ذلك الكتاب لا ريب فيه الكتاب هو القرآن والاصل في كلمة كتب انها تدل على الجمع كتب يكتب كتابا اذا جمعه فهو يدل على الجمع ومنه قولهم فكتب بنو فلان ومنه الكتيبة سرية ترسل من الجيش تسمى كتيبة لانه يجتمع بعضهم على بعض لا يتفرقون في مهمة خاصة ويقال تكتم ابن فلان بنو فلان اذا اجتمعوا فمادة كتب باللغة تدل على تدور على الجمع وسمي الكتاب كتابا لانه في اول الامر يجمع حرف يجمع حرف الى حرف ثم تصبح كلمة ثم تجمع كلمة الى كلمة فتصبح جملة ولهذا اهل العلم في كتب السنة وغيرها يقولون كتاب الصيام كتاب الايمان كتاب الصلاة كتاب الحج كتاب الزكاة لانهم جمعوا لك المعلومات التي تخص اه الايمان في مكان واحد جمعوا لك المعلومات تخص الصلاة في مكان واحد فهي دائرة على الجمع والمراد به هنا القرآن ذلك الكتاب على الراجح من اقوال اهل العلم المراد بالكتاب هو القرآن اه نعم نفاتني ان اذكر ان مما يدل على صحة قول من قال يراد بها التحدي والاعجاز ان الحروف المقطعة في اغلب القرآن في اكثر القرآن يمكن الا موطن وهو ايضا فيه معنى القرآن كل ما جاء ذكر الحروف المقطعة اذكار اعقبها بذكر القرآن الف لام ميم ذلك الكتاب في طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. قاف هو القرآن المجيد صاد والقرآن للذكر انه بعد ان يؤتى بالحرور المقطعة يذكر القرآن بعده يشار الى القرآن وهذا ما يدل على التحدي والاعجاز اه يقول الله عز وجل ذلك الكتاب ذلك اسم اشارة دال على البعيد فما هي الحكمة مع انه يتحدث عن القرآن ما قال الف لام ميم هذا الكتاب قالوا ان حروف الاشارة اسماء الاشارة للبعيد والقريب يتعاقبان فيأتي احدهما مكان الاخر لكن لذلك حكمة فهنا لما ذكر القرآن قال ذلك وذلك اسم اشارة يدل على البعيد والقريب تقول هذا قالوا انه اتى باسم الاشارة الدالة البعيد ليدل على علو مكانة هذا الكتاب على علو القرآن علو مكانته كلام الله كتاب عظيم ذلك الكتاب لا ريب فيه لا ريب اي لا شك فيه وهذا اثبات صحة هذا القرآن وانه كلام رب العالمين لا شك ولا ريب فيه وان الله قد تكلم به حقيقة هو ان جبريل سمعه من الله وان النبي عليه الصلاة والسلام سمعه من جبريل عليه السلام والصحابة سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم لا تحريف به ولا تبديل. كلام رب العالمين صفة الله ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين لا ريب فيه هدى للمتقين آآ علماء الوقف منهم من يقف على لا ريب فيقول الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب ويقف ومنهم من يقف على فيه لا ريب فيه شو الفرق بين الوقفين الفرق كبير جدا فمن قال ذلك الكتاب لا ريب ووقف ابتدأ فقال فيه هدى فيه هدى للمتقين ومن وقف على فيه صار الكلام هكذا ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى هو هدى للمتقين. فالفرق بينهما انه على الوقف الاول على لا ريب لا يكون القرآن كله هدى وانما فيه هدى فيه هدى واما على الوقف الثاني لا القرآن كله هدى ولا شك ان هذا هو الحق فالقرآن كله هدى من اوله الى اخره ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ولهذا لا يحسن الوقوف على لا ريب هنا ما يقف يقف على لا ريب فيه لا ريب فيه هدى للمتقين الهدى نوعان كما قدمنا هدى عام وهدى خاص هدى الدلالة والارشاد والبيان وهدى التوفيق فالقرآن هدى للمتقين نعم الهداية هنا هي الهداية الخاصة ليست الهداية العامة فهو هدى للمتقين يهتدون به ويعملون بما فيه لانه قال في اية اخرى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس هدى للناس وهنا قال هدى للمتقين نقول نعم هو هدى للناس هذا الهداية العامة كتاب يرشد ويدل الناس على الحق لكن هداية المتقين هي هداية التوفيق يعني العمل بما فيه ولا شك ان كل هداية التوفيق او كل هداية خاصة تسبقها الهداية العامة ولابد فمن هداه الله هداية التوفيق قد سبق ذلك ولابد هداية الارشاد والدلالة فعرف الحق ثم عمل به بعد ذلك فهو هدى للمتقين هداية التوفيق لا يوفق للعمل بما في القرآن الا المؤمنون المتقون هدى للمتقين والمتقين جمع متق وهو مأخوذ من التقوى والتقوى اصلها واقوى لكن حصل فيها ابدال واعلان تصرفت الكلمة والاصل في التقوى الستر والوقاية ولهذا يقول الشاعر عربي يصف امرأة يقول سقط النصيف ولم ترد اسقاطه فتناولته واتقتنا باليد يعني يصف امرأة بانه سقط نصيبها يعني خمارها الذي تغطي به وجهها سقط النصيف ولم ترد اسقاطه. ما تريد هي ان تكشف وجهها ولهذا يقول فتناولته واتقتنا باليد يعني غطت وجهها جعلت يدها وقاية بيننا وبينها ستر وتناولته باليدين. اذا التقوى بمعنى الوقاية فيها الوقاية ولهذا قال العلماء التقوى ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه هذه هي التقوى والتقوى شأنها عظيم يا اخوان وصية الله للاولين والاخرين كما قال جل وعلا ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله ويقول ابن العربي في احكام القرآن يقول ما تكررت كلمة بالقرآن قدر ما تكررت كلمة التقوى هي اكثر كلمة تكرر ذكرها في القرآن لاهميتها اذا التقوى لغة بمعنى الوقاية والستر واصطلاحا عبر كثير من المفسرين بان التقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي وفسرها طلق بن حبيب من التابعين قال التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله مرة اخرى يقول طلق ابن حبيب التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك او تجتنب معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب والذهبي هذا احسن ما فسرت به التقوى قول طلقة من حبيبي يقول هذا احسن ما فسرت به التقوى اذا هذه هي التقوى ان يجعل الانسان بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامر واجتناب النواهي. لكن على علم وبصيرة ما يتقي ما يتقي وما يترك على علم ما هي موافقة هكذا صدفة اه فاخص الله عز وجل المتقين هنا بانه هدى لهم لانه هم المنتفعون به لانهم هم المنتفعون. ولهذا قلنا ان الهداية هنا هي الهداية الخاصة. هداية التوفيق وقد نص على هذا جمع من اهل العلم ومنهم العلامة الامين الشنقيطي في اضواء البيان ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اه يقول مجاهد ذكر الله اصناف الناس في اول سورة البقرة فذكر المؤمنين في اربع ايات وذكر الكافرين الكفار الخلص بايتين وذكر المنافقين بثلاث عشرة اية اذا هذه الايات الاربعة الاولى هذه في المؤمنين ثم سيذكر بعدهم ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. ذكر الكفار الخلص. ثم ذكر المنافقين في ثلاثة عشرة اية مع ان المؤمنين ما ذكرهم الا باربع ايات والكفار ما ذكرهم الا بايتين قال لشدة خطر المنافقين لازم ينتبه لهم فذكر المؤمنين الخلص ثم ذكر الكفار الخلص ثم ذكر من هو بين بين يظهر الامام في الظاهر وهو في الباطن يبطن الكفر فهذه اول اية في المؤمنين قال ذلك الكتاب العربي هدى للمتقين