بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت خلق الله السماوات والارض بالحق ان في ذلك لاية للمؤمنين اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون هذه الايات او هاتان الايتان المباركتان ابتدأهم الله جل وعلا ببيان خلقه وايجاده للسماوات والارض وما فيهن وما بينهن لانه على كل شيء قدير وهو الذي لا يعجزه وهو الذي لا يعجزه شيء. وخلق السماء والارض وخلق السماوات والارض دليل على كمال قدرته. ومن كان كذلك فهو الذي يجب ان يعبد. وان يخص بالعبادة دون من سواه سبحانه وتعالى قال جل وعلا خلق السماوات والارض بالحق قال ابن جرير بالحق اي بالحكمة وقيل بالعدل والحكمة وقال ابن كثير اي لا على وجه العبث العبث واللعب فيتلخص من اقوال اهل العلم ان معنى قوله بالحق ان الله خلق السماوات بالحق اي بالعدل والحكمة لا على وجه اللعب ولا على وجه العبث فهو خلقها لحكمة عظيمة ومن اعظم حكمها دلالتها على عظم خالقها وعلى وجوب افراده جل وعلا بالعبادة وعلى انه على كل شيء قدير. قال جل وعلا ان في ذلك يعني في خلق السماوات والارض لاية للمؤمنين اية لعلامة ودلالة واضحة تدل كل مؤمن على على الله جل وعلا وانه هو الرب وحده لا شريك له وانه هو هو الذي يجب ان يعبد ويخص بالعبادة دون من سواه ولكن هذه الاية والعلامة والعبرة انما تكون لاهل الايمان. الذين يتفكرون في خلق السماوات والارض يقولون سبحانك ما خلقت هذا باطلا نعم واما اهل الكفر واهل الزيغ فيمرون على هذه الايات وهم عنها غافلون معرظون غير متعظين بها ثم قال جل وعلا لنبيه صلى الله عليه واله وسلم اتل ما اوحي اليك من الكتاب وهذا فيه امر للنبي صلى الله عليه واله وسلم بتلاوة القرآن وهو شامل تلاوته تلاوته وهو شامل لتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن يتعبد لله بذلك في قيام الليل او يقرأه حتى بدون قيام الليل. وشامل ايضا لقراءته على الناس. و ابلاغهم اياه وحثهم على العمل بما فيه. كما قال جل وعلا فاجره حتى يسمع كلام الله فالاية تدل على الامرين على امر النبي صلى الله عليه وسلم بتلاوة القرآن وحده وفي صلاته وامر له ايظا بتلاوة القرآن على الناس وابلاغهم اياه وهذه الاية اصل في تحزيب القرآن فان على المسلم ان يحزب القرآن وان يجعل له كل يوم او كل ليلة يجعل له وردا ومقدارا يقرأه والافضل الذي عليه جمهور الصحابة ان يختم القرآن في كل سبع ليال كما في حديث اوس بن حذيفة انه سأل الصحابة رضي الله عنهم قلت هم تقرأون القرآن؟ فقالوا في ثلاث وخمس وسبع وتسع واحدى عشرة وثلاث عشرة والمفصل يعني كانوا يقرأون في الليلة الاولى السور الثلاثة الاولى وهي البقرة وال عمران والنساء وفي الليلة الثانية الخمس سور التي تليها وفي الليلة الثالثة السبع سور التي تليها وفي الليلة الرابعة التسع سور التي تليها وفي الليلة الخامسة الاحدى عشرة سورة التي تليها وفي الليلة السادسة ثلاثة عشر سورة التي تليها وفي الليلة السابعة جزء مفصل من قاف الى الناس الى اخر المصحف وهذا عليه جمهور الصحابة ودل ايظا عليه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اقرأ القرآن في اربعين ليلة قال اني اطيف اكثر من ذلك قال اقرأه في شهر اقرأه في عشرين اقرأه في خمسة عشرة اقرأه في عشر الى ان قال اقرأه في سبع هذا محل الشاهد يعني اسبوع قال اني اطيع اكثر من ذلك قال اقرأه في ثلاث قال اني اطيق اكثر من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يفقه من قرأ في اقل من ثلاث وحديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص في الصحيحين رواية او لفظة اقرأه في اربعين ليلة هذه عند الترمذي بسند صحيح ورواية من شهر الى سبع هذه في الصحيحين ورواية تقرأه في ثلاث هذه عند احمد ايضا بسند حسن فدل حديث عبدالله بن عمرو بن العاص على اطول مدة يقرأ فيها الانسان كتاب الله جل وعلا فلا ينبغي ان تمر عليه اربعون يوما الا وقد قرأ القرآن وختمه مرة واحدة على الاقل ولا ينبغي ان يقرأه في اقل من ثلاث لان ذلك يؤدي به الى عدم الفقه والتدبر وللعلماء كلام في من تعود على قراءته وصار يفقهه ويستطيع ان يتدبره ولو في اقل من ثلاث فانه لا حرج في ذلك كما ذكر النووي بل ثبت عن عثمان رضي الله عنه الخليفة الراشد انه قرأ القرآن كله في ليلة واحدة آآ وهو قائم خلف المقام مقام ابراهيم ختم القرآن كله في ركعة واحدة وعذر عن عن السلف من يقرأ اكثر من هذا لكن الجمهور على قراءته في سبعة ايام وقد جاء في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من من نام عن حزبه من الليل فقرأه ما بين الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل وهذا الحديث يؤيد ايضا ما دلت عليه الاية وانه على الانسان ان يكون له حزب ومقدار يومي يقرأه من كتاب الله جل وعلا. والافضل ان يكون في الليل في صلاة الليل ولو قرأه في النهار اجزأه ذلك فينبغي لنا ان نتعظ ونعي ما يعظنا الله جل وعلا به فالامر للنبي صلى الله عليه وسلم امر لامته الا اذا قام دليل على تخصيصه بذلك كما في قوله في في زواج الواهبة نفسها خالصة لك من دون المؤمنين. واما اذا لم يرد الدليل على التخصيص فان الامر للنبي صلى الله عليه وسلم امر لامته. وهو كذلك هنا امر لنا بان نتلو القرآن وان نقرأه لان القرآن فيه حياة القلوب ويحيي القلوب بالايمان والتقوى اشد من احياء الماء للنبات فينبغي للمسلم ان يحرص على ما يحيا به قلبه فيكثر من تلاوة الله جل وعلا مع ما له فيه من الاجر العظيم والثواب العميم. فقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من قرأ القرآن فله بكل حرف حسنة. والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف قال جل وعلا اتل ما اوحي اليك من الكتاب والمراد به القرآن واقم الصلاة وقد ذكرنا مرارا ما جاء عن عن الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي رحمه الله في تفسير اقامة الصلاة وحاصله ان اقامة الصلاة هو الاتيان بها خالصة لله جل وعلا في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن. هذا هو اقامة الصلاة. هذا هو الذي يقيم الصلاة يأتي بها يتقرب بها الى الله وايضا في وقتها ما ينام عنها او اذا خرج وهو متعب او من العمل ونام لا يستيقظ فيترك صلاتين او ثلاث ويصليها اذا قام لا يا عبد الله ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فصلي في وقتها واستيقظ من النوم لادائها بوقتها مع جماعة المسلمين في المساجد ما هو في البيوت الا من عذر وايضا لابد من ان يكون قد اتى بشروطها التسعة يكون متوضئا وقد دخل وقتها ومستقبلا القبلة ساترا للعورة في مكان طاهر ويكون عاقلا مسلما الى غير ذلك مما ذكره العلماء وكذلك اركان الاربعة عشر وهي القيام مع القدرة وتكبيرة الاحرام وقراءة الفاتحة والركوع الرفع منه الى بقية الاركان. وكذلك الواجبات الثمانية وهي جميع التكبيرات ما عدا تكبيرة الاحرام وقول سبحان ربي العظيم في الركوع وقل سمع الله لمن حمده للامام والمنفرد وقل ربنا ولك الحمد للجميع الى اخر ما ذكره العلماء وكذلك ما تيسر من السنن كرفع اليدين في اربعة مواضع عند تكبيرة الاحرام وعند ارادة الركوع عند الرفع من الركوع وعند القيام من من التشهد الاول الى الركعة الثالثة كذلك وضع اليمنى على اليسرى كذلك دعاء الاستفتاح الى غير ذلك مما ذكره العلماء من السنن. هذا هو معنى اقامة الصلاة هذا معنى اقام الصلاة. ثم قال جل وعلا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر هذا خبر من الله جل وعلا عما تفعله الصلاة بالمصلي فان الصلاة تنهاه تنهى المصلي عن الفحشاء والمنكر والمراد انها تنهى عن جميع الذنوب. تنهى عن جميع الذنوب والذنوب اه لا تخرج عن قسمين اما ان تكون فحشاء واما ان تكون منكر والفحشاء والمنكر كما ذكر ابن القيم وغيره اذا اجتمع افترقا واذا افترق اجتمعا فاذا ذكر احدهما دون غيره فانه يشمل الاخر واذا ذكر جميعا في النص افترقا فكذلك هنا فالفحشاء تطلق على كل ما فحش من القول او الفعل استفحشته واستفحصه الشرع والعقل السليم هو كل ذنب وكل فحش من الاقوال والافعال تستفحشه الشريعة والعقول السليمة واما المنكر فهو ايضا كل ذنب مستقبح تنكره العقول لكنه غير معروف مثل الفاحشة. الفاحشة معروفة واما المنكر كل فعل قبيح تنكره العقول تنكره ينكره الشرع والعقول فهذا الفرق بينهما ولهذا يقول ابن القيم واما الفحشاء والمنكر فالفحشاء صفة لموصوف قد حذف تجريدا لقصد الصفة وهي الفعلة الفحشاء والخصلة الفحشاء وهي ما ظهر قبحها لكل احد واستفحشه كل ذي عقل سليم ولهذا فسرت بالزنا واللواط وسماها الله فاحشة لتناهي وسماهما اي الزنا واللواط وسماهما الله فاحشة لتناهي قبحهما وكذلك القبيح من القول يسمى فحشا وهو ما ظهر قبح قبحه جدا من السب القبيح والقذف ونحوه. واما المنكر فصفة لموصوف محذوف ايضا اي الفعل المنكر وهو الذي تستنكره العقول والفطر ونسبته اليها كنسبة الرائحة القبيحة الى حاسة الشم يعني نسبة المنكر الى الفاحشة كنسبة الرائحة القبيحة الى حاسة الشم. والمنظر القبيح الى العين والطعم المستكره الى الذوق. والصوت المستنكر الى الاذن اشتد انكار العقول والفطر له فهو فاحشة كما فحش انكار الحواس له من هذه المدركات فالمنكر لها ما لم تعرفه ولم تألفه والقبيح المستكره لها الذي تشتد نفرتها عنه والفاحشة. ولذلك قال ابن عباس الفاحشة الزنا والمنكر ما لم يعرف في شريعة ولا سنة. فتأمل تفريقه بينما لم يعرف حسنه ولم يؤلف يعني وهذا المنكر وبينما استقر قبحه في الفطر والعقول يعني الفاحشة يعني الفحشاء اذا الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذا امر معروف عند اهل الصلاة ولهذا يقول ابن يقول ابن سعدي رحمه الله في تفسيره وجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر العبد المقيم لها المتمم لاركانها وشروطها وخشوعها يستنير قلبه ويتطهر فؤاده ويزداد ايمانه وتقوى في الخير وتقل او تعدم رغبته في الشر فبالضرورة مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه تنهى عن الفحشاء والمنكر فهذا من اعظم مقاصدها انتهى كلامه رحمه الله اذا هي تنهى عن الفحشاء والمنكر. لان الصلاة ايمان ما كان الله وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس فسمى الصلاة ايمان فهي تنبت الايمان في القلب. فالانسان اذا داوم عليها وقر الايمان في قلبه فنهته عن الفحشاء والمنكر. ومعنى نهيها له عن الفحشاء والمنكر. هو كما قال الشيخ السعدي وحاصر ذلك انه يصبح في قلبه من الايمان والتقوى ما ينهاه عن فعل ما حرم الله عليه فيستعظم الذنوب ويستبشعها ويتوقف عنها ولا يقدم عليها. وكذلك المنكرات فيصبح عنده وازع في قلبه يزعه ويمنعه من فعل الفواحش ومن ارتكاب المعاصي بل يكرهها ويعظم ويعظم القدوم عليها ويستنكره استنكارا عظيما قال جل وعلا ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون. اه قبل ذلك نذكر بعض الاثار التي اوردها ابن كثير في بيان نهي الصلاة عن الفحشاء فقد اورد عن ابن عباس مرفوعا يعني الى النبي صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله الا بعد وهذا الحديث ضعيف الاسناد مرفوعا يعني القول بانه من قول النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف لعلتين اولا انه منقطع بين الحسن البصري وعمران ابن حصين والامر الثاني جهالة عمر ابن ابي عثمان اه احد رواتي هذا آآ الحديث الذي رواه عن الحسن راويه عن الحسن واورد ابن كثير له طرق ايضا مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله الا بعدا قال رواه الطبراني ورواه ابن جرير ورواه ابن ابن ابي حاتم وغيرهم من اهل العلم ولكن الصواب انه موقوف على ابن عباس. فهو الى ابن عباس صحيح كما سيذكره ابن كثير بعد ذكر هذه الاثار فهو صحيح الى ابن عباس لكن لا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه واله وسلم. وايضا اورد ابن كثير ما رواه ابن جرير الطبري عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لم يطع الصلاة وطاعة الصلاة ان تنهى عن الفحشاء والمنكر رواه ابن ابي حاتم بلفظ لا صلاة لمن لم يطع الصلاة وطاعة الصلاة تنهاه عن الفحشاء والمنكر. قال ابن كثير والموقوف اصح. نعم. الموقوف اصح يعني هو الى ابن مسعود صحيح لكن لا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه واله وسلم قال ابن كثير بعد ذلك والاصح في هذا كله الموقوفات عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة والاعمش وغيرهم والله اعلم يعني ما جاء بهذا المعنى الصحيح فيه ما كان موقوفا لا مكان مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم الصحيح في في اثر ابن عباس وقفه على ابن عباس ووقفه واثر ابن مسعود وقفه على ابن مسعود وهكذا اه ومما يدل على ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ما اورده ايضا اه الحافظ ابن كثير في تفسيره من عدة طرق وهو ما رواه الامام احمد وايضا رواه ابن ابن حبان والبيهقي وصححه الالباني في الصحيحة عن ابي هريرة قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال ان فلانا يصلي بالليل فاذا اصبح سرق فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه سينهاه ما يقول انه سينهاه ما يقول وجاء في بعض الروايات انه تاب بعد ذلك واقلع عن السرقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الم اقل لكم ان صلاته تنهاه او كما قال صلى الله عليه واله وسلم آآ وثم قال جل وعلا ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون ذكر الله يشمل كل ذكر لله جل وعلا بما في ذلك القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار ومن ذلك ايضا الصلاة الصلاة لان الصلاة متظمنة لذكر الله جل وعلا ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله كما يقول عنه تلميذه ابن القيم قال الصلاة فيها فائدتان عظيمتان احداهما نهيها عن الفحشاء والمنكر والثانية اشتمالها على ذكر الله وتضمين وتضمونها له ولا ما تضمنته من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر وهذا على القول بان المراد بالصلاة هنا اقم الصلاة المراد بها الصلاة المعروفة لا ذات الاقوال والافعال المفتتحة بالتسليم والمختتمة بالتكبير. المفتتحة بالتكبير والمختتمة بالتسليم الصلوات الخمس والصلاة مطلقة وذهب بعض اهل العلم الى ان الصلاة هنا اقم الصلاة ان المراد بها القرآن واقم الصلاة يعني اقرأ القرآن. قال وهذا كما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال العبد الحمد لله قال حمدني ربي قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي واذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل تعال الى اخر الحديث رواه مسلم في الصحيح فقالوا الله سمى سورة الفاتحة صلاة فكذلك هنا اقم الصلاة يعني اعمل بالقرآن واقمه بين الناس ادعهم اليه وامرهم الى القيام به. وهذا القول فيه نظر لان اه تسمية الفاتحة صلاة. اه المعنى لا يحتمل غير ذلك لانه قال قسمت الصلاة ثم فسر ذلك بعدها بذكر ايات سورة الفاتحة والاصل عند الامر بالصلاة لا يكون المعنى اللغوي او حملها على القرآن وانما الصلاة المعروفة التي تكرر ذكرها في القرآن عشرات المرات هذا هو الاصل الذي تحمل عليه لفظة الصلاة وايضا الاية فيها ما يدل على ذلك لان الله قال اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة. امر بتلاوة القرآن قبل الامر بالصلاة وايضا قوله بعد ان ذكر الصلاة ولذكر الله اكبر ولذكر الله اكبر فدل على انه غير الصلاة لكن لا شك ان الصلاة تشتمل على ذكر الله جل وعلا. ولهذا قال ولا ذكر الله اكبر لانها مشتملة على ذكر الله وذكر الله اعظم من النهي عن الفحشاء والمنكر يعني اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر فهو يعني ذكر وان فيه من الاجر والثواب وبلوغ الجنة والنجاة من النار وتكفير السيئات والنهي عن كل ما حرم الله فيه ما هو اعظم من نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر فالحاصل ان الامر كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال آآ الصلاة فيها فائدتين كما قدمنا ثم قال ولما تضمنته من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر وعلى كل حال آآ ذكر الله اكبر من الصلاة لانه يشمل الصلاة وغيرها فيشمل ذكر الله جل وعلا في الصلاة ويشمل غير ما يقال في الصلاة فيدخل فيه التحميد والتهليل والاستغفار ومجالس الذكر وسماع القرآن الى غير ذلك من ذكر الله الذي هو اسم جنس بكل ما يذكر الله جل وعلا به ثم قال ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون الله سبحانه وتعالى يعلم ما يفعله عباده قال ابن كثير رحمه الله والله يعلم ما تصنعون اي يعلم جميع اقوالكم واعمالكم ثم اورد ابن كثير رحمه الله بعض الاثار عن السلف في معنى نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر فقال وقال ابو العالية في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال ان الصلاة فيها ثلاث خلال فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة الاخلاص والخشية وذكر الله. فالاخلاص يأمره بالمعروف والخشية تنهاه عن المنكر وذكر الله القرآن يأمره وينهاه. وقال ابن عون الانصاري اذا كنت في صلاة فانت في معروف وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر. والذي انت فيه من ذكر الله اكبر وقال حماد بن ابي سليمان ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر يعني ما دمت فيها. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس في قوله ولا ذكر الله اكبر يقول ولذكر الله لعباده اذا ذكروه اكبر من ذكرهم اياه وكذا روي وكذا روى غير واحد عنهم يعني عباس وبه قال مجاهد وغيره. وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابو سعيد الاشد وساق بسنده عن رجل عن ابن عباس ولذكر الله اكبر قال ذكر الله عند طعامك وعند منامك قلت فان صاحبا لي في المنزل يقول غير الذي تقول؟ قال واي شيء يقول؟ قلت قال يقول فاذكروني اذكركم فلا ذكر ايانا اكبر من ذكرنا اياه؟ قال صدق ثم ساق ايضا اثر اخر عند ابن ابي حاتم عن ابن عباس في قوله ولا ذكر الله اكبر قال لها وجهان ذكر الله عندما حرمه قال وذكر الله اياكم اعظم من ذكركم اياه اي وبهذا يعني يشير الى قول اهل العلم ولذكر الله اكبر ما المراد به فالجمهور على ان ذكر الله المراد به يعني ذكركم لربكم ذكركم انتم حين تذكرون الله وتثنون عليه وتقرأون القرآن اكبر من آآ نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر واعظم اثرا وقال بعضهم بل ان معنى ذكر الله هنا يعني ذكر الله لكم فانتم اذا كنتم في العبادة او في عمل صالح فان الله يذكركم ويثني عليكم كالذي يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يذكره الله في الملأ الاعلى هذا هو المعنى ولا شك ان الاية محتملة للامرين وان كان السياق يرشح الاول يرشح ان المراد ذكركم لله جل وعلا. ولكن لا مانع ان يقال ان الاية تدل على الامرين. فذكرنا لله جل وعلا اعظم اثرا واعظم من آآ ما في الصلاة من النهي عن الفحشاء والمنكر ويشتمل عليه وزيادة وايضا ذكر الله لعباده الذين يطيعون انه ويعبدونه وثناؤه عليهم في في الملأ الاعلى اعظم من ذكرهم له ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد