بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اه فكنا ذكرنا بالامس الايات من سورة القصص وكان اخرها قوله جل وعلا قال سنشد عضدك باخيك ونجعل لك ما سلطانا فلا يصلون اليكما باياتنا انتم ومن تبعكما الغالبون. وذكرنا كلام ابن كثير وما استدل به من الايات ان الغلبة والنصرة لعباده المؤمنين وهذه في الحقيقة بشارة للدعاة الى الله جل وعلا على بصيرة. الذين يدعون الله الذين يدعون الى الله جل وعلا ويتأسون بالنبي صلى الله عليه واله وسلم يبشروا ببشارة عظيمة انهم هم الغالبون وان العاقبة لهم وان الله جل وعلا يحفظهم ويصونهم مع وجوب الاخذ بالاسباب والحيطة والحذر. ثم قال جل وعلا بعد ذلك فلما جاءهم موسى باياتنا بينات قالوا ما هذا الا سحر مفترى قال ابن كثير يخبر تعالى عن مجيء موسى واخيه هارون الى الى فرعون وملأه وعرضه ما اتاهم الله من الباهرات والدلالات القاهرات على صدقهما فيما اخبر عن الله عز وجل من توحيده واتباع اوامره فلما عاين فرعون وملأه ذلك وشاهدوه وتحققوه وايقنوا انه من الله عدلوا بكفرهم وبغيهم الى العناد والمباهتة وذلك لطغيانهم وتكبرهم عن اتباع الحق فقالوا ما هذا الا سحر مفترى. يعني جاءهم موسى بايات الله جل وعلا بالدلائل البينات الواضحات التي تبين الحق وتوضحه وتدل عليه وتدل على صدق من جاء به ومنها العصا واليد التي مر ذكرها قريبا عاند فرعون وقومه ولم يستسلموا ويقولوا هذا دليل على انه رسول من من عند رب العالمين فلنتبع بعه لا عارضوا وهذه سنة الله بالكفار انهم اذا جاء الحق عارضوه وانكروه واحتجوا بان ابائهم لم يعرفوا هذا ومن قال ان اباءكم هم ميزان الحق والحق لا يعرف الا بهم والا بعاداتهم وهذه لا لا تزال تتكرر في كل وقت وزمان كثير من الناس اذا دعوته الان وبينت له الحق في بعظ المسائل قال ما ما وجدنا الناس عليه ما وجدنا ما سمعنا بهذا قبل ان تقوله نحن نعيش بين المسلمين ما سمعنا بهذا اول مرة نسمع بمثل هذا ومن قال لك انك قد احطت بالحق كله من قال لك انك احطت بالسنة ومن قال ان انك وقومك معصومون لا تخطئون والحق ما ترون. ولهذا الحق ظالة المؤمن والرد الى كتاب الله ورسوله وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فميزان الحق هو الشرع هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم وليس للانسان ان يحتج وينكر الحق بان قومه واهله واهل بلده لا يعرفون ذلك هذه سنة وطريقة الكفار اذا جاءتهم اذا جاءتهم الرسل بالحق قال جل وعلا قالوا ما هذا الا سحر مفترى ومعنى مفترى كما قال ابن كثير اي مفتلق مفتعل مفتعل مصنوع ارادوا معارضته بالحيلة يعني قالوا عن الحق سحر مفترى لانهم كانوا يتميزون بالسحر ثم قالوا وما سمعنا بهذا في ابائنا الاولين هذا كما قدمنا يحتجون انهم لا يعرفون هذا هم واباؤهم وليسوا هم ميزان الحق وقال موسى ربي اعلم بمن جاء بالهدى من عنده ربي جل وعلا اعلم وهو العليم الحكيم بمن جاء بالهدى من عنده قال ابن كثير وهذا متعلق بالاية السابقة حتى تزيدها ايضاحا. قال وما سمعنا بهذا في ابائنا الاولين يعنون عبادة الله وحده لا شريك له. يقولون ما رأينا احدا من ابائنا على هذا الدين. ولم نرى الناس الا يشركون مع الله الهة اخرى. فقال موسى عليه السلام مجيبا لهم ربي اعلم بمن جاء بالهدى من عنده يعني مني ومنكم يعلم من هو الذي الحق انا وانتم؟ قال وسيفصل بيننا وسيفصل بيني وبينكم ولهذا قال ومن تكون له عاقبة الدار اي النصرة والظفر والتأييد انه لا يفلح الظالمون اي المشركون بالله نعم قال الله اعلم بمن هو عن الحق وسيفصل بيننا وسيؤيد من هو على الحق ويهلك من هو على الباطل وربنا جل وعلا يعلم من تكون له عاقبة الدار ما الذي سيكون له عاقبة الامر والنصرة والتمكين والنجاة ومن الذي سيهلكه ولهذا قال انه لا يفلح الظالمون والظالمون المراد الظلم الاكبر هنا هو الشرك بالله جل وعلا وهذا فيه بيان ان العاقبة لنا العاقبة للمتقين واما الظالمون وانتم كذلك يا فرعون انت وقومك مشركون كفرة لن تفلحوا فستكون العاقبة لنا ولكل مؤمن ثم قال جل وعلا وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري وهذا من تكبره وتجبره انه ادعى الربوبية وطالب غيره بها قال ابن كثير يخبر تعالى عن كفر فرعون وطغيانه وافتراءه في دعوى الالوهية في دعوى الالهية لنفسه القبيحة لعنه الله كما قال تعالى فاستخف قومه فاطاعوه. انهم كانوا قوما. انهم كانوا قوما فاسقين وذلك لانه دعاهم الى الاعتراف له بالالهية فاجابوه الى ذلك بقلة عقولهم وسخافة اذهانهم. ولهذا قال يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري. يا ايها الملأ الملأ اشراف القوم وعليتهم وسادتهم وهم قومه ما الزمت لكم من اله غيري. وقال تعالى اخبارا عنه فحشر فنادى يعني فرعون فقال انا ربكم الاعلى. فاخذه الله نكال الاخرة والاولى. ان في ذلك لعبرة لمن يخشى يعني ان فرعون جمع قومه ونادى فيهم بصوته مصرحا لهم بذلك فاجابوه سامعين مطيعين. ولهذا انتقم الله تعالى منه ومن قومه الهم عبرة وجعل فجعله عبرة لغيره في الدنيا والاخرة حتى انه واجه موسى الكليم بذلك فقال لان اتخذت الها غيري لاجعلنك مين المسجونين؟ يعني ادعى الربوبية الالوهية وبالغ فيها عدو الله وهو يعلم انه ليس اله قال جل وعلا عنه قال فاوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى واني لاظنه من الكاذبين من عتوه وتجبره قال لوزيره ومدبر شؤونه وهو هامان وهو معه على الضلال قال اوقد لي هامان على الطين اوقد يعني اشعل نارا على الطين. الطين معروف هو التراب اذا خلط بالماء ولكن ولكنه اذا طبخ في النار او وضع بالنار او صلي بالنار يصبح اجرا والاجر كما قال صاحب لسان العرب قال هو الطين اذا طبخ وهي كلمة فارسية معربة ويطلق الطين ايضا يطلق الاجر على اللبن وعلى الطوب ويطلق على القرميد بلغة اهل الشام فالحاصل ان فرعون امر وزير هامان ان يجعل الطين ثم يوقد عليه نارا. لماذا حتى يكون منه الفخار او اللبن ويصير قويا متماسكا فيبني صرحا طويلا يرتفع في السماء ولا يسقط ولهذا قال قتادة قال فرعون اول من طبخ الاجر وبنى به هو اول من طبخ الاجر هو اول من طبخ الطين لماذا حتى يقوى الطين ويصبح قويا آآ يتماسك لماذا؟ حتى يبني صرحا طويلا والصرح هو القصر والصرح هو القصر قال الطبري ابن ابن لي بالاجر بناء وكل بناء مسطح فهو صرح كالقصر فالصرح والبناء الشامخ الطويل والمرتفع فقال ابن لي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى هذا فيه اثبات العلو اثبات علو الله جل وعلا فهذا عدو الله الكافر المنكر للربوبية المدعي للالوهية ما قال لوزيره احفر لي حفرة في الارض لعلي اجد اله موسى. وما قال خلنا نسير الى الامام او الى اليمين او الى الخلف لعلنا نجد اله موسى لا لا قال ابن لي صرحا في السماء الفطرة علو الله فطرة في قلوب العباد حتى الكفار ولهذا انظروا الداعي اذا دعا اين يتجه قلبه؟ انت اذا جيت تدعو يا عبد الله قل اللهم اغفر لي اللهم اشرح لي صدري اين تجد قلبك يذهب يذهب الى العلو الى اعلى ولهذا بعض الناس تجد انه يرفع يديه ايضا. بعضهم يرفع بصره الى السماء هذه فطرة الانسان اذا دعا ربه لا يجد ان قلبه يذهب الى قدميه الى اسفل او الى امام فطرة الله التي فطر الناس عليها. ومع ذلك ينكر العلو بعض المنتسبين للاسلام والله المستعان فانظروا الى عدو الله يعلم ان الله في جهة العلو ولهذا قال ابنوا لي صرحا وبناء مرتفعا شاهقا في السماء لعلي اطلع على الهي موسى هذا الذي يقول ان له اله قال واني لاظنه من الكاذبين. انظر حتى عدو الله ما جزم هنا ما قال واني لاعلم انهم من الكاذبين لماذا؟ لانه قال هذا جحودا وعنادا ومكابرة والا هو يعلم ان الله يعلم ان ان الله جل وعلا هو الاله الحق وانه موجود وهو رب العالمين كما قال جل وعلا في اية اخرى قال فلما جاءتهم اياتنا مبصرة يعني فرعون وقومه قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها لاحظوا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا ها استيقنوا بهذه الايات وان موسى رسول رب العالمين وان الله هو الاله المعبود الحق استيقنت انفسهم بهذا ولكن جحدوا ذلك ظلما وعلوا وقال جل وعلا عن موسى انه قال مخاطبا لفرعون لما جاءه بالايات قال لقد علمت يا فرعون يعني المعنى يا فرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائرا واني لاظنك يا فرعون مثبورا ها لقد علمت يا فرعون انه ما انزل هذه الايات الا رب السماوات والارض اذا هنا قال واني لاظنه يريد يلبس على اتباعه. ولكن ما جزم لانه يعرف عدو الله ان الله هو الاله الحق وانه في جهة العلو. لا في اي جهة اخرى قال واستكبر هو وجنوده واستكبر هو وجنوده يعني استكبر فرعون وجنوده كانوا معه على ما هو عليه. وما ان استكبر يعني تعظم تعظموا عن الحق وعن اتباعه وهكذا الكفار في نفوسهم كبر واستعظام وترفع عن الحق قال جل وعلا واستكبر هو وجنوده وملأه اتباعه وامته الذين هم معه على كفره وظلاله في الارض بغير الحق. تعظموا في الارض بغير الحق ولهذا مر معنا انهم طغوا وتجبروا واستعبدوا بني اسرائيل وقتلوا رجالهم واستحيوا نساءهم وفعلوا تلك الافاعيل وتجاوزوا الحق الحد قال جل وعلا وظنوا انهم الينا لا يرجعون. انكار البعث وانكار اليوم الاخر ولهذا الايمان باليوم الاخر والايمان بالرجوع الى الله والوقوف بين يديه من اعظم ما يحمل المسلم على خوف الله وعلى الاستقامة على دين الله وعلى ترك ما حرم الله ولهذا تأملوا كثيرا ما يقرن الله جل وعلا بين الايمان به واليوم الاخر دون سائر اركان الايمان لان الايمان بالاخر يحمل على اصلاح العمل لانه يؤمن ان هناك يوم اخر وليست هي هذه الحياة الدنيا فقط كما يقوله الكفار قال وظنوا انهم الينا لا يرجعون توهموا انهم لا يرجعون الينا ولا نجازيهم ولا نحاسبهم ثم قال جل وعلا فاخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم اخذناه اي اخذنا فرعون وجنوده واتباعه ومن معه على دينه وملته فنبذناهم اي القيناهم وطرحناهم في اليم في البحر كما قال جل وعلا في اية اخرى قال فغشيهم من اليم ما غشيهم وقال جل وعلا فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وازلفنا ثم الاخرين وهو فرعون وقومه وازلفنا ثم الاخرين وانجينا موسى ومن معه. اجمعين ثم اغرقنا الاخرين ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين وقال جل وعلا في سورة الاعراف فانتقمنا منهم فاغرقناهم في اليم وقال تعالى في سورة الزخرف فلما اسفونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين وقال جل وعلا في سورة البقرة واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون وهذه الايات تفصل وتبين هذه الاية وقد مر الكلام عليها قال فانظر كيف كان عاقبة الظالمين انظر كيف كان عاقبة هؤلاء الذين ظلموا قال ابن كثير اي لمن سلك وراءهم. نعم. قال ابن كثير فاخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم اي اغرقناهم في البحر في صبيحة واحدة. فلم يبق منهم احد. فانظر كيف كان عاقبة الظالمين مين وجعلناهم ائمة يدعون الى النار اي لمن سلك وراءهم واخذ بطريقتهم في تكذيب الرسل وتعطيل الصانع اذا تأمل والنظر هنا المراد به نظر تأمل وتعقل بالقلب وليس نظر عين لان اهلاكهم كان قبل النبي صلى الله عليه وسلم سنين متطاولة قالت له انظر بعين البصيرة تأمل التدبر فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ما هي ان الله اهلكهم وقومهم اجمعين اغرقهم في اليم وذهبت ابدانهم للغرق وارواحهم للحرق النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب قال وجعلناهم ائمة يدعون الى النار قال ابن جرير الطبري اي جعلنا فرعون وقومه ائمة يأتم بهم اهل العتو على الله والكفر به يدعون الناس الى اعمال اهل النار لان الامام الامام يطلق على المقتدى به. الامام هو المقتدى به لكن قد يكون امام خير وامام هدى يقتدى به في الخير كما في قوله جل وعلا وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وفي دعاء المؤمنين واجعلنا للمتقين اماما وقد يكون آآ تكون الامامة ويكون الامام في الشر كما في فرعون وقومه وجعلناهم ائمة يدعون الى النار نعوذ بالله ثم قال جل وعلا ويوم القيامة لا ينصرون ويوم القيامة لا ينصرون. قال ابن كثير ويوم القيامة لا ينصرون اي فاجتمع عليهم خزي الدنيا موصولا بذل الاخرة كما قال تعالى واهلكناهم اهلكناهم فلا ناصر لهم. وقوله واتبعناهم في هذه الدنيا لعنة اي وشرع الله لعنتهم ولعن ولعن ولعن ملكهم فرعون على السنة المؤمنين. من عباده المتبعين رسله. وكما انهم في الدنيا ملعونون على السنة الانبياء واتباعهم كذلك يوم القيامة هم من المقبوحين. قال قتادة هذه الاية الكريمة كقوله واتبعوا في هذه لعنة. ويوم القيامة بئس الرفد المرفوض اذا جعلهم الله ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون حينما يحل بهم عذاب رب العالمين ما يستطيعون ان ينصروا انفسهم وليس هناك احد يقوم بنصرتهم والدفاع عنهم وهذا من الخزي والعار العظيم والعذاب المهين قال واتبعناهم بهذه الدنيا لعنة مرة كلام ابن كثير وقال الطبري والزمنا فرعون وقومه في هذه الدنيا خزيا وغضبا منا عليهم فحتمنا لهم فيها بالهلاك والبواري والثناء السيء ونحن متبعوهم لعنة اخرى يوم القيامة فمخزوهم بها الخزي الدائم ومهينوهم الهوان اللازم وهذا فيه زيادة ايضاح وبيان ونسأل الله العافية والسلامة مع انه جعلهم ائمة اهلكهم وجعلهم ائمة يدعون الى النار ولا ينصرون اتباعهم في هذه الدنيا لعنة فرعون لعنه الله وكذلك يوم القيامة وهم من المقبوحين من القوم كما قال الطبري قال من القوم الذين قبحهم الله فاهلكهم بكفرهم وتكذيبهم رسله فجعلهم عبرة للمعتبرين وعظة للمتعظين من قبحهم الله ليسوا من المؤمنين لا من المقبوحين الذين فعلوا الافعال القبيحة الذين يقبحون ويبكتون ويعذبون على كفرهم في هذه الدنيا وكفى بهذا واعظا وزاجرا ورادعا عن افعالهم الخبيثة ثم قال جل وعلا ولقد اتينا موسى الكتاب من بعد ما اهلكنا القرون الاولى بصائر بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون يقول ابن كثير يخبر تعالى عما انعم به على عبده ورسوله موسى الكليم عليه من ربه الصلاة والتسليم من انزال التوراة عليه بعدما اهلك فرعون وملأه فيذهب ابن كثير هنا الى ان الله جل وعلا اتى موسى الكتاب بعد ما اهلك فرعون وقومه لان التوراة انما انزلت على موسى بعد ان اهلك الله فرعون وقومه في اليم وخرج موسى وقومه من البحر وساروا وجدوا قوما يأتون على اصنام لهم كما قص الله وطنهم موسى يجعل لهم الها مثله فقال ان هؤلاء مكبر ما هم فيه وباطن ما كانوا يعملون ثم اخبر ان دهابي موسى لموعد ربه الذي وعده اياه للقاء ربه بعد ان يصوم اربعين يوما ولما ذهب موسى باثناء ذهابه آآ عبد بعض بني اسرائيل العجل بسبب ما سوله لهم السامري وعند ذلك انزل الله عليه التوراة. لاحظوا التوراة متى بعد هلاك فرعون وقومه بمدة ولهذا لما اخبره ربه ان قومه عبدوا العجل غضب من ذلك ثم اخبر انه بعد ذلك القى الالواح الواح التوراة غضبا لله ومن هنا فسر ابن كبير ان المراد القرون الاولى انه فرعون وقومه لماذا؟ لان التوراة انزلت عليه بعد هلاك فرعون وقومه وذهب ابن جرير الطبري رحمه الله الى ان القرون الاولى هي الامم المتقدمة لقوم نوح قعاد وثمود وقوم لوط فقال ولقد اتينا موسى التوراة من بعد ما اهلكنا الامم التي كانت قبله كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط واصحاب مدين وهذا والله اعلم هو الاظهر لانه قال القرون الاولى فرعون وقومه ليسوا من القرون الاولى بالنسبة لموسى نحن ارسل اليهم لكن القرون الاولى السابقة الامم المتقدمة واول من اهلكهم الله قوم نوح هذه هي الامم المتقدمة وهذا هو الاظهر والله اعلم قال جل وعلا بصائر هذا وصف للتوراة ان الله جل وعلا جعلها بصائل قال ابن كثير اي تبصروا من العمى والغي يعني من العمى والجهل فجعلها بصائر يتبصر بها الناس تبصرهم وتجعلهم يبصرون الحق ويتبعونه فيكونون عليه قال وهدى اي جعل ايضا هذا الكتاب الذي اتاه موسى وهو التوراة جعله هدى الى الحق هدى من الضلالة يهتدى به الى الحق لمن اخذ به وعمل بما فيه وايضا رحمة جعل هذه التوراة رحمة لمن عمل بها وارشادا الى الاعمال الصالحة والى ما يوجب رحمة الله جل وعلا ويكون سببا فيه لعلهم يتذكرون لعلهم اي لعل الناس يتذكرون به ويهتدون بسببه والمراد به قوم موسى ومن كان في زمنه فالله جعل لهم التوراة بصائر ونور يتبصر بها من من الجهل من الكفر من الضلال وجعلها هداية هدى يهدي الى الحق ورحمة لمن اتبعها كل ذلك لاجل ان يتذكر الناس يتعظون ويعتبرون ويأخذون العظة والعبرة فيعملون بالحق ويتبعونه ويحذرون من الكفر والضلال وهذا في التوراة لكن المراد في انها التوراة قبل ان يدخلها التحريف والتبديل والتغيير لان اليهود حرفوا وغيروا وبدلوا فيها لكنها حين انزالها على موسى عليه السلام كان هذا وصفها واما الان فلأ نسخت بالقرآن الكريم العظيم الذي لا تطوله يد التغيير انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ما تطوله يد التغيير لكن التوراة لا حرفت كما اشار الله جل وعلا الى ذلك في القرآن العظيم ولهذا الان هي غير مأمونة ولهذا تجد اكثر من نسخة للتوراة واكثر من نسخة للانجيل والحمد لله على حفظ كتابه وجعله مهيمنا على سائر الكتب فيهما في الكتب السابقة من الخير وزيادة عليها ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد