ثم قال جل وعلا ان الذين كفروا سواء عليه ما انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ان الذين كفروا الكفر في اللغة المراد به الستر والتغطية كما قال لبيد في شعره قال في ليلة كفر النجوم ظلمها في ليلة كفر النجوم ظلامها. يعني في ليلة غطى النجوم ظلمة هذه الليلة بسبب المطر يصف المطر ويصف بقرة الوحش لكن هذا محل الشاهد اذا الكفر الكفر في اللغة هو التغطية والستر والكافر قيل له كافر لانه يستر ويغطي ما يجب عليه من الايمان. فيغطي هذه النعمة فيكفر كان الواجب ان يؤمن ولا يغطي هذه النعمة بل يظهرها ويؤمن بالله وينقاد لله ورسوله ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون سواء عليهم يعني يستوي في حقهم الانذار وعدمه وهذا من علم الغيب الذي اطلع الله عليه نبيه يستوي في حق هؤلاء الكفرة الانذار هو عدمه والانذار هو الاعلام بموضع المخافة فيستوي في حقهم انذارك واعلامك لهم او عدم انذار لانهم لن يؤمنوا ولهذا قال لا يؤمنون وهذا لشدة كفرهم ومعاندتهم للحق واعراضهم عنه