بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت او لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ان ذلك على الله يسير وسيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشأ النشأة الاخرة ان الله على كل شيء قدير يعذب يشاء ويرحم من يشاء واليه تقلبون. وما انتم بمعجزين في الارض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير والذين كفروا بايات الله ولقائه اولئك يئسوا من رحمتي واولئك لهم عذاب اليم آآ فقدمها قوله جل وعلا وابراهيم اذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا ان الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون وان تكذبوا فقد كذب امم من قبلكم وما على الرسول الا البلاغ المبين هذه الايات السابقة التي شرحناها في اخر الدرس الماضي وذكرنا في اخر كلامنا على الايات ان قتادة واختاره امه جرير قالوا ان قوله وان تكذبوا فقد كذب امم من قبلكم ان هذا تعزية لنبينا صلى الله عليه واله وسلم وبناء على هذا تكون هذه الاية وان تكذبوا فقد كذب امم من قبلكم وما على الرسول الا البلاغ المبين تكون تكون معترظة في قصة ابراهيم الكلام كله عن ابراهيم الا ان هذه الاية وما بعدها اه معترظة فهي في النبي صلى الله عليه واله وسلم وفي قومه وبناء على هذا يكون اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده يكون هذا استفهام انكاري لقريش لكفار قريش على قول قتادة وعلى اختيار ابن جرير الطبري وذكرنا ما ذكره ابن جرير ورجحناه وهو ان هذا كله من قول كله متعلق بابراهيم كل متعلق بابراهيم. لماذا لان السياق واحد متصل وسيأتي بعد ذلك فما كان جواب قومه الا ان قالوا اقتلوه واحرقوه فانجاه الله من النار. وهذا لا شك في ابراهيم طيب الفصل في قصة ابراهيم او في قصص ابراهيم والقول بان هذه الايات في نبينا صلى الله عليه وسلم توسطت واعترظت بين الايات التي في قصة ابراهيم يحتاج الى دليل لان الاصل ان السياق معتبر الاصل ان السياقة معتبر ولا اصل توحيد الضمائر الا اذا قام دليل صحيح صريح على خلاف ذلك ولم يكن هنا دليل فنقول ان قوله او لم يروا هذا من قول ابراهيم او مما حكاه الله عز وجل مقررا قوم ابراهيم عليه السلام ومنبها لهم الى قدرة الله جل وعلا وانه الذي يبدأ الخلق ثم يعيد بعثه مرة اخرى ومن فعل ذلك فهو المستحق ان يعبد لا الاصنام ولا الالهة ولا الاوثان ولا الكواكب وعلى كل حال اه شرعوا من قبلنا شرع لنا فلا يعني اذا قلنا انها في إبراهيم انها لا تنطبق على هذه الامة بل هي في الحقيقة منطبقة في حق قريش وفي حق غيرهم والله جل وعلا يقرر قدرته مما يؤكد الوهيته وهذا كما ذكرنا مرارا ان الله يقرر توحيد الربوبية ويذكره ليقرر به توحيد الالوهية فيذكر جل وعلا ما يدل على افعاله وهو توحيد الربوبية لاجل ان يقرر وجوب استحقاقه بتوحيد الالوهية وهو عبادته وحده لا شريك له وهو صرف العبادة له فالفاعل لذلك هو المستحق ان يعبد دون من سواه قال جل وعلا اولم يروا وهذا الاستفهام استفهام انكاري ينكر الله عز وجل عليهم ذلك لانهم قد رأوا ذلك ورأوا ان الله يبدأ الخلق ولكن ويعيده ولكن مع ذلك لم يؤمنوا. فانكر عليهم بمكابرتهم الحس وما لا تنكره العقول. فقال جل وعلا او لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده يبدئ الخلق يعني ينشئوا كما قال ابن جرير الطبري قال اولم يروا كيف يستأنف الله خلق الاشياء طفلا تغييرا ثم غلاما يافع ثم رجلا مجتمعا ثم كهلا وقال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن الخليل عليه السلام انه ارشدهم الى اثبات المعادي الذي ينكرونه بما يشاهدونه في انفسهم من خلق الله اياهم بعد ان لم يكونوا شيئا مذكورا ثم وجدوا وساروا اناسا سامعين مبصرين فالذي بدأ هذا قادر على اعادته فانه سهل عليه يسير لديه نعم اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده تعيد الخلق بعد ثنائه وبلائه كما بدأه اول مرة ان ذلك على الله يسير ان ذلك وهو البعث بعد الموت قال الطبري خلقه لهم من بعدي مماتهم يسير عليه سهل كما كان يسير علي كما كان يسيرا عليه ابدأه جل وعلا وهذا كما قال جل وعلا هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وكل ذلك هين عليه جل وعلا ثم قال جل وعلا قل سيروا في الارض من السير لاجل الاتعاظ والاعتبار ينظرون في ايات الله في الملكوت في الارض التي عمرها الناس وكانوا اشد منهم قوة فاماتهم الله قال ابن جرير يقول الله لمحمد صلى الله عليه واله وسلم قل يا محمد للمنكرين للبعث بعد الممات الجاحدين الثواب والعقاب سيروا في الارض فانظروا كيف بدأوا الله كيف بدأ الله الاشياء وكيف انشأها واحدثها وكما اوجدها واحدثها ابتداء فلم يتعذر عليه احداثها مبديا فكذلك لا يتأثر عليه انشائها معيدا سبحانه وتعالى فكما خلقها اول مرة يريدها مرة اخرى وقال الطبري وقال ابن كثير ثم ارشدهم الى الاعتبار بما في الافاق من الايات المشاهدة من خلق الله الاشياء السماوات من خلق الله الاشياء السماوات وما فيها من الكواكب النيرة الثوابت والسيارات والاراضين وما فيها من مهاد وجبال واودية وبراري وقطار واشجار وانهار وجمار وبحق وما فيها من مهاد وجبال واودية وبراري وقفار واشجار وانهار وثمار وبحار كل ذلك دال على حدوثها بانفسها وعلى وجود صانعيها الفاعل المختار الذي يقول للشيء كن فيكون ولهذا قال اولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ان ذلك على الله يسير كقوله وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه ثم قال قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم ينشئ الله ثم الله ينشئ النشأة الاخرة اي يوم القيامة ان الله على كل شيء قدير وهذا المقام شبيه بقوله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهما حتى يتبين لهم انه الحق وكقوله تعالى ام خلقوا من غير شيء امهم الخالقون ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون فهذا شرح اجمالي من الحافظ ابن كثير لهذه الايات حيث يقرر الله عز وجل المنكرين للبعث والخلق القيامة بانه بدأ الخلق ثم هو الذي ينشئ النشأة الاخرة لانه على كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء ثم قال جل وعلا يعذب من يشاء ويرحمه من يشاء يعذب من يشاء بعدله جل وعلا ولكن على ما سلف من ذنوبه لانه لا يظلم احدا. كل نفس بما كسبت رهينة فهو يعذب بعدله من يشاء على ذنوبه التي اكتسبها ويرحم من يشاء بفظله فيرحم من تاب وامن وعمل صالحا فهو يوفقه للهداية وللعمل الصالح ويثبته عليه ثم يرحمه ويعظم له الاجر والثواب قال واليه تقلبون قال الطبري ترجعون وتردون اذا المرد والمئال اليه ومن نصح نفسه فليعمل عملا يبيض وجهه يوم يرد الى ربه يوم يقف بين يدي ربه جل وعلا وهو حاف عار غير مختون وذلك يكون بالعمل الصالح وهو العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم بفهم سلف الامة بفهم الصحابة التابعين واتباعهم الذين يقولون بالحق وبه يعدلون والذين جمعوا بين الاخلاص والمتابعة جمعوا بين الاخلاص لله جل وعلا في اعمالهم وبين المتابعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فلا يفعلون الا ما شرعه لهم بقوله او فعله او تقريره ثم قال جل وعلا وما انتم بمعجزين في الارض وهذا تهديد لهؤلاء المكذبين الذين ينكرون البعث فقال وما انتم بمعجزين لا لن تعجزوا الله جل وعلا بل انتم في قبضته ولهذا قال ابن زيد او قال الطبري قال ابن زيد لا يعجزه اهل لا اهل الاراضين الاراضين في الارض لا يعجزه اهل الاراضين في الارض ولا اهل السماوات في السماوات ان عصوا وقرأ لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين وقبل قوله لا يعزب عنه قال عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة ثم قال جل وعلا وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير اي ما لكم من دون الله من ولي يتولاكم فيقوم في الدفاع عنكم ولا لكم نصير يتولى نصرتكم فيقوموا بنصركم وتخليصكم مما انتم فيه لان الجميع يقفون بين يدي الله جل وعلا يوم القيامة ذليلين عاجزين لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظرا وهذا مما يهيج الايمان ويحث على ان يؤمن العبد حتى يجد وليا ونصيرا وهو ربه جل وعلا فنعم المولى ونعم النصير واما من سواه فلا يستطيع ان يفعل شيئا يوم القيامة لا يتولاه ولا يقوم بين الصلتين ثم قال جل وعلا والذين كفروا بايات الله ولقائه كفروا اي جحدوا بايات الله اعتبروا بالميعاد وهم كفروا بايات الله العظيمة الكثيرة الدالة على وحدانيته وعلى صدق رسله وعلى انه المستحق ان يعبد فجحدوها وانكروها وايضا جحدوا لقاء الله والبعث بعد النشور والوقوف بين يديه اولئك يأسوا من رحمتي. اتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان بعد مكانتهم في الشر والبعد من الله اولئك يئسوا واليأس هو انقطاع الرجع والطمع في الشيء نسأل الله العافية والسلامة فهم اذا قامت القيامة ورأوا اهوالها ورأوا ما يقع فيهم عند ذلك ينقطع املهم ورجائهم من رحمة الله ويعلمون انها لن تنالهم لانهم ما عملوا الاسباب التي توصل اليها بل عملوا عملوا بضدها وهو الشرك والكفر بالله جل وعلا الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وكما قال جل وعلا ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ولهذا قال بعظ المفسرين ان من رحمتي هنا هي الجنة والاظهر والله اعلم انها اعم من ذلك يئسوا ان يرحمهم فينجيهم من عذاب الله ويئسوا ايضا ان يدخلوا الجنة لانهم لم يعملوا لم يعملوا اسباب ذلك ثم قال جل وعلا واولئك لهم عذاب اليم اولئك الموصولون بهذه الاوصاف وهي الكفر بايات الله والكفر بلقائه واليأس من رحمته لهم عذاب اليم ومعنى اليم يعني مؤلم وموجع لمن حل به ووقع به عياذا بالله من عذابه ثم قال جل وعلا فما كان جواب فما كان جواب قومه الا ان قالوا اقتلوه او حرقوه فانجاه الله من النار ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون وهذا كما ذكرنا مما يؤكد ان هذا كله بابراهيم وقومه لانه ذكر بعد ان قررهم في الايات السابقات بالميعاد والمبدأ والرجوع اليه قال فما كان جواب قومي له لما قررهم ابراهيم بهذا لما قررهم واقام عليهم الحجة واوضح المحجة ما كان جواب قومه الا ان قالوا اقتلوه قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن قوم ابراهيم في كفرهم وعنادهم ومكابرتهم ودفعهم الحق بالباطل انه ما كان لهم جواب بعد مقالة ابراهيم هذه المشتملة على الهدى والبيان الا ان قالوا اقتلوه وحركوه وذلك لانهم قام عليهم البرهان وتوجهت عليهم الحجة فعدلوا الى استعمال جاههم وقوت ملكهم فقالوا ابنوا له بنيانا فالقوه في الجحيم وارادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين وذلك انهم حسدوا في جمع احقاب عظيمة مدة طويلة وحوطوا حولها ثم اضرموا فيها النار فارتفع لها لهب الى عنان السماء ولم توجد نار قط اعظم منها ثم عمدوا الى ابراهيم فكتفوه والقوه في في كفة في كفة المنجنيق ثم قذفوا به فيها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وخرج منها سالما بعدما مكث فيها اياما ولهذا وامثاله جعل الله جعله اي ابراهيم جعله الله للناس اماما فانه بذل نفسه للرحمن وجسده للنيران وسخى بولده للقربان وجعل ما له للظيفان ولهذا اجتمع على محبته جميع اهل الاديان هذا سجع جميل غير متكلف اذن هذه سنة الله فاصحاب الباطل اذا اقيمت عليهم الحجة لا يسمعون ويستجيبون ويدخلون في الحق لكنه يلجأون الى محاولة الوقيعة وقتل داعي الحق فهم مصممون على الكفر وعلى عدم اتباع الحق فحينما يبهتون وتقوم عليهم الحجة الرسالية يعمدون الى محاولة القتل وهكذا اهل الشر والباطل في كل زمان اذا اقيم عليهم الحق وبينت المحجة لا يستجيبون الا من رحم ربك ولا يتركون الداعي الى الحق بحاله كما يقال بل يحاولون قتله سجنه فتك به الى غير ذلك وهذا في كل زمان واوان قال جل وعلا الا ان قال الا ان قالوا اقتلوه وحرقوه فاجاه الله من النار وقد مر معنا ولخص ابن كثير رحمه الله كيف فعلوا ذلك لما كسر الهتهم وبين زيفها وزيف حال عابديها بما فيهم ابوه ارادوا ان ينتقموا لالهتهم فاضرموا نارا عظيمة واخذوا اياما كثيرة وهم يجمعون الحطب وجعلوها بين جبلين فربطوا ابراهيم ووضعوه في كفة المنجنيق جميل كان قديما يرمى به يرمى به العدو سلاح مثل الصواريخ الان فما استطاعوا ان يدنوا من النار لشدة حرها فوضعه في الجنين ثم قذفوه في النار ولكن ولكن الله انجاه فمن كان مع الله لا يضره احد ولا يخاف احد فانجاه الله من النار. وذكر بعض المفسرين بعض اخبار بعض اخبار بني اسرائيل في مدة مكث ابراهيم والله اعلم ما عندنا جزم لكنه مكث اياما الله يعلمها وهو في هذه النار المحرقة لكن لم تحرقه لماذا لان الله جل وعلا قال له كوني بردا وسلاما على ابراهيم قال بعض المفسرين لو ان الله قال كوني بردا ولم يقل سلاما لتحطمت عظام ابراهيم من شدة البرد والزمهرير ولكن قال كوني بردا بدل الحرارة المحرقة وكوني سلاما عليه يسلم فلا يصيبه ظرر لا من حر ولا من برد والله على كل شيء قدير قال فانجاه الله من النار ان في ذلك لايات ابر وعظات ودلائل موضحات لقدرة الله وانه الاله المعبود الحق دون من سواه لكن لمن؟ لقوم يؤمنون بالله لقوم يؤمنون بالايات قوم يتعظون ويصدقون ويقرون ليسوا بقوم جاحدين كافرين وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا هذا من قول ابراهيم قال لقومه انما اتخذتم من دون الله او هانا مودة بينكم انما اتخذتم من دون الله او ثاني يعني الذي اتخذتموه من دون الله اوثانا مودة بينكم من اجل توادكم ومحبة بعضكم لبعض على عبادة هذه الاوثان الخبيثة ومن هنا الولاء والبراء تولي المسلمين اخوانهم المؤمنين من اجل الايمان كما ان اصحاب ولذلك ايضا يحب المؤمنين بعضهم بعضا فالحب في الله والبغض في الله فكذلك عبدة الاصنام تكون بينهم مودة لاتفاقهم واجتماعهم على عبادتها من دون الله لكنه حب ومودة خاسرة وقد اختلم القراء في في قوله مودة بينكم فقرأ نافع وابن وابن عامر وابو بكر بل هو قول بل هي قراءة الجمهور قرأوا مودة بالفتح مودة بالفتح دون تنوين وبينكم بالكسر على سبيل الاضافة مودة بينكم وقرأ ابو عمرو الكسائي مودة بالرفع دون التنوين ايضا وبينكم بالكسر مودة بينكم ما الفرق بين القراءتين؟ الفرق ان القراءة الاولى قراءة الجمهور بالنص مودة بينكم وقراءة ابي عمرو ومن معه مودة بينكم وقرأ الاعمش بعض القراء وهي قراءة سبعية متواترة مودة بينكم مودة بالتنوين بالرفع والتنوين الذي قبله بالرفع دون تنويم مودة هذه القراءة هنا لا مودة بينكم بالنصب القراءات السابقة بينكم على سبيل الاضافة وهنا لا على سبيل الظرفية مودة بينكم والفرق بينهما او توجيه القراءتين ان من قرأ مودة مودة بالفتح فهي اما انها مفعول به اما انها مفعول به قوله اتخذتم اتخذتم مودة او نصبت مودة على انها مفعول لاجله اتخذتم اوثانا لاجل المودة بما بينكم واما على قراءة الرفع فقد ذكر الزجاج لقراءة الرفع وجهين مودته. الاول انها خبر لان انا انما اتخذتم وما تكون موصولة فتقدير الكلام ان الذي اتخذتموه من دون الله مودة او مودة بينكم والوجه الثاني ان مودة على اظمار مبتدأ اي هي مودة هي مودة او تلك مودة والمعنى ان المودة التي جمعتكم على عبادة الاوثان او ان المودة هي التي جمعتكم على عبادة الاوزان والحاصل ان الله سبحانه وتعالى اخبر ابراهيم اخبر عن ابراهيم انه قال لقومه واخبرهم وعاتبهم انما اتخذتم من دون الله او ذانا تودونها تودونها وتحبونها وتتوادون فيها مع ان الواجب الا تتخذوا الاوثان وان تبغضوها وتسبها وتكسروها وتتبرأ منها ثم بين ان هذه المودة في الحياة الدنيا المواد اللي بتحصل بين اصحاب القبور اصحاب الاوثان عباد الاضرحة هذه المودة في الدنيا فقط واما يوم القيامة اذا قامت الساعة وقف الناس المجازات بين يدي الله جل وعلا يكفر بعضهم ببعض يكفر بعضهم ببعض ويتبرأ منه ويلعن بعضكم بعضا يسبه ويدعو عليه وانت الذي فعلت بنا كذا وكذا ومأواهم النار مرجعه ومآله الى نار جهنم نعوذ بالله. بخلاف المؤمنين الذين توادوا في الله في هذه الدنيا فان هذا اوثق عرى عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله فهم احب بعضهم بعضا في هذه الدنيا من اجل الله وفي ذات الله من اجل الدين فيوم القيامة لا يكفر بعضهم ببعض بل الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين لا يوم القيامة وهذه نعمة الايمان يا اخوان محبة في الدنيا ومحبة في الاخرة نابعة في الدنيا ونابعة في الاخرة متصل في الدنيا ومتصلة في الاخرة بخلاف الحب في غير الله فانه منقطع بل يكون سببا الى التعادي والتباغض ولهذا يقول ابن كثير ثم يوم القيامة ينعكس هذا الحال وهي المودة التي بينكم الان عباد الاوذان ينعكس هذا الحال فتبقى هذه الصداقة هو المودة بغضة وشنئانا ويكفر بعضكم ببعض اي تتجاحدون ما كان بينكم فما يجحدهم ابليس يجحدوا اتباعهم قال ويلعن بعضكم بعضا اي يلعن الاتباع يلعن الاتباع المتبوعين والمتبوعون الاتباع كما قال جل وعلا كل كلما دخلت امة لعنت اختها وقال تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين بعضهم لبعض ابن عدو الا المتقين وقال ها هنا ثم يوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين. اي ومصيركم ومرجعكم بعد عرصات القيامة الى النار. وما لكم من ناصرين وما لكم من ناصر ينصركم ولا منقذ ينقذكم من عذاب الله. وهذا حال الكافرين فاما المؤمنون فبخلاف ذلك اذا على المسلم ان يتقي الله. وان يوحد الله وان يفرد الله بالعبادة. وان يحذر من عبادة غيره. حتى ينجو من هذه الاهوال وهذا الخزي ويكون له بين يدي الله وليا وناصرا وحافظا ورحمه الله سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد