بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اه يقول الله جل وعلا واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين يبين الله جل وعلا انه القى وقذف في قلب ام موسى ان ان ترضعه فاذا خافت عليه ان تلقيه في اليم والوحي يأتي اولا الوحي لغة هو الاعلام السريع ويأتي الوحي بالقرآن لمعنيين الاول وحي الهام ووحي والثاني وحي ارسال وهنا هو من الاول واوحينا الى ام موسى يعني الهمناها ولهذا قال قتادة قذفنا في قلبها واوحينا قال قذفنا في قلبها وقال ايضا قتادة وهذا كله ذكره الطبري في تفسيره قال واوحينا الى ام موسى قال وحيا جاءها من الله فقذف في قلبها وليس بوحي وليس بوحي نبوة اذا هذا يسمى وحي وليس المراد به وحي النبوة ولهذا قال جل وعلا في كتابه واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعيشون يعني الهمها جل وعلا واوحينا الى ام موسى هنا ولدته اوحى الله اليها وقذف في قلبها والهمها ان ارضعيه ارضعي موسى لحاجته الى الرضاع لانه صبي صغير فاذا خفت عليه فالقيه في اليم. اذا خفت عليه من فرعون وجنوده او خفت عليه من احد ان يبلغ الخبر لانه آآ كان في ولد في السنة التي اه يقتل الاطفال اطفال بني اسرائيل فيها كما سنذكره من كلام ابن كثير قريبا فاذا خفت عليه فالقيه في اليم واليم هنا هو النيل هذا تقريبا تتابع المفسرون على ان المراد باليم هنا هو النيل نهر النيل المعروف الى يومنا هذا ولا تخافي ولا تحزني لا تخافي عليه على ولدك من فرعون وجنده وجنده ان يقتلوه كما قاله الطبري ولا تحزني لفراقه وقالها ابن زيد لا تخافي عليه البحر لا تخافي ولا تحزني قال لا تخافي عليه البحر وقال بعض المفسرين لا تخافي عليه الضيعة فانا سنحفظه ونرده اليك قال جل وعلا انا رادوه اليك وجاءلوه من المرسلين ان رادوه سنرده اليك وجاءلوه ايضا من المرسلين وهنا يتجلى لطف الله سبحانه وتعالى فهو اللطيف العليم الخبير الفعال لما يريد ولهذا آآ قال السمعاني وغيره هذه الاية قد اشتملت على امرين ونهيين وخبرين وبشارتين اما الامران ان ارضعيه فقوله ان ارضعيه وقوله فالقه في اليم هذان امران من الله عز وجل لام موسى واما النهيان ولا تخافي ولا تحزني نهاها ان تخاف او ان تحزن واما الخبران فقوله واوحينا الى ام موسى هذا خبر وكذلك قوله فاذا خفت عليه خبر واما البشارتان فقوله تعالى انا رادوه اليك هذه بشارة وجاعله من المرسلين هذه بشارة اخرى وهذا يدل على بلاغة كلام ربنا واعجازه وفصاحته هو في منتهى الفصاحة وفي غايتها وهو افصح الكلام اه يقول ابن كثير ذكروا ان فرعون وهذا طبعا من اخبار بني اسرائيل ذكره ابن كثير وابن جرير لكن ابن كثير لخص الكلام قال ذكروا ان فرعون لما اكثر من قتل ذكور بني اسرائيل خافت القبط هم قوم فرعون خافت القبط ان يفنى ان يفني بني اسرائيل فيلونهم ما كانوا يلونه من الاعمال الشاقة. قالوا نخشى اذ استمريت في قتلهم الاطفال كل سنة آآ ان يفنى بنو اسرائيل ولا يبقى منهم احد يقوم بخدمتنا قال فخافت القبط ان يفنى ان يفني بني اسرائيل فيلون هم ما كانوا يلونه من الاعمال الشاقة فقالوا لفرعون انه يوشك ان استمر هذا الحال ان يموت شيوخهم وغلمانهم وغلمانهم لا يعيشون. ونسائهم لا يمكن ان يقمن بما يقوم به رجالهم من الاعمال فيخلص الينا ذلك يخلص الينا يعني يصير حنا اللي نباشر اعمالنا بانفسنا فامر فامر بقتل الولدان عاما وتركهم وتركهم عاما فولد هارون عليه السلام في السنة التي يتركون فيها البلدان فولد موسى عليه السلام في السنة التي يقتلون فيها الولدان اذا اراد الله امر اتمه والبشر والناس لا يملكون من امر الله شيئا يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. واذا اراد امرا انما يقول له كن فيكون. سبحانه وتعالى قال ابن كثير وكان لفرعون اناس موكلين بذلك وقوابل يدرن على النساء فمن رأينها قد حملت احصوا اسمها فاذا كان وقت ولادتها لا لا يقبلها بان لا يقوم بتوليدها الا نساء القبط فان ولدت المرأة جارية تركناها وذهبنا. وان ولدت غلاما دخل اولئك الذباحون بايديهم الشفار المرهفة يعني السكاكين فقتلوه ومضوا قبحهم الله فلما حملت ام موسى عليه السلام لم يظهر عليها مخايل الحمل كغيرها ولم تفطن لها الديات يعني القابلات ولكن لما وضعته ذكرا ضاقت به ذرعا يعني ان الله سبحانه وتعالى عم عليهم وانه لم يظهر حملها حتى لا يراها تلك النساء او جند فرعون الذين يتتبعونهم فيقتلون كل ولد في هذه السنة قال ولكن لما وظعته ذكرا ذكرا ضاقت به ذرعا وخافت عليه خوفا شديدا. واحبته حبا زائدا وكان موسى عليه السلام لا يراه احد الا احبه فالسعيد من احبه طبعا وشرعا. السعيد من احبه طبعا بطبيعته لان لانه صغير وشرعا محبة شرع موسى شرعا واجبة فرض لانه رسول من رسل الله قال الله تعالى والقيت عليك محبة مني كما مر في سورة طه القى الله عليه محبة من لدنه فمن رآه احبه كما قال ابن عباس قال من رأى موسى احباه قال فلما ضاقت يعني ام موسى ذرعا به الهمت في سرها والقي في خلدها ونفذ في روعها. كما قال الله تعالى واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه. فاذا خفت عليه فالقيه في اليم الولايات الخافية ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين وذلك انه كانت دارها على حافة النيل النيل كما هو الذي سماه الله في الاية اليم قال وذلك انها كانت دارها على حافة النيل فاتخذت تابوتا تابوت صندوق اتت بين الجار فنحت لها صندوقا فاتخذ التابوتا ومهدت فيه مهدا المهاد الذي يوضع للصبي وجعلت ترضع ولدها فاذا دخل عليها احد ممن تخافه جعلته في ذلك التابوت وسيرته في البحر وربطته بحبل عندها وهذا دليل ان بيتها كان على شفا النيل وعلى طرف النيل فهي تلقي في النيل تلقي التابوت الصندوق لكن مربوط بحبل اذا ذهب عنها الخوف او ارادت ان ترضعه يا اللي يفجأه احد وهو في بيتها جرة الحبل فارضعته قال وذلك انها انه كانت دارها على حافة النيل فاتخذت تابوتا ومهدت فيه مهدا وجعلت ترضع ولدها فاذا دخل عليها احد ان تخافه جعلته في ذلك التابوت وسيرته في البحر. وربطته بحبل عندها. فلما كان في بعض الايام دخل عليها احد ممن تخافه فذهبت فوضعته في ذلك التابوت وارسلته في البحر وذهلت عن ان تربطه ذهلت يعني نسيت شغلت سب هذا الداخل فنسيت ان تربط هذا التابوت الذي فيه ولدها موسى قال فذهب مع الماء واحتمله لما لم يربط اه احتمله النهر معه وذهب به فذهب مع الماء واهتمله حتى مر به على دار فرعون فالتقطه الجواري فاحتملنه جواري لاسيا بنت بنت مزاحم امرأة فرعون وهي مسلمة ومؤمنة وقيل بل الذي سقطه آآ من جندي وحراس فرعون وقيل ابنة فرعون والله اعلم قال حتى مر به على دار فرعون فالتقطه الجواري فاحتملنه وذهبنا به الى امرأة فرعون ولا يدرين ما فيه وخشينا ان يفتتنا عليها في فتحه دونها خشينا ان يفتحنه قبلها تعاقبهن على ذلك فلما كشفت عنه اذا هو غلام من احسن الخلق واجمله واحلاه واحلاه وابهاه فاوقع الله محبته في قلبها حين نظرت اليه وذلك لسعادتها وما اراد الله من كرامتها وشقاوة بعلها. ولهذا قال فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ومعنى فالتقطه نعم اذا اه بشرها الله عز وجل بانه سيرده اليها وايضا انه سيجعله نبيا مرسلا رسولا من اولي العزم قال جل وعلا فالتقطه ال فرعون قال الطبري فالتقطوه يعني فاصابوه واخذوه فاصابوه واخذوه والاصل في التقاط يعني اخذ الشيء الذي ما ما يتوقع ومنه اللقطة فالحاصل انهم التقطوه ال فرعون وال فرعون لهم جواري زوجة زوجته كما مر قريبا وقيل جند له وقيل ابنة فرعون والله اعلم. فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدو وحزنا. اللام هنا قال بعض المفسرين ان هلم التعليل وقال بعض المفسرين هي لام العاقبة والصيرورة وهذا هو الصواب لان لو قلنا انه ان اللام للعلة لقلنا ان ال فرعون التقطوه لعلة او حتى يكون لهم عدوا وهذا لا يمكن لا يمكن ان يفعلوه وهم يعرفون انه عدو وحزنا فيلتقطونه ويحتفظون به ويربونه ليحزنهم وليعاديهم لا ولكن اللام هنا لام العاقبة والصيرورة والمعنى انهم التقطه ال فرعون لتصير العاقبة لتصير عاقبة امره انه عدو لهم وحزنا وهم لا يشعرون ولهذا جاء في في اخر الايات انهم لا يشعرون بذلك هل دليل انها لام العاقبة والصيرورة لتكون عاقبة امر موسى لهؤلاء الذين التقطوه ان يحزنهم ويكون عدوا لهم بانه هو على الاسلام وهم على الكفر فالتقطه ال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا. عدوا لهم في دينهم. لانه على غير ملتهم. هو رسول الله مؤمن وحزنا اي على ما يناله من المكروه فيصيبهم بسببه او بسبب عدم ايمانهم به حزنا ومكروها وهما وغما ومن ذلك اغراقهم في البحر واهلاكهم ثم قال جل وعلا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين هذا اخبار منه جل وعلا عن فرعون عدو الله وعن وزيره هامان وعن جنودهم ايضا انهم كانوا خاطئين. قال الطبري اثمين قيل تاركين طريق الحق وقيل عاصينا مشركين اثمين وكلها حق كلها بمعنى واحد فهم كانوا خاطئين اي مخطئين فاسقين اثمين كفارا بالله جل وعلا وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك قالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك وذلك حينما هم فرعون بقتله فقالت لا تقتله قال السعدي اي ابقه لنا لتقربه اعيننا ونستر به في حياتنا وهي طلبت من فرعون ان يتركه وان يستبقيه ليقضي الله امرا كان مفعولا وانا قرة عين يعني تقر عيني به انا وانت وقرة عين خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو قرة عين هو قرة عين لي ولك ذكروا جرير الطبري عن ابن عباس وغيره انه لما قام لما قالت زوج اسية زوجة فرعون هذا قال اما لك فنعم. واما انا فلا يعني قرة عين لك انت. اما انا فلا واورد ابن كثير آآ عن ابن عباس وبعضها مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو قال نعم يعني قرة عين لي ولك قال لا اسلم وامن ولكنه قال لا فقال الله وجبت ولهذا مات كافرا عدو الله قرة عين لي ولك لا تقتلوه لانه خشي انه هذا هو الذي سيزيل ملكه خاصة انهم وجدوا صبي في السنة التي يقتل فيها الولدان فقالت لا تقتلوه قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ان ينفعنا ينفعنا بقى نربيه ويصير له نفع ينفعنا ويعود علينا بالنفع في ستة آآ مجالات الحياة او نتخذه ولدا او نتبناه ولدا لنا وهم لا يشعرون هذا من قول الله عز وجل وهم لا يشعرون بما هو كائن من هلاكهم على يديه لا يعلمون ولا يشعرون لان الشعور هو الاحساس وهم لا يحسون انه سيكون هلاكهم على يده والقضاء عليهم و في قوله جل وعلا عدوا وحزنا حزن فيها قراءتان قرأ حمزة الكسائي حزنا وقرأ الباقون بفتحهما قرأ حمزة وكسائي بضم الحاء وجزم الزاي حزنا وقرأ الباقون بفتحهما حزنا وهما لغتان في الكلمة يقال الحزن والحزن والرشد والرشد والبخل والبخل وهكذا لها نظائر في اه كلامه العرب اه وقد ذكر ابن كثير آآ تفسير هذه الايات واشار الى حديث الفتون الذي سبق ان ذكرناه وهو حديث طويل وذكرنا كلام اهل العلم عليه من حيث الثبوت فقد جاء قصص موسى في هذا الحديث وهو ما يسمى حديث الفتون ثم قال جل وعلا واصبح فؤادي ام موسى فارغا ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين واصبح فؤادي ام موسى يعني اصبح قلبها فارغا يعني حينما ذهب ولدها في البحر اصبح فؤادها وقلبها فارغا من كل شيء من امور الدنيا الا موسى يعني صار قلبها فارغا من كل شيء ما لا تذكره الا موسى لانها شغلت عليه شغلا عظيما فلا تتكلم بشيء غير امر موسى وماذا حصل له؟ وهل غرق وهل اخذه ال فرعون وهل سينالنا اذى بسبب ذلك فالحاصل انها شغلت به عن غيره قال واصبح فؤادي ام موسى فارغا ان كادت ان تبدي به كادت من افعال المقاربة يعني اوشكت ان تبدي به قال ابن كثير ان كادت اي ان كادت من شدة وجدها من شدة وجدها وحزنها واسفها لتظهر انه ذهب لها ولد وتخبر بحالها لولا ان ثبت لولا ان الله ثبتها وصبرها قال الله تعالى لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين قال الطبري لولا ان ربطنا على قلبها لولا ان عصمناها من ذلك بتثبيتنا اياها وتوفيقنا اياها للسكوت عنه فربط الله على قلبه يعني ثبتها لان لا تتكلم بشيء يعود عليها بالظرر لأنها اوشكت ان تبدي وتظهر امره وتخبر بانها فقدته لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين فهذا من توفيق الله عز وجل لها وللعبد اذا ربط الله على قلبك هذا من توفيق الله وعنايته بعباده المؤمنين لتكون من المصدقين في ما اوحى الله في قلبها وتكون من المؤمنين الصابرين على قضاء الله وقدره. ثم قال جل وعلا وقالت لاخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون قالت ام موسى لاخته وكانت اخته اكبر منه فقالت قس قصيه قال الطبري قصي اثر موسى اتبعي اثره ونحو ذلك يروى عن ابن عباس قصي اثره واطلبيه هل تسمعين له؟ ذكرى اذا امرتها ان تقص خبره وتتبعه لان لو تجد شيئا عن ولدها الذي فقدته وكذا وكادت ان تبدي به وكان قلبها فارغا الا من ذكره ومعروف وجدان الام على ولدها خاصة اذا خشيت عليه لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين وقالت لاخته قصي فبصرت به عن جنب بصرت يعني رأته عن جنب قال الطبري فبصرت بموسى عن بعد لم تدنو منه ولم تقرب لئلا يعلم انها منه بسبيل وقال القرطبي قال ابن عباس عن جنب قال جانب قرئ بذلك قراءة شاذة فبصرت به عن جانب لكنها قراءة شاذة اذا هذا هو معنى الاية انها رأته ذهبت يعني استجابت لامر امها وذهبت في طلب اخيها والبحث عنه وتتبع اثري فبصرت به يعني رأته وابصرته عن جنب يعني عن بعد لئلا يعني يشكون في امرها لان فرعون عاك ويقتل الاولاد في هذه السنة وهي من بني اسرائيل وهم لا يشعرون يعني لا يشعرون بها انها اخته وقد ذكروا في الاخبار انها مرت بهم في السوق وهم يبحثون له عن بئر مرضعة ورأت انهم تأتي النساء كلما اخذته امرأة ابى عن ثديها فبصرت به وهم لا يشعرون بذلك لانها تعرف انه ابن امها قال وحرمنا عليه المراضع من قبل وهذا من عناية الله به ومعنى وحرمنا عليه المراضع يعني منعناه من الاتضاع المرابي جمع مرضعة منعناه من ان يرظأ من امرأة غير امه فالمنع هنا وحرمنا عليه التحريم هنا تحريم منع لا تحريم شرع لانه يجوز للانسان عند الحاجة للطفل ان يرظع من اي امرأة اجنبية فالمراد تحريم التحريم هنا تحريم منع لا تحريم شرع وحرمنا عليه المراضع مرضعة من قبل يعني من قبل مجيء اخته لان اخته جاءت تبحث عنه فكان قبل مجيئها قد حرم الله عليه ومنعه من ان يرظع من اي امرأة وآآ اه سيأتي قريبا قول ابن كثير في قصصه وانه لما اخذوه اه يعني اكرموه وصاروا يبحثون له عن المراضع وسنتره قريبا ان شاء الله قال جل وعلا فقالت هل ادلكم على اهل بيتي يكفلونه هل ادلكم وارشدكم على اهل بيت يكفلونه اي يرضعونه ويحفظونه ويربونه وهم له ناصحون قال الطبري ناصحون اي ناصح له لمنزلته عندكم وحرصكم على مسرة الملك هذا محتمل تقصد الناس يحون لانها امه ولكن قد جاءت بهذا الكلام الذي ظنوا انها ان انها قالته من اجل يعني حرصا قالته من اجل حرصها على يعني القرب من الملك وارظاء الملك وما شابه ذلك قال جل وعلا فرددناه الى امه كي تقر عينها رده الله اليه كي تقر عينه ولا تحزن قرة العين يعني طمأنينتها وانسها لانه رجع ولدها بل ورجع معه مال يدفع لها فهي ترضع ابنها وتأخذ عليه مالا وهذا لطف الله جل وعلا وعنايته قال جل وعلا ولتعلم ان وعد الله حق تعلم ان وعد الله الذي وعدها به لا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليه وجائره من المرسلين. هذا وعد الله لها ولكن اكثرهم لا يعلمون اكثر الناس لا يعلمون ذلك هذا من عناية الله عز وجل بموسى عليه السلام قال ابن كثير قوله وقالت لاخته قصيه اي امرت ابنتها وكانت كبيرة تعي ما يقال لها. فقالت لها قصيه فقالت لها قصيه اي اتبعي اثره وخذي خبره وتطلبي شأنه من نواحي البلد وخرجت في ذلك فبصرت به عن جنب. قال ابن عباس عن جانب. وقال مجاهد فبصرت به عن جنب عن بعيد وقال يا قتادة جعلت تنظر اليه وكأنها لا تراه قال وذلك وهذا الذي اشرنا اليه قبل قليل لان فيه شيء من قصص بني اسرائيل التي يجوز الاستشهاد بها. وابن كثير رحمه الله يتميز في هذا الباب من حيث يعني تلخيص الكلام قال ابن كثير وذلك انه لما استقر موسى عليه السلام بدار فرعون واحبته امرأة الملك واستطلقته منه عرضوا عليه المراضع التي في دارهم فلم يقبل منها ثديا. وابى ان يقبل شيئا من ذلك. فخرجوا به الى سوق لعلهم يجدون امرأة تصلح لرضاعته. فلما يعني اخته بايديهم عرفته ولم تظهر ذلك ولم يشعروا بها. قال تعالى وحرمنا عليه المراضع من قبل اي تحريما قدريا. وذلك بكرامة الله له صانه عن ان يرتظع غير ثدي امه ولان الله سبحانه وتعالى جعل ذلك سببا الى رجوعه الى امه لترظعه وهي امنة بعدما كانت خائفة فلما رأتهم حائرين في من يرظعه؟ قالت هل ادلكم على اهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون؟ قال ابن عباس لما قالت ذلك اخذوها وشكوا في امرها وقالوا لها وما يدريك نصحهم له وشفقتهم عليه؟ فقالت نصحهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في في بؤرة الملك ومرضعة ابن الملك في ظهورة الملك ورجاء منفعته فارسلوها فلما قالت لهم ذلك وخلصت من اذاهم ذهبوا معها الى منزلهم فدخلوا به على امه فاعطته ثديها فالتقمه ففرحوا بذلك فرحا شديدا. وذهب البشير الى امرأة الملك فاستدعت ام موسى واحسنت اليها واعطتها عطاء وهي لا وهي لا تعرف انها امه في الحقيقة. ولكن لكونه وافق ثديها. ثم سألتها اسية ان تقيم فترظعه فابت عليها وقالت ان لي بعلا واولادا ولا اقدر على المقام عندك ولكن ان احببتي ان ارضعه في بيتي فعلت. فاجابتها امرأة فرعون الى ذلك واجرت عليها النفقة والصلات والكساوة والاحسان الجزيل فرجعت ام موسى بولدها راضية مظية قد ابدلها الله من بعد خوفها امنا في عز وجاه ورزق دار ولهذا جاء في الحديث مثل الذي يعمل ويحتسب في صنعته الخير كمثل ام موسى ترضع ولدها وتأخذ اجرها ولم يكن بين الشدة والفرج الا الا القليل. يوم وليلة. يوم وليلة. او نحو ذلك. والله اعلم فسبحان من بيده الامر ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. الذي يجعل لمن اتقاه بعد كل هم فرجا وبعد كل ضيق مخرجا. ولهذا قال تعالى فرددناه الى امه كي تقر عينها اي به ولا تحزن اي عليه. ولتعلم ان وعد الله حق فيما وعدها من رده اليها وجعله من المرسلين فحينئذ تحققت برده اليها انه كان كائن منه رسول من المرسلين فعاملته في تربية ما ينبغي له طبعا وشرعا ثم قال وقولوا ولكن اكثرهم لا يعلمون اي حكم الله في افعاله وعواقبها المحمودة التي اه التي هو المحمود عليها في الدنيا والاخرة. فربما يقع الامر على كريها على النفوس فربما يقع الامر كريها الى النفوس. وعاقبته محمودة في نفس الامر. كما قال تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. وقال تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا اه هذا ما اردنا ان نتكلم به في هذا المجلس. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد نبينا محمد نبينا محمد