الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة. اذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا يبغي الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين هذه الايات في قصة قارون مع موسى وقومه وقومه وقارون هذا وهو ابن عم موسى لان الله يقول ان قارون كان من قوم موسى قال ابن جرير الطبري وقارون هذا هو قارون ابن يسهر ابن قاهف ابن لاوي ابن يعقوب وقال ابن عباس كان ابن عمه وقاله ايضا ابراهيم النخعي وقاله قتادة ومالك بن دينار وجمع وابن جريج وجمع كلهم قالوا انه ابن عم موسى قال ابن جريج هو قارون ابن يسهر ابن قاهف وموسى ابن عمران ابن قاهف وهو ابن عمه لنسبه بل يقولون ان عمه كان شقيق ابي موسى لامه وابيه وهذا هو القول المشهور عند المفسرين ان قارون كان ابن عم موسى وكان مؤمنا بما جاء به موسى ثم كفر بعد ذلك وجاءني ابن عن محمد ابن اسحاق انه قال ان قارون كان عم موسى وهذا القول فيه نظر حتى قال ابن كثير وزعم محمد ابن اسحاق وذكر هذا القول فالذي عليه جمهور المفسرين انه ابن عمي موسى قال ابن جرير الطبري واكثر اهل العلم على انه كان ابن عمه والله اعلم وقال قتادة ابن دعامة كنا نحدث انه كان ابن عم موسى وكان يسمى المنور لحسن صوته بالتوراة ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري فاهلكه البغي لكثرة ماله وقال شهر بن حوشب زاد في ثيابه شبرا طول ترفعا على قومه اذا الحاصل ان قارون هذا هو ابن عم موسى وكان مؤمنا بموسى وبالتوراة ولكنه طغى وتجبر بسبب كثرة ماله ومرق من الدين وهكذا ينبغي للانسان ان يحذر من الدنيا وكثرة المال فانها تكون سببا في الطغيان الا ما رحم الله جل وعلا ولهذا قال جل وعلا كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى فكثرة المال والغنى سبب للطغيان الا ما رحم ربك فيجب على من اتاه الله مالا ان يحذر اشد الحذر من ان يحمله هذا المال على الطغيان والتكبر والترفع على الناس بل ينبغي ان يسرك فيه المسلك الذي نصح فيه قوم قارون قارون كما سيأتي الايات التالية نصحوه نصيحة عظيمة وهذا وان كان شرع من قبلا لكنه شرع لنا ايضا فقالوا له لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا احسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض نصائح عظيمة لمن وهبه الله المال عليه ان ينظر هذه النصائح ويرعوي ويقف عندها حتى ينجوا ولا يكون هذا الغنى ولا يكون هذا الغنى سببا في عذابه او تركه لدين الله جل وعلا قال جل وعلا ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم بغى يعني طغى وتجبر وعلا عليهم لكثرة ما له وكثرة وقيل لكثرة اولاده ايضا فحمله ذلك على البغي وهو العلو التجبر والطغيان فبغى عليهم واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة الذي اتاه الكنوز هو الله ولهذا قال واتيناه فما اتاك الله من مال يا عبد الله والله ليس بجاهك ولا بقوته ولا بحولك بل كتبه الله لك وقدره لك و سبب لك اسباب حصوله فهو منه وحده لا شريك له. ولهذا قال واتيناه من الكنوز والكنوز هي كنوز الاموال كما قال الطبري والكنوز الاصل فيها المال المدخر قال عطاء اصاب كنزا من كنوز يوسف لانه بعد يوسف عليه السلام ويوسف كان امينا وعزيز مصر كان يتصرف في كنوز مصر واموالها واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة يعني اتيناه من الاموال الشيء الكثير لدرجة ان مفاتيح هذه الكنوز تنوء بالعصبة ومعنى تنوء بالعصبة يعني تميلهم بثقلها يعني المراد انهم اذا ارادوا القيام ينهضون متثاقلين بسبب ثقلها قاله النحاس والفراء والقرطبي وقال الامين الشنقيطي وهو نحو منه نحو من هذا القول قال اي تنهض يعني تنوء بالعصبة اي تنهض بمشقة وجهد لكثرتها وثقلها اذا تنوء بالعصبة تثقل العصبة والعصبة هم الجماعة الذين يتعصب بعضهم لبعض وقيل في عددهم انهم ما بين ثلاثة الى عشرة رجال وقيل ما بين خمسة الى عشرة وقيل ما بين عشرة الى خمسة عشر وقيل ما بين عشرة الى عشرين رجلا وقيل العصبة اربعون رجلا وقيل سبعون وقيل غير ذلك والله اعلم. لكن المراد انهم جمع من الرجال العصبة جمع من الرجال وايضا اقوياء وهذا دليل على عظم هذا المال هذه المفاتيح فقط والمفاتيح جمع مفتاح وهو الذي يفتح به وقيل ان المفاتيح جمع مفتح والمراد بها الخزائن يعني خزائن ما له والاول والله اعلم اظهر لانه ذكر الخزائن بالكنوز وهنا ذكر مفاتيحها فهي كنوز عظيمة وكبيرة وكثيرة لدرجة ان مفاتيح هذه الخزائن وهذه الكنوز تثقل على على العصبة على العصبة من الرجال فقط حمل المفاتيح فكيف بالخزائن نفسها وكيف بالكنوز نفسها؟ قال الاعمش عن خيثمة كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كان كل مفتاح مثل الاصبع كل مفتاح على خزانة على حدته فاذا ركب كملت على ستين بغلا اغر محجلا وقيل غير ذلك والله اعلم لكن المهم انها اموال وكنوز كبيرة ومفاتيحها لان المفتاح يفتح به الخزانة او الكنز المفاتيح فقط تنوء بها العصبة. وتثقل على العصبة من الرجال في حملها لكثرتها لتنوء بالعصبة اولي القوة. ايضا هم اصحاب قوة. ما هم رجال ضعفاء فيحملون اكثر وهذا دليل على كثرة الاموال التي اعطاه الله جل وعلا قال اذ قال له قومه لا تفرح دليل على انه حصل منه الفرح والفرح هنا الاسر والبغي والطغيان ونصحه صالحوا قومه من اتباع موسى وقد يكون من بينهم موسى لانه من قوم قارون بهذا الاعتبار اذ قال له قومه لا تفرح ان الله يحب الفريق ان الله لا يحب الفرحين والفرحين هنا هم الاسيرين اصحاب الاشر والطغيان وهذا كما قال ابن كثير قال وعظه فيما هو فيه صالح قومه فقالوا على سبيل النصح والارشاد لا تفرح بما انت فيه يعنون لا تفطر بما انت فيه من الاموال ان الله لا يحب الفرحين قال ابن عباس اي المرحين وقال مجاهد يعني الاشرين الباطرين الذين لا يشكرون الله على ما اعطاهم ولخص هذا القول ابن جرير الطبري فقال الفرحين الاشرين البطرين من خلقه هنا يرد سؤال اليس الله عز وجل قد وصل وصف نفسه بالفرح وانه يفرح بتوبة احدكم اشد من فرح صاحب الراحلة براحلته ووصف بعض عباده بالفرح ايوا فقال فبذلك فليفرحوا اي بالقرآن والسنة وقال جل وعلا فرحين بما اتاهم الله من فضله نقول نعم الفرح فرحا فرح مذموم وفرح محمود قال الامين الشنقيطي رحمه الله بالعذب المنير ليس كل فرح مذموم فالفرح المذوم هو الفرح بالدنيا المحضة والاشهر والبطر واما الفرح بالخير والفرح بالدين ومعرفة القرآن فهذا امر مطلوب من كل مسلم وقال القرطبي في تفسيره الفرح هو لذة في القلب بادراك المحبوب بادراك المحبوب وقد ذم الله الفرح في مواضع كقوله لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وقوله انه لفرح فخور ولكنه مطلق فاذا قيد الفرح لم يكن ذما لقوله تعالى فرحين بما اتاهم الله من فضله وقال فبذلك فليفرحوا اي بالقرآن والاسلام اذا يتلخص ان الفرح قسمان منهما ما هو محمود ومنه وما هو مذموم. فالفرح المنهي عنه هو المذموم المنهي عنه هو ما كان فرح بالدنيا المحضة وفرح مصحوب بالاشر والبطر والبغي واما اذا كان فرح الانسان بنعمة من نعم الله نعمة دينية او فرح بمال ليستعين به على طاعة الله ليقضي به دينه ليصل به رحمه ليعرف حق الله فيه فهذا ليس فرحا مذموما فقوله وقولهم هنا ان ان الله لا يحب الفرحين المراد بالفرحين الاشرين الذين يفرحون الفرح المذموم الذي فرحهم فرح محض بالدنيا ويسحب ذلك البغي والاشر والبذخ وغير ذلك ثم قالوا له مواصلين نصيحتهم له وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة اطلب فيما اتاك الله الدار الاخرة يعني ما اتاك الله من هذا المال ابتغي به الدار الاخرة فانفق منه في سبيل الله وفي وجوه الخير اقدم للاخرة لان لان الدار الاخرة هي الحيوان هي الحياة السرمدية فمن قدم عملا عملا صالحا وجد ثواب ذلك ولهذا الانفاق في سبيل الله من اعظم الاعمال من يقرض الله قرضا حسنا يضاعف الله له المثوبة ويعظم له الاجر فانفاق المال من اعظم من اعظم الاعمال الصالحة لمن اراد به وجه الله والدار الاخرة ولهذا جاء في الحديث لا حسد الذي في الصحيحين لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق وفي له اتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل والنهار في سبيل الله ورجل اتاه الله علما فهو يعمل به ويعلمه او كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم نعم المال الصالح للرجل الصالح الذي يعرف حق الله وايضا جاء في الحديث الصحيح في الصحيحين ما معناه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان رجلا اتاه الله مالا فهو ينفقه في وجوهه وفي سبيل الخير فهو بافضل المنازل بافضل المنازل لاحظوا ورجلا لم يؤته الله مالا لكن قال لو اتاني الله مالا لعملتم مثل ما عمل فلان قال فهما في الاجر سواء وهذا عزاء لك يا من لم يعطك الله مالا لكن اذا كنت صادقا في قلبك لو اعطاك الله مالا ستنفقه في وجوه الخير وقلبك معقود على هذا صادقا جازما فانت باهل المنازل ثم قال في الحديث ورجل اتاه الله مالا فهو لا يعرف حق الله فيه وينفقه فيما حرم الله فهو باقبح المناسك او بشر المنازل. واخر لم يؤتيه الله مالا لكن يقول لو اتاني الله مالا لفعلتم مثل ما فعل فلان. قال فهما في الوزر سواء ولهذا قالوا له وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا قيل لا تنسى نصيبك من الدنيا المراد انفق للاخرة وهذا فيه اشكال لانهم نصحوا بذلك قبله في الجزء الاول الذي قبله من الاية وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة وقال بعض العلماء ولا تنسى نصيبك من الدنيا المراد تمتع في هذه الدنيا متاعا حسنا لا تنسى نصيبك من الدنيا. كل واشرب والبس في غير شرف ولا مخيلة هذا هو معنى الاية وهذا هو الاظهر هذا هو الافضل يعني ابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة واجعل اكثر عملك في هذا المال انفاقه في سبيل الله ابتغاء وجه الله في الدار الاخرة. ولكن لا تنسى نصيبك في في الدنيا فتضيق على نفسك وتقتر على نفسك او على من حولك فاعطهم من غير سرف ولا مخيلة والشيخ السعدي رحمه الله الشيخ السعدي في تفسيره كانه يعني اراد الجمع بين القولين فقال انفق لاخرتك واستمتع بالدنيا استمتاعا لا يثلم دينك ولا يضر باخرتك ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك احسن يا قارون احسن الى الناس احسن الى الفقراء احسن اولي القربى احسن الى المحتاجين مثلما احسن الله اليك. هذا المال الله الذي احسن احسن به اليك وهو الذي اعطاك اياه فكان الواجب ان تشكر هذه النعمة كما احسن الله عليك تحسن لخلقه وتعطيهم وتتصدق عليهم واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارض لا تبغي لا تطلب الفساد في الارض وهذه تكاد تكون صفة لازمة لاصحاب الاموال الكثيرة تجدهم يبغون الفساد في الارض وينفقون هذه الاموال فيما حرم الله في المحرمات في جلب المحرمات في المنكرات الله المستعان ولا تبغي الفساد في الارض لان الفساد في الارض هو العمل بمعصية الله الفساد في الارض اذا جاء في القرآن فهو المراد به العمل بمعصية الله والمعنى هنا ولا تبغوا الفساد في الارض يعني لا تطلب الفساد في الارض وهو العمل بالمعاصي في هذه الاموال التي اتاك الله جل وعلا فتنفقها فيما حرم الله على عباده ان الله لا يحب المفسدين الله جل وعلا لا يحب المفسدين العصاة الذين يفسدون في الارض بالذنوب والمعاصي وفيه اثبات صفة المحبة لله جل وعلا وان الله يحب ويكره فيحب المصلحين ولا يحب المفسدين يكره المفسدين ولا يكره المحسنين ففيه اثبات صفة المحبة لله سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا مخبرا عن مواصلة نصيحتي قومه له او في رده على قومه لما نصحوه قال انما اوتيته على علم عندي اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن جواب قارون لقومه حين نصحوه وارشدوه الى الخير قال انما اوتيته على علم عندي اي انا لا افتقر الى ما تقولون فان الله تعالى انما اعطاني هذا المال لعلمه باني استحقه ولمحبته لي فتقديره انما اعطيته لعلم الله في اني اهل له وهذا كما قال تعالى وهذا كقوله تعالى فاذا مس الانسان ضر دعانا ثم اذا خولناه نعمة منا قال انما اوتيته على علم اي على علم من الله بي وكقوله تعالى ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي. اي هذا استحقه ثم ذكر ابن كثير القول الثاني ايضا مما قيل قال قتادة قال ابن كثير قال قتادة على علم عندي اي على خير عندي وقال السدي على علم اني اهل لذلك ثم قال ابن كثير وقد اجاد في تفسير هذه الاية الامام عبدالرحمن بن زيد بن اسلم فانه قال في قوله قال انما اوتيته على علم عندي قال لولا رظا الله عني ومعرفته بفضل ما اعطاني هذا المال وقرأ اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة واكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون فهذا هو حاصل الاقوال ان عدو الله اغتر وانكر ان يكون الله قد من به وجاد به عليه واتاه اياه بفظله وحده لا شريك له فقال انما اوتيته على علم عندي. انا اوتيت هذا المال على علم عندي على الاستحقاق مني الله يعلم اني له اهل واني كفؤ لهذا المال او لي رظا الله عني هذا كله باطل عدو الله ولهذا بين الله عز وجل انه لا يلزم من اعطاء المال وكثرته ان يكون الله راضيا عن العبد فما سيأتي بالاية التي بعدها؟ بل كم اهلك من القرون الذين هم اشد منهم قوة وبطشا واكثر اموالا اهلكهم الله عز وجل. لو كان اعطاء المال لهم رضا من الله عنهم ما اهلكهم بذنوبهم لكن الله اهلكهم مع كثرة اموالهم وشدتهم فاعطاء المال وكثرة المال ليس دليلا على الرظا من الله سبحانه وتعالى بالعكس قد تكون اشارة على ان الله لم يرد بعبده خيرا الا من اتقى الله عز وجل وانفق المال فيما امره الله به آآ ثم تكلم ابن كثير على المسألة هنا مهم ما نذكر كلامه لانها ذكرها بعض المفسرين. يعني قال بعضهم انه كان يعلم علم الكيميا قال ابن كثير وقد روي عن بعضهم انه اراد انما اوتيته على علم عندي انه كان يعاني علم الكيمياء ما هو علم الكيمياء علم الكيمياء يقولون انه يستطيع ان يتصرف في الاعيان في قلب الشيء كذا فقالوا انه كان يعني عنده هو نوع من السحر او هو على كل حال كذب وباطل. انه يقلب العين فربما كان مثلا يقلب الحجر الى ذهب او يقلب كذا الى فضة هكذا قال بعض المفسرين ولهذا يا اخوان ليس كل ما في كتب التفسير حق ففيها والله كثير من الغث يعني مثل هذا القول لم ليس حقه ان يذكر كانه يقال ان الكهان او ان السحرة او ان هؤلاء الذين الكفار الذين يزعمون انهم يخلقون مثل خلق الله انها سبب للغنى هذا معارضة لقوله وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة واتيناه من الكنوز هذا من الله سبحانه وتعالى ولهذا انا اذكر كلام ابن كثير لانه في الحقيقة رد لهذه الفرية ولالا يعني تروج على احد قال ابن كثير وقد روي عن بعضهم انه اراد انما اوتيته على علم عندي انه كان يعاني علم الكيمياء وهذا القول ضعيف لان علم الكيمياء في نفسه علم باطل. لانه قلب الاعيان لان قلب الاعيان لا يقدر احد عليها الا الله قال الله تعالى يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال يقول الله عز وجل ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة وهذا ورد في المصورين الذين يشبهون بخلق الله في مجرد الصورة الظاهرة او الشكل فكيف بمن يدعي انه يحيل ماهية هذه الذات الى ماهية ذات اخرى؟ وهذا زور ومحال وجهل وضلال وانما يقدرون على الصبغ في الصورة الظاهرة وهو كذب وزغل وتمويه وترويج انه صحيح في نفس الامر وليس كذلك قطعا لا محالة ولم يثبت بطريق شرعي انه صح مع احد من الناس من هذه الطريقة التي يتعاناها هؤلاء الجهلة الفسقة الافاكون فاما ما يجريه الله تعالى من خرق العوائد على يد بعض الاولياء من قلب بعض الاعيان ذهبا او فضة او نحو ذلك فهذا امر لا ينكره مسلم ولا يرده مؤمن ولكن هذا ليس من قبيل الصناعات وانما هذا من مشيئة رب الارض والسماوات واختياره وفعله الى اخر كلامه رحمه الله. الى اخر كلامه رحمه الله. فالحاصل انه ما حصل على هذا المال بسبب آآ علم الكيميا بل لا احد يستطيع ان يغير حقائق الامور. والا لصار الناس كلهم اغنياء يذهب الانسان الى الجبل ويغيره ذهبا نسأل الله العافية والسلامة من هذا الاعتقاد الفاسد قال جل وعلا منكرا على قارون في قوله قال انما اوتيته على من عندي قال اولم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة. وهذا يرجح اه كما قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم يرجح انه قال انما اوتيته على علم عندي يعني على فضل عندي على فضل عندي لانه قال بعدها منكرا عليه او لم يعلم ان الله قد اهلك من من قبله من القرون من هو اشد منه قوة لا مأوا من اجل فظل عندك وميزة ولهذا هذا استفهام انكاري اولم يعلم ويعرف عدو الله قارون ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد منه قوة؟ هلاك الله قرون وامم اشد من قارون قوة واكثر جمعا جمع الاموال الكثيرة فاهلكهم الله عز وجل. لو كان اعطاء المال دليل على فضل الرجل وعلى فضل من اعطيه ما اهلك الله تلك القرون هذا انكار عليه وتوبيخ وبيان انه كاذب مبطل في قوله فلا يلزم من اعطاء المال ان يكون ذلك رضا من الله بل لو كانت الدنيا مكرمة لاعطاها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ولما خيره الله ارسل اليه جبريل ان يخيره بين ان يكون ملكا نبيا او عبدا نبيا. اختار ان يكون عبدا نبيا. قال اشبع يوم واجوع يوما وكان يربط الحجر على بطنه صلى الله عليه وسلم كما قال عمر لو كانت مكرمة الدنيا لا اعطاها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. لانه اكرم الخلق على ربه. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ثم قال جل وعلا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون هذه الاية فيها اشكال لان الله جل وعلا يقول في اية اخرى فلا نسأل فلنسألن الذين ارسل اليهم ولا نسألن المرسلين وقال جل وعلا فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون وقال جل وعلا وقفوهم انهم مسؤولون وقوله جل وعلا ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين اذا ايات تدل على انهم يسألون وهذه الاية تقول لا يسأل ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ونظيرها ايضا قوله جل وعلا فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان هذه من الايات الموهمة للتعارض يعني يتوهم منها او ظهيرها يوهم ان بينها تعارض ولا تعارض بينها ومن احسن من جمع بينها وجمع اقوال اهل العلم فيها او ما قاله اهل العلم فيها اه الامين الشنقيطي رحمه الله في دفع ايهام الاضطراب عن اية الكتاب وهو من احسن الكتب التي الفت في دفع ايهام في دفع ايهام التعارض في دفع ما يوهم التعارض بين اية القرآن يقول رحمه الله والجواب عن هذا من ثلاثة اوجه. الاول وهو اوجهها لدلالة القرآن عليه. وهو ان السؤال قسمان السؤال للكفار في الاخرة او للناس عموما ان السؤال قسمان. سؤال توبيخ وتقريع واداته لما وسؤال استخبار واستعلام واداته غالبا هل فالمثبت هنا هو سؤال التوبيخ والتقريع والمنفي ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون هو سؤال الاستخبار والاستعلام المثبت السؤال سؤال توبيخ تقريع اما المنفي سؤال الاستخبار والاستعلام الله عليم باعمال ما يسأل العباد ماذا عملتم حتى يجازيهم عليه هو اعلم بهم وباعمالهم فلا يستخبرهم ولا يستعلمهم ولا يطلب منهم ان يخبروه باعمالهم. لانه قد احصى ذلك جل وعلا وهو العليم به قال ثم قال الامير الشنقيطي رحمه الله وجه دلالة القرآن على هذا ان سؤاله لهم المنصوص في كله في كل ما سبق توبيخ وتقريع كقوله قيفوهم وقفوهم انهم مسألون مسؤولون ما لكم لا تناصرون وقوله افسحر هذا ام انتم لا تبصرون الم يأتكم رسل منكم وقوله الم يأتكم نذير الى غير ذلك من الايات وسؤال الله للرسل ماذا اجبتم لتوبيخ الذين كذبوهم كسؤال الموؤدة باي ذنب قتلت لتوبيخ قاتلها ثم لكن قال الوجه الثاني ان ان في القيامة مواقف متعددة. فببعض ففي بعضها يسألون او في بعضها لا يسألون المواقف كما قال ابن عباس القيام بمواقف ففي بعضها يسألون وفي بعضها لا يسألون. فلا تعارض بين الايات والوجه الثالث هو ما ذكره الحليمي من ان اثبات السؤال محمول على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل وعدم السوء وعدم السؤال محمول على ما يستلزمه الاقرار بالنبوات من شرائع الدين وفروعه ويدل ويدل لهذا قوله تعالى فيقول ماذا اجبتم المرسلين والعلم عند الله تعالى. ولكن الاظهر هو القول الاول والله اعلم انهم ولا يسألوا عن ذنوبهم المجرمون سؤال استفهام واستعلام لان الله يعلم اعمالهم وسيجازيهم عليها وما فيه اثبات السؤال سؤال توبيخ وتقريع على اعمالهم القبيحة ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا