الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة العنكبوت ويستعجرونك بالعذاب ولولا اجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون هذه الايات يخبر فيها جل وعلا عن استعجال الكفار بالعذاب وطلبهم وطلبهم نزوله بهم وهذا لقلة عقولهم وجهلهم فانهم يستعجلون ما يكون به هلاكهم وزوالهم وعذابهم قال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى مخبرا عن جهل المشركين في استعجالهم عذاب الله ان يقع بهم وبأس الله ان يحل بهم ان يحل عليهم. كما قال تعالى واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم وقال ها هنا ويستأجرونك بالعذاب ولولا اجل مسمى لجاءهم العذاب قال اي لولا ما حتم الله من تأخير العذاب الى يوم القيامة لجاءهم العذاب قريبا سريعا كما استعجلوا يعني لولا اجل مسمى لان الله اجل هذا العذاب الى اجل مسمى معلوم عنده جل وعلا وذلك يوم القيامة لجاءهم العذاب الان لكن الله كتب كتابا عنده واجل اجلا لا يمكن ان يحل العذاب بهم الا فيه وقال ابن جرير الطبري قال ولولا اجل سميته لهم فلا اهلكهم حتى يستوفوه ويبلغوه لجاءهم العذاب عاجلا وهذا والله اعلم اولى لان ابن كثير جعل ذلك في الاخرة وابن جرير يقول انه يعني الى ان يموتوا استوفوا اعمارهم واجالهم ولهذا اذا مات الكفار جاءهم العذاب القبر روضة من رياض الجنة وحفرة من حفر النار قال جل وعلا ولا يأتينهم بغتة ونبقته يعني فجأة وهذا يؤيد قول ابن كثير ان هذا في الاخرة لان الساعة تأتي بغتة لا يجليها لوقتها الا هو ولا تأتينهم بغتة اي فجأة وهم لا يشعرون بذلك وهم لا يشعرون وهذا من اعظم ما يكون من اعظم ما يكون فجاءة لانهم لا يشعرون لا يحسون لا يشعرون بمجيء الساعة او بمجيء الاجل امنون ولا يشعرون الا وقد حل بهم نسأل الله العافية والسلامة ثم قال جل وعلا يستأجرونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين يستأجرونك بالعذاب ويريدون ان ان تعجل به وان تأتي به بسرعة وهو واقع بهم لا محالة وكل ما هو ات قريب وان جهنم لمحيطة بالكافرين تحيط بهم من كل صوب فيصلونها ويغمسون فيها يفسر ذلك يعني يفسر الاحاطة بالكافرين احاطة النار بالكافرين تفسرها الاية التي بعدها قال جل وعلا يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون اذا احاط به يغشاهم العذاب من فوق ومن اسفل اذا احاط به من كل جهة قال ابن كثير هذه الاية يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم كقوله تعالى لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وقال لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل وقال لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم فالنار تغشاهم من سائر جهاتهم وهذا ابلغ بالعذاب الحسي ثم قال وقوله ويقول ذوقوا ما كنتم تأملون تهديد وتقريع وتوبيخ وهذا عذاب معنوي على النفوس كقوله يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ان كل شيء خلقناه بقدر وقال تعالى يوم يدعون الى نار جهنم دعا. هذه النار التي كنتم بها تكذبون. افسحر هذا؟ ام انتم لا تبصرون لو ها فاصبروا او لا تصبروا. سواء عليكم انما تجزون ما كنتم تعملون وقال ذوقوا فتنتكم هذه النار التي كنتم بها تكذبون يعني ابن كثير رحمه الله تكلم كلاما جميل هنا فقال ان العذاب الذي يقع بالكفار وتحيط بهم النار قسمان حسي وهو احراق النار لابدانهم ووجوههم وارجلهم ورؤوسهم وايضا عذاب معنوي وهو تبكيتهم وتوبيخهم كما في قوله جل وعلا هنا ذوقوا ما كنتم تعملون ذق انك انت العزيز الكريم والايات التي ذكرها المؤلف نسأل الله العافية والسلامة دليل على شدة عذاب جهنم وانه يجتمع على الكفار العذاب الحسي والعذاب المعنوي فهم في اشد خزي واشد عذاب ونكال. نسأل الله العافية والسلامة وانبه هنا على تفسير اورده ابن كثير ولكنه لا لا صحة له او ليس ليس بتفسير صحيح فقد اورد عن عكرمة في قوله وان جهنم لمحيطة بالكافرين قال البحر يعني البحر جهنم هنا البحر يحيط بهم. وجاء عن ابن عباس انه يقول وان جهنم لمحيط بالكافرين قال وجهنم وجهنم هو هذا البحر الاخظر تنتظر الكواكب فيه وتكور فيه الشمس والقمر ثم يستوقد فيكون هو جهنم واورد حديثا ايضا رواه الامام احمد عن صفوان ابن يعلى عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البحر هو جهنم قالوا ليعلى فقال الا ترون ان الله يقول نارا احاط بهم سرادقها قال لا والذي نفسه يعلى بيده لا ادخلها ابدا حتى اعرض على الله ولا يصيبني منها قطرة حتى اعرظ على الله قال ابن كثير هذا تفسير غريب وحديث غريب جدا والله اعلم نعم هذا هذا القول لا يعول عليه وانما مراد جهنم يعني نار جهنم تحيط بهم لانهم يغمسون بداخلها. نسأل الله العافية والسلامة ثم قال جل وعلا يا عبادي الذين امنوا يا عبادي الذين امنوا وقبل ذلك قال يوم يغشاهم العذاب يوم هنا منسوب على التفسير الذي ذكرناه بنزع الخافض وان جهنم لمحيطة في الكافرين في يوم يغشاهم العذاب من فوقه ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون. ايضا هذا من عدل الله يا اخوان ذوقوا هذا العذاب بسبب ايش بسبب ما كنتم تعملون ما ظلمهم الله ولهذا انتبه يا عبد الله لا تؤاخذ الا بعملك وهذا من تمام عدل الله سبحانه وتعالى بل وفضله على عباده قال جل وعلا يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون قال ابن كثير هذا امر من الله لعباده المؤمنين بالهجرة من البلد الذي لا يقدرون فيه على اقامة الدين الى ارض الله الواسعة حيث يقوم حيث يمكن اقامة الدين بان يوحدوا الله ويعبدوه كما امرهم ولهذا قال يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون يعني هذه الاية يجعله الحافظ ابن كثير وهي كذلك دليل على الهجرة يا عبادي الذين امنوا هذه اضافة تشريف ما هي اضافة خلق لان الخلق كلهم عباد الله لكن هذي اظافة تشريف لانهم قال الذين امنوا كما قال وعباد الرحمن ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون فاذا ضيق عليك في ارض فارحل منها الى ارض اخرى فارض الله واسعة واذا ظيق عليك في هذا المكان ستجد مكانا لا يضيق عليك فيه وتعبد الله ولهذا قال جل وعلا في سورة النساء ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعى تجد اماكن كثيرة ويجد سعة في دينه في رزقه في شأنه كله ولهذا قال العلماء كما ذكر ابن قدامة في المغني ان الهجرة او ان الناس بالنسبة للهجرة ثلاثة اقسام الناس الذين يقيمون في بلاد الكفر لا يخلون من اقسام ثلاثة اما الا يستطيع ان يقيم دينه ويضيق عليه ويمنع من اقامة شعائر دينه فهذا يجب عليه ان يهاجر ولا يجوز له ان يبقى وهذه تعمل عليه هذه الاية هاجروا واعبدوا لتعبدوا الله وارض الله واسعة والقسم الثاني من يستطيع ان يقيم شعائر دينه لكنها بلاد كفر فهذا الافضل والسنة والخير له ان يهاجر الى بلاد المسلمين ليكفر سواد المسلمين يكثر سواد الكفار والثالث من يكون في بقائه في بلد الكفر مصلحة للاسلام والمسلمين كأن يكون يدعو الى الله يذب عن المسلمين تطالب بحقوقهم كما هي مثلا حال السفارات سفارات الدول المسلمة المسلمين يقيمونها في كل دولة كافرة هناك سفير يتولى مصالح اهل بلده ويعينهم ويدافع عنهم ويتابع حقوقهم فهذا يبقى ومع ذلك كثير من علمائنا المعاصرين يقولون انه يجب الهجرة الهجرة الان من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام قالوا لان الاقامة بين ظهراني المشركين له تأثير عجيب على الشخص وعلى الناشئة وعلى اولاده وعلى زوجته وعلى من حوله فيتأثرون باخلاق الكفار وينصبغون بصبغتهم ويتبعهم كثير الا من رحم الله فلا شك ان الخير والسلامة هو ان يخرج المسلم ويهاجر الى بلاد المسلمين ويعيش معهم ولو كان في ذلك نقص للمال ونقص لرفاهية الحياة فان الدين لا يعدله شيء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انا بريء من مشرك بات بين انا بريء من مسلم بات بين ظهراني المشركين وقال في حديث اخر لا تتراءى نارهما قال جل وعلا كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون آآ قبل ذلك نذكر حديثا عجيبا اورده ابن كثير قال الامام قال ابن كثير قال الامام احمد حدثنا يزيد ابن عبد ابن عبد ربي حدثنا بقية ابن الوليد حدثني جبير ابن عمرو القرشي حدثني ابو سعد الانصاري عن ابي يحيى مولى الزبير ابن العوام عن الزبير ابن العوام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما اصبت خيرا فاقم ولهذا لما ضاق على المستضعفين بمكة هذا تعليق من ابن كثير. ولهذا لما ضاق على المستضعفين بمكة مقامهم بها خرجوا مهاجرين الى ارض الحبشة ليأمنوا على دينهم هناك فوجدوا هناك خير خير المنزلين اصحمه النجاشي ملك الحبشة رحمه الله اواهم وايدهم بنصره وجعلهم سيوما ببلاده ومعنى سيوما يعني امنين بلغة الحبشة سيوم يعني امنين وجعلهم سيوما ببلادي ثم بعد ذلك هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الباقون الى المدينة النبوية يثرب المطهرة الحقيقة ان اسم يثرب لا ينبغي ان يقال للمدينة لانه انما ورد على سبيل الذم بل جاء النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقولون يثرب وهي المدينة ولهذا ذكر العلماء انه يكره ان يقال عن المدينة انها يثرب لكن هذا الحديث ضعيف الاسناد لكن جزء منه وهو قوله البلاد بلاد الله والعباد عباد الله هذا الجزء منه حسنه الالباني في الارواء ارواء الغليل وفي صحيح الجامع من حديث عائشة عند البيهقي وليس من حديث الزبير بن العوام ولا شك ان الانسان اذا ظيق عليه في مكان ولم يجد ارضا او بلاد اسلامية يهاجر اليها او منع من الهجرة الى بلاد المسلمين يسيح في الارض ولو الى بلاد الى بلاد كافرة سيوسع الله عليه في دينه وفي رزقه وفي جميعه اموره وهذا هو الفرار في الدين. ثم قال جل وعلا كل نفس ذائقة الموت. ثم الينا ترجعون نعم يا اخوان كل نفس ذائقة الموت كما قال جل وعلا كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فالموت غاية قل لحي الا الله جل وعلا وهو باب لا بد ان يدخله ان يدخله الانسان سواء هاجر او لم يهاجر طيب يقول ما اريد ان اهاجر لاني في سعة من العيش ستموت ولكن ان مت وانت على دين وعلى تقوى لله جل وعلا فابشر بالنعيم المقيم وان مت وانت على معصية او قد ارتدت عن دينك فلا حول ولا قوة الا بالله. قال ابن كثير رحمه الله اي اينما كنتم يدرككم يدرككم الموت فكونوا في طاعة الله وحيث امركم الله فهو خير لكم فان الموت لا بد منه ولا عنه ثم الى الله المرجع. فمن كان مطيعا له جازاه افضل الجزاء. ووفاه تمام الثواب. ولهذا قال امنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من من الجنة غرفا تجري من تحتها الانهار ما هي الاية التي تليها اي لنسكننهم منازل عالية في الجنة تجري من تحتها الانهار على اختلاف اصنافها اختلاف اصناف الانهار ثم ذكر هذه الاصناف من ماء وخمر وعسل ولبن يصرفونها ويجرونها حيث شاءوا انهار من ماء غير اثم ومن لبن لم يتغير طعمه ومن خمر لذة للشاربين ومن عسل مصفى قال خالدين فيها اي ماكدين فيها ابدا لا يبغون عنها حولا نعم اجر العاملين نعمة هذه الغرف نعمة هذه الغرف اجرا على اعمال المؤمنين الذين صبروا على دينهم وهاجروا الى الله ونابذوا الاعداء وفارقوا الاهل والاقرباء ابتغاء وجه الله ورجاء ما عنده وتصديق موعوده نعم يا اخوان هذه موعظة لمن يضيق عليه في دينه ولا يؤدي شعائر دينه ان يهاجر ويخرج فارض الله واسعة والموت لا بد منه وبعد الموت يجازى الانسان على عمله ان عمل خيرا فله الثواب العظيم وان عمل شرا جزي به ولهذا قال ثم الينا ترجعون المرجع الى الله يا اخي اطع الله اطع من من سترجع اليه وتقف بين يديه ثم بين حال الذين امنوا وعملوا جمعوا بين الايمان وهو التصديق بالقلوب والعمل الصالح بالالسنة والجوارح لنبوئنهم اي لنسكننهم بوأه كذا يعني اسكنه لنسكننهم من الجنة غرفا مبنية لبنة من ذهب ولبنة من فضة وهذه الغرف ايضا تجري النهار من تحتها وهذا نعيم عظيم وملك كبير كم يجد الانسان من الراحة والطمأنينة اذا رأى الماء يجري الان اذا نزل المطر يجد بهجة في نفسه بهجة في نفسي وانسا وهو ينظر الى الماء وهو يجري مع انه ماء قد اختلط بالطين والتراب حتى صار لونه لون التراب فكيف بانهار الجنة التي تجري من تحتها وهم على سرر متقابلين وعالارائك ينظرون نسأل الله الكريم من فضله ثم قال خالدين فيها هذه نعمة فوق نعمة لا ينقطع هذا النعيم ويأتي وعليه وقت ينتهي لا خالدين فيها ابد الاباد كما جاء في الايات الاخرى فلا ينتهي هذا النعيم بل لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد كما قال جل وعلا في سورة قاف فنعم اجر العاملين نعمة والله هذا الاجر صفة مدح من افعال المدح نعمة اجر العاملين وهذه وهي هذه الغرف الجنة فهي افضل من عمله ثم وذكر صفاتهم ايضا انهم صبروا لابد من الصبر يا اخوان اصبر على دينك يا اخي اخرج من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام من اجل دينك اخرج من بيتك ومسكنك لضيق عليك ومنعت من اداء شعائر الدين اصبر على هذا وايضا توكل على الله وعلى ربهم يتوكلون يعتمدون ويفوضون الامور اليه مع الاخذ بالاسباب وهذا فيه وعد من الله بان يوسع عليهم ارزاقهم يسر لهم امورهم ومن يتوكل على الله فهو حسبه وعلى الله فتوكل ان كنتم مؤمنين ثم قال وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم قال ابن كثير وكأي من دابة او قبل ذلك اورد ابن كثير حديثا نقرأه وهو حديث صحيح عند الامام احمد وغيره من حديث ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها. اعدها الله لمن اطعم الطعام واطاب الكلام واباح الصيام واقام الصلاة والناس نيام فاضل الوقت وافشى السلام ثم قال ابن كثير وعلى ربهم يتوكلون في احوالهم كلها في دينهم ودنياهم ثم اخبرهم تعالى ان الرزق لا يختص ببقعة بل رزقه تعالى عام لخلقه حيث كانوا واين كانوا بل كانت ارزاق المهاجرين حيث هاجروا اكثروا واوسعوا اكثر واوسع واطيب فانهم بعد قليل صاروا حكام البلاد في سائر الاقطار والانصار. ولهذا قال وكاين من دابة لا تحمل رزقها اي لا تطيق جمعه وتحصيله ولا تؤخر شيئا لغد الله يرزقها واياكم اي الله يقيض لها رزقها على ظعفها. وييسره عليها فيبعث الى كل مخلوق من الرزق ما يصلحه حتى الذرة في قرار الارض والطير في الهواء والحيتان في الماء. قال تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين نعم يا اخوان وكأين من دابة كائن تدل على التكفير. من دابة لا تحمل رزقها كثير من الدواب انظر اليها الان الذر الدود الابل الغنم الطير ما تحمل رزقها معها هي ولس حمله فتمشي المسافات الطويلة فيأتيها رزقها والله يا اخوان احيانا الانسان يخرج الى البر فيجد في الصحراء بعيدة عن المدن بمئات المسام مئات الكيلومترات فيجد الذرة والنمل وبعض الدواب لا تدفع عن نفسها قد تطأها بقدمك وتقتل منها العشرات بل المئات ما شعرت لا تعقل بهيمة لا تعقل ولا تعي ومع ذلك الله يرزقه ويأتيها رزقها سبحان الرزاق جل وعلا لان الله هو الرزاق ذو القوة المتين الانسان يعتبر يا اخوان لان رزق ابن ادم يطلبه اشد طلبا له من الموت من الاجل كما صح بذلك الحديث رزق العبد يطلبه كما يطلبه اجله وقد جاء في الحديث القدسي صحيحه بعض اهل العلم ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس قدسي لا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان روح القدس قد نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها لابد ان تستكمل رزقها قيل يا اخي لا تخشع من اجل الرزق تترك الهجرة او الفرار بدينك خشية انك لا تجد رزقا الله يرزقه ويرزق الدواب لا تحمل رزقها ولا تستطيعه ويرزقه الله طيلة حياتها لانه الرزاق ذو القوة المتين ثم اورد ابن كثير احاديث آآ يعني نريدها فمنها ما رواه البيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سافروا تصحوا وتغنموا وهذا الحديث ورد عن ابن عباس ورد عن غيره وظعفه كثير من اهل العلم وممن ضعفه الالباني بالظعيفة لكن تراجع وصححه في الصحيحة لشواهده وطرقه هذه فائدة فائدة عظيمة سافروا تصح وتغنمون سافر يا اخي من اجل طلب الرزق الانسان اذا سافر يصح بدنه وهذا لا يعارضه حديث السفر قطعة من العذاب كما قال بعض من حققوا المسند قال وهو يعارض حديث كذا وظعف الحديث تقول لا السفر قطعة من العذاب له الم على النفس ثم ليس معنى ان الإنسان يمرض يصح بدنه ينشط لكن يبقى متعلما مغرقا للاهل مفرقا للوطن فارقا ملذات النفس كثرة النوم والراحة ثم قال الشيخ الالباني عند هذا الحديث لان الشافعي صحح الحديث قال ابن كثير وقد قال الشافعي في جملة كلام له في الاوامر هذا في كتاب الام كقول النبي صلى الله عليه وسلم سافروا تصحوا وترزقوا قال الالباني بعد ان جزم بصحة الحديث وذكر طرقه قال ولعله لذلك جزم البيهقي بنسبته الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو تابع فيه للامام الشافعي في كتابه الام سافروا تصحوا وتغنموا وذكر طريقا ابن كثير طريقا اخر من حديث ابي هريرة سافروا تربحوا وصوموا تصحوا واغزوا تغنموا وايضا هذا الحديث ضعفه الالباني ثم تراجع وصححه وهو عند الامام احمد الذي صححه الشيخ الالباني هو ما رواه الامام احمد عن ابي هريرة سابروا تصحوا واغزوا تستغنوا واغزو فاستغنوا هذه احاديث عظيمة ولها معنى جميل فيها الحث على السفر وان الانسان يتوكل على الله عز وجل ويطلب رزقه في اي مكان اه ذكر ابن كثير معلومة هنا نذكرها للفائدة يقول وقد ذكروا ان الغراب اذا فقس عن فراخه البيض خرجوا وهم بيض وهم بيض يعني بيض الغراب اذا فقست وخرجت افراخ الغراب تخرج بيظاء فاذا رآهم ابواهم كذلك نفر عنه اياما حتى يسود الريش اذا رأى الغراب الاب والام اولادهم بيض نظروا منها يريدون غرابا اسود مثلهم لكن يراقبونهم من بعيد قال نفروا عنهم اياما حتى يسود الريش في ظل الفرخ فاتحا فاه يتفقد ابويه فيقيض الله له طيرا صغارا كالبير غشي والبرغش قيل هو البعوض اللساع انظروا ابن كثير اورد هذا لبيان انه ما من دابة الا على الله رزقها فاولاد الغراب اذا فقسوا وفر منهم ابوهم وامهم ليبقى ويفتح فاه انتظر متى يأتيه والداه والوالدان نافران منه لا يأتيان اليه ولا يطعمانه فيسوق الله له بعوضا او طيورا صغيرة تقع بفمه فيأكلها دابة على الله رزقها قال فيغشاه كالبرغ كالبيرة غاشي فيغشاه فيتقوت منه تلك الايام حتى يسود ريشه والابوان يتفقدانه كل وقت. فكلما رأوه ابيض الريش نفرا عنه. فاذا رأوه قد اسود ريشه طفى عليه بالحضانة عطف عليه بالحضانة والرزق ولهذا قال الشاعر يا رازق النغاب في عشه والنغاب هو فرخ الغراب يا رازق النغابي في عشه وجابر العظم الكسير المهيض وهو الله سبحانه وتعالى الذي يرزق كل دابة لانه هو الرزاق ذو القوة المتين واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد