يقول الله جل وعلا وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ان كنتم ايها الناس والمراد كفار قريش الذين انزل الله عز وجل عليهم القرآن انزل القرآن على نبيه فارتابوا وشكوا وجحدوا فقال جل وعلا وان كنتم في ريب اي في شك مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله طيب ما مناسبة هذه الاية لما قبلها؟ علم المناسبات الحقيقة انه علم شريف لكن الناس فيه طرفان ووسط فمنهم من اسهب وكل اية يذكر لها مناسبة ومنهم من اعرض عن المناسبات ومنهم من اذا ظهرت المناسبة قال بها وهكذا ينبغي ان يكون المناسبات علم المناسبات كالملح في الطعام ولهذا ابن كثير ذكر مناسبة قيمة هنا قال في الاية في الايتين السابقتين قرر التوحيد قرر افراده بالعبادة ثم في هذه الاية قرر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا معنى الشهادتين اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالاية الاية التي مرت يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذه وان كنت في ريب مما نزلنا على عبدنا وهو النبي صلى الله عليه وسلم هي اثبات نبوته وان الله انزل عليه الكتاب وانه رسول من عند الله فاتوا بسورة من مثله فاتوا بسورة من مثله من مثل ما انزلنا على عبدنا بمثل القرآن ولهذا الله عز وجل في جعل اية النبي صلى الله عليه وسلم واعظم اياته انزال القرآن عليه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ما من نبي الا اعطاه اعطاه الله ما على متنه ما على مثله امن البشر وكان الذي اعطيته وحيا يوحى او الذي اوتيته وحيا يوحى. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة ما من نبي الا بعثه الله بعثه الله الا اعطاه اية. اعطى موسى العصا اعطى عيسى ابراء الاكمه والابرص ما من نبي الا اعطاه الله اية اذا بعثه حتى تكون دليلا مقنعا على انه رسول من رب العالمين معجزة النبي صلى الله عليه وسلم اتاه الله القرآن وحي يوحى محفوظ بحفظ الله في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يرفع الله القرآن في اخر الزمان ثم قال وارجو ان اكون اكثرهم تابعا لان معجزته باقية لا تنتهي بوفاته صلى الله عليه وسلم الانبياء السابقون اذا توفاه الله عز وجل انتهت معجزته معه اما نبينا صلى الله عليه وسلم معجزته في حياته وبعد موته ولا يزال الى اليوم من يؤمن بالله عز وجل حينما يقرأ تفسير القرآن وبيان القرآن ولهذا ثبت في الصحيحين آآ ثبت عند الترمذي بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الجنة مئة وعشرون صفا وانتم توفون ثمانين صفا يعني الثلثان ثلث اهل الجنة من امة النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الاخر قال اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة وفي الحديث الاخر يقول خيرت بين ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئا وهذا من شفقته على امته. فاختار الشفاعة فيدخل ثلثي الجنة ثلثا الجنة كلهم من امة النبي صلى الله عليه وسلم. وبقية الامم ثلث واحد هذا فضل الله عز وجل على هذه الامة وعلى نبيها بفضله جل وعلا وهذا ايضا بسبب هذا القرآن العظيم كلام الله المعجز الذي لا يزال الناس ينتظرون به لانذركم به ومن بلغ الى الان ولا يزال هناك من يسمع القرآن او تفسيره فيؤمن ويدخل في الاسلام والحمد لله على ذلك قال جل وعلا ثم ابن كثير وغيره ذكروا ان الله عز وجل تحدى اولا كفار قريش بان يأتوا بمثل القرآن كاملا اتوا بقرآن كامل كما في قوله جل وعلا قل لئن اجتمعت الانس نعم اه قال فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين هذا في سورة الطور فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين بحديث مثله يعني مثل القرآن كامل ثم تحداهم بعشر ايات فقط فقال قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات فعجزوا طالبهم بان يأتوا مثل القرآن كامل فما استطاعوا ثم طالبهم ان يأتوا بعشر ايات فما استطاعوا. ثم طالبهم بان يأتوا باية واحدة فاتوا بسورة من مثله هذا كله بمكة فما استطاعوا واعاد التحدي في المدينة ايضا سورة البقرة سورة مدنية طيب فليأتوا بسورة مثلي سورة واحدة واقل ما يحصل به ثلاث ايات سورة الكوثر ما يستطيعون ان يأتوا بمثله ولو بقدر سورة الكوثر الكوثر لانه كلام رب العالمين مع انهم كانوا حريصين على ان يأتوا بمثله وعلى ان يعني يغلب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ما استطاعوا لانه معجز ولهذا قال باية اخرى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرة لو تعاون الجن والانس والله لن يأتوا بمثل هذا القرآن قال جل وعلا وان كنت في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله اي من مثل ما انزلنا من مثل القرآن وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين الشاهد هو الذي يشهد لغيره بما يحقق دعواه هذا هو الاصل الشاهد من يشهد لغيره بما يحقق دعواه. فقال الله عز وجل فاتوا بشهدائكم. يعني باعوانكم واخوانكم واصحابكم ومن يريدوا نصرتكم فادعوا وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين. ادعوا شهداءكم كلهم على ان يعينوكم ويأتوا بسورة واحدة. تعاونوا معهم على ان تأتوا بسورة واحدة ولن تفعلوا ان كنتم صادقين وهذا في غاية التحدي اذا اردت تلزم رجل تقول افعل كذا ان كنت صادق هذا زيادة حث لهم ليستفرغوا جهدهم لانهم ما يستطيعون وزيادة اعجاز وتأجيز لهم ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فان لم تفعلوا هذا شرط تقديره كلام؟ ان لم تفعلوا فاتقوا النار ان لم تأتوا بسورة من مثله فاتقوا النار فان الذي زعم انه يأتي مثل قرآن ولن ولم يأتي ولم يؤمن به فان مصيره النار وقال ميئسا لهم فان لم تفعلوا ولن تفعلوا ولن هو للتأبيد لن تفعلوا لن تأتوا بسورة من مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والهيار. اتقوا اجعلوا بينكم وبين النار وقاية بماذا؟ بالايمان بهذا القرآن واتباعه والعمل بما فيه والا ان لم تؤمنوا به ولم تتبعوا ما فيه فالنار امامكم تتوقد بكم وهذا امر ملزم فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة الوقود بالفتح هو الحطب الحطب الذي يوضع في النار وهو ما يلقى في النار لاظرامها ولاشتعالها فنار القيامة وقودها الناس والحجارة الناس الكفار والحجارة قال بعض المفسرين هي حجارة الاصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله وقال ابن مسعود هي حجارة الكبريت هي حجارة الكبريت حجارة من كبريت والكبريت نوع من الاحجار ومنه الكبريت الذي نستخدمه الان الذي يشعل به النار اول ما تشعله يشتعل بسرعة هذا من حجارة الكبريت وهذا قول ابن مسعود وجمع من من السلف قالوا لان حجارة الكبريت تختلف عن غيرها بامور عن بقية الحجارة بامور منها سرعة التوقد سرعة الايقاد ولهذا مجرد ما تأخذ الكبريت نضعه وهكذا يشتغل مباشرة هي سرعة التوقد منها نتن الرائحة رائحته كريهة منها كثرة الدخان منها شدة الالتصاق بالبدن نعوذ بالله احيانا تطير شظية من الكبريت تصيب يدك في اقل من ثانية وان تزيلها تحرق بدنك وتلصق به قال قالوا ومنها قسوة حرها اذا حميت شدة حرارتها وقد يعني ترى هذا ابن جرير الطبري واختاره القرطبي ومال اليه ابن كثير ولا شك انهم ان النار وقودها الناس والحجارة ايجارة الكبريت او كذلك الاصنام التي كانت تعبد والله على كل شيء قدير اعدت للكافرين اعدت يعني هذه النار اعدت يعني هيئت وارصدت للكافرين بالله عز وجل الذين كفروا بالله عز وجل وهذه الاية دليل على وجود النار وان النار موجودة الان والجنة موجودة وقد انكرت المعتزلة ذلك وقالوا يخلقهم الله يوم القيامة ثم تفنيان وعقيدة اهل السنة والجماعة انهما مخلوقتان قد خلقهما الله ولكن لا تفنيان مع انهما مخلوقتان واستدلوا بهذه الاية وقالوا دلت عليه السنة ومنه الذي الحديث الذي في الصحيحين تحاجت الجنة والنار فقالت الجنة انما يدخلني الضعفاء وقالت النار انما يدخلني المتكبرون فقال الله عز وجل للنار انت عذابي اعذب بك من اشاء والجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء فالمحاجة تكون من شيء موجود ما هو شيء لم لم يوجد بعد وايظا في الحديث في البخاري وغيره ان النار اشتكت الى الله وقالت يا ربي اكل بعضي بعضا فاذن لها في نفسين فاشد ما تجدون في الشتاء فمن زمهرير جهنم لان جهنم نعوذ بالله فيها البرد الشديد الزمهرير وفيها الحر الشديد واشد ما تجدون في الصيف فمن حر جهنم نعوذ بالله او من سموم جهنم فهما موجودتان هذي عقيدة اهل السنة والجماعة