بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت فامن انا له لوط وقال اني مهاجر الى ربي انه هو العزيز الحكيم. ووهبنا له اسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب واتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين يقول الله جل وعلا فامن له لوط الظمير يعود على ابراهيم عليه السلام لانه هو المتحدث عنه في الايات السابقات كما قال جل وعلا فما كان جواب قومه الا ان قال اقتلوه وحرقوه فانجاه الله من النار. ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون فلا يزال الحديث مع ابراهيم عليه السلام قال جل وعلا فامن له لوط اي صدقه لوط وامن به واتبعه يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن ابراهيم انه امن له لوط يقال انه ابن اخي ابراهيم يقولون وهو لوط ابن هاران ابن ازر يعني ولم يؤمن به من قومه سواه سارة امرأة الخليل يعني يقول ابن كثير وهذا استطرادا منه انه امن لوط ابن اخي ابراهيم امن بابراهيم واتبعه ولم يتبعه ايضا معه الا سارة ثم اورد ابن كثير استشكالا وهو انه جاء في الحديث الذي في صحيح مسلم ان ابراهيم حين مر على ذلك الجبار فسأل ابراهيم عن سارة ما هي منهم قال فقال اختي ثم جاء اليها فقال لها اني قد قلت له انك اختي فلا تكذبيني او فلا تكذبيني فانه ليس على وجه الارض مؤمن غيرك وغيري. فانت اختي في الدين فيقول هنا ابراهيم يقول ليس على وجه الارض مؤمن غيري وغيرك طيب والله عز وجل يقول فامن له لوط هناك مؤمن غيرهما فاجاب ابن كثير بما حاصله انه ان ان المراد ليس على وجه الارض زوجان على الاسلام غيري وغيرك فان لوطا عليه السلام امن به من قومه وهاجر معه الى بلاد الشام ثم ارسل في حياة الخليل الى اهل سدوم واقليمها اه اهكذا اجاب ابن كثير وقد يجاب بجواب اخر انه لما قال الخليل هذه المقولة لزوجتي ليس على وجه الارض مؤمن غيري وغيرك ان لوط وقتها لم يؤمن ان لوط وقتها لم يؤمن او لم يدعه ابراهيم او لم يولد في وقتها قال جل وعلا فامن له لوط وقال وقال الضمير يعود على ابراهيم وهذا قول ابن جرير الطبري وقوله اكثر المفسرين لان السياق كله عن ابراهيم وقال ابن كثير يحتمل عود الضمير على لوط لانه اقرب المذكورين ويحتمل عوده الى ابراهيم قال ابن عباس والضحاك هو المكنى عنه بقوله فامن له لوط اي من قومه ثم اخبر عنه بانه اختار المهاجرة من بين اظهرهم ابتغاء اظهار الدين والتمكن من ذلك وهذا وهذا هو الصواب وقد استدل له الامير الشنقيطي يعني بانه بانه ابراهيم بقوله جل وعلا في سورة الانبيا ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين فكل منهم نجي وخرج هو لوط خرج هو ولوط فالكلام هنا عن ابراهيم. ولهذا لوط سيأتي الحديث عنه بعد بظع ايات سيأتي الحديث عنه منفردا فالكلام هنا هو عن ابراهيم. بل سيأتي الكلام بعد اية واحدة وهي قوله جل وعلا ولوطا اذ قال لقومه انكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين ائنتنا تأتون رجال الايات فالكلام هنا هو عن ابراهيم وهذا هو الاصل اتحاد الظمائر وعودها المتحدث عنه فهنا الصواب ان قوله وقال اي الذي قال ذلك هو ابراهيم مهاجر الى ربي الهجرة اه هي الخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام ومعنى مهاجر هنا كما قال القرطبي اني مهاجر من بلد قومي ومولدي الى حيث اتمكن من عبادة ربي فالهجرة في الله يعني هو الخروج من ارضه الى ارض اخرى في ذات الله في ذات الله من اجل ان يعبد الله هذا معنى مهاجر الى ربي يعني مهاجر الى ربي من اجل ربي من اجل عبادة ربي مهاجر الى بلد اخر. المشهور ان ابراهيم عليه السلام آآ كان في كوثا وكذا في العراق من سواد الكوفة قوتها في في آآ ولايتي او محافظة الكوفة وهي معروفة بالعراق الى يومنا هذا فخرج منها الى الشام ويقال انه خرج الى دمشق يقال انه خرج الى دمشق وهذا دل عليه حديث رواه اه الامام احمد رواه ابو داوود في سننه والحديث حسن الاسناد حسن حسن واسناده ضعيف لكن له طرق يتقوى بها هذا ما خلص اليه الشيخ الالباني رحمه الله في آآ السلسلة الصحيحة قال هو حسن بمجموع طريقيه وظعف اسناد ابي داود وخلاصة الاثر قال الامام احمد اه حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن قتادة عن ساهر ابن حوشب قال لما جاءتنا بيعة يزيد ابن معاوية قدمت الشام آآ فاخبرت بمقام يقومه نوف البكالي جاي مقام يعني انه كان يتكلم يتحدث يدرس قال فجئته اذ جاء رجل فانتبه الناس وعليه خميسة يعني تجاوز الناس كلهم ودنى قال واذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص فلما رآه نوف امسك عن الحديث فقال عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انها ستكون هجرة بعد هجرة فينحاز الناس الى مهاجر ابراهيم لا يبقى في الارض الا شرار اهلها فتلفظهم ارظوهم تقذرهم نفس الرحمن تحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم اذا باتوا وتقيل معهم اذا قالوا وتأكل منهم من تخلف قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج اناس من امتي من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقصد الخوارج وهم الخوارج كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع حتى اعدها زيادة على عشرين مرة كلما خرج منهم قرن قطع حتى ليخرج الدجال في بقيتهم فهذا الحديث وجه الشاهد منه انه قال ستكون هجرة بعد هجرة يعني في ذات الله ومن اجل الله فانحاز الناس الى مهاجري ابراهيم ومهاجر ابراهيم هو الشام مهاجر ابراهيم هو الشعب فذكر ما يكون في اخر الزمان وهو آآ ان المؤمنين ينحازون الى مهاجر ابراهيم ولا يبقى في الارض الا شرار اهلها فتلفظهم ارظوهم يعني تخرجهم ارضهم يقذرهم تقذرهم نفس الرحمن وتحشرهم النار لان هناك نار تخرج من عدن فسوق الناس كلهم الى ارض المحشر وهو مهاجر ابراهيم اذا قوله اني مهاجر الى ربي هاجر الى بلد الشام وكان في العراق هاجر الى بلد الشام قال انه هو العزيز الحكيم سبحانه وتعالى قال ابن كثير هو العزيز اي له العزة ولرسوله والمؤمنين به. والحكيم في اقواله وافعاله واحكامه القدرية والشرعية والله سبحانه وتعالى بين في هذه الاية او نعم الله سبحانه وتعالى بين ان ابراهيم عليه السلام لما فر بدينه وهجر الوطن والاقارب عوضه الله من ذلك قرة العين بالذرية بالذرية. بالذرية الصالحة وذلك في قوله فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ذكره الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان وهذه الاية كما قال القرطبي اني مهاجر الى ربي قال القرطبي هذه الاية اصل في الهجرة اصل في الهجرة واول من هاجر هو ابراهيم عليه السلام استنبط الامير الشنقيطي اه من الايات التي فيها ما من الله به على ابراهيم حينما هاجر من بلد الكفر الى بلد الاسلام وترك بلده ووطنه ومحبوباته الى بلد اخر ان الله عوضه خيرا عوضه خيرا فقال ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين فهذا دليل على ان الفرار بالدين من دار الكفر الى بلد يتمكن فيه الفار بدينه من اقامة دينه واجب وهذا النوع من الهجرة وجوبه باق بلا خلاف بين العلماء في ذلك اذا هذا كله يتعلق بالهجرة وان الهجرة اول من هاجر ابراهيم وان الهجرة باقية وان الهجرة تكون من بلد الكفر الى بلد الاسلام وان لم يكن بلد اسلام يفر او يهاجر من بلد الكفر الى بلد اخرى ولو كانت بلاد كفر لكن يتمكن فيها من اظهار دينه. وان من فعل ذلك فان الله سبحانه وتعالى يعوضه خيرا ويحصل له خيرا وهذا قد ذكره الله سبحانه وتعالى او وعد به مؤمن هذه الامة فقال جل وعلا ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله وكان الله غفورا رحيما. سبحانه وتعالى فالهجرة من اجل الدين شأنها عظيم والانسان اذا لم يستطع ان يقيم شعائر دينه في بلد او يمنع ويضيق عليه فعليه ان يهاجر ولا يمنعه ان ارضه وامواله في هذا البلد فان الله سبحانه وتعالى يعوضه خيرا لان الله قال ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعى قالوا سعة في الرزق يجد سعة في رزقه قال جل وعلا ووهبنا له اسحاق ويعقوب يخبر جل وعلا انه وهب له اسحاق ويعقوب يعني وهبنا لابراهيم اسحاق ويعقوب ويعقوب هو ولد اسحاق لكن ولد الولد ولد ولهذا قال وهبنا له اسحاق ويعقوب اه وكلا وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب قال ابن كثير ووهبنا له اسحاق كقوله تعالى فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا. اي انه لما فارق قومه اقر الله انه بوجود ولد صالح نبي وولد ولد له ولد صالح نبي في حياة جده. وكذلك قال جل وعلا ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة اي زيادة كما قال فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب اي انه اي ويولد لهذا الولد ولد في حياتكما تقر به اعينكما وكون يعقوب ولدا لاسحاق نص عليه القرآن وثبتت به السنة. كما قال تعالى ان صمتم شهداء اذ حضر ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون وفي الصحيحين ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم اذا لكن هنا يرد اشكال قد يثور اشكال عند السامع يقول الله عز وجل قال وهبنا له اسحاق ويعقوب وذكره في اكثر من موطن في القرآن ولم يشر الى اسماعيل مع ان الله وهب ابراهيم اسماعيل وهو اكبر ابنائه وكان من اه هاجر آآ المرأة التي اه اهداها اليه الملك الجبار الذي دعا عليه ابراهيم واسحاق من سارها زوجته سارة فهنا لم يذكر اسحاق فقالوا انه لم يذكره وذكر اسحاق في ايات اخر لكن عدم ذكره في مثل هذه الايات قالوا لان اه منة الله على ابراهيم باسحاق اعظم من منته عليه باسماعيل وان كان اسماعيل ايضا صديقا نبيا وهو جد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم افضل الخلق لكن قالوا آآ اسماعيل انجبته امرأة تلد فكان هذا شيء جيب لي ان المرأة التي تلد ليأتي منها ولد وايضا كان ابراهيم في سن اه يولد لمثله لانهم يقولون بين اسماعيل واسحاق ثلاث عشرة سنة سارة كانت قد بلغت من الكبر عتيا كانت كبيرة السن حتى يقال انه ولد اسحاق لابراهيم وعمره مئة وعشر سنوات وامرأته عمرها تسعين سنة كما جاء في اخبار بني اسرائيل. فالحاصل ان الله امتن بالهبة باسماع باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب لان اسحاق جاء في سن متأخرة وايضا جاء من امرأة عاقر لا تلد وقد كبرت سنها ثم ايضا جاءت البشارة به وبانه يولد له ولد ويكون نبيا ايضا ولد لصلبه وفي حياة ابراهيم بخلاف اسماعيل فهذا وجهه والله اعلم ومن هنا استدل بعض اهل العلم بهذه الاية ووهبنا له اسحاق ويعقوب وفي الاية الاخرى ومن وراء اسحاق يعقوب استدلوا به على ان الذبيح الذي امر الله ابراهيم ان يذبحه انه اسماعيل لماذا قالوا لان اسحاق لما بشر به قال ومن وراء اسحاق يعقوب فعلم انه لن لن يذبحه وانه سيولد له كيف يولد له اسحاق وهو الذبيح الله يأمره بذبحه لكن هذا كان ابتلاء من الله لابراهيم ابتلاه بابنه اسماعيل وامره بذبحه لو كان إبراهيم يعلم لو كان اسحاق فكان ابراهيم يعلم انه اه لن يذبحه لانه سيولد له ولد وبشره بانه سيولد له ولد لكن ابراهيم لما اقدم على ذبح ابنه كان هذا ابتلاء واختبار ولهذا نجح في الاختبار لانه رأى ان ينفذ امر ربه امر ربه ويقتل ولده فلذة كبده فاقدم على ذلك حتى فداه الله بذبح عظيم قال جل وعلا وجعلنا في في ذريته النبوة والكتاب جعلنا في ذريتي ابراهيم فكل نبي بعث بعد ابراهيم فهو من ولده فهو من ولده من ولده فكل الانبياء من ولدي اسحاق الا نبينا صلى الله عليه وسلم من ولد اسماعيل. قال ابن كثير وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب. قال هذه خلعة سنية عظيمة وخلعه وخلعة اه كلاهما صحيح لغتان هذه خلعة سنية عظيمة مع اتخاذ الله اياه خليلا وجعله للناس اماما ان جعل في ذريته النبوة والكتاب فلم يوجد نبي بعد ابراهيم عليه السلام الا وهو من سلالته. فجميع انبياء بني اسرائيل من دلالة يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم حتى كان اخرهم عيسى ابن مريم حتى كان اخرهم عيسى ابن مريم فقام في ملأهم مبشرا بالنبي العربي القرشي الهاشمي خاتم الرسل الاطلاق وسيد ولد ادم في الدنيا والاخرة الذي اصطفاه الله من صميم العرب عربا ومن سلالة اسماعيل ابن ابراهيم عليهم السلام ولم يوجد نبي من سلالة اسماعيل سواه عليه افضل الصلاة الصلاة والسلام اذا هذه كلها تكرمة من الله جل وعلا في إبراهيم قال واتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اه لخص ابن كثير رحمه الله المراد بالاجر في الدنيا فقال اي جمع له بينما جمع له بين سعادة الدنيا الموصولة بسعادة الاخرة. فكان له في الدنيا الرزق الواسع الهني هذا اجر في الدنيا قال والمنزلة الرحم والمورد العذب والزوجة الحسناء الصالحة والثناء الجميل لسان صدق في الاخرين والذكر الحسن خليل الرحمن فكل احد يحبه ويتولاه كما قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم. مع القيام بطاعة الله من جميع الوجوه. كما قال تعالى وابراهيم الذي وفى اي قام بجميع ما امر به وكمل طاعة ربه. ولهذا قال واتيناه اجره في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. كما قال تعالى فان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم واتى في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ جمع اي ان الله سبحانه وتعالى جمع لابراهيم عليه السلام الاجر في الدنيا وايضا هو في الاخرة من الصالحين من اهل الجنة بل هو افضل اهل الجنة بعد نبينا صلى الله عليه واله وسلم فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ثم قال جل وعلا ولوطا اذ قال لقومه انكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين جاء هنا الحديث عن لوط نبي الله لوط وهو ابن اخي ابراهيم عليه السلام فهو هاجر مع ابراهيم من العراق من الكوفة الى الشام ثم بعد ذلك ارسله الله وجعله نبيا رسولا الى اهل سدوم الى اهل سدوم وسدوم قرية تقع في شرق البحر الميت البحر الميت الذي يفصل بين الاردن وفلسطين في شرقيه آآ او في جنوبه في جنوبه يميل الى الشرق قليلا توجد سدوم وهناك جبل يسمى سدوم جبل سدوم اليوم وهي هذه المنطقة بلا شك لماذا لان الله سبحانه وتعالى اشار اليها بالقرآن اشار اليها بكتابه جل وعلا فقال سبحانه وتعالى وتمرون عليهم بالليل قال وان لوطا لمن المرسلين اذ نجيناه واهله اجمعين الا عجزا في الغابرين ثم دمرنا الاخرين وهم قوم لوط الذين كانوا يفعلون الفاحشة ثم دمر الاخرين وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افلا تعقلون وهذا في سورة الصافات وقوله وانكم لتمرون عليهم الخطاب مع كفار قريش لانهم كانوا في رحلة اه الصيف يذهبون الى الشام يمتارون الطعام من بيت المقدس تلك المناطق فكانوا حتما هذه في طريقهم لو نظرت في الخريطة الان لرأيت ان سدوم وجبل سدوم هو في طريقه القادم من مكة الى الشام هذا طريقه الذي الذاهب الى بيت المقدس ولهذا الله جل وعلا يقول لك كفار قريش وانكم لتمرون عليهم بالليل تمر عليهم احياء وانكم لتمرون عليهم مصبحين. يعني احيانا تمر عليهم وقت الصباح يسيرون على الابل وتمرون بارض سدوم بارض قوم لوط في وقت الصباح واحيانا بالليل ومن هنا قال العلماء ان الباء هنا وبالليل ظرفية الباء تأتي احيانا ظرفية كما في قولي هنا وبالليل اي وفي الليل يمرون عليهم في الصباح وتمرون عليهم في الليل لوط بعثه الله عز وجل الى اه اهل قرية تدوم فقال ولوط اذ قال لقومه انكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين لانهم كانوا ارتكبوا هذا المنكر وهو اتيان الرجال في ادبارهم انكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين يدل عليه قوله جل وعلا انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء ويدل عليه قوله جل وعلا اتأتون الذكران من العالمين قوم ولوطهم اول من فعل هذه الفاحشة والوطن اذ قال اي حين قال لقومه ناصحا لهم ومحذرا انكم لتأتون الفاحشة وهي فعل اللواط وهي عمل قوم لوط وهو اتيان الرجال في ادبارهم نسأل الله العافية ما سبقكم بها من احد من العالمين هم اول من فعل هذه الفعلة الخبيثة القبيحة وهي اتيان الرجال في ادبارهم انكم لتأتون الرجال وقد مر الايات التي تدل على هذا لتأتون الرجال اي في ادبارهم وهنا ينبه ذكر شيخنا العلامة الشيخ ابن عثيمين انه لا يقال اللواط لهذا يقال قوم لوط عمل قوم لوط لان تسميته باللواط كانه ربط باسم لوط ولوط لم يفعل هذا. بل حذر قومه من هذا اشد التحذير فيقال عمل قوم لوط كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من وجدتموه يعمل يعمل عمل من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوه عمل قوم لوط وهذا هو الاصل والادق في التعبير قال جل وعلا ائنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل كانوا يقطعون السبيل يقطعون الطريق ويرمون الناس بالحجارة ويأخذون اموالهم وتأتون في ناديكم المنكر وقد تعدد اقوال اهل العلم وكلها محتملة ان اتيانهم المنكر قيل هو انه كان يأتي بعضهم بعضا يعمل بعضهم ببعض يعني يأتوا يأتون الرجال في ادبارهم في مجالسهم بناديهم النادي المكان الذي يجتمع فيه القوم وقيل انهم آآ كانوا يقومون بالصفير وقيل انهم كانوا يلعبون بالحمام وقيل انهم كانوا يلعبون بالجلاهق والجلاهق آآ هي البندق البندقة بالفارسية وهي هي طينة مدورة يرمى بها آآ عن الجلاهق يعني يرمى بها في القوس او نحوه يضعونها فكانوا يرمون بها وهي السيئة لانها اه قد تصيب غير من ترمى اليه على كل حال ذكر هذا آآ مجاهد وغيره والله اعلم لكن ابن كثير رحمه الله اه يعني لخص اه اعمالهم التي كانوا يفعلونها فقال يقول تعالى مخبرا عن نبيه لوط انه عليه السلام انه انكر على قومه سوء صنيعهم وما كانوا يفعلونه من قبيح الاعمال في اتيانهم الذكران من العالمين ولم يسبقهم الى هذه الفعلة احد من بني ادم قبلهم وكانوا مع هذا يكفرون بالله ويكذبون رسوله ويخالفون ويقطعون السبيل ان يقفون في طريق الناس يقتلونهم ويأخذون اموالهم. وتأتون في ناديكم المنكر اي يفعلون ما لا يليق من الاقوال والافعال في مجالسهم التي يجتمعون فيها وهذا يعني من ابن كثير وجمع للاقوال الواردة لان اقوال كثيرة واعمال كثيرة نسبت اليهم. فهو اخبر من حيث الجملة انهم يأتون اه يفعلون ما لا يليق من الاقوال والافعال في مجالسهم التي يجتمعون فيها. لا ينكر بعضهم على بعض شيئا من ذلك. فمن قائل كانوا يأتون بعضهم بعضا في الملأ قاله مجاهد ومن قائل كانوا يتضارطون ويتضاحكون يعني في مجالسهم نسأل الله العافية قالته عائشة رضي الله عنها والقاسم ومن قائل كانوا يناطحون بين الكباش يجعلون الكباش ينطح بعضها بعضا في مجالسهم يتسلون بذلك. وهذا تعذيب للحيوان ويناقرون بين الديوك يعني يجعلون الديكة ايضا ينقر بعضها بعضا وتتقاتل في مجالسهم وكل ذلك كان يصدر عنهم وكانوا شرا من ما عليك ثم اورد حديثا يا يدل على شيء من هذه الاعمال وهو ما رواه الامام احمد اه عن ابي صالح مولى امي هانئ عن امي هانئ قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل وتأتون في ناديكم المنكر؟ قال يحذفون اهل الطريق ويسخرون منهم وذلك المنكر الذي كانوا يأتونه. لكن هذا الحديث آآ قال اعنه الالباني ضعيف جدا وضعفه محقق المسند آآ وان كان بعض اهل العلم يعني حسنه اه الترمذي قال حديث حسن اه لا نعرفه الا من حديث حاتم بن ابي صغيرة عن سماك وصححها بعض طرقه الحاكم ووافقه الذهبي لكن الحديث الصحيح ان الحديث اسناده ضعيف وبناء على هذا آآ ان اتيان المنكر اشمل من قطع اه يعني قطع الطريق اشمل من انهم يحذفون الناس ويسخرون منهم بل ايضا كانوا يعتدون عليهم ويأخذون اموالهم قال جل وعلا اه فما كان جواب قومه الا ان قالوا ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين نعوذ بالله يعني ما كان عندهم جواب لشدة كفرهم واستهزائهم وعنادهم الا ان قالوا ائتنا بعذاب الله يتحدونه ما انت لست نبي وليس هناك عذاب فان كنت صادق فيما تقول شوف يستعجلونه ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين. لكنك كاذب ولست بصادق قال ربي انصرني على القوم المفسدين قال ربي انصرني على القوم استغاث بربه وسأله ان ينصره على القوم المفسدين غاية الافساد كفر وفعل واتيان الرجال في ادبارهم وقطع السبيل واتيان المنكر في نواديهم والاستهزاء بنبي الله لوط الذي ارسله اليهم فهم في غاية الافساد ثم قال جل وعلا ولقد جاءتهم ولا جاءت ولقد ولما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا انا مهلك اهل هذه القرية ان اهلها كانوا ظالمين. جاءوه بالبشارة وبشروه اسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب كما مر معنا فقالوا ان مهلك اهل هذه القرية نحن جئنا لنهلك هذه القرية لانه لما قدم لهم الطعام جاءهم بعجل حنيذ آآ لم يمدوا ايديهم فنكرهم واوجس منهم خيفا. فاخبروه لكنه اختصر الكلام هنا. وقد وقد مر الكلام مبسوطا قال ان فيها يعني لما قالوا نريد نهلك هذه القرية وهي قرية سدوم التي فيها لوط قال لهم إبراهيم ان فيها لوطا اوه نبي قالوا نحن اعلم بما فيها لانهم ملائكة مرسلون من قبل الله جل وعلا لننجينه واهله الا امرأته كانت من الغابرين نجينه واهله جميعا الا امرأته لانها خانت مع قومها فكانت تخبر بالظيفان كانت معهم على دينهم وليس خيانة العرض ابدا ولما ان جاءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا. يعني لما جاءت الرسل الى لوط سيء بمجيئهم ساءه مجيئهم لانهم جاءوا على هيئة غلمان مرض شباب ليس في وجوههم شعر في غاية الجمال فلما جاءوا ساءوا هذا المجيء لماذا لانه سيكون سبب فتنة قومهم قومه يأتون الرجال في ادبارهم وسيأتون اليه زي يعني يخذلونه في ظيفه ويفعلون بهم الفاحشة امامه ولهذا سيئ بهم وضاق بهم درعا ضاق ذرعا من مجيء لانه يعلم ما هي العاقبة وانه سيفضحه قومه سيأتون اليه بالقوة وسيفعلون الفاحشة في ضيوفه ولكن لا حيلة له قال وقالوا لا تخف ولا تحزن. هنا اختصار والا جاءت القصة والان نذكر بعض الايات التي تدل عليها قريبا لكن اختصر الكلام هنا واخبر انهم قالوا لا تخف ولا تحزن لا تخف منهم ولا من احد ولا تحزن يصيبك الحزن بسبب انك تخشى ان يفعلون بضيوفك الفاحشة انا منجوك واهلك الا امرأتك كانت من الغابرين ثم قال انا منزلون على اهل على اهل هذه القرية رجزا من السماء عذابا من السماء وهي حجارة وجاء في بعظ الاثار انها رفعت ارضهم وقراهم حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم فقلبت عليهم وقيل بل المراد انها انزلت عليهم حجارة من السماء فجعلت عالي هذه القرية سافلها ودمرتها تدميرا بما كانوا يفسقون ذلك بسبب فسقهم ولقد تركنا منها اية بينة لقوم يعقلون. لما دمرناها واهلكناها تركنا منها اي اية علامة واضحة بينة لكن لمن؟ لقومه يعقلون وكان دعاية لكم يا كفار قريش لانكم تمرون بهذه القرى وانتم ذاهبون الى الشام. وترونها في ام اعينكم وانتم تعرفون قصة لوط. في اية عبرة لكن مع ذلك مع اعتبره وقد اشار الله عز وجل الى قصة لوط باكثر من موضع فاشار اه اليها في سورة هود فقال جل وعلا ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعير حنين فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرة واوجس منهم خيفة قلنا لا تخفي انا قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط ثم ذكر في موضع اخر ذكر جل وعلا قصة مجيئهم الى ابراهيم وتقديمه الطعام لهم وتبشيرهم له اسحاق بيعقوب من وراء ومن نعم باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب فذكر قصة اه زوجه حيث قالت يا ويلتى االد وانا عجوز وهذا بعدي شيخا ان هذا لشيء عجيب قال اتعجبين من امر الله رحمة الله وبركاته وعليكم اهل البيت انه حميد مجيد. فلما ذهب عن ابراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلون في قوم لوط ان ابراهيم لحريم اواهم منيب. يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاءه من ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود. ولما جاءت رسلنا سيء بهم وضاق بهم درعا وقال هذا يوم عصيب وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون ضيفي اليس منكم رجل رشيد؟ قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد. قال لو ان لي بكم قوة قال لو ان لي بكم قوة لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد الا لامرأة انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح. اليس الصبح بقريب؟ فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد وقد سبق الكلام على قصة لوط مفصلة وانما استشهدنا بهذه الايات تذكيرا لقصة ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد