الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه من تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون هاتان الايتان بعد قوله جل وعلا وكذلك انزلنا اليك الكتاب فالذين اتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد لا يأتينا الا الكافرون وقد بينا في الدرس الماظي ان الله عز وجل انزل على نبيه القرآن كما انزل الكتب السابقة على على انبيائه السابقين وبين جل وعلا ان المؤمنون من اهل الكتاب يؤمنون بهذا القرآن ويتبعونه كعبد الله ابن سلام وامثاله وان ايضا من هؤلاء من العرب من يؤمن بي ويتبعه وهم الصحابة رضي الله عنهم وانه لا يجحد بايات الله واعظمها القرآن من اعظمها كتابه الكريم الا الكافرون الذين كفروا بالله جل وعلا ثم قال في هذه الايات وما كنت تتلو من قبله من كتاب يقول ابن كثير رحمه الله ثم قال تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اي قد لبثت في قومك يا محمد من قبل ان تأتي بهذا القرآن عمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة بل كل احد من قومك وغيرهم يعرف انك رجل امي لا تقرأ ولا تكتب وهكذا صفته في الكتب المتقدمة كما قال تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وهكذا كان صلى الله عليه واله وسلم الى يوم القيامة لا يحسن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده بل كان له كتاب يكتبون بين يديه الوحي والرسائل الى الاقاليم اذا هذا التفسير ابن كثير للاية ما كنت يا نبينا تتلو من قبلي من قبل هذا القرآن ما كنت تتلو ما كنت تقرأ ولا تعرف القراءة حتى يشكون في هذا القرآن لانك لو كنت تقرأ الكتب السابقة لكان هناك وجه حجة وان كانت واهية انك اصلا تقرأ الكتب السابقة فهذا فهذا من الكتب السابقة وايضا ما كنت تكتب ولا تخضه بيمينك وهذا دليل على ان الخط يكون باليمين وان كان اهل العلم قالوا ولا تخطه بيمينك قالوا ان بيمينك هنا بالتأكيد للتأكيد قال ابن كثير رحمه الله ولا تخطه بيمينك تأكيد ايضا. وخرج مخرج الغالب كقوله تعالى ولا طائر يطير بجناحيه ونحوه قال ابن عاشور قال للتأكيد لان الخط لا يكون الا باليمين لكن ابن ابن كثير كلامه ادق لانه قال في الغالب الغالب ان الانسان الذي يكتب يكتب بيمينه لكن قد يوجد من هو ايسر يكتب باليسرى لكن الاصل الكتابي في اليمين وقد يفهم من هذا لو استنبط مستنبط فقال هذا فيه الحث على ان تكون الكتابة باليمين حتى الايسر يدرب يدربه اهله اول ما يبدأ الكتابة لتكون كتابته باليمين لكان هذا وجها طيبا وجها استنباطا له حظ من النظر لان الكاتب قد يكتب القرآن قد يكتب اية من القرآن يكتب اسم الله يكتب اشياء مطهرة اشياء مقدسة تكون باليمين ولكن لو كتب باليسار لا حرج في ذلك ان شاء الله قال جل وعلا ولا تخطه بيمينك اذا الاركاب المبطلون الاركاب المبطلون يعني لا شك المبطلون قال ابن كثير اي لو كنت تخطها لارتاب بعض الجهلة من الناس فيقول انما تعلم هذا من كتب من كتب قبله مأثورة عن الانبياء مع انهم قالوا ذلك مع علمهم بانه امي لا يحسن الكتابة وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا وهنا مسألة الحقيقة تعرض لها ابن كثير جديرة بالذكر وهي هل كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يكتب قال بعضهم ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب مرة في صلح الحديبية قالوا هذا على سبيل انه معجزة لكن انظروا كيف رد ابن كثير رحمه الله هذا القول هذا مهم جدا لان احيانا تأتي نصوص آآ قد تدل على او تأتي النصوص دالة على امرين متضادين فلابد من الجمع بينها بينها يقول ابن كثير رحمه الله ومن زعم من متأخر الفقهاء كالقضي كالقاضي ابي الوليد البادي ومن تابعه انه عليه السلام كتب يوم الحديبية هذا ما قضى عليه محمد بن عبدالله فانما حمله على ذلك رواية في صحيح البخاري ثم اخذ فكتب هذه الرواية التي في البخاري لما ذكر ما وقع في سور الحديبية ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد رسول الله قال له سهيل لو نعلم اكتب من محمد ولا تقل رسول الله لو كنا نعلم انك رسول الله لاتبعناك فقال النبي صلى الله عليه وسلم امحوها يا علي والله اني رسول الله ولو كذبتموني فابى علي بعض الروايات يقول النبي فكتب فظن ان النبي بعضهم ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب بيده هذا ظاهر النص هنا لكن هذه الرواية هناك رواية تقابلها اخرى او روايات اكثر منها وهذه رواية يمكن ان تحمل محملا يتمشى مع الروايات الاخرى وهذا هو الاصل الجمع بين الادلة قال فانما حمله على ذلك رواية في صحيح البخاري ثم اخذ فكتب. وهذه محمولة على الرواية الاخرى ثم امر لاحظ هذي الرواية الاخرى ثم امر يعني النبي صلى الله عليه وسلم كاتبا تكتب فكتب قال ولهذا اشتد النكير من فقهاء المغرب والمشرق على من قال بقول البادي وتبرأوا منه وانشدوا بذلك اقوالا وخطبوا في ذلك محافلهم وانما اراد الرجل اعني الباجي فيما يظهر عنه انه كتب ذلك على وجه المعجزة لا انه كان يحسن كتابة كما قال عليه الصلاة والسلام اخبارا عن الدجال مكتوب بين عينيه كافر وفي رواية كافة يقرأه كل مؤمن وما اورده بعضهم من الحديث انه لم لم يمت عليه السلام حتى تعلم الكتابة فظعيف لا اصل له قال الله تعالى وما كنت تتلو نعم الاية اذا النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يقرأ ولا يكتب ولهذا قال نحن امة امية لا نقرأ ولا نكتب ولا نكتب. الشهر هكذا وهكذا واشار باصابعه صلى الله عليه وسلم ولهذا بعض الدعاوى التي تأتي من بعض الناس او بعض المتأخرين يحملهم على ذلك العاطفة لا ينبغي لهم ذلك ولا يعول على هذه الاقوال هذا خبر ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما تنفع العواطف فيه لا ينقل الخبر كما كان. وهذا للحقيقة صفة ما تحل للنبي صلى الله عليه وسلم ودليل على صدقه فهو لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك جاء بهذا القرآن الذي هو اعظم الكتب واعظم كلام صدق عدل حق فالدليل على ان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم قال جل وعلا بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم اذا ما كنت يا نبينا تتلو من قبل يعني ما كنت تتلو من قبل القرآن الذي جئت به ما كنت تتلو الكتب وما كنت تخط وما كنت تكتب بيمينك لو كان الامر كذلك انك كنت تقرأ الكتب وكنت تكتب لاركاب المبطلون يعني لهم وجهة ان يشكوا هؤلاء المبطلون الكافرون الكاذبون كفار قريش ومن كان على طريقتهم ثم قال جل وعلا بل هو ايات بينات بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون بل هو ايات هو راجع على ماذا من العلماء من قال انه راجع على القرآن بل هو اي القرآن الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وانزله الله عليه ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم قال ابن كثير اي القرآن ايات بينة واضحة الدلالة على الحق امرا ونهيا وخبرا يحفظه العلماء يسره الله عليهم حفظا وتلاوة وتفسيرا كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما من نبي الا وقد اعطي ما امن على مثله البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي فارجو ان اكون اكثرهم تابعا وهذا الحديث رواه البخاري وغيره ثم قال ابن كثير وفي حديث عياض ابن حمار في صحيح مسلم يقول الله تعالى اني لنبيه صلى الله عليه وسلم اني مبتليك ومبتلي بك. ومنزل عليك كتابا لا يغسل لا يغسله الماء. تقرأه نائما ويقظانا قال ابن كثير اي لو غسل الماء لو غسل الماء المحل المكتوب فيه لما احتج لما احتيج الى ذلك المحل كما جاء في الحديث الاخر لو كان القرآن في ايهاب لما احرقته النار وهو حديث رواه الامام احمد وغيره قال لانه محفوظ في الصدور. ميسر على الالسنة. مهيمن على القلوب. معجز اللفظ ومعنى. ولهذا جاء في الكتب في صفة هذه الامة اناجيلهم في صدورهم اذا هذا هو القول الاول يعني كلام ابن كثير هنا كله على ان المراد بقوله بل هو ايات بينات ان المراد به القرآن. فالقرآن ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم في صدور العلماء يحملونه ويحفظونه ويعلمونه ويعملون به يدعون اليه ويفسرونه هذا القول الاول والقول الثاني قالب هو ما اختاره ابن جرير الطبري. قال ابن كثير واختار ابن جرير ان المعنى في قوله تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم بل العلم بانك ما كنت تتلو من قبل هذا الكتاب كتابا ولا تخطه بيمينك ايات بينات في صدور الذين العلم من اهل الكتاب ونقله عن قتادة وابن جريج وحكى الاول وهو القول الاول الذي ذكرناه عن الحسن فقط قلت وهو الذي رواه العوفي عن عبد الله ابن عباس وقاله الظحاك وهو الاظهر والله اعلم اه يعني الان صار عندنا قولان القول الاول واظح ان المراد بالقرآن في صدور المؤمنين الذين يؤمنون به ويدعوا الناس اليه وهم علماء هذه الامة والقول الثاني يقول لا بل هو ايات بينات المراد به ما اخبر الله به ان النبي ما كان يتلو كتابا من قبله ما كان يقرأ ولا كان يكتب فكونه لا يقرأ ولا يكتب هذا هذه ايات وعلامات تدل على انه كان اميا وان ما جاء به هو الحق هذه المعلومات كانت في صدور الذين اوتوا العلم وهم اهل الكتاب مؤمن اهل الكتاب هم هم الذين اوتوا العلم لانهم علموا ذلك من التوراة والانجيل فقد جاء فيها ما يدل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم انه سيبعث نبي في اخر الزمان امي لا يقرأ ولا يكتب ورجح هذا ابن جرير ورجحه ابن كثير ايضا والحقيقة ان هذا هو ظاهر الامر لماذا لان دائما عود الكلام على اقرب مذكور فالله جل وعلا يقول وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينه اذا الاركاب المبطلون يعني الان يتكلم على ان النبي ما كان يتلو ويقرأ قبل هذا القرآن وما كان صلى الله عليه وسلم ايضا يكتب بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم بل هذا الامر وهو انك امي لا تقرأ ولا تكتب وانك رسول هذا ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ولهذا قال وما يجحد باياتنا الا الظالمون فدائما عودوا الكلام على اقرب مذكور وان كان الذي يظهر والله اعلم انه لا مانع ان يقال ان الا عود الضمير هنا يصلح على الامرين بل هو القرآن في صدور العلماء وايظا هذا الذي فيه والاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ما كان يقرأ ولا يكتب ايضا في صدور اهل الكتاب كانوا يعلمون ذلك من كتبه قال جل وعلا وما يجحد باياتنا الا الظالمون قال ابن كثير اي ما يكذب بها ويبخس حقها ويردها الا الظالمون يعني الايات ما يؤكد بها ويبخس حقها ويردها الا الظالمون اي المعتادون المكابرون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه كما قال قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم ثم قال جل وعلا وقالوا لولا انزل عليه ايات من ربه قل انما الايات عند الله وانما انا نذير مبين قال ابن كليب يقول تعالى مخبرا عن المشركين في تعنتهم وطلبهم ايات يعنون ترشدهم الى ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء صالح بناقته يقول يعني هذا من تعنت قريش قالوا وقالوا لولا انزل عليه يعني قال كفار قريش المعاندون للنبي صلى الله عليه وسلم لولا اي هل انزل على محمد ايات من ربه ايات علامات بينة ان كان ان كان رسولا حقا مثلما جاء صالح باية بالناقة التي خرجت من بطن صخرة فلو جاء باية علامة واضحة تدل على انه رسول الله لو كان حقا. وهم انما يقولون هذا من باب العناد والتعنت والا قد جاءهم باية اعظم من ايات الانبياء السابقين وهي القرآن ولهذا مر معنا الحديث الذي في البخاري وغيره انه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي الا اتاه الله ما على مثله امن البشر. يعني ما من نبي بعثه الله الا اعطاه اية على مثلها يؤمن البشر. ثم قال وكان الذي اوتيته وحيا يوحى والذي اوتي دعايتي انا اكبر اية ودليل على اني رسول من عند رب العالمين يدعو الى الايمان ان الوحي الذي اتاني الله ثم قال وارجو ان اكون اكثرهم تابعا وصدقة صلى الله عليه وسلم واعطاه الله ذلك فهو اكثر الانبياء تابعا ولهذا ثلثا اهل الجنة من امته وحده صلى الله عليه وسلم والفرق بين معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم ومعجزة الانبياء قبله ان معجزة الانبياء قبله تنتهي بموت اولئك الانبياء واما معجزة نبينا صلى الله عليه واله وسلم فهي باقية الى قيام الساعة فلا يزال الى يومنا هذا من يؤمن بالله بسبب القرآن وقراءة القرآن وبعض ما في القرآن من الايات والدلائل يقول والله ان هذا يدل على ان هذا من من رب العالمين وانه رسول الله حقا وهذا هذا هذا هذه معجزة عظيمة كلام الله صفة الله حفظه لا يبدل ولا يحرف ولا يغير وايظا باق الى قيام الساعة الى ان يسرى عليه في اخر الزمان اذا اراد الله قيام الساعة كما جاء في الحديث الصحيح انه يسرع هذه في ليلة فيرفع من الصدور والسطور لكن هذه اخر الزمان قرب قيام الساعة قال جل وعلا قل انما الايات هذا قوله وقالوا لولا انزل عليه ايات من ربه قل انما الايات عند الله وانما انا نذير مبين قل لهم يا نبينا انما الايات عند الله قال ابن كثير اي انما امر ذلك الى الله الايات التي يأتي بها الله انا رسول من رب العالمين وانا نذير وبشير فقط اما تأتي اية اية كذا هذا لا املكها انا عبد وهذا الامر بيد الله قال ابن كثير اي انما امر ذلك الى الله فانه لو علم انكم تهتدون لاجابكم الى سؤالكم لان ذلك سهل عليه يسير لديه. ولكنه يعلم منكم ان ما قصدتم التعنت والامتحان فلا يجيبكم الى كذلك كما قال تعالى وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة مبصرة ظلموا بها وهذا في الحقيقة من رحمة الله بهذه الامة لان سنة الله انه اذا طلبت الامة اية فجاء الله بهذه الاية فلم يؤمنوا بها اخذهم العذاب واهلكهم الله ولكن هذه امة مرحومة ولهذا ما جاء الله بالايات التي سألوها ان يجعل الصفا ذهبا وان ينحي الجبال وان يجعل مكة ارضا ذات زرع وحدائق لانه لو جاءت ولم يؤمنوا اهلكهم الله ولكن الله جل وعلا يريد ان يبقى هذا الدين وان يصطفي لهم من هؤلاء او ومن لم يهمهم من هؤلاء من ذرياتهم من يؤمن بالله ويصدق وهكذا كان الامر ولله الحمد والمنة ولا يزال دين الاسلام قائما ولله الحمد ضاربا باطنابه يدخل الناس فيه افواجا في كل يوم وليلة ولله الحمد والمنة على ذلك. قال جل وعلا وانما انا نذير مبين اي قال ابن كثير اي انما بعثت نذيرا لكم بينوا النذارة فعلي اني ابلغكم رسالة الله ومن يهدي الله فهو المهتد ومن يضل فلن تجد له وليا مرشدا وقال تعالى ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء يعني هذا تفسير من ابن كثير رحمه الله للايات يعني انما انا نذير مبين نذير اقوم بالنذارة والاعلام من موضع المخافة واخوفكم ما امامكم من الاهوال وانا مبين يعني وبين واوضح واجلي لكم هذا الامر ولهذا دعاهم الى التوحيد ودعاهم الى دين الله واقام الحجة عليهم حتى اظهر الله دينه ودخل الناس في دين الله افواجا ثم قال جل وعلا او لم يتفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم؟ ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا. يعلم ما في السماوات والارض والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله. اولئك هم الخاسرون قال ابن كثير ثم قال تعالى مبينا كثرة جهلهم وسخافة عقولهم حيث طلبوا ايات تدلهم على صدق محمد فيما جاءهم وقد جاءهم بالكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي هو اعظم من كل معجزة اذ عجزت الفصحاء والبلغاء عن معارضته بل عن معارضة في عشر سور من مثله بل عن معارضة في سورة منه فقال تعالى او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم اي او لم يكفهم اية انا انزلنا عليك هذا الكتاب العظيم الذي فيه خبر ما قبلهم ونبأوا ما بعدهم وحكم ما بينهم. وانت رجل امي لا تقرأ ولا تكتب ولا تخالط احدا من اهل الكتاب فجئتهم باخبار ما في الصحف الاولى ببيان الصواب مما اختلفوا فيه وبالحق الواضح البين الجلي كما قال تعالى اولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني في اسرائيل وقال تعالى وقالوا لولا انزل عليه اية من ربه اولم تأتهم بينة ما في الصحف الاولى ثم قال وقال الامام احمد وهو ايضا في الصحيحين عن ابي هريرة وساق بسنده عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الانبياء من نبي الا وقد اعطي من الايات ما مثله امن عليه البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله اليه فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة. اخرجاه من حديث الليل. يعني اخرجه البخاري ومسلم نعم والله انه ليكفي اولا ايش هذا استفهام انكاري ينكر عليهم ويوبخهم اولم يكفي انا انزلنا عليك الكتاب يا نبينا انزلنا عليك القرآن يتلى عليهم يقرأ عليهم هذه اعظم اية وقد مر انه امي لا يقرأ ولا يكتب ولا اختلاط له باهل الكتاب وهذا الكتاب يدعو الى الحق ويدعو الى ما ما فطر الله الناس عليه الى ما يقوم في الفطر فهو حق واضح ابلج وهم يعرفون هذا حق المعرفة قال جل وعلا ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ان في ذلك يعني في هذا القرآن قال ابن كثير ان في ذلك لرحمة وذكر لقوم يؤمنون يؤمنون اي ان في هذا القرآن لرحمة اي بيانا للحق وازاحة للباطل وذكرى بما فيه قلول النقمات ونزول العقاب بالمكذبين والعاصين ان في هذه القرآن لرحمة رحمة لمن اراد رحمة الله وذلك بالايمان به واتباعه وايضا هو ذكرى موعظة عبرة لكن لمن؟ لقوم يؤمنون هم الذين يتعظون به ويعتبرون به ويصدقونه ويحذرون مما حذر منه ويحذرون ما حل بالامم السابقة واما الكافرون لا ينفع فيهم شيء لانهم معاندون ولو جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بكل اية ما امنوا قال جل وعلا قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والارض قال ابن كثير ثم قال قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا اي هو اعلم بما تفيضون فيه من التكذيب ويعلم ما اقول لكم من اخباري عنه بانه ارسلني فلو كنت كاذبا عليه لانتقم مني كما قال تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوكيل فما منكم من احد عنه حاجزين وانما انا صادق عليه فيما اخبرتكم به. ولهذا ايدني بالمعجزات الواظحات والدلائل القاطعات تعب والله كفى بالله شهيدا على صدق نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى كذب المكذبين له وكفى بالله شهيدا. قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله جل وعلا وكفى به شهيدا يعلم ما في السماوات والارض جل وعلا يعلم ما في السماوات وما في الارض احاط به علما ولا تخفى عليه خافية ثم قال والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله اولئك هم الخاسرون الذين امنوا بالباطل وعبادة الاصنام والالهة وعدم الايمان يقابل ذلك عدم الايمان بالقرآن والحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكفروا بالله ولم يؤمنوا به ولم يوحدوه ويفردوه بالعبادة بل جعلوا له شركاء من الاوثان والاصنام والانداد اولئك هم الخاسرون الخسارة العظيمة لماذا لانهم سيصيرون الى النار وهم وقود جهنم خالدين فيها ابد الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا وما هم منها بمخرجين قال ابن كثير اولئك هم الخاسرون اي يوم معادهم سيجزيهم على ما فعلوا. ويقابلهم على ما صنعوا من تكذيبهم بالحق واتباعهم الباطل كذبوا برسل الله مع قيام الادلة على صدقهم وامنوا بالطواغيت والاوثان بلا دليل سيجازيهم على ذلك انه حكيم عليم سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد