اياك نعبد واياك نستعين تلاحظون من اول السورة كان الكلام على على سبيل الغيبة الحمد لله اي له الرحمن الرحيم هو مالك يوم الدين هو ثم قال اياك انتقل الى الخطاب ما هي الحكمة اول السورة كان على سبيل الغيبة ثم التفتوا هذا يسمونه اسلوب التفات التفت من الغيبة الى الخطاب ما هي الحكمة يقول ابن كثير رحمه الله الحكمة ان العبد يكون بعيدا عن الله فاذا حمد الله واثنى عليه ومجده قرب من الله بسبب هذا العمل الثناء والحمد قرب من الله فناسب ان يوجه اليه الخطاب ان يوجه الكلام اليه بصيغة الخطاب ما يقول اياه نعبد لا لانه قرب كانه كان بعيدا فلما حمد واثنى على الله عز وجل قرب من الله فناسب ان يخاطبه بصيغة الخطاب اياك نعبد واياك نستعين واياك مفعول نعبد لان تقديره كذا الكلام نعبد اياك نعبد الله فالمعمول اياك معمول ونعبد هو العامل فما هي الحكمة في تقديم المعمول على العامل لان الاصل في الكلام ان يتقدم العامل وهو الفعل الفعل ثم العامل قام زيد او تقول قرأ محمد الكتاب والكتاب معمول والعامل هو محمد فيقدم الفاعل المفعول به هنا لماذا قدم المعمول به الذي وقع عليه فعل الفاعل قالوا ليدل على الحصر والاختصاص هذا اسلوب من اساليب لغة العرب اذا قدم ما حقه التأخير دل على الحصر والاختصاص لما يعني قوله اياك نعبد تقدير الكلام لا نعبد الا اياك هذا معنى الكلام حصر العبادة بالله جل وعلا لا نعبد الا اياك هذا معناها لكن لو قال نعبد اياك الكلام يحتمل نعبد اياك ونعبد غيرك لا لما تقول الانسان اياك اعني مثل ليس كقولك اعني فلان لانك اذا قلت اياك اني يعني لا اعني ولا اقصد الا انت اما اذا قلت عن فلان قد تعني فلان وتعني غيره تعني فلان وتعني غيره. فكذلك هنا اياك نعبد اي لا نعبد الا اياها كما جاء في الايات الاخرى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ما يعبدون احدا معه سبحانه وتعالى والعبادة في اللغة مأخوذة من التذلل والخضوع ومنه قولهم طريق معبد اذا وطأته الاقدام وذللته وبالإصطلاح العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة العبادة اسم جامع وهذا تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لها وتعريف الحقيقة جامع مانع العبادة اسم جامعي لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة التي يراها الناس والباطنة كاعمال القلوب الخوف الرجاء حسن الظن بالله عز وجل. هذي عبادة عظيمة اذا اياك نعبد اي نخصك بالعبادة. فنتقرب اليك بعبادتنا الظاهرة والباطنة لا نتقرب بها الا لك واياك نستعين. الاستعانة هي طلب العون بتقديره كلام ولا نستعين الا بك. لانه قال اياك نستعين. اي نخصك بالاستعانة وهذا دليل على ان العبد محتاج الى اعانة الله عز وجل في كل وقت واوان ولولا اعانة الله ما استقام احدا على الدين ولا ادى الشعائر والله ما نؤدي اعمالنا من هذه الصلاة التي انتهينا منها ما نؤديه الا باعانة الله. كم من الناس ما يصلي؟ اصح منك بدن واكثر مال وكذا وكذا لكن ما اعانه الله عز وجل عليه فالعبد لا يستغني عن الله طرفة عين ويجب ان يكون مستشعرا لهذا يا اخوان يكون مستشعرا لهذا وانه لولا اعانة الله عز وجل له ما فعل شيئا الايمان وغير الايمان. الاعمال الصالحة وغيرها من الامور المباحة اذا اياك نعبد واياك نستعين نخصك بالعبادة ونسألك الاعانة عليها ولهذا يقول ابن ابن القيم القرآن كله يرجع معناه الى الفاتحة والفاتحة كلها ترجع الى اياك نعبد واياك نستعين اين خصك بالعبادة ونخصك بالاستعانة فنعبدك مستعينين بك على عبادتك وهذا من رحمة الله بنا يعيننا ويثيبنا يعيننا على العبادة ويعيننا على العبادة وييسرها لنا ويسرنا لها فاذا فعلنا ذلك اثابنا عليها هذا والله كرم الكريم سبحانه وتعالى ولهذا بعض الناس يقول لما يسرع اليك معروفا تقول له شكرا يا اخي يقول لا شكر على وجه هذا قول ما هو بصحيح ما واجبنا نحن؟ وما خلقت الجن والانس العبادة واجبة في حقنا والا لا طيب اذا عملناها؟ الا يشكر الله عز وجل لمن يعبده بلى يشكر لهم ويدخلهم الجنة ويرزقهم الدرجات العالية فيشكرهم على ما اوجب عليهم. يشكرهم على قيامهم بما اوجبه عليهم فنعم يشكر على الواجب ومن قام بالواجب قال جزاك الله خيرا