بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون. والذين امنوا وعملوا الصالحات لن ادخلنهم في الصالحين في هذه الاية الكريمة يأمر الله جل وعلا عباده بالاحسان الى الوالدين بعد الحث على التمسك بتوحيده فان الوالدين هما سبب وجود الانسان ولهما عليه غاية الاحسان فالوالد بالانفاق والوالدة بالاشفاق ولهذا قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا وهذا من كلام الحافظ ابن كثير في تفسيره ثم قال ومع هذه الوصية بالرأفة والرحمة والاحسان اليهما في مقابلة احسانهما المتقدم قال وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك ما ليس لك به علم فلا تطعهما. اي وان حرص عليك ان تتابعهما في دينهما. اذا كانا مشركين اياك واياهما لا تطعهما في ذلك فان مرجعكم الي يوم القيامة فاجزي اقرب الناس اليهما فاجزيك باحسانك اليهما وصبرك على دينك واحشرك مع الصالحين لا في زمرة والديك وان كنت اقرب الناس اليهما في الدنيا فالمرء انما يحشر يوم القيامة مع من احب اي حبا دينيا ولهذا قال والذين امنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين وهذه الاية انتهى كلام ابن كثير رحمه الله وهذه الاية لها نظائر في القرآن منها الاية التي ذكرها المؤلف وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ومنها قوله جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ومنها قوله جل وعلا قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا والايات في هذا كثيرة. يأمر الله جل وعلا بالاحسان الى الوالدين. لانهما احسنا الى ديما كما قال ابن كثير اه الوالد بالانفاق والام بالاشفاق وكان سببا بعد الله جل وعلا في حياته اه بقائه الى ان صار رجلا قويا يكسب بنفسه ويدافع عن نفسه وقوله حسنى فقيل انها اسم مصدر اي باحسان تنازع العلماء وهذا قوله حسنا يفسره الاية الاخرى احسانا يعني يوصينا الوالدين وصينا الانسان بوالديه حسنا يعني وصيناه بالاحسان اليهما وتنازل العلماء ما وجه نصب حسنى هنا فقيل انها منصوبة بنزع الخافض. لان تقدير الكلام ووصينا الانسان بوالديه بالحسن بالحسن او بحسن معاملتهما فحذف حرف الجر ونصب اسم المصدر بنزع الخافض وقيل المعنى ووصينا الانسان بوالديه وصينا الانسان ان يحسن حسنا وقيل انه نات لمصدر محذوف ايضا والمعنى اي اصاء حسنا او ايصال ذا حسن والحاصل ان حسنا هنا انها بمعنى الاحسان والحصر وان الله عز وجل اوصى الانسان بوالديه احسانا بالاحسان اليهما وبرهما وخدمتهما لان حقهما عظيم حقهما عظيم ولهذا قرن الله عز وجل بين حق الوالدين في مع حقه في غير ما اية وامر بشكرهما مع شكر الله جل وعلا. ان اشكر لي ولوالديك ولكن هذا لا يعني اي طاعة في معصية الله لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا طاعة لمخلوق في معصية الله فقال وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم. اذا جاهدك الوالدان والمجاهدة بذل الجهد المشقة في العمل او في الشيء فان جاهداك مجاهدة عظيمة على ان تشرك بي وتجعل معي الها اخر فلا تطعهما لان هذا معصية ولكن صاحبهما في الدنيا معروفا لا تطعهما بما امرك به من المعصية ومن الاشراك بي. ولكن هذا لا يحملك على عدم برهما والاحسان اليهما فاحسن اليهما ولا تطيعهما في ولا تطعهما في معصية الله جل وعلا وقوله هنا ما ليس لك به علم آآ قال السمعاني ما ليس لك به علم انما قال هذا لان الشرك كله عن جهل فان العالم لا يشرك بالله اي نعم ما ليس لك به علم ما ما احد عنده علم بان لله شريك لا فطرة ولا الادلة النقلية فالانسان مفطور على التوحيد كما قال النبي كما قال الله جل وعلا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا ويولد على فطرة يعني على التوحيد فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه الحديث واما جعلوا الشريك مع الله فهذا ليس عند احد علم بهذا ومن قال ذلك فهو كاذب جاهل ليس عن علم عن اتباع الشياطين فهذه كما يقال صفة كاشفة تكشف وتبين ان كل معبود مع الله وكل شريك مع الله لا علم عند احد بانه معبود وانه اله لا لا اله الا الله وحده لا شريك له اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وهو الاله الحق المنفرد جل وعلا بالالوهية اه ثم قال الي مرجعكم اي مآلكم ومصيركم الي فانبئكم بما كنتم تعملون ايها المسلم مرجعك ومآلك انت ووالديك الي ترجعون الي وانبئكم بما كنتم تعملون واخبركم واجازيكم على اعمالكم في الدنيا فانت اجازيك اجازيك على ايمانك وطاعتك وهم اجازيهم على كفرهم وجعل الشريك مع الله جل وعلا جاء في سبب هذه نزول هذه الاية ما رواه مسلم عن مصعب بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه سعد رضي الله عنه قال انه انزلت في ايات من القرآن قال حلفت ام سعد الا تكلمه ابدا حتى يكفر بدينه ام سعد بن ابي وقاص لما كان بمكة ودخل في الاسلام حلفت وكان رجلا بارا بامه فحلمت فحلفت ان لا تكلمه ابدا حتى يكفر بدينه وحلفت الا تأكل ولا تشرب ثم قالت زعمت ان الله وصاك بوالديك وانا امك وانا امرك بهذا قال مكثت ثلاثا يعني ثلاثة ايام او ثلاثة ليال حتى غشي عليها من الجهل مكث ثلاثة ايام لا تأكل ولا تشرب حتى تريد ان يرجع سعد ابنها سعد ابن ابي وقاص عن دينه قال فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها فجعلت تدعو على سعد فانزل الله عز وجل في القرآن هذه الاية ووصينا الانسان بوالديه حسنا وقال ابن كثير قال الترمذي عن مصعب ابن سعد عن ابيه قال نزلت في اربع ايات فذكر قصة قصة وقالت ام سعد اليس قد امرك الله بالبر؟ والله لا اطعم طعاما ولا اشرب شرابا حتى اموت او تكفر قال فكانوا اذا ارادوا ان يطعموها شجر فاها. يعني فتحوا فاها فانزل الله عز وجل ووصينا الانسان بوالديه حسنا وجاء في بعض طرق الحديث انه مر عليها سعد وهي يغشى عليها وهي ترى ترغب وتظن انه سيرجع فقال يا اماه لو كان لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا على ان اترك ديني ما تركته فكلي او دعيه يعني لن اتراجع عن ديني اكلت وشربت فانزل الله عز وجل في هذه انزل فيه هذه الاية ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ولا شك انه ان بر الوالدين شأنه عظيم وقد جاءت نصوص كثيرة هي الحث على بر الوالدين منها الايات التي قدمنا ذكرها ومنها قوله جل وعلا ان اشكر لي ولوالديك الي المصير ومنها ما جاء في الحديث المتفق عليه من حديث ابن عمر قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله وسلم يستأذنه في الجهاد فقال احي والداك؟ قال نعم. قال ففيهما فجاهد سبحان الله يعني افضل من الجهاد في سبيل الله طبعا اذا كان الجهاد ليس على سبيل الحتم واللزوم قال ففيهما فجاهد وفي لفظ لمسلم اقبل رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال ابايعك على الهجرة والجهاد ابتغي الاجر من الله قال فهل من والديك احد حي؟ قال نعم بل كلاهما. قال تبتغي الاجر من الله؟ قال نعم. قال فارجع الى والديك فاحسن صحبتهما قال ابن حجر رحمه الله اي ان كان لك ابوان فبالغ جهدك في برهما والاحسان اليهما فان ذلك يكون مقام الجهاد لان المراد بالجهاد في الوالدين بذل الجهد والوسع والطاقة في برهما بل لا يجوز الخروج للجهاد الا باذن الوالدين ما لم يكن الجهاد فرض عين لان الجهاد يصبح فرض عين اذا استنفر الامام الناس او هجم العدو على البلاد او حضر المسلم الصف صف القتال ومما جاء بذلك ايضا الحديث المتفق عليه من حديث عبدالله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اي العمل افضل قال الصلاة لوفتها قال قلت ثم اي قال ثم بر الوالدين قال قلت ثم اي؟ قال الجهاد في سبيل الله وايضا جاء في الحديث الذي رواه الترمذي والبزار والحاكم بسند صحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رضى الرب او رضا الله تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الله تعالى في سخط الوالدين واما جاء في ذلك ايضا الحديث الذي رواه الترمذي بسند صحيح عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد ابسط الوالد اوسط ابواب الجنة فان شئت فاضع ذلك الباب او احفظه وروى النسائي وايضا ما جاء فيهما في بر الوالدين ما رواه النسائي والطبراني بسند صحيح معاوية بن جاهمة النجاة ما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اردت ان اغزو وقد جئت استشيرك فقال صلى الله عليه واله وسلم هل لك من ام؟ قال نعم قال فالزمها فان الجنة تحت رجلها ولفظ الطبراني الك والدان؟ قلت نعم قال الزمهما فان الجنة تحت ارجلهما ولهذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من ادرك والديه او احدهما ولم يبر بهما فقال صلى الله عليه وسلم والحديث في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم رغم انفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه يعني التصق بالرغام والتراب قيل من يا رسول الله؟ قال من ادرك والديه عند الكبر احدهما او كل او كليهما ثم لم يدخل الجنة فيجب على الانسان ان يبر بوالديه وان يكثر من الدعاء لهما المسلمين طبعا اما اذا كان غير مسلمين فلا يجوز الدعاء لهما وخاصة الاستغفار يكثر من الاستغفار لهما اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا لانه جاء في الحديث الذي رواه احمد ابن ماجة من حديث ابي هريرة بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل لا يرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول يا ربي انا لي انا لي هذه يعني انى لهذه المنزلة يعرف ان عمله لا يبلغه هذه المنزلة فيقول له باستغفار ولدك لك وايضا في الحديث الاخر اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث وذكر ولدا صالحا يدعو له قال جل وعلا والذين امنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين الذين جمعوا بين الايمان بالله جل وعلا وهو تصديق القلوب واعتقادها بالحق واضافوا اليه العمل الصالح وهو كل عمل اشتمل على امرين الاخلاص فيه لله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه لندخلنهم في الصالحين في جملة الصالحين والصالحون في الجنة ومن يطع الله ورسوله فاولئك ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصالحين من من النبيين والصديقين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا الصالحون في الجنة وهذا دليل على انه يدخله الجنة. ثم قال جل وعلا ومن الناس من يقول امنا بالله هذا صنف من الناس يظهرون الايمان ظاهرا وان كان في قلوبهم ليسوا كذلك فقال ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله فاذا اوذي في الله من اجل دينه جعل فتنة الناس له كعذاب الله فرجع عن دينه وقدم السلامة من عذاب الناس وخاف الناس في الله فترك دينه واطاعهم في معصية الله وهذا شر عظيم قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى مخبرا عن صفات قوم من المكذبين الذين يدعون الايمان بالسنتهم ولم يثبت الايمان في قلوبهم. لانهم اذا جاءتهم فتنة ومحنة في الدنيا اعتقدوا ان هذا من نقمة الله تعالى بهم. فارتدوا عن الاسلام. ولهذا قال ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله قال ابن عباس يعني فتنته ان يرتد عن دينه اذا اوذي بالله وكذا قال غيره يعني نحو من قول ابن عباس قال غيره من العلماء قال وهذه الاية هذا قول ابن كثير قال وهذه الاية كقوله تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين. نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال جل وعلا ولئن جاء نصر من ربك. وعلى كل حال هذه الاية يا عبد الله فيها وجوب التمسك بدينك وعدم طاعة المخلوق في معصية الخالق فمن ارادك على دينك او ترك دينك ترك الالتزام بشرع الله فلا تطعه ولو انه اذاك ما دام ان الاذى يطاق ويصبر عليه اما اذا بلغ مبلغا عظيما فيجوز للانسان ان يتقي منهم تقات كما قال جل وعلا الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان اما بعض الناس مجرد ان يتخوف اوهام خوف قبل ان يصيبه شيء يترك كذا من دينه او يفعل كذا مخالفا لدينه لا يجوز ذلك. يا عباد الله ثم قال جل وعلا ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم. اذا جاءك نصرك الله يا رسولنا انت ومن معك يقول هؤلاء انا كنا معكم كنا معكم ومع وعلى دينكم قال ابن كثير ثم قال ولئن جاء نصر من ربك ليقولن انا كنا معكم اي ولئن جاء نصر قريب من ربك يا محمد وفتح ومغانم ليقولن هؤلاء لكم انا كنا معكم اي اخوانكم في الدين. كما قال تعالى الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا الم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين وقال تعالى فعسى الله ان يأتي بالفتح اوامر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين وقال تعالى مخبرا عنهم ها هنا ولان جاء نصر من ربك ليقلن انا كنا معكم ثم قال اوليس الله باعلم بما في صدور العالمين اي اوليس الله باعلم بما في قلوبهم؟ وما تكنه ضمائرهم وان اظهر لكم الموافقة وهذا استفهام انكار فالله جل وعلا ينكر عليهم ويكذبهم في قولهم انا معكم قال اليس الله باعلم بما في صدور العالمين وما في قلوبهم يعلمه جل وعلا. ويعلم الصادق من الكاذب. ويعلم الذي اظهر الايمان بلسانه وهو معتقد لذلك بقلبه ويعلم ما اظهر الايمان بلسانه وقلبه على خلاف ذلك ثم قال جل وعلا ولا يعلمن الله الذين امنوا ولا يعلمن المنافقين مر معنا اكثر من مرة هن العلم المنسوب الى الله عز وجل في القرآن جاء بمعنيين علم العلم الازلي القديم وعلم يكون او علم يذكره الله جل وعلا بعد وجود الخلق وعملهم فالله جل وعلا قد علم كل شيء واحاط بكل شيء علما منذ الازل ولهذا يقول العلماء مراتب القدر اربعة العلم احاط الله بكل شيء علما ثم كتبه ثم شاءه ثم ثم يخلقه ويوجده فالعلم في مثل هذه الاية ولا يعلمن الله الذين امنوا هذا العلم المترتب عليه الثواب والعقاب العلم بعد وجود الناس ووجود اعمالهم. فالله يعلم انهم سيفعلون هكذا ازلا ولكن جل وعلا لا يؤاخذهم بعلمه السابق حتى يوجدهم ويعملوا ذلك ويفعلوه ويقوموا على وجه الواقع كما يقال فبه يؤاخذون ولا يؤاخذهم بعلمه السابق ولهذا كما اشرنا الى مراتب القدر فهو قد علم كل شيء وهذا العلم هنا بعد المرتبة الرابعة وهي الخلق والايجاد هو العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب. والقصد ان الله عز وجل قال ولا يعلمن الله الذين امنوا ولا يعلمن المنافقين العلم المترتب عليه الثواب والعقاب اي بعد خلق المؤمنين وايمانهم ثم ايمانهم وبعد خلق المنافقين ثم كفرهم الله لا يعلمن يعلمن ذلك علما يرتب عليه الثواب والعقاب فيثيب المؤمنين على ايمانهم باعظم الثواب ويجازي المنافقين على نفاقهم بما يستحقون وقال ابن كثير ولا يعلم ان الله الذين امنوا ولا يعلم ان المنافقين اي وليختبرن الله الناس بالضراء والسراء ليتميز هؤلاء من هؤلاء ومن يطع الله ومن يطع الله في الضراء والسراء ومن ومن انما يطيعه في حظ نفسه. كما قال تعالى يبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا اخباركم. وقال تعالى بعد وقعة احد التي كان فيها ما كان ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. هذا حاصل كلامه وهو راجع الى ما ذكرته وهو ما قرره العلامة الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان. ثم قال جل وعلا وقال الذين كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم. وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء ان من شيء انهم لكاذبون يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن كفار قريش انهم قالوا لمن امن منهم واتبع الهدى ارجعوا عن دينكم الى ديننا واتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم ايات واثامكم ان كانت لكم اثام في ذلك علينا وفي رقابنا كما يقول القائل افعل هذا وخطيئتك في رقبتي نعم كفر قريش وهذا يعني من شدة الكفار في معارضة الحق وصد الناس عنه. فقال كفار قريش لمن امن من المؤمنين اتبعوا سبيلنا سبيلهم الكفر نعوذ بالله يعني ارجعوا الينا وكونوا معنا واتبعوا الطريق التي نحن عليها وهو الكفر بالله جل وعلا واللحم لخطاياكم خطاياكم ان كان هناك خطايا كما يقول محمد فانا نحن نتحملها عنكم وهي في رقابنا ولا تسألون عنها فانتم ما عليكم تبعية ادخلوا ارجعوا الى ديننا ونحن نتحمل عنكم ذنوبكم واثامكم ان كان شيء فكذبهم الله فقال وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء انهم لكاذبون نعم لا يمكن لاحد ان يحمل خطيئته خطيئة اخر كما قال جل وعلا الا تزر وازرة وزر اخرى الا تزر الا تزر الا تزر وازرة وزر اخرى وان ليس للانسان الا ما سعى وان ليس للانسان الا ما سعى. وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاورى وقال جل وعلا كل نفس بما كسبت رهينة وقال ولا تزر وازرة وزر اخرى الى غير ذلك من الايات الكثيرة التي تدل على ان كل نفس عليها كسبها وعملها ووزرها ولا يحمل احد عن احد وزره قال جل وعلا هنا وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء. كذبوا لا لا يمكن ان يحملوا عنهم خطيئة واحدة كل نفس بما كسبت رهينة انهم لكاذبون في قولهم هذا فهم كذبة وهذا قول كذب باطل لا حقيقة له فلا يجوز الاغترار به قال جل وعلا ولا يحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم. ولا يسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون. ولا يحملن هؤلاء الكفار قال لهم وذنوبهم واثامهم التي اثقلوا بها كواهلهم واثقالا مع اثقالهم وايضا لا يحملن اثقالا اخرى مع اثقالهم وهي اثقال واذام من اتبعوهم على الضلال كما قال جل وعلا ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يظلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه الى يوم القيامة. من غير ان ينقص من اجورهم شيئا ومن دعا الى ظلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من اتبعه الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اثامهم شيئا وفي الصحيح ايضا في البخاري ومسلم ما قتلت نفس ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفل من دمها لانه اول من سن القتل طيب قد يقول قائل اليست هذه الاية معرظة للاية التي قبلها الاية التي قبلها يقول وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء. وهنا يقول ولا يحملن اثقالا مع اثقالهم نقول لا ما بينهما تعارض الاولى فيمن قال انه سيحمل اثام غيره التي اكتسبها كما قال هؤلاء الكفار لمن ارادوا منه ان يرتد عن دينه فاثامه التي كسبها بنفسه لا يمكن ان يحملها عنه احد واما الاية الثانية فهي في من دعا الى الظلال فعليه اثمه واثم ايضا من ظل بسببه كان هو سببه كما في الاية والحديثين الذين اوردتهما ولا يحملن اوزارهم اللي يحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يظلونهم بغير علم يعني من ظل بسببه عليهم مثل وزره ومن اهتدى بسبب احد فله مثل اجره من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه. الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. وهذا فيه فضل الدعوة الى الله جل وعلا فمن علمته الصلاة كلما صلى يجري لك مثل اجره من علمته شيئا كلما عمله جرى لك مثل اجره. وفيه خطورة دعوة الناس الى الضلال ومخالفة الحق فكل من دعوته الى ظلال ومعصية فعمل بها لك مثل وزره. وزره عليه. لكن انت الذي دعوته وتسببت في هذا لهو فعليك مثل وزره من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا قال جل وعلا ولا يسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون اي ليسألن هؤلاء الكفار وغيرهم من الكذبة يوم القيامة بين يدي الله جل وعلا عما كانوا يفترون اي يكذبون ويختلقون من البهتان كقولهم ولنحمل خطاياكم وكقولهم ان الاصنام اله تعبد ولها الحق ومن عبدها فلا شيء عليه الى غير ذلك من ضلالاتهم هذا كله من الافتراء والكذب على الله فسينبئهم يوم القيامة يسألهم ويجازيهم يسألهم عن هذا ويجازيهم على اعمالهم ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد