بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد قد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في الايات من اخر سورة القصص ان الذي فرظ عليك القرآن لرادك الى ما عاد قل ربي اعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب الا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين ولا يصدنك عن ايات الله بعد اذ انزلت اليك وادعوا الى ربك ولا تكونن من المشركين ولا تدعوا مع الله الها اخر لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه له حكمه واليه ترجعون ان الذي فرظ عليك القرآن اي قال مجاهد اي الذي اعطاك القرآن وقال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى امرا رسوله صلى الله عليه صلوات الله وسلامه عليه ببلاغ الرسالة وتلاوة القرآن على الناس ومخيرا ومخبرا له بانه سيرده الى معاد وهو يوم القيامة وهو يوم القيامة فيسأله عما استرعاه من اعباء النبوة ولهذا قال ان الذي فرظ عليك القرآن لرادك الى معاد اي افترظ عليك اداءه الى الناس لرادك الى معاد اي الى يوم القيامة فيسألك عن ذلك كما قال تعالى فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين وقال تعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا؟ اجبتم. وقال تعالى وجيء بالنبيين والشهداء وقال السدي عن ابي صالح عن ابن عباس ان الذي فرض عليك القرآن ان الذي فرظ عليك القرآن لرادك الى ما عاد يقول لرادك الى الجنة ثم سائلك عن القرآن قال السدي وابوك وقال ابو سعيد مثلها ثم ذكر ايضا قولا اخر في معنى لرادك الى معاد؟ ما المراد بالمعاد؟ هذا القول الاول الذي مر معنا وهو انه رادك الى يوم القيامة رادك الى يوم القيامة وعبر عنه بتعبير اخر عن ابن عباس رادك الى الموت عبر بتعبير اخر لرادك الى معدنك من الجنة والقول الثاني عن ابن عباس في صحيح البخاري انه قال لردك الى معاد؟ قال الى مكة واذا رواه النسائي عن ابن عباس قال لردك الى معاد اي لرادك الى مكة كما اخرجك منها وقال مجاهد رادك الى معاد الى مولدك بمكة وقال وقال الضحاك او عن اه وقال نعيم القاري لردك الى معاد الى بيت المقدس قال ابن كثير وهذا والله اعلم يرجع الى قول من فسر ذلك بيوم القيامة لان بيت المقدس هو ارض المحشر والمنشر واللهم وفقه للصواب اذا تلخص عندنا لردك الى معاد اربعة اقوال لردك الى يوم القيامة لردك الى الموت لردك الى مكة لردك الى بيت المقدس فقد يتبادر للانسان ان هذه الاقوال مختلفة وهي في الحقيقة يمكن الجمع بينها كما سيجمع بينها ابن كثير وهذه مسألة يسميها العلماء مسألة او مسألة اختلاف المفسرين في القرآن فالخلاف بين المفسرين في القرآن قسمان اختلاف وتنوع واختلاف تضاد التضاد لا يمكن ان نقول ان الاية تشمل الخلاف بين المفسرين تشمل القولين او الاقوال الثلاثة لا هي احدهما كما قال جل وعلا والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء منو العلمة؟ من قال القروء هي الحيض ومنهم من قال هو الطهر وبينهما فرق فهل المطلقة انتظر ثلاث حيط حتى تحيد ثلاث حيض فاذا طهرت من الحيضة الثالثة حلت الازواج او انها تنتظر الطهر ثلاث مرات تطور الاولى ثم تطهر الثانية ثم تطهر الثالثة بعد الحيض وبينهما فرق لا يمكن ان يجتمعان فالطهر ظد الحيض هذا يسمى اختلاف وهذا قليل في القرآن والنوع الثاني هو اختلاف التنوع هذا اكثر ما يرد عن السلف من الخلاف التفسير هو من هذا القبيل هو من هذا القبيل وهو كما هنا فقد يظن من لا معرفة له بالتفسير واقوال المفسرين ان هذه الاقوال متعارضة هل معنى لردك الى معاد؟ هل المعاد هو القيامة يوم القيامة؟ او او هل هو موت النبي صلى الله عليه وسلم؟ او هل هو رجوعه الى مكة او هل هو بيت المقدس نقول هذه الاقوال ما بينها تعارض ومتلازمة ومؤداها واحد يقول ابن كثير رحمه الله ووجه الجمع بين هذه الاقوال ان ابن عباس فسر ذلك تارة برجوعه الى مكة لردك الى ما عاد فسره ابن عباس في بعض الاحيان المراد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة وهو الفتح الذي هو عند ابن عباس امارة على اقتراب اجله صلى الله عليه واله وسلم كما فسره ابن عباس بسورة اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح ربك واستغفره انه كان توابا. انه اجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي اليه. وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وافقه عمر على ذلك وقال لا اعلم منها غير الذي تعلم ولهذا فسره ابن ولهذا فسر ابن عباس تارة اخرى قوله ارادك الى معاد بالموت يعني فتح مكة هذا لا يعاد ان المراد به الموت لان فتح مكة جعله الله علامة للنبي صلى الله عليه وسلم على قرب الاجل اذا جاء نصر الله والفتح هو فتح مكة قال ابن كثير ولهذا فسر ابن عباس تارة اخرى قوله لرادك الى معاذب الموت وتارة بيوم القيامة الذي هو بعد الموت وتارة بالجنة التي هي جزاؤه ومصيره على اداء رسالة الله وابلاغه الى الثقلين الجن والانس ولانه اكمل خلق الله وافصح خلق الله واشرف خلق الله على الاطلاق اذا صارت الاقوال خمسة وليست اربعة لردك الى معاد الى مكة لم عاد الى يوم القيامة الى معاد الى الموت الى معاد الى الجنة الى معاد الى بيت المقدس ولا اختلاف بين هذه الاقوال وكله حق ومعناها يعني يؤيد بعضها بعضا ومؤداها واحد ليس بينها اختلاف تضاد ومعارضة فلا يلزم اذا قال احد القائلين باحد القولين انه يناقض الاخر اذا الله جل وعلا يقول يا نبينا ان الذي فرظ عليك القرآن واعطاك القرآن وفرض عليك ادائه وتبليغه للناس لردك الى معاد سيردك الى مكة فاتحا وذلك قرب الاجل فستموت ويردك الى يوم القيامة وتشهد يوم القيامة واذا يردك الى الجنة التي اخرجكم منها ابوكم ادم عليه السلام ثم قال قل ربي اعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين. قال ابن كثير اه قال ابن جرير قل ربي اعلم من جاء بالهدى قل ربي اعلم من جاء بالهدى الذي من سلكه نجا ومن هو في جور عن قصد عن قصد السبيل منا ومنكم وقال ابن كثير اي قل لمن خالفك وكذبك يا محمد من قومك من المشركين ومن تبعهم على كفرهم قل ربي اعلم بالمهتدي منكم مني وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار ولمن تكون العاقبة والنصرة في الدنيا والاخرة اذا الله جل وعلا اعلم بالمهتدي من جاء بالهدى واهتدى به فهو المهتدي وهو الذي جاء بالهدى والحق وايضا هو اعلم بمن هو في ضلال مبين بين واضح جلي وهذا ايضا معناه واضح فالنبي هو الذي جاء بالهدى وانتم في الظلال المبين عبادة الاصنام والشرك واشراك غير الله معه ثم قال جل وعلا وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب الا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين قال ابن كثير ثم قال تعالى مذكرا لنبيه نعمته العظيمة عليه وعلى العباد اذ ارسله اليهم فقال وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب اي ما كنت تظن قبل انزال الوحي اليك ان الوحي ينزل عليك ولكن رحمة من ربك اي انما نزل عليك الوحي من الله من رحمته بك وبالعباد بسببك فاذا فاذ منحك هذه النعمة العظيمة فلا تكونن ظهيرا اي معينا للكافرين ولكن فارقهم ونابذهم وخالفهم اذا يا اخوان لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى والنبي وان كان رسول الله حقا لكنه ايضا لا يعلم الغيب كما قال جل وعلا قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون وهذا فيه رد على الذين يغلون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويزعمون انه يعلم الغيب ويعلم ما في الدنيا وما في الاخرة هذا من الغلو والقبيح ولهذا الله يقول للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاية ما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب ما كنت يا نبينا ترجو او تأمل ان ينزل الله عليك القرآن وان يجعلك رسولا ما كنت ترجو ولا يخطر هذا ببالك والذي يقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم اول ما جاءه جبريل في الغار يتبين له هذا قال الا رحمة من ربك. لكن رحمة من ربك القى اليك هذا الكتاب ارسلك وانزل عليك القرآن رحمة من الله رحمك بها وايظا رحم بها الناس ورحم بها امتك فالنبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وهذا القرآن الذي انزله الله عليه ايضا رحمة للناس يخرجهم به من الظلمات الى النور قال جل وعلا فلا تكونن ظهيرا للكافرين قال الطبري فلا تكن فلا تكونن عونا لمن كفر بربك على كفره به. لان الظهير هو العويل الظهير هو العوين او المعين فلا تكن يا نبينا ظهيرا للكافرين للكفار بالله جل وعلا. لا تكن عونا لهم ولا مساعدا لهم وهذا كما انه نهي للنبي صلى الله عليه وسلم. ايضا نهي للمسلمين لا تكن عونا للكفار على كفرهم وضلالهم وشرهم بل نابذهم وجاهدهم وبين خطأهم وضلالهم واقم حجة الله عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. ثم قال جل وعلا ولا يصدنك عن ايات الله بعد اذ انزلت اليك قال الطبري ولا يصدنك اي ولا يصرفنك عن تبليغ ايات الله وحججه بعد ان انزلها اليك ربك يا محمد يعني لا يصرفنك يا محمد هؤلاء المشركون بقولهم لولا اوتي مثل ما اوتي موسى. وهذا يعني الاية التي مرت معنا قبل ذلك فالحاصل لا يصدنك يعني لا يصرفنك ولا يمنعنك ولا يصدنك عن ايات الله وهو القرآن الذي انزله الله على نبيه فلا يصرفنك عنه قول المشركين وابطاء زعمهم انه سحر او كهانة او اساطير الاولين او غير ذلك لا يصدنك ولا يصرفنك ولا تسمعن لهم فهو كلام الله حقا قال جل وعلا بعد اذ انزلت اليه لا يصدونك عنها بعد اذ انزلت اليك ونزل عليك القرآن وعلمته وعلمته ووعيته وعهو قلبك ثم قال وادع الى ربك. اذا هذه هي المهمة. وهذا هو الهدف من انزال هذه الايات وهذا القرآن عليك يا نبينا ان تعمل به وتدعو الناس اليه لتخرج الناس من الظلمات الى النور ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم قال جل وعلا وادعو الى ربك ولا تكونن من المشركين فعليك بالدعوة الى الله جل وعلا ادعوا الى الله كما قال جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين فعليك بالدعوة وايضا احذر ان تكون من المشركين ولا تكونن من المشركين والنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يكون من المشركين لان الله جل وعلا قد عصمه وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر اخبره انه من اهل الجنة ولكن نهي النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يمكن ان يقع منه هذا الامر هو نهي لغيره ممن يمكن ان يقع منه هذا من باب اولى واحرى فانتبهوا يا عباد الله لا تكونوا من المشركين. احذروا من الشرك اكبره واصغره واحذروا ان تكونوا منهم فانهم وقود جهنم. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. والايات في هذا كثيرة. ثم قال جل وعلا ولا تدعو مع الله الها اخر. نهى الله عز وجل نبيه ان يدعو مع الله الها اخر وهذا ايضا نهي لنا ولمن يمكن ان يقع فيه. وهو عرضة لان يقع في ذلك وليس معصوما فاياك ان تدعو مع الله الها اخر لانه لا يستحق العبادة احد سواه جل وعلا اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اياك نعبد وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قال جل وعلا ولا تدعوا مع الله الها اخر. لا اله الا هو اي لا معبود بحق الا هو. جل وعلا لا تليق العبادة الاله ولا تنبغي الالهية الا له سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا كل شيء هالك الا وجهه هذه معنى هذه الاية فيها قولان للمفسرين. فالقول الاول كل شيء هالك الا وجهه اخبار بانه جل وعلا بان كل شيء يهلك الا هو سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا كل نفس ذائقة الموت وقال كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام قال ابن كثير فعبر بالوجه عن الذات وهذا نعم عبر بالوجه عن الذات كما قال هنا كل شيء هالك الا وجهه اي الا اياه وبعضهم يقول هذا من باب التعبير بالجزء وارادة الكل ولا شك ان المراد به هنا الوجه لكن ايضا الله جل وعلا كله ذاته وجهه وجميع ذاته لا يهلك ولا يموت جل وعلا فهو الحي الذي لا يموت جل وعلا فهو ان عبر بالوجه مراده ان الله سبحانه وتعالى لا يموت لا نقول فقط الوجه الذي لا يموت بل هنا عبر بالوجه عن الذات كلها قال ابن كثير وقد ثبت في الصحيح من طريق ابي سلمة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصدق كلمة قالها الشاعر او قالها شاعر كلمة لبيد الا كل شيء ما خلا الله باطل وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما ولبيد هذا هذا كان شاعرا جاهليا مشهورا بالشعر الجاهلية لكن من الله عز وجل عليه بالاسلام حسن اسلامه فهو لبيد بن ربيعة بن عامر العامري اسلم وحسن اسلامه ويقال انه بعد ان اسلم لم ينشد لم يقل الشعر ابدا. الا بيتا واحدا. وهو الحمد لله اذ لم يأتي اذا اذ لم يأتني اجلي حتى اكتسيت من الاسلام سربالا. يعني حتى دخلت في الاسلام فيحمد الله عز وجل على نعمة الاسلام ولا شك انها نعمة عظيمة قال المجاهد والثوري كل شيء هادك الا وجهه الا ما اريد به وجهه. يعني هذا القول الثاني كل شيء هالك الا وجهه. اما المراد اثبات صفة الوجه لله واثبات ان الله سبحانه وتعالى لا يهلك ولا يموت او ان المراد الا وجهه اي الا ما اريد به وجهه فكل شيء من الاعمال مضمحل وقدمنا الى ما عملوا من من عمل فجعلناه هباء منثورا. الا ما اراد به العامل وجه الله وهو مؤمن فهذا هو العمل الذي يبقى لصاحبه وينفعه ولا يهلك سيجده يوم يلقى الله جل وعلا واستشهد له ابن جرير بقول الشاعر استغفر الله ذنبا ذنبا لست محصيه او رب العباد اليه الوجه والعمل اه يعني سجل بان الوجه هنا يراد به وجه الانسان يعني عمله وقصده فيكون المعنى الا ما اريد به وجهه ثم قال ابن كثير وكانه يعني ايرة يميل الى ان القولين بمعنى قال وهذا القول لا ينافي القول الاول يعني القول بانه الا ما اريد به وجهه لا ينافي ان المراد آآ الا وجهه وجه الله اثبات صفة الوجه لله جل وعلا. قال وهذا القول لا ينافي القول الاول فان هذا اخبار عن كل الاعمال بانها باطلة الى الا ما اريد به وجه الله عز وجل. من الاعمال الصالحة المطابقة للشريعة. والقول الاول مقتضاه ان كل الذوات فانية وهالكة وزائلة الا ذاته تعالى. فانه الاول والاخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء نعم وهذا الامر والله اعلم. فنحن نقول هذه الاية فيها اثبات صفة الوجه وايضا تدل على انه لا يبقى من العمل الا ما اراد العبد به وجه الله. وكان مخلصا به لله سبحانه وتعالى وما ما كان لغير ذلك فهو لا ينفع صاحبه بل يكون وبالا عليه واورد ابن كثير اه عن ابن ابي الدنيا في كتابه التفكر والاعتبار بوساق بسنده قال حدثنا احمد بن محمد ابن ابي بكر حدثنا مسلم ابن ابراهيم. حدثنا عمرو بن سليم الباهلي حدثنا ابو الوليد. قال كان ابن عمر اذا اراد ان يتعاهد قلبه اذا عاد قلبه يعني يعظ قلبه يتعاهده يوقظه يعظه وليتذكر الاخرة ويستعد قال يأتي يأتي الخربة يعني المكان الذي قد خرب كان اهله فيه ثم خرب واندثر ترى مبنى قديما قال يأتي الخلبة اه فيقف على بابها في نادي بصوت حزين فيقول اين اهلك ثم يرجع الى نفسه او يرجع الى نفسه فيقول كل شيء هالك الا وجهه وهذا المعنى صحيح اين الامة السابقة؟ ماتوا اين النبي صلى الله عليه وسلم؟ افضل الخلق واشرفه اين ابو بكر وعمر اين الاباء والاجداد كل من عليها فان كل شيء هالك الا وجهه جل وعلا التائب يا عبد الله مصيرك الموت قال جل وعلا وله الحكم وله الحكم واليه ترجعون. قال الطبري وله الحكم اي له الحكم بين خلقه دون غيره. ليس لاحد معه فيهم حكم نعم الحكم لله جل وعلا هو الذي يحكم العباد ويتصرف فيهم يحييهم يهديهم يظلهم يميت ثم يميتهم ثم يجازيهم على اعمالهم يهدي من يشاء ويظل من يشاء فله الحق فله الحكم المطلق جل وعلا قال وقال ابن كثير له الحكم اي الملك والتصرف لا معقب لحكمه سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا واليه ترجعون قال ابن كثير اي يوم معادكم فاجزية باعمالكم ان خيرا فخير وان شرا بشر فهو سبحانه وتعالى الذي يحكم بين عباده ويحكم فيهم بما يشاء وايظا مآلهم ومرجعهم اليه وهذا فيه اثبات البعث والنشور في اثبات القيامة احد اركان الايمان واعتقاد الانسان لهذا ينفعه كثيرا يا اخوان لا يقول انا حياتي هي الحياة الدنيا واذا مت كنت ترابا كما يقول الكفار ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن من مبعوثين فاذا اعتقدت انك ستموت وايضا لا تدري متى ستموت وانك بعد الموت مجزي بالعمل بدءا من خروج الروح فالقبر اول الاخرة اول منازل الاخرة وهو اما روضة من رياض الجنة واما حفرة من حفر النار فاذا تيقنت ذلك ونصحت لنفسك اجتهدت بالعمل الذي ينجيك يوم ترجع الى ربك ويوم تصير الى ربك وهو العمل بطاعته وما يرضيه واجتناب ما يسخطه جل وعلا وبهذا ينجو العبد وكفى في الحقيقة في هذه المواعظ مواعظ عظيمة يا اخوان والله عبر علينا ان نعتبر كم تقرأ في القرآن واليه ترجعون واليه المصير سبحان الله ما دام مصيرك الى الله لم لا لا لا تحسن العمل لذلك المصير وايضا لماذا لا تبادر من الان لانك ليس عندك خبر انك ستموت بعد مئة سنة او تسعين سنة او كذا وكذا ما تدري نفس متى تموت ولا تدري ايضا باي ارض تموت وقد حجب الله عز وجل علم ذلك عن خلقه فالواجب على من نصح نفسه ان يستعد وما الدنيا الا ايام قلائل وبعد ذلك منتقل فمن عمل صالحا انتقل الى جنة الخلد والى النعيم المقيم والله لا يندم على هذه الدنيا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومن مات نعوذ بالله الكفر والشر اول ما يعذب به انه يظيق عليه في قبره يظرب بمرزبة من حديد ويظيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه ويفتح له باب الى النار نعوذ بالله فالله الله اسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه انه ولي ذلك والقادر عليه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد اه وبهذا نكون قد انتهينا من سورة القصص والله اعلم