بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت والى مدين اخاهم شعيبا فقال يا قومي اعبدوا الله وارجوا اليوم الاخر ولا تأثوا في الارض مفسدين. فكذبوه فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دار جاثمين آآ لا يزال آآ السياق في ذكر آآ الامم المكذبة الذين كذبت رسلهم حين جاءتهم بالحق وبين الله في ذلك عاقبة من كذب الرسل بانه اهلكه ودمره وكل ذلك فيه عظة وعبرة لكفار قريش وغيرهم ممن كفروا برسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين بعثه الله اليهم بالحق فكانه يقول هكذا فعل فعلت اولئك الامم مع رسلهم فكانت عاقبتهم فكانت عاقبتهم ان دمر الله عليهم وللكافرين امثالهم فاحذروا ان يصيبكم ما اصابهم اذا كفرتم وسلكتم مسلكهم والى مدينة والمراد بمدينة اي قوم مدين وهم نسبة آآ او هم اولاد مدين ويقال مديان ابن ابراهيم خليل الرحمن يقال ان مد يده المراد بها المكان وهي مكان موجود ومعروف بهذا الاسم هو الذي جاء اليه موسى وفر اليه موسى هربا من فرعون وهو في شمال المملكة العربية السعودية الان اه على جهة البحر الاحمر شمال العلا وتلك المناطق فلا يزال يعرف بهذا المكان واصحاب مدين هم اصحاب الايكة اصحاب الشجرة وقد مر الكلام عنهم مفصلا في سورة الاعراف وسورة هود وسورة الشعراء ونشير او نتلو الايات تذكيرا بما مر فيها يقول الله جل وعلا في سورة الاعراف والى مدينة اخاه شعيبا يعني وارسلنا الى مدين اخاهم شعيبة والاخوة هنا والى مدين اخاهم شعيبا هي اخوة النسب اخوة النسبة واخوهم من جهة النسب. وليس المراد اخوة الدين فانه لا اخوة بين المؤمن والكافر. انما المؤمنون اخوة قال جل وعلا في سورة الاعراف والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءكم قد جاءتكم بينة من ربكم فاوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس اشياء جاءهم وهذا فيه تفسير وتفصيل لمعنى قوله وهنا في هذه الاية ولا تأثم في الارض مفسدين وهو انهم عاثوا في الارض فسادا بانهم كانوا يبخسون اه الوزن او الكيل اذا اخذوا من الناس اذا ارادوا يعطوا الناس حقهم بخسوهم في الكيل والوزن. واذا اخذوا لانفسهم اخذوا وزادوا في الكيل. فهذا من عفيانهم في الارض فسادا مع ما انضم الى ذلك من قطع الطريق وبقية المعاصي. قال جل وعلا فاوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من امن به وتبغونها عوجا واذكروا اذ كنتم فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين. وان كان طائفة منكم امنوا بالذي ارسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكموا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين. قال الملأ الذين استكبروا من من قومه لنخرجنك يا والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا. قال او لو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها. وما يكون لنا ان نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا. وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين. وقال الملأ الذين كفروا من قومه لان اتبعتم شعيبا انكم اذا لخاسرون فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين الذين كذبوا شعيبا كان لم انه فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين فتولى عنهم وقال يا قومي لقد ابلغتكم رسالات ربي لكم ولكن ونصحت لكم فكيف عسى على قوم كافرين؟ وقال جل وعلا عن آآ قومي مدين وقوم شعيب في سورة هود والى مدينة اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. ولا تنقصوا المكيال والميزان اني اراكم بخير اني اخاف عليكم عذاب يوم محيط. ويا قومي اوفوا اوفوا المكيال والميزان بالقسط. ولا تبخسوا الناس اشياءهم. ولا تأثأوا في ارض مفسدين بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين. وما انا عليكم بحفيظ. قالوا يا شعيب اصلاتك تأمرك ان نترك ما اعبد اباؤنا او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انك لانت الحليم الرشيد قال يا قومي ارأيتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه ان اريد الا اصلاحه ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب وقال في سورة الشعراء وكذب كذب اصحاب الايكة المرسلين اذ قال لهم شعيب الا تتقون اني لكم رسول امين فاتقوا الله واطيعوه وما اسألكم عليه من اجر؟ ان اجري الا على رب العالمين اوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين. وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثروا في الارض مفسدين هذا هو قصص اه شعيب وقومه وقصص اهل مدين بينها الله جل وعلا في اكثر من موطن ولكن هذه اعادة القرآن انه يبسط الكلام في موطن ويختصره في موطن اخر ولكل مقام مقال فارسل الله الى مدينة اخاهم شعيبا فقال يا قومي اعبدوا الله اي وحدوه وافردوه بالعبادة وخصوه بالعبادة ولا تعبدوا معه غيره وارجوا اليوم الاخر ومعنى وارجو وارجو اليوم الاخر قال الطبري وارجو بعبادتكم لانه قال قبلها يا قومي اعبدوا الله وارجعوا اليوم الاخر. قال الطبري وارجو بعبادتكم اياي جزاء اليوم الاخر. وذلك يوم القيامة ثم قال الطبري وقد كان بعض اهل العلم بكلام العرب يتأول قوله وارجل اليوم الاخر بمعنى واخشوا اليوم الاخر وكان غيره من اهل من اهل العربية ينكر ذلك ويقول لم نجد الرجاء بمعنى الخوف في كلام العرب الا اذا قال قرنه الجحد اذا الاظهر وارجو اليوم الاخر يعني وارجو ثواب اليوم الاخر وارجو ثواب اليوم الاخر لمن عبد الله واتقاه فان الله يعظم له الاجر والثواب ومن عصاه عذبه عذابا شديدا قال جل وعلا ولا تأثوا في الارض مفسدين اه اي ولا تكثروا في الارض بالمعاصي لا تعثوا في الارض يعني لا تعملوا في الارض بالمعاصي وتكثرون ذلك ولهذا قال مفسدين لان العثيان في الارض هو العمل فيها بالمعاصي على سبيل الافساد لا على سبيل الطاعة قال جل وعلا فكذبوه هذه النتيجة انهم لم يعبدوا الله ولم يرجوا اليوم الاخر واستمروا في ان يعثوا في الارض مفسدين قال جل وعلا فكذبوه فاخذتهم الرجفة وهي الصيحة فاصبحوا في دارهم جاثمين اه قال ابن كثير فاهلكهم الله برجفة عظيمة زلزلت عليهم بلادهم وصيحة اخرجت القلوب من حناجرها وعذاب يوم الظلة الذي ازهق الارواح من مستقرها انه كان عذاب يوم عظيم فاصبحوا وصاروا في ديارهم جاثمين قال الطبري جثوما بعضهم على بعض موتى جاثمين قد جثموا وسقطوا سقط بعضهم على بعض وهلكوا جميعا. ثم قال جل وعلا وعادوا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين قال ابن جرير وعاد اي واذكروا ايها القوم عادا وثمودا فعادا هنا منصوب بفعل محذوف تقديره واذكروا عادا واذكروا عادا وعادا وثمود. وعاد هم قوم هود وثمود هم قوم صالح اصحاب الحجر قال ابن كثير يخبر تعالى عن هؤلاء الامم المكذبة للرسل كيف ابادهم وتنوع في عذابهم فاخذهم بالانتقام منهم فعاد قوم فعاد قوم قوم هود فعادوا القوم هود وكانوا يسكنون الاحقاف وهي قريبة من حضرموت ببلاد اليمن وثمود قوم صالح وكانوا يسكنون الحجر قريبا من وادي القرى وكانت العرب تعرف مساكنهما جيدا وتمر عليها كثيرا وهذا مناسبة ان الله عز وجل قال وقد تبين لكم من مساكنهم يعني تبين لكم من مساكنهم كيف خربت ودمرناهم فخربت وخلت تمرون بها قالية بلقع لا حي فيها مع انهم كانوا فيها لهم صولة وجولة فعصوا الله فاهلكهم وانتم تمرون يا قريش بديارهم وتعرفون ذلك فاتعظوا واعتبروا لئلا يحل بكم ما حل بهم قال وزين لهم الشيطان اعمالهم اي حسن لهم الشيطان اعمالهم وهي ما هم عليه من الكفر وتكذيب الرسل وفعل الذنوب والمعاصي فصدهم عن السبيل اي صدهم وصرفهم الشيطان عن السبيل المستقيم والصراط المستقيم وهو سبيل الله وهو الايمان به وبرسله وطاعته وعدم معصيته وكانوا مستبصرين وكانوا مستبصرين اي كان هؤلاء القوم مستبصرين قال القرطبي فيه قولان يعني مستبصرين فيه معنى مستبصرين فيه قولان احدهما كانوا مستبصرين في الضلالة مستبصرين في البلد يعني يعرفون انهم على ضلالة يعني كانوا مستبصرين بالضلالة يعني كانوا معجبين بها كما قال الطبري معجبين بها يحسبون انهم على هدى وصواب وهم على الضلال ثم قال القرطبي والثاني كانوا مستبصرين يعني قد عرفوا الحق بظهور البراهين يعني مستبصرين يعني من البصيرة قد علموا الحق فاهلكناهم وكانوا مستبصرين يعرفون انهم على الباطل. عرفوا الحق تبينت لهم الادلة وتجلى لهم الحق ومع ذلك خالفوه عن علم ومعرفة قال القرطبي وهذا القول اشبه لانه انما يقال فلان مستبصر اذا عرف الشيء على الحقيقة وقال الفراء كانوا عقلاء ذوي بصائر فلم تنفعهم بصائرهم فكذبوه اي نعم قال وقارون ثم ذكر قارون صاحب المال الذي كثر ماله حتى ان مفاتيح خزائنه تنوء بها العشبة من الرجال اولي القوة لكثرتها كما مر معنا ذلك وفرعون وهو فرعون مصر صاحب موسى وقارون وهامان وهو صاحب وزير فرعون ولقد جاءهم موسى بالبينات قد جاء موسى فرعون وهامان وقومهم بالبينات والدلائل الواضحات التي تدل على الحق وتجليه فاستكبروا في الارض وامتنعوا من الايمان وكذبوا موسى قال جل وعلا وما كانوا سابقين وما كانوا سابقين فائتين يعني ما كانوا فائتين لنا هم في قبضتنا ولهذا قال الطبري وما كانوا سابقين بانفسهم فيفوتوننا بل كنا مقتدرين عليهم وقيل وكانوا وما كانوا سابقين يعني ما كانوا سابقين في الكفر يعني ليسوا هم ليسوا هم اول من كفر فقد سبقهم للكفر للكفر قرون كثيرة فاهلكناهم فكلا اخذنا بذنبه فكلا التنوين هنا تنوين العوظ عوظ به عن كل ما سبق يعني عن قوم عاد وثمود وقارون وفرعون وهامان كل من هؤلاء اخذنا بذنبه اخذناه بذنبه وعاقبناه عليه لما لم يتوبوا منه وماتوا عليه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا والحاصب هي الريح الشديدة التي تحمل الحصباء معها وهي الحجارة وقد اختلف المفسرون بهم ترجح ابن كثير كما سيأتي انهم قوم هود وهم عاد فارسل الله عليهم حاصبا من الريح وقيل جاءني ابن عباس انهم قوم لوط وقوله من اغرقنا قال هم قوم نوح وجاء عن قتادة انه قال فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا قوم لوط ومنهم من اخذته الصيحة قوم شعيب ورجح ابن كثير ان هذه الاية هي في قومي عاد وقال ما ملخصه ان قوم لوط وقوم نوح قد جاءت فيهم ايات سبقت قريبا افردهم الله بالذكر وخصهم بالعقوبة وجاء الكلام فيها مفصلة وقد مر قريبا وهذه الايات التي معنا وعادا وثمود هذي كلها معطوفة على تلك الايات فالله يذكر هذه الامم فذكر قوم نوح وذكر قوم لوط وذكر عذابهم مفصلا فقوم لوط اخبر انه اهلكهم بحجارة من سجيل وقوم نوح اخبر انه اغرقهم بالماء ثم ذكر هذه الامم بعدهم فقال عن هؤلاء وعادوا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم قال فمنهم؟ فالكلام في قوله فمنهم من المذكورين في هذه الاية فقط لان اولئك سبق ذكرهم قريبا وسبق ذكر تفصيل ما حل بهم وهنا يختص بمن ذكرهم في هذه الاية الذين تحدث عنهم قريبا وهم عاد وثمود وقارون وفرعون وهامان قال عن هؤلاء المذكورين قريبا فمنهم هذا ترجيح ابن كثير وهو في الحقيقة واضح الرجحان فهو الاظهر والله اعلم وان كان ابن جرير الطبري يقول الاصل اننا نحمل قوله فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا وقوله ومنهم من اغرقنا على كل من مات بذلك فكل من مات بالحاصب وهم قوم عاد وقوم لوط ايضا كلهم اهلكهم الله بحاصد بحجارة وبريح تحمل الحجارة وكذلك كل من اغرقهم الله بالماء فيشمل قوم نوح و يشمل ايضا فرعون وقومه وهذا القول جيد من حيث العموم يعني الاصل حملوا الكلام على كل معانيه وعلى ما يحتمله لكن قرينة ذكر هؤلاء ذكر قصصهم كما تقدم مفصلا ثم ذكر هؤلاء القوم هنا في هذه الاية بعدهم وقوله فمنهم مع دليل على ان المراد بهم من ذكروا هنا فقط لان اولئك سبق ذكرهم وطال الفصل وذكر في ثنايا الكلام ما يدل على يعني فصل الضمائر فقوله فمنهم ليس راجع على اولئك بل راجع على المذكورين قريبا والله اعلم قال جل وعلا فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبة وهم قوم عاد وهم عاد قوم هود ومنهم من اخذته الصيحة وهم ثمود قوم صالح صيحة قطعت قلوبهم رجبة ومنهم من خسفنا به الارض وهو قارون وهو يتجلجل داخل الارض ومنهم من اغرقنا وهو فرعون وقومه وكما قلنا هؤلاء ذكرهم الله في الايتين السابقتين عادا وثمودا وقارون وفرعون وهامان. قال فمنهم اذا هذه قال فكلا اخذنا بذنبه فمنهم اذا فكلنا اخذنا بذنبه من هؤلاء المذكورين. الخمسة الذين مر ذكرهم قريبا فذكر عقوباتهم مفصلة وهذا هو الراجح كما قدمنا قال وما كان الله ليظلمهم جل وعلا بذلك باهلاكه لهم ما كان الله ليظلمهم ابدا ولكن كانوا انفسهم يظلمون لكن هم ظلموا انفسهم باعمالهم اه ونقرأ كلام ابن كثير رحمه الله لان فيه يعني زيادة بيان قال جل وعلا وكل فكلا اخذنا بذنبه اي كانت عقوبته بما يناسبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا وهم عاد وذلك انهم قالوا من اشد منا قوة؟ فجاءتهم ريح صرصر باردة شديدة شديدة البرد عاتية شديدة وبجدة تحمل عليهم حصب الارض. فتقلبها عليهم وتقتلعهم من الارض فترفع الرجل منهم الى عنان السماء ثم تنكسه على ام رأسه فتشدخه فيبقى بدنا بلا رأس كانهم اعجاز نخل من قعر ومنهم من اخذته الصيحة وهم ثمود قامت عليهم الحجة وظهرت لهم الدلالة من تلك من تلك الناقة التي انفلقت عنها الصخرة مثلما سألوا سواء بسواء ومع هذا ما امنوا بل استمروا على طغيانهم وتهددوا نبي الله صالحا ومن امن معه وتوعدوهم بان يخرجوهم ويرجموهم فجاءتهم صيحة اخمد الاصوات منهم والحركات ومنهم من خسفنا به الارض وهو قارون الذي طغى وبغى وعتى وعسى الرب الاعلى ومشى الارض مرحا وفرح ومرح وفرح ومرح وتاه بنفسه واعتقد انه افضل من غيره واختال في مشيته فخسف الله به وبداره الارض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة ومنهم من اغرقنا وهم فرعون ووزير ووزيره هامان وجنوده عن اخرهم اغرقوا في صبيحة واحدة فلم انجو منهم مخبر وما كان الله ليظلمهم فيما فعل بهم. ولكن كانوا انفسهم يظلمون. اي انما فعل ذلك بهم وفاقا بما كسبت ايديهم ثم قال جل وعلا مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون يقول ابن كثير هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم الهة من دون الله يرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم في الشدائد فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه فليس بايدي هؤلاء من الهتهم الا كمن يتمسك ببيت العنكبوت فانه لا يجدي عنه شيئا فلو علموا هذا الحال لما اتخذوا من بيوت لما اتخذوا من دون الله اولياء وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه لله وهو مع ذلك يحسن العمل في اتباع الشرع فانه مستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها بقوتها وشدتها اذا هذا مثل عظيم والامثال في غاية الاحكام وفي غاية الاختصار وفي غاية تقريب المعنى وايظاحه ليعقله السامع والله جل وعلا ظرب مثل الهة المشركين ومثل المشركين في تعلقهم بالهتهم واتخاذهم اولياء ما حالهم الا كحال العنكبوت والعنكبوت معروف كل يعرفه فالعنكبوت مثل المشركين مثل الكفار او الكفار مثل العنكبوت والهة الكفار مثل بيت العنكبوت العنكبوت تنسج بيتها من خيوط رقيقة هذه الخيوط في غاية الوهن والضعف باصبعك الخنصر لما تضعها على تضع خنصرك او اصبعك على بيتها تقتلع بيتها كله في حركة بسيطة ولا تشعر بها واحيانا ربما فظأ العنكبوت بيتها في مكان تمر وانت تمشي بهذا المكان فتقتلع بيتها كله وانت ما تشعر ربما احيانا تحس باثر يسير في في ساقك مثلا او في قدمك فتنظر واذا ترى خيوط يسيرة واهنة ظعيفة هذه حال الهة الكفار والله لا يملكون نفعا ولا ظرا ولا حياة ولا نشورا ولا رزقا ولا تستطيع نفع انفسها ولا نصر انفسها ولا نصر من تعلقوا بها واتخذوها الهة مع الله فكفى بهذا المثل موعظة وعبرة من الذي يرظى ان يتخذ ربا يكون واهنا ضعيفا مثل بيت العنكبوت الذي لا يغنيه عن صاحبه شيئا لا احد يرضى العاقل ما يرضى بهذا يريد ربا يحفظه يرزقه يدافع عنه يجيب دعوته نصرفه على اكمل الاحوال هكذا يجب ان يكون الرب هذا المثل في غاية الايضاح والبيان لهؤلاء المشركين ويقال لكل مشرك حتى في زماننا وحتى في عباد القبور وعباد الاولياء وعباد الاشجار والاحجار والله ما اتخاذكم لهؤلاء الا كاتخاذ العنكبوت لذلك البيت الواهن الضعيف الذي لا يغني عنها شيئا فهؤلاء الذين تدعونهم من دون الله لا يملكون لكم موتا ولا حياة ولا نشورا ولا نفعا ولا ضرا طرد فارعوا وانتبهوا واقلعوا عن هذا الشرك واعبدوا الله الذي بيده كل شيء وهو النافع الضار وهو المحيي المميت وهو الرزاق ذو القوة المتين وهو الذي يدافع عن اوليائه جل وعلا قال جل وعلا كمثل العنكبوت اتخذت بيتا بيت معروف بيت العنكبوت وان اوهن البيوت اضعف البيوت على الاطلاق لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون العلم النافع العلم الذي يثمر الاتعاظ والاعتبار قال جل وعلا ان الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم قال ابن كثير ثم قال تعالى متوعدا لمن عبد غيره واشرك به انه تعالى يعلم ما هم عليه من الاعمال ويعلم ما ويعلم ما يشركون به من الانداد وسيجزيهم على وصفهم انه حكيم عليم فهو جل وعلا يعلم ما يدعون من دونه من الاوهان والاصنام والالهة وسيجازيهم على ذلك. ولهذا قال وهو العزيز الحكيم قال الطبري وهو العزيز اي والله العزيز في انتقامه ممن كفر به واشرك في عبادته معه غيره. فاتقوا ايها المشركون به عقابا بالايمان به قبل نزوله بكم. وهو الحكيم جل وعلا الذي يضع كل شيء موضعه فهو الحكيم في اقواله وافعاله واحكامه وتدبيراته جل وعلا ثم قال وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون وتلك اي هذه الامثال من هذا المثل العظيم نضربها للناس نضرب المثل لاجل ان يتعظ الناس ويأخذ منها عبرة لان المثل يجمع اشياء كثيرة بعبارات موجزة موجزة ظاهرة الدلالة واضحة المعنى تكشف الامر وتبينه لكن قال وما يعقلها الا العالمون ما يعقل هذه الامثال اي لا يفهمها لان العقل هو الفهم الا العالمون الراسخون في العلم العالمون المؤمنون الذين علموا ان الله حق وعنده من العلم والبصيرة ما يعقلون عن الله مراده ولهذا يقول ابن كثير ثم قال تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون اي وما يفهمها. ويتدبرها الا الراسخون في العلم منه ثم قال قال الامام احمد حدثنا اسحاق بن عيسى حدثني ابن لهيعة عن ابي قبيل عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال عقلت عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الف مثل وهذه منقبة قال ابن كثير وهذه منقبة عظيمة لعمرو ابن العاص رضي الله عنه حيث يقول تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا ليمون وهذا الذي ذكره ابن كثير او هذا الاثر الحقيقة ان الاثر ضعيف لانه من رواية ابن لهيعة رواية عبد الله ابن لهيعة وهو ضعيف معروف اختلط باخرة فهذا الاثر ضعيف لكن لا شك ان ان من عقل عن الله الامثلة وعن رسوله انه ان هذه صفة مدح وكمال فيه قال ابن كثير وقال ابن ابي حاتم حدثنا علي ابن الحسين وساق بسنده عن عمرو ابن مرة قال ما مررت باية من كتاب الله لا اعرفها الا احزنني احزنني ذلك لانني سمعت الله تعالى يقول وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون. اي نعم. اذا اذا مرتبك الامثال اعقله وافهمها وتدبرها حتى تكون من العالمين ولا تكن من الذين لا يفهمون الامثال ولا يقفون عندها ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد