بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد آآ فلا يزال السياق في قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد اه توعده له بسبب غيابه وعدم حضوره وادلاء الهدهد بحجته وانه آآ وجد آآ سبق يعبدون الشمس من دون الله فقال له سليمان عند ذلك سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين سننظر بهذا الخبر وهذا العذر الذي قلته وانه هو الذي منعك من الحضور ننظر هل هو صدق وصدقت فيه فيكون عذرا لك ولا ننزل فيك العقوبة التي توعدناك بها ام انك كاذب في ذلك وسننزل بك ما توعدناك به من العقوبة ثم قال له ليختبر صدقه اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تولى عنهم فانظر ماذا يرجعون اذهب بكتابي يعني كتب له كتابا كما سيأتي قريبا وامره ان يذهب الى ملكة سبأ قال ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن قيل سليمان عليه السلام للهدهد حين اخبره عن اهل سبأ وملكتهم قال سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين؟ اصدقت في اخبارك هذا ام كنت من الكاذبين في مقالتك فتتخلص من الوعيد الذي اوعدتك اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تولى عنهم فانظر ماذا يرجعون وذلك ان سليمان عليه السلام كتب كتابا الى بلقيس وقومها واعطاه لذلك الهدهد فحمله قيل في جناحه كما هي عادة الطير وقيل بمنقاره وذهب الى بلادهم فجاء الى قصر بلقيس الى الخلوة التي كانت تختلي فيها بنفسها فالقاه اليها من قوة هنالك بين يديها والقوة شق في الجدار نافذة صغيرة قال فالقاه اليها من كوة هنالك بين يديها ثم تولى ناحية ادبا ورياسة فتحيرت مما رأت وحالها ذلك ثم عمدت الى الكتاب فاخذته ففتحت ختمه ففتحت ختمه وقرأته فاذا فيه انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلوا علي واتوني مسلمين فجمعت عند ذلك امراءها ووزرائها وكبراء دولتها ومملكتها ثم قالت لهم ايها الملأ اني القي الي كتاب كريم تعني بكرمه ما رأته من عجيب امره كون طائر اتى به فالقاه اليها ثم تولى عنها ادبا وهذا امر لا يقدر عليه احد من الملوك ولا سبيل لهم الى ذلك نعم اه فسليمان امره بان يأخذ الكتاب وان يلقيه الى ملكتهم ثم يتولى يعني يذهب غير بعيد بحيث يرى ويسمع ما هي ردة فعلهم على هذا الخطاب ثم تولى عنهم ثم تولى عنهم فانظر ماذا يرجعون ماذا يرجعون من الجواب على هذه على هذا الكتاب الذي ارسلته اليهم فقالت يا ايها الملأ اني القي الي كتاب كريم والملأ هم اشراف القوم وعليتهم هو الذي وهم الذين كانت يعني تشاورهم في الامور انه القي الي كتاب كريم لان اوله بسم الله الرحمن الرحيم وهو في غاية الايجاز انه من سليمان وهذا كما فعل نبينا صلى الله عليه واله وسلم لما ارسل الى هرقل عظيم الروم قال من محمد بن عبدالله رسول الله الى هرقل عظيم الروم فكتب سليمان من سليمان ابن داود نبي الله الى بلقيس انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم هذه بدايته فقال بعض المفسرين ان اول من قال بسم الله الرحمن الرحيم او كتب هو سليمان عليه السلام وانه بسم الله الرحمن الرحيم. وهكذا يشرع ان يبدأ الانسان بالبسملة ولهذا ذكر بعض المحققين ان الرسائل تبدأ بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم قالوا تأسيا لما في هذه الاية وبما في البخاري من الخطاب الذي ارسله النبي صلى الله عليه وسلم الى هرقل وكان اوله بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى هرقل عظيم الروم هو في البخاري وغيره فيبدأ بالبسملة في الكتب خاصة واما الخطب والمحاضرات والكلمات فانه يبدأ بالحمد والثناء وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه اذا خطب الناس يبدأ بالحمد والثناء على الله جل وعلا واما الرسائل فتبدأ بالبسملة وهذا فيه تبرك وتيمن بهذا الاسم الكريم ولهذا يشرع التسمية عند اول كل امر الذي جاء في الاثر كل امر لا يبدأ فيه بسم الله فهو ابتر قال الا تعلوا علي واتوني مسلمين يقول سليمان لهم ان لا تعلوا علي لا تتكبروا ولا تتعاظموا ولا تتجبروا علي واتوني مسلمين اي مذعنين لله بالوحدانية والطاعة كما قال الطبري مذعنين لله بالوحدانية والطاعة يعني وذكر بعض المفسرين قولا اخر مسلمين يعني مستسلمين لامري ذالين لامري لانها لم تسلم الا بعد ذلك بعد ما وصلت الى سليمان ولكن لا يمنع ان سليمان امرهم بذلك لانه نبي ودعاهم الى الايمان والاسلام بالله جل وعلا قال السمعاني قال اهل العلم وهذا الكتاب اوجز ما يكون اوجز ما يكون من الكتب فانه جمع العنوان والكتاب والمقصود في سطرين وكتب الانبياء في غاية الايجاز قال جل وعلا قالت يا ايها الملأ افتوني في امري ما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون قالت بلقيس ملكة سبأ لملأها واشراف قومها واعيانهم الذين كانوا في مجلسها وكانت تستشيرهم في الامور الجليلة افتوني في امري اي اجيبوا امري وهذا دليل ان من تكلم بامر برأيه فانه مفتي ولهذا يحذر الانسان ان يتكلم في مسائل العلم بغيرها الا بعلم لانه مفتي تفتي بذلك قالت افتوني في امري يعني في هذا الامر الذي وقع وهذه النازلة ما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون ما كنت قاطعة قاطعة يعني قاضية ما كنت قاضية امرا ولا مبرمة امرا حتى تشهدوني حتى تحظروا عندي تعينوني برأيكم وهذا به دليل على مشروعية اه المشاورة لان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه ولهذا جاء النص على المشاورة في القرآن كما قال جل وعلا وشاورهم في الامر وقال جل وعلا عن المؤمنين وامرهم شورى بينهم فكذلك جاء في شرعنا ما يدل عليه ويؤكده وما لم يرد في شرعنا وما ورد شرعنا بخلافه فلا يؤخذ به فانها هنا كانت هي ملكتهم ورئيستهم وفي شرعنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يفلح قوم ولوا امرهم امرأة اخذ اهل العلم من ذلك ان المرأة لا تكون رئيسة ولا كبيرة ولا مسؤولة عن عموم الناس ثم وهذا ايضا يدل على تصني نظرها وعقلها حيث انها استشارت ولم تستعجل بالاخذ في الامر قالت او قال جنودها او الملأ من قومها قالوا نحن اولوا قوة واولوا بأس شديد والامر اليك فانظري ماذا تأمرين نحن اولو قوة اي عندنا قوة وعدد وعدة للحرب وذو بأس شديد اي اصحاب شدة في الحرب عندهم شدة وميراس في الحرب حينما يلتقون مع عدوهم فهم اشداء في الحرب اقوياء وايضا عندهم قوة وعدد وعتاد واستعداد للحرب نحن اولو قوة واولي بأس شديد والامر اليك فانظري ماذا تأمرين ومع ذلك الامر موكول الى نظرك ورأيك فانظري ماذا تأمرين؟ تأملي ماذا تأمرين؟ ونحن طوع ونحن طوع امرك نحن اهل قوة واهل بأس ومع ذلك لا نقول افعلي هذا لكن نخبرك عن قوتنا وشدتنا والامر راجع الى ما ترينه وتأمرين به وهذا من الادب في مخاطبة الكبار وعدم فرض الرأي لان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها كانت على مستوى من العقل تأمل فنظرت في الامر وقالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها اي خربوا ما فيها واتلفوا اموالها وفرقوا شمل اهلها فافسدوا البلد كله وهذا دليل على وجوب النظر الى العواقب وعدم الاقدام الا بعد النظر في الامور والنظر في المصلحة ولهذا لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم الجهاد في اول الاسلام حتى قويت شوكتهم وصار لهم دولة وراية وكثر عددهم لان المراد من الحرب هو اعلاء كلمة الله وينظر الانسان بالاسباب المعينة على ذلك واذا رأى انه لا يستطيع او ان ظاهر الامر ان العاقبة ليست بصالحه فلا يقدم. ولهذا قالت يعني ذكرت بعض مفاسد الحرب وهذا والله اعلم شعور منها بقوة سليمان شعرت بقوته خشية انه اذا جاء يفسد البلاد ويجعل اعزة اهلها اذلة يجعلنا الملكة ومن حولها الاعزة هم الكبار اصحاب الشأن يجعلون اعزتها اذلة يهينونهم وينزلون بهم الهوان والذلة لانهم هم المعاندون هم الرؤوس هم المسؤولون وكذلك يفعلون تنازع المفسرون في قوله وكذلك يفعلون هل هو من قول بلقيس ملكة سبأ ام من قول الله عز وجل اكثر المفسرين ومنهم ابن كثير على انه من قول الله جل وعلا هل هو من قول بلقيس او قول الله عز وجل اكثر المفسرين على انه من قول الله يؤيد كلامه قال وكذلك يفعلون. نعم مثل ما قلتي يفعلون اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوها عزة اهلها اذلة وقيل انه من قول بلقيس فيكون تأكيدا وتكرارا لما سبق والاصل في الكلام حمله على التأسيس لا على التأكيد وهو افادة معنى جديدة فهذا من قول الله جل وعلا تأكيدا لقولها وكذلك يفعلون واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون وهذا ايضا من حسن نظرها وتدبيرها ارادت ان تجرب معه الهدية حتى يتبين هل همه وقصده المال فتعطيه من المال ما تجعله يتركها وقومها يتركها وقومها ولهذا قال ابن كثير ثم عدلت الى المهادنة والمصالحة والمسالمة والمخادعة والمصانعة فقالت واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون اي سابعث اليهم بهدية تليق به تبعث اليه بهدية تليق به وانظروا ماذا يكون جوابه بعد ذلك فلعله يقبل ذلك ويكف عنا او يضرب علينا خراجا نحمله اليه في كل عام ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا ومحاربتنا قال قتادة رحمها الله ورضي عنها ما كان اعقلها في اسلامها وفي شركها علمت ان الهدية تقع موقعا من الناس قال ابن عباس وغير واحد قالت لقومها ان قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه وان لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه لا شك ان هذا يدل على رجاحة عقلها ارادت تختبره فارسلت اليه هدية يقال انها ارسلت اليه بهدية عظيمة من ذهب وجواهر ولآلئ وغير ذلك قال بعضهم ارسلت اليه بلبنة من ذهب قال ابن كثير والصحيح انها ارسلت اليه بانية من ذهب قال مجاهد وسعيد ابن جبير وغيرهما وارسلت جواري في زي الغلمان وغلمان في زي الجواري وقالت ان عرف هؤلاء من هؤلاء فهو نبي قالوا فامرهم عليه السلام ان يتوضأوا فجعلت الجارية تفرغ على يدها من اناء وجعل الغلام يغترفوا فميزهم بذلك وقيل جعلت الجارية تغسل باطن زندها قبل ظاهره والغلام العكس وقيل بل جعلت الجواري يغتسلن من اكفهن الى مرافقهن والغلمان من مرافقهم الى اكفهم ولا منافاة بين ذلك كله والله اعلم. هكذا قال ابن كثير قال وذكر بعضهم انها ارسلت اليه بقدح ليملأه ماء رواء لا من السماء ولا من الارض فاجرى الخيل حتى عرقت ثم ملأه من ذلك ملأ هذا الاناء من عرق الخيل ليس من ماء السماء ولا من ماء الارض وبخرزة وسلك فيها وسلك فيجعله فيها ففعل ذلك والله اعلم اكان ذلك ام لا احسن ابن كثير تحقب على هذا الكلام. ولهذا قال واكثره مأخوذ من الاسرائيليات والظاهر ان سليمان عليه السلام لم ينظر الى ما جاءوا به بالكلية ولا اعتنا به بل اعرض عنه وقال منكرا عليهم اتمد اتمدونني بمال قال الحسن البصري في الاية السابقة ان الامر اليك فانظري ماذا تؤمنين تأمرين او قبل السابقة قال فوظوا امرهم الى علجة يضطرب ثدياها فلما قالوا لها ما قالوا كانت هي احزم رأيا منهم واعلم بامر سليمان وانه لا قبل لها بجنوده وجيوشه وما سخر له من الجن والانس والطير وقد شاهدت من قضية الكتاب مع الهدهد امرا عجيبا بديعا فقالت لهم اني اخشى ان نحاربه ونمتنع عليه فيقصدنا بجنوده ويهلكنا بمن معه ويخلص الي واليكم بالهلاك والدمار دون غيرنا ولهذا قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها قال ابن عباس اي اذا دخلوا بلدا عنوة يعني بالقوة اذا دخلوها عنوة وغلبة لا يعني على سبيل المصالحة والاتفاق ثم ذكر ابن عباس ان قوله وكذلك يفعلون من كلام الرب جل وعلا ثم قال سليمان عليه السلام اتمدونني بمال فلما جاء سليمان يعني جاء رسولها بالهدايا محملا بالهدايا والعطايا والذهب وما جاء به قال مباشرة سليمان اتمدونني بمال من الامداد وهو الاعطاء تمدونني وتعطونني مالا وذهبا وهذا على سبيل الاستفهام الانكاري ينكر ذلك فما اتاني الله خير مما اتاكم لان الله اعطاه ملكا لم يعطه احدا من العالمين حينما سأل ربه ان يهب له ملكا لا يعطيه احدا غيره من الناس قد مر معنا شيء مما يدل على ذلك مما سخر له الريح سخر له الجن وسخر له الطير والحيوانات الى غير ذلك فهو في غاية الغنى وكثرة الاموال فلا حاجة له به فلا حاجة له الى هذه الدنيا والى هذه الاموال. ولهذا قال مستنكرا عليهم اتمدونني بمال فما اتاني الله خير مما اتاكم قال ابن كثير وقال منكرا عليهم اتمدونني بمن؟ اي اتصانعوني بمال لاترككم على شرككم وملوككم فما اتاني الله خير مما اتاكم اي الذي اعطاني الله من الملك والمال والجنود خير مما انتم فيه بل انتم بهديتكم تفرحون انتم الذين تنقادون للهدايا والتحف اما انا فلا اقبل منكم الا الاسلام او السيف عن ابن عباس قال اما سليمان الشياطين فموهوا له الف قصر من ذهب وفضة فلما رأت رسلها ذلك قالوا ما يصنع هذا بهديتنا يعني ما دام قصوره مموهة بالذهب فما يصنع في هديتين القليلة التي جئنا بها قال ابن كثير وفي هذا دلالة على جواز تهيؤ الملوك واظهارهم للزينة للرسل والقصاد يعني اذا قصدهم احد وعودا على بدء الهدية محبوبة في النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهدية واثاب عليها وصح عنه الحديث كما في الادب المفرد وسنده حسن كما يقول الالباني انه صلى الله عليه وسلم قال تهادوا تحابوا فالهدية تسبب المحبة وتجلب المحبة وهي تعبير عن صدق المشاعر الى من تهدي له فتقع من الانسان موقعا ومنزلة وان كانت قيمتها قليلة لكنها تدل على يعني شعورك شعوري هذا الرجل اليك ومحبته لك وتجرى على تشرع الهدايا ويجوز قبولها وايضا المجازاة عليها قال جل وعلا ارجع اليهم فلنأتينهم بجلود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون ارجع اليهم اي الى هذا الرسول وقيل ان هذا الرسول كان معه غيره لكن خاطبه لانه هو المسؤول عن الابلاغ وقيل بل المراد به هنا الهدهد والصواب ان المراد بالرسول الذي ارسلته ملكة سبأ بالهدايا الى سليمان قال ارجع اليهم وبهديتهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها قال ابن كثير اي لا طاقة لهم بقتالهم لكثرتهم ولقوتهم ولنخرجنهم منها من بلدهم ومن سبأ بلدي سبق اذلة وهم صاغرون اي مهانون مدحورون فهم فان لم يستجيبوا اتيتهم بجنود لا قبلا لا استطاعة ولا قدرة لهم على قتالها والتغلب عليها ولنخرجنهم من هذا البلد اذلة قد صابهم الذل والهوان وهم صاغرون اي مهانون تخرجهم بالقوة اذلة وايضا مع ذلك مهانون نذلهم ونهينهم وهذا فيه يعني تحذير وتخويف حتى يقع ذلك في قلوبهم لانهم لا قبل لهم بقتال سليمان عليه السلام ولا قتال جنوده وما يترتب على ذا اذا سيغلبونهم ولكن ماذا بعد الغلبة سيخرجونهم اذلة صاغرين مهانين وكل هذه وكل هذا مما يدفعهم على المبادرة الى الاسلام والاستجابة لسليمان قال ابن كثير فلما رجعت اليها رسلها بهديتها وبما قال سليمان سمعت واطاعت هي وقومها واقبلت تسير اليه في جنودها خاضعة ذليلة معظمة لسليمان ناوية متابعته في الاسلام ولما تحقق سليمان عليه السلام قدومهم ووفودهم اليه فرح بذلك وسره وهذا من الخير الذي اراده الله لها ولقومها لانها كان سبب استجابتها ومجيئها كان سبب خير لها لانها دخلت في الاسلام كما سيأتي قالت ربياني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين فدخلت في دين الله ونجت الى الكفر والشرك وعبادة الشمس من دون الله جل وعلا وهذا دليل على ان الله عليم حكيم فيقدر من الاقدار ويصرف من التصاريف ما يؤول ويكون عاقبته حميدة هي كونها تأتي ذليلة صاغرة هذا امر لا يحمد بحقها لانها ملكة لكن كانت عاقبته الى خير فانها اسلمت لله رب العالمين والاسلام والايمان والتوحيد يا عباد الله لا يعدله شيء في هذه الدنيا لو يلقى الانسان ربه وهو افقر الناس معدم لكنه على التوحيد والسنة فهو خير له من ان يلقى الله وعنده مال قارون ماذا نفع ما له قارون ماذا نفعه به بل كان سببا لهلاكه وخشب به فهو يتجلجل تحت الارض ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد