واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون والدليل ان اهل الحق لابد ان يأمروا المنافقين والمفسدين لابد يأمروهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر لان الافساد اذا ورد في القرآن فالمراد به العمل بالمعاصي لا تفسدوا في الارض يعني لا تعملوا فيها بالمعاصي فالمؤمنون يأمرونهم وينهونهم فيقولون لهم لا تفسدوا في الارض لا تعملوا فيها بالذنوب والمعاصي قالوا انما نحن مصلحون نحن نسعى بالاصلاح ونصلح الارض ونعمل الاعمال التي تصلح الارض واهل الارض وهكذا اهل الشر واهل النفاق في كل زمان يقولون الاصلاح نريد الاصلاح ما هو الاصلاح؟ هدم الاسلام خلط النساء بالرجال آآ اخراج النساء من بيتهن يقولون هذا اصلاح هذي حذية من حقها المرة مظلومة لابد نصلحها والاعمال التي يعملونها لا يقولون عنها ترى هذا فساد الذي نعمله ترى نريد هدم الاسلام يقول نحن مصلحون الاصلاح الذي نقوم به ولكن العبرة ليست بالدعاوى العبرة بالحقائق ولهذا كذبهم الله فقال الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعر هذا حكم الله الذي هو الحق الذي لا مرية فيه فحكم الله عليهم بانهم المفسدون فالمنافقون الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر ويعملون الاعمال التي تهدم الاسلام وتضاد الاسلام هم المفسدون حقا ولو قالوا ما قالوا من عبارات من عبارات التزكية ودعوى انهم يريدون الخير ويريدون رفع الظلم وما شابه ذلك في الحقيقة هم المفسدون وهذا حكم الله من فوق سبع سماوات وهو حكم مؤكد بالا التي هي للتنبيه وبضمير الفصل هم وبالة تعريف المفسدون ما قال الا انهم مفسدون. قال الا انهم هم المفسدون وهذا فيه تنفير من النفاق واعمال النفاق ولكن لا يشعرون لا يحسون لانهم لو احسوا لسعوا بالتخلص من هذه البلية وهذا الشر ثم قال سبحانه وتعالى واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء هذه عادتهم اذا قيل لهم امنوا كما امن الناس. يعني كما امن المؤمنون المهاجرون والانصار وهذا فيه دليل على انه يجوز اطلاق اللفظ يراد به العموم وهو يراد به الخصوص قال الناس ما هو كل الناس امنوا في ذلك الزمان امل المهاجرون والانصار لكن اكثر القبائل كانت على غير الاسلام قال فاذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء والسفهاء السفه باللغة هو الخفة والرقة والسفهاء هم الذين يرتكبون الاعمال التي تدل على ضعف في العقل والدين ونحو ذلك وهذا دليل على خبث طويتهم فاذا دعي الى الايمان قالوا نؤمن مثل هؤلاء السفهاء دليل على بغضهم لاهل الحق وطعنهم في اهل الحق ووصفهم بالاوصاف الذميمة هذي عادتهم قديما وحديثا انؤمن كما امن السفهاء وهذا استفهام انكار يقولونه لكن هنيئا لمن يدافع الله عنهم قال الله الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون والله ان هؤلاء الذين يظهرون الاسلام ويبطنوا الكفر هم السفهاء حقا بقول رب العالمين. واكده بالا الدال التي للتنبيه وهم الذي هو ضمير الفصل وللتعريف في السفهاء. وقال الا انهم هم السفهاء فالمنافقون هم السفهاء الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر هم السهاء حقا ولكن لا يعلمون لضعفهم ولاعراضهم عن الحق لا يعلمون انهم هم السفهاء وهم الضالون غط الشيطان على قلوبهم وعلى ابصارهم. ثم قال جل وعلا واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معك اذا لقوا الذين امنوا والتقوا بهم واجتمعوا بهم قالوا انا معكم نحن مؤمنون معكم على الايمان بل كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويخرجون للغزوات معهم قالوا انا معكم اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا قالوا امنا تظهر الايمان. واذا خلوا الى شياطينهم يعني ذهبوا وانفردوا بشياطينهم والشياطين هنا المراد به رؤساؤهم رؤساؤهم في الكفر واسيادهم من المنافقين ومن اليهود لان المنافقين كان علاقتهم باليهود وكانوا معهم ومع اهل الشر واهل الكفر ضد الاسلام وهم يظهرون انهم من من اهل الاسلام ويقول امنا اذا لقوه. لكن حقيقتهم لهم خاصة شياطين رؤوس يرجعون اليهم فاذا رجعوا الى رؤوسهم صرحوا بعقيدتهم. قالوا ان معكم انما نحن مستهزئون الحقيقة نحن معكم نعم ولذلك المنافق كافر في الباطن وان كان بالظاهر مسلم والله عز وجل امر نبيه ان يأخذهم بالظاهر. وهكذا نحن امتهم بعديه يأخذونهم بالظاهر ويعاملونهم على ما يظهر منهم ويوم القيامة تتجلى الامور على حقائقها الا انهم قالوا ان معكم انما نحن مستهزئون. لما نقول امنا اذا لقيناهم نستهزئ بهم. نسخر بهم نسخر بالنبي. ونسخر باصحابه لانهم يقبلون منا هكذا يا اخوان بعظ الناس لما يراك يريدك تأخذ الناس بكل شيء ويقول رأى منك تسامح تأخذ الناس بالظاهر يقول انت ضعيف انت يضحكون عليك هذا منهج يا اخي هذا منهج ان تأخذه بما اظهر وتكل امره الى الله لكن اذا صدر منه خطأ او مخالفة ترد عليها تبين الحق ولهذا قالوا انما نحن مستهزئون قال الله عز وجل الله يستهزئ بهم الله يسخر بهم ومن استهزاء الله بهم انه اشعرهم بالامان في الدنيا فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مؤاخذتهم وامر المؤمنين ان يعاملونهم بما ظهر وفي الحقيقة هذا لا ينجيهم عند الله يوم القيامة يجدون جزاءهم هذا من استهزاء الله بهم ومن استهزائه بهم ما جاء في سورة الحديد قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فيرجعون يلتمسون النور فاذا رجعوا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب هذا من استهزاء الله عز وجل بهم يوم القيامة وفيه ما سبق ان الله عز وجل يوصف بالاستهزاء على سبيل التقييد والمجازاة لا على سبيل الاطلاق مستهزئون بالمستهزئين اه الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. يمدهم يعني يزيدهم يزيدهم في طغيانهم ومنه قوله جل وعلا والبحر يمده من بعده سبعة ابحر يعني يزيده يمدهم في طغيانهم. الطغيان هو مجاوزة الحد الى ما لا يحل هذا هو الاصل. انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية يعني لما زاد الماء عن حده حملناكم في السفينة وكذلك في طغيانهم يعني في كفرهم وضلالهم يعمهون العمه هو التحير فيتركهم في ظلالهم يتحيرون ويترددون لا يخرجون من هذا الضلال وهذا من استهزاء الله بهم يرون انهم على حق وانهم فعلوا وانهم نجحوا وانهم فعلوا فعلا خدعوا فيه الجميع والله جل وعلا خادعهم ومستهزئ بهم الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ثم قال جل وعلا اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى اولئك اسم اشارة دالة على البعيد لكن يدل على بعد مكانة المنافقين في الشر قد بلغوا مكانة بعيدة نعوذ بالله ولذلك هم في الدرك الاسفل تحت عبدة الاصنام يوم القيامة اولئك الذين اشتروا الظلالة بالهدى الاصل في الاشتراء هو الاستبدال الاصل في لفظ الاشتراء هو الاستبدال مثل هذا اللفظ اذا جاء اشترى كذا بكذا الباء دائما تدخل على المتروك استبدل الضلالة بالهدى الباء تدخل على المتروك. الشيء الذي ترك وليس الشيء الذي اخذوه وهذه قاعدة عامة. فهنا اشتروا الضلالة بالهدى. ما الذي اشتروه؟ ما الذي اخذوه؟ وما الذي تركوه اخذوا الضلالة واشتروها واستبدلوا الايمان والهدى استبدلوه بالظلالة فاخذوا الظلالة وظلوا وتركوا الهدى اشتروا الضلالة بالهدى ولفظ اشترى تأتي من من الاضداد تأتي بشرى اخذ الشيخ وتأتي بمعنى باع كما هو مقرر اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم. نعم تجارتهم خاسرة اعظم الخسار اي والله من اشترى الضلالة وضمها اليه وصار من اهلها وعمل بها وباع الهدى والايمان وتركه لم تربح تجارته بل تجارته كاسدة وما كانوا مهتدين وهذا حكم من الله عز وجل فقد خابوا وخسروا في شرائهم وفيما يزعمون انه تجارة وانهم افلحوا بها والله ما ربحت بل خسرت ووكست وما كانوا مهتدين بل كانوا ضلالا كفارا بذلك ثم قال جل وعلا ختم الله من قال