بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة القصص وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون يخبر جل وعلا انه المنفرد بالخلق والاختيار كما قال ابن كثير قال يخبر تعالى انه المنفرد بالخلق والاختيار وانه ليس له في ذلك منازع ولا معقب فقال جل وعلا وربك يخلق ما يشاء ويختار اي ما يشاء فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فالامور كلها خيرها وشرها بيده ومرجعها اليه قال ابن جرير الطبري وربك يخلق ما يشاء ان يخلقه ويختار لولايته الخيرة من خلقه ومن سبقت له السعادة وقال السمعاني ويختاروا ان يخلقوا ما يشاء من الخلق ويختار من يشاء للنبوة وقال السعدي هذه الايات فيها عموم خلقه لسائر المخلوقات ونفوذ مشيئته بجميع البريات وانفراده باختيار من يختاره ويختص من الاشخاص والاوامر والازمان والاماكن وان احدا ليس له من الامر والاختيار شيء وانه تعالى منزه عن كل ما يشركون به من الشريك والظهير والعوين والولد والصاحبة ونحو ذلك وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والاختيار في لغة القرآن هو التفضيل والانتقاء والاصطفاء وقال ابن القيم والاختيار هنا يعني في هذه الاية هو الاجتباء والاصطفاء وهو اختيار بعد الخلق يعني يخلق ما يشاء ويختار جل وعلا من بين خلقه من يكون مؤمنا ومن يكون وليا ومن يكون نبيا فهو سبحانه وتعالى الخالق لكل شيء وهو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولهذا قال ما كان لهم الخيرة ليس للعباد الخيرة سواء في اعمارهم او اعمالهم او الوانهم او طولهم او قصرهم او تقواهم او كفرهم او غير ذلك فالامر له سبحانه وتعالى. قال ابن كثير وقوله ما كان لهم الخيرة نفي على اصح القولين كقوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون له ان يكون لهم الخيرة من امرهم نعم وهذا نفي ما كان لهم الخيرة ليس لهم الخيرة في في اي شيء من امورهم لا في خلقهم ولا في دينهم ولا في ارزاقهم ولا غير ذلك هذا هو الصحيح انه نفي ثم قال ابن كثير وقد اختار ابن جرير ان ما هنا بمعنى الذي تقديره ويختار الذي لهم فيه الخيرة يعني يرى ابنك ابن جرير الطبري ان ماؤنا ليست نافية والصحيح انها نافية لكن ابن جرير الطبري يقول ما هنا موصولة طيب ما تقدر الكلام قال تقدير الكلام وربك يخلق ما يشاء ويختار الذي كان لهم الخيرة يخلق ما يشاء جل وعلا ويختار لمن خلق ما له فيه الخيرة ويختار للذي خلق ما فيه الخيرة والصحيح انها نافية لان لان جعلها موصولة هذا حجة للمعتزلة لانهم يقولون آآ الله يجب عليه ان يختار الاصلح ولهذا قال ابن كثير قال وقد احتج بهذا المسلك طائفة طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الاصلح والصحيح انها نافية كما نقله ابن ابي حاتم عن ابن عباس وغيره ايضا فان المقام في بيان انفراده تعالى بالخلق والتقدير والاختيار وانه لا نظير له في ذلك ولهذا قال سبحان الله وتعالى عما يشركون. اي من الاصنام والانداد التي لا تخلق ولا تختار شيئا والقول كما قال ابن كثير هي نافية ولهذا ختم الاية بتنزيه نفسي عما يشركون معه فانهم لا يخلقون ولا يختارون ولا يملطون نفعا ولا ضرا والتسبيح كما مر معنا هو التنزيه والتبرئة عن كل نقص وعيب مع التعظيم فهو ينزه نفسه جل وعلا عن كل نقص وعيب مع التعظيم لها لانه العظيم الذي يستحق الكمال المطلق وتعالى اي ترفع عما يشرطون لانهم يجعلون له شركاء من الاصنام والاوثان وهذه الامور الدنية فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرة ثم قال جل وعلا وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون. وفيه بيان احاطة علمه جل وعلا. وانه يعلم ما تكنه وتخفيه صدور العالمين وما تستره ويعلم ايضا ما يعلنون فهو العليم الذي احاط علمه بكل شيء كما قال جل وعلا سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ثم قال جل وعلا وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى والاخرة وله الحكم واليه ترجعون فاخبر وبين انه هو الاله اي الاله المعبود كما قال ابن عباس قال الله هو ذو ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. فهو الله المألوه جل وعلا اله الخلق ومعبودهم لا اله الا هو لا اله نافية. الالوهية عما سواه جل وعلا. والا هو او الا الله مثبتة الالوهية والعبادة له وحده لا شريك له. ولهذا لا اله نفي والا الله او الا هو اثبات و هما ركنا لا اله الا الله النفي والاثبات. وقد مر معنا تقرير ان معنى لا اله الا هو او لا اله الا الله اي لا معبود بحق سواه فهو الاله فهو الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين وهو المستحق ان يعبد لا معبود بحق سواه. ومن عبد الاصنام واشركها مع الله فقد افترى على الله وقال قولا باطلا لا حقيقة له بل هي معبودة بالباطل. ولهذا لابد ان يقيد لا اله معنى لا اله الا الله بقوله لا معبود بحق في كلمة بحق لان الله جل وعلا يقول ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل. فبين انه المعبود الحق وكل من يدعى من دونه مدعو بالباطل والاثم والعدوان والكذب والزور. وقد ذكر العلماء ايضا آآ شروط للا اله الا الله اه حتى تنفع قائلها وينجو من عذاب الله جل وعلا جمعها بعضهم في بيتين فقال علم يقين واخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الاله من الاوثان قد اله. فهي ثمانية شروط وبعضهم يجعلها سبعة شروط ولا مشاحة في الاصطلاح فهذه شروطها العلم بلا اله الا الله علما يضاد الجهل اليقين بلا اله الا الله يقينا يقينا يضاد الشك الاخلاص بلا اله الا الله اخلاصا يضاد الرياء. الصدق بلا اله الا الله صدقا يضاد الكذب المحبة للا اله الا الله محبة تضاد البغض القبول للا اله الا الله قبولا ينافي الرد اه القبول الانقياد للا اله الا الله انقيادا ينافي الترك. وثامن شروطها الكفر بما يعبد من دون الله قال جل وعلا لا اله الا هو له الحمد في الاولى والاخرة فهو المحمود في الاولى والاخرة محمود في الدنيا ومحمود في الاخرة لانه هو المستحق للحمد وافعاله كلها تقتضي الحمد افعله واقواله واحكامه جل وعلا. ولهذا قال له الحمد في الاولى والاولى هي الدنيا. والاخرة وهي القيامة وله الحكم قال الطبري وله القضاء بين خلقه فهو الذي يقضي بين خلقه ويفصل بينهم يوم القيامة واليه ترجعون اليه ترجعون ايها الناس فيجازي كل كل عامل بعمله فمن عمل خيرا وجد خيرا ومن عمل شرا فلا يلومن الا نفسه. قال ابن كثير رحمه الله وهو لا اله الا هو اي هو المنفرد بالالهية فلا معبود سواه كما لا رب يخلق ويختار سواه له الحمد في الاولى والاخرة اي في جميع ما يفعله هو المحمود عليه لعدله وحكمته وله الحكم الذي لا معقب له لقهره وغلبته من لقهره وغلبته وحكمته ورحمته واليه ترجعون. اي جميعكم يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله من خير وشر ولا يخفى عليه منهم خافية في سائر الاعمال. ثم قال جل وعلا قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة قل ارأيتم اي قل لهم يا نبينا ارأيتم اخبروني ان جعل الله عليكم الليل سرمدا والسرمدي اي الدائم الذي لا ينقطع قال الطبري العرب تقول لكل ما كان متصلا لا ينقطع من رخاء او بلاء او نعمة هو سرمد وقال مجاهد في قوله سرمدا هنا قال دائما لا ينقطع الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بضياء افلا تسمعون؟ يعني لو جعل الله عليكم الليلة سرمدي دائما ابديا ظلمة لا ضياء فيها الى يوم القيامة من الذي يستطيع ان يأتيكم بضياء وبنور ترون فيه وتبصرون افلا تسمعون افلا تسمعون قال الطبري افلا ترعون الافلا ترعون ذلك سمعكم وتفكرون في فيه فتتعظون؟ نعم لله المن علينا والفضل لو سأل جعل الليل سرمدي فانقطعت مصالح الناس وذهب الضياء الذي يسيرون فيه ولكلفهم الظياء والنور المبالغ الطائلة فهذا من رحمته جل وعلا ولهذا يقول ابن كثير يقول تعالى ممتنا على عباده بما سخر لهم من الليل والنهار الذين لا وعملهما اللذين لا قوام لهم بدونهما وبين انه لو جعل الليل دائما عليهم سرمدا الى يوم القيامة لاضر ذلك بهم ولسئمتهم النفوس حصرت منه ولهذا قال من اله غير الله يأتيكم بضياء اي تبصرون به وتستأنسون بسببه افلا تسمعون ثم اخبر انه لو جعل النهار سرمدا كذلك دائما مستمرا الى يوم القيامة لاضر ذلك بهم ولتعبت الابدان وكلت من كثرة الحركات والاشغال. ولهذا قال من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون باي تستريحون من حركاتكم واشغالكم. افلا تبصرون فهذا كله من نعم الله علينا. والانسان اذا تعود على على النعم آآ يغفل عن التفكر فيها الا من رحم الله ولهذا يقول اهل العلم اذا كثر الامساس قل الاحساس فالانسان منذ ان وجد على الدنيا والليل يأتي ثم يعقبه النهار ولا يتفكر ولا يشكر الله على هذه النعمة يا اخي لو شاء الله لجعل الليل سرمديا ظلما دائما وابدا فانقطعت مصالحنا ومعاشنا وذهابنا ومجيئنا ولو شاء ايضا لجعلنا النهار سرمدي كل الزمان نهار مضيء ليس فيه وقت للراحة ولا لانقطاع التعب ولا للنوم ولا لغير ذلك. فله الحمد على ذلك فهو العليم الحكيم وهذا من ادلة ربوبيته جل وعلا والله جل وعلا كثيرا ما يقرر في القرآن توحيد الالوهية بذكر توحيد الربوبية فالذي يفعل ذلك بكم وهو ان يجعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر ولم يجعله سرمدي هو المستحق ان يعبد ان يعبد سبحانه وتعالى ثم قال اه جل وعلا ومن رحمته ثم قال في نعم في اخر الاية قال فمن يأتيكم قل ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم؟ بليل تسكنون فيه ان يأتيكم بليل تسكنون في لا احد يأتي بليل نسكن فيه وهذا دليل ان الليل محل السكون الليل سباتا يعني محل انقطاع الحركة والسكون والهدوء والنوم ليستعيد البدن قوته قال جل وعلا افلا تبصرون افلا تبصرون ذلك قال الطبري افلا ترون بابصاركم اختلاف الليل والنهار عليكم رحمة من الله لكم وحجة منه عليكم فتعلم بذلك ان العبادة لا تصلح الا لمن انعم عليكم بذلك سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا ومن جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا في قال ابن قال ابن كثير رحمه الله جعل لكم الليل والنهار اي خلق هذا وهذا لتسكنوا فيه اي في الليل ولتبتغوا من فضله. اي في النهار بالاسفار والترحال والحركات والاشغال. وهذا من باب باللف والنشر وقال الطبري جعل لكم الليل والنهار مخالف بينهما فجعل هذا الليل ظلاما لتسكنوا فيه وتهدأ وآآ تستقر لراحة ابدانكم فيه من تعب التصرف الذي تتصرفون به الذي تتصرفون نهارا لمعايشكم نعم ان هذا من رحمته جل وعلا التي رحمنا بها انه جعل لنا الليل والنهار ولاجل ان نسكن فيه في الليل عن الحركة والذهاب والمجيء لن لتستريح ابداننا من عناء ومشقة طلب الرزق ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون تبتغوا من فضل الله كما قال ابن كثير يعني الليل الليل تسكنون فيه والنهار تبتغون فيه من فضل الله وتطلبون الرزق وتكسبون ما يكون به قواموا قوام حياتكم وحياة من آآ تعولونه وحياة البشر جميعا. ولعلكم تشكرون. قال لي ولتشكروه على انعامه عليكم بذلك فعل ذلك لتفردوه بالشكر وتخلصوا له الحمد. لانه لم يشركه في انعامه بذلك شريك. سبحانه وتعالى تعالى قال ابن وقال ابن كثير اي تشكرون الله بانواع العبادات في الليل والنهار ومن فاته شيء بالليل استدركه بالنهار او بالنهار استدركه بالليل كما قال تعالى وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان ترى او اراد شكورا. والايات بهذا كثيرة ثم قال جل وعلا ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون ويوم اي واذكر يوما واذكر يا نبينا يوم ووقت يناديهم ربهم جل وعلا ينادي من اشرك وجعل معه الها اخر اين شركائي الذين كنتم تزعمون وهذا يوم القيامة اين الشركاء شركاء الذين زعمتم ودل على ان هذا قول باطل لانه قال زعمتم والزعم في الاصل انه يكون للكذب للقول الكذب فانتم كنتم تزعمون انهم شركاء لي اين هم ذهبوا لم ينفعوكم بشيء وهذا على سبيل التوبيخ لهم والتقريع والاهانة. يقول ابن كثير وهذا ايضا نداء على سبيل التقريع والتوبيخ لمن عبد مع الله الها اخر يناديهم الرب تبارك وتعالى على رؤوس الاشهاد. فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ اي في الدار دنيا ثم قال جل وعلا ونزعنا من كل امة شهيدا. فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا ان الحق لله وضل عنهم ما كانوا اه ونزعنا يقول الطبري واحضرنا من كل جماعة شهيد شهيدها واحضرنا من كل جماعة شهيدها وهو نبيها. الذي يشهد عليهم الذي يشهد عليها بما اجابته امته فيما اتاهم به عن الله من الرسالة بما اتاهم الله به من الرسالة وهذا كما قال جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا اذا وقال جل وعلا فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. اذا ونزعنا من كل شهيد اي احضرنا من كل امة شهيد يشهد عليها وهو نبيها وهو نبيها لان الانبياء يوم القيامة كما جاء في الحديث الذي في البخاري اه يأتي الله عز وجل بالامم تسألهم هل اتاكم من نذير؟ هل اتاكم من شهيد؟ فيقولون ما جاءنا من شهيد ويجحدون انه جاءهم شهيد وانه امرهم وبين لهم الحق قال فيدعى نوح حديث في البخاري فتجحد امته فيقول الله عز وجل له هل لك من شهيد؟ فيقول نعم محمد وامته فيجاء بامة النبي صلى الله عليه وسلم فيشهدون ان ان نوحا قد بلغ امته الرسالة وادى الامانة فيقول الله وما يدريكم؟ فيقولون جاءنا ذلك في كتاب ربنا واخبرنا به نبينا فيشهد عليه النبي صلى الله عليه واله وسلم. وهذا كله يدل على ان الشهيد هنا المراد به النبي الذي يشهد على قل لي الذي يشهد على امتي بتبليغ الرسالة ودعوة التوحيد واقامة الحجة فلا حجة لاحد على الله رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. ثم قال جل وعلا فقلنا هاتوا برهانكم قال الطبري وقلنا لامة كل نبي منهم التي ردت نصيحته وكذبت بما جاءها به من عند ربهم اذ شهد نبيها عليها بابلاغ اياها رسالة ربه هاتوا حجتكم على شرككم. نعم لانه تقوم عليهم حجة. فيقول الله عز وجل لهم هاتوا برهانكم. والبرهان هو الحجة والدليل هاتوا برهانكم على ما زعمتموه من ان هذه الالهة انها شركاء لي وانهم الهة معي هاتوا حجتكم على شرككم وكفركم وما وما عملتم قال جل وعلا فعلموا ان الحق لله يعني انقطعت حجتهم وعلموا علم اليقين ان الحق لله سبحانه وتعالى وانه هو المعبود الحق وانه هو الواجب ان يفرد وان الحق له على عباده جل وعلا وان حقه ان يعبدوه وحده لا شريك له كما قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. قال فعلموا ان الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون يعني ظل عنهم كل ما كانوا يفترونه من الالهة والانداد والاصنام والاعوان وايضا دليل انه مفترى لانه قال ما كانوا يفترون. والافتراء اشد الكذب الافتراء هو الكذب الشديد. نسأل الله العافية والسلامة فكل هذه الايات تدل على بطلان عبادة غيره معه تدل على بطلان عبودية الاصنام والاوهان وغيرها كل ذلك زعم كل ذلك افتراء على الله جل وعلا. ومع ذلك امهلهم جل وعلا في الدنيا ولكنه يؤاخذهم به يوم القيامة وذلك حينما لا ينفعهم الندم قال ابن كثير ونزعنا من كل امة شهيدا قال مجاهد يعني رسولا فقلنا هاتوا برهانكم اي على صحة ما ادعيتموه من ان لله شركاء فعلموا ان الحق لله لا اله غيره. اي فلم ينطقوا ولم يحيروا جوابا. يعني انقطعت حجته انقطعت حجتهم لانهم زال اختيارهم في الدنيا الان ولكن في الاخرة تبينت الامور على حقائقها فعلموا انهم كانوا في ضلال مبين ثم قال وظل عنهم ما كانوا يفترون اي ذهبوا فلم ينفعونهم يعني ذهبت عنهم الاصنام والالهة التي كانوا يدعونها من دون الله. فالله سبحانه وتعالى قد اقام الحجة على الخلق والدلالة على انه لا اله الا هو سبحانه وتعالى سواء ما كان في الفطر فان الله جل وعلا قد فطر الخلق على عبوديته وعلى انه هو ربهم فطرة الله التي فطر الناس عليها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يفسر الاية ما من مولود الا ويولد على الفطرة على الفطر يعني على التوحيد والاسلام. ما هو الدليل قال فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ولم ولم يذكر او يمسليمانه لان هذا هو الفطرة هذا دين الاسلام ولكن مع ذلك تسلطت الشياطين على بني ادم واجتالتهم كما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي اني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فاجتالتهم الشياطين يعني اجتالتهم نقلتهم عن الفطرة فصاروا الى الشرك والكفر بالله جل وعلا الا وكذلك اقام قد الدليل على وحدانيته بالادلة الفطرة الادلة الافاقية الافاق الجبال الاشجار الشمس القمر الليل النهار وكذلك النفسية في انفسهم الانسان يرى في نفسه ما يدل على ان الذي خلقه هو الله والله ما يستطيع يخلق احدا مثل خلقه جل وعلا وكذلك بعث الانبياء يدعون الى الله وانزل عليهم الكتب كل ذلك اقامة للحجة على الخلق وقطعا لعذرهم وبيانا وايظاحا للحق حتى يهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد