يقول الله جل وعلا يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوفوا بعهدكم واياي فارحبون وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياته ثمنا قليلا واياي فاتقون يا بني اسرائيل اسرائيل هو يعقوب هو يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليه السلام قيل ان اسمه يعقوب واسرائيل لقب له وقيل بل له اسمان يسمى باسرائيل ويسمى بيعقوب ولا شك انه يقال له اسرائيل ويقال له يعقوب وبنوه ذريته والخطاب هذا وهذا الخطاب في هذه الاية لليهود في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم وهذا سائغ دائع في كلام العرب ان ينادى الناس باسم ابيهم الاعلى كما يقال يا بني ادم ينسب الناس الى ادم يا بني اسرائيل فالمراد بهم اليهود في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم. واسرائيل يقولون انه باللغة العبرية كسرى بمعنى عبد وايل بمعنى الله اي عبد الله ولهذا يقال جبرائيل اسرافيل ميكائيل يقول ايل بمعنى الله باللغة العبرية على كل حال اسرائيل هو يعقوب يعقوب له اثنى عشر ولدا كما في قول يوسف اني رأيت احد عشر كوكبا وهم اخوته والثاني عشر ولهذا بنو اسرائيل هم الاسباط اولاد يعقوب اولاد اسرائيل كل رجل منهم صار له عقد وصارت امة فالسبق في لغة السبط يقابل الفخد عند العرب. وبعضهم قال السبط يقابل القبيلة العرب يقولون قبيلة في بني اسرائيل يقال سبت يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وخص اسرائيل بالذكر آآ من باب تهييجهم وحثهم على فعل الحق كانه يقول يا بني النبي اسرائيل يا بني النبي الكريم امنوا قال ابن كثير كما تقول للرجل الذي تريد منه ان يكرم او يقاتل تقول يا ابن الشجاع يعني انت من الشجاع اقدم يا ابن الكريم اكرم وكذلك يا بني اسرائيل يعني يا بني ذلك النبي العظيم الصالح امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو من باب الحث لهم والتهييج لهم على ان يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به قال يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وقد انعم الله على بني اسرائيل نعما عظيمة منها انه جعل فيهم الانبياء والرسل وجعل فيهم الملوك وفظلهم على عالم زمانهم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء اذا مات نبي خالفه نبي ولهذا يقول العلماء ان العلماء في زماننا يقومون مقام الانبياء في بني اسرائيل لانه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه واله وسلم فالحاصل ان الله قد انعم عليهم نعما عظيمة ومن اعظمها نعمة النبوة ونعمة الملك قال جل وعلا يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم ولا شك ان نتذكر الانسان بالنعمة التي انعم الله بها عليه انه يدفعه الى شكرها وكلما كانت النعمة عليك اعظم كلما كان داء الاستجابة والانابة والعمل الصالح اقوى واوفوا بعهدي والعهد هو الميثاق وعهدي يعني العهد الذي اخذته عليكم وقد اخذ الله عليهم الايمان بالرسل واتباع الحق امرهم واخذ عليهم العهد بالميثاق ان يؤمنوا ان يؤمنوا وان يعملوا بالحق وان ينصروا الرسل ولهذا اخذ الله عليهم العهد والميثاق ان يؤمنوا ان يؤمنوا بنبينا صلى الله عليه وسلم اذا بعث وان يتبعوه واوفوا بعهدي الذي اخذته عليكم وهو اداء ما افترضته عليكم اوفي بعهدكم اوفي لكم بالعهد الذي شرطته على نفسي وهو اثابتكم واعظام الاجر والثواب لكم وادخال الجنة فاوفوا بالعهد اوفوا بعهدكم اوفوا بالعهد الذي اخذته عليكم وهو الايمان واداء الفرائض اوفي لكم ما وعدتكم من الثواب والجزاء اذا فعلتم ذلك واياي فارهبون الرهبة هي نوع من الخوف لكن هي الخوف المقرون بعمل يعني الخوف الذي يثمر الهرب من المخوف منه لانه جاء في القرآن الخشية والخوف والرهبة كلها بمعنى الخوف لكن في بينها فروق دقيقة فالخوف هو فزع القلب مطلقا والخشية هو الخوف المقرون بمعرفة من الخشية هي الخوف الناسي عمن يعلم ويعرف من يخافه ولهذا قال الله جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء لشدة معرفتهم بربهم ومعرفتهم له سمى خوفهم خشية لكن الخوف قد يخاف وهو لا يعرف الشيء يخاف منه ولا يدري حقيقته واما الرهبة فهي الخوف المثمر المثمر للهرب مما يخاف منه يثمر عند من رهب اني يفر ويهرب من الشيء الذي يخاف منه بالايمان والعمل الصالح هنا واياي فارهبون وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم وهو القرآن. فان القرآن مصدق للتوراة. كما قال جل وعلا وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وقال جل وعلا نزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه فقصدها المراد امنوا بالقرآن امنوا بالكتاب الذي انزلته على نبيي وهذا الكتاب مصدقا لما بايديكم وهذا ادعى الى الايمان. لان بايديكم كتاب تعرفون ما فيه وجاء هذا القرآن يصدقه ويدل على صدقه يقول بما فيه مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به والمراد لا تكون اول كافر من اليهود او من اهل الكتاب لا تكونوا اول كافر من بني اسرائيل من اهل الكتاب لانه قد سبقهم بالكفر كفار قريش لم يؤمنوا وهذا الخطاب بالمدينة بعد الهجرة فمعنى اول الاولية هنا المراد بها اولية نسبية يعني الاولية بالنسبة لاهل الكتاب قال بعض العلماء يعني اول اول كافر به من اليهود. وقال بعضهم بل من اهل الكتاب من اليهود والنصارى. فقد كذبت اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل النصارى ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياته ثمنا قليلا. واياي فاتقون والاشتراك هو المعاوضة والاستبدال اشترى كذا بكذا يعني استبدله واستعاضه بغيره ولا تشتروا باياتي وهي ما جاءكم من البينات والدلائل الدالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ما معه لا تشتروا بهذا ثمنا قليلا قال الحسن الدنيا كلها الدنيا بحذافيرها من القليل وذلك ان اليهود لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم لو امنوا به لترتب على هذا ان تضيع عليهم رئاستهم وقد كانوا رؤساء في قومهم وكانوا يستفتونهم ويرجعون اليهم ويفرضون عليهم المال ويعطونهم بحكم الرئاسة وبحكم المقام يعطونهم اموال وقالوا لو اتبعنا محمدا وهو على الحق لا شك لو اتبعناه ذهبت عنا هذه الاموال فاشتروا ثمنا قليلا بدل ان يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ويتبعوه اشتروا بذلك ثمنا قليلا وهي الاموال التي تعطى اياهم والاتاوات التي يأخذونها على الناس. فقالوا لو اتبعناه لذهبت علينا بقينا بلا مال فاشتروا بايات الله ومنها القرآن والايمان به والايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. اشتروا بذلك ثمنا قليلا وهي ما يحصل لهم من المال بل الدنيا كلها من القليل واياي فاتقون اياي تقديم المعمول يدل على الحصر والاختصاص وتقدير الكلام لا تتقوا الا اي لا تتقوا الا الله مراد التقوى التي هي العبادة فعل الاوامر واجتناب النواهي اتقوني بفعل طاعة وترك معصيتي اجعلوا بينكم وبين عذابي وقاية بفعل اوامر واجتناب ما نهيتكم عنه وهذا تذكير لهم وهنا مسألة قد تخطر في الذهن هذا في بني اسرائيل طيب هذا القرآن انزله الله عز وجل للمسلمين ما هي الفائدة من اخبار بني اسرائيل؟ وما قال الله لهم وما امرهم به وما نهاهم عنه ما هي الفائدة نعم انا اذكر لكم قاعدة مهمة جدا العلما يقولون شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا قيله فكل امر امر الله به بنو اسرائيل فهو امر لنا كل نهي لبني اسرائيل فهو نهي لنا كل امر لاهل الكتاب او نهي لهم فهو امر لنا ونهي لنا الا اذا قام في شرعنا ما يدل على خلافه اذا هذا الامر الذي امر الله به بنو اسرائيل امنوا بما انزلته مصدقا بما معكم لا تكونوا اول كافر به لا تشتروا باية ثمن قليل واياي فاتقون. فارهبون هذي كلها اوامر لنا يجب علينا ان ان نخشى الله وان نتقيه وان نرهب وان نؤمن بالقرآن فشرعوا من قبلنا شرع لنا ما لم يرد يرد في شرعنا خلاف اذا هذه الاوامر لبني اسرائيل نحن مأمورون به وهذه النواهي نحن منهيون عنها الا اذا قام ما يدل على انها خاصة بهم. ثم قال جل وعلا ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون اللبس هو الخلط لبس الشيء خلطه ومزجه بغيره يقول لبست عليه الامر البسه لبسا يعني خلطته عليه ومنه قوله جل وعلا ولا لبسنا عليهم ما يلبسون يعني خلطنا عليهم الامر كما اختلط عليهم بان الرسول من من البشر لو انزلنا ملكا من الملائكة لخلطنا عليهم الامر فاختلط عليهم فلم يؤمنوا ولا تلبسوا الحق بالباطل. لا تخلطوا الحق بالباطل وهذا كما انه خطاب لبني اسرائيل خطاب لنا علينا ان نتقي الله جميعا ولا نخلق الحق بالباطل بل نقول الحق ونبينه ونترك الباطل ونبين بطلانه وللاسف ان ما وقع فيه بنو اسرائيل وقعت فيه بعض هذه الامة. لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة فهناك من يخلط الحق بالباطل من المنتسبين للاسلام وهذا جرم عظيم ذم الله عليه اليهود ونهاهم عنه وتكتم الحق وانتم تعلمون. الكتمان هو الاخفاء وعدم الاظهار. عدم اظهار الحق فهم كتموا الحق كتموا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. كتموا اهل كتابهم من الامر باتباعه وانه رسول الله حقا. وانه اخذ عليهم العهد والميثاق ليتبعون لتتبعنه كتموا هذا ولم يظهروه للناس بل كتموا بعض ما في التوراة اذا كان ليس لهم فيه مصلحة او يترتب عليه ليس لهم في مصلحة دنيوية ويترتب عليه آآ امر لا يريدونه مثل كتمان الرجم على على الزانيين اذا كان محصنين كتموه لانه زنا امير او كبير من كبرائهم فقالوا ما نستطيع نقيم عليه الحد. ولا يريدون يقيمون عليه الحد فشرعوا ودلسوا وكذبوا فلا يجوز كتمان الحق نعم من العلم ما يكتم لمصلحة لوقت معين او في مكان معين لامر عارض ولكن ان يكتب مطلقا لا ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لمعاذ لا تبشرهم فيتكأ قال الراوي فاخبر بها معاذ عند موته تأثما. خشية الاذن لانه فاهم ما هو مراد انك ما تظهر هذا العلم ابدا واما ما يحتج به بعضهم يقول ابو هريرة كتم قال حفظت وعائين من رسول الله احدهما بثثته والاخر يعني احكمته ما بثته ولو بثثته لقطعت هذه هذا لا يتعلق باحكام الدين هذا باخبار الناس انه يتولى خليفة اسمه فلان. ويكون ظالما ويفعل كذا ويكون سفيها كما لمح ابو هريرة قال اللهم اني اعوذ بك من رأس الستين وامارة فتقبل الله منه وقبضه سنة سبعة وخمسين للهجرة يعرض بعض ما اخبره لكن ليس مما يتعلق بالدين ونشر العلم وبيان الحق لا امور لا يترتب عليها معرفة بعض الاحداث التي تقع فالحاصل انه يجب على المسلم ان يتقي الله وان لا يكتم الحق. نعم لا نقول انه يترك طريق الحكمة لا عليك ان تسلك طريق الحكمة وتنظر كيف تدعو ويقوم بالحكمة والموعظة الحسنة وتسلك الطرق التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه واهل الهدى من بعدهم تظن انها تؤدي الى قبوله الحق كما قال الله جل وعلا لما ارسل موسى وهارون الى فرعون الجاحد الكافر الذي ادعى الربوبية قال فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. والله يعلم ان فرعون لن يتذكر ولن يخشى سبق في علمه جل وعلا ومع ذلك قال لهم قولا له قول لين لعله يتذكر او يخشى. ولهذا حتى لو كان يغلب على ظنك ان من تدعو انه لن يتذكر قل له قولا لين ادعه بالحكمة والموعظة الحسنة معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون. فالحاصل نحذر جميعا من كتمان العلم ومن لبس الحق بالباطل الان تلبس الامور خاصة في اشياء كثيرة منها امور البيوع كثير هناك لبس خلط على الناس الذي لا يعلم الحق بالمسألة يسكت لا يتكلم ويترك البيان لاهل البيان اما كل يتكلم وكل يفتي وهذا ما فيه بأس وهذا فيه بأس يباح للناس المعاملات الربوية هذا والله من خلط الحق بالباطل والله المستعان وتكتم الحق وانتم تعلمون اي نعم وانتم تعلمون انه حق لكن لو ان جاهلا ما فعل الحق ما قاله لانه جاهل لا يعرف ليس حكمه كحكم الذي يكتم الحق وهو يعلم انه الحق وهو انه وهو انه دين الله قال جل وعلا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين. مر معنا اقامة الصلاة ماذا قلنا البارحة نعم احسنت باقي اهم شيء في اولها. خالصة لله. الاتيان بالصلاة خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنة. هذا اقامة الصلاة. واقيموا الصلاة واتوا الزكاة الزكاة معروفة المال الذي يدفعه المسلم اذا وجبت عليه الزكاة والزكاة تجب بثلاثة شروط ان تبلغ النصاب وان يحول عليها الحول وان تكون ملكا لصاحبها لكن لو عنده مال حال عليه الحول وبلغ النصاب وهو عارية عنده وديعة ما في زكاة هو مسؤول عن نفسه اذا كان ماله هو واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين. فيه اهمية الصلاة والزكاة لاحظوا الله عز وجل نهاهم عن لبس الحق بالباطل. وعن كتمان الحق وامرهم باقام الصلاة وايتاء الزكاة وامرهم بالركوع مع الراكعين نحن مأمورون بهذه كما امرهم الله عز وجل واركعوا مع الراكعين قال بعض المفسرين هذه دليل على ان صلاة الجماعة واجبة. اخذ من هذه الاية لانه قال اركعوا مع الراكعين يعني كونوا في جملة الراكعين وهذا له وجه من النظر لكن الذي يظهر والله اعلم ان قوله هنا واركعوا مع الراكعين كما قال الامام الطبري قال الركوع هو الخضوع لله بالطاعة يقال ركع فلان لكذا اذا خضع يعني واركعوا مع الراكعين يعني واخضعوا لاوامري وذلوا لها واستجيبوا لها ما الذي يجعلنا نعدل عن ان يكون الركوع الذي في الصلاة لانه العلماء يقولون من قواعد التفسير الاصل في الكلام التأسيس للتأكيد فلو قلنا واركعوا مع الراكعين يكون تأكيد لان الله امر بالصلاة كلها ثم امر بالركوع وهو جزء من الصلاة فيكون هذا التأكيد لكن لو جعلناه كلاما تأسيسيا جديدا يفيد معنى جديدا هذا هو الاصل في كلام الله سبحانه وتعالى بل هو الاصل في الكلام الاصل في الكلام حمله على التأسيس يعني تأسيس معنى جديد وانشاء معنى جديد لا على التأكيد تأكيد معنى سابق وان كان يدخل فيه الامر الصلاة او لان الامر بالجزء الامر بالكل بالجزء وارادة الكل