ثم قال جل وعلا ختم الله على قلوبهم الختم هو الطبع والاستيثاق ختم الشيء هو الطبع عليه وتوثيقه واستيثاقه فلا يدخل فيه ما ليس منه ولا يخرج منه ما كان منه ولهذا يسمى الختم على الرسائل ختم الرسالة طبع الرسالة توثيقا لها فكذلك هؤلاء ختم الله على قلوبهم غطى على قلوبهم وطبع عليها فلا يصل فلا يصلها الايمان وما ظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون اعرضوا عن الحق وكفروا وغطوا نعمة الله وغطوا الايمان واستبدلوه بالكفر ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ايضا. ختم على القلوب فلا يصل اليها الهدى والخير وختم على اسماعهم ايضا وطبع عليها فلا يصل اليه الخير وعلى ابصارهم غشاوة غط ابصارهم واعينهم بغشاوة نشاور وغطاء يحول بينه وبين ابصار الحق ورؤيته ومعرفته على حقيقته فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم هؤلاء الذين كفروا الذين سبق ذكرهم لهم عذاب عظيم عند الله جل وعلا والذي يخبر انه عذاب عذاب عظيم هو الله العظيم فهو والله العذاب العظيم الذي لا يقادر قدره ولا يعرف احدا قدره الان الا الامام بظواهر النصوص لكن حقيقته وما فيها من النكال والخزي والعذاب والسلاسل والاغلال لا يعلم حقيقته الا الله جل وعلا اذا ذكر الله الكفار في ايتين لانهم كفار خلاص وذكر المؤمنون في اربع ايات