بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم. وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون يقول الله جل وعلا للمؤمنين ولا تجادلوا اهل الكتاب والمجادلة مفاعلة من الجدل وهي منازعة بالقول لاقناع الخصم وقيل في تعريف المجادلة هي المخاصمة فيما وقع فيه خلاف بين اثنين وقيل الجدال والمجادلة هي مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة هي المناظرة والمخاصمة فنهى الله جل وعلا عن مجادلة اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى الا بالتي هي احسن ومعنى الكلام لا تجادلوهم بالغلظة والشدة ولكن جادلوهم بالمجادلة التي هي احسن مجادلة باللطف واللين وذلك لمن كان يريد الحق فيجادل بلطف ولين ويبين له الحق ويبطل الباطل من غير اغلاظ له لانه ظاهر انه يلتمس الحق ويريد الحق قال ابن جرير الطبري ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن يقول الا بالجميل من القول وهو الدعاء الى الله باياته والتنبيه على حججه وقال الشوكاني الا بالتي هي احسن قال اي الا بالخصلة التي هي احسن وهذه الاية العظيمة قسمت اهل الكتاب الذين يجادلون الى قسمين القسم الاول اهل الكتاب الذين يريدون الحق ويبحثون عنه والقسم الثاني هم الذين ظلموا واشار اليهم بقوله الا الذين ظلموا منهم وهم الذين تجاوزوا الحد يعرفون الحق ولكن يجادلون ليدحضوا الحق وليبطلوه فليسوا هم فليسوا هم مجادلين من اجل ان يصلوا الى الحق يعرفون الحق ولكن يجادلون عنادا فهؤلاء يغلظ عليهم ولا يجادلون بالتي هي احسن بل يجادلون بالتي هي اسوأ ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله في قوله الا الذين ظلموا قال لكن قد نجادله بطرق اخرى نبين فيها عناده وظلمه وجهله جزاء له بموجب عمله ثم ذكر ايضا شيخ الاسلام ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه ان من ظلم يجادل ويغلظ له قال مثلما حصل يوم الحديبية لما جاء عروة ابن مسعود وكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال في معرض حديثه اني لارى معك اوباشا من الناس اني لارى معك اوباسا من الناس يكادون يفرون ويتركونك فغضب ابو بكر الصديق رضي الله عنه من قوله هذا فقال اعظظ قال انصص بذر اللات فاغلظ له القول وجادله بقوة لانه لا يريد ان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويعرف النبي ويعرف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول من عند رب العالمين ومع ذلك لا يريد الحق ويريد من النبي صلى الله عليه وسلم ان يترك ما كان عليه قال جل وعلا ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم قال ابن كثير فيجادلوا بالتي هي احسن من من اراد الاستبصار منه في الدين يجادل بالتي هي احسن ليكون انجع فيه ان جعل معني انجح اكثر تأثيرا كما قال تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين وقال تعالى لموسى وهارون حينما بعث حين بعثهما الى فرعون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ثم قال وقوله الا الذين ظلموا منهم اي حادوا عن وجه الحق وعموا عن واضح المحجة وعاندوا وكابروا فحين اذ ينتقل عن الجدال الى الجلاد ويقاتلون بما يردعهم ويمنعهم قال الله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز قال جابر امرنا من خالف كتاب الله ان نضربه بالسيف وقال مجاهد الا الذين ظلموا منهم يعني اهل الحرب ومن امتنع منهم عن اداء الجزية فهذا حاصل كلام اهل العلم ان اهل الكتاب الاصل انهم يجادلون بالتي هي احسن اذا جاءوا مسترشدين او يريدون ان يعرفون الحق ويظنون ان ما عندهم حق فهؤلاء يجادلون بالخصلة التي هي احسن او بالمجادلة الحسنة حتى ليكون ذلك انجح في استجابتهم وقبولهم للحق واما اذا علمنا ان اهل الكتاب ان اهل الكتاب ظالمون يعرفون الحق وينكرونه كما كانت يهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يعرفون انه انه رسول الله كما يعرفون ابناءهم فهؤلاء يجادلون بالشدة والغلظة والصواب انه انهم يجادلون بالكلام الشديد الغليظ وايضا يجاهدون ويقتلون يجاهدون الجهاد الذي هو القتال فكلا الامرين داخل في الاية يعني الا الذين ظلموا لا تجادلوهم بالتي هي احسن كافرهم بالغلظة والشدة وكذلك ايضا على قول المجاهد وغيره وهو ما اختاره ابن جرير انهم يجاهدون وهو الجيلات يجالدون بالسيوف لانهم ظلموه حتى يستقيم على الحق قال جل وعلا وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم يقول الله عز وجل لعباده المؤمنين قولوا لاهل الكتاب انا نؤمن بالذي انزل الينا وهو القرآن ونؤمن ايضا بما انزل اليكم من التوراة والانجيل لان المؤمنين يؤمنون بكل كتاب انزله الله جل وعلا على رسله وامرهم ان يقولوا والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون الهنا ومعبودنا والهكم واحد هو الله رب الاولين والاخرين والاخرين رب العالمين ونحن له مسلمون اي مستسلمون منقادون له بالطاعة وبالتوحيد وبالخلوص من الشرك قال ابن كثير يعني اذا اخبروا بما لا يعلم صدقه ولا كذبه فهذا لا نقدم على تكذيبه لانه قد يكون حقا ولا على تصديقه فلعله ان يكون باطلا ولكن نؤمن به ايمانا مجملا معلقا على شرط وهو ان يكون منزلا لا مبدل ولا مؤولة يعني ابن كثير رحمه الله يقول ان هذه الاية وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم يقول يدخل فيها اخبار بني اسرائيل وهذا بالحقيقة استنباط قوي ووجيه وان كان ظاهر الاية هو ما ذكرته اننا نؤمن بالقرآن الذي انزله الله على نبينا ونؤمن ايضا بالكتاب الذي انزل اليكم وهذا اذا علمنا صدقه لكن التوراة والانجيل قد دخلها التحريف والتبديل ومن هنا قال اهل العلم ان اخبار بني اسرائيل تنقسم الى اقسام ثلاثة ما علمنا صدقه بما عندنا بما في شرعنا من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا يجب علينا ان نؤمن به وان نصدقه وان نتبعه القسم الثاني ان نعلم كذبه بما عندنا قالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداهم مبسوطتان وكقولهم ان الله لما خلق السماوات والارض تعب فاستراح يوم السبت وقد كذبهم الله في ايات كثيرة ومنها قوله جل وعلا وما مسنا من لغوب اي من تعب ولا اعياء والنوع الثالث وهو الذي اراده ابن كثير هنا ان لا نعلم صدقه من كذبه ما حدثونا به وقالوا انه موجود عندنا في كتابنا في التوراة او في الانجيل فهذا لا نصدقه ولا نكذبه وعليه يحمل ما رواه البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون وايضا روى الامام احمد بسند حسن بشواهده ان ابا نملة الانصاري اخبره ان وهذا طبعا القول عن الزهري عن الزهري اخبرني ابن ابي نملة ان ابا نملة الانصاري اخبره انه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جاءه رجل من اليهود فقال يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اعلم قال اليهودي انا اشهد انها تتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله ورسله وكتبه فان كان حقا لم تكذبوهم وان كان اللم تصدقهم. اذا هذه هي اخبار بني اسرائيل. طيب هل يجوز لنا ان نسمع اخبار بني اسرائيل لماذا لا نعرظ عنها بالكلية نقول لا الاعراض عنها بالكلية منهج خاطئ فالصواب انها تحكى فما كان حقا يحق ويقبل وما كان باطلا يبطل وما كان مترددا بنص الصواب والخطأ فيجوز حكايته قال جل وعلا في سورة الكهف سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم من هؤلاء اصحاب الكهف الناس سيقولون ثلاثة ثلاثة رجال رابعهم كلبهم ويقولون يعني صنف اخر يقولون خمسة سادسهم كلبهم لكن هذا هذان القولان باطلان ولهذا اعقبهما بقوله رجما بالغيب يرجمون رجما لا يعرفون شيئا فهما باطلان ثم قال ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل قال ابن عباس انا من القليل الذي يعلم ذلك. هم سبعة ثامنهم كلبهم لان الله ابطل القولين الباطلين قال رجما بالغيب وسكت عن هذا فدل على انه الحق اذا يا اخوان تحكى اخبار بني اسرائيل اذا كانت محتملة للصدق اوليس عندنا دليل على كذبها ولا صدقها. يجوز وعلى هذا اكثر المفسرين ولكن بعضهم اعرض عن هذا ولهذا ذكر العلماء ان المفسرين مع اخبار اهل الكتاب ثلاثة اقسام فمنهم من اكثر من الاسرائيليات واخبار اهل الكتاب وجاء بما هب ودب منهم الثعلب في تفسيره وكذلك ابن جرير الطبري من المكثرين من الاسرائيليات وقسم رد الاسرائيليات مطلقا ولم يأخذوا منها شيئا ابدا وهذا مثل محمد رشيد رظا في تفسير المنار ومثل الطاهر بن عاشور وقسم اخذوا من الاسرائيليات ولكنهم نفوا الباطل منها الواضح فجاءوا ما يقارب وليس في شرعنا ما يكذبه صراحة ومنهم ابن كثير رحمه الله ولهذا يقول العلماء ابن كثير في باب الاسرائيليات هو فارس الميدان وهذا واضح في تفسيره نعم هو يحكي احيانا روايات باطلة لكنه يتعقبها ويردها وان كان قد فات عليه شيء من ذلك فالكمال لله سبحانه وتعالى هذا ما يتعلق باخبار بني اسرائيل قال ابن كثير وهذه كلمة جميلة حول اغلب اخبار بني اسرائيل قال رحمه الله ثم ليعلم ان اكثر ما يحدثون به غالبه كذب وبهتان لانه قد دخله تحريف وتبديل وتغيير وتأويل وما اقل الصدق فيه ثم ما اقل فائدة كثير منه لو كان صحيحا ثم اورد اثرين او ثلاثة اثار تدل على التحذير من اخبار بني اسرائيل وعدم قبولها هكذا من غير تمحيص فاورد ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لا تسألوا اهل الكتاب عن شيء فانهم لن يهدوكم وقد ضلوا اما ان تكذبوا بحق او تصدقوا بباطل فانه ليس احد من اهل الكتاب الا وفي قلبه تالية تدعوه الى دينه كتالية المال ومعنى تالية يعني بقية مما كان عليه تدعوه فهذا يفهم منه التحذير طبعا في ما لا نعلم صدقه واورد ايضا ابن كثير ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون اهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي انزل اليكم على رسوله صلى الله عليه واله وسلم احدث احدث من كتابهم تقرأونه محضا لم يجب لحظة يعني خالصا لم يشب لم يخلط بباطل او بكذب وقد حدثكم وقد حدثكم ان اهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بايديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا الا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي انزل عليكم وهذا ايضا مثل قول ابن مسعود يفهم منه النهي عن اخذ اهل الكتاب عن يفهم منه النهي عن الاخذ عن اهل الكتاب ومن اهل الكتاب ثم قال وقال البخاري وهذا ايضا في صحيح البخاري وقال ابو اليمان اخبرنا شعيب عن الزهري اخبرني حميد بن عبدالرحمن انه سمع معاوية رضي الله عنه يحدث رهطا من قريش بالمدينة وذكر كعب الاحبار فقال ان كان من اصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن اهل الكتاب يعني كعب الاحبار هو من اصدق من يتحدثون باخبار اهل الكتاب لانه كان حبرا من احبارهم ثم دخل في الاسلام قال ان كان من اصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن اهل الكتاب وان كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب قال ابن حجر نبلو اي نختبئ عليه الكذب ان يقع بعض ما يخبرنا عنه بخلاف ما يخبرنا به قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره موجها كلام معاوية رضي الله عنه. وانا لنبلوا عليه الكذب قال قلت معناه انه يقع منه الكذب لغة من غير قصد لانه يحدث عن صحف هو يحسن بها الظن وفيها اشياء موظوعة ومكذوبة لانهم لم يكن في ملتهم حفاظ لم لم يكن في ملتهم حفاظ متقنون كهذه الامة العظيمة ومع ذلك وقرب العهد وضعت احاديث كثيرة في هذه الامة لا يعلمها الا الله عز وجل ومن منحه الله علما بذلك كل به ولله الحمد والمنة آآ هذا ما يتعلق بهذه المسألة هنا مسألة تتعلق بهذه الاية وهي هل قوله ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم. هل هذه الاية محكمة او منسوخة هذه اية محكمة او منسوخة فقال قتادة وغير واحد من السلف هذه الاية منسوخة باية السيف ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الذين ظلموا منه يقول منسوخ باية السيف ما هي اية السيف هي الاية الخامسة من سورة براءة من سورة التوبة وهي قوله جل وعلا فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وقال اخرون وقد نسبه ابن تيمية رحمه الله الى الجمهور قالوا بل هذه الاية محكمة وليست منسوخة فهي باقية ان نجادل اهل الكتاب التي هي احسن الا من ظلم نجادله بالغلظة والشدة ونقاتله ان احتاج الامر الى القتال وهذا هو القول الصواب لماذا؟ لان الاصل في القرآن هو الاحكام نعم يوجد النسخ لكن لا يصار ولا يترك الاصل وهو الاحكام الا بدليل صحيح صريح وايضا لا يمكن الجمع بين الايتين وعند تعذر الجمع ينظر الى مسألة النسخ واما اذا امكن الجمع واعمال الايتين والدليلين الا يسار الى النسب؟ وهذا هو الصواب ان الاية محكمة وليست بمنسوخة ثم قال جل وعلا وكذلك انزلنا اليك الكتاب فالذين امنوا فالذين اتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمنوا به وما يجحد باياتنا الا الكافرون قال ابن جرير يقول الله تعالى كما انزلنا الكتب على من قبلك يا محمد من الرسل كذلك انزلنا اليك هذا الكتاب وهذا الذي قال ابن كثير وهذا الذي قاله حسن ومناسبة وارتباط جيد يعني ايده ابن كثير ايد ابن جرير والكاف للتشبيه فيكون المعنى ومثل ذلك ومثل انزالنا اليك الكتاب انزالنا الكتاب على من كان قبلك فكما انزلنا عليك الكتاب انزلناه على من قبلك فهذا دليل ان هذا القرآن منزل من عند الله جل وعلا كما انزلت الكتب السماوية السابقة وفي هذا اقامة الحجة على اهل الكتاب فهذا القرآن منزل على نبينا محمد كما انزلت الكتب على رسلكم من قبله وكذلك انزلنا اليك الكتاب ثم قال فالذين اتيناهم الكتاب يؤمنون به فالذين اتيناهم الكتاب يؤمنون به والمراد بهم المؤمنون من اهل الكتاب الذين اوتوا الكتاب فالذين اتيناهم الكتاب يؤمنون بي يعني من امن منهم قال ابن كثير اي الذين اخذوه فتلوه حق تلاوته من احبارهم العلماء الازكياء كعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي واشباههما وان كان الحقيقة سلمان الفارسي ليس من اهل الكتاب هو كان الاصل من المجوس لكن هناك من اسلم من اهل الكتاب من اليهود والنصارى فهؤلاء الذين امنوا امنوا بهذا القرآن ويتلونه حق تلاوته ويعملون بما فيه قال جل وعلا فالذين اتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء يعني من العرب قال ابن كثير اي من العرب من قريش وغيرهم من يؤمن به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد باياتنا الا الكافرون اذا هذا الكتاب انزله الله وهو القرآن. انزله الله على نبيه فهناك من يؤمن به من اهل الكتاب وهذا دليل انه حق لانهم اهل الكتاب ويعرفون الحق من الباطل يعرفون ذلك من كتبهم التي بايديهم التي نزلت قبل القرآن ومن هذه الامة من العرب من يؤمن بالقرآن ويدخل في ذلك الصحابة الذين امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم واتبعوه ثم قال وما يجحد باياتنا الا الكافرون اي ما يكذب بها ويجحد حقها الا من يستر الحق بالباطل ويغطي ضوء الشمس بالوصائل وهيهات ما يجحد باياتنا وهي القرآن ويسترها ولا يؤمن بها لان الجحود هو الستر وعدم الايمان الا الكافرون الذين كفروا بالله جل وعلا فهم كفار لان الواجب هو الايمان بهذا القرآن واتباعه نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد