بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما فاخذهم الطوفان وهم ظالمون فانجيناه واصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين يقول ابن كثير هذه تسلية من الله تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم يخبره عن نوح عليه عليه السلام انه مكث في قومه هذه المدة يدعوهم الى الله ليلا ونهارا سرا وجهارا. ومع هذا ما زادهم ذلك الا فرارا عن حق واعراضا عنه وتكذيبا له وما امن معه الا قليل وقد افاد واجاد رحمه الله فقد ذكر المناسبة يعني مناسبة ذكر ابراهيم اه ذكر نوح هنا اه بعد ذكره لقول قومه وقال الذين كفروا الذين امنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم. وبدأ الايات التي سبق فيها ذكر قوم ومعاندتهم له سل الله نبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم بما حصل لاول نبي على وجه الارض وهو نوح عليه السلام ثم اردف ذلك بقصة ابراهيم لان المعارض للداعي الى الحق يضيق به صدره من شدة المعارضة مع وضوح الحق ولكن يتسلى الداعي الى الله جل وعلا بما حصل على انبياء الله فلذلك تسنية فكذلك صلى الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بذكر قصة نوح فقال ولقد ارسلنا نوحا الى قومه ونوح هو اول رسول ارسله الله كما قال جل وعلا ولقد اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وفي حديث الشفاعة في البخاري وغيره ان الناس يأتون الى نوح فيقولون يا نوح انت اول رسول ارسله الله. فاشفع لنا الى ربك او عند ربك ليفصل بيننا الحديث في البخاري وغيره ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث بهم الف سنة الا خمسين عاما قال ابن كثير ولهذا قال فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما فاخذهم الطوفان وهم ظالمون اي بعد هذه المدة الطويلة ما نجح فيهم البلاغ والانذار فانت يا محمد لا تأسف على على من كفر بك من قومك ولا تحزن عليهم فان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وبيده الامر واليه واليه ترجع الامور ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم واعلم ان الله سيظهرك وينصرك ويؤيدك ويذل عدوك ويكبتهم ويجعلهم اسفل السافلين كما قال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس قال بعث نوح وهو لاربعين سنة ولبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما وعاش بعد الطوفان ستين عاما حتى كثر الناس وفشوا يعني ذكر ابن كثير ان الله عز وجل ناصره فكما فعل بنوح ولما ذكر تكذيب قومه له وكيف نصره ونجاه وجعل العاقبة له وجعل ذريتهم الباقين وصار الناس بعد ذلك كلهم من نسله فسينصرك الله على كفار قومك وعلى اعدائك وقد فعل جل وعلا ثم بدأ ابن كثير رحمه الله يتكلم على ما قيل في عمر نوح عليه السلام فالقول اول قول ابن عباس انه يقول بعث لرأس الاربعين يعني واذا نوح على رأس الاربعين لما بلغ اربعين سنة ولبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما وعاش بعد الطوفان يعني بعد ان اغرق الله قومه ستين عاما يعني يكون عمره تسع مئة وخمسين ومئة سبع الف وخمسين سنة قال حتى كثر الناس ومشوا ثم ذكر قولا اخر وهو قول قتادة ان عمر نوح قل له الف سنة الا خمسين عاما عمره كله تسع مئة وخمسين سنة لبث فيهم قبل ان يدعوهم ثلاث مئة سنة ودعاهم ثلاث مئة ولبث بعد الطوفان ثلاث مئة وخمسين سنة قال وهذا قال ابن كثير وهذا قول غريب وظاهر السياق من الاية انه مكث فيه قومه يدعوهم الى الله الف سنة الا خمسين عاما نعم وهذا هو ظاهر السياق ان تسعمية وخمسين هذه كلها في الدعوة فقط هذا ظاهر القرآن. وبهذا يتبين ضعف قول قتادة اورد عن عون ابن ابي شداد ان الله ارسل نوحا الى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مئة سنة فدعاهم الف سنة الا خمسين عاما ثم عاش بعد ذلك ثلاث مئة وخمسين عاما يعني اه تسع مئة وخمسين سنة هذه دعوة وسبع مئة سنة ثلاث مئة وخمسين قبل الدعوة ثلاث مئة وخمسين بعدها قال ابن كثير وهذا ايضا غريب رواه ابن ابي حاتم وابن جرير وقول ابن عباس اقرب والله اعلم قول ابن عباس الاول والله اعلم يعني هذا من من اخبار من اخبار بني اسرائيل او الاخبار عن الامم الماضية وهذه لا تعلم الا بنص من القرآن او السنة الذي حكاه الله لنا انه مكث فيهم الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم فقط كم عاش قبلها كم عاش بعدها؟ الله اعلم لكن ابن عباس يقول هذا ويمكن يعني الاستئناس بذكر مثل هذه الامور من غير الجزم بصحتها لان الله ما جعل لنا دليلا على ذلك وابن عباس ممن يعني يروي بعظ اخبار بني اسرائيل لكن لو كان من الصحابة الذين لا يأخذون عن بني اسرائيل لقيل ان هذا سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم لان هذا لا يعلم بالعقل لا يعلم الا بالنقل فيحمل على ذلك آآ قال جل وعلا فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما. طيب الله جل وعلا فرق وغاير بين تمييز العدد يعني العدد الاول قال الف سنة الف ايش؟ سنة وقال الا خمسين عاما الخمسين ميزها بالعام التسع مئة وخمسين او الف سنة ميزها بالسنة طيب ما هي ما هو الفرق بين السنة والعام اليست السنة هي العام والعام هو السنة نقول لا شك ان هناك فرق دقيق ولهذا القرآن معجز في غاية الاعجاز والبلاغة فلابد ان هناك فرقا لا يذكر الله عز وجل هذا هكذا يفرق بينهما الف سنة وخمسين عاما الا دي حكمة وقد ذكر اشار الى ذلك آآ السمين الحلبي في الدر المصون وقال ان العرب تفرق بين آآ الوقت الذي يكون خصبا والوقت الذي يكون فيه شدة فهي تعبر عن الخصب بالعام وعن الجدب بالسنة اذا قول فلبث فيهم الف سنة هذا يدل على شدة هذا الوقت على نوح التسع مئة وخمسين سنة وهو في شدة مع قومه يعارضونه ويكذبونه ويسبونه فكان في شدة ثم لما اهلكهم الله بقي خمسين عاما بعدها وهو في راحة وطيب عيش وراضي عايش وهذا يعني قد يقال انه يدل على قول ابن عباس السابق بان نوح مكث اربعين سنة قبل اان يرسل ولبث بعد ذلك ستين عاما لان كما جاء في حديث وان كان في زنده ضعف ما بعث نبي الا على رأس الاربعين فيكون بعث على رأس الاربعين ومكث تسع مئة وخمسين يدعوهم وخمسين سنة وابن عباس يقول ستين سنة عاشها بعد ذلك لان الله قال الا خمسين عاما اذا يا اخوان السنة تطلق على الجدب وعلى الشدة والعام يطلق على الخصب وعلى سعة العيش والدليل على هذا القرآن فان الله جل وعلا قال عن آآ يوسف لما عبر قصة رؤيا الملك قال تزرعون سبع سنين لاحظ قال سبع سنين دأبا ثم قال ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد سبع شداد لاحظ قال سبع شداد يعني سبع سنوات شداد يأكلن ما قدمتم لهن وهذا الجذب وهذا الجد ثم قال بعد ذلك ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون قال ثم يأتي بعد ذلك عام فسمى زوال الشدة ومجيء العام الخصب قال ثم يأتي من بعد ذلك عام ما قال سنة قال عام فيه يغاث الناس يغيثهم الله بالمطر وفيه يعصرون النباتات والاشجار فيعصرون الزيوت ونحوها اذا يا اخوان قال جل وعلا فلبث فيهم الف سنة كانت في شدة انظروا كيف صبر نوح عليه السلام الف سنة الا خمسين عاما كان في شدة ومحاجة ومعارضة واذية من قومه لكن بعد ذلك مكث خمسين عاما بدله الله خيرا لما اغرق قومه فعاش هو والمؤمنون وما نجى الا المؤمنون فكانت عيشة رغيدة سعيدة قال جل وعلا فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما ثم ماذا بعد ذلك؟ لانهم كفروا وكذبوا فاخذهم الطوفان وهم ظالمون وقد حكى الله جل وعلا شيئا من صبري نوح عليه السلام في دعوته لقومه كما في سورة نوح قال ربياني دعوت قومي قومي ليلا ونهارا يدعون بالليل وبالنهار فلم يزيده دعائي الا فرارا واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا ثم اني دعوتهم جهارا ثم اني اعلنت لهم واسرت لهم اصرارا فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا الله الله يا دعاة الحق يا من تدعون الناس الى دين الله يا من تدعون ابنائكم واهليكم اصبروا وادعوهم بالليل والنهار وانظروا الاوقات المناسبة واسروا لهم ان رأيتم الاصرار انفع واجهروا لهم ان رأيتم الجهر انفع ولا تيأسوا ولا تقول والله انا امرت الولد بالصلاة ايقظته للصلاة سنة او سنتين وانا اوقظوا الان ما في فائدة ليس هناك فائدة من ايقاظي له نقول من قال لك ذلك اقل الفوائد انك تؤجر على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانك تبرأ امام الله عز وجل لانك ايقظته واقمت الحجة عليه وانك تنجو من الاثم ولهذا يا اخوان قصص الانبياء فيها عبر ومواعظ لان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه فعلينا ان نأخذ هذا ونجتهد في الدعوة الى الله عز وجل. وخاصة الدعاة بل وعموم الناس الانسان يحتاج الى دعوة اهله واقربيه دائما فلابد من الصبر وتنويع الدعوة واغتنام الاوقات المناسبة والصبر حتى ينجو امام الله عز وجل ولعل الله ان يهديهم ويمن عليهم لانه والغالب في المسلم انه يرعوي ويرجع الى الله جل وعلا وعظ وذكر قال جل وعلا فانجيناه واصحاب السفينة اخبر الله جل وعلا انه انجى نوحا واصحاب السفينة لانهم كانوا كلهم مؤمنون قال ابن كثير اي الذين امنوا بنوح هم اصحاب السفينة عليه السلام وهذا قد مر في سورة هود الكلام عليها مفصلا بدءا من قوله ولقد ارسلنا نوحا الى قومه اني لكم نذير مبين الا تعبدوا الله الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم اليم من الاية الخامسة والعشرين من سورة هود وذكر الله عز وجل قصته مطولة الى ان قال بالاية السادسة والثلاثين واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن فلا تبتأس بما كانوا يفعلون واصنع الفلك باعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه. قال ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون. فسوف تعلمون من فيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم حتى اذا جاء امرنا وفار التنور وقلنا قل نحمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن امن وما امن معه الا قليل وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها ربي لغفور رحيم. وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزه يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين الى اخر الايات وقد تقدم قصصهم بالتفصيل وهنا وهذا من اعجاز القرآن. يبسط الكلام في موضع على قصة معينة او على شيء على امر معين يوجز في موضع اخر وحاصل القصة ما ورد في جميع المواضع من كتاب الله جل وعلا قال فانجينا هو اصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين قال ابن كثير وجعلناها اية للعالمين اي وجعلنا تلك السفينة باقية اما عينها كما قال قتادة انها بقيت الى اول الاسلام على جبل الجودي على جبل الجودي بقيت وادرك هذه الامة اول هذه الامة ادركوا شيئا من الواح هذه السفينة ورأوها وقد مر الكلام على ذلك مطولا او نوعها يعني جعل نوعها جعله للناس تذكرة لنعمه على الخلق كيف نجاهم من الطوفان لان كل الناس الموجودين الان من نسل نوح فلله علينا منة بامر نوح صنع هذه السفينة هذه عبرة لان الناس كلهم موجودون الان من نسل نوح على الصحيح. وقد مر معنا الكلام على ذلك مفصلا بدليل قوله جل وعلا وجعلنا ذريته هم الباقين واجعلنا ذريته هم الباقين يعني يعتبر نوح الاب الثاني للناس يعتبر الاب الثاني للناس بدليل ظاهر القرآن لان الله جل وعلا يقول وجعلنا ذريته وجعلنا ذريته هم الباقين فبناء على هذا يكون لله جل وعلا علينا جميعا منة في لاننا لان اصلنا هم الذين كانوا في السفينة فالله علينا جل وعلا بذلك منا ثم قال ابن كثير او نوعها جعله للناس تذكرة لنعمه على الخلق كيف نجاهم زمن الطوفان كما قال تعالى واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون. وخلقنا لهم من مثله ما يركبون. وان شأن اغرقهم فلا تاريخ لهم ولا هم ينقذون الا رحمة منا ومتاعا الى حين. وقال تعالى انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها واعية وقال ها هنا فانجيناه واصحاب السفينة وجعلناها اية للعالمين نعم جعل الله عز وجل هذه السفينة اية للعالمين سواء من رآها او قصتا وخبرها اية عظيمة علينا نحن نحن اصلنا هم من نجاهم اصلنا نوح وقد نجاه الله في هذه السفينة لولا الله جل وعلا ثم هذه السفينة ما وجدنا لان الله اوجد السفينة وكانت سببا بعد الله جل وعلا لنجاة نوح الذي هو ابو العالم ومن بعده كلهم من نسله فهي اية وعبرة عظيمة يعتبر بها اولو الالباب ثم قال جل وعلا وابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ايوه هذه تسلية للنبي صلى الله عليه واله وسلم لما لقى من قومه بذكر قصص ابراهيم وما حصل له وكيف نجاه الله وايضا فيه مناسبة بين ذكر نوح وذكر ابراهيم فنوح نجاه الله من الغرق في الماء واهلك اعداءه وابراهيم نجاه الله من النار وهذا دليل على قدرة الله جل وعلا. وانه على كل شيء قدير. فهذا انجاه من الماء وهذا انجاه من النار بقدرته سبحانه وتعالى. قال وابراهيم اذ قال اي حين قال لقومه اعبدوا الله يدعون وكل الانبياء بعثوا بذلك بالتوحيد. اعبدوا الله وحدوا الله افردوه بالعبادة واتقوه اعبدوه افردوه بالابادة واطيعوه واتقوه اتقوه ترك معصيته اتقوا عقابه وعذابه وذلك بالالتزام ببئر المأمورات واجتناب المنهيات ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. ذلكم وهو افراد الله بالعبادة واتقاؤه جل وعلا وجعلكم وجعلكم بين بينكم وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه خير لكم في الدنيا والاخرة. ان كنتم تعلمون تعلمون الحق وتعملون به بالقصد العلم الذي يترتب عليه العمل والا هم قد قامت عليهم الحجة لكن ان كنتم تعلمون العلم علم اليقين العلم الذي ينفع صاحبه ويعمل بمقتضاه وبموجبه ثم قال جل وعلا انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكاء انما تفيد الحصر فانما يعني قومه كل ما يعبدونه من الكواكب من الاصنام من الاحجار من كل معبوداتهم او ثانا والاوثان جمع وثن وهي الاصنام وقد فرق بعض اهل العلم بين الاوثان والاصنام فقال الاصنام ما كان على هيئة ذات روح على ذوات الارواح على هيئة ذوات الارواح والاوثان ما كان من الاشجار والاحجار ولكن الذي يظهر والله اعلم انه اذا اجتمع افترقا واذا افترق اجتمعا هنا انما ذكرت الاوثان فهي تشمل الاوذان والاصنام كل معبودات القوم انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا اه للعلماء في هذا اقوال خلاصتها قولان القول الاول وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد السدي ان معنى تخلقون افك تقولون كذبا تخلقون من الاختلاط والافك والكذب فتختلقون افكا وتقولون ان هذه الهة تصنعونها بايديكم هذه الاوثان تفترون الكذب وتقولون هذه الهتنا. هذه الهة مع الله والقول الثاني وهو مروي ايضا عن ابن عباس انه قال وتخلقون افكا اي تنحتونها اصناما اذا اما معنى تخلقون افكا تقولون وتفترون الافك والكذب في هذه الاصنام وتقولون انها الهة وان انتم تعبدون الهة وتخلقون افكا تقولون كذبا بانها الهة وانها معبودات او ان انكم انما تعبدون من دون الله اوثان وتخلقون افكا وتصنعون اصناما تصنعونها وتوجدونها بايديكم اصناما هذا افك كذب باطل ليست الهة ولا معبودة مع الله جل وعلا اه قال ابن كثير ثم اخبرهم ان الاصنام التي يعبدونها والاوثان لا تضر ولا تنفع وانما اختلقتم انتم لها اسماء سميتموها الهة وانما هي مخلوقة مثلكم. هكذا روي روى العوفي عن ابن عباس وبه قال مجاهد السدي وده ورواه الوالي عن ابن عباس وتسمعون افكا اي تنحتونها اصناما وبه قال مجاهد. في رواية وعكرمة والحسن وقتادة وغيرهم وروى اورد ابن كثير آآ ايضا او اول الاقوال التي ذكرها في تفسير هذه الاية قال وتقولون كذبا قال جل وعلا ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا ان الذين تعبدون من دون الله هذه الاوثان وهذه الاصنام التي تعبدونها من دون الله لا تملك لكم رزقا لا يملكون لكم رزقا فكيف تعبدونهم يعني العابد يريد من معبوده ان يرزقه ان ينفق عليه اي يعطيه الهتكم هذه ما تملك لكم رزقا ولا تأتيكم بشيء من الرزق. فكيف تعبدونها وهي عاجزة قال جل وعلا لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق فابتغوا عند الله الرزق هذا ايضا يفيد الحصر ما قال فابتغوا الرزق عند الله قال فابتغوا عند الله الرزق. وهذا كما في قوله اياك نعبد واياك نستعين وهذا يفيد الحصر وانه لا يطلب الرزق الا من الله لانه هو الرب جل وعلا ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وما من دابة في الارض الا على الله رزقه فالرزق من الله هو الرزاق وحده لا شريك له. ومقتضى طلب الرزق عنده هو افراده جل وعلا بالعبادة والالتزام بما يكون سببا للرزق وهو عبادته واخلاص العبادة له. كما قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين الواجب ان يطلب المسلم الرزق من الله ولا يلتمسه عند احد لكن قد يجعل الله عز وجل الرزق على يد احد لكن هو يلجأ الى الله والله يسوق اليه رزقه على يد من شاء وبالسبب الذي يريده جل وعلا قال واعبدوه امر بالتوحيد اطلبوا الرزق منه واعبدوا افردوه بالعبادة وخصوه بالعبادة. واشكروا له اليه ترجعون واشكروا لله تطلب الرزق عنده واعبدوه واشكروه على نعمه الكثيرة ومنها الرزق اليه ترجعون مرجعكم ومآلكم اليه ويجازيكم على اعمالكم فالعاقل يخلص العمل لمن يرجو منه الرزق فيفرد الله جل وعلا بالعبادة. ثم قال جل وعلا وان تكذبوا فقد كذب امم من قبلكم وما على الرسول الا البلاء المبين. ان تكذبوا فسبيلكم سبيل من كذب من الامم الماضية وقد كذبت قبلكم امم كثيرة وما على الرسول الا البلاغ المبين. الرسول ليس عليه الا البلاغ والبيان قال ابن كثير وقوله وان تكذبه وقد كذب ام من قبلكم اي فبلغكم ما حل بهم من العذاب والنكال في مخالفة الرسل وما على الرسول الا البلاغ المبين يعني انما على الرسول ان يبلغكم ما امره الله وتعالى به من الرسالة والله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فاحرصوا لانفسكم ان تكونوا من السعداء ثم قال وقال قتادة في قوله وان تكذبه فقد كذب امم من قبلكم قال يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا من قتادة يقتضي انه قد انقطع الكلام الاول واعترض بهذا الى قوله فما كان جواب قومه وهكذا نص على ذلك ابن جرير ايضا والظاهر من السياق ان هذا كله من كلام ابراهيم الخليل عليه السلام يحتج عليهم لاثبات المعادي لقوله تعالى بعد هذا قل لي فما كان جواب قومه والله اعلم. يعني ابن كثير هنا آآ تعرظي الى مسألة وان تكذبوا كذبوا من قبلكم. هل هو من هل هو من كلام الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم يعني في كفار قريش او انه من تمام كلام ابراهيم يرى بعض العلماء ان هذا يعني من كلام الله لكفار قريش انتو كذبوا يا كفار قريش فقد كذب ام من قبلكم فاهلكهم الله ورسول ليس عليه الا البلاغ والبيان وقد قام به وقال ورجح ابن كثير ان هذا من تمام كلام ابراهيم وان كلام ابراهيم لا يزال القصة مع ابراهيم بدليل انه بعد ذلك بعد ان استمر في ذكر جملة من هذه الامور قال بعد ذلك فما كان جواب قومه الا ان قالوا اقتلوه او حرقوه فانجاه الله من النار. وهذا لا شك انه في ابراهيم والاصل ان السياق معتبر وان السياق واحد الا اذا دل دليل على اختلاف السياق والله اعلم ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد