قال ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون عفونا عنكم قال وعفو الله عنهم انه امرهم بان يقتل بعضهم بعضا كما سيأتي مبينة. والايات التسعة التي ذكرها الله فاعطاه الله فرقانا وحججا ولا يمنع ان يكون ايضا من عطف البيان كتابا باتخاذكم العجل اذكروا حين قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم نعم الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. من ظلم نفسه يعني بغير موضعها فبدل الايمان ظلموا انفسهم بان عبدوا العجل من دون الله. وقالوا هذا الهكم واله موسى باتخاذكم العجل الها يعني اتخاذكم العجلة الباهنة للسببية بسبب اتخاذكم العجلة الها ومعمودا من دون الله فتوبوا الى بارئكم والبارئ هو الخالق. المحدث المبدع جل وعلا فالله هو بارئ الخلق فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم وارفعون تفسيرية لبيان كيفية التوبة وباي شيء تكون فقال فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم. يعني فقتلوا انفسهم وهو ما اشرت اليه وهذا اللي ذكره المفسرون انهم القيت عليهم ظلمة وقام الذين لم يعبدوا العجل واخذوا السيوف او السكاكين. واولئك استكانوا فصار الرجل اباه او ولد فلما رفع الله عنهم واذا هم قد قتلوا سبعين الفا فكان هذا سبب توبتهم فتاب الله على المقتول والقاتل. وجعلها توبة وجعلهم في الجنة فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم. يعني لما فعلتم ما امركم به تاب عليكم سبحانه وتعالى لانه التواب. كثير التوبة الرحيم. ومن رحمته ان اه قبل امركم بالتوبة وقبلها منكم. ثم قال جل وعلا واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا. انظروا مخاذي اليهود يعني رغم النعم التي اتاهم الله واعطاهم كل فترة يخرجون بمصيبة وببلية وبمعصية وبذنب عظيم قال واذ قلتم يا موسى واذكروا حين قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا ومعنى جهره يعني عيانا اصل الجهرة الظهور لن نؤمن لك حتى نرى الله جهارا باعيننا قال فاخذتكم الصاعقة والصاعقة هي ما يصعق فقيل هو الموت وقيل هي الغاشية غاشية غشيتهم فصعقوا وغشي عليهم لقوتها واختلف العلماء هل ماتوا؟ هل هذه الصاعقة صعقتهم فماتوا ثم احياهم الله عز وجل بعد ذلك قال بهذا بعض اهل العلم ويكونون كالذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم بعد ذلك عزير كالذي او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال ان يحيي هذه الله بعد موتها وكالطير الذي الطيور التي ذبحها ابراهيم الحاصل قالوا انه موت حقيقي الصاعقة صعقتهم وغشيتهم فماتوا قال فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون ينظر بعضكم الى بعض تتساقطون وتهلكون وتموتون ثم بعثناكم من بعد موتكم بعثناكم يعني احيناكم من بعد موتكم بعد ان متم وهذا استدل به من قال انه موت حقيقي قال لان الله يقول من بعد موتكم والموت معروف اذا اطلق وانتم لعلكم تشكرون خلقكم الله لعلكم تشكرون الله وتستجيبون لاوامره وقال بعض المفسرين مال اليه ابن ابن جرير قال الغاشية والصاعقة هنا لم يكن موتا وان المراد انها صاعقة غشيتهم فاغمي عليهم ثم بعد ذلك قاموا ولكن يشكل عليه قوله ثم بعثناكم من بعد موتكم وهذا ما لا اليه ابن كثير وذكر يعني ادلة على ان الصاعقة تطلق يعني على على الموت قال حر موسى صعقا تطلق على الغشيان ولا يلزم منه الموت يعني اغمي عليه او غشي عليه والحاصل ان المفسرين اختلفوا بهذا والله اعلم لكن عموما حصل لهم هذا. اما انه اغمي عليهم ثم افاقوا بعد ذلك واما انهم اماتهم الله ثم احياهم والله على كل شيء قدير ثم قال جل وعلا وضللنا عليكم الغمامة وانزلنا عليكم المن والسلوى ظللنا يعني جعلناه يظلكم وهذا في التيه لان بني اسرائيل امرهم الله ان يدخلوا الارض المقدسة مع موسى فنكلوا وقالوا اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون وابوا ان يدخلوا فضرب الله عليهم التيه والتيه والتحير تحيروا في سيناء فمكثوا في سيناء اربعين سنة ما يستطيعون يخرجون من هذا المكان اتذكر المفسرون انهم يخرجون من اول النهار يسيرون مرتحلين فاذا جاء غروب الشمس واذا هم في نفس المكان الذي خرجوا منه ضرب الله عز وجل عليهم ذلك بسبب نكولهم ومعصيتهم كما قال جل وعلا وقالوا يا موسى انا لندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون قال ربياني لا املك الا نفسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض فلا تأس على القوم الفاسقين. محرم عليهم دخول بيت المقدس اربعين سنة ومع انها عقوبة اربعين سنة انعم الله الرحمن الجواد الكريم عليهم بنعم عظيمة منها ضللنا عليهم الغمام والغمام هو السحاب لانه يغم ويغطي لانهم في صحراء فجعل السحاب دائما فوقهم يظلهم من الشمس وانزلنا عليكم المن والسلوى قال من قيل انه شراب عسل مثل العسل وقيل غير ذلك. وخلاصة ما يقال فيه كما قال ابن اه السعدي رحمه الله قال المن اسم جامع لكل رزق يحصل بلا تعب ومنه الزنجبيل والكمأة وغير ذلك وقال ابن كثير والغرض ان عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن فمنهم من فسره بالطعام ومنهم من فسره بالشراب والظاهر والله اعلم انه انه كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب وغير ذلك مما ليس فيه عمل ولا كد الى اخر كلامه رحمه الله يعني اختلفت عباراتهم قيل الرب الغليظ وقيل آآ طعام ينزل على شجرة الزنجبيل وقيل انه العسل وقيل الترنجبين اقوال عديدة والله اعلم لكن لا شك ان من المن الكمأة لانه في البخاري النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين هذا فيها نص صحيح لا شك انه من من من الطعام الذي انزل عليهم والسلوى نوع من الطير واكثر المفسرين على انه السمانة على انه طائر السمان قالوا فكان احدهم اذا اصبح تسوق الريح الطير عليهم فيصطادون منها طعام الاسبوع ومن اخذ شيئا فوق طعام الاسبوع يفسد عليه والله اعلم لكن لا شك ان الله امتن عليهم بهذا مع انهم عصاة وفي صحراء فظلل عليهم بالغمام عن الشمس وانزل عليهم المن والسلوى سبحانه ما ارحمه حتى بالعصاة قال كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. فالدليل على ان هذا الطعام طيب كلوا من طيبات ما رزقناكم. فهو طعام طيب مما رزقهم الله واعطاهم ومن به عليهم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون ما ظلمونا في فعلهم وفي معصيتهم وبعدم استجابتهم لامرنا ما ظلمونا لان الله لا تضره معصية العاصين ولا تنفعه طاعة الطائعين ولكن كانوا انفسهم يظلمون ظروا انفسهم وظلموا انفسهم ووظعوها في موظع العذاب بدل الثواب ثم قال سبحانه وتعالى واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا قال ابن كثير وغيره ان هذا حصل بعد موت موسى وهارون لان موسى وهارون مات وبنو اسرائيل في التيه ما دخلوا الارض المقدسة لكن دخلوا الارض المقدسة بنو اسرائيل دخلتها مع يوشع بالنون وهو فتى موسى والحديث في صحيح مسلم ان يشع ابن نون لما قتل العمالقة في بيت المقدس واراد الدخول كان يوم جمعة وتضيفت الشمس للغروب وخشية ان غابت الشمس وهو لم يقتلهم وكذا الا يستطيع فتح فقال ايتها الشمس انك مأمورة واني مأمورين فقفي حتى يفتح الله علي فوقفت الشمس حتى فتح الله عليهم والحديث رواه مسلم في صحيحه فدخلت بنو اسرائيل لكن بعد اربعين سنة ودخلوا مع يوشع ابن النون الذي كان هو فتى موسى ثم صار نبيا بعد ذلك اذا هذا هو تفسير الاية واذ قلنا ادخلوا هذه القرية وهي بيت المقدس على الصحيح كما قال الله عز وجل عن موسى يا قوم ادخلوا الارض المقدسة فكلوا منها حيث شئتم رغدا كلوا من خيراتها ومن طعامها ومن نباتها رغدا والرغد هو الهنيء الواسع المريء وادخلوا الباب سجدا وامرهم حينما يدخلون بيت المقدس ان يدخلوه سجدا. قالوا سجدا اي ركعا لان الركوع سجود لان فيه خضوع لان الساجد الذي يسجد على جبهته لا يمكن ان يدخل يمشي كيف يدخل الساجد يلزم الارض فقالوا سجدا اي اي ركعا فامرهم ان يدخلوا الباب راكعين وقولوا حطة نغفر لكم ذنوبكم. وذكر الله امرين الامر الاول ان يدخلوا الباب قابعين متذللين بامر الله عز وجل. والامر الثاني ان يقولوا حطة ومعنى حطة اي اللهم حط عنا ذنوبنا حط عنا ذنوبنا حطة اي اغفر لنا ذنوبنا نغفر لكم خطاياكم وعدهم الله انهم ان فعلوا ذلك دخلوا الباب سجدا خاضعين وايضا طلبوا مغفرة الله وقالوا حط عنا ذنوبنا نغفر لكم خطيئاتكم وسنزيد المحسنين. نغفر ما كان عندكم من الخطايا ونزيد المحسنين اجرا وثوابا فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم كما جاء في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قيل لهم ادخلوا الباب سجدا قال فدخلوا يزحفون على استههم على استاءهم والاستاه جمع ستاه وهي الاست يعني على مؤخراتهم دخلوا يزحفون من شدة مخالفتهم لامر الله فدخلوا يسحبون على استههم وقالوا حبة في شعرة قال قولوا حطة شوف تبديلهم وتحريرهم قالوا حبة في شعرة وبعض قال قولوا قالوا حنطة في شعرة اذا فبدل الذين قال ظلموا قولا غير الذي قيل لهم هذا تبديلهم بدل الدخول على وجوههم دخلوا على استاهم يزحفون وبدل ان يقولوا حط عنا ذنوبنا واغفر لنا سيئاتنا قالوا حبة في شعرة. قال فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون. والرجز كما قال ابن عباس وغيره قال الرجز هو العذاب فانزل الله عليهم رجزا اي عذابا من السماء بما كانوا يفسقون الباء للسببية وماء مصدرية اي بسبب فسقهم والفسق هو الخروج عن طاعة الله عز وجل الى معصيته