احط بعلم ما لم تحط به قاله ابن عباس وقال قتادة بلغت ما لم تبلغ انت وجنودك فقال احط بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين وهذا ايضا استنبط منه العلماء ان العلم يقوي صاحبه فهذا الطائر الظعيف لما كان عنده حجة وبرهان وعنده علم وقف امام سليمان وقفة الرجل الجريء الذي لا يخاف فقال له احط بما لم تحط به مع انه كان قد تهدده بالقتل العلم يقوي القلب ويقوي الحجة احطوا بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين سبأ كما قال ابن كثير قال هم حمير هم حمير وهم ملوك اليمن وقال الحسن البصري نحو ذلك فسبأ هم ملوك حمير وهم في مأرب على ما يقوله اكثر اهل التأريخ انهم كانوا في مأرب وهم على كل حال من ملوك حمير وكانوا يملكون وكان لهم ملك اليمن وقرأ ابن كثير وابو عمرو سبأ وجئتك من سبأ بفتح الهمزة من غير تنوين ممنوع من الصرف فيكون اسم ارض او مدينة وقرأ الباقون بالتنوين والخفض من سبأ فيكون مصروف وهذا يكون اسما لبلد بعينه اسم لبلد معين وليس اسم جنس وجئتك من سبأ بنبأ يقين بنبأ يقين يعني بخبر متيقن متأكد مؤكد ليس ظنون اني وجدت امرأة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم اني وجدت امرأة تملكهم قال الحسن البصري هي بلقيس بنت شراهيل ملكة سبأ وقال قتادة كانت امها جنية وكان مؤخر قدميها مثل حافر الدابة من بيت مملكة وقال زهير بن محمد هي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن ريان وامها فارعة الجنية وقال ابن جرير بل وقال ابن جريج بلقيس بنت في شرخ وامها بلتقة والله اعلم الله اعلم هذا من اخبار بني اسرائيل التي يجوز حكايتها من غير الجزم بصحتها واوتيت من كل شيء يعني اوتيت من كل شيء اي من متاع الدنيا ما يحتاج اليه الملك المتمكن هذا من العامة المخصوص ليس كل شيء فهي ما اوتيت ملك سليمان وما اوتيت النبوة لكن المراد اوتيت من كل شيء من متاع الدنيا مما يحتاج مما يحتاج اليه الملك المتمكن من العتاد والالة والجنود والحصون والقلاع ونحو ذلك ولهذا قال مجاهد عن ابن عباس كان مع صاحبة سليمان الف قيل تحت كل فيل مائة الف وقيل الف الف قيل وقال مجاهد كان تحت يد ملكة سبأ اثنى عشر الف قيل تحت كل قيل مئة الف مقاتل يعني كثرة الجنون لانه قال واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ولها عرش عظيم اي لها سرير عظيم تجلس عليه مزخرف بالذهب وانواع الجواهر واللآلئ وذكر بعض المفسرين طوله وعرضه ونحو ذلك ولا دليل على ذلك ومثله لا يقال بالرأي لابد من دليل صحيح قال ابن كثير قال علماء وقال محمد بن اسحاق كان من ذهب يعني العرش بريرها كان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ وكان انما يخدمها النساء ولها ست مئة امرأة تليها للخدمة وقال علماء التاريخ وكان هذا السرير في قصر عظيم مشيد رفيع البناء محكم كان فيه ثلاثمئة وستون طاقة من شرقه ومثلها من غربه قد وضع بناؤه على ان تدخل الشمس كل يوم من طاقة وتغرب من مقابلتها فيسجدون لها صباحا ومساء يعني يسجدون للشمس ولهذا قال وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن سبيل اي عن طريق الحق فهم لا يهتدون قال جل وعلا وجدتها وقومها. يخبر عن قول الهدهد وجدت هذه المرأة وهي بلقيس وقومها يسجدون للشمس يعني يعبدون الشمس فيسجدون لها من دون الله وهذا دليل الفطرة المخلوقات كلها مفطورة على التوحيد وعلى افراد الله جل وعلا بالعبادة وزين لهم الشيطان اعمالهم اي حسن لهم الشيطان لانهم اطاعوه اعمالهم ويرون ان سجودهم للشمس هذا عمل حسن وهو عمل خبيث قبيح اخطر الذنوب اعظمها لانه كفر بالله جل وعلا. فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون صدهم اي منعهم عن السبيل المستقيم والصراط المستقيم وهو افراد الله جل وعلا بالعبادة وهو عبادة الله وحده لا شريك له فهم لا الى الحق ولا يتبعونه بسبب صد الشيطان لهم وتحسينهم الباطل وطاعتهم له في ذلك ثم قال الا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات الا تحضيضية بمعنى هلا يسجدون لله تكون يكون سجودهم وعبادتهم لله وحده لا شريك له الذي يخرج الخبأ في السماوات كما قال ابن عباس يعني يعلم كل خبيئة في السماء والارض وكذا قال مجاهد وعكرمة وغيره وقال اه سعيد بن المسيب الخبء هو الماء وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم خبء السماوات والارض ما جعل فيها من الارزاق المطر من السماء والنبات من الارض قال وهذا مناسب من كلام الهدهد الذي جعل الله فيه هذه فيه من الخاصية ما ذكره ابن عباس وغيره من انه يرى الماء يجري في تخوم الارض و دواخلها والاولى ان يقال بالعموم يقال الخبء هو المخبوء فيهما الخبء في السماوات والارض يعني المخبوء فيهما كائنا ما كان فالخبؤ مصدر اريد به اسم المفعول وما وهو يشمل كل ما قيل او ما ذكره العلماء من الاقوال فكلها حق الذي يخرج الخبأ في السماوات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون جل وعلا لكمال علمه يعلم ما تخفون ايها العباد وتبطنونه وتسرونه وما تعلنونه وتظهرونه الله لا اله الا هو رب العرش العظيم قال ابن كثير اي هو المدعو هو المدعو الله وهو الذي لا اله الا هو رب العرش العظيم الذي ليس بالمخلوقات اعظم منه الله لا اله الا هو لان الاله بمعنى المألوه المعبود لا معبود حق الا الله وهو رب العرش العظيم جل وعلا الذي هو اعظم المخلوقات واورد ابن كثير هنا الحديث الصحيح الذي اشرنا اليه انفا الذي رواه الامام احمد وابو داوود وابن ماجة من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى نهى عن قتل اربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد. هذا محل الشاهد والسرد وسنده صحيح ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد