ثم بدأ بذكر المنافقين فذكرهم في ثلاثة عشرة اية وهذا لخطر المنافقين لان النفاق مأخوذ من نافق اليربوع والعامة يقولون الجربوع بل هي لغة تميم لان العرب احيانا يجعلون الجيم يا ان والعكس ولعل اهل الكويت يقولون هذا ريال اي نعم هذا موجود اه في لغة العرب الربوع والجربوع وهو معروف عند كثير منكم اه من اخطر الحيوانات في اخفاء امره له قاصوعة وله نافقا العمى يقول من طاقة نعم فيدخل ويرقق هذا المخرج النافق بحيث اذا احس من الخطر خرج معها. فهو له مدخل معين. لكن خروجه اذا جاءت الازمات يخرج من جهة اخرى فكذلك المنافق مدخله مع المسلمين مع اهل الاسلام ظاهره يؤمن بالله ولكن حقيقته اذا جاءت الازمات خرج على حقيقته وكفر بالله عز وجل فقير المنافق منافق بسبب ذلك والنفاق لم يقع الا في المدينة بعد غزوة بدر قال عبدالله بن ابي المنافر لما نصر الله النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في غزوة بدر قال اني ارى هذا الامر قد توجه فاظهر الاسلام وهو على الكفر ولهذا الايات التي فيها ذكر النفاق هي مدنية النفاق ما وجد الا في المدينة بعد السنة الثانية بعد ما معركة بدو والا قبل معركة بدر الذي يريد يبقى على كفره يبقى على كفره وربما كانت الغلبة للكفار فالحاصل ان النفاق امره خطير والنفاق نفاقان نفاق اعتقادي وهو المراد في هذه الايات ونفاق عملي يكذب يفجر في الخصومة يخلف الوعد هذا نفاق عملي لكن ليس كفر اما النفاق الاعتقادي يعقد قلبه على الكفر بالله وعدم الايمان بالرسول وان كان يظهر هذا بلسانه هذا نفاق اعتقادي يصاحبه كافر مخلد في النار ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. وهم المعنيون هنا ومن الناس من هنا للتبعيض من بعض الناس من يقول امنا بالله بالسنتهم يقول امنا بالله وامنا باليوم الاخر واليوم الاخر نراد به القيامة وقيل له الاخر لانه يقابل الدنيا. الدنيا والاخرة الدنيا من الدنو والقرب التي نحن فيها. والاخرة من التأخر كذلك اليوم الاخر من التأخر متأخر ليس هو مثل هذه الايام فهم يعلنون الايمان بالله والايمان باليوم الاخر. وكثيرا ما يقرن الله عز وجل بين الايمان به والايمان باليوم الاخر لان الايمان به يحمل على الاخلاص والايمان باليوم الاخر يحمل على الاستعداد لذلك اليوم. واصلاح العمل وما هم بمؤمنين هذا حكم الله عليهم واخباره عنهم تكذيب لهم وهو العليم بذات الصدور. في الحقيقة ما هم بمؤمنين خابوا وخسروا يخادعون الله والذين امنوا في هذا القول الذي يظهرونه يفعلونه من باب المخادعة وهو ان يظهروا امرا ليخدعوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وهم يبطنون غيره ويسرنا ويسرون غيره يخادعون الله آآ يخادعون الله اي يعملون عمل المخادع معه. والا في الحقيقة هم لا يخدعون الله لان الله يعلم السر واخفى لكن يقومون بعمل المخادع وهو الذي يظهر شيئا وهو يبطن غيره وهذا من جهلهم وقلة ايمانهم ولهذا قال الله عز وجل وما يخدعون الا انفسهم بالحقيقة خدعهم وعاقبته راجعة عليهم فان الله عز وجل لا يخفى عليه شيء والمؤمنون يأخذونهم بظواهرهم في الدنيا ولكن في الاخرة هذا الخداع الذي عملوه في الدنيا يكون عليهم خزيا وعارا ونكالا يوم القيامة وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون الشعور هو الاحساس الشعور هو الاحساس وهذا من اعظم الخذلان احيانا الانسان يكون في خطأ في علم واحيانا ما يعلم. يقول الله جل وعلا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. الشعور هو الاحساس بالشيء وادراكه ولهذا من خذلان الله لهم انهم يخادعون انفسهم فيوقعونها في الهلاك وبهذا العمل يصيرونها الى النار والى العذاب الاليم وما يشعرون ما يحسون وهذا من اعظم الخذلان لان الانسان اذا شعر بخطئه وشعر بخطر ما هو فيه واحس به فانه يسعى للخلاص منه لكن هؤلاء لا يشعرون فيبقون على ما هم فيه يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. هل يوصف الله عز وجل بالمخادعة نعم نقول يا اخوان ان صفات الله جل وعلا قسمان من حيث دلالتها في اللغة العربية. فمنها ما يدل على الكمال المطلق دائما وابدا كالعزيز والحكيم والعليم والقدير ومنها ما يدل على الكمال وضده فهذا اما الاول فيثبت لله عز وجل مطلقا واما ما يدل على الكمال احيانا وعلى ضده احيانا فهذا لا يوصف الله لا يوصف الله به الا على سبيل التقييد والمجازاة يخادعون الله وهو قادعون انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم فهذا يوصف على سبيل المقابلة والمجازات لان مجازئة المخادع كمال لكن ان يبتدأ المخادعة لا الله منزه عن هذا قال جل وعلا في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا في قلوبهم مرض. قال العلماء اي شك بقلوبهم شك من الدين من صحته فزادهم الله مرضا زادهم شكا الى شكهم بسبب اعمالهم يا اخوان ولهذا الجزاء من جنس العمل هنا قال في قلوبهم مرضا فزادهم مرظا وعن المؤمنين قال والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ولهذا احرص على العمل الصالح فان الحسنة تنادي باختها. واحذر من السيئة فانها تنادي باختها وهذا جزاءه وفاقا من الله عز وجل. ففي قلوبهم شك فزادهم الله شكا الى شكهم. ورجسا الى رجسهم ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون لهم عذاب اليم. اليم بمعنى مؤلم لهم عذاب مؤلم شديد الالم موجع بما كانوا يكذبون الباء للسببية بسبب وما مصدرية او موصولة والاظهر انها مصدرية بسبب كذبهم فاحذر من الكذب والتكذيب يا عبد الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين الصدق يهدي الى البر والبر يهدي الى الجنة ولهذا ما ظلمهم الله فما حصل لهم من زيادة المرض بسبب كذبهم واعمالهم. الجزاء من جنس العمل