وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات. ايضا القرآن وصفه الله عز وجل بانه مثاني مثاني يعني يأتي بالشيء ثم يثني بظده. يتحدث عن شيء ثم يثني بالحديث عن ضده فهنا ذكر النار ذكر اهل النار وذكر ما اعده لهم من العذاب ثم ثنى بعد ذلك بذكر المؤمنين وما اعده لهم من من الثواب ولهذا في الايتين السابقتين ذكر النار واهل النار بهذه الاية ذكر المؤمنين قال وبشر الذين امنوا والبشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه هذا الاصل في البشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه والاعم الاغلب انه بالخير. البشارة تكون بالخير وقد تكون بالشر على قلة كما قال جل وعلا فبشرهم بعذاب اليم بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما فتأتي بالشر احيانا ويدل عليها السياق. ولا الاصل في البشارة انها في الخير قال وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات الذين امنوا يعني صدقوا واقروا وهذا يشمل جميع ما امر الله به من الايمان ومنه اركان الايمان الستة ما امر الله به ورسوله وعملوا الصالحات وهذا دليل لمذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان لابد فيه من العمل العمل ركن في الايمان قول واعتقاد وعمل ولهذا قال وعملوا الصالحات والصالحات كل عمل اجتمع فيه شرطا الاخلاص فيه لله والمتابعة فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لابد ان يؤديه صاحبه لله خالصا وان يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه متابعا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار بشرهم بان لهم جنات والجنات جمع جنة والاصل في الجنة هي البستان والجنات البساتين كثيرة الاشجار التي قد تداخلت اغصانها وقيل للبستان جنة لانه يجن ويستر ما بداخله فلا يرائي فلا يرى لكثرة اشجارها واغصانها وهنا قال جنات فنقول وجاء في بعض الاحاديث جنة بعض الايات جنة واحدة وبعضها جنات نقول نعم لا تعارض بين هذه الاية الاتيان بالجنة على انها اسم جنس المراد بها الدار التي اعدها الله لمن اطاعه ولكن هذه الجنة بداخلها جنان كثيرة للرجل الواحد فيها من الجنان ما لا يحصيه الا الله ولهذا في الحديث الذي في البخاري ومسلم ان اخر رجل يخرجه الله عز وجل من النار ويدخله الجنة يدخل الجنة وقد اخذ اهل الجنة منازلهم فيقول الله عز وجل له تمنى تمنى يتمنى ويذكره الله حتى تنقطع به الاماني تمنى كذا تمنى كذا تمنى هذا اخر رجل يدخل الجنة وهو اخر رجل خرج من النار ثم يقول الله عز وجل ايرضيك ان اعطيك مثل الدنيا مثل الدنيا من لدن ادم الى قيام الساعة ثم ذكر الحديث فيه قال لك الدنيا وظعفها وظعفها وظعفها الى ان قال عشرة اظعافها هذا اخر رجل يدخل الجنة له عشرة اضعاف الدنيا ملك عظيم يا اخوان ما هو بيومنا هذا الدنيا في ايامنا هذه من لدن ادم الى قيام الساعة ولهذا لهم فيها جنات كثيرة ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار يقول علماء القراءات ان الوقوف على تجري وقف قبيح لانه اذا قال جنات تجري يشعر بان الجنات تجري لأ والجنات لأ المراد ان تجري من تحتها الانهار فالتي تجري هي الانهار ومعنى تجري من تحتها الانهار يعني من تحت اشجارها من تحت اشجارها كما قال المفسرون وانهار الجنة ليست كانهار الدنيا بل كما اخبر الله عز وجل في اية اخرى مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اس الاسنة الى المتغيب المتغير بطول مكثه لا من ماء غير اس غير متغيب وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين ليست كخمر الدنيا شديدة المرارة لكن يصبر عليها اصحابها لتحصل لهم لذة بعد ذلك لا خمر الاخرة لذة للشاربين. في اولها واخرها في اول امرها واخرها وانهار من عسل مصفى ما هو بعسل مصفى ونهر الناس الان كم يجدون الكيلو الواحد من العسل اذا كان من الانواع الجيدة هذه انهار مطردة بهذا الجنة سلعة الله وسلعة الله غالية فيحتاج انسان ان يشمل لها وان يستعين بالله على ذلك والحمد لله ان الله جل وعلا لا لم يكلفنا الا ما نستطيع لا يكلف الله نفسا الا وسعها اه ولهذا الانسان يقبل على الله عز وجل ويبشر لا يستكثر العمل وانه ما يستطيع يقوم العمل وانها شاق عليه وانه كثير وانه وانه قد لا يصل بهذا العمل للجنة نقول اصلا لا يدخل الجنة احد بعمله لكن برحمة الله عز وجل ولكن هناك اسباب ولهذا لما جاء كما في البخاري رجل من جهة نجد يسمعون صوت دوي صوته ولا يفقهون ما يقول ورأسه منفوش واذا هو يسأل النبي لما جاء واذا هو يسأل النبي ماذا يجب علي واذا الرجل مسلم وقال الصلوات الخمس قال هل علي غيرها؟ قال لا قال ثم ماذا؟ قال الصدقة قال هل اي غيرها؟ زكاة قال لا الا ان تطوع قال ثم ماذا؟ قال الصيام قال هل علي غيره؟ صيام شهر رمضان؟ قال لا الا ان تطوع ثم قال والله لا ازيد على هذا ولا انقص رجل موحد يصلي الصلوات الخمس يزكي ماله اذا كان عنده ما تجب فيه الزكاة ويصوم شهر رمضان قال والله لا ازيد على هذا ولا انقص ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة ان صدق وصدقة التزم بهذا دخل الجنة الانسان احيانا يأتيه الشيطان يقول صحيح ان الانسان لكن كثير كثير العمل يا اخي ما ما تستطيع هذا هذا من تلبيس الشيطان ولهذا الصحابة قال نحن المشمرون لها. قال قولوا ان شاء الله شمر الانسان يجتهد ويستعين بالله عز وجل ويرجو ودخول الجنة ما هو بالعمل برحمة ارحم الراحمين لكن الله جل وعلا جوده وكرمه جعل هذه الاعمال التي لا تساوي الجنة جعلها سببا لدخول الجنة برحمته سبحانه وتعالى وقال كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل. كلما رزقوا اطعموا واعطوا فيها رزقا. يأتيهم فيها رزقهم صباحا ومساء قالوا هذا الذي رزق من ثمرة من ثمار الجنة والجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قالوا هذا الذي رزقنا من قبل قال بعض المفسرين هذا الذي رزقناه من قبل يعني في الدنيا واكثر المفسرين على ان الذي رزقناه من قبل يعني قبل هذه المرة بالامس او الذي قبله. وهذا هو الصواب لأنه ما في قياس ولا مقارنة بين ما في الجنة وما في الدنيا كما قال ابن عباس ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء الذي تراه من طعام لا يساوي شيئا مع ما في الجنة لان تلك دار النعيم والمراد من قبل يعني من قبل هذا وهذا سبحان الله ابلغ ان تأتيك تمرة او فاكهة بنفس الثمرة التي تعرفها ورأيتها من قبل وذقتها من قبل فاذا ذقتها واذا طعمها مختلف عما كان سابقا هذا يكون فيه زيادة اعجاب الانسان اذا اعجب يكون هذا ادعى الى التلذذ يكون ادعى الى تلذذه يكون ادعى تلذذه بهذا الشيء ولهذا قال جل وعلا واتوا به متشابها يشبه بعضه بعضا في اللون والطعم مختلف فيشبه بعضه بعضا في لونه ولكن الطعم مختلف لان الجنة لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد دار الخلد قال واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة ولهم في الجنة ازواج ازواج زوجته في الدنيا او زوجاته في الدنيا اذا كن مؤمنات وكلهن دخلوا الجنة يكن ازواجه في الاخرة وكذلك يزوجهم الله عز وجل من الحور العين ولكن هذه الازواج مطهرة مطهرة من الحيض والنفاس والبزاق والنخامة وكل نقص في نساء الدنيا فهن نساء كاملات دليل على كمال الجنة وازواج مطهرة وهم فيها خالدون هذه نعمة فوق النعم التي قبلها وقد جاء باية اخرى خالدين فيها ابدا وهذا والله هو قرة العين فالانسان الان في الدنيا اذا كان بشيء تتلذذ نفسه بين اقاربه بين اخوانه مرتاح معهم جدا لكن اذا تذكر انه سيفارقهم يحزن فاهل الجنة خالدين فيها ابدا ما يرد عليهم هذا الحزن اصلا لانهم باقون فيها ابد الاباد ما ينتهي هذا النعيم ولا يأتي يوم ينقطع ولا ينقص ولا يضعف لا هم في مزيد من النعيم سبحان الله