اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم هذه كلها الان هذه الايات كلها مع بني اسرائيل. ولنا في ذلك عبرة. اتأمرون هذا استفهام انكار وتوبيخ اتأمرون الناس بالبر والبر قال ابن كثير هو جماع الخير يعني البر هو اعمال الخير اتأمرون الناس بالبر قال وذلك ان اليهود يعني تعددت الاقوال لكن من اظهرها واقربها انهم كانوا يأمرون الناس ان يعملوا بالتوراة التي في ايديهم يقول اعملوا بهذه التوراة. انزلها الله على موسى ما فيها حق اعملوا بما فيها لكن ينسون انفسهم في جانب النبي صلى الله عليه وسلم يتركون انفسهم من الايمان فلا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم يأمرون الناس بان يتبعوا التوراة التي بايديكم وهذا حق التوراة التي لم تحرف ولم تبدل لكن تنسون انفسكم يعني تتركون انفسكم انتم فلا تعملون بهذا البر واعظمه الامام بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما انزل عليه هذا قول وهو اقربها والله اعلم وهناك من العلماء من قال كان بنو اسرائيل يأمرون بطاعة الله وبتقواه وبالبر ويخالفون فعيرهم الله بذلك قاله السدي يعني ظاهره انهم كانوا يأمرون الناس بالحق بل جاء بعض الروايات انهم كانوا يأمرون اصحابهم باتباع النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول اتبعوا محمد فانه على الحق ولكنهم ينأون عنه ويتباعدون ولا يتبعون وهذا وان قاله بعض المفسرين لكن فيه اشكال لان المعروف عن اليهود انهم ابدا ما كانوا يأمرون بل كانوا هم ينأون ينهون وينهون ينهون غيرهم وينأون بانفسهم فلا يؤمنون ويسدون غيرهم عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فاقربها والله اعلم هو القول الاول انهم كانوا يأمرون بالبر وهو ما في التوراة من الحق. يقول نحن على الحق وديننا هو الحق اتبعوا ما في التوراة وينهون وينأون وينسون انفسهم وقال بعضهم انهم يأمرون الناس اتباعهم بالحق ولكن هم لا يعملون به وفيأخذون الرشوة ويأخذون الاموال ويتركون بعض الاشياء فيأمرون غيرهم ولا يعملون وهذا ايضا ليس ببعيد يشبههم الصوفية بهذا يأمرنا بعضهم يأمر الناس بالحق ويقول نحن علماء الحقيقة سقط عنا التكليف يأمرون غيره ويقول نحن غير مأمورين حنا بلغنا منزلة ابدا اتقى الخلق واكرمهم على الله هو النبي صلى الله عليه وسلم كان يعبد ربه حتى اتاه اليقين ولا ترك شيئا من اوامر الدين ولقال انا سقط عني التكليف وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم اخشى الناس واتقاهم لله واعلاهم مقاما واعلمهم بربي واعرفهم بربه هذا كله من الضلال المبين والحاصل ان هذا فعل اليهود يأمرون الناس بالخير وبالطاعة وباتباع ما عندهم من الحق ولكنهم هم ينسون انفسهم اي يتركون انفسهم من العمل بالبر ولا شك ان هذا جرم عظيم ولهذا قال الله عز وجل اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم نعم قال الله جل وعلا في اية اخرى يا ايها الذين امنوا لم تقولون ماذا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلوا ولهذا الناس في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اقسام القسم الاول يأمر بالمعروف ويعمل به يأمر بالمعروف فيعمل به وينهى عن المنكر ويجتنبه وهؤلاء هم المفلحون هذا افضل الاقسام. القسم الثاني يأمر بالمعروف ولا يعمل به وينهى عن المنكر ويعمله وهذا احسن حالا ممن بعده لكنه اسوأ حالا ممن قبله والقسم الثالث لا يأمر بالمعروف ولا يعمل به لا يأمر غيره ولا يعمل به ولهذا تكلم السلف على هذا حتى جاء عن سعيد بن جبير انه قال قال لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما ما امر احد بالمعروف ولا نهى عن منكر قال الامام مالك صدق من ذا الذي ليس فيه شيء قال ابن كثير قلت ولكنه والحال هذه مذموم على ترك الطاعة وفعله وفعله المعصية لعلمه بها ومخالفته على بصيرة فانه ليس من يعلم كمن لا يعلم ولهذا لا شك ان الواجب على الانسان يأمر بالمعروف ويعمل به. وينهى عن المنكر ويجتنبه لكن لو ان انسان ابتلي بمعصية مثلا بعض الناس يبتلى بالتدخين فاذا رأى احدا من ابنائه يريد يدخن يقول ما استطيع اقول له شيء كل اني انا ادخن لكن الاخر يقول لا انا ادخن ولكن انهى ابني لا تفعل التدخين حرام لا شك ان الذي ينهى عن المنكر وان كان يفعله افضل من الذي لا ينهى عنه ويعمل به حنانيك بعض الشر اهون من بعض والا لا شك ان العهد حتى الذي يأمر بالمعروف ولا يعمل به على خطر عظيم. ولهذا في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها في النار كما يدور الحمار في رحاء فيأتي اهل النار ويقولون الم تكن تنهانا عن المنكر وتأمر بالمعروف؟ فيقول بلى كنت انهاكم عن المنكر واتيه وامركم بالمعروف ولا اتيه امر خطير وجاء في الحديث الاخر للنبي صلى الله عليه وسلم قال وهو عند عند الامام احمد لا عند الطبراني في المعجم الكبير وصححه الشيخ الالباني رحمه الله في صحيح الترغيب قال صحيح لغيره عن جند ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العالم مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه نسأل الله العافية والسلامة. وايضا جاء في حديث اخر ايضا يحسنه الشيخ الالباني رواه الامام احمد عن انس ابن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم مررت ليلة اسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار تقرض بمقاريض من نار قلت من هؤلاء قال هؤلاء خطباء امتك من اهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم وهم يتلون الكتاب والله المستعان. فالاخوان الامر والله خطير ونحن والله قد دخولنا في هذا الباب مع انه لا شك انه افضل طريق وافضل عمل هو طلب العلم لمن صحت نيته. لكنه مسئولية عظيمة ولهذا الواجب على الانسان ان يأتمر ويعمل ويبادر الى العمل ويتقي الله ما استطاع. نعم هناك امور قد لا يستطيعها لكن الحمد لله اغلب الامور واكثر الامور المأمورات وكذلك المنهيات يستطيع الاتيان بالمأمورات واجتناب المنهيا فالامر خطير ويخشى الانسان ان يبدو له بين يدي الله ما لم يكن يحتسب والله المستعان قال جل وعلا نعم اتأمر الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب سبحان الله افمن يعلم كمن لا يعلم الذي يتلو كتابه يعني يقرأ الكتاب ويعرف الحق من الباطل عنده معرفة عنده علم هذا الحمل عليه عظيم والجرم منه كبير اكثر اكثر من الجاهل الذي لا يعرف الحق لان هذا عصى عن بينة ولهذا فيه شبه من اليهود الذين غضب الله عليهم لانهم علموا الحق وعملوا بخلافه ثم قال افلا تعقلون؟ العقل هو الفهم والادراك فلا تعقلون افلا تفهمون تعون عن الله تعقلون تتدبرون تأملون حتى يحصل لكم العقل والارتداع والانسجام لان فعلكم هذا فعل من لا يعقل ولا يدرك العواقب وهذا استفهام انكار ننكر عليهم