بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول جل وعلا وما كنت بجانب الغربي اذ قضينا الى موسى الامر وما كنت من الشاهدين. ولكنا انشأنا قرون فتطاول عليهم العمر وما كنت ساويا في اهل مدينا تتلو عليهم اياتنا ولكن كنا مرسلين اه هذه الايات المباركات ذكرها الله جل وعلا بعد ان ذكر قصص موسى مع قومه وبعد ذكره جل وعلا انه اتى موسى الكتاب من بعد ما اهلك القرون الاولى وجعل الكتاب الذي اتاه موسى بصائر للناس يستبصرون به من العمى وجعله هدى يهتدون به من الضلالة ورحمة لمن امن به واتبعه ثم قال جل وعلا اه مبينا صدق رسوله صلى الله عليه واله وسلم. وانه رسول من عنده قال جل وعلا وما كنت بجانب الغربي يعني وما كنت يا نبينا وما كنت يا نبينا يا محمد بجانب الغربي بالجانب الغربي من الجبل وهو جبل الطور كما مر معنا لان آآ لان الوادي المقدس كان في غربي جبل الطور وقد قدمنا ان موسى كان وجهه الى الكعبة والذي يكون جهة الكعبة فانه يكون الطور على يساره اذا كان الشجرة او الوادي المقدس عن يمينه والجانب الايمن فانه يكون تكون يكون الطور عن يساره لان الناس كانت قبلتهم الكعبة من لدن ابراهيم عليه السلام فهي قبلتهم فوصفه بالايمن باعتبار ما هو متعارف عليه عند الناس لانه لا يزال في الناس بقايا من الدين وامور يعني ثابتة عندهم والله جل وعلا جعل البيت قبلة للناس ومثابة للناس اه قال جل وعلا وما كنت يا نبينا وما كنت ايا نبينا بجانب الغربي قال الطبري بجانب غربي الجبل لان الوادي غربي الجبل هو الوادي المقدس والشجرة كانت في جانبه اذ قضينا الى موسى آآ وقبل ذلك يقول ابن كثير هنا يقول يقول تعالى منبها على برهان نبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث اخبر بلوغ حيث اخبر بالغيوم الماضية خبرا كانه سامعه شاهد وراء او كأن سامعه شاهد وراء لما تقدم وهو رجل امي لا يقرأ شيئا من الكتب نشأ بين قوم لا يعرفون شيئا من ذلك كما انه لما اخبره عن مريم وما كان من امرها قال تعالى وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون اي وما كنت حاضرا لذلك ولكن الله اوحاه اليك. وهكذا لما اخبره عن نوح وقومه وما كان من انجاء الله له واغراقه قومي يعني هنا ابن كثير رحمه الله آآ بين ان هذا ان هذه الاية دليل على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والا النبي صلى الله عليه وسلم ما كان بجانب الغربي وما كان لما انزل الله على موسى وقضى اليه ما قضى من امره لم يكن شاهدا ولا راء لكن الله لكن الله العليم الخبير اخبره بذلك. فدل على انه رسول من رب العالمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يقرأ ولا يكتب حتى يقال قرأه من كتب الاولين. بل ولا قومه الذي كان يعيش بينهم يقرأون او يكتمون فدل على انه رسول الله حقا. ثم استطرد ابن كثير رحمه الله مؤيدا لهذا المعنى ان الله جل وعلا قرر نبوة نبيه صلى الله اسلم بعلمه بعض علوم الغيب التي لم يكن حاضرا لها. فمن ذلك قصة مريم لما اختلفوا ايهم يكفلها والقوا اقلامهم في اليم آآ جاءت القرعة على زكريا قال الله عز وجل وما كنت لديهم اذ اذ اقتصموا وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم. ما كنت عندهم حينما كانوا يلقون اقلامهم ويقترعون. وما كنت لديهم ايظا اذ يختصمون ايهم يكفلها؟ انا اكفلها او فلان وهذا من علم الغيب. ثم قال جل وعلا اه تلك من انباء الغيب يعني ايضا لما ذكر قصص فرعون وكيف آآ قصص نوح مع قومه وكيف انجاه الله بالسفينة واغرق قومه قال جل وعلا بعدت تلك القصة آآ في سورة هود قال تلك من انباء الغيب نحييها اليك. ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل من قبلها فاصبر ان العاقبة للمتقين لاحظوا قال ما كنت تعلمها انت ولا قومك اذا ما الذي اخبره به من الذي اخبره بذلك؟ هو الله وهذا دليل على ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول من رب العالمين هذا تقرير لرسالته وصدقه ما جاء به ثم قال ابن كثير وقال في اخر السورة ذلك من انباء القرآن اقصه عليك. يعني في سورة هود لما ذكر ايضا جملة من اخبار الانبياء قال بعدها ذلك من انباء القرآن قصه عليه الله الذي يقصه علي والانباء واخبار القرى السابقة ما كنت معهم ولا اجتمعهم وبينك وبينهم سنين كثيرة متطاولة فنحن نقصه عليك. اذا فانت رسول من عندنا لست كاذبا. لست مفتريا ليست هذه اساطير الاولين وقال بعد ذكر قصة يوسف في سورة يوسف ايوا قال جل وعلا ذلك من انباء الغيب نوحيه اليه. وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون نحن نقصه عليك فانت رسولنا والا انت ما كنت لديهم ولا كنت عندهم ولا معهم اذ اجمعوا امرهم وهم يذكرون. وقال في سورة طه كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق وقد اتيناك من لدنا ذكرى هذا ايضا دليل على صدقه صلى الله عليه وسلم حيث يخبر بشيء من الغيوب لا يعلمها الناس كما هي على حقيقتها لا يعلمها الا الله جل الا الله جل وعلا قال وقال ها هنا بعدما اخبر عن قصة موسى من اولها الى اخرها وكيف كان ابتداء رحاء الله اليه وتكليمه وتكليمه له قال وما كنت بجانب الغربي ان قضينا الى موسى الامر يعني يا محمد ما كنت بجانب الجبل الغربي الذي كلم كلم الله موسى من الشجرة التي هي شرقية على شاطئ الوادي فكلام روكاثيرون يحتمل في اهتمام انه الجبل الغربي هل هو جبل غربي او انه طربوا وجانبوا جبل الطور الغربي. وهذا الذي يظهر والله اعلم انه جانب جبل الطور الغربي. وان الوادي آآ الوادي المقدس كان غربي الجبل وان الشجرة كانت على شرقيي على شرقيي الوادي المقدس فهي بالنسبة الى جبل جبل الطور غربية. ولكن بالنسبة للوادي الذي هو غربي الجبل تعتبر شرقية. كما قال ابن كثير هنا قال جل وعلا وما كنت من الشاهدين لذلك ولكن الله سبحانه وتعالى اوحى اليك ذلك ليجعله حجة وبرهانا على قرون قد تطاول عهدها ونسوا حجج الله اليم وما اوحاه الى الانبياء المتقدمين اه ومعنى قضينا الى موسى الامر يعني فرضنا الى موسى الامر فيما الزمناه وقومه كما قال الطبري. والمراد ما قضاه الله الى موسى اولا بانبائه وارساله اه الى فرعون وقومه وكذلك ما انزله الله جل وعلا على عليه من الاوامر وهي شريعة موسى قال وما كنت من الشاهدين ولكن انشأنا قرونا يعني خلقنا انشأنا اي خلقنا قرونا مما بين زمانك وزمان موسى ولكن يا نبينا يا نبينا يا محمد آآ انشأنا قرونا واناسا وامما كثيرة اه بينك وبين موسى فتطاول عليهم العمر اي طالت عليهم المهلة طالت عليهم المهلة وتمادى عليهم الامر فتغيرت الشرائع والاحكام وتونسية الاديان فتركوا امر الله جل وعلا. قاله الشوكاني في تفسيره. فتطاول عليهم العمر وما كنت ذاويا في اهل مدين تتلو عليهم اياتنا ولكن كنا مرسلين. وما كنت ساويا آآ اي وما كنت مقيما لانه يقال هوى بالمكان اذا اقام فيه ولبث فيه. فيقول الله جل وعلا وما كنت يا نبينا يا محمد مقيما في لاهل مدين تتلو عليهم اياتنا اين اخبرت عن نبيها شعيب؟ ومن قال لقومه وما ردوا عليه وكذلك ايضا ما حصل لموسى من ذهابه الى مدين وسقيه للمرأتين وآآ ذهابه الى ابيهما واتفاقه معه على ان يرعى له الغنم وتزويجه ما كنت داويا ما كنت مقيما معهم في تلك الفترة. حتى تعلم هذه الامور لكن هذا دليل انك نبيا من عندنا. وفيه ايضا امتنان على النبي صلى الله عليه وسلم. حيث انه يخبر بامور الغيوب امور الغيب وهو ما كان داويا ولا موجودا بينهم اه قال ابن كثير ولكنا كنا مرسلين اي ولكن نحن اوحينا اليك ذلك وارسلناك للناس رسولا. وهذا تقرير لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم وايضا امتنان عليه بانه علمه ما لم يعلم. وعلمه من انباء الغيب ما شاء جل وعلا. قال جل وعلا وما كنت بجانب الطور اذ نادينا كما قال جل وعلا ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقال اختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فهذا على قول بعض المفسرين ان ان جانب الطور المراد به نداء الله لموسى مرة اخرى وليس المرة الاولى التي ارسله فيها وانما بعدما نجى الله موسى وقومه واغرق فرعون وقومه ذهب موسى لميقات ربه فانزل الله عليه التوراة فهذا معنى الاية يقول هنا وما كنت بجانب الطور يعني بجانب جبل الطور اذ نادينا نادينا موسى انزل الله عليه التوراة وامره ونهاه وقال بعض المفسرين بل المراد به آآ الاول ما اوحى اليه ولكن آآ ذكره له مرة اخرى هذا من باب التوكيد وبيان اهمية الامر والاصل في الكلام كما يقول المفسرون آآ البناء على التأسيس لا على التأكيد فالقول بان نادينا وما كنت بجانب الطول اذ نادينا انه المراد به مناداته لموسى مرة اخرى بعد ان نجاه الله وقومه واغرق فرعون مرة اخرى ناداه لما جاء لميقات ربه وكلمه وناداه الله عز وجل وامره ونهاه فهو غير المرة الاولى وبينها سنين متطاولة لان الاولى كان ارساله الى فرعون والثانية ناداه بعدما جاء فرعون وكفر فرعون وعاند ثم اغرقه الله واهلكه وانجى موسى ومن معه ومروا بقوم يعبدون الاصنام. الى غير ذلك من القصص لان الاصل بالكلام بناؤه على التأسيس وهو الافادة لمعنى جديد وتأسيس معنى جديد لا على التوكيد انه مؤكد لمعنى قبله وان كان يرد هذا في كلام الله جل وعلا وفي كلام العرب ايضا انه قد يأتي الكلام للتأكيد قال اذ نادينا جبل الطور معروف اذ نادينا وهالدليل على ان الله سبحانه وتعالى يتكلم كلاما حقيقيا لان النداء لا يكون الا بصوت وحرف فناداه الله وسمعه موسى اذ نادينا ولكن رحمة من ربك رحمة من ربك رحمك وعلمك من علم الغيب ما شاء رحمة من ربك بك فاطلعك على ما لم تعرف ورحمة ايضا بالخلق من استجابوا وانابوا لانهم لما علموا بهذه الاخبار وهي لا يمكن ان يصل اليها البشر لانها مما تطاول العهد ومرت عليه السنين ولم يثبت بكتاب ولا غيره فهو رحمة لمن لبعض عباده يؤمنون ويصدقون يقولون والله لا يخبر بهذا الا نبي الا مرسل من ربه لانه لا يعلم احد اه من البشر ذلك ولهذا حتى التوراة والانجيل الموجود منها ليس كل ما فيها حق ولم تأتي بكل الحق نعم ولهذا جعله الله عز وجل رحمة بل وجعل النبي صلى الله عليه وسلم ايضا رحمة للعالمين رحمة للعالمين لمن طاعة واتبعه واتبع هداه لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبله اذا كان اذا جعلناك رحمة او رحمناك ورحمنا بك من اجل ان تنذر وتعلم قوما وهم قريش ما اتاهم من نذير من قبله ما اتاهم من نبي لان اخر الانبياء كان عيسى ولم يكن في ارض قريش ولم يكن في الحجاز وانما كان في الشام وبين النبي صلى الله عليه وسلم وبين عيسى على ما ذكره المؤرخون وعليه الاكثر واختاره ابن كثير وغيره ان بينهما ست مئة سنة فلم يكن فلم يكن قد اتاهم نذير قال ما اتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون لعلهم اذا جئتهم ودعوتهم وبينت لهم الحق واقمت عليهم الحجة وازلت عنهم الشبهة لعلهم يتذكرون ويتعظون ويؤمنون فيؤمنون بما جئت به فيدخلون في دين الله عز وجل ثم قال جل وعلا ولولا ان تصيبهم مصيبة بما قدمت ايديهم فيقول ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك ونكون من المؤمنين لولا هنا قالوا هي الامتناعية فامتنع فامتنع قولهم او امتنع اصابتهم بالمصيبة لو اننا عذبناهم قبل ان يأتيهم رسول فيكون المعنى كما قال ابن كثير رحمه الله قال اي وارسلناك اليهم لتقيم عليهم الحجة ولتقطع عذرهم اذا جاءهم عذاب من الله بكفرهم فيحتجوا بانهم لم يأتهم رسول ولا نذير كما قال تعالى بعد ذكره انزال كتابه المبارك وهو القرآن في سورة الانعام ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وان كنا عن دراستهم لغافلين او تقولوا لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدى منهم. فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة وقال جل وعلا رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير. فقد جاءكم بشير ونذير والله وعلى كل شيء قدير والايات في هذا كثيرة اذا يكون معنى الاية وجعلناك ولكن ولكن رحمة من ربك يعني جعلناك رحمة ورسولا لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من من قبلك لعلهم يذكرون ولان لا يقولوا اذا اصابتهم مصيبة فيما قدمت ايديهم من الكفر والضلال لولا ارسل الينا لولا ارسلت الينا رسولا فنحن ارسلناك رسولا ورحمة لماذا؟ حتى لا يقول قومك اذا حلت بهم مصيبة وعذبوا بسبب كفرهم وعدم ايمانهم لقالوا لولا ارسلت يا ربنا الينا رسولا ما ارسلت الينا رسولا فارسل الله النبي وسلم ليقطع حجتهم وهذا المعنى اكده ابن كثير رحمه الله في الايات التي قرأناها قريبا فيكون هذا معنى الاية ان الله سبحانه وتعالى ارسل النبي صلى الله عليه وسلم لئلا يقول الناس كفار قريش وغيرهم حينما تحل بهم عقوبة كفرهم لئلا يحتجوا ويقول ما ارسلت الينا رسولا؟ بلى قد ارسل اليكم رسول فلا حجة لكم قال جل وعلا ولولا ان تصيبهم مصيبة يعني عذاب وعقوبة ونكال على كفرهم بما قدمت ايديهم بسبب ما قدمت ايديهم وهو كفرهم وضلالهم فيقول ربنا لولا ارسلت الينا رسولا. فيقول عند ذلك ربنا لولا اي هلا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك ونكون من المؤمنين هلا ارسلت الينا رسولا حتى يدعونه ويبين لنا لو ارسلت الى رسول لاتبعنا اياته وامنا بك ونكون من المؤمنين فقطع الله عليهم هذه الحجة بارسال الرسول صلى الله عليه واله وسلم. قال جل وعلا فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا اوتي مثلما اوتي موسى فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا اوتي مثل ما اوتي موسى اولم يكفروا بما اوتي موسى من قبل؟ قالوا سحران تظاهرا وقالوا انا بكل كافرون يقول الله عز وجل فلما جاءهم الحق من عندنا اي فلما جاء قريش والعرب فلما جاءهم الحق من عندنا وهو الرسول صلى الله عليه واله وسلم بما جاء به من القرآن قالوا لولا اوتي مثل ما اوتي موسى. قالوا هلا اوتي مثل ما اوتي موسى يعني جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحق والبيان فقالوا معترظين عليه لو لو كان رسولا حقا لاتنا بمثل ما اتى به موسى لا تبي الايات مثل ما اتى بها موسى فهذا في غاية التكذيب وانكار نبوة النبي صلى الله عليه واله وسلم وهذا من قول كفار قريش على الصحيح لان السياق يدل على هذا الاية التي قبلها وما بعدها فهذا من قول كفار قريش وقال بعض المفسرين انما انما هدى رد على يهود لان يهود هم الذين يعرفون انه اوتي موسى الايات وهذا فيه بعد والله اعلم. الاظهر والله اعلم انه في كفار قريش لكن ذكر بعض المفسرين ان كفار قريش قالت لهم يهود تعالوا اليهود فقالوا قولوا له لما لا تأتي باية مثل ما اوتي موسى وانما ارسل اليهم ولقنوهم الحجة فقالوا احتجوا على محمد الذي يدعوكم ويقول انه رسول قولوا لهم كنت رسولا هلا اتيت ايات مثل ما اوتي موسى. موسى اوتي ايات. اوتي العصا واليد والدم والضفادع والقمل وغير ذلك هذا الذي يظهر انه من قول قريش ولا شك ان قريش كان عندهم شيء من العلم عن الرسل السابقين ولهذا يقول اساطير الاولين اكتتبها فهم عندهم شيء من العلم من حيث الجملة وهذا الاظهر والاصل يا اخوان يعني ان السياق معتبر سياق الايات السباق واللحاق ما قبل الاية وما بعدها معتبر والاصل انها تتكلم في موضوع واحد ولا يخرج الى غير المخاطب فيها الا اذا قامت الحجة والدليل البين على ذلك قال جل وعلا ولما جاءهم الحق اي جاء كفار قريش والعرب بل ومعهم اليهود لكن اليهود انما كان ذلك بعد ذلك لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ولما فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا اي هلا اوتي محمد مثلما اوتي موسى قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن القوم الذين لو عذبهم قبل قيام الحجة عليهم لاحتجوا بانهم لم يأتهم رسول. يعني انهم كفار قريش انهم لما جاءهم الحق من عندنا على لسان محمد انه لما جاءهم الحق من عنده على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قالوا على وجه التعنت والعناد والكفر والجهل والالحاد لولا اوتي مثل ما اوتي موسى. اولم يكفروا بما اوتي موسى من قبل؟ يعنون والله والله اعلم يعني يفسر معنى ما اوتي موسى فيقول يعنون والله اعلم من الايات الكثيرة مثل العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والظفادع والدم وتنقص الزروع والثمار بما يضيق على اعداء الله وكفلق البحر وتظليل الغمام وانزال المن والسلوى الى غير ذلك من الايات الباهرة والحجج القاهرة التي اجراها الله على يدي موسى عليه السلام حجة وبراهين له على فرعون وملأه وبني اسرائيل طيب ومع هذا كله لم ينجح في فرعون وملته لم يرجع لم ينجح يعني لم ينفع ولم ينجح هذا البيان وهذه الايات لم ينجح في فرعون وملأه بل كفروا بموسى واخيه هارون كما قالوا لهما اجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه اباءنا وتكون لكم الكبرياء في الارض وما نهلكما بمؤمنين وقال تعالى فكذبوهما فكانوا من المهلكين ولهذا قال ها هنا اولم يكفروا بما اوتي موسى من قبل او اي او لم يكفر البشر بما اوتي موسى من تلك الايات العظيمة قالوا سحران يتظاهرا هكذا قال ولكن الاظهر والله اعلم انها في كفار قريش اولم تكفروا بما اوتي موسى هم كم انتم الان تقول لولا اوتي مثل ما اوتي موسى وانتم كفرتم بموسى وغيره تعبدون الاصنام والاوثان فتقولون اجعل الالهة اله واحدا فانهم كفرة بالانبياء او اذا كان الخطاب مع اليهود يكون الخطاب لليهود. انتم قد كفرتم بموسى ولكن اظهر والله اعلم انه مع كفار قريش لان اليهود ما كفروا بايات موسى. الذي كفر بايات موسى هم هو فرعون وملأه وان كان بعض المفسرين قال المراد من كفر باية موسى ممن جاء بعد ذلك بما هيهم كفار قريش. فالاظهر والله اعلم ان هذه العرب وانها في كفار قريش انهم كفروا بما اوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا ولكن الحقيقة قولهم قالوا سحران تظاهرا هذا قد يرشح انهم يهود ولكن حينما نبين يعني الاقوال يتضح المعنى. اولا قوله سحران فيها قراءتان سبعيتان متواترتان فقرأ عاصم وحمزة والكسائي سحران بغير الف وقرأ الباقون ساحران للالف ومن هنا اختلفت اقوال اهل العلم المراد بقوله سحران فعلى قراءة السحران بدون الف يكون الضمير رادع على التوراة والقرآن على الراجح لان التوراة اوتيت موسى والقرآن اوتيه محمد صلى الله عليه وسلم التوراة اتاها الله موسى والقرآن اتاه الله محمد فيقولان السحران يعني التوراة والانجيل سحران هما سحر تظاهر تعاونا وتساعدا على هذا السحر ولهذا قالوا بعد ذلك وقالوا انا بكل كافرون كافر بالتوراة والقرآن لانهما سحران تظاهرا وتعاون وتساعد على تقرير السحر فالذي جاء به محمد سحر وهذا قد حكاه الله عن كفار قريش والذي جاء به موسى كذلك سحر وقيل بل المراد وهذا القول انه القرآن والتوراة هو الصحيح والاظهر وهو اختيار ابن كثير وغيره والسياق يدل على هذا. وقيل ان سحران عائد على التوراة والانجيل وهذا قول فيه بعد وقيل بل المراد به الانجيل والقرآن لماذا؟ لان الانجيل هو اخر كتاب قبل القرآن ولكن سياق الايات يا اخوان يرشح انه القرآن والتوراة القرآن الله ذكره هنا يعني اشار الله عز وجل عليه هنا فلما جاءهم الحق من عندنا والتوراة قبل في نفس السياق قبل ايات قليلة قال ولقد اتينا موسى الكتاب من بعد ما اهلكنا القرون الاولى بصائر السياق كله يتحدث عن التوراة والانجيل كله يتحدث عن التوراة والقرآن. ما جاء الانجيل ذكر اصلا هذا هو الراجح والله اعلم ان على قولهم سحرا يعني التوراة والقرآن التوراة التي انزلت على موسى والقرآن الذي انزل على محمد سحران هذان سحران من السحر فظهر تعاون وتساعد على السحر ولهذا قالوا ان بكل كافرون. كافرون بالتوراة والقرآن واما على قراءة ساحرا فقال بعضهم ساحران هذا من قول اليهود والمراد به موسى وهارون لانهما رسولان جاء مع بعضهما ارسلهم الله الى فرعون وقومه. فقالوا ساحرا موسى وهارون وقال بعضهم بل المراد بقوله ساحرا قال هو عيسى ومحمد والقول الثالث وهو الاظهر والله اعلم بدلالة السياق كما قررنا في القراءة السابقة ان ساحران يراد به موسى ومحمد لان موسى عليه انزلت التوراة وهو الذي جاء بها ومحمد هو الذي انزل عليه القرآن وهو الذي جاء به فعلى قراءة سحران المراد به التوراة والقرآن وعلى قراءة ساحران المراد به النبيان اللذان انزلا عليهما هذا من الكتاب انزل عليهم هذا هذان الكتابان وهما محمد صلى الله عليه وسلم وموسى عليه الصلاة والسلام قالوا قل فاتوا بكتاب من عند الله واهدى منهما هل دليل ان ان الخطاب مع كفار قريش؟ الله يقول لهم قل قل لهم يا محمد فاتوا بكتاب من عند الله واهدى منهما اتبعه ان كنتم صادقين ائتوا بكتاب اهدى من التوراة والانجيل ان كنتم صادقين وانا اتبعه ولن يأتوا لان الله عز وجل تحداهم ان يأتوا بكتاب مثله فما استطاعوا. وتحداهم ان يأتوا بعشر سور تحداهم بان يأتوا بعشر سور مثلهم مفتريات فما استطاعوا. وتحداهم ان يأتوا بسورة واحدة من مثله فما استطاعوا قال ان كنتم صادقين فيما تقولون لكنكم كاذبون. فان لم تأتوا بكتاب اهدى منهما تقولان هذان سحران ائتوا بكتاب اهدى منهما ان كنتم صادقين وانا اتبعه ولكنكم لن تأتوا بمثله ولو كان بعضكم لبعض لبعض اذا فانتم كاذبون ولستم صادقون ولستم بصادقين. قال جل وعلا فان لم يستجيبوا لك ويأتوا بكتاب اهدى من التوراة والانجيل. فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم انما يتبعون اهواءهم مع تأويل الانفس دين الاباء وجدنا ابائنا على امة يريدون الشهوات يريدون متوى انفسهم من الضلال والنفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي وما الاضل ممن تبع هواه بغير هدى ومن اضل اي لا احد اضل في باب اتباع الهوى في باب الاتباع لا احد اظل في باب اتباع غير الحق ممن اتبع هواه وكما قررنا وذكرنا سابقا ان العلماء اختلفوا في قوله ومن اضل فمنهم من قال هم مستوون في الاظلمية ومن اظلم ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ومن اظلم ممنع ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. الى غير ذلك من من الايات. فقالوا هم في مستوى واحد من الاظلمية والذي عليه المحققون كما ذكره الامين الشنقيطي رحمه الله وغيره ان المراد ومن ان المراد انه لا احد اظل منه في بابه ايه فبباب المنع لا احد اظل ممن منع مساجد الله. وفي باب اتباع غير الحق لا احد اضل ممن اتبع هواه قال جل وعلا فاعلم انما يتبعون اهواءهم ومن اضلوا اي لا احد اضلوا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله وهذا الدليل كما قال بعض السلف ان الاصل ان الهوى ضد الحق لكن قد يوافق الهوى احيانا الحق وهذا قد يكون في عباد الله المؤمنين الصالحين. من شدة تقواهم وصلاحهم انهم يوافقون الحق اذ يهوى شيئا فيتبين انه فيكون هو الحق ولهذا تقول عائشة ما ارى للنبي صلى الله عليه وسلم ما ارى ربك الا يسارع في هواك لانه كان يهوي الحق صلى الله عليه واله وسلم فالحاصل آآ ومثل ايضا ما جاء ان انه عمر بن الخطاب رضي الله عنه هوى ان ان يجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتخذ مقام ابراهيم مصلى وان يحجب نساءه وان وان فجاء الحق بذلك ونزل مؤيدا لكن هذا على قلة ولا ولا يكون هذا الهوى ميزان للحق او يقول الانسان انا اقول كيت وكيت لاني اهواه بنفسي. لا الرجال يعرفون بالحق لا يعرف الحق بالرجال لانه قاله فلان وهواه فلان. قال جل وعلا ان الله لا يهدي القوم الظالمين هؤلاء ظالمون والظالمون المراد والله اعلم هو الظلم الاكبر الذي هو الشرك والكفر فلا يهدي الكافرين الظالمين المشركين الذين اختاروا طريق الضلال لانه بعمله يجازى الانسان فالذين اهتدوا زادهم هدى فلما ازاغ الله قلوبهم ثم قال جل وعلا ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون ومعنى وصلنا لهم القول يقول القرطبي اي اتبعنا بعضه بعضا. وبعثنا رسول بعد رسول وصلنا لهم القول يعني اتبعنا بعظه بعظ وصلنا لهم القول وبعثنا رسول بعد رسول وبينا لهم لعلهم يتذكرون ويؤمنون وقال ابو عبيدة والاخفش معنى وصلنا اي اتممنا كصلة ذكشي يعني بشيء وقال ابن عيينة والسدي بينا وصلنا اي بينا. وقال مجاهد فصلنا وقال ابن زيد وصلنا لهم خير الدنيا بخير الاخرة حتى كأنهم في الاخرة في الدنيا وقال اهل المعاني والينا وتابعنا وانزلنا القرآن تبع بعضه بعضا ووعدا ووعيدا وقصصا وعبرا ونصائح ومواعظ ارادة ان يتذكروا فيفلحوا. واصلها من وصل الحبال بعضها ببعض فالحاصل ان هذه المعاني كلها بمعنى متقاربة بمعنى واحد متقاربة في المعنى. المراد ان الله يقول وصلنا لكفار قريش القول تابعنا وفصلنا وبينا لهم القول لا اللوم يتذكروا ولكنهم لم يفعلوا ذلك والله اعلم ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد