الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون الذين يؤمنون بالغيب هذه من صفات المؤمنين. الصفة الاولى انهم يتقون الله يجعلون بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي. فعل الطاعات واجتناب المعاصي الثانية انهم يؤمنون بالغيب والغيب ضد الشهادة يقال هذا غيب وهذه شهادة الغيب ما غاب عن ادراك الحواس ما لا يدرك بالحواس والشهادة الشيء المشاهد المرئي والغيب غيبان غيب مطلق وغيب نسبي فالغيب المطلق لا يعلمه الا الله قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله واما الغيب النسبي ما يدور في هذا المسجد بالنسبة لنا ليس غيبا الان لكن في الاماكن الاخرى بالنسبة لهم غيب لانهم لا يدرون بماذا نتكلم مثلا لكن الله جل وعلا علام الغيوب والغيب المطلق لا يعلمه الا الله الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا عالم الغيب والشهادة عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فقد يطلع بعض رسله على بعض شيء من علم الغيب كما اطلع نبيا صلى الله عليه وسلم انه سيكون كذا وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وانه سيكون في اخر الزمان كذا يفشوا الجهل والجهل ويكثر القلم العلامات التي اخبر عنها هذا من علم الغيب الذي اطلعه الله عليه لكنه لا يعلم من الغيب الا ما علمه الله ولهذا لا يجوز الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول بعض الغلاة انه يعلم الغيب ويعلم كل شيء والنبي امره الله عز وجل ان يقول في في القرآن لو كنت اعلم الغيب استكثرتم من الخير وما مسني السوء ولما فقد ناقته عند بيعة الرضوان وقت بيعة الرضوان ما يدري اين هي ذهبت ولا يدري في اي مكان حتى نزل عليه الوحي انها تعرج من شجرة كذا وكذا فلا يعلم الغيب الا ما علمه الله فلا يجوز الغلو به صلى الله عليه وسلم ولهذا قال لا تطرني كما اطرت النصارى بن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اذا من صفات المتقين انهم يؤمنون بالغيب الايمان هو التصديق عن اقرار الايمان لغة هو التصديق عن اقرار والمشهور انه يقول الايمان لغة هو التصديق وهذا القول ظعفه شيخ الاسلام ابن تيمية ورد عليه قال بل الايمان لغة هو التصديق عن اقرار. يصدق بالشيء ويقر به والا مجرد التصديق لا يلزم منه انه يؤمن به فانت الان تسمع بعظ الافعال وبعظ المنكرات وبعظ الكفر وبعظ تسمع اهل وتصدق انها وقعت لكن لا تقر بها ولا ترضى بها فالايمان لغة هو التصديق عن اقرار والايمان اصطلاحا هو ما جمع ثلاثة اركان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان هذه اركان لابد منها ان انهدم واحد منها انهدم الايمان وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب بالجنان وعمل بالاركان عمل بالجوارح ولهذا من قال انه مؤمن وهو لا يعمل هذا ليس بمؤمن فهي اركان ثلاثة لابد منها لا يقوم الايمان الا بها وقد استدلوا عليها بحديث الايمان بضع وسبعون شعبة قال فاعلاها قول لا اله الا الله هذا اعلاه قول وادناها اماطة الاذى عن الطريق هذا عمل والحياء شعبة من الايمان الحياة عمل قلبي هذي عقيدة اهل السنة والجماعة وربما بعضهم قال قول وعمل لكن الذي يقول قول وعمل لا يخالف لانهم يرون ان اعمال القلوب عمل الاعتقاد عمل يا اخوان يعقد قلبه فهو عمل فالحاصل ان السلف لا يختلفون في هذا وخالفهم خالفتهم المرجعة وغيرهم لكن السلف يقول الايمان قول واعتقاد وعمل ولابد وقد دلت عليه دلائل الكتاب والسنة آآ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة. اذا هذه من صفات المؤمنين ما هو الغيب هنا؟ نحن ذكرنا معنى الغيب لغة وهو ما لا يدرك بالحواس. لكن الغيب هنا تعددت عبارات السلف وكله حق. فمنهم من قال الايمان بالجنة والنار منهم من قال الايمان بالاخرة منهم من قال الايمان بالقدر كل هذه الاقوال منهم من قال الايمان بالقرآن منهم من قال الامام بالحياة بعد الموت والبعث والنشور وكل هذه الاقوال حق قال ابن كثير فكل هذه متقاربة في معنى واحد بان جميع هذه المذكورات من الغيب الذي يجب الايمان به اذا الايمان بالغيب الغيب ما غاب عنا اخبرنا الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم مما غاب عنا ولا ندركه بحواسنا فالجنة غيب بالنسبة لنا لا ندري حقائق ما فيها والنار غيب نعلم انها موجودة لكن لا ندري حقائق ما فيها ما يقع في الاخرة كيفية صفات الله عز وجل غيب لنا كيف غير معقول عندنا لا نعقله ما نستطيع ان نصل اليه فالحاصل ان المؤمنين يؤمنون بالغيب ولهذا اثنى الله عز وجل عليهم بهذا الوصف ولهذا السلف الصالح يقدمون النقل على العقل بينما اهل الكلام يقدمون العقل على النقل. فالسلف اذا جاءهم النص جاء القرآن او السنة قالوا سمعنا واطعنا وان كانت عقولهم ما تبلغ هذا يقول سمعنا واطعنا لانهم يؤمنون بالغيب ويقول صدق الله ورسوله اما اهل العقل يقولون لا لابد الشيء الذي لا يدل لا تدل عليه عقولنا لا نؤمن به فيقولون نثبت سبعا من الصفات العقل يدل عليها وبقية الصفات ما يدل عليها العقل تحكم العقل في النقل مع ان شيخ الاسلام يقول الواجب على العقل الواجب ان يكون العقل ان يكون العقل خادما للنقل خادما له ولا يكون اميرا عليه يكون خادما له يمشي ويسير وراء النقل مع ان شيخ الاسلام يقرر يقول العقل السليم لا يخالفنا النقل ابت العقل السليم فالحاصل انهم يؤمنون بالغيب وما غاب عنهم ولو كانوا ما علموا وما ادركوا حقيقته يسلمون لله ورسوله فهذه من صفات المؤمنين التي يمدحون عليها ويقيمون الصلاة الاقامة في اللغة تدل على الثبوت والدوام واقامة الصلاة بينها الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره بيانا جميلا يمكن حفظها فيقول اقامة الصلاة هو الاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن يقول اقامة الصلاة هو الاتيان بها خالصة لله يصلي يبتغي وجه الله في وقتها ما يقدمها عن وقتها او ينام اذا نام يفوت صلاتين ثلاث وهو نائم اذا كان مرة غلبه النوم وهو محتاط وحريص على القيام النبي صلى الله عليه وسلم يقول من نام عن صلاة او نسي فليصلها اذا ذكره لكن اذا كان هذا ديدنه يداوم دوام مثلا متأخر واذا خرج يسحب صلاتين او ثلاثة سبحان الله الله يقول ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وجبريل لما علم النبي صلى الله عليه وسلم صلى به يومين اليوم الاول في اول وقت الصلاة واليوم الثاني في اخر وقت الصلاة كما في البخاري قال يا محمد الصلاة بين هذين الوقتين اذا في وقتها مع جماعة المسلمين الصلاة في الجماعة واجبة النبي صلى الله عليه وسلم جاءه ابن ام مكتوم وابدى اعذارا كما في مسلم. قال يا رسول الله اني رجل كفيف البصر شاسع الدار ليس لي قائد يلائمني وفي غير مسلم والمدينة كثيرة الهوام والسباع اتجد لي رخصة ان اصلي في بيتي قال نعم فلما ولى الرجل ناداه اتسمع النداء قال نعم قال اجب لا اجد لك رخصة يا من من الله عليك بالبصر ما تحتاج احد يقودك من الله عليك بالامن ومن الله عليك بالطرق المعبدة المظاءة الا تتقي الله في نفسك لم لا تصلي مع الجماعة يا عبد الله ترى هذا الذي خلقنا من اجله يا اخوان وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذا من اعظم العبادات الركن الثاني بالدين الصلاة خلقنا الله من اجلها ما خلقنا من اجل ان نعمل ونفوت الصلاة لا نعمل لنستعين بالعمل على الصلاة وعلى سائر العبادات فيجب ان تؤدى في جماعة المسلمين ولهذا امر الله نبيه ان يقيمها يقيم الصلاة جماعة حتى في حال الخوف فاذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتكن طائفة منهم معك الاية في سورة النساء وامره يقسم الجيش الى طائفتين حتى في حال الخوف فكيف المسلم الامن المطمئن ان يتقي الله ويصابر نفسه مع ما اعد الله من الاجر الثواب من الاجر والثواب العظيم كما في الحديث قال صلاة الجماعة تفضل صلاة الفجر بسبع وعشرين درجة والحديث الاخر قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الرجلين ازكى من صلاة الرجل وحده وصلاة الثلاثة ازكى من صلاة الرجلين وفي الحديث الاخر صحيح يحسنه الشيخ الالباني قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربك ليعجب من الصلاة في الجمع اذا صلوا جماعة الله يعجب من صلاة المسلمين اذا صلوا جماعة ففيه اثبات العجب لله عز وجل. فالحاصل ان اقامة الصلاة التي كانوا بها خالصة لله الاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الشروط والاركان والواجبات وما تيسر من السنن هذه اقامة الصلاة فانظر في حالك اذا كنت والله تصلي لله في وقت الصلاة مع الجماعة وتأتي بشروط الصلاة التي قبلها الوضوء ستر العورة استقبال القبلة الاسلام العقل التمييز ازالة النجاسة وطهارة المكان الشروط التي بينها اهل العلم وايضا واجب الاركان تأتي باركانها الاربعة عشر واجباتها الثمانية فان هذا هو اقامة الصلاة ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ما رزقناهم يقومون قال بعض اهل العلم المراد به الزكاة وما رزقناهم منفقون يعني يخرجون زكاة اموالهم وقال بعض اهل العلم المراد بها الصدقات والنفقات نفقة الرجل على اهله والتصدق الصدقة العامة ورجح ابن جرير الطبري انها تشمل الجميع وهو الصواب ما رزقناهم ينفقون فيخرجون زكاة اموالهم وينفقون على اهليهم ويتصدقون تطوعا وابتغاء وجه الله عز وجل مما رزقهم الله ثم قال سبحانه وتعالى