بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ففي الايات السابقات التي مرت معانا كان فيها قصة ولادة موسى عليه السلام وارظاع امه له طرحها له في البحر خشية عليه من فرعون وجند ان يقتلوه لانه ولد في السنة التي يقتل فيها ابناء بني اسرائيل بناء على ما اتخذه فرعون وجنده ظالمون آآ فرده الله عز وجل الى امه كي تقر عينها وايظا سخر لها فرعون ان يدفع لها اجرا مقابل ارظاعها لولدها. وهذا فظل الله عز وجل فهو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. ثم بعد ذلك يقول جل وعلا ولما بلغ اشده واستوى اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين. ولما بلغ اشده يعني ولما بلغ موسى عليه السلام والاشد كما يقول الطبري يقول يعني حان شدة بدنه وقواه. وانتهى ذلك وقال ايضا الطبري في سورة الانعام والشد القوة وهو استحكام قوة شبابه وسنه. واستوى قال الطبري واستوى يعني تناهى شبابه وتم خلقه واستحكم بين الله عز وجل انه لما اشتدت قواه وصار في غاية القوة واستوى كمل في ذلك وتم وصار في غاية القوة الشدة اتيناه حكما وعلما. اتيناه حكما وعلما. من العلماء من قال ان الاشد هو اربعون سنة ومنهم من قال انه ثلاث وثلاثون سنة ومنهم من قال ثلاثون سنة ومنهم من قالها خمس وعشرون سنة ومن هنا رجح بعضهم ان بلوغ الاشد اربعين سنة لانها السن التي يبعث فيها الانبياء لان نبينا صلى الله عليه وسلم بعث على رأس الاربعين. قالوا وهكذا الانبياء يبعثون على رأس الاربعين وليس بذلك مستند صحيح يثار اليه ان ذلك بجميع الانبياء فالحاصل الذي يظهر هنا ان بلوغ الاشد هو القوة يعني قوة الشباب واستواؤه في ذلك وتناهيه فيه لانه هو الذي والله اعلم الذي يظهر من الايات انه في ذلك الوقت انه لم يكن كن نبيا فبلوغ الاشد وايتاءه الحكم هنا ليس هو النبوة لانه ذكر انه بعد ذلك على افعال منها قتله للقبط ثم خروجه الى مدين ثم آآ قيامه برعي غنم صالح مدين لمدة عشر سنين ثم ذكر الله عز وجل انه في رجوعه اوحى الله اليه. انس من جانب من جانب الطور نارا. فعند ذلك ارسله الله وبعثه. فهو في هذا الوقت لم يكن نبيا. قال جل وعلا ولما بلغ اشده مستوى اته له حكما قال الطبري اي الحكم الحكم والفهم بالدين والمعرفة. و نحوه قال ابن كثير لكن نقل عن مجاهد انه قال حكما قال يعني النبوة. وقال السعدي اتيناه حكما حكما يعرف به الاحكام الشرعية. ويحكم به بين الناس وعلما كثيرا. وهذا هو الابهر والله اعلم ان الحكم هنا هو الفهم بالدين والمعرفة وليس النبوة وانما كان امر النبوة بعد ذلك. واتيناه ايضا علما فهو مع الحكم والفهم بالدين. كذلك اتاه الله علما ومعرفة بالحق. وآآ ما ينبغي ان يكون عليه المسلم قال وكذلك نجزي المحسنين. وكذلك اي فعلنا بهذا الفعل من سعي الحكم والعلم مجازئة له على احسانه لانه كان من المحسنين. والاحسان هنا يشمل الاحسان في حق ربه وهو عبادته وحده لا شريك له عدم الشرك به جل وعلا وكذلك يشمل احسانه الى الخلق. مساعدتهم واعانتهم ومنع الظالم من ظلمه كما فعل مع الاسرائيلي الذي استغاثه كما سيأتي ثم قال جل وعلا ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها. دخل موسى المدينة وهذه المدينة اكثر المفسرين يكون مدينة يقال لها منف او منف. وقال بعضهم هي عين شمس. وقال بعضهم هي مدينة فرعون وهي في مصر لا شك في ذلك. ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها. يعني في وقت غفلتهم قال ابن عباس وذلك بين المغرب والعشاء. هذا هو وقت الناس وقال ابن عباس في رواية اخرى وهو قول سعيد بن جبير وعكرمة السدي وقتادة وغيرهم انه كان منتصف النهار وقت القائلة وقت القيلولة في منتصف النهار فان الناس يقينون فيكون غفلة يغفلون يعني لا يخرج احد ولا يذهب ولا يجيء لان الناس ينكفون بسبب حرارة الشمس ويقيلون لأن القيلولة السنة ان تكون قبيل صلاة الظهر وان كان ايضا يجوز القيلولة بعد صلاة الظهر بدليل قول الصحابي في البخاري وغيره ما كنا نقول يوم الجمعة الا بعد الصلاة او كما قال رضي الله عنه. فدل على ان انهم في غير يوم الجمعة يقيلون قبل الصلاة. لكن يوم الجمعة بسبب انهم يشتغلون بصلاة الجمعة ويذهبون الى المسجد مبكرا ما كانوا يقيلون الا بعد صلاة الجمعة. قال ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها. فوجد فيها رجلين ومعنى يقتتلان ان يتضاربان ويتنازعان اين هم مقاتلة ومنازعة ومدافعة قالوا وذلك بسبب ان الفرعون كان يريد ان يسخر هذا الرجل الاسرائيلي ليعمل لها او يحمل له متاعا. وقيل ان سبب ذلك ان فرعون ركب وخرج الى مدينة اخرى و لحق به موسى لم يكن حاضرا حين خروجه ولحق به بعد ذلك فلما دخل المدينة وجد هذين الرجلين ان يبتتلان قال وكان القبطي يريد تسخير الاسرائيلي اللي يحمل حطبا الى فرعون الى مطبخ فرعون لانه وصل الى المكان. والله اعلم واي ذلك. المهم ان الذي لنا فيه الفائدة ذكره الله عز وجل قال فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته هذا من شيعته يعني من شيعة موسى والمراد انه من بني اسرائيل وايضا من شيعته يعني من قرابة لانه ومن قومه وكذلك من شيعته على دينه وملته وليس على دين فرعون الكافر مدعي الربوبية وهذا من عدوه يعني هذا من القبط من من قوم فرعون لانهم اعداء لبني اسرائيل كما مر معنا انهم كانوا يقتلون نساء بني اسرائيل ويستحيون نساءهم ويسخرونهم في الاعمال الشاقة قال ما استغاثه الذي من شيعته استغاثه يعني طلب ان يغيثه طلب غوثه طلب ان يغيثه لانه كان في شدة والاستغاثة هي طلب تفريج الكرب والشدة. ولا يكون الا في حال وقوع الانسان في شدة. وهو نوع من الدعاء. استغاث والذي من شيعته آآ اي من اهل دينه على الذي من عدوه على القبطي فوكزه موسى فقضى عليه وكزه موسى اي دفع بيده في نحره وقال القرطبي الوقز واللكز واللهز واللهج بمعنى واحد. وهو الضرب بجمع بجمع الكف مجموعا يعني يجمع كفه ويجمع كفه ويجمع اصابعه ثم يضرب بها صدر صاحبه او يضربه كفي وكان موسى عليه السلام رجلا قوي البنية شديد البنية وعلى هذا كثير من المفسرين انه وكزه يعني طعنه بكفه او يعني بيده جمع يده وضرب في صدره. وقال بعض وقال قتادة آآ وكزه بعصا كانت معه فالحاصل انه ضربه بيده ووكزه موسى فقضى عليه ابو علي يعني اماته فضربه بكفه او بجمعه او ضربه بعصا فكانت سببا في موت هذا القبطي فقضى عليه. قال هذا من عمل الشيطان قال موسى عليه السلام لما حصل ما حصل وقتل نفسا قال هذا من عمل الشيطان يعني هذا القتل من تسبب الشيطان لي بان هيج غضبي حتى ضربت هذا فهلك من ضربتي قال جرير قال ابن كثير هذا من عملي الشيطان انه عدو مضل مبين. قال ربياني ظلمت نفسي فغفر له انه هو الغفور الرحيم. قال ربي بما انعمت علي اي بما جعلت لي من الجاهل والعز والمنعة. فالحاصل موسى اقترف ان هذا العمل لا يجوز وهو القتل وهذا فيه تعظيم قتل النفس. التي حرم الله الا ولهذا عده موسى من عمل الشيطان ثم وصف الشيطان بانه عدو مضل مبينا عدو لابن ادم عدو للانسان يجره الى ما يوقعه في الهلكة وبغضب الله ومضل يضل عن الطريق المستقيم وعن طريق الحق. بين بينوا الغواية. وبينوا الاظلال. كما قال جل وعلا الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. قال انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير. آآ قال ربي اني ظلمت نفسي وهذا اعتراض من موسى عليه السلام بانه ظلم نفسه لان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه وانه ظلم نفسه بقتله لهذه النفس. آآ التي لم يأمره الله جل وعلا بقتلها فاغفر لي. تاب الى الله واناب. وطلب من الله سبحانه وتعالى ان يغفر له هذا الذنب قال فاغفر لي فغفر له. غفر الله عز وجل له ذلك الذنب. لما تاب واناب واستغفر غفر الله له. وبهذا عبرة وعظة يجب على الانسان اذا وقع من ذنبه ان يبادر الى الله جل وعلا بالتوبة وطلب مغفرة الذنب فان الله جل وعلا يغفر الذنب يغفر الذنوب جميعا. وظاهر الامر ايضا انه مجرد ان استغفر ربه ان الله غفر له مباشرة لان الفاء تفيد الترتيب والتعقيب. قال فاغفر لي يعني دعا ربه فغفر له بالحال له وتجاوز عن ذلك منه انه هو الغفور الرحيم اكد ذلك بوصف نفسه جل وعلا انه هو الغفور لانه هو الغفور الذي يغفر الذنوب ويسترها ويتجاوز عنها وهو الرحيم بالخلق ومن رحمته ان يوفق عباده للتوبة وطلب الاستغفار ثم يغفر لهم ذلك سبحانه وتعالى قال ربي اني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم. قال ربي بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين. قال ابن جرير بما انعمت علي من عفوك عني ومغفرتك لي قتل هذا رجل فلن اكون ظهيرا للمجرمين وظهيرا بمعنى عوينا او معينا لن اكون معينا للمجرمين الذين بلغوا الغاية في الاجرام والكفر قال ابن كثير بما انعمت قال اي بما جعلتني من الجاه والعز والمنعة. لانه كان في بيت فرعون وكان يربي فرعون وينفق عليه وكان فيما ذكر بعض انه ينسب الى فرعون يقال موسى ابن فرعون. فقال بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا اي معينا للمجرمين. قال ابن كثير اي الكافرين بك المخالفين لامري قال فاصبح في المدينة خائبا يترقب يعني بعد ان قتل هذا الرجل خاف من قتله له. آآ لان هذا الرجل من قوم فرعون من القبط. وكانوا مسلطين على بني اسرائيل وكان ملكهم عدو الله فرعون قد سلطهم على الناس وعلى بني اسرائيل يسومونهم سوء يذبحون ابناءهم ويستحيون نساءهم. فخاف من فعلته فاصبح بالمدينة خائفا يترقب خائبا يترقب قال ابن كثير يقول تعالى مخبر عن موسى عليه السلام لما قتل ذلك القبطي انه اصبح في المدينة خائفا من معرة ما فعل يعني من جراء ومخافة ما فعل من قتل ذلك القبطي يترقب اي يتلفت ويتوقع فيكون من هذا الامر آآ وهذا معنى الترقب يعني انه كما قال قال يترقب الاخبار اي ينظروا ما الذي يتحدث به الناس مما هم صانعون في امره وامره قتيله والحاصل ان الترقب يعني هو عقد الحيطة والحذر والالتفات يمينا وشمالا خشية العدو او خشية الامر الذي يكرهه. فاصبح في المدينة خائف يترقب فاذا الذي استنصره بالامس واذا بالرجل الاسرائيلي الذي استنصره بالامس وطلب منه ان ينصره فنصره وقتل القبطي. يستصرخه هذا اليوم والاستسراف هو الاستنصاف. لكن اذا كان معه صياح وصراخ ويدل على شدة ما يكون فيه الانسان من الضائقة فهذا الرجل الاسرائيلي الذي استنصر موسى بالامس ودافع عنه موسى وقتل عدوه لما دخل اليوم وجده ايضا يستصرخ يعني قد وقعت له مشكلة ايضا مع قبطي اخر. وايضا كان يريد ان القبطي ليعمل له ويقوم بخدمته او يحمل الحطب او نحو ذلك قال له موسى انك لغوي مبين. يعني موسى لما رأى هذا الفعل منه بالامس استنصره. وقتل عدوهما واليوم ايضا يستصلحوا ويتخاصم مع رجل اخر. قال موسى لهذا الاسرائيلي انك لغوي مبين. قوي ذو غواية كثير الغواية وهو ان انك تقع في الغيب وفي الخطأ مبين يعني بينوا لان هذا هذا الامر وقع منك في يومين متتاليين. وهذا دليل على انك صاحب غواية وذو غواية. وذو شر. فلما ان اراد ان يبطش بالذي هو عدو له يعني لما اراد ان يبطش بالقبطي الذي هو عدو لموسى وعدو للاسرائيل الذي هو من شيعته. والبطش يدل على شدة الاخذ. لان موسى عليه السلام كان قد بلغ اشد واستوى وكان قويا. قوي البنية وكان شجاعا. فاراد ان يبطش بالاسرائيلي. فاراد ان يبطش بالقبطي الذي هو عدوهما عدو بني اسرائيل. قال يا موسى اتريد ان تقتلني؟ قال بعضهم ان القائل هو القبطي وقال بعضهم هو الاسرائيلي وهو الصواب. يعني الاسرائيلي الذي استصرخ موسى لما قال له موسى ما قال انك لغوي مبين؟ قالوا وكان قد غضب موسى فلما رأى الاسرائيلي موسى وهو من شيعة موسى رآه مغضبا وسمع منه ما قال انك لغوي ظن انه يريد ان يبطش به هو. لا يريد ان يبطش بعدوهما. القبطي فظن انه يريد قتلوا لانه سمع قوله واغلاظه له انك لغوي مبين. ورأه مغضبا يريد البطش. وهما ويعني متماسكان مع الاخر. كل منهما قد امسك صاحبه وهما بجوار بعضهما. فقال القبطي اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس؟ يقول ابن كثير قال له موسى انك لغوي مبين اي ظاهر الغواية كثير الشر. ثم عزم على البطش بذلك القبطي فاعتقد الاسرائيلي لخوره او لخوره وضعفه ودلته ان موسى انما يريد قصده لما سمع لما سمعه يقول ذلك يعني يظن انه يريد قتله. فقال يدافع عن نفسه. قال الاسرائيلي يدافع عن نفسه عن نفسه يا موسى اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس وذلك لانه لم يعلم به الا موسى الا هو وموسى عليهم السلام. يعني بالامس قتل القبطي ما علم به الا موسى وهذا الاسرائيلي والقبطي مات. لانه كان في حين غفلة من الناس وعدم حركة ما رآهم من احد اه قال فلما سمعها ذلك القبطي لقفها من فمه ثم ذهب بها الى باب فرعون فالقاها عندهم فعلم بذلك فاشتد حنقه يعني علم فرعون بذلك فاشتد حنقه وغضبه على موسى وعزم على قتل موسى فطلبوه وبعثوا وراءه ليحضروه لذلك. يعني لم ما خاف الاسرائيلي وقال لموسى اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس؟ يعني اخبر وبين وافصح عن من قتل الاسرائيلي عن من قتل القبطي بالامس وكانوا لا يدرون من الذي قتله. فلما قال هذا المقال القبطي وقيل بل سمعه قبطي اخر كان يمر بهما. فذهب الى فرعون واخبره. قال الذي قتل القبطي امس هو موسى قال ان الا ان تكون جبارا. يعني لما قال هذا الاسرائيلي لموسى اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس؟ ايضا علل ذلك. ان تريد ان يا موسى ان تريد الا ان تكون يا موسى جبارا في الارض. قالوا الجبار هو الذي يجبر الناس بالقوة على كما يريد لان قتل النفوس ظلما من فعل الجبابرة. فانت تريد قتلي؟ هل تريد بهذا الا ان تكون جبارا؟ تقتل النفوس ظلما بغير حق. وقيل انه كان عندهم عند بني اسرائيل يعني في مصطلحهم ان من قتل نفسين يكون جبارا فهو بالامس قتل القبطي وهذا اليوم يريد ان يقتله. فقال ان تريدوا الا ان تكون جبارا. يعني تقتل نفسين قتلت نفسا بالامس واليوم تريد ان تقتل اه تقتلني. وما تريد ان تكون من المصلحين. ما تريد ان تكون من اهله الصلاح. والتقى الذين يصلحون ولا يفسدون لان قتلك هذا افساد وليس باصلاح. فقال يعني هذا القول يعتبر ويدافع عن نفسه لانه ظن ان موسى يريد قتله فاراد ان يثني موسى عن فعله قال وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى قال يا موسى ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين جاء رجل من اقصى المدينة المدينة التي حصل فيها القتل مدينة فرعون جاء من اقصى المدينة رجل يسعى وهذا دليل ان موسى كان في مكان بعيد عن فرعون وقومه وهذا الرجل الذي جاء يسعى يقال اسمه سمعان ويقال اسمه شمعون ويقال هو مؤمن ال فرعون الذي نصحهم وامرهم بالايمان بموسى. الحاصل ان هذا رجل ناصح لموسى فجاء من اقصى المدينة يسعى يعني يمشي بقوة يمشي بقوة وبسرعة الى موسى. قال يا موسى ان الملأ يأتمرون به. الملأ هم رؤساء القوم واشرافهم. وذلك انهم كانوا مع فرعون. فجعلوا يأتمرون يعني يتكلمون بامر موسى ويقولون لابد ان نقتله. يقتل رجلا منا وقيل ان اولياء المقتول جاءوا من جاءوا الى فرعون وقالوا اقتل موسى انصفنا منه خذ لنا حقنا وقال ان يأتمرون بك بماذا يأتمرون؟ وبماذا يتكلمون؟ قال ليقتلوك. يعني يريدون قتلك. وهم الان يتآمرون ويتحدثون في قتلك لانك قتلت رجلا منهم. فاخرج اني لك من الناصحين. يعني بعد ان اخبره بما يأتمر به القوم وانهم يريدون قتله ونصحه ايضا بالخروج من البلد. قال فاخرج يعني من هذه المدينة اني لك من الناصحين. اني لك بقول هذا ناصح. اريد نصحك اريد سلامتك لا اريد ان اوقع بك او ان يقتلك فرعون. وهذا والله اعلم مما يشعر بان هذا الرجل انه من قوم فرعون قبطي من القبط ولهذا قال اني لك من الناصحين فاستجاب موسى مباشرة لهذه النصيحة لماذا؟ لان هناك مقدمات واسباب هو كان خائفا يترقب ومتوقع الامر فقال اخرج اني لك من الناصحين. فاستجاب مباشرة لهذه النصيحة. فخرج منها خائبا يترقب. قال ابن كثير لما اخبره ذلك الرجل بما تمالأ عليه فرعون ودولته في امره خرج من مصر وحده. ولم يألف ذلك قبله. بل كان في رفاهية ونعمة ورياسة. يعني خرج منها من هذه القرية من هذه المدينة ولم يكن متعودا لانه كان عاش في بيت فرعون في رفاهية خائفا يترقب. فخرج وهو خائف. وهل دليل ان الخوف من العدو انه لا يذم اذا كان له سبب فالله ذكر هذا عن نبيه موسى بل وذكر ايضا عنه الخوف لما القى القى عصاه فاذا هي حية تسعى فاوجست في في نفسه خيفة موسى فهذا خوف جبلي طبعي. اذا فعل الانسان فعلا اه له يخشى عاقبته فانه يخاف ولا يلام على ذلك فخرج منها خائبين يترقب ايضا قال ابن كثير يترقب ان يتلفت ترقب يعني قد اخذ الحذر والحيطة وجعل يترقب وينظر يمينا وشمالا وامامه وخلفه خشية ان يلحق الطلب العدو لانه اخبر بانهم يأتمرون ويريدون قتله. بل ذكر المفسرون ان فرعون لما علم ان موسى هو الذي قتل قال لقومه اذهبوا اليه. واتوني به. فذهبوا مع الطريق الاعظم يعني الطريقة العامة الواضحة وهذا الرجل الذي سمع كلامهم سلك طريقا مختصرة غير هذه الطريق ولهذا وصل الى موسى بسرعة قبله. وهم لا يزالون في الطريق. ويقال ان فرعون قال ان ان موسى لن يفوتكم. لانه لا يعرف الطريق سيأخذ ببنيات الطريق بنيات الطريق. فسدتونه وكانوا شبه يعني ضامنين انهم يمسكون به فخرج منها خائب يترقب ثم دعا ربه قال ربي نجني من القوم الظالمين. يعني من الاسباب التي يستطيعها هي الخروج مع اخذ الحيطة والحذر والنظر يمينا وشمالا وايظا لجأ الى الله بدعاء ربي نجني من القوم الظالمين. وهم فرعون وقومه الظالمون الظلم الاكبر وهو الكفر. وايضا ظلمهم لبني وفعلهم ما يفعلون به من قتل ابنائهم واستحياء نسائهم. وهذا فيه لطيفة وان الانسان اه يبذل الاسباب ويدعو ايضا. لا يقتصر على الاسباب دون اللجوء الى الله والدعاء ولا يقتصر على الدعاء دون بذل الاسباب. وهذا من التوكل. اعقلها وتوكل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم وهو امام المتوكلين يوم احد معركة احد ظاهر بين درعين درعين لبسهما فهذا من الاخذ بالاسباب. آآ قال ربي نجني من القوم الظالمين ولما توجه تلقاء مدينة قال عسى ربي ان يهدي ان يهديني سواء السبيل. فبين انه توجه تلقاء مدين. ومدين هي الان في المملكة العربية السعودية في شمال غرب المملكة حول مدينة البدع تابعة لمنطقة تبوك لمدينة تبوك يعني في الشمال وهي مقابلة لمصر يعني ما بينها وبين مصر الا البحر الاحمر. لكن الذي يظهر انه خرج من جهة العقبة من جهة جبل الطور كما سيأتي في رجوعه. فوصل الى هذا المكان وهذا المكان ليس العون عليه ولاية لكنه ايضا اثناء خروج لما توجهوا سلك الطريق التي تذهب الى مدين ايضا دعا ربه ان يهديه سواء سبيل قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل. يعني قصد السبيل ويهديني بحيث انني لا اضل يمينا ولا شمالا فاسيروا السير سيرا قاصدا واعرف الطريق ولا اه اميل عنه يمين ولا شمال وهذا ايضا فيه من الاخذ فيه الاخذ بالاسباب لانه توجه بالطريق لكن ايضا سأل ربه ان يهديه سواء السبيل هكذا ينبغي الانسان يلجأ الى الله جل وعلا ويسأله ان يهديه وان يسدده ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين