يقول الله جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اولا الف لام ميم وما شابهها في اوائل السور يسميها العلماء الحروف المقطعة الحروف المقطعة وقد اختلف العلماء في تفسيرها فمن العلماء من قال انها تفسر ومن العلماء من قال انها لا تفسر وهذا قول الخلفاء قول الخلفاء الراشدين قالوا انها مما استأثر الله بعلمه مما استأثر الله بعلمه فلا تفسر ومن العلماء من فسرها من المتأخرين واختلفوا في تفسيرها على اقوال عديدة ومنهم من قال انها اسماء للقرآن ومنها من قال انها اسماء لله ومنهم من قال انها حروف يعرف بها مدة بعض الاشياء وذكروا اشياء كثيرة ومنهم من يقول هذه يعني آآ دلالة على اسماء النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كل هذه الاقوال لا دليل عليها. ولهذا قال الشوكاني رحمه الله كلاما نهيسا قال ان من تكلم في بيان معاني هذه الحروف جازما بان ذلك هو ما اراده الله عز وجل فقد غلط اقبح الغلط وقد غلط اقبح الغلط وركب في فهمه ودعواه اعظم الشطط نعم ولهذا الصواب ما عليه الجمهور ان الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه لكن عندنا مسألتان ما معناها وما هي الحكمة منها ما معناها وما هي الحكمة منها فاما المعنى فنقول الله اعلم بمراده هذا مما استأثر الله به يا سورة البقرة ولا غيرها من السور الله اعلم بمراده فهي مما استأثر الله بعلمه واما الحكمة فقد ذكر العلماء لها حكمة قالوا والحكمة من هذه الحروف التحدي والاعجاز التحدي والاعجاز كانه يقول هذا القرآن الذي ما تستطيع الذي لا تستطيعون ان تأتوا بمثله ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا من هذه الحروف العربية التي تركبون منها كلامكم ومع ذلك لا تستطيعون ان تأتوا بمثله ابدا فقالوا الله اعلم بمراده والحكمة منها التحدي والاعجاز وينبغي ان يفرق بين بيان المعنى وبين ذكر الحكمة فهذا قول جمهور السلف وهو المروي عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة انها مما استأثر الله بعلمه فلا نخوض في ذلك ولكن لذلك حكمة ولا شك ومن حكمها بيان ان هذا القرآن الذي عجز الفصحاء ان يأتوا بمثله انه مركب بمثل كلامكم من الحروف التي تركبون منها كلامكم ولكن مع ذلك لا تستطيعون ان تأتوا بمثله لانه كلام رب العالمين سبحانه وتعالى