بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا عن موسى ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون. ووجد من دونهم من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالت لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير مر معنا بالامس اه الايات التي ذكر الله فيها ان موسى عليه السلام لما من قتل فقبطيا وفشى امره ان فرعون هم بقتله وارسل اليه قوما ليمسكوا به لكنه جاء اليه رجل يسعى من اقصى المدينة وسلك طريقا مختصرا حتى وصل اليه قبل آآ سدنة فرعون نصحه بالخروج من البلد فقال له ان ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين. فخرج منها من مصر خائفا يترقب ينظر يمينا وشمالا لئلا يدركه قوم فرعون وسأل ربه ان ينجيهم من القوم الظالمين ثم لما توجه تلقاء مدين ومعنى تلقاء مدى يعني جهة مدين قال الطبري ولما جعل موسى وجهه نحو مدينا ماضيا اليها شاخصا من مدينة فرعون وخارجا من سلطانه وعنا بقوله تلقاء اي نحو قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل سأل ربه ان يهديه قصد السبيل الى مدين لانه ما كان يعرف الطريق قال الطبري اه قال عسى ربي ان يهديني عسى ربي ان يبين لي قصد قصد السبيل الى مدين وانما قال ذلك لانه لم يكن في الطريق اليها وقال ابن عباس خرج موسى متوجها الى مدين وليس له علم بالطريق الا حسن الظن بربه فانه قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل وذكر شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله انه كان مع شيخه السعدي وكان معهم رفقة وهم ذاهبون للحج تظلوا عن الطريق فجعل الشيخ السعدي رحمه الله يقول عسى ان يهديني ربي سواء السبيل وجعل يكررها قال الشيخ ابن عثيمين فهدينا الى الطريق ثم قال الشيخ ابن عثيمين اذا تحيرت عليك انت اذا تحيرت عليك الامور عليك بهذا الدعاء عليك بهذا الدعاء عسى ان يهديني ربي سواء السبيل وهذا من التأسي بموسى ولا شك ان الانسان بحاجة الى ان يهديه الله جل وعلا سواء السبيل والطريق الصحيح ثم قال جل وعلا ولما ورد ماء مدينا وجد عليه امة من الناس يسقون يعني بعدما وصل موسى عليه السلام الى ماء مدين او الى مدين وورد مائها وجد عليه امة من الناس يسقون والامة هنا الجماعة من الناس وجد على هذا الماء وهذه البئر التي يستقبل منها الناس وجد قوما من الناس يسقون مواشيهم ونعمهم وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهما امرأتين ووجد من دون الناس الذين يسقون ابلهم ومواشيهم وغنمهم وجد من دونهما امرأتين دون الناس يعني لا يستقيان مع الناس وانما هما دون الناس واذا هما تذودان ومعنى تذودان يعني تحبسان غنمهما وتمنعانها من الماء حتى يصدر عنه مواشي الناس ثم يسقيان وقال ابن كثير اه ووجد من دونهما امرأتين قال تكفكفان غنمهما ان تلد مع غنم اولئك الرعاء بان لا يؤذيها فلما رآهما موسى عليه السلام رق لهما ورحمهما قال ما خطبكما قال ما خطبكما قال الطبري اي ما شأنكما؟ وما امركما تذودان ماشيتكما عن الناس هلا تسقونها مع مواشي الناس مع مواشي الناس والعرب وقال ابن كثير قال ما خطبكما؟ اي ما خبركما لا تلدان مع هؤلاء قالتا اي المرأتان لا نسقيه حتى يصدر الرعاء آآ قال ابن قال ابن جرير الطبري قال فلا نسقي ماشيتنا حتى يصدر الرعاء مواشيهم لان لا نطيق ان نسقي وانما نسقي مواشينا وانما نسقي مواشينا مما افظلت مواشي الرعاء وما فضل في حياضهم يعني ما نستطيع نحن نسقيه لكن ما فضل وبقي في حياض الماء نسقي منه وقال ابن كثير لا نسقي حتى يصدر الرعاء قال لا يحصل اي لا يحصل لنا سقي الا بعد فراغ هؤلاء والرعاء جمع راع يقال رعاة ورعاة وهم الذين يقومون برأي الغنم ورعي الابل يقال لهم الرعاة والرعاة وقرأ ابو عمرو وابن عامر حتى يصدر الرعاء حتى يصدر حتى يصدر الرعاء قرأوا فتح الياء ورفع الدال حتى يصدر الرعاء وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الدال حتى يصدر الرعاء حتى يصدر الرعاء وهما قراءتان سبعيتان والمعنى لا يختلف كثيرا باختلاف القراءتين لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير يعني لا يستطيع من الكبر والضعف ان يسقي ماشيته يعني فهما لما سألهما ما شأنكما؟ وما خطبكما ذكرتا له العلة انهم لا يسقيان الا بعد ان ينتهي القوم من السقيا فيسقون مما تبقى في حياض حياضهم وسبب ذلك انهما طبعا امرأة لا تستطيعان اه اخراج الماء وابوهما شيخ كبير قد تقدمت به السن وضعف فلا يستطيع ان يسقي فسقى لهما ثم تولى الى الظل فسقى لهما موسى عليه السلام آآ قال ابو بكر ابن ابي شيبة حدثنا عبد الله انبأنا اسرائيل وساق بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان موسى عليه السلام لما ورد ماء مدينة وجد عليه امة من الناس يسقون قال فلما فرغوا اعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها الا عشرة رجال فاذا هو بامرأتين تذودان قال ما خطبكما؟ فحدثتاه فاتى الحجر فرفعه ثم لم يستق الا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم قال ابن كثير اسناده صحيح يعني انه ان موسى لما جاءه ما وجدا يعني انهما قد غطيا ان الناس اذا ارتووا غطوا البئر بحجر لكن هذا الحجر لا يحملها الا عشرة اه فجاء موسى وكان شديد البنية قويا عليه السلام فازال الحجر وحده الذي لا لا يزيله الا عشرة ثم سقى لهما ومجرد ان اخرج دلو واحدة اه سقط غنمهما وارتوت الغنم وقد ذكر ابن كثير اثارا اخرى نحو هذا الاثر بانهم اه زاحم الرجال وسقى لهما فرجعتا سريعا الى ابيهما ثم بعد ذلك تولى الى الظل فلما ثم تولى الى الظل فقال ربي اني لما انزلت الي من خير فقير قال ابن عباس سار موسى من مصر الى مدين ليس له طعام الا البطن وورق الشجر لانه خرج يعني فجأة وبسرعة ولم يكن معه نقود وما ولم يأخذ ايضا طعاما ما كان معه الا البقل وما تنبت الارض من البقول ويأكل ايضا من ورق الشجر وكان حافيا فما وصل الى مدينة حتى سقط قف قدمه يعني قد تأثرت قدمه وخفه من كثرة المشي حامية لانهم لانه ذكر المفسرون ان المسافة التي مشاها كانت مسافة ثماني ليال تمانية ليال من مصر فمشى هذه على قدميه حتى وصل الى ماء مدينة آآ قال حتى سقط خف قدمه وجلس في الظل وهو صفوة الله من خلقه وان بطنه لاصق بظهره من الجوع وان خضرة البقل لترى من داخل جوفه وانه لمحتاج الى شق تمرة وهذا الاثر اورده ابن ابن ابي حاتم واورده عنه ابن كثير واورده اه ايضا الشوكاني عزاه ايضا الى كتاب الزهد للامام احمد ثم تولى الى الظل قال ابن عباس ابن مسعود والسدي جلس تحت شجرة وقيل ان هذه الشجرة شجرة سمرة فهو لما سقى لهما انتهت المهمة تولى وذهب الى ظل شجرة بجوار الماء ليستريح بظلها ثم دعا بهذا الدعاء ربي اني لما انزلت الي من خير فقير قال كثير من المفسرين انه يريد شدة الجوع يعني اني بحاجة شديدة للطعام وقال بعضهم بالاية على عمومها وكل خير من الله فهو شديد الفقر والحاجة اليه وهو محتاج الى ذلك اشد الحاجة وذكر ايضا عطاء بن سايب وغيره انه اسمع المرأتين يعني رفع صوته بهذا الدعاء ربي اني لما انزلت الي من خير فقير رفع صوته بهذا الدعاء لانه عليه السلام استحيا ان يطلب منهما طعاما مقابل عمله وسقيه لهن اه قال جل وعلا فجاءته احداهما تمشي على استحياء الكلام فيه محذوف مفهوم من السياق وهو انهما ذهبتا الى ابيهما فاخبرتاه قال ابن كثير لما رجعت المرأتان سراعا بالغنم الى ابيهما انكر حالهما ومجيئهما سريعا فسألهما عن خبرهما فقصتا عليهما فعل موسى عليه السلام فبعث احداهما اليه لتدعوه الى ابيها اذا الكلام فيه اختصار انهما ذهبتا الى ابيهما فاستغرب مجيئهما بسرعة وليست هذه عادتهما كان كانتا تتأخران فاقصتا عليه القصص وانه جاء رجل وانه سقى لهما وانه جلس في ظل شجرة هنالك فعند ذلك ارسل صالح مدين اه الى موسى ارسل احدى ابنتيه وقال ادعيه ليأتي نعم فجاءته احداهما تمشي على استحياء اي تمشي مشي الحرائر والحرة الاصل فيها انها تمشي مستحية من المشي وليست متبذرة ولا جريئة فهي شديدة الحياء لانها ترى ان الناس ينظرون اليها قال ابن كثير اي مشي الحرائر كما روي عن امير المؤمنين عمر رظي الله عنه انه قال كانت مستترة بكم ذرعها وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي حدثنا ابو نعيم حدثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن عمرو ابن ميمون قال قال عمر رضي الله عنه اي عمر ابن الخطاب جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها يعني موطية وجهها بثوبها ليست بسلفع خراجة ولاجة قال ابن كثير هذا اسناد صحيح قال ابن كثير قال الجوهري اسلفع من الرجال الجسور ومن النساء الجريئة السليطة ومن النوق الشديدة يعني يقصد عمر رضي الله عنه انها ليست بسلفع يعني انها ليست امرأة جريئة سليطة وانما كانت مستحية فقالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا. يعني اخبرت موسى بان اباها يدعوه لاجل ان يجزيه ويكافئه على سقيه غنمهما قال ابن كثير قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا. قال وهذا تأدب في العبارة لم تطلبه طلبا مطلقا لان لا يوهموا ريبة. بل قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا يعني ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا وفيه ايضا ان المرأة لتكلمت انه يجوز للمرأة ان تتكلم مع الرجال الاجانب للمصلحة والحاجة ولكن ايضا تختار من الكلام ما ليس فيه خضوع وما ليس فيه ريبة ولهذا مباشرة قالت ان ابي يدعوك لان اخبارها بان ابوها هو الذي يدعو يعني ان ورائها رجل وان هذا الرجل هو الذي دعا وهكذا ينبغي للمرأة اذا تكلمت تتكلم بكلام رزين حصين ليس به ما يشعر بريبة او تكسر او ضعف او خضوع ولهذا مباشرة قالت ان ابي ورأي رجل هو الذي يدعوك لانها تقول انتبه انا ورائي رجل هو الذي دعاك كانت على وكانت في غاية الحياء قال جل وعلا فلما جاءه وقص عليه القصص اي ذكر له ما كان من امره وما جرى له من السبب الذي خرج من اجله من بلده وقص عليه قصته مع فرعون وما حصل من قتل القبطي الى غير ذلك قال لا تخف نجوتها من القوم الظالمين قال له هذا الرجل لا تخف هذا الشيخ الكبير لا تخف نجوت من القوم الظالمين يقول ابن كثير يقول طب نفسا طب نفسا وقر عينا فقد خرجت من مملكتهم فلا حكم لهم في بلادنا ولهذا قال نجوت من القوم الظالمين وفرعون ومن معه ثم قال ابن كثير وقد اختلف المفسرون في هذا الرجل من هو والد المرأتين الشيخ الكبير من هو اختلفوا على اقوال احدها انه شعيب النبي عليه السلام الذي ارسل الى اهل مدين وهذا هو المشهور عند كثيرين وقد قاله الحسن البصري وغير واحد وروى ابن ابي حاتم عن ما لك بن انس انه بلغه ان شعيبا هو الذي قص عليه موسى القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين وقد روى الطبراني آآ عن سلمة ابن سعد العنزي انه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له مرحبا بقوم شعيب واختان موسى هديت لكن طبعا في اسناده من لا يعرف وقال اخرون هذا القول الاول ان المراد بهذا الرجل هو نبي الله شعيب. القول الثاني قالوا كان ابن اخي شعيب ليس هو شعيب لكن ابن اخيه ابن نبي الله ابن اخي نبي الله شعيب. وقال اخرون بل هو رجل مؤمن من قوم شعيب الاظهر والله اعلم انه نعم رجل صالح من اهل مدين صالح مدين قال ابن كثير مبينا يعني عدم صحة من قال انه نبي الله شعيب او ابن اخيه قال وقال اخرون كان شعيب قبل زمان موسى عليه السلام بمدة طويلة لانه قال لان شعيب قال لقومه وما قوم لوط منكم ببعيد قال وقد كان هلاك قوم لوط في زمن الخليل عليه السلام بنص القرآن لما اخبرت الملائكة مروا خليل الرحمن ابراهيم وقدم لهم عجلا سمينا فكفوا ايديهم واوجس منهم خيفة سألهم قالوا انا ارسلنا اليكم لوط يريدون اهلاكهم يعني في زمن الخليل وموسى ومتأخر عن ذلك بكثير قال وقد كان هلاك قوم لوط في زمن الخليل عليه السلام بنص القرآن. وقد علم انه كان بين موسى والخليل عليهما السلام مدة طويلة تزيد على اربعمائة سنة كما ذكره غير واحد وما قيل ان شعيبا عاش مدة طويلة انما هو والله اعلم احتراز من هذا الاشكال ثم من المقوي لكونه ليس بشعيب انه لو كان اياه لاوشك ان ينص على اسمه في القرآن ها هنا يعني ينص الله عليه انه شعيب لان الله نص على اسم وذكره في في موطن اخر وما جاء في بعض الاحاديث من التصريح بذكر في قصة موسى لم يصح لم يصح اسناده كما سنذكره قريبا ان شاء الله ثم من الموجود في كتب بني اسرائيل ان هذا الرجل اسمه فيرون والله اعلم فقال عبد الله ابن مسعود واثرون هو ابن اخي شعيب يعني الحاصل انه ليس نبي الله شعيب وليس ايظا ابن اخيه لطول العهد والمدة وما جاء وما جاء النص على اسمه لكن يقال صالح ما ديالش رجل صالح من اهل مدين هذا الذي يدل عليه القرآن ولا يترتب على معرفة اسمه حكم قال جل وعلا قالت احداهما يا ابت استأجر. قالت احدى المرأتين وهما ابنتا هذا الرجل استأجره يعني اطلب منه ان يعمل عندك اجيرا يقوم برعي غنمك يقوم برعي الغنم استأجروه يعني اطلب منه ان يكون اجيرا عندك تستأجره ويقوم برعاية غنمك قال ابن كثير قالت احدى ابنتي هذا الرجل قيل هي التي ذهبت وراء موسى عليه السلام قالت لابيها يا ابت استأجره لرأيه هذه الغنم قال عمر وابن عباس وشريح القاضي وابو مالك وقتادة ومحمد ابن اسحاق وغير واحد لما قالت ان خير من استأجرت القوي الامين قال لها ابوها وما علمك بذلك كيف علمتي انه قوي امين قالت انه رفع الصخرة التي لا يطيق حمل لا يطيق حملها الا عشرة الا عشرة رجال لا يطيق حملها الا عشرة رجال وانه لما المراد بالصخرة التي كانت على فم البئر كما سبق الكلام على ذلك قال وانها لما وقالت وانه لما جئت معه تقدمت امامه لما قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا مشت امامه تدله على بيت ابيها قال فقال لي كوني من ورائي. موسى لما رأى لانه خشي ان يرى منها شيئا او كذا دليل على شدة التمسك وصيانة النساء والبعد عن الفتنة وعدم النظر الى النساء وابتعاد النساء عن الرجال والله المستعان قالت ولما جئت معه تقدمت امامه فقال لي كوني من ورائي فاذا اجتنبت الطريق فاحذفي بحصاة اعلم بها كيف الطريق لاهتدي اليه قال قالت ايضا لما مشيت امامه قال لا كوني ورائي لكن اذا ذهبت عن الطريق يمينا او شمالا فارمي حجرا هذا ايضا انه ما يكثر الكلام معها وهذا مروي عن عمر ابن الخطاب وعن ابن عباس وعن جمع من اهل العلم وقال سفيان عن ابي اسحاق عن ابي عبيدة عن عبدالله عن ابي عبيدة عن عبد الله ابن مسعود قال افرس الناس ثلاثة ابو بكر حين تفرس في عمر يعني في الخلافة وصاحب يوسف حين قال اكرمي مثواه عزيز مصر وصاحبة موسى حين قالت يا ابت يا ابت استأجره ان خير من استأجرت القوي الامين فعند ذلك قال له صالح مدين اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتي آآ قبل ذلك ينبغي على الانسان اذا كان اجيرا او يعمل بعمل عند شخص اخر ان يكون قويا امينا قويا في القيام على العمل امينا في مراعاة مصلحة العمل فان هذه الخصال مطلوبة وهذا وان كان في شرع من قبلنا لكنه ايضا لم يرد في شرعنا خلافه بل جاء ما يؤيده ويؤكده فقال لها فقال عند ذلك اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين قال ابن كثير اي طلب اليه هذا الرجل الشيخ الكبير ان يرعى غنمه ويزوجه احدى ابنتيه هاتين قال شعيب الجبائي هما صفورا وليا يعني احداهما اسمها صفورة والاخرى اسمها لي. وقال محمد بن اسحاق صفورا وشرق ويقال لي والله اعلم ما يترتب على هذا شيء قال قال ابن كثير وقد استدل اصحاب ابي حنيفة بهذه الاية على صحة البيع في فيما اذا قال بعتك احد هذين العابدين بمئة فقال اشتريت انه يصح والله اعلم والجمهور على عدم صحة ذلك لان في جهالة وغرض لان العبدين يختلفان ماذا احدهما طويل والاخر قصير؟ هذا سمين هذا نحيف هذا كذا هذا كذا فيكون هناك غرر لابد من التعيين لا بد ان يعين بعته وهذا اوبئتك هذه السلعة بكيت وكيت قال على ان تأجرني ثماني حجج اشترط هذا الشيخ الكبير على موسى قال على ان ترعى علي ثماني سنين يعني ترعى غنمي ثمانية سنين ثماني حجج الحجج الجوية السنة لأن السنة يحج فيها مرة واحدة فقال على ان ترعى غنمي تمان سنين فان تبرأت بزيادة السنتين فهو اليه. فان اتممت عشرا عشر حجج عشر سنين عشر سنين فمن عندك هذا تبرع منك انا الذي اشترط عليك تمان سنين ولكن كانه يرغب ان تكون عشرا لكن لا يشترط عليه ذلك قال فان تبرأت بزيادة سنتين فهو اليك والا في ثمان كفاية وما اريد ان اشق عليك ستجدني ان شاء الله من الصالحين اي لا لا اشاقك ولا اؤذيك ولا اماريك يعني اخبر عنه انه رجل صالح لا يريد ان يشق عليه ولا يؤذيه ولا يماريه ولا يجادله ولا يحاسبه وهذا من حسن التعامل وهكذا ينبغي للانسان الا يشق على من يعمل عنده ويكلفهم ما لا يطيق ويضيق عليه ويشدد لكن يقوم بالامر الذي بالشغل الذي اتفق علي آآ ثم قال ابن كثير وقد استدلوا بهذه الاية الكريمة لمذهب الاوزاعي فاذا فيما اذا قال بعتك هذا بعشرة نقدا او بعشرين نسيئة انه يصح ويختار المشتري بايهما اخذ صح ذلك وحمل الحديث المروي في سنن ابي داود من باع بيئتين في بيعة فله اوكسهما او الربا على هذا المذهب وفي الاستدانة بهذه الاية وهذا الحديث على هذا المذهب نظر وليس هذا موضع بسطه لطوله والله اعلم. نعم هذا صحيح انه لابد ان يحدد ان يحدد قيمة السلعة وهل هي بيع نقد او بالتقسيط لان هذا غرر وجهالة لان هذا يعتبر غرظ وجهالة فلا بد من ان يبين البيعان ويتفقان على شيء بين معلوم لا غرار فيه ولا جهالة وقد ذكر ابن كثير جملة من الاثار تدل على ان موسى عليه السلام اجر نفسه بعفة فرجه وطعمة بطنه يعني ما طلب شيئا كثيرا لان الرزق من الله سبحانه وتعالى والانسان عليه ان يبذل السبب والا الرزق من الله وسيدر الله لك رزقك ويعطيك رزقك ويوصله اليه لكن الانسان يقوم ببذر السبب وهذا ايضا فيه دليل على ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم انه ما من نبي الا رعى الغنم النبي صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم على قراريطه لاهل مكة وموسى عليه السلام رعى غنم هذا الرجل الصالح صالح مدين عشر سنين وقد جاءني ابن عباس ان موسى رأى عشر سنين لانه اه بعد ذلك قال بعد ان قال ستجدني ان شاء الله من الصالحين. قال ذلك بيني وبينك ذلك اتفقنا على هذا ايما الاجلين قضيت اي الاجلين؟ ثمان سنين او عشر سنين فلا عدوان عليه ما تحاسبني فانا ان قضيت عشر ثمان سنين لا تعتدي ولا تقول لي لابد ان تكمل عشرة وان قضيت عشرا فذاك والله على ما نقول ووكيل فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل. يقول ابن كثير يقول ان موسى قال لصهري الامر على ما قلت من انك استأجرتني على ثمانية سنين فان اتممت عشرا فمن عندي فانا متى فعلت اقلهما؟ برئت من العهد وخرجت من الشرق. ولهذا قال ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي. اي فلا حرج علي مع ان الكامل وان كان مباحا لكنه فاضل من جهة اخرى بدليل من خارج كما قال تعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه. يعني كانه يقول ان الافضل ان يكمل العشر لكن هذا يفضى يفهم من دليل اخر ولهذا جاء اه عن ابن عباس اه رضي الله عنهما انه لما سئل اي الاجلين قضى موسى؟ قال قضى كرهما واطيبهما قضى اكثرهما واطيبهما يعني قضاء وفي بعض الروايات اكملهما واتمهما. وجاء وذكر ابن كثير في ذلك احاديث لكن كلها ظعيفة لا تصح لكنه يستأنس بها وفيها بعض الاثار عن بعض الصحابة ان موسى عليه السلام آآ قضى اوفى الاجلين وانه مكث يرعى غنم هذا الرجل الصالح عشر سنين ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد نبينا محمد نبينا محمد