بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا ولقد ارسلنا الى ثمود اخاهم صالحا ان اعبدوا الله فاذا هم فريقان يختصمون في هذه الايات المباركات يذكر الله جل وعلا شيئا من خبر وقصص نبي الله صالح مع قومه تمود بعد ان ذكر قصة سليمان التي مرت معنا في الدرس السابق فيقول جل وعلا ولقد ارسلنا الى ثمود الى ثمود وثمود تطلق على القبيلة التي بعث الله اليهم نبيه صالح كانوا في جهة العلا منطقة تعرف بل تعرف اليوم بمدائن صالح قال جل وعلا اخاهم صالحا الاخ هنا المراد بها اخوة النسب وليست اخوة الدين لان اخوة الدين لا تثبت الا لمن كان مسلما مؤمنا انما المؤمنون اخوة وانما المراد هنا اخوة النسب ولقد ولقد ارسلنا الى ثمود اخاهم صالحا ان اعبدوا الله يعني ارسلناه اليهم بالتوحيد بعبادة الله ارسلناه فقلنا له قل لهم اعبدوا الله اي افردوه بالعبادة وخصوه بالعبادة ووحدوه ولا تصرفوا شيئا من العبادة لغيره جل وعلا فاذا هم فريقان يختصمون يعني بعد ما جاءهم صالح وقام بما امره الله به من دعوتهم الى التوحيد وافراد الله جل وعلا بالعبادة انقسموا الى فريقين الى مؤمنين وكافرين الى قسمين مؤمن وكافر لقوله تعالى قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا مرسل من ربه قالوا ان بما ارسل به مؤمنون قال الذين كفروا قال الذين استكبروا انا بالذي امنتم به كافرون اذا انقسموا الى قسمين وايضا يختصمون يتجادلون بينهم مخاصمة فيجادلهم المؤمنون بالدعوة الى الحق واقامة الدلائل والحجج وعلى رأسهم نبي الله صالح وهم يجادلون بالباطل ورد الحق وقد ذكر الله عز وجل قصص صالح في مواطن اخر من كتابه وبسط القول فيها وقد مر معنا شيء من ذلك قال يا قومي لم تستعجلون بالسيئة قال القائل هو صالح عليه السلام قال يا قومي لم تستعجلون اه الاستعجال هو طلب وقوع الشيء بسرعة قال الطبري لاي شيء تستعجلون عذاب الله قبل الرحمة وقال ابن كثير اي لم تدعون بحضور العذاب ولا تطلبون من الله رحمته وهذا كما اخبر جل وعلا عنهم في اية اخرى قال فعقروا الناقة واتوا عن امر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين. هذا استعجال ائتنا بما تعدنا ان كنت مرسلا حقا قال يا قومي لم تستعجلون بالسيئة والسيئة هي العقوبة وجزاء العمل هو العذاب بسبب فعلهم وكفرهم قبل الحسنة والحسنة قيل هي الايمان قيل هي العافية قبل وقيل الرحمة وكل ذلك حق فلما تطلبون عذاب الله وهي السيئة قبل الحسنة لما لا تتركون طريق الايمان الذي يكون سببا في رحمتكم ونجاتكم واحسان الله جل وعلا اليكم قال جل وعلا لولا تستغفرون الله لولا تحظيظية بمعنى هلا يحثهم ويحظهم ويرشدهم الى الاستغفار يستغفرون الله اي تطلبون منه ان يغفر لكم ذنوبكم والمراد به التوبة يعني تتوبون الى الله وتستغفرونه من كفركم وشرككم وعنادكم لعلكم ترحمون اذا فعلتم ذلك واستغفرتم الله يكون سببا لرحمتكم ونجاتكم من العذاب ويمتعكم متاعا حسنا ولكنهم ابوا ذلك بل قالوا قالوا اطيرنا بك وبمن معك بتطيرنا اي تطيرنا والتطير هو التشاؤم بمرئي او مسموع او معلوم واصله من الطير التطير هو التشاؤم لكن سمي تطيرا لان العرب كان اكثر تشاؤمهم بالطير فاذا رأوا الطير تشاءموا به بطيرانه وذهابه ومجيئه فاذا الفوا طيرا فطار وادبر امامه قالوا هذا بارح يعني امضوا في السفر واذا طار وجاء جهتهم وجاء الى جهتهم اه قالوا لا لا تمضوا في سفركم هذا بارح هذا سارح وهذا كله لا معنى له واذا ذهب يمينا الطائر قالوا امضوا في سفركم واذا ذهب يسارا قالوا لا تذهبوا اذا سمعوا نعيق الغراب؟ قالوا هذا سفر مشؤوم او صوت البوم قالوا هذا سفر مشؤوم او دليل على حصول شر الى غير ذلك فلما كثر تشاؤمهم بالطير سميت طيرة لاجل ذلك وهي من الشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الطيارة شرك الطيارة شرك الطيارة شرك وقال ليس منا من تطير او تطير له وكلها احاديث صحيحة لان التطير فيه نوع من ادعاء علم الغيب فلما يرون صالحا فيتشاءمون به او بقومه او يرون طائرا او غير ذلك فكأنهم يعني جعلوا ذلك من علم الغيب انه يعلم هذا الطائر ان سفرك هذا سيكون سيئا او غير ذلك وهذا من علم الغيب قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون فهذا الطير وهذه الدابة وهذه البهيمة لا يدري ولا يعلم شيء من الغيب ماذا سيحصل لك غدا او بعد غد قالوا اطيرنا بك وبمن معك يعني يتشائمون بصالح ومن معه والمعنى تشاءمنا بك وبمن معك وذلك انهم آآ وكلما اصابتهم مصيبة قالوا هذا من قبل صالح واصحابه قال ابن كثير اي ما رأينا على وجهك ووجوه من اتبعك خيرا وذلك انهم لشقائهم كان لا يصيب احدا منهم سوء الا قالوا هذا من قبل صالح واصحابه. واصحابه. قال مجاهد تشاءموا به وهذا قال ابن كثير وهذا كما قال تعالى اخبارا عن قوم فرعون فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله وقال تعالى وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقول هذه من عندك قل كل من عند الله هذا ايضا تطير قريش وكفار قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم قل كل من عند الله اي بقدر الله وقضائه. وقال جل وعلا مخبر عن اهل القرية اذ جاءها المرسلون قالوا انا تطيرنا بكم فان لم تنتهوا لنرجمنكم ولا يمسنكم منا عذاب اليم قالوا طائركم معكم وقال هؤلاء اذ اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله اي الله يجازيكم على ذلك بل انتم قوم تفتنون آآ والمراد ان الله سبحانه وتعالى امر نبيه اه ان يبين ان طائرهم ومصائبهم وهذا كله من عند الله. وبسبب افعالهم قال الامين الشنقيطي رحمه الله قال بعض اهل العلم اي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشركم عند الله فالشر الذي اصابكم بذنوبكم لا بشؤم صالح ومن امن من قومه بل انتم قوم تفتنون قال قتادة اي تبتلون بالطاعة والمعصية قيل تفتنون اي تمتحنون وقال ابن كثير والظاهر ان المراد بقوله تفتنون اي تستدرجون فيما انتم فيه من الضلال اذا انتم تفتنون بهذا تختبرون وتبتلون اه وتمتحنون ولذلك خسروا الامتحان لانهم تطيروا وتشاءموا ولم يؤمنوا فوقع عليهم العذاب واهلكهم الله جميعا ثم قال سبحانه وتعالى وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون كان في المدينة اي مدينة في تموت مدائن صالح المكان الذي كان فيه صالح وقومه تسعة رهط اي تسعة نفر وهم رؤوس قومهم كانوا هم الرؤوس قال ابن كثير يخبر تعالى عن طغاة ثمود ورؤوسهم الذي كانوا دعاة قومهم الى الضلالة والكفر وتكذيب صالح وال بهم الحال الى انهم عقروا الناقة وهموا بقتل صالح ايضا بان يبيته في اهله ليلا فيقتلوه غيلة ثم يقول لاوليائه من اقربائه انهم ما علموا بشيء من امره وانهم لصادقون فيما اخبروهم به من انهم لم يشاهدوا ذلك فقال تعالى وكان في المدينة اي مدينة ثمود تسعة رهط اي تسعة نفر يفسدون في الارض ولا يصلحون وانما غلب آآ هؤلاء على امر ثمود لانهم كانوا كبراء فيهم وكانوا رؤساءهم قال العوفي عن ابن عباس هؤلاء هم الذين عقروا الناقة اي الذين صدر ذلك عنهم اي اي الذين صدر ذلك عن ارائهم ومشورتهم قبحهم الله ولعنهم وقد فعل ذلك ثم ساق ابن كثير عن عطاء ابن ابي رباح في قوله وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض قال كانوا يقرضون الدراهم كانوا يقرضون الدراهم يعني انهم كانوا يأخذون منها يعني قرض الشيء قرظوا يعني اخذ منه اقتطع وقص منه جزءا فالمراد قال وكأنهم كانوا يتعاملون بهذا عدد كما كانت العرب يتعاملون وقال الامام ما لك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب انه قال قطع الذهب والورق من الفساد بالارض وفي الحديث الذي رواه ابو داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم الا مين بأس يعني هذا شيء من افسادهم وهو انهم كانوا يأتون بالدراهم ويتعاملون بالعدد مثلا يشتري السلعة بعشرة دراهم هم ماذا يصنعون يقطع من هذا الدرهم قطعة وينقصه لان الشراء والبيع بالعدد فيدفع عشرة دراهم بهذه السلعة ولكن هذه الدراهم قد نقص منها شيئا قطعه منها لاجل ان يجعله درهما مستقلا وعلى كل حال هذا شيء من افسادهم. لان الافساد في الارض هو العمل فيها بمعصية الله الافساد في الارض هو العمل فيها بمعصية الله جل وعلا. وهذا يشمل كل ذنب واعظمه الكفر والشرك الذي كان عليه قوم صالح قال وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون هذي حال الكفار والمنافقين يفسدون في الارض لانهم يعملون فيها بالمعاصي ولا يصلحون لا يصلحون الارض بالطاعة لان اصلاح الارض انما هو بالعمل فيها بطاعة الله واتباع شرعه ولهذا المؤمن الذي يعمل الصالحات ويستقيم ويلتزم بدينه هذا في الحقيقة يعمل في الارض بالاصلاح ويسرح الارض بهذا العمل بخلاف الكافر او المنافق فانه يفسد الارض بسبب اعماله الخبيثة القبيحة قال جل وعلا قالوا تقاسموا بالله لنبيتنا. قال هؤلاء التسعة وهم رؤساء القوم تقاسموا اي تحالفوا يقسم كل واحد منكم للاخر قسما ويحلف له حلفا لنبيتنه نتحالف حتى يكون الامر مؤكدا لنبيتنه والتبييت هو العمل في الليل والمراد هنا لنباغتنه بياتا اي ليلا فنقتله ونقتل اهله معه والتبييت يكون في الليل لانه يكون فيه الخفاء لنبيتنه واهله ثم لنقولن لوليه لاولياء صالح وقومه وجماعته ما شهدنا مهلك اهله ما شهدنا ما حضرنا او ما رأينا وانا لصادقون في الحقيقة هم كاذبون لكن يريدون ان يبرروا فعلهم بانهم صادقون وما رأوه وما فعلوا ذلك يعني ما قتلوه ولا بيتوه وقيل ان معنى وانا لصادقون لانهم سيفعلون ذلك ليلا ولا يرون ولا يرون آآ القتل كيف هو وانما يقتلون في ظلمة الليل والحاصل انهم ارادوا الكذب وهذا دليل والله اعلم آآ ان صالح لا كان له قوم وهم اولياؤه ولكن الذي يظهر والله اعلم كما قال الامير الشنقيطي رحمه الله انهم لم يكونوا على دينه وان يعني دفاعهم عن صالح هي حمية ومن اجل النسب فقط ما كانوا معه على دينه لانهم ما كانوا يخافون من المؤمنين ما كانوا يخافون من المؤمنين بل كما مرت الايات انهم قالوا ان بما ارسل قالوا انا قال الذين انا بالذي امنتم به كافرون وسمى المؤمنين قال للذين استضعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا مرسل من ربه فالحاصل انهم كانوا يخافون من قومه لان الله قد يدفع عن الانسان بقومه وان لم يكونوا معه على دينه كما دفع الله عن نبينا صلى الله عليه وسلم بعمه ابي طالب مع انه لم يكن على دينه بل ببني هاشم وبني المطلب ولكن لا ينفع الا اذا كان الامر لله وتقربا لله هذا هو الذي ينفع اذا كان الدفاع عن الدين وعن اولياء الله تقربا لله مع الايمان قال ما شهدنا مهلك اهله هذه فيها عدة قراءات مهلك اهله بفتح الميم ومهلك اهله مهلك اهله وكلها قراءات صحيحة قال ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. اخبر جل وعلا ان هؤلاء الرهب وهم رؤساء القوم مكروا مكرا اه المكر وهو تدبير الامر خفية اذا اراد بصاحبه شرا يمكر به ويدبر الامر به خفية ليوقعه فيما يضره فاخبر الله انهم مكروا ودبروا هذا لانهم يريدون ان يقتلوه ليلا ويبيتونه ليلا ثم يجحدون ذلك ولا يعترفون به حتى لا يتهمهم قوم صالح قال ومكرنا مكرا فيه اثبات المكر لله جل وعلا والمكر والاستهزاء والكيد والخداع هذه انما تثبت لله جل وعلا على سبيل المقابلة والجزاء فلا تثبت لله على سبيل الاطلاق لان دلالة هذه الصفات في اللغة تدل على الكمال اذا كان على سبيل المقابلة والمجازاة وتدل على غير الكمال اذا كانت على سبيل الابتلاء الله جل وعلا يوصف بالمكر ويوصف بالكيد لكن على سبيل التقييد والمجازاة. ولهذا هنا قال ومكروا مكرا ومكرنا مكرا. يعني مكرنا بهم لما مكروا مقابل مكرهم وهذا كمال كما قال جل وعلا انما انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم وقال جل وعلا يخادعون الله والذين امنوا وهو خادعهم فالحاصل ان هذه الصفات تثبت لله جل وعلا على سبيل التقييد على سبيل التقييد والمجازاة حتى تكون كماله لانها اذا كانت على سبيل التقييد والمجازاة فانها تكون كمالا فالاستهزاء بالمستهزئ كمال والمكر بالماكر كمال والكيد للكائد كمال والمخادعة للمخادع كمان قال جل وعلا ومكروا مكروا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون اي لا يحسون بذلك وهم لا يشعرون اي لا يحسون بذلك وهم كانوا يمكرون ولكن ما شعروا وما احسوا وما علموا ان مكرهم هذا سبب سبب لمكر الله بهم واهلاكهم والقضاء عليهم قال جل وعلا فانظر كيف كان عاقبة مكرهم. انا دمرناهم وقومهم اجمعين فانظر يا نبينا او فانظر ايها القاري ايها المعتبر كيف كان عاقبة امرهم يعني الى اي شيء صار ام صار امرهم صار الى ان اخذتهم الصيحة واهلكهم الله اجمعين واخذتهم رجفة رجفة مع صيحة قطعت قلوبهم فهذا عاقبة مكرهم وهذا نهايته قال جل وعلا انا دمرناهم وقومهم اجمعين دمرناهم يعني اهلكناهم من التدمير وهو الاهلاك فقط لهؤلاء التسعة لا لهم ولقومهم اجمعين لان قومهم كانوا على دينهم وعلى ما هم عليه من الشر والفساد لكن هؤلاء كانوا هم الرؤوس هم الذين كانوا يدبرون الامر لكن لما كان قومهم معهم على ما هم عليه دمرهم الله اجمعين ونجى صالحا ومن معه من المؤمنين قال جل وعلا فتلك بيوتهم خاوية فتلك بيوتهم اي هذه بيوتهم خاوية اي خالية من السكان بجميع لهلاك جميع اهلها وهذا واضح الى اليوم ترى بيوتهم في الجبال لا ترى الا تواد الابواب في حمرة الجبل وهي من الداخل بيوت وغرف فبقيت بيوتهم الى يومنا هذا خاوية ما بها احد اهلكهم الله ودمرهم ولم تسكن من بعدهم لانها ديار معذبين قال جل وعلا بما ظلموا اي بسبب ظلمه وكفرهم وقتلهم الناقة التي نهوا عن قتلها وايضا بسبب تبييتهم للشر وما ارادوه من قتل صالح واهله قال جل وعلا ان في ذلك لاية معنى اية يعني عبرة وموعظة لكن لمن لقوم يعلمون يعلمون صدق هذا القرآن ويعلمون عن الله مراده ويعلمون انه لا اله الا هو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا شك ان ذلك به عبرة فقد كانت لهم صولة وجولة ودولة وكانوا وكان لهم نادي فما اغنى عنهم ذلك شيئا لما كفروا دمرهم الله واهلكهم ففي هذا اية عبرة لا تغتر بقوتك ولا بجماعتك ولا بكثرة اصدقائك او اعوانك على الباطل فان الله جل وعلا غالب على امره وانه جل وعلا يمهل ولا يهمل فالانسان يحذر من المعاصي اشد الحذر يحذر منها اشد الحذر فان الله جل وعلا يمهل ولا يهمل فتب الى الله يا عبد الله وارعوي واقلع عن الذنوب ولا تغتر بامهال الله لك فان كل ما هو ات قريب ثم قال جل وعلا ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون وانجينا الذين امنوا وكانوا يتقون وهو صالح ومن معه من المؤمنين فان الله سبحانه وتعالى قد نجاه من العذاب واهلك هؤلاء القوم جميعا ولهذا الانسان اذا امن نجاه الله ولو كان وحده ولو كان العدد قليل ولهذا مؤمن ال فرعون ينجيه الله يأتي مؤمنا وحده وقومه الى النار وبئس الود المورود من الانبياء من يأتي يوم القيامة ليس معه احد لكن ينجيه الله جل وعلا ومنهم من يأتي النبي ومعه الرجل او الرجلان الايمان سبب النجاة لكن لابد من الايمان الذي يشتمل على اركان الايمان الثلاثة وهي التصديق بالقلب والنطق باللسان والعمل والعمل بالجوارح فيعتقد الحق ويقر به بداخله وفي قلبه وينطق به ويتكلم به وايضا تعمل جوارحه بهذا بمقتضيات الايمان فيصلي ويصوم ويزكي ويحج ويعتمر ويفعل الاعمال الصالحة وقول هنا وكانوا يتقون يعني لابد مع الابن لابد مع الايمان من التقوى وهي اتقاء ما حرم الله جل وعلا لان التقوى هي ان تعمل لله ان ان تقوم بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله. وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله ولهذا يقول المفسرون التقوى ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه نسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا واياكم من المتقين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد